أخر الاخبار

رواية الفاتنة بقلم امنية محمود الفصل الاول


رواية الفاتنة 

رواية الفاتنة بقلم امنية محمود الفصل الاول




رواية الفاتنة بقلم امنية محمود 



مقدمة عن الكاتبة


امنية محمود  من مصر _ الإسكندرية  

ليسانس حقوق جامعة الاسكندرية 

محامية زوجة و أم لطفلين 

  عاشقة للكتابة بدأت منذ المرحلة الثانوية مرورا بالمرحلة الجامعية في عام 2016 بدأت بمشاركة كتاباتى على صفحة الخواطر الخاصة بي تحت اسم " خواطر قلب " 


 تحت تشجيع من روح فارقت عالما ولن تفارق قلبى الى يوم اللقاء أمي أول قارئة مشجعة وداعمة طيبتى يا جنتي تحت الثرى وطاب ذكرك وذكراك و رزقت الجنة ، وبعدها انضمت إلى عالم الواتباد في 2018 واستمتعت في مشاركة ما اكتب الى جانب قرائتي للعديد من الروايات لكاتبات متميزات وأخرى مبتدئة   


  _ اعمالي على الواتباد _


 رواية في قبضة فهد 

 نوفيلا إنما أنا فتنة  

رواية مش بنات روايات 

 رواية رجل واحد يكفى  

رواية النجوم السوداء 

رواية عاصي 

رواية قدر 


_ بعدها انضممت الى تطبيق دريمى وحاليا موجوده عليه اخر اعمالي الحصرية  

  

 رواية في قبضة فهد    


   رواية سرى للغاية



الفصل الأول 



فى مدينة القاهرة وتحديدا فى حى شبرا أحد أهم أحياء مصر وأكثرها اتساعا ، و تكدس فى السكان تعيش اسرة حواء المكونة من الأب احمد و الذى يعمل فى أحد المصانع الحكومية عامل فى الصباح و فى الليل سائق تاكسي على سيارة هى كل ما تملكه الاسرة فى الحياة و قد حصل عليها بعد سنوات من الأقساط التي أرهقت كاهل الأسرة و فى النهاية جني ثمارها ، بعد تحسن مستوى العائلة عن طريق زيادة الدخل بعد أن كان قاصرا على عمله الحكومى فقط ، استطاع ان يكفى احتياجات بيته و بناته ، فهو لا يملك من الدنيا سواهم هم و زوجته زينب ، رفيقة دربه و سند العمر لم تشتكي يوما.


 امراة مصرية اصيله ،صابرة و راضية دائما سند وداعم لزوجها على الرغم من أن زواجهما كان تقليدى لم يجمعهم الحب ولكن بعد الزواج جمعهم رابط اقوى و هو المودة والرحمة والاحترام المتبادل بينهم .


رفضت زينب العمل من اجل زوجها و بيتها . مكتفية بدورها زوجة و أم و ربة منزل وما أصعب ذلك من عمل ، يحاول الكثير من دعاة الحرية و المطالبة بالمساواة التقليل من شأن المرأة الغير عاملة و تهميش دورها في المجتمع خصوصا فى الفترة الاخيرة ، لكونها فضلت مصلحة زوجها و اسرتها على مصالحها الشخصية و اتهمت كثيرا بالنظرة الرجعية و السطحية فى التفكير ، نسوا جميعا انها تطبق وظيفته فى الحياة التى خلقت لها لتكون السكن والمأوى لزوجها و تكون مصدر الامان والحب اولادها و ما اصعب تلك المهمة فى الوقت و ما اشقى من عمل 

اما عن رزقهم من البنون لديهم بنتين هما حوا و فيروز .

حوا تكبر فيروز بحوالى خمسة سنوات لتكون هى الشقيقة الكبرى و اول اولادهم و اول فرحة لهم .


اول نساء الأرض كما يلقبها والدها دائما فلقد صبر طويلا هو وزوجته على حرمانهم من الإنجاب على الرغم من عدم وجود مانع له ، لم يفكر هو فى الزواج عليها و لم تفكر هى فى الانفصال عنه ، حتى مني الله عليهم و رزقهم الله بها لذا سماها بذلك الاسم مخصوص بعد رؤيته له وملامحها المختلفة تمام عنه وعن زوجته ، فهى ذات وجه الملائكي صغير وعيون واسعه بلون البحر و رموش كثيفة بلون العسل الصافى و انف منمق دقيق و شفاه وردية كحبة كرز ناضجة وشعر بلون الدهب ، باختصار كانت فاتنة لكل من ينظر إليها ولشدة جمالها كانت والدتها تخشي عليها كثيرا .


