أخر الاخبار

رواية جزيرة الاناكوندا بقلم اسماء ندا الفصل الثاني

جزيرة الاناكوندا 

رواية جزيرة الاناكوندا بقلم اسماء ندا الفصل الثاني


 رواية جزيرة الاناكوندا بقلم اسماء ندا

 الفصل الثاني 

ونحن نتفحص تلك الخرائط ويقوم ريمون بترتيبها قالت تينا 


" كيف علمت كل ذلك ريمون؟ " 


اجابها ريمون بابتسامة يتضحك عليها الفخر قائلا " هل نسيتى ان ابى عالم أثار وانه كان ياخذنى معه فى رحلات الكشف عن الاثار، وكان من ضمن الفريق الذي يعمل مع ابى شخص يقال انه عالم فى فك رموز الخرائط وقد كنت احب ان اجلس معه كى يشرح لى سر كل خريطة وكيف يقوم بقرأتها ومنذ ذلك الوقت وانا ابحث فى المكتبات عن كل معلومة تخص الخرايط واين اجدها ، كما علمنى ذلك الرجل ايضا كيق افرق بين الخريطة الاصلية والخريطة المزورة "


ضحك انطوان وقال " اذا، لدينا هنا عالم فى علم الخرائط وهو ريمون و عالم فى الاثار وهو مارك ومجموعة نحبى الاكتشافات وهم نحن. انطوان و تينا و اليس، ولدينا مركب كبير يستطيع احتراق المحيط ، لماذا لا نذهب ونبحث عن تلك الكنوز و نحضرهم، ماذا ينقصنا" 


قال مارك " نسيت ذلك الكائن المخيف الذي خط احدهم كلماته على الخريطة " 


قال ريمون "اذا نستطيع اخذ معنا كلارك فهو قوى وسريع البديهه للحماية و ناخذ مارية فهى خبيرة فى علم الحيوان ودرسة عن انواع السموم وتستطيع صنع الترياق لها"


قال مارك " هل جميعكم موافقون ان نبحر وراء تلك المغامرة؟ "


رفع الجميع يده وقالت اليس " يجب اولا الحصول على موافقة كلارك و مارية ولا ننسي بالطبع موافقة اباءنا" 


صاح مارك " لا ، بالطبع لن اخبرهم انى سوف اذهب للبحث عن الجزيرة النى عاد منها الجد خائف حد الموت"


قالت تينا " لا ، ايها الذكى نخبرهم اننا كالعادة سوف نبحر داخل حدود دولتنا ولن نخرج عنها " 


رفع الجميع يده وصاحوا جميعا معا " الى المغامرة" 


جاء صوت والد مارك من اعلى درج الخندق 


" الى اين تلك المغامرة يا اولادي؟" 


قال مارك " لقد انهينا جميعا دراستنا ونريد ان نتجول فى مياة المحيط قبل بدأ الجامعة " 


ابتسم الاب وقال " موافق، لكن انت تعلم القوانين "


قالوا جميعا فى وقت واحد "لا خروج عن حدود دولتنا فى مياه المحيط ، ولا نظل فى العمق أكثر من اربع عشر يوما"


فضحك الاب بقوة على ما فعله الشباب ثم صعد وابتعد عن مدخل الخندق ، فهمس انطوان داخل أذن مارك


"لم يعد هناك مانع يا صديقى كى نبدأ المغامرة" 


خرج الجميع وتوجهوا الى منازلهم وذهب انطوان ومارك سويا الى بيت كلارك و اليس ذهبت الى بيت مارى، فى فجر اليوم الثالث توجه الجميع الشاطئ حيث المرسى الخشبي الذي تقف قربه السفينة الخاصة لصديقهم مارك ، بعد ساعة من وضع وإعداد السفينة بكل ما يلزم من طعام وأدوات تكفيهم لمدة اربع اشهر، تفرق الفريق داخل السفينة حتى يختار كل فرد منهم غرفته اما السفينة والتي تحمل من البحارة المتمرسين في الإبحار وهذه كانت اول مرة ل مارك أن يستأجر طاقم بحارة كانت قد انطلقت بالفعل للدخول الى عرض المحيط ، وعندما وصل إلى والد مارك الخبر بان ابنه قام باستئجار كابتن بحارة وطاقمه الكامل دب القلق فى قلبه ولكن بعد فوات الوقت فقد ابحروا بالفعل ولم ينجح حتى بالاتصال بالسفينة لإيقافها.


