أخر الاخبار

خاطرة و صورة بقلم سلوي فاضل


خاطرة و صورة بقلم سلوي فاضل 


خاطرة و صورة بقلم سلوي فاضل



 جاري العزير

                 بعد التحية.

  أعلم إنك لا تعلم هويتي؛ فأنا جارك بالسكن، لا تربطني بك سوى تلك السويعات القليلة بدُجى الليل، أراك فيها بشرفتك جالسًا تنير سراجها، تغوص بطيات كِتابك، وأُجاوركَ بالشرفة التالية يصاحبني هاتفي النقالِ، أجوب دروبه وبرامجه تحت ضوء القمر، مكتفيًا بضوئه، دعني أُخبرك أمرًا أجده الآن سخيفًا متهرئٍ؛ فقد كنت أرى بك عتّقًا ورجعيةً، أتساءل بكل يومٍ ويعلو ثغري بسمةٍ هاكمةٍ 'أهناك من لا يزل يطالع الكُتب بعصرٍ أينعت به التكنولوجيا وتقدمت؛ فباتت الكُتب إلكترونية لا حبرٍ على ورق؟!' وكأني أرى الآن بسمتك متعجبًا، ولك الحق كله، دعني أكمل لك ما أردت، فقد ظل سؤالي يطاردني كلما رأيتُك، ولا أهتم بالبحث عن إجابةٍ؛ إلا أنها فُرضت عليّ يومًا، كيف؟ هل قفز ذلك السؤال برأسك؟ سأخبرك، بيوم شعرت بوعكةٍ، ألمٍ برأسي لا يزول، زُرت الطبيب؛ فأخبرني بضرورة البُعد عن شاشة هاتفي؛ فقد نالت مني العِلل بسببها؛ وبأول ليلة بعد حُكم الانفصال عنه، وجدتني أواجه فراغٍ قاتلٍ، وبقلة حيلةٍ، أصبحت رجعيًا، استنشق حِبر الكتب، كان الأمر مملًا بالبداية لن أنكر، ثم بدأت اعتاد واستسيغ ما أفعله، ووجدت مخيلتي أُحْيَت من جديد، أري الكلمات تتجسد بمخيلتي تدب بها الحياة، تتحرك، تتحاور وتنير دروب العقل، وجدتني أسبح بسطوري وأغوص بها، أتفنن في شراء ما يروقني وأتنوع به، أءخبرك أمرًا؟ لقد ادمنت قراءة الكُتب، باتت روتيني اليومي ولا غنى عنه حتى بعد أن أخبرني الطبيب بذهاب دائي، أما عن سبب رسالتي هذه؛ فهو لشكرك والاعتذار عن حماقتي وجهلي سابقًا.

ممن كان يومًا مغيبًا إلى جاري صاحب الأسفارِ.

#سلوى_فاضل
#soly_fadel

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-