أخر الاخبار

ترويض ادم للكاتبة بتول طه الفصل السادس

 

ترويض ادم للكاتبة بتول طه


الفصل السادس 

جميع حقوق الملكية والنشر تعود لي ولا احلل فكرة السرق او نشر الرواية دون الحصول على موافقتي.


========================

"متخفيش" أجابها ببرود وفجأة حاوطت رقبته بذراعيها وتنفست بها غير مدركة لما تفعله وهي نائمة ليتوجه لأحدى الغرف ثم فتح آدم أحد الأبواب وأنزلها برفق على السرير يخلع عنها حذائها ثم دثرها بالغطاء ليسمعها تتمتم


"هيتحرش بيا زي ما عمل معاهم.." تمتمت بين نعاسها ليبتسم قليلاً ومسد وجنتها بلطف ثم تركها وخرج موصداً باب غرفتها بهدوء. ذهب لينام ولكن رغماً عنه ودون أن يدرك وجد نفسه يفكر بها


"مين البنت ديه فعلاً؟ هي فعلاً شاطرة زي ما مراد ما بيقول؟ بس هي بتصدني كل مرة آجي أقرب منهم، أكيد هي مش زي باقي الستات، يبقا أكيد هي فعلاً عايزة تشتغل!! ممكن؟! كل مرة اختبرها في حاجة الاقيها فعلاً محترمة.. بس يالا، اهى في الأول وفي الآخر واحدة ست وهتعمل زيهم.. أنا مهما كان مقدرش أثق فيهم.. وبعدين أنا بفكر فيها ليه أصلاً دلوقتي؟!" استغرب آدم من تفكيره بها ولكن لم يستطع نسيان مواقف مر بها معها اليوم، تركيزها بالعمل، لم ترد أن تذهب أو تقصر بعملها بالرغم من الإنتهاء في وقت متأخر، جرأتها في فرض آرائها وأسألتها المتكررة


"بس لأ.. أنا مش هاسيبها تاخد من تفكيري أكتر من كده.. أما نشوف حكاية الشغل دي ونشوف ايه اللي هيحصل بعد كده" قرر آدم بإنزعاج متمتماً لنفسه، فلقد شغلت تفكيره وهو يكره أن تتحكم بتفكيره إمرأة، تذكر قربها منه وبراءة عينيها العسليتين، شفتها الممتلئة، شعرها الأسود الفاحم، قوامها المثير، ثم تذكر إقترابها من هشام بالشركة ليشعر بالغضب تجاه ردة فعله معها!


"الله يحرقك يا مراد أنت وهي.. جبتهالي منين بس؟؟" تمتم حانقاً ثم بالكاد غفت عيناه لينام وقد قاربت الرابعة فجراً..


لم يلبث إلا القليل فاستيقظ في السادسة صباحاً ثم تفقد شيرين ليجدها لا زالت نائمة فأعد بعض القهوة وجلس يدخن نافثاً دخانه ببطىء ويفكر بما فعلته ميار، هل حقاً أرادته أن يخسر هذه الاتفاقية وعرضته للإستغلال بمنتهى البساطة هكذا لأنه رفض أن يتزوجها؟


Flashback


"آدم متسيبهاش.. أنت عارف إنه صاحبي الوحيد، هي دي وصيتي ليك، أتجوزها يا ابني علشان خاطري.. أنا عمري ما طلبت منك غير الحاجة دي بس، أنت عارف إن أبوها من يوم ما فلس وأشتريت نصيبه في الشركة وبعدها مات واحنا كل اللي تعرفهم ميار ومتعرفش حد غيرنا..."


تذكر كلمات أبيه على فراش الموت وكم آلمه قراره الذي أتخذه تجاه ميارفبالرغم من أنه أعاد بعض الأسهم لها إلا وأنه يريده أن يتزوجها، فهو لم ولن يشعر بشيء تجاهها وبالرغم من هذا امتثل ما طلبه منه والده، ليفكر جيداً أنه مهما فعل مع شخصية حقيرة مثلها لن ترضى أبداً بل وطمعها سيجبرها على أن تتخذ أسوأ الطرق حتى تحصل على المزيد!


"ماشي يا واحدة قذرة أنا بقا هوريكي بعمل ايه في اللي تلعب من ورا ضهر آدم رأفت وتتخطاه!!" قرر أن يبعث لها برسالة وهو واثق أنها ستستجيب


"مستنيكي في البيت..


