أخر الاخبار

رواية الخطيفة بقلم ميرفت البلتاجي الفصل الرابع

 رواية الخطيفة

رواية الخطيفة بقلم ميرفت البلتاجي



رواية الخطيفة بقلم ميرفت البلتاجي 

الفصل الرابع

تطلعت لأعلى حيث ما يزال يقف أمامها بملامحه المتحدية...برائحته المميزة, وحضوره القوي, يكاد يسرق أنفاسها من صدرها...خاصة وقد زادت خطورته وخشونته لحيته السوداء التي خيمت على عيناه بوميض قاتم, زاد من رعبها وهي التي لم يخيفها مخلوق مذ وعت على الدنيا...

ـ فهمت على منيح سوريانا خانوم...

استطاعت إخراج صوتها أخيراً بدون أن تعرف كيف استطاعت فعلها, ولكن إحساسها أن ما يحدث خارج عن إطار أي منطق أو عقل دفعها لترد التحدي بمثله...

ـ لو حكمت يا فراس بك..ما راح تاخدني إلا جثة ميتة .. وهذا وعد مني...أنا سوريانا...ما حدا بياخدني غصب بنوب...

ـ ما راح أعيد نفس كلامي..بس أنا مني بأيتا حدا...أنا زوجك...وتاج راسك...وولي نعمتك...واللي راح يعلمك كيف تكوني زوجة خاضعة راضية...وبكرة الأيام راح تفرجيكي ... بيك وخيك عملوا منيح في حالهم, لأني ما كان عندي النية إني أخليك ولو شو ماصار..مش قبل ما أعلمك الأدب يا بنت الأكرمي

جزت على أسنانها بصوت كالأنين:

ـ إنت انسان غليظ ووقح...وأنا مترباية أكتر منك...

كانت قهقهاته الضاحكة آخر ما سمعت قبل أن يخرج ويصفق الباب خلفه

تطلعت للباب المغلق بذهول ..وفجأة انفتح لتدخل أمها وآثار البكاء على وجهها أسرعت لابنتها تضمها مذهولة بين يديها..

ـ سوريانا حبيبتي ..تأبري قلبي..شومالك يا عيني...

ـ إمي...شو عم بيصير....وليش...ليش يا ماما ليش أنا شو عملت بحياتي ليصير فيني هيك...

أنهت جملتها بصراخ فاحتوتها أمها مرة أخرى تهدئها:

ـ خلاص خلاص يا عمري اهدي...

ـ أهدى...وليش أهدى علشان تعملوا اللي بدكم إياه كمان...ليش كذبتم عليا ...ليش...

ـ اخرسي يا بنت..مين كذب عليكي...

رفعت رأسها عن أحضان أمها لتتطلع لأبوها واقفاً على عتبة غرفتها...ونهضت لتقف وتقترب منه صائحة بدون خوف:

ـ ـ إنت..إنت كذبت عليا يا بي...

رأت ألوان الدنيا مجمعة عندما انهال عليها بصفعة كادت تطيح برأسها...سمعت صرخة أمها من الخلف, أعادت رأسها بدموع متجمدة وهي تعيد السؤال:

ـ ليش يا بي..ليش فهمتني إنك راح تتفاهم معه لفراس القاسمي وتحاول تقنعه يبطل الجوازة...ليش...

دق بعصاه في الأرض بقوة ورفع رأيه عالياً فبدا مهيباً بشواربه المفتولة...ولكنها لم تهتز وهي تقف بمواجهته بانتظار الإجابة..