  استقرت تنيا واليس مع مارى فى ثلاث غرف متجاورات فى اسفل السفينه حيث يستطيعون رؤية ما اسفل مياة البحر من اسماك و مظاهر طبيعية، اما مارك فقد استقر فى الجناح المخصص له فوق سطح السفينة والذي يظهر من نوافذة مظهر مياه المحيط الشاسعة والتى تتقابل مع السماء على امتداد النظر بعيدا ، ولقد استقر انطوان وكلارك و ريمون بالطابق الاول من السفينة وكان طابق مرتفع عن المياه ولكن به نافذتان احدهم علويه يستطيعوا رايه سطح المياة والاخرى سفليه من خلالها ينكشف جزء من اسفل المياه . 


مر اول يوم بين الاصدقاء فى مرح ومزاح متبادل بين اروقة السفينة فنهارا كانوا يستمتعون بالسطح ومنظر المياة واصطياد الاسماك وليلا يستمتعون بين صالة السينما التى بها افلام قديمة الصنع او فى صالة البلياردوا او حتى صالة الموسيقى والرقص. 


وعندما بدأ كابتن السفينه بالابحار خارج نطاق الحدود ارسل الى مارك كى يساله عن الوجه التى سوف يبحرون اليها، فاخذ مارك صديقه ريمون ومع الخريطة وصعدا الى غرفة القبطان، ثم قام مارك بفرد الخريطة واشار الى جزيرة الاناكوندا هكذا كانت مكتوب اسمها ، فضحك الكابتن قائلا 


"ها نحن مرة اخري ، كما اخبرت جدك منذ عشرات الاعوام، لا وجود لتلك الجزيرة انما هى مجرد اساطير،لكنه اصر واخذ سفينه مع بحارة وابحر منفردا بدونى ، وتاتى انت تطلب نفس طريق الابحار، لكن اتعلم شئ، سوف نذهب للبحث عنها فكما سمعت بالسنوات الاخيرة ان جدك عندكا عاد قال انه وجدها وحذر اى احد من الذهاب هناك، لكن الفضول يقتلنى لمعرفة السبب "


ابتسم مارك وقال " ونحن ايضا ، نريد استكشاف الجزيرة واخذ بعض من المجوهرات التى كتب عنها جدى " 


قال القبطان " حقا، هل كتب جدك عن تلك الجزيرة " 


قال مارك " اجل، وانا معى المذكرات هنا فى غرفتى "


صاح القبطان بحماس " اذا ، لماذا لا تحضرها كى نقراها سويا، فان الرحلة سوف تستغرق اسبوعان للعثور على تلك الجزر المجاورة. لجزيرة الاناكوندا " 


قال مارك "حسنا ، سوف اذهب لاحضار المذكرات وانتظرك على سطح السفينة بجوار المسبح (حمام السباحة) " 


تحرك ريمون لجمع الخريطة فأخبره القبطان ان يتركها كما هى، كى يسهل عليه البحث عندما يصل لتلك الجزر القريبة، عاد مارك واخبر الجميع انهم سوف يقرأون مذكرات الجد وعليهم ان يتجمعوا على سطح السفينة ، مر نصف ساعة وبالفعل تجمع الشباب وجلسوا بشكل دائرى من حول القبطان الذي امسك مذكرات الجد وفتحها ليقرا بصوت مرتفع .