آدم رأفت"


بعد مرور ساعتان نظر لشاشات المراقبة بمنزله فرآى سيارتها فجلس بغرفة مكتبه وانتظرها ولكنه أعد لها مكيدة فهي من بدأت بالإدعاءات عليه، "يالا بقا ما دام أنتي ابتديتي باللعب الوسخ تعالي نلعب سوا.. أنتي اللي حكمتي على نفسك" دخلت تتمايل بمشيتها ثم نظرت له


"ايه؟ وحشتك مش كده؟" سألته كالمنتصر


"يمكن" اعتدل في جلسته على كرسي فخم أسود اللون وجاوبها ببرود


"وايه كمان؟"


"متفاجئ بصراحة" تبسم نصف ابتسامه


"عجبك اوي اللي سمعته مش كده؟" ابتسمت له بعهر واستفزاز


"مممـ.. آدم رأفت يغتصب ميار الحسيني.. خطيبته.. مكنتش متوقع ده بصراحةا"


"عشان تعرف إني دايماً هفاجئك"


"تعالي.. تعالي" آمرها وعقد حاجباه ففعلت ولكن على حذر فقام ليقترب منها ونظر لها


"عايز ايه؟"


"عايز ايه! عايز ايه! بصراحة مش عارف يا ميار لكن شكلي كده بحب الستات الذكية زيك"


"عشان بس تتأكد إني أقدر أعمل اي حاجة.. ما هو بردو مينفعش بين يوم وليلة تقولي فركش!!"


"أنتي وحشتيني بجد" ابتسم لها وهو يتصنع ثم همس ووقف خلفها ليحتضنها، عار الصدر دافناً وجهه بعنقها


"فعلاً وحشتك ولا اللي أنا عملته طير النوم من دماغك وخلاك مش عارف تعمل ايه والموضوع بقا صعب عليك اوي؟" سألته وأغمضت عيناها فلكم تمنت أن تسمع هذه الكلمات منه، بالرغم من كل الألاعيب والمكايد ولكن لم يتغير تأثيره عليها حتى الآن


"وحشتيني يا حبيبتي اوي" اجابها ملثماً عنقها بقبل ساخنة


"أأنت.. أنت بتقول ايه؟" همست سائلة بتعجب وبنفس الوقت شعرت بتأثيره عليها الذي استجابت له دون تريث أو إنتظار، فهو لم يقل لها حبيبتي ولو لمرة واحدة منذ أن تمت خطوبتهما..


لم تحصل منه على إجابة واستمر في تحسس جسدها وقدم ذراعه ليحاوط خصرها وفك رباط شعرها ثم جعلها تنظر إليه.


"أنا زي ما أكون بشوفك وبعرفك لأول مرة في حياتي، مكنتش مقدر اللي ما بين ايديا، كنت فاكرك مجرد بنت صغيرة فرحانة بموضوع الخطوبة وخلاص وأنتي عارفة إني بحب الذكاء والست اللي تقدر تعمل اي حاجة وتعتمد على نفسها ومتخليش حد يغلط معاها، أنا مش عارف أنا ليه كنت كده معاكي الأول وايه أصلاً سبب الخلاف ما بينا.. ومعرفش أصلاً ازاي اخدت قرار زي ده وسيبتك تضيعي من ايدي.. عشان كده أنا عايز أتجوزك يا ميار" قال عاقداً حاجباه بجدية ليدعي الصدق بإحتراف


"بجد يا آدم؟"


"أطيد طبعاً بجد، وأنا من امتى قولت كلمة ورجعت فيها؟ عمرك سمعتي عني كده؟"


"لا.. بس.. بس الناس كلها شايفة إن في حرب شغالة ما بيني وبينك وفي الآخر الموضوع كله بسببي.. أنا آسفة يا حبيبي غصب عني، أنا أول ما قوليتيلي إنك هتفسخ الخطوبة وإننا مينفعش نكمل مع بعض خلاتني أجنن ومكنتش عارفة أنا بعمل ايه، ملقتش حل قدامي غير إني أعمل اللي أنا عملته ده، كان لازم أطلع بأي حجة أو أعمل أي حاجة عشان ترجعلي، لما قولت لكذا مجلة إنك أغتصبتني وعملت مداخلات في كذا برنامج قولت يمكن تكلمني تاني، بس لما مكلمتنيش فكرت إن ممكن كذا واحدة صاحبتي تساعدني وقالوا إنك اتحرشت بيهم.. أنا آسفة بجد يا آدم بس فعلاً كنت متعصبة جداً"


"ما الناس ومالنا، ما يولعوا، وأنا من امتى بيهمني كلام الناس؟ ما هو بردو الناس دي متعرفش أنا بحبك قد ايه.. أنا يمكن كنت غبي ومحستش باللي في ايديا غير لما ضاع مني، أنا اللي المفروض أعتذرلك مش أنتي.. متقوليليش آسفة دي تاني!"


"آدم بجد أنا حاسة أني بحلم" همست ميار تغمرها السعادة لتقترب منه فقبلها بنعومة فبعدت عنه قليلا "ليه يا آدم كده؟ ليه استنيت لغاية ما كل ده يحصل؟ أنت كنت عايزني اتجنن وأنت بعيد عني؟!"