فهى المعادلة الصعبة لمن حولها كيف لها أن تولد مثل هذا الجمال والرقة وبين أبوين لا يحملان اى من قسمات وجهها او حتى ملمح منها بل على العكس كان يتمتع نسبة من الجمال البسيط الى جانب ميلادها فى تلك المنطقة الشعبية لتصبح حديث الجميع .


و بعد ميلاد حوا بعدت سنوات ، رزقهم الله ابنة اخرى ظن والدها قبل ميلادها انها سوف تكون نسخة من شقيقتها ولكن حدث العكس فهى كانت صاحبة ملامح شرقية بحتة فهى النقيض لحوا بشعر اسود طويل غجري و عيون سوداء واسعة كحيلة و رموش كثيفة و بشرة خمرية كانت جميلة و فاتنة بسحر شرقي ، لكن لم تر هى ذلك الأمر فى نفسها .

ليجمع أحمد تحت سقف منزله الشمس و القمر 



كبرت حواء وزاد بحسنها وجمالها أصبحت صاحبة جسد ممشوق يحسدها عليه الكثير الى جانب خيوط الذهب قد طالت حتى صارت شلال يغطى ظهرها بالكامل .

كا تاج فوق راسها الى جانب انها كانت صاحبة ابتسامة تخطف القلوب و ضحكة رنانة يخر امامها صريع اقوى الرجال باختصار هي فتنة الناظرين .


  اصبحت حواء فى السادسة والعشرين من عمرها يتوافد عليها الخطاب طلبا فى الفوز بها وكيف لا وهى تجمع بين الجمال والتعليم و الأخلاق والأصل الطيب حتى و ان كانت من مستوى معيشي متوسط .


يقال ان المرأة اما ان تتمتع بعقل راجح او جمال مبهر قليل ما اجتماع الاثنين معانا فى امرأة واحدة ولكن مع حواء أثبتت أنه لا مجال لكلمة مستحيل فى القاموس ، فهى امرأة التضاد تجمع بين كل امر و نقيضه ، تزيد حيرة كل من تعامل معاها 


لم يكن جمالها فقط هو ما تتمتع به بل كانت شخصية فريدة هادئة وحازمة محددة الأهداف طموحة واثقة من نفسها صاحبة كرامة ورأى لا تغريه المظاهر ، واقعية الى ابعد حد لذا كانت ترفض كل شاب يتقدم لها ، فهى لم تجد بينهم واحد قد جاء يطلب الزواج منها ذكائها او لشخصه الجميع لا يراها سوى عروسة باربي ، وهي ترفض أن توضع في ذلك الإطار ، أيا كان الثمن حتى ولو كان أن تظل عزباء طوال حياتها ، الى ان تجد الرجل الذى يحبها هى وليس جمالها ، الجمال زائل وما يبقى هو الأخلاق و روح الانسان الداخلية .


كبرت شقيقتها هى الاخرى ، حتى اصبحت فى بداية عامها الأخير في كلية الآداب قسم لغات شرقية فهى مثل شقيقتها تحب التحصيل العلمي والدراسة لذا هى دائما متفوقة و مصدر فخر ولديها . 


وهو الامر الذى حرص والديهم على زرعه بداخلهم منذ كانوا اطفال هو حب العلم والقراءة والسعي للتفوق الدراسي والتحصيل العلمي رغبة فى تحقيق ما لم تهيئ الظروف لهم فى تحقيقه فى أنفسهم مع أنه لم يكن يحمل أي مؤهل دراسي لذا كان يسعى لتحقيق حلمه في دخول الجامعة في بناته خصوصا بعد فقدانهم الأمل بعد ولادة فيروز في أن يحصلوا على طفل آخر و ذلك نتيجة مرض زوجته و الأمر الذي استدعى منعها من الإنجاب مرة أخرى خوفا على صحتها وهو ما كان يضحى بها من اجل الانجاب طفل جديد فهى زوجته وحبيبته ونصفه الاخر واكتفى بما رزقه الله وحمده كثيرا على فضله عليه بعد طول اشتياق 



وفى صباح أحد الأيام كان صوت الراديو يعلو على احد الاغانى التى اعتادت الاسرة سماعه كل صباح من ضمن الروتين اليومي لهم 


«يا حلو صبح يا حلو طل يا حلو صبح نهارنا فل »


الفنان المصري المعروف محمد قنديل .


