انين القلب
نوفيلا انين القلب
بقلمى ليلةعادل
الفصل لاول
فى احدى العيادات النفسية بالقاهرة ٦م
نشاهد شاب في منصب العشرينات من عمره طويل القامه بجسم عادي بعين بنيه وشعر اسود يشبهنا
كان يجلس كامل فى صالة الانتظار يرتدى قميص ابيض وبنطلون أزرق والساعة الماركة التى يرتديها يبدو من مظهره الأناقة ونلاحظ القفاز الأبيض فى يده ينظر الى الجميع بنظرات استغراب
يحدق بعينيه بكل المرضى بقلق، بعد قليل تقوم الممرضة بالنداء عليه
الممرضة وهى تشاور بايدها : استاذ كامل اتفضل دورك
ينهض كامل يدخل الى الغرفة
غرفه الطبيب
نشاهد طبيب يجلس خلف مكتبه، ويرتدى ملابس عاديه ويبدو انه في منصب الخمسينات ..
فور دخول كامل الغرفه يقوم بمسح المقعد الأمامي للمكتب بالمنديل ويضع بعض المناديل علي المقعد ثم يجلس كان يشاهده الطبيب بابتسامه نظره كامل للطبيب بابتسامة عريضة وسعادة غامره تخرج من عينيه
كامل بسعاده وشغف : شفتها إمبارح تاني .
وافى بتسأل : وايه إللي حصل .
كامل بسعاده : قربت منها وكلمتها .
وافى وهو يهز راسه بنوع من التقدير : عظيم وقالتلك ايه .
فلاش بااااا ك
جامعه اسكندريه ١٠ص
مكتبة الكلية
نشاهد ط كامل يقترب من فتاة لكن بحذر شديد. أثناء بحثها فى رف الكتب يقترب منها وهو يمسك احد الكتب بمنديل ويتحدث .
كامل : الكتاب ده جميل قرأته مرتين
وردة باهتمام : تأخذه ميرسي هقرأه
كامل بابتسامة : انا كامل
وردة بابتسامة : عارفة ده احنا سوا من ٣سنين ..
تمد ايدها لتصافحه لكنه لم يمدها يتبادلان النظرات بصمت شديد... ثم تتحدث ورده
وردة بنوع من الاستغراب : طب اشوفك مرة تانية
تتركه وترحل
بااااك
العيادة
وافى بستغراب : ليه مسلمتش عليها
كامل بحزن وضيق : مقدرتش كان جوايا صراع بيقتلني كان نفسي لكن مقدرتش
وافى بهدوء وتوضيح : عايزك تفهم شيء واحد مجرد وجودك بالقرب منها بالشكل ده خطوة ممتازة
كامل بحزن كاد أن يخرج من قلبه وضيق ويأس
كامل بحزن وعين تملها الدموع : بس انا تعبان مابقتش قادر، مش عارف أعيش حياتي مرتاح ولاد، أختى كانوا امبارح عندنا ط، ياسين الصغير وقع فضلت أبص عليه وانا مش قادر ألمسه، دخلت أختي فضلت تبص بعنيها ، كأنها بتصرخ وتقول كفاية بقى. سنين واحنا بعذاب ومتحملينك امشى، وابعد عننا ، أنا نفسي أعيش مرتاح يا دكتور، أعيش زى الناس بقالي ٤ سنين بجيلك كل اللي قدرت أعمله اني مصحاش كل شوية
اتأكد ان الباب مقفول...
إن التليفون عالشاحن ...
ان المنبه مظبوط
مغسلش الحاجه عشر مرات
تعبت تعبت
شقه كامل ٧م
فى أحد المناطق الشعبية شقة بسيطة تتكون من ثلاث غرف وصالة يعيش كامل مع والدته بعد وفاة الأب منذ اكثر من ٧سنوات.
يدخل كامل من باب الشقه تشاهد والدته التى كان تجلس ع الاريكة تقراء قرأن
الأم فاطمة بحنان : حمد لله على سلامتك
كامل وهو يقترب بابتسامة : الله يسلمك
. يقترب من المقعد المجاور لها يأخذه وببعض المناديل يمسحه. ثم يجلس
تبتسم الام له وتقترب منه وباهتمام
الام باهتمام : الدكتور قالك ايه
كامل بياس : زى كل مرة مجرد كلام ولا بيودى ولا بيجيب انا مش هروح تاني
الأم بحزن : ليه اليأس ده
كامل بضيق : مش يأس لكن أنا متصالح مع نفسي عارف إني هفضل كدا
يأخذ مناديل أخرى ويمسح قدم الأم ثم يخرج من الدرج قطعه من القماش ويضعها على قدم الأم ويضع رأسه عليها تسكن فى عين الأم الدموع فهى لا تعرف ماذا تفعل مع أبنها فهو ضائع منكسر يأس فترفع عينيها لأعلى. لكي تدعو له
شقة عم جميل ١٠م
عم جميل رجل فى منتصف الستينات يعيش فى الطابق الأعلى لكامل فهو جاره وصديقه الوحيد
نرى عم جميل يجلس فى الصالة ويشرب النعناع وعندما تدق الساعة العاشرة مساء يذهب ويفتح الباب يجد امامه كامل
جميل بابتسامة : تعال
يدخل كامل وهو يمسك بايده فنجانه المفضل وبه قهوة ثم يدخل ويجلس على احد المقاعد دون مسحه ؟؟؟؟
جميل بتسال : شكلك مش رايق
كامل : وانا امتى كنت رايق سيبك منى أنا اتعودت عامل ايه
جميل : عامل زى البشر. بقول أني كويس وانا تعبان
كامل باسف : طارق بردو
جميل بحزن : يوم ماتولد افتكرت انه هيبقى سند ليا لما أكبر طلع هو كسرت ظهرى اللي الدنيا كانت مخبيها ليا
كامل بنبره وحزن : .. الدنيا كسرت كل الناس لكن كل واحد بشكل عاملين نلزق. ونخيط فى نفسنا لحد ما بقينا زى عرايس ماريونت عاملين نتراقص يمين وشمال متعلقين بحبال ديبه، عاملين نعافر مع الدنيا اللى سرقت مننا كل شئ العمر الاهل الاصديقاء الحبايب. حتى الاحلام ولسه عاملين نضحك على نفسنا ونقول بكره احلى
جميل بابتسامة امل مصحوبه بحكمه: ما هو احلى بلاش نبره اليأس دى يابنى الحياه متقلبه بستمرار شويه تضحكنا وشويه تبكينا وشويه تقسى وشويه تطبطب هى دى الدنيا وهتفضل كدا ليوم الدين خليك واثق بربك ، ربك كريم ورحيم بعباده
جامعة الإسكندرية ١٠ص
مكتبة الكلية
نشاهد فتاه فى اول عشرينات محجبه بملامح جميله ورقيقه وجسد نحيل قليلا
وردة وهى تجلس على أحد الطاولات وتقرأ الكتاب الذى قام كامل باعطاءه لها لكنها كانت تنظر بعينيها على باب المكتبة وكانها تنظر احد ، بعد قليل يدخل كامل عندما تشاهده يقترب منها. تنظر بالكتاب وتتصنع عدم رايته، يبتسم كامل لها عندما يقترب منها يقوم بمسح المقعد المجاور لها بالمنديل ويبعده قليلا عنها يجلس ويتحدث
كامل بابتسامة : صباح الخير
ورده بابتسامه : صباح النور
كامل ينظر الى ما بين يديها بابتسامة : ..عجبك
ورد بحماس : كتاب رائع بيناقش الحب والصراع النفسي اللي بيعيش فيه كل طرف ، لكن معجبنيش بنقطة
كامل : هى إيه
ورده بتوضيح : انه لا يؤمن بالتضحيه. يعنى قال فهى فقط مجرد كذبه.. كذبه لكي يفصح العاشق عما بداخل قلبه
كامل بتوضيح : ايوة ما أنا مش بعمل حاجة كبيرة أنا بعمل الصح ، حبي للشخص ده هو اللي بيقودني يا إما للهلاك يا إما للسعادة
وردة بتسأل : وأنت شايف ايه
كامل بلطف مصحوب بعقلانية : شايف ان الحب هو الفرحة.. كل حياتنا متبلوره بالحب ... يعنى مثلا لو دكتور مش بتحبيه صعب تجيبى بالمادة درجة عاليه لأنك مش هتعرفي تحبي المادة بسبب اللاشعورى اللى مسيطر عليكي، فتلاقى نفسك جبتى تقدير ضعيف او تشليها مع ان الامتحان كان سهل .. لو مش لقيا أصحاب بجد بيحبوكي هتعيشي منعزلة مع إنك ممكن تعيشي لوحدك لكن احتياجك لصديق يحبك ومش لقياه وجعك ..لو بتحبي شخص هو مش بيبادلك نفس مشاعرك هتحزني .. الحب بيتحكم فينا فى رغباتنا واحتياجاتنا. مزاجنا ، مسيطر علينا بكل شئ وهو ده سبب تعستنا اننا بندور ع الحب بشكل الكمي مش الكيفي.
وردة :بنظره انبهار : .. واو أنت طلعت فيلسوف يا كامل وانا معرفش .
كامل بخجل : شكرا
وردة بحماس : ماتيجى نشرب حاجة بالكافتيريا
كامل بقلق ورفض : لا
وردة بتعجب : ليه بس
كامل بتوتر : زحمه محبش الزحمة
تضع وردة ايدها على كتفه بتلقائية ؛ .. يلا بس
وفجاه تبدلت ملامح كامل ونظر لها باتساعه عينيه وركض مسرعا إلى المرحاض واخذ يخلع قميصه ويقوم بغسله الكم. أكثر من مرة ويغسل كتفه أكتر من مرة بشكل هستيري وجنوني. وهو منفعل ومشدود فهي قد لمسته وفجاه ، اثناء غسله تذكر الذي حدث ابتسم للحظة وغمض عينه . ثم يبكي بحرقة
العيادة ٣م
نشاهد كامل يقف أمام مكتب الممرضة وهو شبه مبلل ويبدو على ملامحه الانهيار والقلق
كامل بتوتر. ولهفه : عايز أقابل الدكتور دلوقت
الممرضة : مش معادك يا كامل
كامل بتوتر اكبر وحده : اسمعي الكلام ادخلي قوليله أنا عايزه بموضوع مهم مهم مهم جدا
الممرضة : حاضر
تدخل الممرضة للداخل. وتخرج اتفضل
مكتب الدكتور
ينظر الدكتور باستغراب فكامل على غير عادته يأتي بموعد غير موعده، فهو شديد الالتزام بالمواعيد منذ اربع سنوات وهو يحافظ على جدول المواعيد بدقيقه وثانيه
كامل بتوتر شديد: .. لمستني
وافي بتعجب : . ايه شعورك
كامل بابتسامة وسعادة: فرحت أوي سبتها تحط ايدها عليا ومسكت ايدها أنا كمان جسمى مكنش خايف منها مكنتش شايفها جرثومه متحركة قلبي دق شعور لذيذ أوي بس بعد شويه فتحت عينيا لقتني فى الحمام بغسل كتفي طلعت امنيه زى أخواتها
وافى بهدوء وعقلانية : لكنها لمستك وانت هربت مظبوط
كامل يجلس بيأس. هو يهز راسه بإيجاب : مظبوط
ينظر له وافي ودون بالورقه شئ فاكامل جلس دون مسح المقعد كا غير عادته
وافى بعقلانية مصحوبة بلطف : كامل انت بتتقدم أنا مش عايزك تخاف كدا وخوفك وانعزالك عن المجمتع هو سبب عدم تحسنك. صدقنى انت افضل انت تقدر تتغير سيطر على خوفك
كامل بضيق : أنا سمعت كلامك، من سنتين وسفرت وأنت فاهم ايه حصل يومها
وافى : دي مشكلة عادية وبتحصل
كامل : أنا
قاطعه وافى قالا : عايش، تعيش طبيعي
كامل بحزن : عايز المجتمع يتقبلني
وافى بابتسامة : المجتمع. متقبلك
كامل برفض : لا بيتريقه عليا
وافى بهدوء : تعال نرجع لوردة بتحس بايه لما تشفها
كامل بابتسامه حب وشغف وتمنى : بالأمان والحنان أني سعيد بحس اني عايش يا دكتور وإني بني آدم زي الناس عنده قلب بيحس وبيدق وممكن يحب
وافى : وهي
كامل :معرفش
وافى : اسألها
كامل بتسأل : تفتكر هترضى بيا
وافى :لو بتحبك هترضى
كامل بابتسامة حب وامل : هي بتضحكلي
وافى : لما بتضحكلك بتحس بايه
كامل بسعادة وشغف : انى عايش
شقة كامل ٥م
غرفة كامل
نرى غرفة منظمة جداً ونظيفة جداً جداً
ليس بها الكثير من الأثاث بها سرير ودولاب وشماعة
ومنبه وساعة حائط فقط
خالية من أي صور أو أي براويز أي شئ يسودها السكون ..