"انا آسف يا حبيبتي حقك عليا.. بس أنتي عارفة إن موضوع موت بابا مكنش سهل عليا ومكنتش عارف أنا بعمل ايه!"


"أنا عارفة يا حبيبي.." اقتربت منه لتطوقه بذراعاها "استنى.. أنا عندي حل لكل ده" افترقت عنه ممسكة بهاتفها لتجري اتصالاً


"آلو.. أيوة أنا ميار الحسيني، أنا بكذب كل الإدعاءات عن آدم رأفت وهو فعلاً مغتصبنيش ولا حاجة.. أنا اتهددت من أشخاص معينين كانوا عايزين يأذوه.. وباقي الممثلات عملوا بس معايا واجب عشان اللي هددني.. فيه بردو واحدة تقول كده على خطيبها؟ ولا أصلاً واحد بيحب واحده وخطبها يبقا هيعمل كده معاها ليه؟.. أنا آسفة بس فعلاً مقدرتش استنى أكتر من كده عشان أكذب كل حاجة.. والموقف اللي اتعرضتله مكنش سهل.. شكراً اوي.. وبردو حبيت أقولكوا ده قبل ما أصرح بيه لأي حد تاني.. تمام.. باي"


انهت المكالمة ثم نظرت له بفخر ليبتسم لها ابتسامه صغيرة مقتضبه لم تلامس عيناه ولم يظهر غضبه نهائياً على وجهه ولا ملامحه فقد برع بالتحكم بأعصابه، وأخذت هي تجري اتصالات عدة للكثير من المجلات الفنية والجرائد والبرامج حتى تكذب ما أدعته على آدم وبعد قليل ذهبت إليه لتحتضنه وهي تبتسم له "أنا آسفة يا حبيبي متزعلش مني" أخبرته متأسفة بندم.


"قلت لك متعتذريش.. ولا يهمك، مجرد خبر واتكذب" أقترب ليحتضنها


"آدم بس فيه حاجة تانية" قالت بندم وهي محتضناه لينظر لها


"فيه ايه يا حبيبتي؟"


"ممم.. أنا آسفة.. بس..."


"ميار يا حبيبتي، أنا سامحتك على كل حاجة عملتيها وعارف إنه كان موقف وعدى وحتى لو معرفتش أنتي عملتي ايه، كلها كام يوم وهتكوني مراتي والحاجات دي مش هاتفرق ما بينا"


"لأ أنا لازم أقولك.. أنا.. من تلت أسابيع.. كان.. كان فيه" تلعثمت خائفه فهي تعرفه جيداً قد يغضب عليها في اي وقت


"متخفيش ولا تقلقي، اتكلمي زي ما أنتي عايزة" حاول طمئنتها بإبتسامة ساحرة


"أنا زورت كذا تقرير لشوية صفقات المفروض كانت عقودها تتمضي الفترة الجاية، ومتقوليش إنك وافقت تمضي عقد امبارح.. طمني وقولي إنها محصلتش"


"عملتي ايه تاني يا ميار؟" سألها بعصبية ثم عقد آدم حاجباه منزعجاً فهو حقاً لا يستطيع أن يُصدق أن تصل حقارتها لهذا الحد فهي بطريقة غير مباشرة تؤذي نفسها هي الأخرى إذا تدهور حال الشركة..


"شوفت؟ عرفت أنا ليه كنت خايفة أقولك؟ خلاص لو هتتعصب أنا مش هاقولك حاجة" اجابته خائفة


"أنا بس اضايقت عشان خايف لا كل حاجة تبوظ مش أكتر" ابتسم لها ليحاول أن يُشعرها وكأن كل شيء بينهما على ما يرام ثم جذب يدها ليُقبلها


"لا لأ.. مش هتوصل لكده يعني استحالة" ابتلعت ريقها ثم أكملت وهي تشعر بالإطمئنان "الوفد الياباني اتفق معايا من تحت لتحت إن السعر اللي هيعرضوه هيكون عالي اوي وهيحاولوا يقنعوك إن جودة الحاجة عالية جداً، بس أصلاً العينة اللي أنا وافقت عليها مكنتش كويسة أصلاً وجودتها زفت، فضلوا يتحايلوا عليا شوية إننا نقبل وعرضوا عليا مبلغ كويس وأنا وافقت.. مش عشان الفلوس طبعاً أنت فاهم.. أنا وافقت بصراحة عشان كنت مضايقة منك ومن اللي أنت عملته.. بردو فيه اتفاقية الـ Tablet الجديد، الـ processor بتاعه اللي في الـ Chip (شريحة) نفسها مش كويسة ومش زي التقرير خالص، بص أنا هبعتلك كل حاجة، كده كده أنا عاملة نسختين من كل تقرير، بس قولي إنك سامحتني" ابتعدت عنه ممسكة بهاتفها لترسل له بريداً إكترونياً بكافة المعلومات والتقارير الصحيحة


"خلاص يا ميار اللي حصل حصل وأنا مش مضايقك منك في حاجة" قالها ببرود ليصب كأساً ببار مكتبه


"يعني أنت خلاص دلوقتي عـ..."


