أخر الاخبار

رواية لا تنتقد خجلي _ مي محسن _ الفصل ٢٥

 
لا تنتقد خجلي الكاتبة مي محسن الفصل ٢٥

رواية لا تنتقد خجلى

مى محسن
الفصل٢٥

فى صباح اليوم التالى طرق باب والد رغد 
والد رغد :اهلا يا بهى حمدالله على السلامة اتفضلوا.
حمل محمد وقبله
والد رغد :اهلا حبيب جدو كل سنة وانت طيب 
رغد لسا نايمة
بهى :ممكن ادخل لها ؟
سمح له والدها بالدخول جلس أمامها بهدوء دقائق، 
أخذت رغد نفساً عميقاً وقالت "بهى" فتحت عينها وجدته يجلس امامها مبتسماً
بهى: حتى وأنتِ نايمة عرفتِ أنى هنا ؟
وضعت يده على قلبها الذي كان يخفق بقوة
رغد : مش برفانك اللى بيعرفنى انك جانبي ، مصر كلها بتحط نفس البرفان ،  قلبي هو اللى بيعرفنى أنك قريب منى .
مرت الأيام عليهم فى سعادة حتى أنشغل عنهه بهى  بالدروس الخاصة لتدبير النقود لشراء شقة جديدة كانت رغد حزينة من عدم تواجده فترات طويلة بالبيت يعود مساء يتناول عشاءه وهو شبه نائم ولا يستطع التحدث أو الاستماع لها أو لابنه ولكنها كانت دوماً تعطى لقلبها اعذاراً ومبررات حتى لا تغضب منه كانت تشغل نفسها بمذاكرة محمد وتحفيظه القرآن الكريم ذات مساء كانت تشاهد الاخبار وكان به بعض المناوشات بين الفلسطينين وجيش الاحتلال الإسرائيلي 
محمد : أية ده بيضربوا بعض ليه؟
رغد : دى فلسطين يعنى أرض الأحرار اللى بيدافعوا عن المسجد الأقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين ده المسجد اللى عرج منه سيدنا محمد للسماء يوم الاسراء والمعراج وكمان المكان اللى اتولد فيه سيدنا عيسى وعاش فيه سيدنا يعقوب إبن سيدنا إسحاق إبن سيدنا إبراهيم وأبو سيدنا يوسف يعنى المسجد ده مهم لكل الأديان 
محمد : مش بيصلوا سوا ليه؟ من غير مشاكل؟
رغد : لكل دين طريقة فى الصلاة . بس مش دى المشكلة
المشكله أن اليهود كانو مشتتين ومعظمهم كانوا عايشين فى المانيا والنازيين كانوا بيقتلوهم وبيحرقوهم فهربوا من المانيا وراحوا عاشوا فى فلسطين على أنهم لاجئين ،اشتروا بيوت وأراضي وعاشوا فيها وفجأة اعلنوا دولة إسرائيل وبقوا بيطردوا الفلسطينين من بيوتهم وياخدوها همّ بالعافية وبيقفلوا المسجد الأقصى ويمنعوا الفلسطينيون من الصلاة فيه واللى بيعترض اما يتسجن أو يتقتل عرفت بقي المشكلة فين؟.
ظلت تشرح له طويلا..فى اليوم التالى وهى عائدة من المشفى اشترت علم مصر ،🇪🇬وعلم فلسطين 🇵🇸عندما راهما محمد امسكهما بدا يهتف كما يهتف الفلسطينيون ويلوح بهما وهو سعيد 
رغد : عقبال ما اشوفك القائد الأعلى وترجع أم الرشاش لمصر وتحرر الاقصي اللهم امين يارب العالمين.
تمر الساعات فى غياب بهى علي رغد ببطىء شديد تحاول شغل وقتها بمحمد والقراءة ...كلما شعرت بحنين إليه تضع يدها على بطنها وتحدث جنينها فتشعر بركلة كأنه يواسيها ويقول لها 'لا تحزني أنا هنا لن اتركك'  فتفرح وتنسي حزنها 
ذات يوم اتصل بها إبن عمها ليطمئن عليها 
عادل : أخبار بهى معاكى ايه ؟
ردت بحزن 
رغد : مشغول فى الدروس ، مضطر  أنتَ عارف مرتبات المدرسين حتى لو فى مدرسة خاصة مش عارفين نجمع حق الشقة
شعر عادل بحزنها وأن بهى اهملها ومشغول عنها بجمع المال فقال لها 
عادل : غبي حد يسيب القمر والجنة ويروح يدى دروس ؟
شعرت بغضب لإهانته بهى 
رغد : ما اسمحلكش تغلط ف بهى أنتَ اخويا الكبير وباحترمك فبلاش تغلط
عادل :آسف يارغد 
 رغد : اوكى ، ماممتك فى فرحى ماسابتش بنت غير لما سالتها انت مرتبطة ولا لا، لقت بقي عروسة ولا لسه؟
 ‏ضحك عادل 
 ‏رغد :  اما نشوف انت لما تتجوز هتقفل العيادة وتقعد مع مراتك ولا هتعمل ايه ؟
عادل : لا أنا مش هاتجوز ؛ اقول لك زى ما قلتِ لي زمان ؟ أنا قلبي مقفول لواحده بس ! وعمرى ماهاحب غيرها
هاتي لي تؤمك واتجوزها حالاً
شعرت رغد أن الحديث تجاوز سياق الاخوه 
رغد : أنتَ أخ بالنسبة لي وأنا باحب زوجى جداً ...ربنا يرزقك ببنت الحلال وأتمنى ماتكلمنيش بالطريق دى تانى .
اغلقت الهاتف وهى غاضبه شعرت أنها أخطات وتجاوزت الحد ،ألقت اللوم على نفسها فى جعل عادل يحاول مغازلتها فوسوس لها
 الشيطان : بس عادل معاه حق أنت ِ حلوة وهو سايبك وعمال يجرى وراء الفلوس بدل مايهتم بيكِ مش كفايه أنك وافقتِ تجوزيه بعد كل العذاب اللى سببهولك ، هو متجوزك علشان تبقي أم لأبنه وهو يشتغل براحته ، لو مش هيهتم بيكِ فى غيره يتمنى نظرة منك 
 ‏المؤذن: الله اكبر....... الله اكبر
 ‏تبخر الشيطان مع صوت الأذان ، فعادت لوعيها استغفرت الله توضأت وسجدة لله  تدعوه  وتطلب منه المغفرة بعد أن انتهت من الصلاة وجدها محمد تجلس وهى شاردة الذهن فضمها وقبلها فى خدها 
 ‏محمد : أنت ِ تعبانه اجيب لك تفاحة؟
 ‏أبتسمت له 
 ‏رغد : أنت بتحبنى وخايف عليّ؟
 ‏محمد : آه باحبك قوى ماتسبنيش 
 ‏ضمته بقوة
 ‏رغد :عمرى ماهاسيبك أبداً
  ‏تلك الليله نامت وهى تروى لمحمد  حدوته رأت نفسها (تسير فى كهف مظلم وقلبها يرجف خوفا تبكى وتهتف باسم بهى ولكنه لا يجيب )
 