اليوم قررت ان اخذ بنصيحة صديقى القبطان ميران و اسجل مذكراتي صوتيا حتى اكتبها بعد عودتى فيقرأها اولادى واحفادى بالمستقبل وأنها ستكون ذكرى جميلة لى عن مغامرتي لإيجاد الجزيرة المخبأة فى قلب المحيط كما تذكر اساطير جزر الشون ، على أى حال، اليوم الساعة الثامنة والنصف صباحا، السماء صافية و أجواء البحر هادئة بالطبع مع أصوات الحيتان التى تمر بالجوار والمندمجة مع صوت الموسيقى الصادر من مكبر صوت الكابينة الخاصة بـ القبطان واكاد ان اجزم انى لم يمر يوما مشمس وهادئ وجميل كاليوم ، ها هو البشري كد اتت وصاح رجل السارية ذلك الرجل الذي يجلس بالاعلى فوق شراع السفينة بمكان يسمى البرج


"الارض ، ها قد ظهرت الأرض، يا إلهي ما هذا " 


صاح القبطان من جوارى بمكبر الصوت 


"ماذا ترى، يا رجل "


رجل السارية " انظر الى جميع الجهات لقد ظهرت عدة جزر وكأنها كف يحتضن شي ما ، لا يظهر ما بينهم ، اعتقد اننا وصلنا الى جزر الشون، لكن لا استطيع الجزم ان ما ينتصف تلك الجزر ثعبان ضخم او جزيرة صغيرة نوعا ما"


صاح القبطان "دعنا نقترب وسوف تظهر بالتأكيد "


صاح رجل السارية بذعر وهو يحاول الهبوط " ابتعدوا انه يتحرك باتجاهنا، سحقا ، استدر بالسفينة لنبتعد " 


قبل ان يصل رجل السارية الى سطح السفينة وبدون انذار مسبق أظلمت السماء وامتلأت بغيوم سوداء، هاج البحر كمثل الاسد الجريح الغاضب ، وارتفعت المياه تضرب جوانب السفينة بقوة ، صاح القبطان بالجميع 


" احتموا بالأعمدة وربطوا الحبال، اخفضوا الشراعات جميعا" 


ظهر بالآفاق اعصار من السماء يضرب سطح المحيط، اعصار يتقدم باتجاه السفينة بسرعة رهيبة، ومع صياح القبطان الذي كان وصل الى كابينة القيادة على أن يعمل الجميع بخفض الاشرعة وادارة الدفة كى نبحر مبتعدين، حاولت انا التمسك جيدا باحد اعمدة الشراعات وقمت بربط الحبال حول جسدي كي أثبت نفسي جيدا، نظرت أمامي باتجاه ذلك الإعصار الذى لا أعلم من أين ظهر وكيف انقلبت الأجواء الصافية بلحظات الى اجواء شتويه وبرق ورعد وامواج تضرب السفينة بضراوة ، آخر ما أتذكره قبل أن أفقد الوعى ذلك الظل لكائن عملاق بجوار الاعصار القادم علينا ، والذي كلما اقترب ظهور ملامح افعى برأس كُبرى ضخمة ذات أعين زجاجية حمراء . 


لا اعلم كم من الوقت قد مر، فتحت عينى بصعوبة وانا اشعر كان شئ ما يقيد جسدى، واني احمل فوق ظهرى شئ ثقيل، و وجهى تتلمسه مياه مندمجه مع حبات رمل ناعمة كل لحظات، حاولت الاعتدال لكن ذلك الثقل فوق ظهرى كان يدفعني كى أظل ممدد على وجهي، عندما استعدت وعيي جيدا، علمت ان ما يقيدني هى الحبال التى ربطها بنفسي على جسدي بذلك العمود وان جزء من العامود الذي تدمر كليا مازال يمسك بى بواسطة الحبال، قد يكون ذلك الجزء الخشبى هو سبب نجاتي من الغرق فقد طفى بى بعد تحطم السفينة ثم رمت بى الأمواج على ذلك الشاطئ .