"مين اللي ساعدك في كل ده؟" قاطعها ببرود مُهيب


"هشام منذر، هو أصلاً كانت عينه عليا من زمان ويتمنالي الرضا، وبردو ابجته كويس فوافق" انتهت من إرسال كل المعلومات ثم توجهت نحوه تبتسم له لينظر لها آدم ناظرة ثاقبة مبتسماً بغرور ولم يدري أن شيرين واقفة بالقرب من الباب تستمع لحديثهما ثم فجأة صفق وقهقه بدون توقف لتنظر له ميار بتعجب.


"تعرفي يا ميار؟! أنا عملت زي ما أبويا وصاني وخطبتك وحاولت معاكي بجد، بس فعلاً أنتي فاجئتيني، كل مرة أحاول معاكي وأعملك اختبار بتفشلي فيه فشل ذريع!! أنا عارف إنك كنتي بتخونيني مع هشام وغيره كمان، وعرفت إن انتي اللي زقيتي كذا ممثلة عشان يقولوا إني اتحرشت بيهم مع إن الكلام ده مش صح، عرفت إنك زورتي التقارير، بس بصراحة أنا مبسوط بنفسي اوي قدامك، أنا فعلاً شاطر أوي جداً، بعرف اتعامل مع الزبالة اللي زيك، وكمان أنا أتأكدت إني ممثل هايل!!" ابتسم لها بغرور بعد أن القى تلك الكلمات عليها بمنتهى البرود واحتسى من كأسه ثم تركه على البار الخاص به ونهض متوجهاً نحوها


"آآدم.. أنت.. أنت.. بتقول ايه؟" تلعثمت متوترة


"متعمليش فيها بقا بريئة عشان الدور ده مش لايق عليكي، متفكريش تخدعيني وأنتي بتلعبي من روا ضهري بقذارة، بس تعرفي.. أنتي طلعتي غبية اوي" دنا منها ليهمس بأذنها واضعاً يداه بجيباه بشموخ وزهو "لأ واحدة قذرة وغبية كمان، قدام كلمتين حلوين وحضن وبوسة زي الغبية قولتيلي كل حاجة، كذبتي التصريحات وقولتيلي على كل البلاوي باللي ساعدك كمان، تصدقي كنت فاكر إنك أذكى من كده؟!" ابتسم بسخرية ابتسامة لم تلامس عيناه


"أنا معملتـ.."


"اخرسي!! أخرجي برا بيتي واياكي تفكري تيجي هنا تاني، لا هنا ولا الشركة، أنا ممكن بمنتهي السهولة أسجنك باللي عرفته دلوقتي، ولا نسيتي إنك زورتي التقارير؟!" صاح بها في برود شديد


"يا حتة كداب يا حقير!! أنت معندكش دليل على كل اللي بتقوله، ولا حتى على اللي عملته أنت مـ.." صاحت في غضب وغيظ ليقاطعها مبتسماً في برود


"مش قولتلك غبية؟" ضحك بإستهزاء "كل اللي قولتيه يا خطيبتي يا حبيبتي متصور صوت وصورة.. تحبي تاخدي نسخة؟!" همس بنبرة خافتة مستهزءة "بس متقلقيش نسختك هتجيلك حاجة هايلة، هظبطهالك، إضاءة ومونتاج وشوية تعديلات في الحوار بيني وبينك هيبقا فيلم يكسر الدنيا وهيجيب إيرادات بالهبل"


"أنت ازاي تعمل كده؟!!" صاحت في غضب


"ازاي أعمل كده؟!" صاح مستهزءاً بإندهاش "أبداً.. كملت معاكي في قذارتك وعملت زيك!!" ابتسم في تهكم "يالا بقا يا غبية برا بيتي" ابتسم ببرود مخيف وقد احمرتا عيناه ووجه لها ظهره


"بقا كده.. ماشي يا آدم، بس لعلمك أنا ليا أسهم بابا الله يرحمه في الشركة و.."