لم يفارق كامل غرفته خلال أسبوع بعد ما قامت وردة بلمسه
وخلال هذه الفتره نرى عادات كامل وهو يتفحص كل شئ المنبه الساعة السرير اكثر من مره وهو يأكل لوحده فى غرفته بطبقه ومعلقته الخاصة
نرى وهو يفكر بوردة مرة بابتسامة ومرة بدمعة
ثم نرى يقترب من مكتبته ويفتح أحد الكتب ويأخذ منه صور... كانت صورة وردة كانت تجلس فى حديقة الجامعة ينظر كامل للصورة بابتسامة ويتلامس بأطراف أصابعه ملامح وجهها ثم يغمض عينيه
نرى. وهو يجلس بجانب وردة بأحد المقاعد بالجامعة وشعرها الناعم مثل الحرير يتطاير على خدها الناعم ويقوم كامل بملامسة وجهها بابتسامة عشق ثم يطرق الباب يضع كامل صوره بسرعة فى الكتاب ويرجعه مكانه بالظبط ثم يظبط وضعه ينظر له ثم يظبط وضعه مرة أخرى.
لكن لا نعرف ما راى كامل كانت ذكرايات عاشها مع وردة أم أمنية .
كامل : اتفضل
تدخل جميلة أخت كامل الكبرى
جميلة بابتسامة : ممكن أدخل
كامل : . اتفضلي
تدخل جميلة الغرفة
يقوم كامل بأخذ أحد المقاعد القلابه التى تفتح وتغلق . امسكي اقعدى هنا
جميله : ماشي تجلس. ها بقالك أسبوع مش بتسيب أوضتك
كامل باختناق : مش عايز أقولك السبب متضغطيش عليا عشان محبش أكدب وخصوصا عليكي
جميلة : على راحتك , أنت زعلان من إيناس.
كامل : لا هي خايفة على ابنها رد فعل طبيعي للفعل اللي حصل
جميله بحب : ايناس بتحبك وكلنا بنحبك
كامل بحزت : وانا بحبكم لكن فاهم انكم زهقتوا مني حقكم أنا زهقت من نفسي
جميلة بدعم : بس أنا شايفه إنك بتتحسن على فكرة فى مميزات كتيرة حلوة عندك. إنك بتاكل أكل صحي منتظم جداً بمواعيدك
كامل بضيق : وفي حاجات كتير متعبه مرهقه نفسيا عليا وعليكم سلبية
جميلة : ركز بالجانب الايجابي عشان متتعبش. شفت وردة
كامل بابتسامة كبيرة فهو حين يستمع الى اسمها تتبدل ملامح وجهه لسعادة كبيرة : آه ولمستني
جميلة بتسأل : وأنت عملت ايه
كامل بضيق :جريت
جميله :عشان كدا مش بتروح الجامعة
كامل :خايف أشوفها
جميله : قولها أصلي افتكرت ميعاد مهم
كامل برفض :محبش أكدب
جميلة : الدكتور قالك ايه
كامل : قالي قول كل اللي بقلبك
جميله : قررت ايه
كامل بحسم : هقولها
جامعة الإسكندرية ١٠ص
المكتبة
يدخل كامل المكتبة يجد وردة تجلس على إحدى الطاولات لكن هذه المرة تنظر مباشرة للباب ينظر لها بترقب ، ثم يقترب من إحدى الطاولات القريبة منها ويمسحها بالمنديل ويمسح المقعد ثم يخرج قماشة من حقيبة ظهره ويضعها على المقعد ويجلس ، لكن تقترب منه وردة وهي تبتسم وتجلس بالمقعد مجاور له ينظر لها كامل. باستغراب وتوتر وقلق فقد تسارعت دقات قلبه وكان العرق يملئ وجهه و يبدأ التوتر يبان على ملامح وجهه وأصابع يده التى بدأت ان تتحرك بسرعة ثم تبدأ وردة بالتحدث
وردة بلطف وهى تضحك : عارف أنا عندي فوبيا الأماكن العالية بترعبني وبيجيلي ضيق تنفس ، ولا خوفي من القطط والكلاب ، ههههه وهى تضحك .. مرة وأنا طالعة على السلم ، لقيت قطة ، رأعت بالصوت والجيران افتكرو ان حد مات هههههه ،. ده كله كوم ويوم الامتحان كوم مرة وأنا بااللجنه القطة دخلت سبت الامتحان وطلعت على بينج وفضلت أصوت. والمراقب يزعق وأنا أصوت واللجنة كلها تضحك. هههههه مش عارفة أعمل ايه أنا بشوف القطط كأنهم ديناصورات ههههه لا ده أنا ليا قصص تموت من الضحك
كامل يبتسم لها بتلعثم : ....أنا... أنا أنا كامل
وردة : بابتسامه جميله .. وأنا وردة .. مشيت المرة اللي فاتت ليه ؟ وليه بقالك أسبوع ما بتجيش؟
كامل : برتباك وتقطيع بالكلام ونبرة خوف: ... يعنى أصل يقترب منها ، أنا .......
#قصةأنين_القلب
بقلمى_ليلة عادل ♥️🌹
الفصل الثاني
جامعة الاسكندرية ١٠ص
المكتبة
يدخل كامل المكتبة يجد وردة تجلس على إحدى الترابيزات لكن هذه المرة تنظر مباشرة للباب ينظر لها بترقب ، ثم يقترب من إحدى الترابيزات القريبة منها ويمسحها بالمنديل ويمسح الكرسي ثم يخرج قماشة من حقيبة ظهره ويضعها على الكرسي ويجلس ، لكن تقترب منه وردة وهي تبتسم وتجلس بكرسي مجاور له ينظر لها كامل. باستغراب وتوتر وقلق فقد تسارعت دقات قلبه وكان العرق يملئ وجهه و يبدأ التوتر يبان على ملامح وجهه وأصابع يده اللى بدأت ان تتحرك بسرعة ثم تبدأ وردة بالتحدث
وردة : عارف أنا عندي فوبيا الأماكن العالية بترعبني وبيجيلي ضيق تنفس ، وإلا خوفي من القطط والكلاب ، ههههه وهى تضحك .. مرة وأنا طالعة على السلم ، لقيت قطة ، رأعت بالصوت والجيران افتكرو ان حد مات هههههه ،. ده كله كوم ويوم الامتحان كوم مرة وأنا بااللجنه القطة دخلت سبت الامتحان وطلعت على بينج وفضلت أصوت. والمراقب يزعق وأنا أصوت واللجنة كلها تضحك. هههههه مش عارفة أعمل ايه أنا بشوف القطط كأنهم ديناصورات ههههه لا ده أنا ليا قصص تموت من الضحك
كامل : يبتسم لها....أنا... أنا أنا كامل
وردة : وأنا وردة .. مشيت المرة اللي فاتت ليه ؟ وليه بقالك أسبوع ما بتجيش؟
كامل : برتباك وتقطيع بالكلام ونبرة خوف ... يعنى أصل يقترب منها ، أنا مريض وسواس قهري ، لكن بحبك بحبك من أول مرة شفتك فيها ، كنتي قاعدة على الترابيزه اللي هناك .. دي يشاور بايده .. ، كان يوم الإثنين 28/10/2019 الساعه 10.36 و دقيقة ٢٧ثانيه ، كنتي لابسة بلوزه زرقه وطرحه اوف وايت وبنطلون أسود ، انا مش هعرف أمسك ايدك وأنا بعديكي الشارع ، مش هعرف اشاركك سندوتشات البانيه اللي دائما بتحبي تاكليها من المحل اللي. قصاد الجامعة ، ممكن أقول نفس الكلمة أكتر من مرة عشان أتأكد اني قولتها ، بس انا ممكن اجي معاكي المحل وانتي بتشترى السندوتشات ،وأستناكي واكل السندوتشات اللي بجيبها من البيت ونقعد. بجنينة الجامعة ونفطر سوا ، وكمان هجبلك عصير برتقال اللي بتحبيه هعمله بايدى. متخفيش بغسل ايدي ٦مرات وهغسسسسل البرتقال ٤مرات ، انا مش همسك ايديكي ، بس هوقفلك الطريق عشان تعدي ، وتكوني بأمان ، أنا بعرف ألخص كتب كتير. ومادة النظم الدولية اللي دايما بتجيبي فيها تقدير مقبول هشرحهالك وهتحبيها وتجيبي امتياز ، بعرف أعمل عصير برتقال وللل ليمون ، بحفظ التواريخ. مش هنسى تاريخ أي مناسبة بالدقيقة والثانيه ، هعرف أصحيكي بميعادك مظبوط لو طلبتي مني ، لما أوعدك هكون قد وعدي ، أنا مش بعرف أكدب. مش بعرف اكدب ، عمري ما هكدب عليكي ،هكون دائما صريح وواضح معاكي ، هتكوني. أهم اهتمامتي ، لأنك أهم إنجاز ليا. هحققه.... أنا هحبك أوي. ، ايه رأيك؟
كانت وردة تستمع له عريضه رائعه و وهو يتحدث بابتسامة
جابته بابتسامة لطيفه وردة : عارف انا ما بسمعش كويس أوقات كتير ببقى محتاجة حد يعيد عليا الكلام ، ده غير أني بيروح عليا مواعيد كتير جدا فمحتاجة حد بحياتي يكون بيلتزم بمواعيده ويخليني زيه أحترم مواعيدي ، انا مش عايزك تاكل معايا نفس أكلي، كفايه انك هتفطر معايا وتشاركني فيه ، مش عايزك تمسك ايدى عشان تحسسني بالأمان ، لأن الأمان احساس مش شئ ملموس ، ممكن تعديني وتمسك ايدي ومحسش بالأمان
كامل بتوجس :هتقبليني بكل عيوبي دي
وردة : اممم
كامل بحزن : أنا في حاجات كتيرة لسه ماقولتهاش
وردة : ما بتحبش حد يلمسك ، بتغسل الحاجة أكتر من مرة ، بتمسك الكتب بالمنديل ، وبتمسح الكرسي قبل متقعد عليه بتخاف من زحمه ، ليك طبق ومعلقة مخصصة ، موافقه
كامل بعقلانية : الموضوع مش بالبساطة دي هتزهقي مني
وردة : عارف ، أنا كنت باراقبك من زمان من سنة أولى ، أنا كمان معجبة بيك ،أنا كنت بشوفك وأنت بتبصلي ، كنت ببقى نفسي تيجي تكلمني تقول أي حاجة ، بس أنت كنت بتخاف ومكنتش بتدي فرصة لحد يكلمك
كامل شغف : انا بتعالج بتعالج ووو الدكتور قالي أنت بتتقدم ، أنت بتتقدم يا كامل كل اللي محتاجه شوية صبر وأمل ، أمل جديد وانتي أملي وحلمى الجديد
وردة بابتسامة : وأنت كمان
العيادة ٦م
مكتب الدكتور. يجلس كامل على المقعد الأمامي للمكتب وينظر للدكتور بابتسامة. ثم يمسك منديل ويذهب عند الساعة ويقوم بتظبطها
كامل : ساعتك مأخرة دقيقة و ١٨ ثانيه
وافي : شكراً يا كامل
كامل : ينظر له ويبتسم نرى وجهه مشرق وجه يحب الحياة وجه سعيد من القلب الذى كان سجين منذ سنين لأنينه ولحزنه ووحدته.... وقال
كلمتها و المرة دي كانت حقيقة مش أمنية ومش خيال حقيقة ، قالتلي بحبك ، بحبك يا دكتور سمعنى ، قالتلي هتاكل معايا السندوتشات اللي بجبها من البيت ، قالتلي إنها مش عندها مانع أديها الكتاب وانا ماسك منديل ، تصور طلعت هي كمان بتخاف من القطط عندها فوبيا. عندك مانع أعرفك عليها. ها عندك مانع أعرفك عليها
وافي : هتجبها معاك الجلسة الجاية
كامل : اه
وافي: هتعرفها على جميلة ولا لا
كامل : لا هعرفك عليها أنت الأول
وافي : هات المج بتاعك المرة الجايه معاك
كامل : ليه
وافى بتسأل : عايز نشرب كلنا مع بعض قهوة
كامل : موافق
يخرج كامل من العيادة وهو سعيد ينظر وافي الى الورقة ويدون بيها بعض الأشياء ثم يضع علامة صح أمام خانة التواصل الاجتماعي و العزلة الاجتماعية ثم يضع القلم ويبتسم
_أحد الكافيهات المطله على بحر اسكندريه ٤م
تجلس وردة يبدو أنها تنتظر شخص ما.... بعد قليل يقترب منها دكتور وافي
