أخر الاخبار

مجمع فصول رواية الخطيفة بقلم ميرفت البلتاجي

 مجمع فصول رواية الخطيفة بقلم ميرفت البلتاجي

مجمع فصول رواية الخطيفة بقلم ميرفت البلتاجي


نبذة عن الكاتبة 

ميرفت البلتاجي


عضو اتحاد كتاب مصر


كاتبة في مجالات أدبية متنوعة


الروائي :اجتماعي وروماني، فانتازيا وخيال علمي 


صدر على سبيل المثال لا الحصر


أماليا / ناريسا/ حارسة القصر: دار الفؤاد للنشر والتوزيع


ألا تلاقيا : دار الرسم بالكلمات


ذكرى/ أشتاتًا شلتوت/ مذكرات عروة لانج: دار كوكتيل للنشر والتوزيع


وصدر لها العشرات من قصص الأطفال من دار طيبة بوك ستور 


والعشرات من قصص الأطفال لمختلف الأعمار على المنصات الإلكترونية مثل :منصة عصافير ومنصة نوري


وكان لها العديد من الإصدارات الأخرى للطفل على عدة مواقع عربية منها 


موقع مدرة Madrasa


شركة وتطبيق Alef Education


,وقصة للأطفال عن الهيئة العامة للكتاب


والعديد من قصص الأطفال في مجلة فارس 


وتحت الطبع ثلاث روايات لليافعين


مشهد للروابط المجمعة


الله يلعن ها الحظ...لما تجيني الفرصة للهرب...بضل مكاني...والله لتندمي يا سوريانا على ها الفرصة اللي ضيعتيا بغبائك"...حملت الطعام وعادت للداخل...فتح عيناه عندما شعر بها وعادت ابتسامته تضئ ظلال لحيته الخشنة:

ـ وليش ها الابتسامة العريضة...أنت مانك مرضان:

ـ ما هربت....؟

صاحت بحدة:

ـ أيه...ما هربت...ارتحت..لأني غبية ومافي مني...

ـ سوريانا..

قاطعته:

ـ ششششش...ولا كلمة...أنا موطايقة حالي..تاكل وأنت تمك مسكر.. ما بدي أسمع لك صوت, وإلا بحمل حالي وبصلحا لغلطتي فوراً...

لاحظته يضحك رغم ملامحه المتألمة فسألته بتوجس:

ـ شو بيضحك...شو؟.

  ـ بدك إياني آكل ..وتمي مسكر...

وجدت نفسها تبتسم..بصعوبة... أشاحت بوجهها كي لا يراها وفتحت صرة الطعام وقدمته له..وعندما لاحظت مدى ضعفه بدأت تساعده على ابتلاع لقيماته...حتى رفع يده باكتفاء:

ـ أنت ما أكلت شي..؟

رد لاهثاً وقد عاد العرق يتجمع على جبينه بكثافة:

ـ بيكفي..بحس حالي بردان

ـ شو...؟

وضعت يدها على جبينه فكان متقد حرارة ولكن يديه وجسده مثلجان من البرودة...حملت كل الأغطية وراحت تدثره ولكنه ظل يرتعش ويتمتم بكلمات غير مفهومة...

ـ سوريانا...سوريانا ما تتركيني...تعالي لجنبي دفيني سوريانا...بحس حالي بموت من البرد...

سالت دموعها على حاله... فراس الشاب القبضاي القوي...فجأة يصبح بين يديها لا حول له ولا قوة...ويمكن يموت بأي لحظة....هوت الفكرة على رأسها كالمطرقة ولكنها شهقت بفزع رافضة الفكرة ..وفجأة أحست بفراغ رهيب للحياة التي يخلو منها فراس القاسمي...لن تكون حياة...ستكون كمذاق الرماد في الفم... تطلعت حولها بحيرة:

ـ يا ربي ...شو أعمل بها الورطة....

كان يزداد شحوباً وارتعاشاً, وأخيراً قررت التنازل عن كبريائها وهي تندس معه تحت الأغطية وهي تتمتم لاعنة:

ـ الله يلعن التليفزيون على الأفلام اللي بتعلم الناس هيك شغلات....ارتحت يا سيد فراس... هايني جنبك متل ما تكون متقصد أنك تخليني معك بأي طريقة...بس أنت يا سوريانا اللي حتندمي....