كانت الاغنية بمثابة تعويذة الصباح يلقيها محمد قنديل على القلوب المصريين يبث فيها الأمل و التفاؤل فى بداية صباح يوم جديد  


كذلك كان صباح حوا ايضا ممتلئ بالأمل والفرح فاليوم اخيرا حصلت على وظيفة مرموقة فى احد الشركات ذات الكيان الاقتصادى الهام فى البلاد، ولم تكن تتخيل ان يتحقق حلمها و تعمل بها خصوصا بعد مرور كل ذلك الوقت بعد التخرج و بعد بحث طويل استمر لخمسة سنوات .


كانت حصيلة تلك السنوات عدد لا بأس بيه من الشهادات الإضافية بجانب المؤهل الجامعي الشهادة وحدها لن تحصل بها على عمل مرموق تحتاج بجانبها عدد من المهارات الاخرى وهو ما قامت به لتزيد من خبراتها سواء فى مجال تخصصها الدراسي أو غيره فقد حصلت على كورسات فى مجالات عدة الى جانب تنمية مهارات اللغة لديها لم تكتفى بدراسة لغة واحدة ولكن اصبحت تتقن ثلاثة لغات هي الانجليزية و الفرنسية و الالمانية بجانب اللغة الرئيسية اللغة العربية 



و على الرغم من ذلك لم تحصل على عمل ، لكن إرادة الله فمنذ تخرجت من كلية التجارة كلية الشعب كما تسمى لكثرة الخريجين منها تخصص ادارة اعمال ، و هى تبحث عن وظيفة فى أحد الشركات الخاصة خصوصا مع عزوف الشباب عن التقدم الى وظائف القطاع العام لقلة المعروض و كثرة المتقدمين ، كادت حوا ان تيأس ولكن منذ شهرين وجدت اعلان على احد المواقع الالكترونية الخاصة بالوظائف عن وظائف شاغرة فى ذلك الصرح ( مجموعة شركات البحيرى ) لما تتأخر سرعان ما ارسلت السيرة الذاتية الخاصة بها على الايميل الخاص بالشركة و انتظرت على امل فى القبول المبدئي ، بعد مرور اسبوع تم التواصل معها لحضور المقابلة الشخصية ذهبت الى هناك ترتعش من داخلها ولكن بالخارج كانت ثابتة واثقة من نفسها و قدراتها على الرغم من عدد المتواجدين إلا أنها كانت واثقة أنها سوف تحصل على الوظيفة استنادا على مؤهلاته ، فهى تعرف أن التعيين هنا ليس قائم على المحسوبية والمجاملات لذا هى واثقة ، انها سوف تكون جزء من ذلك الصرح ذات يوم .


 و بالفعل نجحت فى الاختبار والمقابلة الشخصية التي أجرتها مع احد رؤساء الاقسام و قد كان رجل بشوش الوجه صاحب ملامح تثير فى النفس البهجة 

منذ خطت الى مكتبه و شاهدت ملامحه و ابتسامته الصادقة ، شعرت بالسكينة فى نفسها و اطمأنت و بالفعل لم تخرج من مكتبه الا و معاها خبر تعيينه .

أما عن اليوم هو أول يوم عمل لها تشعر بالفرحة .



استيقظت حوا بنشاط وطاقة اغتسلت وصلاة فرضها ارتدت ملابسها و خرجت لتساعد والدتها في إعداد وجبة الإفطار 


دخلت الى المطبخ وجدت والدته قد اعدت حملت معاه الاطباق الى الخارج لتضع على طاولة الطعام 


حوا :صباح الخير يا ماما 

زينب : صباح الفل ياقلب ماما يلا عشان تفطرى قبل ما تروحى الشغل الجديد و صحى فيروز خليها تفطر معانا و تشوف كليتها

حوا : حاضر يا ماما 

انصرفت حواء لغرفتها التي تتشارك فيها هى وشقيقتها فيروز دخلت وجدت الاخرى تغط فى نوم عميق اقتربت منها بهدوء ثم صرخت بالقرب من اذنيها 