وافي : أتمنى مكنتش اتأخرت
وردة: ولا يهمك
وافي : يجلس شكراً إنك قبلتي إنك تقابليني
يقترب الجرسون
الجرسون. : تشربه ايه
وافي : شاي
وردة : ليمون
يرحل الجرسون
وافي. : كامل حكالي على اللي حصل بينكم
وردة : هو قالي إني ممكن أحضر معه الجلسة الجاية
وافي بعقلانية : مظبوط، أنا بعالج كامل من أربع سنين ، عايز اقولك بعض معلومات مهمة جدا عن كامل ، غير أنه بيخاف من الملامسة وبيكرر الكلام ، وأنه ممكن يفضل يبص فى التليفون أكتر من مرة يشوف قفل ولا لسه ، وبلليل قبل ما ينام بيروح يطمن على باب الشقة مقفول وبيكرر ده ٥ مرات ، ويفضل يتفقد باب اوضته و الشباك بنفس عدد المرات تقريبا ، هو شئ مرهق جدا ، وبياخد منه وقت ، لكن اعتقد مع التعود سهل تتعايشي مع الأوضاع دى ، لكن اللي متعرفيهوش ، إن كامل كان بيمتحن فى البيت عندهم ، مكنش بيخرج غير بشدايد، بيرفض يخرج بيخاف جدا ، اخوه كمال هو اللي كان بيخرجه ،لان بيخاف وبيتوتر من الزحمه والأماكن الغريبة اللي أول مرة يروحها كمال كان هو الايد اللي. بتشد كامل للعلاج ، لكن للأسف توفى بحادث تصادم ، وهو بيموت طلب من كامل يتعالج.. أنه ميسبش نفسه لانه خلاص هيمشي مافيش حد هيساعده ، إلا نفسه ، كامل فضل ٧شهور بيعاني من اكتئاب حاد وحاول الانتحار ، وفي يوم صحي. طلب يتعالج عشان ينفذ وعده لأخوه ،لكن لما شافك احتياجه للشفاء زاد ، كامل مش بس مريض وسواس ، كمان عنده عزلة اجتماعية وعنده ميول للإكتئاب ،ولانتكاسه فى أي وقت شئ وارد فى حالته ، لكن اللي مخلي كامل صامد قصاد مرضه ، ان اهله متفهمين حالته جدا ، ومتعاونين جدا ، وبيتعاملو معه كأنه إنسان طبيعي جداً.. والأهم أنه عايز يخف عايز يتعالج عايز يعيش طبيعي ، عايز يكون إنسان طبيعي وسط الناس، رافض مرضه ، وعارف انه مريض ، وان بيمارس حياته غلط ، ده فى حد ذاته اهم خطوه فى علاج المريض النفسى
السؤال المهم يا ترى انتي قد ده. انتي مدركة انتي داخله على إيه
انتي هتكوني لكامل ( كمال) كمال أخوه اللي سابه هتكونى الايد اللي هتشده من الصندوق المظلم اللي كامل حابس نفسه فيه ، وعامل يحاول يخرج ومش قادر
وردة بعقلانية : انا قرأت عن المرض، وشوفت فيديوهات هو شئ صعب لكن معتقدش إني هتعب أو هتألم أكتر منه
وافي :عايزك تعرفى ان كامل مش مجرد حاله بالنسبة ليا لكن انا بعتبره ابن ليا ، أنا عمري ما قابلت حالة جواها كل القوة دي ، كامل بيحارب عشان يتعالج ، عشان يكون كامل حقيقى مش مجرد إسم ، كامل تقدم خطوات كتيرة جداً عن زمان ، ومن وقت ما لمستيه ، عمل حركتين قصادي ، بنسبة ليا هو تقدم كبيرة جداً فى حالته ، لكن خوفه السبب فى تأخر شفائه ، هو محبوس جوه الصندوق ، لكن عمال يحاول يمد ايده وينادي لحد يكون طوق النجاة .... هل هتكوني طوق نجاته
وردة بحسم : هكون الكمال لكامل متخفش أنا هحارب معه لحد موصله لبر الأمان
وبعد مرور أيام
اخذ كامل وردة للتعرف على والدته وأخواته
_شقة كامل ٤م
يقف كامل بجانب وردة لكن يبتعد قليلا عنها ويخرج من جيبه منديل ويرن الجرس. تفتح له إيناس اخته الوسط فكامل هو الاخ الاصغر لاخواته
إيناس : بحماس : كموله عامل ايه تقبله على الهواء
كامل : الحمد لله. وانتي. انتي. كويسه
إيناس : الحمد لله
يدخل كامل بعض الخطوات ثم ينظر لوردة : ادخلي يا وردة
وردة بخجل : مساء الخير
إيناس بمعزله : وردة وهى وردة... عاملة ايه
وردة : تمام وحضرتك
ايناس : الحمد الله اتفضلى متتكسفيش
تدخل وردة الراسبشن وتجلس على الكنبه برتباك وتوتر فاصبع يدها كانت توضح مدى توترها تدخل الأم وهى ترتدي أسدال الصلاه
الأم : يا مرحب يا مرحب. أحلى كمان من ما كامل حكالي
وردة : ازاي حضرتك يا ماما
الأم : جميلة كلمة ماما منك تقترب منها وتقبلها. اقعدي يا حبيبتي ها تشربى ايه
وردة: شكرا
الأم : لازم تشربي حاجة
وردة : شاي
الأم : ايناس اعمللنا كوبيتين شاي
كامل : أنا أنا هروح أعمل شاي معاكم
يذهب كامل مع إيناس تنظر الأم لتتأكد من دخوله المطبخ
الأم : اصل كامل مايحبش يشرب حاجة ولا يأكل إلا من ايدى ولازم أكون لابسة جونتي
وردة : اه اخذت بالي
الأم : نورتينا يا بنتي
و تقضي وردة اليوم معهم كانت تراقب بعينيها كل تحركات وتصرفات كامل ، كانت الأم تطلب من كامل أن يقوم ببعض المهام امام وردة ،فهي تريد ان تكشف كل شئ لها ، تريد أن يبدو كامل امامها بطبيعته ، لكى تعرفها كيفية و صعوبة العيش مع هذا الكم من الوسواس و الهواجس ، فاترى وهو يمسح مقعد السفره ، ويجلس بآخر مقعد بالسفرة ، ترى عندما قام بتحضير السفرة ، ويتفقدها أكثر من مرة ، وهو يقوم بتظبيط المعلقه والطبق أكثر من مرة ، ترى وهو يقترب من ساعة الحائط وينظر لساعة يده ليتفقد الوقت أكثر من مرة ورا بعض دون ملل ، وهو يغسل يده أكثر من مرة و يغسل الطبق والمعلقة و يسأل الأم أكثر من مره هل قامت بغسل الطعام فهو شئ مرهق للغاية ويهدر الكثير من الوقت فى تكرار عمل نفس الاشياء
وفى المساء
وردة : أنا لازم امشي
الأم : اشربي معايا شاي بنعناع لأول بعدين امشي ، احنا هنا البلكونه بطل على البحر ، والهوا يرد الروح فيها ، وكمان عايزة اتكلم معايا شوية ممكن
وردة : حاضر
الأم : كامل أعملنا اتنين شاي بنعناع
كامل : حاضر.. يبتعد يرجع مرة أخرى ويسأل شاى بنعناع
الأم : اه
يرجع كامل مرة ثالثة ويسأل نفس السؤال انتي قولتي بنعناع
الأم : اه بنعناع
كامل : بتأكيد .. انتي و وردة شاى بنعناع
الأم : اه أنا و وردة هنشرب شاي بنعناع وهاته فى بالبكونه
كامل : حاضر يلتفت ..وهو يسير نحو المطبخ و يعد على أصابع يده يتحدث.. اتنين شاي بنعناع لوردة ولماما فى البلكونه مرة أخرى يعيد نفس الجملة حتى اختفى عن البصر
الام : تنظر لوردة .. أنا هقوله إنك جالك عريس وصعب ترفضي ، وابني طيب هيصدق ، لأنه طول عمره منعزل عن العالم ، ميعرفش إن دي أشهر كذبة بيكذبها أى طرف عشان ميكملش ويجمل شكله قصاد الطرف التاني
وردة بحب : بس أنا عايزة أكمل
الأم بتعجب : بعد كل اللي شفتيه
وردة بعقلانية وحب : بعد كل اللى شفته حسيت اني محتاجة لكامل زي ما هو محتاجني ، أنا مشفتش كامل بالعين اللي. شيفينه بيها ، الرجل اللي بيتأكد. عشر مرات ان كل حاجة بمكانها ، ان الساعة مظبوطه انه بيكرر الجمل عشان يتأكد أنها اسمعت صح ، لكن أنا شفت بعيني راجل بيحب ، راجل بيحارب نفسه عشان يبقى طبيعي ، راجل هيحميني هيخليني مبسوطة ،راجل هيعمل كل اللي يقدر عليه وزياده ، أنا شفته بعيني راجل كامل طبيعي مفهوش أى شئ يخوفني أني أكمل بلعكس أنا مصرة أني اكمل
الأم : أنا طلبت منه يجيبك مع ان ده مابيحصلش هنا ، احنا بيت ملتزم بيت تقليدى ، معندناش صحوبية بنت بشاب ، لأنه عيب وحرام أنا عندي بنات واللي مقبلوش على بنتي مقبلوش على بنات الناس ، لكن كامل في استثناء بكل شئ
وردة بتسأل : خايفة مني
الأم بتوتر : خايفة على ابني انتي السكينة سرقاكي دلوقتي ، لكن بعدين هتتعبي العيشه مع كامل صعبة ، أنا أمه وبتعب أوقات كتيره
وردة : أنا مش ملاك وهو كمان مش ملاك ، بس صدقيني أنا مدركة لكل شئ ، وعايزة أكمل ، اديني فرصة وهثبتلك أني استاهل
الأم : أنا هسيبك تكملي معه ، لأن نفسي ابني يحب ويتحب زى الناس الطبيعية ، ويعيش حياته اللي محروم منها ، لكن طلبي منك ، إنك وقت متحسي إنك مش قادره تكملي وزهقتي ، تعالي قوليلي، ونفكر بحل يخليكي تسيبيه من غير وجع ، كفايه كم الوجع اللي بقلب ابنى انا شايف الحرب والصراع اللي جواه وهو يا حبيبي مش عارف يعمل حاجة فيها
وردة بطميئنان : متخفيش اطمني
عند هبوط كامل و وردة الدراج تلتفت وردة له وتتحدث
وردة : أنت مش قولت هتعرفني على عم جميل
كامل بقلق : هوهو مش انتى اتأخرتي قولتي هتتأخرب لازم تكون بالبيت الساعة تمانية
وردة: لا عادى ممكن أسلم عليه وامشي على طول
كامل بتوتر : بس أنا معملتش حسابي
وردة : مش اتفقنا انك هتتغير
كامل :يبتلع رايقه يأخذ نفسه يحاول تمالك نفسه: ماشى ماشى نطلع بسرعه و نمشى. فوق هو ساكن فوق
وردة : يلا بينا
يصعدا. كامل وردة الدراج .. لكن خلال صعودهم نرى كم الهلع الذى على وجه كامل كم العرق الذى يهبط من على وجهه استماع لدقات قلبه يمسك تربيزين ليتعجز عليه، فا قدمه تخبط ببعضهم كأنه يشد قدمه ليصعد الدراج كانت وردة منتبه لع لكن لا تصدر اى اهتمام فى تتركه لكى يحارب نفسه لكى يفعل شى ليس مخطط له من قبل وعند وصولهم للباب تنظر وردة له بصوت هادى جدا وناعم
وردة تحاول ان تطمئنه : كامل اهدى خد نفس كمان خد نفس تانى يلا خرجه اهدى ، مافيش حاجه ، احنا عند. عم جميل ، صديقك وحبيبك ،. بص حوليك مافيش حاجه ، تخوف انا معاك شيفنى. خد نفس. ١_٢_٣_٤_٥_٦_٧_٨_٩_١٠ ها عدى معايا يعد معها يبداء التوتر ان يزل تدريجيا تبداء ان تنخفض سرعات دقات قلبه يبداء أن يهدى
ورده ذ: تبتسم . شفت سهله ازاى
كامل : يبتسم .. انا كويس محصليش حاجه ،( بفرح) انا كويس
وردة بسعادة : اه انت كويس ها تحب تخبط انت ولا اخبط انا
كامل : انا....