ـ ليش يا بي...أنا ماني بنتك حبيبتك...ما كنت تدللني وأنا صغيرة وتحلف لي بشواربك أنك راح تعطيني إلا للرجال اللي بيستاهل سوريانا الأكرمي

رد أبوها بصوت جامد بدون أن ينظر بعينيها:

ـ هداك هو الرجال يا سوريانا...ولو ما كان هو.. مافي أي رجال غيره بيملا مكانته...اسمعي كلامي يا بنتي..أنا أبوك وما حدا بيعرف صالحك أكتر مني ...وأنا ما كذبت عليكي...أنا حاولت أحكي معه...بس وكأني بضرب راسي بالحيط, أديش أنه عنيد وراسه يابس.. ما رضي يا بنتي ومن شان يقطع عرق ويسيح دم, طلب إنه يدخل لغرفتك....ما فيني أمنعه يا سوريانا..مافي حدا بقدر يمنع رجال عن مرتو...فيه ياخدك من هون هلا بدون ما حدا يوقف بوشه...ارضي بنصيبك يا بنتي ما فيك تتحدي قدرك...

عادت تحدق بالباب المقلق بذهول مرة أخرى بعد خروج والدها, ثم التفتت تحدق بأمها...

ـ يا مي...هاد كابوس...كابوس حدا يصحيني منو ....لا مش ممكن يصير هيك...مش ممكن يكون هاد قدري زي ما بتحكوا...ليش علمتيني وأنت عارفة إنه هاد مصيري الأسود...خادمة تحت رجلين فراس بك القاسمي..

انتحبت أمها تحاول تهدئتها:

ـ الله يرضى عنك يا بنتي لا تعملي بحالك هيك...تمسي نار تصبح رماد يا مو....

ـ لا ..مافي رماد إمي...النار اشتعلت وشعللت وما عاد فينا نطفيا...

ـ سوريانا حبيبتي إنت لو فكرت شوي بهداوة راح تعرفي إن بيك على حق...

صرخت الفتاة بانفعال:

ـ حق...أيا حق...مافي حدا هون بيفهم عليي...بتاخدوني من الدار للنار هيك وما بدكو إياني كمان أصرخ من الوجع...

ـ تأبريني يا روح إمك...إن شاء الله اللي يكرهك يا قلبي..

نزلت شهقاتها الناحبة على قلب أمها كالحمم تكويها..ولكنها ظلت عاجزة عن رفع الألم عن ابنتها ولا حتى بالكلمات...

ـ يا ريت فيني أساعدك يا بنتي...بس شو أعمل يا ربي بس.؟..

مسحت سوريانا دموعها قائلة بلهفة:

ـ إيه إمي...فيك تساعديني...

ـ بس قولي لي كيف وأنا ما بتأخر...

ـ ساعديني لأهرب...

ضربت الأم بيدها على صدرها صارخة:

ـ شووووو...إلا هاي...

عادت سوريانا تنتحب:

ـ مافي حل تاني...يا إما هيك..أو...راح أموت حالي وذنبي برقبتكون...

ـ لا..يا حبيبتي الله يرضى عنك ما تخليني أعيش باقي أيامي في الدنيا بحسرتي على شبابك...بس أبوك وأخوك ما راح يوافقوا...

عاد الأمل لسوريانا:

ـ دخيل الله يا مي.....وليش راح تقوليلون...ما لازم يعرفوا...

ـ طيب وين بدك تروحى يا بنتي ...

ـ عند خالتي في العاصمة..زي ما كنت عايشة معا أيام الجامعة هي بتحبني وما راح تكل مني..الله يخليك يا مو وافقي...لو بتحبيني وافقي..

ـ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم...مني عارفة شو أحكيلك والله يا بنتي...خليني أفكر...يوم الخميس باقي عليه يومين...من الحين لوقتا ...يغير الله من حال إلى حال...عيني خير يا بنت جميلة والله ماني عارفة أخرة ها الطريق وين...بس حلقة بإدنك اسمعيها من إمك الختيارة الجاهلة...لأي مكان في الدنيا بدك تهربي في النهاية حتلاقي حالك من مكان ما بديت...زوجة فراس القاسمي.. مافي مكان في الأرض ممكن تتخبي فيه من ها الحقيقة... راح روح شوفوا لبيك, وأنت حاولي ترتاحي لك شوي.. الله يستر علينا من الأيام الجاية...