 ‏تلك الليله أيضا كانت امانى تهتم بزوجها حتى يتعافى وتتحدث معه
 ‏امانى : احنا نقول الحمد لله وبلاش القضايا دى وخليك فى قضايا الأسرة الشركات إنما المخدرات والقتل أخرتهم وحشة وفلوسهم حرام مش يمكن ده سبب أننا مابخلفش صدقنى أنا سألت شيخ وقالى لازم نتصدق ونستغفر ديماً وان شاء الله ربنا يتقبل ويرزقنا
 ‏زوج الدكتوره امانى : يا سلام أنا ما باتاجرش فى المخدرات أنا محامى وباتعب فى القضية وباخد حقى
 ‏امانى : هما تجار وأنت ِ بتطلعهم براءة ويستمروا فى تجارتهم كدا تبقي شريك معاهم 
 ‏الزوج: لا طبعاً أنا بصور على الثغرات فى القضية وامشي وراها ماليش دعوه بيعملوا أية بعد كدا ؟ القضايا اللى بتقولى عليها دى ما تاكلناش عيش 
 ‏امانى: أنا بقول نسكت بدل مانتخانق 
 ‏
 ‏فى صباح اليوم التالى تشاجر رغد وبهى 
بهى :كدا غلط عليكى وعلى ال Baby لو مش هتاخدى اجازه استقيلي أنا تعبت من القلق
رغد :  أنا دكتورة وزمايلي واقفين جنبي وبيساعدونى ما بتعبش زى ما أنت متصور مافيش اى خطر على Baby كل ال همك Baby هيجراله حاجه Baby ال Baby تعبت أعصابي الخطر عليه هو العصبيه والتوتر 
بهى : صوتك طلع ماشاء الله فين الرقة ؟ إزاى تكلمينى بالأسلوب ده ؟ مش معنى أنى باحبك تكلمينى بالطريقة دى .
شعرت بتجاوزها حدود الأدب واللباقه ولكنها لم تظهر له ذلك فهى غاضبة منه ومن نفسها 
رغد : أنت مش عامل لإرادتى اى إعتبار ولا بتفكر فيا خالص كل همك إبنك بس ، أنت فين اصلاً بقى لك شهر بتيجى وقت الغداء والنوم ؟
بهى : باشتغل مش باتدلع عشان نشترى شقة أكبر 
رغد : وجودك معانا أهم من الشقة ، إحنا محتاجين وجودك مش الفلوس..دبلتك فين تقدر تقول لى بقالك اسبوع مش حاسس بعدم وجودها زى ما أنت مش حاسس بوجودى غير أم لولادك بس !  ده بيت مش فندق أنا مراتك بعد ماكنت حبيبتك ، عرفت الفرق بين الزوجه والحبيبه.... شكراً 
أفرغت فيه بعض من غضبها وغادرت البيت وهى فى قمة العصبية غضب بهى من اسلوبها فى التحدث معه اول مرة يراها بهذه الحدة والجدية فى الكلام تعجب أين ذهبت رغد الرقيقة المطيعة ؟ كيف تغيرت هكذا ؟ ولكنه شعر باشتياقها إليه 