يقترب من بابا. يخرج منديل ثم ينظر لها وبراتباك وتوتر. بحيره ينظر للباب يحاول ان يقرب يده من غير منديل لكى يطرق الباب مره اخرى مره ثانيه لكنه لم يتحمل كم للصراعات النفسيه بادخله فيطرق الباب بالمنديل .. يفتح جميل الباب ينظر جميل بستغراب فساعه الثامنه مو وليست العاشره م كما تعود ان ياتى كامل بزياره بهذا الموعيد
جميل بلطف : كامل تفضل يابنى
وردة : ازى حضرتك
جميل : وردة
وردة : شكل كامل حاكى عليا للكل فاضل مين محكتلوش
كامل : بتلقائية. كل اللى بحبهم عرفينك بحب اشارك كل فرحتى للى بحبهم وانتى فرحتى
جميل : ادخلو هنتكلم على باب
يدخلوا ولكن يجلس كامل على مقعده دون مسحه تنظر وردة بستغراب
وردة : اشمعنا
كامل : كرسى بتاعى محدش بيقعد عليه
جميل : طلعتى وردة جميله يا وردة
وردة : شكرا انا حبيت أسلم على حضرتك وأتعرف عليك
كامل : وردة أصرت تسلم عليك مع انها متأخرة المفروض تكون في بيتها دلوقت
جميل : انا كنت هزعل لو مكنتيش جيتي تسلمي عليا ، برافو عليكى انك قدرتى تقنعي كامل يطلع معاكي ، اكيد اتعذبت لحد مطلعت لهنا ياكامل انت طلعت شجاع وقوي وقدرت تتغلب على مرضك
كامل : الحمد والله وهفضل احاربه لحد منتصر عليه
جميل .. ما تستغربيش كدا انا وكامل صرحه جدا مع بعض ما بعملش معه زى الناس وأقوله روح اعمل حاجه وتكلم من وراه
كامل بعقلانية : انا متصالح مع مرضى ومع نفسى انا ببقى فاهم ، بس بعمل نفسى ،مصدق، كنت كنت ,عارف ان ماما عايزه تتكلم معاكي وتطمن تطمن , انك هتقدرى تتحملى وجودك معايا ، عارف ان فكرة الشاي ، عشان تخلينى ابعد وتتكلمو براحتكم
وردة بلطف ومزاح: هى فعلا اتكلمت معايا عليك وعليا وعلى علاقتنا ، وقالتلي كمان انك بتحب البطاطس الشبسى ، والسلطه من غير طماطم ، فى حد يحب السلاطه من غير طماطم
كامل بعقلانية : انا مايحبش الطماطم بالسلطه ، بس باكل مكرونه بالصلصه عادي ، انا إنسان طبيعي وباكل كل حاجة
وردة بمزاح: انا عارفة إنك طبيعى جدا وأحسن مني. كفايه انك بتجيب امتياز
كامل بمزاح : هتنقي عليا ولا ايه
وردة : لا أنا بحقد بس
يضحكون.
وردة بعتذار : انا لازم امشى عشان هتأخر هجيلك تانى يا عمو جميل عشان تورينى الارانب والارنب ولعه اللى بياكل كل الجزر ههه
جميل : ماشى... هستناكي كامل خد بالك من وردة
كامل : متخفش عليها
ومرت الأيام والشهور ففي خلال سنة
نرى مشاهد سريعة جداً لكامل و وردة وهما يقتربان من بعضهما بشكل كبير
فكانت وردة تحضر معه الجلسات العلاجية بستمرار
وكان يتناولان الفطار مع بعضهم
كان يذهب كامل معها لمطعمها المفضل لكن كان ينتظرها بالخارج
كان يقوم بالمذاكرة معها لجميع المواد وخاصة مادة النظم الدوليه التى. كانت لا تحبها
كان يحاول ان يشاركها كل شئ ، كان يحاول ان يكون معها طبيعي ، كان يصارع نفسه ، يصارع مرضه ، لكى لا يكون إنسان غير طبيعي معها ،
كانت يقوم بعمل تمارين استرخاء بشكل دائم التى اوصى بها الدكتور ان يقوم بها خاصة عندما يكون متوتر وقلق لكى يخفف من اثرهما عليه .
فانرى كم تغيرت في جميع تصرفات كامل و طقوسه التي كان يفعلها من قبل
كما بدأ أخيرا بالتخلص من أنين قلبه الذي يعاني منه منذ سنوات
فقد تغير كامل لكن ليس بشكل كبير
فأصبح يمسك ايد وردة بايده العاريتين دون قفازه
وأصبح ينام على قدم والدته من غير قماشه من غير ان يمسح قدميها بالمنديل مثل ماكان يفعل من قبل
وأصبح يفتقد الساعة مرتين فقط
ويكرر كلامه مرة واحده
ويتفقد أى شئ مثل . تنظيم السفرة غلق الباب اى شئ مرتين فقط
كان يذهب للمكتبه مع وردة ويقرأ الكتب معها وكان لا يمسح يده عندما تمسكه غير مرة واحدة
كان يتركها تشرب من المج المفضل لديه
ثم يغسله ويشرب مكانها
وأيضا أصبح يذهب للجامعة باستمرار لكن مازال يجلس بآخر بينج
أصبح يتعرف على أصدقاء جدد لكن دون ملامسة
كان يذهب معهم لكافتيريا الجامعة
فهو مازال يخاف من التجمعات والأماكن الغريبه عليه
فانرى كم تغير كامل خلال هذه الفتره القصيرة.
نعم هو ليس تغير كبير فهو تغير بسيط كما يرى البعض لكن من يفهم كم معاناة مريض بهذا المرض.. يعرف انه تغير كبير جدا فى حالته
فا وردة أصبحت الابتسامة لكامل أصبحت كل شئ له
فكان يحاول أن يتغير من أجلها لكي تعيش معه بشكل طبيعي
الحب صنع من كامل شخص جديد يريد ان يحيا يريد أن يعيش
يريد ان يحارب مرضه ويصارع نفسه حتى يصبح جدير بمن أحب
الحب صنع معجزه كبيرة فى مرض كامل
فالحب أثبت انه دوا لكل مرض
نعم عندما أحب كامل عندما وجد من تكون سندا له وعونا له تحدى كل شئ من أجلها واصبح اقوه على مرضه واصبح اسرع فى استشفائه
شقه كامل ٦م
غرفة كامل
نرى كامل يلبس بنطلون وقميص و جاكيت بدلة
أنيق وشكله جميل جدا
يبدو أنه سيذهب لمناسبة ما. يرش برفانه المفضل ويرتدى ساعة ينظر بالمرايه ليتأكد ان كل شى على أجمل وجه تطرق الأم الباب ثم تدخل وهى ترتدى ملابس خروج جيبه وبلوزه وطرحه يبدو من مظهرها الأناقه
الأم : جهزت اسم الله عليك يا حبيبي. قمر. الله أكبر عليك عقبال كدا يوم فرحك
كامل : شكلي حلو
الأم : زي القمر
كامل بتوتر : أنا خايف. عملت التمرين بس لسه خايف
الأم : مافيش أى حاجة تخوفك كإنك رايح الجامعة
كامل: صح
الام يلا
شقه وردة ٦م
شقة بسيطة من أربع غرف وراسبشن أثاثها بسيط لكنه أنيق وجميل تعيش وردة مع شقيقاتها البنات الثلاثة و والدها و والدتها فهى الأخت الأوسط وسط أشقائها الأربع
غرفة وردة
ترى ورده تقف أمام مراية الدولاب ، وتضع روج وترتدي فستان روز ، بسيط وطرحتها التي تزين جمالها جمالا ، ثم تقترب دنيا اختها
دنيا بسعادة : مبروك يا وردتنا
وردة : أنا متوترة أوي خايفة من ماما انتي شفتي عملت إيه
دنيا : متخفيش المهم بابا موافق
الراسبشن
نرى اسرة وردة يجلسون فى الراسبشن ثم يطرق الباب تقوم حياة الأخت الصغرى لوردة بفتح الباب كان كامل ووالدته. كان يمسك بايده علبة شكولاته لكن بالمنديل
الأم : مساء الخير
يقترب الأب والأم. اتفضل اهلاً و سهلا
كامل : السلام عليكم ازاي حضرتك يا عمي
يمد الأب يده لكى يصافحه لكن يخرج كامل منديل من جيبه ويصافحه ينظر الأب بستغراب مع نظرات ترقب من الكل اتفضل.. يدخل حتى يصل الى الراسبشن
يقوم كامل بمسح المقعد ويجلس
الأب :أنت شكلك أكبر من إنك تكون طالب
كامل انا متأخرّ بالدراسة عشان كنت رافض أكمل بسبب خوفي من الاختلاط لكن لما بدأت أتعالج دخلت الجامعة
الأم بستغراب مصحوب بتسال ؛ أنت كام سنة يعني
كامل : ٢٦سنة
الأب : طبعا ما بتشتغلش
كامل : باشتغل اون لاين فى التسويق وباخد مرتب كويس ٥ الاف جنيه بالشهر
الأب : مرتب كويس جدا بالنسبة لسنك بالوقت الحالي لكن هتفضل معتمد على أون لاين مش ناوي تنزل الشغل وتحتك بالناس وبسوق العمل وتاخد خبرة عملية واجتماعية
كامل : يبتلع كامل ريقه يحاول ان يهدأ أن لا يتوتر... يمسح وجهه و يخرج من جيبه كورة الضغط (كوره ازالة التوتر ) ويبدأ بالضغط عليها .... أنا مريض وسواس قهري، وعندي ميول للاكتئاب ، محبش أروح أماكن معرفهاش ،أو جديدة، بخاف من التجمعات جدا ، بس أنا بقيت بقدر أتخطى بعضهم ، أنا بتغير... أنا مكنتش كدا من سنة ،
أنا بحب وردة بحبها ، وعايز. عايز اتجوزها. أنا بوعدك هخليها سعيده معايا وإن عمرها ، عمرها ماتزعل بيوم وهي معايا،
الأب بعقلانية شديدة : بص يا كامل أنا هكون صريح معاك زي ما أنت كنت صريح معايا .... كامل... انتتتتت......
الى اللقاء بالفصل القادم من نوفيلا.. أنين القلب...
أتمنى يكون الفصل عجبكم
نوفيلا أنين القلب
بقلمي ليلة عادل
الفصل الثالث
كامل : ابتلع كامل ريقه يحاول ان يهدأ أن لا يتوتر... يمسح وجهه و يخرج من جيبه كورة الضغط
(كوره ازالة التوتر ) ويبدأ بالضغط عليها .... أنا مريض وسواس قهري، وعندي ميول للاكتئاب ، محبش أروح أماكن معرفهاش ،أو جديدة، بخاف من التجمعات جدا ، بس أنا بقيت بقدر أتخطى بعضهم ، أنا بتغير... أنا مكنتش كدا من سنة ،
أنا بحب وردة بحبها ، وعايز. عايز اتجوزها. أنا بوعدك هخليها سعيده معايا وإن عمرها ، عمرها ماتزعل بيوم وهي معايا ،
الأب بعقلانية شديدة : بص يا كامل أنا هكون صريح معاك زي ما أنت كنت صريح معايا ، كامل انت انسان حقيقى محترم ، أنا فخور بيك لأنك انسان قوي وصادق وده قليل فى الزمن ده ،معظم الشباب دلوقتي بتكدب تحاول تجمل شكلها وتقول أحسن ما فيها ولو في عيب تحاول تخبيه ،... وردة حكتلي عن حالتك وفهمتني كل شئ ، أنت شايف إنك قادر على مسؤولية الجواز انا عايزك تقولى سبب واحد يخليني أوافق
كامل بحب وصدق : إني بحبها ومعنى إني بحبها يعنى هحافظ عليها ، يعنى هاخد بالى منها ، وإني هخليها سعيدة، إني هعمل المستحيل وكل اللى اقدر عليه عشان اخليها مش محتاجة حاجة وأكون قد ثقتها بيا هكون ليها الظهر والسند، هكون الراجل اللي يستاهل إنها تسيب بيت أهلها وتعيش معاه. هخليها ملكة زي ماكانت ملكة فى بيتك
الأب : ردك عجبني
كامل بتوجس : أفهم من كدا إن حضرتك موافق
الأب بلطف :بص أنا باشتري راجل يخاف على بنتي ويصونها وما يزعلهاش في يوم ، وانا شايف إن معدنك طيب وهتبقى قد كلمتك وهتحافظ عليها
كامل بسعادة غامرة : وأنا أوعدك إني هفضل محافظ على صورتي دي في عينك
أم كامل : طب مادام متفقين نقرأ الفاتحة
الأب بجدية : بعد إذنك يا أم كامل اديني فرصة اسأل على كامل ونقرأ الفاتحه
أم كامل : مافيش مشكلة حتى إخواته يكونو موجودين
أم وردة...عندك ولاد غير كامل
أم كامل : عندي جميلة وايناس كامل الصغير كان له توأم توفى من ٥ سنين
أم وردة : ربنا يخليهملك يا حبيبتي
أم كامل : ويخليلك بناتك يارب
بعد رحيل كامل و والدته تجلس أسرة وردة براسبشن يتحدثون بعد تبديل ملابسهم لكن كانت وردة مازالت فى غرفتها
أم وردة. بتسال واستغراب : ازاي يا أبو دنيا توافق
الأب . بتعجب من امرها : أمال أنا جبته ليه منا جبته عشان موافق
الأم : أنا قولت عايز تخلص من زن بنتك
الأب : الولد ميتعيبش وشكله غلبان ومحترم وأنه كمان ..