ولكنها لم ترتاح..لم تستطع البقاء ساكنة والأرض تتحرك من تحت قدميها..يومان فقط...يومان وتدخل عروس لبيت القاسمي...أعادت خصلات شعرها الثائرة كصاحبتها للخلف بأصابعها...تكاد تصرخ من شدة ما تشعر من ضغط...وراحت تسترجع بذاكرتها وجه فراس من اللحظة الأولى التي رأته فيها...أي منذ يوم واحد تقريباً..ومن وقتها للآن كل هذه الاحداث مرت وكأنها تعرفه طوال سنوات عمرها...ألقت ضحكة دامعة وهي تتذكر حديث أمها عندما أخبرتها أن قرانها عقد وهي ما تزال بمريول المدرسة تلهو بالطابة في الحارة...وعمرها تسع سنوات فقط...أي عقل وأي جنون ما حدث وما يحدث..والأهم..ما سيحدث...

مر اليومان عليها كالدهر...وفي فجر الخميس كانت بانتظار إشارة أمها لتؤمن لها الطريق كما اتفقتا...ارتدت ثيابها ...بنطلون ضيق وبلوزة خفيفة بأكمام قصيرة لتسهل عليها السفر...وحملت حقيبتها على ظهرها واستعدت لأخطر خطوة في حياتها...دخلت أمها مرتبكة ومرتابة تفرك يديها:

ـ سوريانا...بلا يا بنتي تهربي ..أنا قلبي ماهو مطمن بنوب...

زفرت بانفعال:

ـ ماما ...خلصنا بقى...اطمني أول ما أوصل عند خالتي راح اتصل فيك ..ما تقلقي..بنتك بمية رجال..ما إنت شايفة شواربي كيف بيوقف عليهم الصقر...

لم تسطع الأم الضحك على مزاحها فقد كان قلبها يتوجس شراً ولم تسطع إثنائها عن عزمها...

ـ يا مو لازم أمشي هلا قبل ما تشرق الشمس..ادعي لي يا مي...

ـ الله يرضى عنك يا بنتي...ويسهل طريقك ويبعد عنك ولاد الحرام....ويعطيك ويآتيك بمن يسعد قلبك يا سوريانا يا بنت جميلة...

ضمتها بقوة تبكي بحرقة ثم أطلقتها تغادر متسللة تحت جناح الظلام...

أخيراً تشعر بالحرية تتنسم هوائها...كلما ابتعدت عن البيت كلما شعرت بها تغتال خلاياها..تحثها على الإسراع للابتعاد أكثر...عن كل القيود التي فرضت عليها بدون مشورتها...عن كل من يفكر بإلغاء إرادتها الحرة...عن كل من يظنها سهلة المنال مرغمة على الخضوع...وصلت أخيراً للطريق السريع...أخذت أنفاس سريعة بصرخة فرحة وانتصار...وراحت تتطلع بأمل لعل أي سيارة تمر ويكون معها خلاصها للابتعاد أخيراً من هذه الضيعة وكل ما تمثلها...حانت منها التفاتة للخلف...كم تبدو ضيعتها صغيرة بمبانيها العتيقة..وأفكارها البالية وكأن القرن الواحد والعشرون لم يمر في هذه المنطقة...ما زالوا يعيشون في ظلال أعرافهم البائدة وأحكامهم الظالمة...وكل من تحت سطوتهم لابد أن يخضع...هزت رأسها بابتسامة باهتة وهي تحيط جسدها بذراعيها:

ـ إلا أنا...يا أهل ضيعة أم الطنافس...إلا سوريانا...

التفتت بسرعة عند سماعها لصوت هدير سيارة يقترب...أخذت تلوح بيدها بقوة لتوقفه...ازدادت ابتسامتها اتساعاً عندما بدأت السيارة تهدئ من سرعتها في اقترابها منها...