 قبل أن تدخل رغد المشفي اتصلت على بوالدها وروت له ما حدث 
والد رغد : ما تزعليش هو خايف عليكى أنا هكلمه
رغد : لا ماتكلموش أنا بس باسالك أنا كدا غلط ولا صح؟
والد رغد : اولا ما ينفعش تكلمى جوزك باسلوب وحش ده حرام شرعاً ، ثانياً دافعى عن حقك بالحوار وما تخديش كلامه تحكم اوخوف على ال Baby بس ده خوف عليكوا انتوا الأتنين أنت ِ دكتورة وفاهمة انكم متصلين ببعض، هو معاه حق انتوا فعلا محتاجين شقة أكبر وده كان أتفقنا فى الخطوبة أستحملى سنة وأن شاء الله تشتروا شقة حلوة
وصل بهى المدرسة 
مسيو وائل : مالك بتنفخ ليه ؟
بهى : أتخانقت مع رغد 
مسيو وائل : أيام العسل خلصت خلاص ؟
بهى : البركه فى قرك..... المهم أنت عامل إيه مع مراتاتك الاتنين ؟
مسيو وائل : الحمد لله أم العيال زى مايكون مصدقت أنى أتجوزت ثانى ، العيال بيقولوا ما بقتش عصبية وأتغيرت معاهم خالص أنا حاسس انها ماكنتش بتحبنى وماصدقت تخلص منى 
بهى : اسوأ عادتنا أن الأهل يقرروا جواز اولادهم من غير رأيهم، من شروط الزواج الإيجاب والقبول بس مين يفهم؟ بيأخدوا من الدين اللى على مزاجهم بس
مسيو وائل : اتمنى نقدر نغير فى الصعيد حاجات كتير من يوم ما اتجوزت مريم وانا مرتاح وسعيد دلوقتى أقدر أقول لك لو مزعل رغد ما تسكتش لأزم تصالحها هات لها ورد واكتبلها قصيده زى زمان 
بهى : فعلا من زمان ماكتبتلهاش شعر ، هركز واكتب لها قصيده هو ده اللى  هيسعدها أكثر من ألف هدية.
انتهى اليوم الدراسي وعاد بيته تناول الغداء هو ومحمد كان يفكر كيف يصالحها 