الام بمقاطعة : ايوة يا بابا مقولناش حاجة بس أنت شفت ده مسلمش عليك ، طب هيعمل ايه مع وردة و هيخلف من بنتك ازاي أنا مش عايزه أفسر البنات قعده يا أبو دنيا ميصحش هو راجل ومحترم وقمور. على عيني و على راسي بس سبحان الله الحلو ميكملش .
ليلى اخت وردة التي تكبرها ٣سنوات .
ليلى باسف : فعلا الحلو ما يكملشي يا ماما .
الأب بعقلانية : أنا مش شايف ان فيها حاجة أنه بيغسل الحاجة أكتر من مرة ولا بيتأكد كل حاجة مقفول ولا لا المهم انه راجل وبيقدر ياخد باله من بنتك ويحبها وتبقى سعيده معه
الأم بضيق : . أبو دنيا انا ما بتكلمش على كدا تتنهد بحدة .. فى إيه يا طارق متخلنيش اتكلم قصاد بناتك. انت فهمني أنا بتكلم على إيه هيتجوز بنتك ازاي. ويجيبه عيال ازى بلاسلكى ولا ايه .
الأب رد عليها بتهكم خفيف : انتي مشفتيش سلم على بنتك بلايد
دنيا بتسال : هو عنده توحد ولا وسواس
تدخل وردة وهى ترتدي بيجاما كات
وردة بهدوء وسواس قهري حاد وعزله اجتماعية
تجلس وردة بجانب الأب .
وردة.. التوحد مرض بيفضل مصاحب الانسان وبفضل معه على طول للأبد مالوش علاج بس بياخدو جلسات سلوكيه وجلسات تانية عشان تحد من مرضهم وللتواصل وحاجات كتير كدا، اما الوسواس على حسب نوعه ودرجته وشدته يعني مش كل الموسوسين زي كامل ، بيخافو من الملامسه على فكرة كامل بيلمس وبيلمس عادى بس لازم منديل... لازم جونتي يعنى هاجس بدماغه أنه هيتعدي بمرض هيحصله حاجة لو جلده لمس جلدك مش أكتر، بتوع التوحد مافيش لمس من الأساس سواء بحاجة أو من غيرها لأنهم بيخافو جدا بعدين فاكرة طنط شريفة بنت بنت خالتك يا ماما. ما بتكلش ولا بتشرب عند حد... ده نوع من الوسواس.... هو أنواع كتير بس للأسف أصعبهم مع كامل لأنه كمان عنده مشكله فى حوار خوفه من المجتمع لأنه تعرض. للتنمر كتير وشايف نفسه غريب وسطهم ده اللى سبب ان مرضه يتمكن منه كدا وكمان يسوء أكتر .
دنيا بمزاح خفيف: ياختى ايه كل المعلومات دي أنا فاكره إنك تجارة .
وردة : أنا قرأت كتير عن مرض كامل قبل ما علاقتنا تبدأ كمان بصراحة يا بابا روحت مرة للدكتور بتاعه أفهم طبيعة مرضه .
الأم : وقالك أنه بيتجوز عادي
وردة : اه والله بس هياخد وقت شوية وفتره الخطوبة معانا مش هتجوزه بكره
الأم : أنت رأيك إيه يا أبو دنيا أنا بصراحه مش موافقة
الأب : اصبرى يا أمل لحد مانسأل على الولد. وأروح للدكتور ووقتها أحدد
الأم : اللي تشوفه
شقة كامل ٨ م
يدخل كامل الشقة ومعه والدته كانت جميلة بانتظارهم
جميلة بتسأل : حمد الله على السلامة عملتوا ايه
الأم : اصبرى نقعد نرتاح
يجلس كامل على الاريكة وننتبه أنه جلس دون مسحها أو وضع حائل عليها ثم تجلس الأم بجانبه والابتسامه على وجهها
الأم : قولى لأخوكي مبروك
جميلة : بسعادة حبيبي ألف مبروك
تقترب منه وتضمه وتقبله من خديه
كامل : بضيق .. يا جميلة ياجميلة من بعيد...
يخرج منديل ويمسح خده
جميلة بمزاح وهى تضحك : طبعا منا مش وردة أنا مكروب و وردة الهانم انسانة طبيعيه مضاده للفيروسات
كامل بدفاع وتبرير : أنا كنت بخليكى تلمسينى كدا زمان، ها المسيني ، بس من غير بوس بعدين وردة مش بتبوسني
جميلة : الحقيقة لا، ما ربنا يخليلنا وردة هانم انها قدرت تغيرك. كدا انا كدا هأغير على فكرة وهاعمل عمة عليها
كامل بعقلانية : لا متغيريش انتي حاجة كبيرة فى قلبي ، هى بس عرفت تتصرف معايا بعقل أكتر منكم أنتم العاطفه كانت بتغلبكم
الأم : يا حبيبى مبروك. عقبال كدا مشيل عيالك
كامل بستغراب : هما ليه مقرأوش الفاتحه
الأم : لازم يسألوا عنك دي الأصول
جميله تحاول ان تطمئنه : ماتخفش يا حبيبي. احنا لازم نكلم إيناس
جامعة اسكندريه ١٢م
مدرج تجارة
يجلس كامل على آخر بينج وتجلس بجانبه وردة .
وردة بهمس : كامل تعال نخرج... بايخه
كامل بجديه : ركزي
وردة بسعادة بهمس : بابا حبك أوي
ينظر لها كامل يضع يده على شفايفها ويقول : هششش اسمعي
..ينظر أمامه ويكتب ما يشرحه الدكتور
تشد وردة القلم من يده كامل
ورده بدلع : بطل رخامة بقى
كامل : عايزة إيه
وردة بزهق : مش عايزة أحضر أنا هروح الكافيتريا لما تخلص تعال
كامل : ماشي
وردة : تنهض بملل : خليك قاعد و ركز يارب أقعد وراك فى اللجنة ..
تمر من أمامه كى تخرج وبعد خروجها تتوقف خلفه و تضع ايدها على رأسه وتنعكش شعره وهى تقول بمزاح : ركز ركز
كامل بجدية : وردة بس
الدكتور بشدة : مين بيتكلم ورا
كامل : ينهض بحترام : أنا يا دكتور
دكتور : كامل طب متتكلمش تاني
كامل : آسف يجلس. يلتفت لوردة اسكتي بقى وامشي
وردة : ماشي تخرج لسانها
حديقة الجامعة
كانت تجلس وردة على أحد المقاعد مع صديقتها أسماء
وردة : يعني بابا هيسأل عليه بس
اسماء بتسال : يعنى هو معندوش مانع
وردة : خالص بلعكس موافق جدا وحب كامل.... ماما بس اللي مزمزأة المهم بابا موافق
أسماء.. طب الخطوبة امتى
وردة معرفش هنخرج سوا النهارده ونتكلم
يقترب سامر صديقهم
سامر : وردة مبروك عرفت إنك اتخطبتي لكامل أبو منديل وقماشة
وردة : تقف بضيق وحدة : يلا يا أسماء أصل الجو حرر فجأة
سامر: يمسكها من كتفها اقفي هنا... يعنى ترفضيني أنا وترضي بده
وردة : انت اتجننت. أوعى تزوقه بقوة
أسماء بحده : أنت هتتخبط في دماغك يا سامر ولا إيه غور بقى بدل مانادي الأمن
سامر بشدة : أنا عايز أفهم ازاي ترفضنى أنا وتفضل ابو منديل عليا
وردة : بحبه و مالي عيني محترم مش زيك حشاش مش راجل. فرحان بفلوس ابوه زيك
يقترب منهم كامل
كامل : مساء الخير
سامر بسخريه : ازيك يا أبو منديل
كامل بتلعثم خفيف : أنا اسمى كامل
وردة بحدة : سيبك منه عيل متخلف. يلا احنا
سامر بسخرية : ايوة اسمع كلامها الراجل المحترم لازم يسمع كلام خطيبته
كامل : يتلفت له بشدة : سامر.. احترم نفسك
سامر بقوه مصحوب بستهزاء : ولو محترمتش نفسي يا أبو منديل هتعمل إيه
وردة تحاول ان تفض الاشتباك وهى تسحبه من يده : يلا يا كامل سيبك منه شكل الصنف اللي شربه عالي
سامر : بصوت تقليد وردة يلا كامل. بدل ميضربك متعرفش تعمله حاجة
كامل: يلتفت كامل له وبحركه سريعه يضربه بالبوكس ، يوقعه على الأرض. يقترب منه بهدوء .. اللي متعرفهوش يا سامر إني بلمس عادي بس وأنا ولالبس جونتى أو منديل عشان بخاف على نفسي من الأمراض .
سامر : بغضب .. انت بتضربني أنا
يقف ويقوم بمسكه لكن يدافع كامل عن نفسه ويقوم بضرب بعضهم وسط صرخات وردة واسماء ويتلم الشباب يحاول فكهم ثم يقترب الامن ويأخذهم لمكتب العميد
مكتب العميد
يقف كامل و وردة
العميد بتعحب : أنت ياكامل تعمل كدا
كامل : هو اللي بدأ وعاكس خطبتي
عميد بتفهم ولطف : أنا اعارف أنه بيتنمر عليك من سنة أولى وبيضيقك وأنت كنت بتتلاشاه ، وعشان إنك إنسان محترم. وملفك طول الأربع سنين نضيف مش هعملك حاجة ، انما سامر. هيتفصل سنة لانه مش اول مره يعمل مشاكل للطلبه ، ومبروك يا كامل أنت و وردة
كامل بابتسامة : الله يبارك فى حضرتك
الكورنيش ٢م
تجلس وردة مع كامل على الصخور
وردة بتسأل : انت هتفضل ساكت كتير لسه حاسس انك تعبان
كامل بضيق مبطن : لا أحسن
وردة بحماس : على فكرة دكتور وافي هيفرح أوي
كامل بضيق : هيفرح أني بقيت بانفعل وبضرب.