"أنا هاشتري الأسهم اللي بإسمك.. وبرضاكي كمان وبمنتهى التفاهم ولا كأنها صفقة بين أي اتنين" تحدث لها ليقاطعها بمنتهى الهدوء وكأنها لم تخدعه منذ قليل "وإلا.. استعدي لقضية تزوير.. وساعتها حتى هاتخسري الأسهم كلها وهتبقي مسجونة" ابتسم لها بمكر ثم ضيق رماديتاه"وعلى فكرة شكلك هيبقا حلو أوي بهدوم السجن.. هتليق على واحدة قذرة وكدابة زيك" دنا منها ليجذب شعرها بيديه "وكهدية مني ممكن أبعتلك هشام كمان، هيسلي واحدة وسخة زيك، أصل الوسخ مبيعرفش يعيش ولا يتعامل غير مع الأوساخ اللي زيه"همس بإستفزاز لها دافعاً أياها على الأرض.


"ماشي.. ماشي أوي يا آدم.. أنا هوريك وهخليك تندم على كل اللي عملته معايا" صاحت به لتنهض في غيظ شديد وخرجت مسرعة إلي الحديقة لتدخل شيرين مصدومة من هول ما سمعت فرآها وأشعل سيجارة ببرود ثم جلس يتجرع كأسه دفعة واحدة عاقداً حاجباه.


"أنت كل اللي اتقال عنك ده مكنش حقيقي.. يعني أنت فعلاً معملتش كده؟" سألته بدهشة ولكنه لم يجبها وشرب من كأسه الجديد الذي سكبه للتو لتكمل هي "أنا بجد آسفة.. أنا صدقت كل اللي اتقال عليك" همست متفآجئة بندم ثم جلست أمامه


"شكلك كده أحلى" همس بهدوء مخيف


"نعم؟!" تعجبت لما قاله


"شعرك كده وهو مفكوك أحلى"


"شكراً.." شكرته بخجل فهي لم تتوقع منه مثل هذه الكلمات الآن.. كيف له أن يغازل بعد معرفته أن خطيبته السابقة قد خدعته،كان أجدر به أن يغضب أو ربما يمتنع عن الحديث ولكن فاجئها بمزاجه الرائق تماماً وكأن شيئاً لم يكن! " هو أنا ممكن أمشي عشان محتاجة هدوم و.."


"أكيد" قاطعها "بس لازم تكوني موجودة في الشركة على اتناشر ونص"


"حاضر" قالت لتتركه مغادرة ولكنها تذكرت أنها لا تملك سيارة ومنزله بعيد لا تمر سيارات الأجرة بالقرب منه، وحبيبة بالتأكيد بعملها فقد قاربت الساعة على التاسعة فعادت لتحدثه مجدداً "آدم.." حمحمت منادياه ليهمهم لها بدون كلام


"أنت فعلاً معندكش سواق؟" سألته بخجل رافعه خصلة من شعرها خلف أذنيها


"ليه؟" سألها ببرود عاقداً حاجباه لا يدري كيف يرفع نظره عنها ببراءتها وخجلها فهي تبدو رائعة الجمال بعسليتاها وشعرها الفحمي هذا


"مممـ.. امبارح.. حبيبة وصلتني الشركة وبعدين وصلتني هنا.. وبصراحة مش هالحق ادور على حد عشان يجبلي عربيتي وممكن أتأخـ.."


"استني" قاطعها مغادراً لغرفته


"آآفف!! هو ليه مبيقولش هيعمل ايه أبداً؟ طب على الأقل يبطل قلة ذوق بدل ما يمشي ويسبني كده.. إنسان غريب فعلاً" تمتمت لنفسها بعد أن خرج وبعد قليل ظهر لها وقد ارتدى ملابسه التي لم تبدو رسمية مثل أمس.. سترة جلدية سوداء وبنطالاً أسود اللون وحذاء ذو رقبة وقميص رياضياً أبيض، ساعة رولكس سوداء ونظارة شمس سوداء، حسناً ذلك السواد الذي يتعايش به غريباً للغاية.. نظرت له على خجل وشعرها منسدل على عينها اليسرى ومجدداً وجدت نفسها منجذبة لملامحه التي صرخت بالوسامة "هو ليه لازم يكون حلو اوي كده؟ وريحته دي مش عارفة بتنرفزني كده ليه!!" فكرت وشردت بملامحه ليوقظها صوته العميق مما تُفكر به


"تعالي.." تبعته شيرين حتى وصلا إلي مرأب السيارات الخاص به ثم وقع اختياره على سيارة فيراري رياضية سوداء "اركبي" آمرها ببرود


"آدم أنت بتعمل ايه؟" سألته بدهشة


"هوصلـ.."


"لا لا لا..متتعبش نفسك ملوش لـ.." قاطعته متوترة


"اسمعي ولآخر مرة هاقولهالك" قاطعها محذراً ليمسك ذراعها بقوة "اياكي تقاطعيني تاني.. ده أولاً، وثانياً اياكي تخليني أكررلك كلمة تاني، وثالثاً متحلميش حتى إنك تقرري وأنا موجود أو تناقشيني في قرار اخدته!" ضيق رماديتاه وقد أصبحا غامقتان برعب لينطلق الشرار منهم "سمعتيني!" صوته الرخيم الغاضب أرسل رجفة لجسدها بالكامل لتومأ له على وجل ولم تستطع أن تخبره أن ذراعها يتألم لتجده يتركه بعد ثوانٍ ثم بدأ بالقيادة بجنون وسرعة مرعبة ولم تقوى على اخباره بخوفها فقط نظرت بأرضية السيارة.


