أخر الاخبار

رواية لا تنتقد خجلى الفصل ١٩

 

لا تنتقد خجلى للكاتبة مي محسن


لا تنتقد خجلى

للكاتبة مي محسن
الفصل ١٩

 ‏خرج بهى من الغرفه ارتدت رغد ملابسها ودخلت الشرفة أعادت ترتيب نباتاتها، ثم جلست بينها تبكى بهدوء دخل بهى وجلس بجوارها 

 ‏بهى : هتفضلي قاعدة هنا كتير ؟

 ‏لم ترد عليه او تنظر نحوه ، دخل محمد جلس على قدمها 

 ‏محمد : أنا جعان

 ‏نهضت واعدت لهم العشاء لم تأكل بل كانت تطعم محمد كانت عين بهى لاتغفل عنها والخوف يلعب بقلبه وعقله كالدمية بعدما روت لمحمد حدوته ككل ليلة وغفا أغمضت عينها ، فظن أنها أستسلمت للنوم أطمأن قليلا وأغلق عينيه وحاول النوم ولكنها لم تستطع النوم وسط صراع قلبها وعقلها فنهضت بهدوء توضأت وسجدت لله تدعوه أن يبعد عن بيتها الشيطان ويعمر بيتها بالحب والامان والتفاهم استلقت على سريرها تقرأ القرآن، فتح بهى عينه لم يجدها بجواره نهض بسرعة يبحث عنها حتى وجدها فى غرفتهما نائمة ، وهى تضم دبها وفى يدها المصحف أخذ المصحف من يدها واستلقي بجوارها شعر بقلبها ما زال ينبض بقوة وخزه قلبه بقوة ،قال لنفسه( دوماً ما اكون سبب دموعها والمها ) ظل ينظر لها حتى غلبه النوم

 ‏ فى الصباح فتحت عينايها رأته نائما بجوارها شعرت بألم شديد فى قلبها على الرغم من أنها عادت تراه بوجه ابيض هادىء نهضت بهدوء أيقظت محمد واعدته للذهاب إلى الحضانة كان بهى استيقظ 

 ‏بهى : صباح الخير يا رغد 

 ‏لم ترد عليه ..احترم مجافاتها وأستعد للذهاب الى المدرسة وضعت له رغد سندوتشاته فى حقيبته دون أن تحدثه اقترب منها حتى يُقبلها فى جبينها كما اعتادا ولكنها أدارت وجهها عنه وخزه قلبه بقوة أكبر غادر دون أن يحدثها 

 ‏

 ‏وصل المدرسة وهو يفكر فى طريقة لٕارضائها كان وجهه غاضب 

 ‏مسيو وائل : مالك فى إيه؟

 ‏بهى : اتخانقت مع رغد امبارح

 ‏مسيو وائل : فقري..حد يزعل القمر !

 ‏نظر له بغضب فضحك وائل

 ‏وائل : أنا صح انت فقري ماتتعصبش مش باعاكس رغد باهزر معاك

 ‏بهى : بتصالح مراتك ازاى ؟

 ‏مسيو وائل : وإصالحها ليه ؟ هى اللى بتصالحنى و هتنسي لوحدها وكمان باطلعها هى اللى غلطانة حتى لو أنا الغلطان انشف شويه عشان تعمل لك اعتبار وتحترمك هى الستات كدا لازم تاخد على دماغها 

 ‏بهى : ايه التخلف ده ؟! سبت ايه للجهلة ربنا وصانا بنسائنا ( ‏وجعلنا بينكم مودة ورحمة) ياابنى الستات دول عاملين زى الازاز لو مسكتها جامد تتكسر ، النبي عليه الصلاة والسلام قال( رفقاً بالقوارير ) ترضى جوز اختك يعاملها بالمبدأ ده وكمان الحياة سلسلة بتبدأ بيك وبتنتهى بيك ، عامل مراتك كويس هتعاملك كويس وتعامل ولادك كويس واهلك هيكونوا ريشة على قلبها و هتريح دماغك من مشاكل كتير أسأل أختك لما جوزها بيزعلها بتحس بايه ؟ هتقول لك باستنى يجي يطبطب عليّ ويضمنى وأنسي كل اللى حصل ، كلنا بنغلط ونتعصب مش هيقلل من رجولتى إنى أعتذرلها واصالحها 

مسيو وائل : سيبك من كلام الجرائد ده واسمع كلامى سيبها يومين وهى هتنسي لوحدها محسسنى إنك اول مرة تاجوز شوف كنت بتعمل ايه مع أم محمد الله يرحمها واعمله 