وردة بتوضيح : لا إنك ما باقتش تخاف تواجه لما حد يتنمر عليك
كامل بنزعاح : أنا مش مبسوط من اللي حصل
وردة بحب ودلع خفيف : أنا بقى مبسوطة أوي ، شكلك كان حلو ، وانت نازل ضرب فى الواد الرخم اللي اسمه سامر ده يا ملاكي الحارس
كامل بتسأل : عمي طارق قالك إيه إمبارح
وردة :قالي أنه فرحان بيك أوي
كامل بسعادة : بجد أنا خايف يرفض
وردة بتوضيح : بابا لو رفض كان مقبلش إنك تيجى من البدايه
كامل : يتنهد تمام
وردة بتسأل : خايف
كامل : أكيد
وردة : متخفش اطمن بابا حبك جدا
كامل : وأنا كمان حبيته جدا
وردة بدلع : بس بتحبنى انا اكتر
كامل بحب : انتي كلمة الحب أقل من انها توصف إحساس بيكي
تبتسم وردة بخجل. شديد
كامل بعشق : بحبك
وردة بتلعثم وخجل : ممكن يلا عشان هتأخر
كامل : يلا
العيادة ٦م
مكتب الدكتور
يدخل طارق والد وردة غرفة الكشف
طارق : مساء الخير
وافى : مساء النور يصافحه اتفضل اقعد
طارق : يجلس أنا طارق والد وردة خطيبة مريض عندك
وافى : كامل مش كدا
طارق : ايوة هو
وافى : انا كنت عارف انك هتيجي وده حقك إنك تطمن على بنتك لكن اللي أحب أاكدهولك ان كامل. مافيش اي خطوره منه هو مريض (ocd) أو الوسواس القهري هو عبارة عن أفكار ومخاوف غير منطقية تؤدي إلى تصرفات قهريه ، زى تكرار فعل بعض الأشياء أكثر من مرة بشكل لا إرادي
طارق : دكتور أنا فاهم ده وعارف ، وردة فهمتني أنا بتكلم هل هو قادر على الجوازة وممارسة الحياة الزوجية بشكل طبيعي ، لان وردة أكدتلي انه ما بيحبش اللمس ولا حد يقرب منه
وافى : طبعا قادر على الزواج وقيامه بالعلاقة
الزوجية بشكل طبيعي جدا ، بص يا أستاذ طارق ، حالة كامل مش صعبة ولا خطر على حياة وردة ، هو إنسان طبيعى جدا ، يختلف عننا انه عنده شوية افكار سلبية ووساوس ، أنه لازم يغسل كل شئ أكتر من مرة ،انه مايلمسش حاجة ، بيخاف ان لو عمل عكس كدا هيحصله حاجة ، أما عند تقدمه فى الشفاء ، هو بيحصل لكن بشكل بطئ ، انما بيحصل يعنى فى تقدم هايل وملحوظ فى حالته ، كامل اتقدم كتير عن زمان ، صدقني لو كامل ما بيتقدمش والعلاج مش جايب نتيجة معه ، بتأكيد مكنتش حمسته للخطوة دي ، حتى هو ، مكنش اخدها ، كامل راجل متصالح جدا مع نفسه وفاهم كل شى عن حالته ، ونقاط الضعف فى مرضه ، خلينا نديله فرصة يعيش حياته بشكل طبيعي
طارق : أنت أب أكيد فاهم شعوري أنا موافق عليه بس كان لازم اطمن
وافي : اطمن
طارق : طب هو بياخد جلسات كهربا زى الافلام
وافى : لا حالته كامل لا تستدعى النوع ده من العلاج ، هو بياخد جلسات العلاج السلوكى معرفى تكنيك معين من العلاج النفسى ، وبناخد بعض المهداءات لو لزم الامر ، يعنى عشان التوتر والقلق المصاحب لمرضه ، غير انه بيميل للاكتئاب عن غيره ، لكن احب اطمنك احنا بقالنا فتره كبيره موافقين الادويه ، وبنكتفى فقط بجلسات
والفضل كبير بعد ربنا لوردة ، بنت حضرتك فرقت كتير بحاله كامل
طارق : الله يطمن قلبك يا دكتور شكرا جدا
شقه وردة ٦م
غرفة الأب و الأم
أثناء مساعدة الأم الأب بارتداء ملابسه
الأم بضيق : أنت بردو وافقت
الأب : لا إله إلا الله منا سألت الدكتور وقالي مافيش حاجة تخوف ليه خايفة
الأم بنزعاج : يعني نديلو البنت ويبهدلها ، يعنى هيتجوزها ازاي هيجيب منها عيال ازاي
الأب بلطف : يا ام دنيا صلي على النبي
الأم : عليه أفضل الصلاة والسلام
الأب بحكمه وعقلانية : الدكتور أكدلي أنه مش هيقابل مشكلة في الموضوع ده ، بس محتاج شوية وقت ، وإن الولد فاهم طبيعة مرضه وعمره ما هياخد خطوة زي دي غير وهو قدها ، غير اني سألت عن الولد ، طلع محترم والشارع من أوله لآخره بيشكرو فيه وفي أخلاقه ، وفى أهله حتى مدير الشركة بيشكر فيه ، وبيحب بنتك وشريها ، جه اتقدم على طول وملعبش ببنتك ، عايزة إيه أكتر من كدا ، ياستي لو على أنه بيسلم بالمنديل فين المشكلة ده حتى صح فى الأمراض المنتشرة دي .
الأم برفض : بردو مش بلعاه
الأب بحكمه : أمل. اعتبري كامل ابنك ، كنتي هتعمل ايه ، أكيد هتتمني أنه يلاقي ناس محترمة بيفهمو وبيقدرو طبيعة مرضه ، وإن المرض مش بايدنا ، بايد ربنا ، بعدين لو أنا شاكك أنه هيأذي بنتي ، نص واحد فى مليون ، مش هديهاله ، لكن الولد يستاهل الفرصة ،وشغال على نفسه ، الدكتور وراني قد ايه اتقدم ، وانه بيحارب عشان يخف ، اتعاملي معه كانك مش حماة اتعملي كا ام ، حرام بلاش نقسى عليه زي الدنيا
الأم : اللي تشوفه يا طارق. بس أنا مش هجوزه بنتي إلا لما اشوفه كدا كويس
الأب : سبيها على الله. هتيلى الجزمة عشان مانتأخرش عليهم
الأم : حاضر
نرى مشاهد سريعة
اثناء شراء وردة وكامل الشبكة وفرحة وسعادة على عيون الجميع
ثم نرى حفلة الخطوبة بسيطة فى بيت وردة
كانت ترتدى وردة فستان بسيط ورقيق جدا وكان يرتدى كامل بدله سوداء بسيطة جميلة كان يبدو على ملامح وجهه السعادة والراحة نرى ابتسامته التي لا تفارق وجهه كانت حفلة جميلة مليئة بالسعاده والفرحة
فأخيرا بدأ أن يعيش كامل بشكل عادي يحب ويخطب ويتزوج ويمارس حياته بشكل طبيعى
وخلال شهر
نرى كامل وهو يذهب للجلسات ومعه وردة وتقدم. ملحوظ جدا جدا فى حالته
ونرى ايضا وهما يتنزهان فى مدينة الاسكندريه على بحر. كان كامل يمسك ايد وردة ويقوم بتعديها الشارع. نرى السعادة على ملامحهم
حديقة الشلالات ٤ونص
نرى كامل يجلس ع احد مقاعد وهو وينظر لوردة وهى تقف امام
وردة بتسأل : اتأخرت
كامل : ٣٧دقيقه١٤ثانيه
وردة تجلس بجواره : هههههه الطريق زحمه
كامل: غمضي عنيكي
وردة :. ماشى تغمض عينها يخرج كامل من جيبه علبة يفتحها كانت سلسله
كامل: فتحي
تفتح وردة عينها بنهار : . الله جميلة أوي. يلا لبسهالي مش هتنازل يلا
تقف وردة يلا قوم
تشده من ايده يقترب كامل منها ويقوم بتلبيسها السلسلة بابتسامة
ورده : يلا بقى نتمشى شوية ونتكلم
كامل : يلا
يقوم بانجكتها ويسيرون
وردة : هتيجي معايا العيد ميلاد
كامل : بلاش
وردة.. ليه بلاش بس
كامل أنتي عارفة محبش الزحمة
وردة. بابا مش عايز يوديني عشان بعيد. لو قولتله إنك جاي معايا هيوافق. أنا مش عايزة أزعل اسماء
كامل.. ماشي حاضر
أحد الكافيهات على البحر ٨م
نرى أجواء احتفالية لعيد ميلاد حركة دخول وخروج ثم يدخل. كامل الحفلة وهو يمسك يد وردة
أحد الأصدقاء. هاي وردة. ازيك يا كامل
كامل : ازيك يا مؤمن.
يقتربان من الترابيزات
أسماء : وردة. كنت خايفة إنك متجييش
وردة : كامل أقنع بابا
أسماء بمزاح : حلو ده خطيبك أجدع من عصام... جدع يا كامل الخطيب الفرفوش رزق
كامل : كل سنة وانتي طيبة يعطيها شنطة هدايا
أسماء : شكراً يا كامل. تفتحها
جيبلها منبه تنظر لها بستغراب
كامل : عشان تبطلى تتأخري على وردة وتخليها تفضل مستنياكي فى موقف المشروع
أسماء.بمزاح : بيهزقني باحترام شكراً يا كامل
ضحكا الثلاثه
وبعد قليل تبدأ الحفلة وسط أجواء سعادة وفرحه ثم يقف الجميع حول الترابيزه لكي يطفؤا الشمع ، لكن كان يبدو على ملامح وجه كامل الارتباك قليلا.
ثم يخرج. كورة الضغط. لإزالة التوتر. تنظر. وردة له وهى تغني. بابتسامه وتمسك ايده. لكي تهديه وبمجرد اطفاء الشمع يبدأ الأصدقاء بضرب الألعاب النارية يبدأ التوتر بالإزدياد عند كامل فهو منزعج جداً من أوراق الزينه التى تقع على جسمه من ثلج الأفراح الذي يرشه الأصدقاء على بعضهم فهو بدأ بالشفاء لكن ليس بهذا الشكل. لا يقدر على التحمل أكثر. يجرى مسرعا للخارج تراه وردة... تذهب خلفه
كان يبدو عليه الانزعاج يحاول ان ينفض نفسه فهو كان يرى الزينه والثلج الذى يتساقط عليه جراثيم تتساقط عليه فايخلع الجاكيت ويحدفه على الأرض .. تقترب وردة وتتحدث معه
وردة تحاول تهدئه : كامل اهدى مافيش حاجة حصلت
كامل : يلتفت لها بضيق .. قولتلك بلاش أدخل... قولتك هوصلك واستناكي بره
وردة بتوضيح : أنا كنت بساعدك عشان تتخطى أى شئ بتخاف منه زي ما الدكتور قال. ممكن تهدى. خد نفس
كامل : بنفعال : أنا هادي يا وردة أنا كويس مش محتاج تهديني
وردة : متتعصبش كدا. طيب
كامل : يلا نمشي
وردة : حاضر يلا
يخرجان للشارع وأثناء سيرهم كان يبدو على ملامح كامل الضيق والتوتر ثم يشاور بايده
ليوقف إحدى سيارت الأجرة (تاكسى)
كامل : محرم بيك .. يلا اركبي
وردة بتسال : مش هتيجي معايا
كامل : لا محتاج أتمشى شويه
وردة : خلاص هاجي معاك
كامل بضيق : وردة من فضلك سبيني لوحدي
وردة : حاضر. لما تروح كلمني
تصعد التاكسى وتذهب ينظر كامل بأسف وضيق ثم يعدى الطريق للجهة الأخرى. ويسير على الكورنيش وثم يقف أمام البحر. ينظر حوله يرى شاب يجلس مع حبيبته ويتحدثان يبتسم كامل. ثم ينظر بعينيه. يجد رجل وزوجته وابنه يلعبون سوا ينظر بضيق ويتنهد ثم يتحدث بصوت داخلي
أنت لسه تعبان ، لسه بتخاف أنت مستحيل توصل إنك تبقى طبيعي زي الراجل ده ويبقى ليك بيت وزوجة وأولاد ,أنت مش عادي ياكامل، ولا أنت كامل زى اسمك حرام تظلم معاك وردة , بقالك سنة كل اللي قدرت تعمله ولا حاجة , تمسك ايدها تسلم على ناس اللي بتثق فيها من غير جونتى , هتفضل ركنها جنبك لحد امتى ولامتى هتتحمل ، أكيد هتزهق وتسبني أنا حسبتها غلط ولازم أصلح غلطتي...
استوووووب
الى اللقاء في الفصل القادم من نوفيلا انين القلب
اتمنى تكون الحلقه عجبتكم
نوفيلا أنين القلب
بقلمى ليلة عادل
الفصل الرابع ولاخير
تركب التاكسى وتذهب ينظر كامل بأسف وضيق ثم يعدى الطريق للجهة الأخرى. ويسير على الكورنيش وثم يقف أمام البحر. ينظر حوله يرى شاب يجلس مع حبيبته ويتحدثان يبتسم كامل. ثم ينظر بعينيه. يجد رجل وزوجته وابنه يلعبون سوا ينظر بضيق ويتنهد ثم يتحدث بصوت داخلي
أنت لسه تعبان ، لسه بتخاف أنت مستحيل توصل إنك تبقى طبيعي زي الراجل ده ويبقى ليك بيت وزوجة وأولاد ,أنت مش عادي ياكامل، ولا أنت كامل زى اسمك حرام تظلم معاك وردة , بقالك سنة كل اللي قدرت تعمله ولا حاجة , تمسك ايدها .. تسلم على الناس اللي بتثق فيها من غير جوانتي , هتفضل ركنها جنبك لحد امتى ولامتى هتتحمل أكيد هتزهق وتسبني أنا حسبتها غلط ولازم أصلح غلطتي...
