رواية زنزانة بقلم ابتسام رشاد
رواية زنزانة بقلم ابتسام رشاد
وفي ليلة ظَلمة تنام العين من الظُلم ولما تُفيق تجد الظَلمة تحتويها... أي ظُلمة العين تعاني أكثر، أظلمة زنزانة معتمة بالسياج محاطة، أم ظلمة ظالم نام عن الحق ونصر الباطل.
وما ان تفيق إذ بحراسٍ غلاظ يجرونك مكبلاً بالسلاسل، كعادتهم بقسوة يعاملونك كأي نزيل تضجر بنظراتك وما تملك إلا نظرات وكيف لك أن تنطق؟ فأنت مُذنب.. فأنت قاتل.
وكيف تُحسب قاتلاً وكنت ببراءة طفلاً يخاف القطط والعصافير!.
الويل لك أفقير أنت أم أخرس؟! أتقبل بجرم لم تفعله... فهنيئا لك العقاب. تبكي الآن عندما حان موعد دفع الثمن... ليس لك من البكاء سبيلاً.
أتتراجع بعد أن قبضت الثمن؟! وكيف التراجع؟!
متى ستصرخ قالاً: أنا مظلوم.
انتهى الأمر لن يسمعك أحد حملت ذنب لم ترتكبه. ما لك سوى العقاب، فقيراً وأخرس ستموت ماملكت مال فبدلت بالحياة المال..وأخرس عن الحق لم تنطقهُ.
سألك: أقتلت؟..فقلت: أنا قاتل. وتندم الآن.
أخافتك زنزانة معتمة أم قسوة حراس سلبوا حريتك حين قُيدت بسلاسل لا تقوى حملها...
لقد وقفت بين يدي قاضٍ معترفاً بأنك القاتل، والقاضي قضى بإعترافك دون تحري فهو أيضا قبض ثمن ضعف ما قبضت. انها مسرحية؛ لإلتقاط صورة ولإبعاد شبهة... ليبقى العزيز عزيزاً وأنت في أسرك لن تبقى طويلاً حتى ذات يوم تُجر لحبلٍ معلق تنتهي به حياتك لينعم أهلك ببعض نقود، دُفعت أنت ثمناً.
أتفيق الآن على واقع لم تحسب له يوماً.. أهلكتك الحياة أم أهلكت نفسك؟ هو قتل وأنت تحمل عنه، ولما تُقتل من سيحمل عنك؟
ما شأنك أغرائك المال؟ أم كرهت الحياة؟
المال لن تأخذه، وحياة عشتها أثيراً لحروب بارة.
قد تعجبك مجموعة فصول طبقات الحياة (رواية كاملة)
اضغط هنا
رواية زنزانة بقلم ابتسام رشاد
تساؤلات عديدة تدور بذهن نزيل غرفة الاعدام "عمر" بينما هو بزنزانته يقضي ليلتة الأولى بعد أن أدرك قيمة الحرية؛ حينما كان يبحث عن الإنتحار بعد أن دفعته أشد الظروف للتخلي عن حياته فأتيحت له فرصة رفع جرم عن مجرم، والمقابل رخيص...
معادلة خاطئة مفادها أن يتخلص من حياته بفعل قانون قتله مئات المرات.
وهنا تسلل له اليأس عندما تذكر قتيل لم يقتله، وجانٍ يداه ملوثة بدم صديق أنتهت حياته هباءً بعد ساعات سَكر ولهو، وما هو إلا عامل أرسله رئيسه غدراً؛ ليصبح قاتل.. ومقتول بعد تنفيذ حكم الإعدام.
قد تعجبك رواية انتقام زوجة (الخذلان) رواية كاملة
اضغط هنا