حواء بصوت مرتفع بعض الشئ : الحقي يا فيروز 


فزعت الاخرى و قامت من الفراش تقفز وكادت أن تسقط على وجهه أكثر من مرة 

فيروز و امارات الفزع ظاهرة على وجهه : غررررررريب  

عادت الى وعيها وعلمت انها كانت ضحية لاحد مقالب شقيقتها المعتادة والتى دائما تسقط فيها بمنتهى السذاجة 


حوا : هههههههه شكلك مسخرة اوووى يا فيروز بصراحة مش قادرة ابطل ضحك


فيروز بغيظ فهى كاد أن يتوقف قلبها من الخوف


 _ تانى يا حوا والله ما هسيبك المرة دى غير لما اعورك

 

 حوا : اللى يحصلني يكسرني 


و خرجت بعدها من الغرفة تجرى باتجاه والدها الذى انهى للتو صلاة الصبح و ما زال جالس على سجادة الصلاة يسبح الله ويحمده 


حتى وجد حوا تتمسك بملابسه و تختبأ خلفه خوفا من تنفيذ فيروز للتهديد 


حوا : الحقني يا بابا البنت المفترسة دى عايزة تعورني يرضيك يا ابو حميد القمر ده يتشوه .


 

فيروز : شوفت يا بابا عملت فيه ايه كل يوم اقوم من النوم كده لاء بقى حراااام شوف لك حل يا سي بابا 



احمد : مفيش فايدة فيكم لازم نقار كل يوم الصبح كده و انتى يا حوا يا بنت انتى الكبيرة اعقل شوية بلاش تصرفات الاطفال دى 



زينب : سيبك منهم يا احمد دول مش هيعملوا ابداااا يلا عشان نفطر وتلحق تروح شغلك و انتى يا حوا تروح شغلك الجديد وانتى يا روز مش عندك محاضرات النهارده 



تغير وجه فيروز بعد ذكر والدتها للجامعه 


- ايوه يا ماما عندى محاضرات بس مش مهمة مش هروح و اقعد اذاكر فى البيت احسن 


مالت حوا على شقيقتها و همست لها .




حوا : انا حسه ان فى حاجه حصلت معاكى فى الكلية و انتى مخبية عليه عشان كده بقالك اسبوع مش بتروح و مستني انك تيجى تحكى لى 



فيروز : مفيش حاجه انتى بيتهيأ لك بس ولو على الكلية المحاضرات مش مهمة عشان كده مش بروح ينزل على المهمة بس 


حوا : هعمل نفسي مصدقة كلامك و مستنيه تيجى تحكى من نفسك زى زمان ، فاكرة يا روز و لا نسيت 


نطقت فيروز كلماته التالية بمرارة أوجعت قلب شقيقته عليها ، لتشعر أن فيروز هناك خطب ما فى حياته ابدلها ، تحولت الى شخص اخر ، صامتة اغلب الوقت ، شاردة بعيدا لم تعد ابتسامته ظاهرة تزين وجهه كعادته ، هناك شئ انطفأ بها لا تعلم ماهو .


فيروز : فاكرة يا حوا كانت احلى ايام 


كلمات لا تخرج الا من قلب موجوع ، عاني كثيرا فى حياته 


حدثت حواء نفسها : يا ترى فيك ايه يا فيروز و مخبيه عليها ، قلبي بيقولي انك مجروحه .





ما هي الا بضع دقائق والتفت تلك الاسرة البسيطة حول طاولة الطعام فى جو ملئ بالمحبة والدفء 


انتهى أحمد من طعامه و سأل ابنته بعد ان وجدها تهندم ملابسها استعداد للخروج بعد أن سبقته فى انهاء طعامها من اجل التوجه الى عمله الجديد .



احمد :يلا يا حبيبتى تعالى اوصلك للشغل الجديد 



حوا : يعيش بابا ناصر الغلابة و المفلسين حبيبى يا بابا 

يلا سلام يا روز سلام يا ماما ، اوعي تنسي تدعي لي كتييير اووى انهارده 


فيروز : سلام حبيبتى خلى بالك على نفسك يا حوا.



كانت تود ان تقول لها الكثير من الكلام ولكن اثرت الصمت وان تدعو لها بظهر الغيب ان يحفظها الله من كل سوء 


زينب بمحبة :دعيالك من قلبى ربنا يوفقك و يفتح فى وشك الابواب المغلقة ويبعد عنك كل شر 


حوا : امين ياااارب 


نزلت من المنزل بصحبة والدها التفت انظار الجميع لها على الرغم من حشمت ملابسها، مما ازعاج والدها و دعا الله أن يرزقها الزوج الصالح ، فهو يخشى عليها هى وشقيقتها فهما ليس لهم بعد الله من أحد .