بهى : أنا فعلا حاسس انى اول مرة اتجوز رغد أغمى عليها وانا بازعق لها وطول اليوم بتعيط أنا مش عايز اجرحها تانى كفايه ال حصل لها بسببي زمان 

ارسل لها رسالة ( كل دمعه نار بتكوى قلبي وتعذب ضميري ...باحبك )انتظر أن ترد عليه ولكن لم ترد 

 ‏ اتصل بها لم ترد اصابه رعب شديد 

 

 ‏عاد بيته بسرعه لم يجدها فى الشقة، اتصل عليها لم ترد شعر أن قلبه سيقف من الخوف اتصل بوالدتها ولكن لم تكن هناك فذهب إلى المشفي الذي تعمل بها بحث عنها حتى وجدها فى غرفة الطوارئ هدأ قلبه واطمأن... عاد لمدرسته 

 

 ‏بعد ان استقرت الحاله جلست رغد تستريح فأتى دكتور محمد جلس بجوارها 

 ‏الدكتور محمد : مالك يارغد شكلك حزين ليه ؟

 ‏رغد لا بس دماغى وجعانى شويه ، أنا كنت عايزه اكلم معاك وتفكر فى كلامى كويس

 ‏الدكتور محمد :اتفضلي

 ‏رغد :أنا شايفه أن الدكتورة صابرين فيها مميزات كتير وتستحق تبص لها غير اخت وزميلة ، اتمنى تفكر فيها كزوجة ، أنا شايفاها مناسبة ليك جداً، فكر فى كلامى وطبعاً اللى ربنا كاتبه هو اللى هيحصل

 ‏نظر لها وعينيه يملؤها الحزن ، بعد أن انتهت رغد من المشفى ‏ذهبت لأمها 

 ‏رغد : زعلان أنى باتكسف.... أعمل إيه ؟

 ‏والدة رغد : فى الاول الكسوف طبيعي بس العادى بيروح بعد اول اسبوع جواز، هو حقه يزعل مافيش ست تفضل بالبيچامة ٢٤ ساعه حتى لو البيچامة حلوة وكمان أنتِ عروسة إزاى من يوم مااتجوزتِ مالبستيش لانجيرى ؟!

 ‏رغد : بتكسف 

 ‏والدة رغد : هو استحالة يقتنع بالكلام ده ، كان متعصب ولا بيكلم بهدوء؟

 ‏ترددت رغد ، فالزوجة تنسي ولكن الام لاتنسي ألم اولادها.

 ‏رغد : لا كان بيكلمنى عادى وأنا عيطت ماعرفتش ارد عليه

 ‏والدة رغد : أول سنة جواز بتكون صعبة على ماتتاقلموا وتفهموا بعض وتعرفوا طباع وتفكير بعض، بس بالحوار كل المشاكل هتتلاشي واحدة واحدة.. ‏المسلسلات وبرامج التليفزيون أثرت فى عقول الناس وخلتهم عايزين يكونوا زيهم ، خلوا الرجاله تبص للستات اللى لابسه عريان أو ضيق والمكياج بيبصوا للظاهر بس ، طول اليوم البرامج بتقول للست البسي وحطى مكياج عشان جوزك مايبصش برة طب فكرو الست دى لما بتخلص طلبات البيت والأولاد بيكون فيها صحة تقف تصلي المغرب ولا لا عشان تحط روج وتلبس ؟!! وياسلام لو ست بتشتغل بيبقي الهم والمجهود مضروب ف ٢

 ‏رغد : طب لية الكل بيقول للست تهتم بنفسها وماحدش بيقول للراجل مثلا خليك رشيق بلاش كرشك المدلدل ٣٠ متر ده واغسل اسنانك اهتم وحط شوية برفان ؟ هى الرجالة بيقرفو الستات لا ؟ الراجل من حقه يشوف مراته حلوة والست لا؟ زى ما الراجل عايز ست حلوة الست بردوا عايزة جوزها يكون حلو 

 ‏والدة رغد : لو كل زوج اهتم يعامل مراته كويس وكل زوجه تعامل جوزها كويس مش هيكون فى كمية المشاكل دى، ديما حطى ادامك الإيجابيات والمواقف الحلوه خليها فى بالك ديما هتنسيكِ المواقف السلبية وتبقي رغم المشاكل والاختلافات حياتك سعيدة.