  كانت رغد بالمشفي تفكر فيه أنتظرت أن يأتى ويحضر لها العشا ولكن مرت ساعات الليل ولم يأتى
دكتور محمد : إيه يارغد جوزك وابنه ماجوش ألنهارده؟.
كان يتحدث بسخريه ...تمالكت دموعها 
رغد : آه أنا قلت له يبطل يجى .
دخلت استراحة الأطباء واطلقت العنان لدموعها كيف يقدر على مجافاتها بهذه الطريقة ؟ وضعت يدها على بطنها 
رغد : أنا زعلانه من بهى مش مهتم بيا خالص ينفع كدا يا محمود  بس انا بردوا ماكنش ينفع صوتى يعلا كان لازم افضل هاديه لازم اعتذر له 
شعرت بحركات الجنين ابتسمت ، فكرت كيف تعتذر منه إتصل بها عادل ولكنها لم تجيب اتصلت على اختها وروت لها ماحدث من ابن عمها
سارة :ما تزعليش كلنا عارفين أنه بيحبك وزعلان أنك ٔأتجوزتِ بس كويس انك عرفتيه هو إيه بالنسبة لك ؟.
بكت رغد وهى تروى لها إهمال بهى لها 
سارة : أنا قلت لك عايز أم لأبنه وأنت ِ ماصدقتيش
رغد : لا ...بهى بيحبنى كان ممكن يتجوز بعد مراته على طول ، أخته قالت لى أنهم اتحايلو علية كتير يتجوز وماكنش راضي بس اول ماعرف انى لسا ماتجوزتش كلم باباه وصمم عليّ...بابا بيقول لى لازم يتعب سنه ونستحمل عشان نجيب شقة كويسة
سارة : بابا معاه حق ... فى الخطوبة بتشوفوا بعض كام ساعة ، فتقضوها فى حب وغرام وسعادة..إنما بعد الجواز بيكون فى التزامات مادية لازم يوفرها والست اول ما تخلف بتنشغل عن كل حاجه وبتركز مع ابنها وساعات جوزها بيكون عابر سبيل 
ضحكتا ظلتا تتحدثان وتضحكان طويلا
كانت الدكتورة صابرين تجلس مع الدكتور محمد 
الدكتورة صابرين : ليه بتحرج رغد كدا ؟
الدكتور محمد : مش قصدى ، أنا مش مستريح لجوزها بصراحه ومش عارف اتجوزته إزاى؟
الدكتورة صابرين : هى قالت لى انها كانت بتحبه من ثانوى وهو كمان بيحبها كل واحد له طريقة فى حياته هو بس اللى مقتنع بيها ومستريح لها 

فى الصباح خرجت من المشفي و ذهبت للسوبر ماركت واحضرت كل الاطعمه التى يحبها بهى وباقة ورد عادت لبيتها عندما فتحت الباب وجدت الصاله مزينة بالورود والشموع ابتسمت خرج بهى  من الغرفه مبتسماً 
بهى : أن مالت طريق الهجر 
الشمس والقمر عنى كسوف 
  ونجوم الليل تعاتبنى كيف الخصام 
أتسعت عيناها ذهولا وزادت بسمتها سار كل منهما بأتجاه الآخر  
بهى : وماتقوليش عن حالتى
 لما تكون وخدانى 
 ‏الضحكه ف عنيها.
 ‏اقتربا حتى اختلطت انفاسهم ‏قبلها فى جبينها
رغد : أنا آسفه أن صوتى عِلى.. بس لو فكرت شويه هتلاقينى معايا حق 
وضع يده على فمها لتصمت 
بهى : لو اتعاتبنا ممكن نتخانق تانى وانا ما احبش نزعل من بعض اتمنى تاخدى بالك من صحتك ومن اسلوبك فى الكلام معايا لو مش بحبك وما حسيتش انك مشتاقه  لوجودى ما كنتش عملت كل اللى انت شايفاة ده
ضمها بقوة
بهى : إنتِ ما بتشوفيش نفسك وأنتِ راجعة اعصابك تعبانه لو جت حادثة وأنتِ نبطشية
رغد : فعلاً نفسيتى بتتعب واعصابي بتبوظ ومابعرفش انام بس ده شغلى 
بهى : شغلك بيتعب أعصابك وأعصابنا عموما تعالى نفطر.
 رفع وجهها عن صدره وجدها تبكى فى صمت 
 ‏بهى: بتعيطى ليه دلوقتى ؟
 ‏رغد : انا ما اتعشتش امبارح كنت مستنياك وانت ما جتش 
 بهى : لا ده كدا شيزوفرنيا رسمى، أنت اللى قلتِ لي  ما اجلكيش المستشفي صح ؟  
 ‏رغد : اسمها اسكيزو فرنيا ....بس كنت مستنياك تيجي تصالحنى وأحس بحبك وأهتمامك 
 ‏بهى : آسف أنا كمان ما اكلتش تعالى نأكل سواء أنا عاملك أحلى فطار
 ‏رغد : هتفطرنى ايه ؟ 
 ‏رغد : هاتفطرنى اية؟!
 ‏ ‏بهى : أحلى جبنة لأحلى رغد
 ‏ ‏كان يتحدث بسخرية 
 ‏ ‏رغد : أوكى  أى حاجة وأنت معايا أحلى حاجه .

 #مى_محسن

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-