وقفت السيارة جوارها وأنزل السائق النافذة ليتطلع لها بابتسامة:

ـ أهلين يا حلوة...لوين طريقك...

ـ أي مكان ...إلا هون....

وهمت بإمساك مقبض الباب عندما أوقفها صاحب الصوت القوي من خلفها بلهجة لا تدع مجالاً للشك في نواياه الغاضبة:

ـ الخانوم غيرت رأيا...شاكرين أفضالك " أخي...يلا اتيسر لحال سبيلك الله معك..

لم تستدر...ظلت مكانها ممسكة بمقبض الباب وكأنها أصابعها تجمدت عليها...ثم نظرت للرجل بتوسل:

ـ بترجاك خدني من هون وبعطيك مصاري متل ما بدك...

ألقى نظرة للخلف للرجل المهيب ثم رد بصوت خافت:

ـ كان بودي أساعدك " إختى...بس مع هيك رجال...ما بظن

صرخت بحدة وهي تضرب بقدميها على باب السيارة:

ـ ايييييه العمى....مافي رجال يستحق اسمه ينقذني من ها الورطة هاي...

ضربت الدماء برأس الرجل فخرج من سيارته واتجه ناحيتها ينظر لفراس بتحدي..ثم فتح باب السيارة قائلاً بصوت أجش:

ـ ادخلي إختي..وأي رجال شايف إنو مستغني عن عمره يوقف بطريقنا...

ترددت سوريانا وهي تسرق نظرات مرتعشة لفراس الذي ظهر التهكم على ملامحه, فازدادت خوفاً ..بدلاً من أن يغضب كما توقعت...وقبل أن تجلس داخل السيارة ارتفع صوت فراس مرة أخرى:

ـ سوريانا...الرجال ما إله دخل بيناتنا...المسكين طالع ياخد رزقته من الله...ما تكوني السبب في رجعته لبيته مكسر العضام...

التفت له الرجل تقدح عيونه شراً:

ـ إنت شو بتحكي...وعلى مين بتحكي...

تجاهله فراس تماماً وعاد يحدث زوجته:

ـ سوريانا...الرجال اللي بتتحامي فيه هو نفسه راح يسلمك لإلي لما يعرف إنك مرتي...

تراجع الرجل مصعوقاً...يجيل النظرات بين كلا المتناحران:

ـ شو...مرته...الله يلعنك...بتهربي من جوزك وبدك ياني ساعدك... فعلاً اللي استحوا ماتوا "...انقلعي من سيارتي...يالا ما تبليني فيك...استغفر الله العظيم يا رب على بكرة الصبح...ما تواخذني " أخي والله فهمان الموضوع غلط....

أومأ فراس برأسه بتكبر وقد ازداد تهكماً أمام ملامح سوريانا المنكسرة, ودموعها المتوقفة خلف رموشها ..راقبت السيارة تهدر بضجيج مزعج وهي تبتعد في الأفق...وكأن آخر أمالها تضيع في أفق حياتها المظلم:

ـ ما قلت لك إني قدرك يا سوريانا..وما تحاولي تهربي من قدرك راح يلاحقك ولو هربت لآخر مكان بالأرض...

التفتت تغالب دموع القهر والألم:

ـ من حقك تضحك عليي...أنت المنتصر بهي الجولة كمان...بس أنا ما راح أستسلم بنوب...

أمسكها من كتفيها يهزها بقوة:

ـ إنت شو مفكرة حالك...ها...ما فكرت بالعار اللي لاحق أهلك بهربك..ما فكرت براس بيك وخواتك اللي راح تبقى بالطين بسببك...بنتون هربت يوم عرسا..عارفة شو معناتو هاد...