"بيتك فين؟" سألها ببرود


"أنا" حمحمت في تردد ولكنها أكملت خوفاً من غضبه" أنا قاعدة عند حبيبة اليومين دول.. هنلف الـ U turn الجاية وبعدين هنكمل شمال على طول" قالت بخوف وهي تلعن اليوم الذي رآته به ليسيطرا الوجوم والصمت على السيارة ليأتي صوته سائلاً


"ليه قاعدة عندها؟"


"أأيه؟؟ ممم..مين؟" تلعثمت وقد نسيت ما أخبرته منذ قليل


"حبيبة دي" همس موضحاً لها ببرود


"مممم.. أنا قاعدة عندها عشان.. مممم.. من ساعة ما.." تلعثمت محمحمة لا تدري ماذا تقول


"أنتي مش عايشة في بيتك؟ ولا معندكيش بيت؟"


"عندي بس.."


"اتكلمي!!" قال بنفاذ صبرجاززاً أسنانه


"أصل.. أصل.. مامتها.. مامتها كانت تعبانة و.. و.. كانت عايزة حد ياخد بالها منها.. ويعني.. حبيبة كانت مشغولة فقعدت معاها وكمان هي كانت صاحبة ماما من زمان" اجابته مسرعة ولا تدري من أين تفوهت بهذا وقد لعنت لحظة إخباره أنها تمكث عند حبيبة


"يووه!!" صرخ بغضب وأوقف السيارة وقد سمعت إطارتها تزمجر غضباً مثله وقد علت أنفاسه "أنتي بتكدبي ليه؟!" صاح بسؤاله ليرسل لعسليتيها الدموع


"أنا مبكدبش.. هي فعلاً مامتها كانت تعبانة" اجابته بصوت يكاد يُسمع


"ودلوقتي؟!" سألها بعدم اقتناع


"ملحقتش ارجع بيتي" همست وعيناها مليئة بالدموع تلمع بهما، على وشك قطع طريقها لوجنتيها


"ماشي!" قال ببرود "النهاردة ترجعي بيتك" آمرها بهدوء


"ايه؟! اشمعـ..." سكتت من تلقاء نفسها ولم تكمل واضعة يدها على فمها فقد تذكرت كلامه جيداً عن مناقشته لقراراته بالرغم من أنه ليس له الحق بأن يتحكم بحياتها الشخصية


"حلو إنك سكتي من نفسك.. ابتديتي تتعلمي اهو" همس بعد ثوان ليستكمل القيادة.


لم تدري شيرين لم انصاعت ورضخت له هكذا فقد آلمها أنها لا تستطيع أن تقرر ما تريده، لم يمر الكثير من الوقت حتى وصلا ليقف وتنزل هي بدون كلام وما إن غادر زفرت بعمق وكأنها تخلصت للأبد منه ثم نظرت لساعتها وقد قاربت العاشرة "يادي النيلة هتأخر!" تمتمت ثم تحدثت بهاتفها


"آلو.. أنا شيرين عصام مديرة أعمال آدم رأفت.. ممكن بعد إذنك نغير المعاد ونخليه حداشر ونغير المكان.. تمام أنا عارفة الأوتيل ده.. شكراً"


أنهت مكالمتها ثم توجهت للمنزل بسرعة "ايه يا شيرين يا بنتي.. قلقنا عليكي وكنا هنبلغ الشرطة؟" تحدثت والدة حبيبة في لهفة


"متقلقيش أنا كويسة والله.. كان عندي بس شغل كتير امبارح" اجابتها على عجل متوجهه لغرفتها


"ايه ده؟ أنتي هتمشي تاني؟؟" سألتها وهي تراها تعد حقائبها


"ايوة يا طنط.. أنا بس مستعجلة شوية" اجابتها مسرعة


"طيب يا حبيبتي.. تحبي أحضرلك أكل؟"


"لا لا .. معنديش وقت" زفرت بضيق ثم توقفت فجأة لتحتضنها فأستغربت والدة حبيبة "ادعيلي اوي يا طنط والنبي" همست لتتركها ودلفت إلي الحمام لتستحم ثم لترتدي بنطالاً أسود ضيق ذو خصر عالٍ وقميصاً أبيض اللون وحذاء أسود بكعب ثم نثرت شعرها على الجانب اليسار لينسدل على كتفها ونهدها صارخاً أنوثة، لم يكن لديها وقت فحركت الماسكرا على رموشها بسرعة ووضعت مرطب الشفاه الورديثم توجهت لسيارتها واضعة بها حقائبها وانطلقت حتى لا تتأخر ثم وصلت للفندق وصفت سيارتها ودلفت مسرعة.