وهو يخاف ان يصيبه مكروه فتكون زوجته و بناته فى مهب الريح و مواجهة المجتمع دون رجل يحميهم .



أما عن حوا فقد اعتادت على مثل تلك النظرات فما عادت تلتفت لها ، بل على العكس أصبحت تحتقر الرجل لا يرى فيها سوى الجمال الخارجي .



أوصلها والدها أمام مقر عملها الجديد ، وتمنى لها الخير واتجه إلى عمله بالمصنع .


احس احمد بقلق على ابنته بعد أن شاهد حجم الشركة التى سوف تعمل بها ابنته.


عاد يحذرها و يدعو الله لها بالتوفيق .




 احمد : خلى بالك على نفسك يا حوا ربنا يحفظك يا بنتى 


رواية الفاتنة بقلم امنية محمود الفصل الاول 

علمت من طريقة والدها انه قلق عليها للغاية ، لذا حرصت على طمأنته .



حوا : حاضر يا بابا اوعى تخاف انتا مخلف رجالة 


احمد : عارف يا بنتى بس قلب الاب لازم يخاف و يقلق كمان عليكم انتوا نور عنيه ، و كل اللى ليه فى الدنيا انتوا وايامكم .


حوا : اوعى تخاف يا بابا هنرفع راسك دايما ، و هتفضل فخور بينا ، ده احنا تربيتك .


احمد : ربنا يطمن قلبك يا بنتى 


انصرف أحمد إلى عمله ، اما هى وقفت للحظات تستوعب انها تقف الآن أمام احد احلامها و ها هى تحققت اخيرا بعد طول صبر و انتظار .


 

وقفت حوا أمام ذلك الصرح العملاق من الخارج شعرت ببعض الخوف والتردد ، ولكن سرعان ما استعادة رباطة جأشها و تقدمت الى الداخل ، حتى وصلت امام مكتب الاستقبال لتسأل موظفة الاستقبال عن مكتب شئون العاملين ليتم توجيه الى مكان عملها .


حوا : صباح الخير انا حوا احمد معينة جديد فى ال اتش ار 


موظفة الاستقبال : اهلا بيكى ومبروك الشغل انا رحمة 


حوا : اتشرفت بيكى يا رحمة وانا حوا 


رحمة : اسمك حلو اووى وجديد 


حوا : ههههههههه بالعكس ده أقدم اسم فى العالم انا اسمى حواء بس كله بيقول حواء اسهل 


رحمة : إخلاء لو على كده انتى جيتى فى مكانك الصح تعرفي اسم صاحب الشركة ايه 


حوا : اه سليم البحيرى 


رحمة بمزاح : لاء ده اسم والده الله يرحمه اسمه آدم وشكلك كده انا خروجه من الجنة هيكون على ايدك 


حوار: صدفة غريبة و عموما انا جاي اشتغل وبس ممكن بقى تقوليلى فين مكتب شئون العاملين 



رحمة : شكلك جد يا حوا ومش بتحب الهزار عموما انا اسفة يا ستى والمكتب فى الدور الرابع طلع فى الاسانسير .



واشارت لها رحمة باتجاه عدد من الأبواب 


استئذان منها واتجهت الى احد الابواب وضغط على الزر ، كان يقف بجانبها شخص يرتدى نظارة شمس تحجب الكثير من وجه وهي لم تهتم لتعرف من هو .


دخلت الاسانسير وضغطت على الطابق الرابع دون ان تعطي اهتمام للاخر .


اما عنه فقد اشار الى احد مساعديه أن يتركوها وصعد معها ، وصل الاسانسير الى الطابق الرابع و مرت حوا من جانبه الى الخارج ، وصارت باتجاه وجهة معينة لم تحيد ببصره او تلقي بالا لما يدور حولها ، او الى والاخر الذى اوقف الاسانسير حتى يعرف وجهتها وأمر مساعده أن يعرف هوية تلك المرأة ، فمنذ وقفت إلى جواره وهى لفتت بصرها لها من شدة جمالها الى جانب الثقة الزائدة التى تتمتع بها ام انه غرور لا يدرى ! 


و لكن هى شغلت باله وانتهى الأمر .....


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-