شقة كامل ١٠م
يفتح كامل باب الشقة ويدخل كان يبدو على ملامح وجهه الضيق والحزن يضع المفتاح بيأس على حزانه اللاحذيه كانت الأم تجلس على الاريكة تشاهد أحد المسلسلات العربيه القديمة. تلتفت له.
الأم : كامل تعال.
يقترب كامل منها ويجلس بجانبها
الأم : هاعملت إيه بعيد الميلاد
كامل بحزن مبطن : تمام... كله تمام أنا هدخل أنام تعبان شوية
الأم : مش هتتعشى ولا اتعشيت مع وردة
كامل : لا ماتعشتش بس مش جعان تصبحي على خير يا ماما
الأم : وأنت بخير يا حبيبي
كامل : متنسيش تاخدي دوا الضغط
الأم : حاضر غطي نفسك كويس الجو برد النهارده
كامل : حاضر
غرفة كامل
يدخل كامل الغرفة كان يبدو على ملامح وجهه الحزن الشديد وفقدان الأمل ، فالفرح الذى كان على وجهه منذ اقترابه من وردة ، قد اختفى ، فارجع كامل لنفس التكشيره ، نفس الحزن ،نفس اليأس، ثم جلس على السرير و تمدد وارجع رأسه للخلف ،و سند رأسه على مؤخرة السرير ، وأخذ يفكر ويتذكر كل شئ حدث معه ، خلال السنة التى مضت ، منذه لقائه بوردة ، وخروجهم سويا وتحدثهم سويا، أخذ يتذكر كل شئ ، ثم بدأت الدموع تتغلغل بعينيه ، مسح دموعه ،و قام بخلع دبلته، ونظر لها بيأس تنهد بضيق بعد ثوانى رن هاتفه المتصل وردة نظره للهاتف بتردد. ثم قام بقلب هاتفه للناحية الأخرى
خلال اسبوع
لم يذهب كامل الى الجامعة ولم يذهب للجلسات لم يخرج من غرفته لا يجيب على الاتصالات وردة وعندما كانت تتصل بوالدته يطلب منها أن تقولها انه نائم فهو منعزل عن العالم لايريد رؤية أحد فرجع لحالته السابقة يأس محبط ومتخبط
ثم قامت وردة بزيارته
شقة كامل ٢م
تطرق وردة الباب تفتح لها أخته إيناس
وردة بتسال : هو فين
إيناس : جوه
وردة : أنا هدخله
واثناء دخولها تلتقى بوالدته
والدته : ايه اللي حصل يا وردة
وردة : والله يا ماما اللي حكتهولك بالتليفون بس
والدته : مستحيل عشان شوية ورق وقع عليه يتنكس كدا ، ده رجع زي ما كان قبل ميعرفك وقبل كمان. والدكتور ده يقول سبوه
وردة : أكيد هو هيفهم أكتر مننا
والدته : ادخليله. هو بيحبك وتغير عشانك
وردة : ماتخفيش يا ماما ادعيلوا
تدخل وردة الغرفة
ايناس هو تربط ع كتفها : ما تخفيش يا ماما ما انتي عارفة كامل كل فترة بيحصلوا كدا وبيرجع تاني
الأم بحزن : بس بقاله سنة كويس كنت قولت خلاص الصعب عدا
إيناس بعقلانية : متخفيش ان شاء الله هيبقى كويس
الأم : تجلس بتعب وحزن الأم ... اااه ياإيناس هو سهل عليا اشوف ابني كدا ، سهل عليا أفضل سنين محرومة اني احضن ابني ، أنتم مش حسين بيا أنا بتقطع من جوايا ، ما بقتش قادر اتحمل اشوفه كدا ، خلاص والله ما قادره اشوف ابني الوحيد بيدبل قصاد عيني كدا ،. وسنين عمره بتروح منه ، شاب يا حبيبي مفرحش ولا بطفولته بشبابه ، وهو شباب بيروح ، مش كفايه حرقة قلبي على كمال. كمان كامل لا اله الا الله مش معترضة على حكمه بس تعبت نفسي ابنى يعيش سعيد ومرتاح ، مش قادره اشوفه بيتقطع كدا وأنا بتفرج
تقترب إيناس منها وتطبطب عليها تقبله من رأسها
ايناس : ادعيلوا هو محتاج دعواتك
غرفة كامل
نرى كامل يتمدد على السرير ويبدو على ملامحه الحزن تقترب وردة وتجلس على السرير بجانبه
وردة : بقالك اسبوع مختفي، قدرت تتحمل اسبوع تبعدعني ها ينظر لها دون اجابة .. دمك تقيل أوي . أنا كنت هتجنن عليك ، كنت مختفي ليه. انشغلت عليك أوي. كنت هموت من القلق عليك... كامل
كامل جمود : انا آسف بس مكنتش عايز حاجة تشتت تفكيرى
وردة بتسأل : تفكير ايه
كامل : طلعت حسبتها غلط
وردة بتعحب : هى ايه
كامل : علاقتنا
وردة بصدمه : نعم
كامل : يقف ويسير قليلا ثم ينظر لها. وردة أنا وأنت مش هينفع نكمل مع بعض علاقتنا ما ينفعش تستمر العلاقة دي من البداية محكوم عليها بالفشل
تقف وردة تقترب منه... كامل مالك ايه اللي حصل أنا زعلتك بحاجة
كامل : لا أنا اللي بزعلك أنا اللي ديما مقصر
وردة : بس أنا مش زعلانة ولا حاسة بأي تقصير منك. أنا مش فهمه ايه اللي حصل
كامل : اللي حصل أني حسبتها غلط. كنت فاكر اني قادر.. أني أحب وأبقى مسؤول على شخص تاني طلعت غلطان أنا حاولت بس فشلت
وردة :بالعكس أنت مافشلتش أنت...
بمقاطعة بنبرة حزن ويأس كامل .. فشلت وهفشل أنا مش هقدر اديكي أكتر من كدا
وردة : أنا مش عايزة أكتر من كدا
كامل بختناق : انتي ليه مش فهماني
وردة بحزن : عايزني أفهم إيه وأنت عايز تنهي كل شىء بينا بسهولة
كامل بعقلانية : وردة أنا مش هقدر أكون انسان طبيعي ، وردة انتي بتدينى كل حاجة حلوة ، ساعدتيني كتير ، صبرتي أكتر ، وأنا بتقدم بصعوبة ، شوفي فات سنة وكل اللي حصل ولا حاجة
وردة بستغراب : كل ده ولا حاجة
كامل بجدية : ايوه ولا حاجة.. لواحد داخل على مسؤوليه جواز بالنسبه ليا.. اللي اتقدمته ولا حاجة
وردة بحب : الولا حاجة ده ، بالنسبة ليا حاجة كبيرة أوي ، وشىء عظيم ، كامل. بلاش يأس مستحيل كل ده بسبب العيد ميلاد والصواريخ اللي اضربت ، انت أقوى من اللي حصل ، أقوى من أى موقف ، مينفعش تنكسر كدا. ، المواقف دي هتتكرر ، مش معقول كل ماتحصل تزعل وتهرب وتخاف كدا فين قوتك
كامل بياس : أنا مش قوي. انا مش كامل أنا كلي عيوب أنا ضعيف
وردة بحزن : لا انت مش ضعيف أنت أقوى انسان قبلته بحياتي ، كامل عشان خاطري الموقف بسيط والله ميستهلش كل ده والا انت مش بقيت بتحبني وعايز تسبني
كامل بحب وعقلانية : انا بحبك لدرجة إني بضحي بيكى عشان تبقى سعيدة حتى لو مع غيري حتى لو هشوفك بعيني مع غيري ، انتي تستاهلي انسان يسعدك ، لاني أنا فشلت اسعدك ، وفشلت اديكى أبسط حقوقك ، انتي كتير عليا يا وردة ، أنا اناني ، افتكرت إني هقدر اتجوز وأعيش حياتي بشكل طبيعى ، طلعت غلطان. وردة من فضلك أنا مش هكمل. يفتح درج كومودينو ويعطيها الدبلة
وردة بشدة وحب : بأي حق بتنهى علاقتك بيا ، مش بمزاجك على فكرة، مش بمزاجك تيجى تقتحم حياتي وتقولي بحبك وتوعدني وتخليني أحلم واتمنى، واستنى اليوم اللي هحققك كل احلامي معاك ، وفجأه تاخدها مني وتهرب ، مش بمزاجك يا كامل، مش بمزاجك تيجى تسرق احلامي وتهدها عليا ، لو أنت مش متسمك بيا وبعلاقتنا انا بقى هتمسك بيك، هتمسك بعلاقتنا وهدافع عنها بكل ما فيا ، مش هتخلى زيك بالسهولة دى عن حبي ، عن الإنسان اللي خلاني اشوف الحياة بشكل تاني ، أنا بحبك ياكامل، مستحيل اسيبك حتى لو أنت عايز تسبني ، أنا مش هسيبك ، والدبله دي مش هي اللي ربطانى بيك ، اللي رابطنا ببعض أكبر بكتير منها ، مش بدبله يا كامل مش بدبله ، أنا هامشي دلوقت لكن هارجع تاني تقترب منه تضع ايدها على خده خد بالك من نفسك
كان كامل يسمع كلام وردة و قلبه يغلي وعيونه مليئة بالدموع والحزن ثم تخرج وردة والدموع تسكن عيونها.. يمسح كامل دموعه ويجلس على السرير ينظر للكومودينه يأخذ كتابه ويفتحه ويخرج صور وردة وينظر لها بحب
العيادة ٦م
يجلس كامل على مقعد الأمامي لمكتب الدكتور وهو ساكت لا يتحدث
وافي. : كامل بقالك نص ساعة ساكت
كامل : السكوت أفضل إختيار فى الأوقات اللي شبه دي
وافي بتسال : وايه هى الأوقات دي
كامل بغضب : حاسس ان جوايا بركان نار محبوسه لو تكلمت هتحرق كل اللي حوليها
وافي بعقلانية : فاضحيت بنفسك وسبت النار تحرقك
كامل : بيتهيألى أفضل انها تحرقني أحسن ماتحرق أعزّ الناس ليا
وافي بتسال : ليه شايف ان قربك من وردة نار
كامل بضيق : ايوه نار ، بيأس أنا بظلمها معايا ، وردة تستاهل انسان طبيعي ، مكنش لازم اخوض الخطوة دي دلوقت ، ولا حتى بعدين ، حرام عليا اظلم بنات الناس معايا ، أنا رضيت بحياتي كدا ، وكويس أوي اللي وصلت ليه ، بلاش أحلم باللي أكبر مني
وافي : كامل لازم تفهم ان احنا تجاوزنا كل ده
كامل برفض : لا ماتجاوزناش
وافي : يقف ويقترب منه ويجلس على مقعد الذي أمامه وبحنان وابتسامة ... أنت قادر تتجوز وتخلف وتعيش حياتك بشكل طبيعي جدا ، أنت فيك مميزات عن غيرك ، أنت مميز ما بتكذبش وفي بوعودك ، بتحترم المواعيد جدا
كامل بتسأل : أنت بتحاول تقنعني بأيه
وافي بعقلانية : أنا مش بقنعك ، دي حياتك قراراتك اختياراتك ، أنا يدوب بوجهك للطريق الصح ، أنت عايز تسيب وردة سبها ، مش هقولك خليك معها لأنك محتجلها ، أنت مش محتاج وردة ، أنت محتاج تصدق إنك طبيعي من تاني ياكامل ، تصدق ان كامل ، اوعى تكون فاكر تضحيتك بحبك دي قوة ، ده منتهى الضعف ، القوة إنك تحارب وهي معاك لحد متوصل وتفوز بالحرب
كامل : يقف وبنفعال خفيف .. كفايه كلام ده ، كفايه سنين وأنا بحارب وبضحك على نفسي إني أكسب المعركة ، لاني أنا فشلت ، أنا خسرت ، خسرت يا دكتور لازم تقتنع بكدا
وافي بهدوء وعقلانية شديدة : مش أنت مقتنع
كامل بيقين : اه
وافي : خلاص ده المهم
كامل : بضيق .. متتعملش معايا كأني مريض وبتاخده على قد عقله
وافي بتسأل و: وأنت مش مريض
كامل برفض : لا مش مريض
وافى بوتيرة بردة : يعنى أنت انسان طبيعي المفروض نتعامل معاك بشكل طبيعي مش زى المرضى؟؟
كامل بشده : قولتلك ايوه
وافي بتسال : ايوه ايه
كامل : بقوة وانفعال ... ايوة مش مريض ايوه طبيعي مش هو ده اللي عايز تسمعه
وافى بهدوء : هو ده اللي عايزك أنت تسمعه
ينظر كامل لوافي بصمت ويبتلع ريقه... ينظر وافي له بابتسامه.