"صباح الخير.. أنا شيرين عصام" ابتسمت وصافحته


"صباح النور..أهلاً بيكي.. اتفضلي.. تحبي تشربي ايه؟" صافحها ثم أشار لها لتجلس أمامه


"معلش.. أنا مستعجلة شوية.. ممكن تكلمني أكتر عن المسلسل والدور، وياريت لو معاك السيناريو!"


"ماشي بس أنت بقالك قد ايه بتشتغلي مع آدم؟" سألها لتعقد هي حاجبيها بغضب "معلش أنا آسف بس.. بس أنا كنت فاكر إن المعاد كالعادة هيتلغي ومراد هيكلمني يقولي كده.. أصل ده دايماً اللي بيحصل معاه بصراحة واستغربت إنك جيتي أصلاً وقابلتيني" أكمل مسرعاً بعد أن شعر أنه يعاملها بطريقة لا تليق


"معاك حق" همست لتنظر للطاولة أمامها ثم أكملت "أنا بشتغل جديد مع آدم من يومين بس، وفعلاً كان هيلغى المعاد في آخر لحظة، وكمان مش هاقدر أكدب عليك وأقولك إنه هيقبل الدور.. بس ليه منحاولش، مش هنخسر حاجة كده كده.. وطبعاً ليك حق إنك ترفع عليا قضية لو سرقتك أو.."


"لا لا.. أنا آسف.. أنا بس مستغرب كل حاجة" تبسم لها ثم أخرج السيناريو لها لتقرأه على عجل..


========================


"يا ابن الإيه يا آدم.. عملتها ازاي بس؟" صاح مراد سائلاً والدهشة تملئه


"قولت لك متقلقش" أردف بغرور مبتسماً نصف ابتسامة


"كل اللي قال عليك اتكذب وكمان رفعت قضية على هشام واشتغلت مع شيرين.. كل ده في يوم وليلية بس؟"


"متفرحش اوي كده بيها"


"عارف يا ديب فريزر أنت البنت دي.."


"هي ليه قاعدة في بيت حبيبة دي؟" سأله عاقداً حاجباه ويديه ببنطاله


"حبيبة مين؟" سأله مراد بإستغراب


"خلاص.. خلاص.." هز رأسه مفكراً


"جرا ايه يا آدم.. دي المرة المية اللي بتبص في ساعتك.. أنت وراك حاجة ولا ايه؟" أستغرب مراد مجدداً فهو لم يلاحظ آدم طوال حياته يتفقد الوقت هكذا بتلك الطريقة، ثم لاحظ كيف نظر له بحدة فغيرالموضوع لعدم الدخول بنقاش مرهق معه "بس بصراحة أنا زعلان منك.. المفروض كنت تسيبني أقعد معاها الأول، مكنش يصح اللي عملته فيا قدامها ده" لم يقل آدم شيئاً فقط نفث دخانه ببطئ وبرود "آه صحيح.. أنت هاتجيب مين مكان هشام؟" سأله مراد


"هاشوف" اجابه ببرود وهيبة لينظر لساعة يده مجدداً ليجدها الثانية عشر والربع


"ايه يا آدم فيه ايه؟ مش هتتكلم؟"


"امشي يا مراد" آمره زاجراً


"ماشي.. بس أنت طريقتك اللي بتتعامل بيها دي هتجبلي جلطة على فكرة" غادره مراد ليتركه يفكر بشيرين، فرك شفته السفلي بإبهامه وسبابته ليرن هاتفه


"قولي لقيت ايه؟" سأل آدم بهدوء


"من حوالي أسبوع مشيت من الأستديو وراحت بيتها وبعدين راحت شقة في أسكندرية وبعدين راحت بيت صاحبتها حبيبة" أخبره صوت رجولي بالهاتف


"فيه حاجة تانية؟"


"آه.. غيرت رقم موبايلها من تلت ايام، وبس، هو ده كل اللي قدرت أوصله" أنهى آدم المكالمة مفكراً هل هي سرقت كريم لطفي؟ لم كذبت عليه اليوم بالسيارة؟ هناك شيئاً لا يعرفه ولكنه سيعلم عنها كل شيء عاجلاً أم آجلاً.


======================


توجهت شيرين لمكتبه في تمام الثانية عشر وعشرون دقيقة وقلبها يكاد أن يخرج من مكانه لكثرة توترها وخوفها بأن يعلم الذي فعلته دون أن تخبره "يارب استرها!!" همست لنفسها ثم طرقت مكتبه لتدخل "ازيـ..."