 

 ‏فى المساء عادت رغد بيتها، عندما فتحت باب الشقة وجدته أمامها مبتسماً ويحمل لها هدية ، دمية بفستان ابيض ، ‏اخذت نفس عميق وزفرته لتخرج ما بصدرها من أحزان ، ‏قالت فى نفسها ( اللهم اهدي لي نفسي ) ركض محمد نحوها وضمها 

 ‏محمد : اتأخرتِ ليه ؟

 ‏رغد : آسفه مش هاتاخر تانى تعالى احكي لي عملت إيه وأنا مش هنا ؟

 ‏بهى : بالنسبة لي امشي ولا هتسمحي لي أقعد معاكو ؟

كان لازال يقف أمام باب الشقة، ‏عادت له وأخذت منه الدمية ولكن لم تقوى على النظر فى عينه... أمسك يدها 

بهى : خش يا محمد كمل الواجب وأنا هاتكلم مع ماما شويه ونيجى لك

اجلسها وجلس أمامها مباشرتاً على ركبتيه ، نظر فى عينها، فدمعت عيناها ، مسح دموعها بيده

بهى : آسف ...سامحينى ... بس أنا مش قادر أفهم تصرفاتك أنتِ مش بتحبينى ولا مش مقدرة مشاعري ولا قاصده تعذبينى ؟ ولا بتنتقمي منى على السنين اللى فاتت ؟ فى جوايا مليون سؤال ردى من غير دموع .

حاولت الرد دون أن تبكى ولكن صوتها كان يرجف

رغد : (الكلمات سهام تصيب القلب والروح أما بالحب أو بالقتل )لو إنت َ فاهمنى كنت عرفت أنى باتكسف ودى اكتر حاجه زعلتنى 

بهى: والله عارف أنك بتتكسفي بس مش متخيل للدرجة دى!!!

رغد : وكمان فيه طفل ممكن يفتح الباب ويدخل اى وقت ثالثا لو مش باحبك مش هاتجوزك ،الحب احتواء لو كنت جيت سألتنى بهدوء كنت جاوبتك وماكانش كل ده حصل 

بهى : حاضر اوعدك ما اتعصبش تانى وهاسألك وما اسيبش الشيطان يلعب بعقلي تانى سامحينى بقي وابتسمى 

قبل جبينها ويدها 

بهى : كشفتِ ولا نسيتِ

رغد :لا ما كشفتش لانى عارفة نفسى قلبي وعقلي ما استحملوش الرعب اللى كنت حاسة بيه

ضمها إلى صدره ليزيل عنها الالم والخوف والحزن 

بهى : أنا عازمك على العشاء بره ؟

رغد : لا خلينا هنا أنا عايزه أنام 

بهى : اوكى غيري وأنا هاعمل عشاء سريع ونامى براحتك.

وقف أمامها وضربها فى قدمها أغلقت عينها رأت نفسها فى فناء المدرسة تجلس فى مكانها المعتاد إبتسمت

بهى : أفتكرتى ؟

رغد : اكيد فاكره ، ده كان سلامك ليّ ماكانش ينفع تسلم عليّ حتى بايدك زيهم 

جلس بجوارها وضمها لصدره 

بهى : لأنك مش زيهم أنت ِ غير كل البشر أنتِ ملاك أنت ِ حب عمرى ونور حياتى 

قبلها فى جبينها

بهى : إحنا كدا تخطيها مرحله السلام أنا جوزك

ضحكا روى لها محمد وهم يتناولون العشاء ماحدث معه طول اليوم استلقت بجوار محمد حتى نام ولكنها لم تنم ، سمع بهى صوت خطواتها ، فتح ذراعيه ولكنه ظل مغمض العينين ، استلقت على كتفه وأغلقت عينها أبتسم وضمها بقوة وقال لها

بهى : قمر الوجود فى السما

والريم هنا فى قلبى

دى غنوة متنغمة

احفظها يا ربى

واشوفها متبسمة

واوهب لها حبى

 غطاء الاثنان فى نوم هادى .

 ‏فى اليوم التالى عادت من المشفي مبكراً عندما فتحت الباب ورآها بهى أبتسم لها بادرتة الحديث قائله

رغد : عارفة ، جيت بدرى ،استأذنت من المدير والدكتور النباطشي وقالى ماشي بس على تليفون

اخذت قرار التخلى عن خجلها بعد أن تناولا العشاء دخلت غرفتها، شعر بهى بالقلق لاطالتها بها فتح باب الغرفة أبتسم( لم توصدها من الداخل )وجدها تقف أمام المرآة تحدث نفسها

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-