أخر الاخبار

قصة الحب وهم بقلم مى محسن

 قراءة نقدية لقصة الحب وهم
 للكاتبة مي محسن عامر بقلم الاستاذ عادل يوسف

ل الحب حقيقة؟ أم كذبة يكذبها الإنسان على نفسه؟ رؤية نقدية في قصة ( الحب وهم) للكاتبة مي محسن

كتب الناقد الأدبي د/ عادل يوسف.

هل الحب أسوأ شيء في الدنيا ؛ لأنه يتصف بالأنانية وحب الامتلاك، والضعف أمام المحبوب ، وأحيانا تقبل الذل من الحبيب؟

هل يمكن أن يصبح الحب مرضا نفسيا ؟ أم أنه علاج لجروح نفسية عميقة؟

   لا شك أن الحب أجمل شيء قد يحدث للإنسان ، وقد يكون أسوأ شيء يحدث له حسب التجربة التي يمر بها المحب.

    فالحب موجود دائما في كل تصرفاتنا،وكلامنا الجميل، ولكن بعض البشر شوهوا الحب بأفعالهم الدنيئة ، وكلماتهم الخبيثة وجعلوه أسوأ شعور؛ بسبب فهمهم الخاطئ للحب.

  فمن الخطأ أن نحكم على الحب بأنه أقبح شيء في الوجود بسبب تجربة عاطفية فاشلة مر بها بعض الناس ، فالحب أوسع مما تقدمه لنا الأفلام من أنه علاقة بين ذكر وأنثى ومشاهد رومانسية مؤثرة.

  ومن خير الأمثلة على ذلك قصة ( الحب وهم) للكاتبة مي محسن فقد بينت لنا أن الحب حقيقة واضحة ، ولكن بعض البشر أساءوا إلى الحب فجعلوه كذبة يكذبون بها على أنفسهم وعلى من يحبونهم بأفعالهم الدنيئة وتجاهلهم الشديد للحبيب .

وقد عرضت لنا الكاتبة مي محسن في قصتها ( الحب وهم ) العديد من مظاهر قسوة الحبيب ، وكيف تصرفت الحبيبة تجاه هذه القسوة تقول مي محسن في قصة ( الحب وهم):

"تبدلت كلمات حبه إلى نقد لاذع ، لم تعد ترى الشوق في عينيه، جعلها تشعر بأنها بلا أية قيمة "

ورغم كلهذه القسوة فإنها كانت تحبه، وتصر على التمسك به، وتقدم له كل الأعذار ؛ لأن حبها له حب حقيقي وليس وهما ، أو كذبة تكذبها على نفسها أو على من تحب، تقول مي محسن :

" كانت تذهب للعمل لكي تراه فقط ، كانت ترتكب أخطاء كثيرة في العمل بسبب انشغال تفكيرها به ، حتى فاض الكيل بمديرها فطردها من العمل ، كانت تتبع أخباره من زملائه ، تذهب إلى الأماكن التي جمعت بينهما ، لعلها تراه، كان لسانها دائما يطيب بذكراه"

الرؤية النقدية لقصة ( الحب وهم ) للكاتبة مي محسن:

استخدمت الكاتبة مي محسن في سرد هذه القصة عدة تقنيات فنية في غاية الجمال هي:

1-التلاعب بالزمن .

اعتمدت الكاتبة في سرد أحداث القصة على تقنية التلاعب بالزمن ( الفلاش باك) ، أي الرجوع إلى ذكريات زمن الخطوبة لكي تؤكد لنا كذب وخداع الحبيب في الوقت الحاضر، تقول مي محسن:

"تذكرت محادثاته الطويلة معها ، حواراته الطويلة معها ، اهتمامه الزائد بها ، وصفه الرائع لها وكلامه الرائع عنها "

2-المفارقة التصويرية.

   استخدمت الكاتبة تقنية المفارقة التصويرية؛ لتوضح لنا الفرق الشاسع بين شخصية الحبيب في الماضي وشخصيته الآن ، فهو في الماضي كان يقول لها أجمل كلمات الحب ، دائم البقاء معها ، أما الآن فقد تحول كلامه إلى نقد لاذع لها وإهانة وسخرية .يتهرب منها بكل طريقة ، يبتعد عن أي مكان له ذكرى معها.