"اتكلمي فيه ايه؟" قاطعها ببرود مميت، بالرغم من أنها تبدو مثيرة كالجحيم وود أن ينهض ليقبلها بل وليفعل المزيد، ولكنه رآى ملامحها المرتبكة وعلم أن وراء ذلك الإرتباك شيئاً ما، ولم يكن منها إلا أن زاد خوفها وارتباكها وكأنه قرأ ما يجول برأسها


"أوك.." ابتلعت ريقها بخوف ثم نظرت إليه "أنت عارف أني مديرة أعمالك وأن أي نجاح لك يعتبـــ..."


"عملتي ايه؟" نظر لها مضيقاً عيناه بغضب مصحوباً بالهدوء ليربكها ويخيفها أكثر وعلت أنفاسها فلم تستطع التحدث مما أزاد غضبه ليضرب مكتبه بيداه "اتكلمي!!" صرخ بها ليرسل الدموع لعينيها


"أنا.. أنا جبتلك سيناريو المسلسل اللي كنت عايز تلغي معاده النهاردة" انفجرت بذعر ناظرة له والرعب يملؤها ليتحول من الغضب لبرود قاتم مخللاً شعره بيداه الأثنتين وقد اسودت رماديتاه بالكامل واحمرت عيناه وقام ليجول المكتب حولها لتبتلع ريقها وتنظر له بوجل. "أنا آســ ..."


"اخرسي" همس بهدوء لم تره في حياتها، لا بفيلم.. ولا قرأت عنه برواية..


توترت هي وفزعت من صمته المميت الذي زاد لما يقارب الربع ساعة ليدخل مراد مكتبه ليكسر الصمت "آدم كنت عايز أ.." لم يكمل عند رؤيته رعب شيرين وصمته المرعب حتى أنه لم ينظر إليه "آدم أنت سامعـ.."


"امشي!!!" آمره بنفس الهدوء ليدير مراد ظهره بدون كلمة مغادرهما على الفور.


"أنت هتكلمني تاني ولا هتفضل ساكت؟" سألته بخوف ولكن لم يجيبها فقط ذهب لبار مكتبه رامياً سترته وربطة عنقه على الأرض، ثم فتح ثلاثة أزرار من قميصة مشمراً كميه، سكب كأساً، ثم الآخر، يتبعه آخر، يليه آخر فقامت شيرين ذاهبة ورائه ليكسر الصمت صوت كعبها على الأرض وما إن دنت منه حتى صرخ بها


"اخرسي!" صاح بعنف ليهشم كأسه بيديه ثم ليتجرع من الزجاجة مباشرةً ولم ينظر إليها بتاتاً


"طب كفاية اللي أنـ.." همست وكادت أن تبكي من الرعب ومنظر الدماء بيديه


"أخرسي يا قذرة" صرخ بها مقاطعاً اياها لتفزع ومسك الزجاجة ليشرب مجدداً ثم أحضر أخرى وبدأ من الإحتساء منها بنهم


"أنا بس كنت عايـ.." ولم تكمل جملتها لترى هشيم الزجاجة حولها يتطاير ثم أخرى وقد بدأ كالمجنون بتكسير كل شيء تقع عيناه عليه


"أنتي كدابة وحرامية وكمان بتخالفي كلامي" صرخ بها ممسكاً شعرها لتبكي هي من الرعب


"والله ما عـ..."


"والله لو سمعت صوتك بتـ.." قاطعها ثم لم يكمل وفجأة جذبها من ذراعها ممسكاً اياه بقبضته القوية ليغادر مكتبه دالفاً مصعده الخاص ثم إلي سيارته لينظر لهما كل من بالشركة بهول من المنظر فلم يرى أحد بحياته آدم رأفت يفعلها من قبل، فهو شهير بهدوءه وبروده اللاذعان.


جذبها أكثر من ذراعها ليوقفها وظهرها للسيارة ودنا من أذنها بهدوء مميت ليهمس "أنا حذرتك كتير بس انتي غبية.. تعالي بقا أمّا أوريكي أنا ممكن أعمل ايه في واحدة فكرت تخالف كلامي ومتسمعوش.." لتشعر بأنفاسه باردة مرعبة ليبتعد عنها فنظرت له كأنه تحول لشيطان، عيناه لم تعد تعرف ما لونهما ولم هما هكذا، لم تقرأ على وجهه شيء حتى كادت شهقاتها وبكاءها أن تصيبها بالإغماء.


"اركبي أركبي يا قذرة!!" أخبرها بهدوء خالف قسوته ليجذبها بقوة كادت أن يخلع ذراعها بيده حتى انغرست أظافره به ليقطر دماً لطخ قميصها الأبيض ثم قذفها في مقعد السيارة ليقود هو بسرعة جنونية.


2019 © by Batoul


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-