ازدادت اصابعه ضغطاً على أكتافها وصوته قوة وعيناه لمعاناً مخيفاً:

ـ معناتا يا بنت الأصول ...عارفة ولا عاملة حالك بنت مدينة وما بتفهمي بهيك شغلات بتخص الناس الجهلا أمتالنا....بس الحكاية منا بحاجة لتفكير وحسابات كتيرة...البنت اللي بتهروب من عرسا معناتا إنا بنت غير شريفة...ودمها حلال بلال على جوزا...يعني لو المجلس العرفي اجتمع هلا بيحكموا بقتلك وما إلك دية عنا...

شهقت متراجعة عندما تابع هجومه غير عابئ برعبها:

ـ شو ما عندك حكي هلا...ليش هربانة من عرسك..؟ شو مخباية وخايفة ينكشف...؟

كانت تهز رأسها ببطئ تحاول استيعاب ما يقول وفجأة حاولت التملص من بين يديه بصراخ:

ـ إنتا شو عم تحكي...أنا ما إلي دخل ان كان تفكيرك أو تفكيرون مريض...إنتو كلكن ناس مرضى..كيف بتتجرأ وبتحكي عن أخلاقي...وأنت نفسك بلا أخلاق...كيف بتقبل عـحالك أنك تتجوز بنت صغيرة عمرا تسع سنين...وبعد اتناعشر سنة لساتك متمسك فيا...شوف حالك يا بيك قبل ما تحكم على الخلق...

تأوهت بصمت عندما اشتدت أصابعه بغضب لتنغرز في لحم أكتافها, ضغط على أسنانه ليرد ببريق مخيف:

ـ واحدة متلك ما تحكي عن شي ما بتعرفه...من هداك اليوم المشؤوم أهلك بعدوك عن الضيعة وبعتوك لخالتك في العاصمة تتعلمي هونيك...حتى ما تسمعي وما تتذكري اللي صار...وصار يلي بدون اياه نسيت يا سوريانا, وكمان نسيت معه كل عاداتنا وتقاليدنا اللي بتحكمنا, واهم شي نسيتيه إني عملت هيك ميشان أنقذ حياة أخوك وإختى من الموت...ما كان في حل تاني...

صاحت بصوت مخنوق:

ـ بس أنت كان فيك تبطل الجوازة لأنك ما مقتنع فيا...هيك قال لي نضال...ليش غيرت رأيك... ولا ...أنا حيا الله مرى ما لا قيمة ...مش المفروض يكون لي رأي في الرجال اللي راح يكون شريك حياتي...

هز رأسه بابتسامة كئيبة:

ـ بعد ما شفت نوعيه الرجال اللي بتختاريون...ما أظن إن رأيك إله أي أهمية عندي...إنت مرتي يا سوريانا وبتضلي مرتي لحتى أنا أقرر إني ما بدي اياك...بدك تسميها تعصب...أو دكتاتورية مثل ما المتعلمين بيحكوا...ما راح يأثر كتير عندي...

ـ أديش إنك إنسان غليظ وما بتحتمل...أنا بكرهك...بكرهك ...

رفع حاجبيه باندهاش:

ـ يا الله..بعدني عايش...يظهر إنك ما بتكرهيني كفاية ليقتلني كرهك....

اقترب ليمسك بذراعها فرفعته لأعلى مبتعدة:

ـ ما تفكر إنك تلمسني...أنا بمشي لحالي...

وضع يديه بجيوبه متسائلاً بتهكم:

ـ وعلى وين ان شاء الله رايحة الخانوم...

ردت وهي تتجاوزه:

ـ عــبيتنا....وين راح روح لكان....

التقط ذراعها يمسكه بقسوة قبل أن تبتعد عن مرمى ذراعه وهو يهز رأسه بأسف:

ـ لا ..ما راح يصير مرة تانية إنك تغيبي عن عيني...

سألته بخوف شديد ظهر من نظراتها المرتعبة على أصابعه الممسكة بذراعها:

ـ شو بتقصد....وين راح أروح لكان...؟؟

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-