3-العناية برسم الشخصية:

على الرغم من القصة القصيرة لا تحتمل الإسهاب في رسم الشخصيات ، لكن الكاتبة رسمت شخصية الحبيب ببراعة شديدة من خلال السلوك الظاهري والسلوك النفسي له، فقد كان دائم الحديث معها ، تسمع منه أحلى كلمات الحب ، وتقرأ له أجمل رسائل الغرام، ثم صار دائم التهرب منها ، دائم النقد اللاذع لها ،لا يريد أن يلتقي بها بكل السبل.

4- جمال اللغة.

نجحت الكاتبة في استخدام اللغة الجميلة المعبرة عن الرومانسية مثل : فاضت عليه بحبها ، لم تدخر ذرة من مشاعرها، رفض عقلها تصديق ما حدث.

5-النهاية غير المألوفة.

   لقد وضعت الكاتبة لقصة (الحب وهم) نهاية غير مألوفة ؛ لتحقق هدفين معا بضربة واحدة هما : الدهشة ، والصدمة ،من تصرف الحبيب ، فهذا الحبيب القاسي المتجمد المشاعر الذي يفعل كل ما في وسعه لينهي هذا الحب ويتخلص منه ، تتمسك به البطله ولسانها لا يكف عن الإعجاب به و يسكت عن ذكرا الطيبة

بقلم عادل يوسف


قصة الحب وهم بقلم مي محسن


القصة   👇👇👇👇👇


الحب وهم

تسير بجواره تحدثه والضحك لا يفارق وجهها ، تتحدث عن أي شيء وكل شيء بلا توقف ، تحاول أن تخرج كم الحب والسعادة اللذان بقلبها ، لم ينتبه لصمتها ولا لتأخرها عنه بعض الخطوات، وقفت مكانها تراقب خطاه المبتعدة عنها في ثبات ، انتظرت طويلا حتى يلتف ويبحث عنها ولكن ما حدث بقلبها كان أقوى ألمً شعرت به، مر العام أمامَ عينها بكل تقلباته تذكرت كيف لم يترك طريق يقربه منها إلا وسلكه، تذكرت محادثاتهما، حواراتهما الطويلة، كيف كان يحاوطها باهتمامه ، حتى تملك كل ذرة في كيانها ، تذكرت وصفة لها، وكيف قدمها لأسرته التي أحبتها قبل أن تراها من احاديثه عنها ، ولأجل حبه بادلتهم الحب بل كانت سخية في عطائهم الحب والاهتمام والهدايا

فاضت عليه بحبها لم توفر ذرة من مشاعرها لنفسها

ترى مستقبله أمام عينها وتغافلت عن مستقبلها

تراه يجلس بين اهليهما يحددان موعد الخطبة كان ذلك منذ ايام قليله ، أما الآن انقلب كل شيء رأس على عقب تبدلت كلمات الغزل للنقد اللاذع لم تعد ترى في عينيه شوق لقياها ، والان سدد لها صفعت أنارت طريقها انارت لها الاتجاه المعاكس الذي تسير فيه

 استيقظت من أحلامها الوردية على أنها بلا قيمه بل إنها تُلقي مشاعرها ببئر ليس له قاع

 ‏ ‏يعتصر قلبها ألماً ،كيف لم ترى أنه رسم مستقبله بدونها؟

 ‏ ‏عادت بيتها وهى بين عالم الأحياء والموتى، لا تتحدث لا تسمع أحد فقط تراه مبتعداً للابد ، ضاق صَدرها ، ثقل قلبها، ‏رفض عقلها تصديق ما حدث ولازال قلبها متمسك به ويطمح فى عودته

 ‏ ‏تذهب للعمل لتراه فقط ، ترتكب الأخطاء بسبب انحصار تركيزها في متابعته حتى فاض الكيل بمديرها وطردها من العمل ، لم تيأس ، تتتبع أخباره من زملائه تذهب لأماكن لُقياهم القديمة علها تصادفه ، وان علمت أنه بمكان تذهب إليه حتى تراه وتسمع صوته ولو القي السلام وهو يسير مجرد أن تراه تدب الحياة بقلبها

 ‏ ‏حين يسألها أحد عن حالها تسرد اوجاعها ببعده ، وذكرياتهما السعيدة ‏معاً ، يشفقون عليها ، ولا يدركون أنه يُطيب للسانها ذكره .

مي محسن عامر



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-