واندست جواره تحاول بث الدفئ في جسده المرتعش بالحمى...وهي بدورها بدأ يغزوها احساس أكثر خطورة....إحساس الأنثى مرة أخرى...وهي التي ظنت نفسها ستهرب من هذا الأحساس كلما زاد عنادها وكلما رفعت بينه وبينها جدران وهميه لا وجود لها إلا داخل عقلها...وترددت كلماته في رأسها.."أنت قدري يا سوريانا...وأنا قدرك"...شعرت بعبث ما تقوم به بعد نصف ساعة عندما ظل جسده على برودته, بل ازداد ارتجافاً.. وأخذت أسنانه تصطك ببعضها...فعادت تحدث نفسها:

"مبين أن مافي غير حل واحد....ومافي غيره ...يعني هو لازم ننفذ كل اللي بيصير في الفيلم...هم ما عندون حيا...وأنا شو بعمل هلا ..؟"...

عاد يئن بصوت مكتوم وكأنه الألم يشتد..فعقدت أمرها وراحت تتجرد من ثيابها ثم خلعت عنه كل ثيابه وهي مغمضة العينان...وعلى استحياء شديد بدأت تعود لتندس جواره...متمتمة.."أقسم بالله لو اتذكرت شي من اللي حصل هلا لأشرب من دمك يا فراس..بس تمر الحمى عــخير"...

وما لم تعمل حسابه أن يكون ليدي فراس المحموم إرادة خاصة بهما...عندما بدآ يتجولان على جسدها يستكشفانه.. فشهقت وهي تتطلع لوجهه فعرفت أنه ما يزال يعاني...حاولت إبعاد يديه عنها مرة بعد مرة...ولكن الحمى التي أشعلها في جسدها لم يكن لها أي علاج...بضعف شديد راحت تتوسله بينما بدا جسده بالاستجابة لنداء جسدها:

ـ فراس...فراس فيق الله يخليك...فتح عيناه بصعوبة ليتطلع لها بعينين غاربتين وكأنه لا يراها هي..وبصوت أنهكته الحمي همس قبل أن ينقض عليها في عناق أشد حرارة من الحمى:

ـ آه سوريانا...لو تعرفي كم مرة حلمت فيك هون..بين ايديي...

ـ لا فراس...أنا....

لم يسمعها...ولكنها لم تعترض...لم تظن أبداً أنه من الممكن أن يعلن جسدها العصيان على إرادتها..ويرغب بما ترفضه..بينما المعركة دائرة في عقلها ...كان يجتاحه احساس لذيذ وبدأ يشن هجومه الخاص.. مستسلماً لما يرفضه عقلها ومنطقها....وانتقلت حرارتها لجسده البارد أخيراً...

فتحت عيناها على ضوء الفجر يتسلل على استحياء من النافذة..تطلعت جوارها لزوجها...نعم زوجها لابد أن تعترف أخيراً بما رفضت الاعتراف به بعناد خاصة بعد ما حدث الليلة الماضية...

اطمأنت لتنفسه الطبيعي ودرجة حرارته التي عادت لثباتها, ثم نهضت مسرعة علي استحياء للحمام قبل أن يستيقظ ويزداد حيائها من نظراته الوقحة...

كانت المياه مثلجة وكأنها قادمة فوراً من النبع...استعادت بذاكرتها كل ما حدث...لتجد نفسها أصبحت في حيرة أكبر...ما الذي سيحدث الآن...؟؟

وكيف ستقبله كزوج بعد كل ما عملته كي لا يتم الزواج...

ارتدت ثوبها مرة أخرى وغسلت ثيابها الأخرى وخرجت لتنشرهم بالخارج لتجففهم حرارة الصحراء بسرعة...

دخلت الغرفة على أطراف أصابعها ولكنها تسمرت شاهقة عندما وجدته واقفاً يرتدي سرواله على عجل...التفت بصدره الأسمر العريض الذي ضمها بقوة ليلة أمس حتى كاد أن...عاجلها بنظرة اتهام غريبة:

ـ أنت بعدك هون...؟؟؟

ـ ووين راح كون يعني...

ـ يمكن فكرتيني متت وهربتي...

عقدت حاجبيها باستغراب لكلامه:

ـ هربت...بعد اللي صار امبارح...؟

ـ أه...شو اللي صار..أنا ما بتذكر شي...آخر مرة كنت على حصاني قدام البيت وفجأة ما شعرت بشي...لقيتني نايم بالفرشة...أنت اللي ضمدتي لي جرحي؟؟...


الفصول

الفصل الثاني

الفصل الثالث

الفصل الرابع

الفصل الخامس

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-