وافي : اقعد يا كامل بقيت بتنفعل زيادة عن اللازم
كامل : يجلس.. أنا بحبها .. بدموع .. أنا خايف تسيبني
وافي : فاقولت تسيبها قبل ماتسيبك
كامل: بحسم... لا... بتوتر ..مش كدا ..يصمت قليلا وبنبرة حزن ويأس .. كنت بتمشى بعد العيد ميلاد كنت متضايق ومتعصب من اللي حصل ، قولت اتمشى وافكر بأي شىء تاني. يهديني ، من غير مساعدتها او مساعدة أي حد ، كنت عايز اعتمد على نفسي واهدي نفسي بنفسي ، وقتها شفت أسر قاعدين على البحر بيضحكوا ويلعبوا ويجرو ورا بعضهم منظرهم كان جميل لوحة فنية لازم تترسم... سعادة من القلب بحاجات بسيطة ، ناس طبيعية عايشين حياتهم بشكل طبيعي ، تخيلت نفسي مكانهم لقتنى. عشان أوصل للمرحلة دي ، قصادي سنين ، وأنا مستحيل أفضل موقفلها حياتها سنين يا دكتور ، أنا أنا مش أناني أنا بحبها ، بحبها يا دكتور
وافي : ردى كا دكتور ، انت اتسرعت لأنك بتتقدم يجلب تاب خاص بيه. يفتحه ويطلعه وعليه بص الرسم البيانى لحالتك ، انت اتقدم قد ايه من أربع سنين شايف بقى فى سنة حصلك ايه بعد دخول وردة حياتك ، لكن انت حر باختيارك بس أحب اقولك النتيجة هتكون سلبية وسيئة جدا ،.. أما بالنسبة لردي كا أب ، الانانية فى الحب مش عيب طلما في صالح حبيبك
كامل بحزن : صالح ليها إني أخليها مع راجل مش قادر يديها أبسط حقوقها ، أنه يشاركها بس في حفلاتها خروجتها أكلتها المفضلة يقعد معها فى مكان عام على بحر ويلعب مع أولاده براحة وسعادة
وافي بتوضيح : أنت مش هتكون كدا كمان سنة هتبقى زي الناس اللي شفتها
كامل برفض : مستحيل أنا اللي عملته صح
وافي : تعال نعكس لو وردة تعبانة هتعمل ايه
كامل : هفضل معها بس الوضع هنا مختلف
وافى: مش مختلف ولا حاجة ، كامل أنت بتختار غلط ، فكر كويس ، مش هقولك في عواقب ، أنا هقولك فكر في وردة واللي ممكن يحصلها بعد ما وعدتها وبنيتو في أحلامكم سوا وأنت بقيت جزء من حلمها
كامل : أنا بحميها
وافى : انت بضيعها ، وهتخليها صورة منك ، انسانة حزينة يائسة ، كارهة الحب ، فاقدة الثقة ، بعدين أنت كمان مش هتكون قد وعدك معها هتكون اخليت بوعدك لأول مرة. يصمت قليلا....بعد المناقشة الطويلة لسه عند رأيك
كامل : يبتلع ريقه وبحيرة ودموع .. أنا مش عارف أنا صح ولا غلط ، ولا مرتاح... ليه بس حاسس أني هظلمها لو كملت، وبردو هظلمها لومشيت ، أعمل ايه قولي أعمل ايه ، متسبنيش كدا، .. بضيق .. متسبنيش أنا اللي اتكلم.. وتفضل تسألني وبس قول حاجة أديني حل
وافى :مش هاقولك يا كامل لأنك عارف الاجابة
كامل بضيق : مش عايز تريحني ليه
وافى : أنت اللي مش عايز تريح نفسك
كامل : أنا مش هاجي هنا تاني
يقف وينظر له وبضيق ثم يذهب عند الباب وقبل أن يفتحه يتحدث وافي
وافي : الهروب أسهل طريق بيلجى ليها أي انسان ضعيف
كامل بشدة : وأنا مش ضعيف وأنا هثبتلك
وافى بعقلانية : وانا مش عايزك تثبتلي ، اثبت لنفسك أهم يا كامل اثبت لنفسك إنك كامل يا كامل
ينظر كامل له بضيق ويخرج يفتح الدكتور الأوراق ويضع صح امام خانة الاستسلام والهروب
شاطئ البحر
نرى كامل يسير على شاطئ البحر وهو مشمر بنطلونه قليلا ويفكر ويتحدث مع نفسه. ياترى أنا فعلا حسبتها غلط اني أقرب من وردة ولا كان اختيار صح ياترى كلام الدكتور وماما صح ولا غلط أنا بحبها حاسس بفراغ كبير. وهي بعيدة عني حاسس اني تعبان يقف وينظر. للبحر مع ملامسة الموج لقدميه يتنهد يتذكر كل شيء حدث معه خلال السنين الماضية خوفه من مواجهة الجلسات جلوسه بمفرده فى الجامعة ثم يتذكر عندما اقترب من وردة ومدى تغير حالته وتقدمها وانه قريب للاستشفاء وفراقه عنها سيكلفه الكثير يتذاكر كل شئ شريط حياته مر فى لحظة أمام عينيه ثم تنهد وابتسم وأخرج هاتفه من جيبه وقام بالاتصال
أحد الكافيهات ٥م
نرى ترابيزه مزينة بالورد وبالونات تحاوطها ثم نرى كامل يقف وهو يبتسم ويمسك بايده بوكيه ورد ثم تقترب وردة
وردة : باستغراب ايه اللي جابك هنا
كامل : عندي معاد مع ملاكي
وردة : اممم أول مره تكذب
كامل : أنا مكذبتش أنا طلبت من أسماء تنزلك ومتقولكيش إني هنا
وردة : وعايز إيه بقى
كامل : حولت أهرب مقدرتش ، أنا مش ضعيف ولا مستسلم.... أنا بحبك.. وحبك هو نقطة ضعفي هو خوفي. خايف عليكي مني ، أنا شفت كل حاجة بتعمليها معايا ، وقد إيه وقفتي جنبي. لما قارنت حسيت اني قليل..
بمقاطعة وردة تضع ايدها على شفايفه هششش أنت كبير وكتير أوي يا كامل ، أنا بحبك ولما قربنا من بعض حبيتك أكتر ،وعرفت قد ايه انت انسان نضيف وصادق انا عايزة أكمل حياتي معاك ،عايزاك أنت اللي تكون جوزى أبو أولادي ، أكبر معاك واكرمش معاك أنت مش حد غيرك ، ..تضع أيدها على خده لو حولت تهرب تاني وثالث هفضل متمسكة بيك حتى لو جبتلي اسطول يقولى امشي مش همشى ، يضع يده على خدها وينظر بعينيه لها..
كامل : أنت دوايا يا وردة
يقبلها من ايدها بابتسامة ينظران لبعضهما بحب وعشق
بعد مرور عشر سنوات
فى أحد القاعات
نرى كامل يقف على الاستيدج ويمسك مكروفون ولا يرتدي فى يده قفاز ويجلس الجميع على الترابيزات
كان من بينهم والدته اخواته والدكتور و وردة وأسرتها وطفلين
أنا كامل مريض وسواس قهري من سنين من وأنا عندى عشر سنين وأنا كدا
كل ما بكبر سنة بيكبر معايا خوفي من الأشياء
حتى أمي، وبعد سنين من العلاج ومعاناة
الشئ الوحيد اللي قدرت أوصله أني احط راسي على رجل أمي لكن لازم أحط قماشة عازله..
بعد دخولي الجامعة كانت معاناة تانيه كبيرة
كنت بشوف الطلاب جراثيم متحركة.. هلع هلع وخوف كان بيقتلنى.. محدش بالجامعة كان بيحب يقرب مني وكانوا بيقولولى كامل ابو منديل ..
لكن فجأة شفت وردة بنت جميلة بضحكتها وبراءتها. خطفت قلبي، ثلاث سنين وأنا بعاني ، نفسي أكلمها ، نفسي اقولها اللي بحسه ناحيتها، بس كنت بخاف
كنت باستمرار بروح مكتبة الجامعة عشان أشوف وردة ، وأفضل أبصلها من تحت الكتاب، لحد في يوم ماجت وكلمتني كانت بتسألني على كتاب
كان وقتها قلبي بيرفرف من السعادة أني أخيرا كلمتها ، وبعدها اتجرأت ورشحتلها كتاب ، عن معاناة عاشق ، لما شفتها بعدها بكام يوم واتناقشنا فيه ، كنت مبسوط ، وأنا بسمع صوتها ، أخيرا بنتكلم مع بعض ، بس فجأة حطت ايدها على كتفي وطلبت مني نشرب حاجة ، خفت موت ،جريت جريت وأنا مرعوب مش مصدق وفضلت أسبوع ماروحش الجامعة
لكنها وحشتني. روحت لقتها مستنياني قعدت جنبها وقررت أقولها إني مريض وسواس قهري وبحبها
بصتلى وضحكت وقالتي بحبك .. وهنا وبدأت علاقتنا ، كنا بنخرج ونشوف أماكن جديدة ، خلتني أشوف الدنيا بعين جديدة ، لأول مرة أكون مرتاح ماكانتش بتضايق لما بمسح الحاجة عشر مرات قبل ممسكها ،ولا من تكراري للكلام ، ولا الجنون فى تنظيم الحاجات ، حتى لما كانت بتجبلي هدية وغسلها مازعلتش ، أنا مش قرفان بس أنا تعبان ، محبش حد يلمسني ، لحد ما صارعت نفسي ، ومسكت ايدها ، كنت بتقطع من جوايا سكاكين، مش بايدي مرضي السبب....و بعد سنة قدرت امسك ايدها من غير خوف ولا صراع ولا جوانتي ، وبعد سنة حياتى اختلفت ، وردة قدرت تخلي لحياتي معنى ، حتى لما بيوم حسيت إنها كتير عليا ، وقررت إني لازم امشي ، هي تمسكت بيا ، رفضت تسيب ايدي لما سبت ايدها ، قوتني وقت ضعفي ، حبها كبر وبيكبر فى قلبي كل يوم بعد سنة ونص اتجوزنا وخلفنا ولد و بنت
ومرت سنين وأنا أهو واقف قصادكم .أخيرا تخلصت من الصراعات النفسية ، والهواجس والافكار اللي سرقت مني سنين عمرى ، تخلصت من الأفكار الملحة اللاإرادية اللي مابقدرش أمسك نفسي عنها ، انا خفيت وبقيت طبيعي
يمكن لسه في باقي من أعراض المرض مصحباني، زي إني مازالت بغسل كل حاجة قبل ماآكلها مرتين محبش أكل الشارع ، بحبش حد ياكل من طبقي ولا معلقتي ، بس لازم أقول كلمة بحق مرضي، إنه مرضي علمني حاجة جميلة أوي ، إني أوفي بوعدي ، إني ما كذبش، و أحترم مواعيدي جداً
أنا بحكي حكايتي عشان أقول لكل مريض ماتيأسش ، خليك قوي ، خلي عندك إيمان بنفسك ، وثق فيها وبقدراتك ، هتحقق كل شى ،
ولكل اسره خليكم دائما سند وعون لأولادكم ، لانهم مش هيقدرو يحاربو مرضهم لوحدهم ، دائما حسسوهم انهم ملوك العالم
اما الناس اللى كانت بتتنمر عليا شكراً
لانكم قوتوني وخلتوني أثق فى نفسي وأحب مرضي
شكراً لأهلي اللي دائما كانو سند ليا محسسونيش أبداً إني مريض
شكراً لدكتوري اللي كان مؤمن بيا
شكراً لحمايا اللي وثق فيا وداني فرصة
وأخيرا وردة انتي أجمل وردة
شكراً لأنك فى دنيتي شكراً لأنك اديتيني فرصة...
شكراً لأنك مسبتنيش لما يأست وضعفت كنتي دائماً عون. ودرع ليا عشان أحارب بيها مرضي كنتي ليا الفرحة اللي مخبياها ليا الدنيا...
ديما كنت بعينيك كامل مش مجرد اسم
شكراً
يصفق الجميع
حكاية مريض وسواس قهري
النهاية
اتمنى يكون النوفيلا عجبكم مستنى رايكم
نوفيلا أنين القلب
بقلمي ليلة عادل ♥️🌹✍️