بعد ان فككت الأحبال من حول جسدى ، ودفعت تلك الأخشاب من فوق ظهرى نهضت واقفا احاول نفض الرمال من ملابسي المبللة وانا انظر حولي في جميع الاتجاهات، ابحث عن أى شخص من طاقم السفينة، لكن لم يكن هناك أحد، كانت أشعة الشمس تتدفق بين الرمال وتجعلها تلمع كحبات المرمر المتلألئة، وتاتى امواج هادئة تتسلل من بين أصابع قدمى قفد تهالك الحذاء ولم يتبقى منه سوى قطع تضم وجه قدمي، تحركت وانا احاول نزع الملابس المبللة من فوق جسدى وبنفس الوقت اتفقد المكان بعيني، فقد كانت الأشجار المرتفعة مرتصة على حدود الشاطئ كما لو كانت تخفى شئ ما خلفها.


تحركت الى قرب الأشجار ثم مددت يدى اضع قطع الملابس المبللة فوق غصن قريب، لكن ما جعل قلبى ينبض بقوة رؤية ما يشبه النهر الصغير الممتلئ بالذهب والكنوز الغالية ، ومن الواضح أنه تم وضعها او رميها بهذا الشكل من قبل البشر، لكن العجيب انها ملطخة بالدماء الجافة وندمج اللون الذهبي مع الاحمر القاتم ليظهر لوحة عجيبة من اللونين، رفعت عينى قليلا وانا اتراجع للخلف كي تتضح الرؤية ل تمثال عملاق من الهياكل العظمية والذي كان شكل ذلك الكائن الذي رأيته قبل أن أفقد الوعى وأنا على متن السفينة، بل ومحفور عليه باتقان تلك الكلمات التى كاد قلبي أن يقف فقط بقراءتها، وهى 


((بين طيات الظلام الدامس، وسكون الليل، احذر الهمس اثبت لا تتحرك، كن كالتماثيل المتناثرة في أرجاء الجزيرة، امتنع عن التنفس إن استطعت، فإن لم تستطع فاعلم انك مجرد مقبلات داخل صحن طعام كبير، صنع خصيصا لى، انك في جزيرتي، مملكتي ، استمتع نهارا كما شئت، بين سحرها الخلاب، لكن نصحا لا تتعمق داخلها حتى لا يتم التهامك)) 


توقف قبطان سفينة ( مارك فبيير فلاديمير ) وهو يقلب الاوراق وقال متعجبا 


"مارك، اين باقى المذكرات ، ان الأوراق فارغة "


نهض مارك مسرعا وامسك بذلك الدفتر الاحمر وبدأ يقلب به وقال 


" كيف ذلك ، لقد كانت المذكرات مسجلة هنا ، لقد رأيتها قبل ان احضر الدفتر من درج مكتب جدي "


قال القبطان " انظر هنا ، لقد قام أحدهم بقطع بعض الأوراق"


قال مارك " سحقا، من فعل ذلك، لا احد يعلم ان الدفتر معى غير الجد قبل موته و ابى ! تبا يا أبى لماذا فعلت ذلك" 


ضحك انطوان وقال " من الممكن ان والدك يا مارك خاف أن تقرأها وتتحمس للذهاب الى تلك الجزيرة و فضل ان ينزع الاوراق " 


بنفس الوقت اقترب أحد البحارة وقال للقبطان " يوجد اتصال من إحدى السفن التابعة للحرس المائى تطلب مخاطبتك " 


نهض القبطان وقال " لا تحزن مارك، فسوف نكتشف نحن ما قد كشفه السيد فلاديمير ب انفسنا " 


ثم تركهم وصعد مع البحار الى كابينة القيادة حتى يتحدث مع المتصل،جاء صوت والد مارك من خلال اللاسلكي 


"هاى ، مستر دنيان انا والد مارك، رغبت بشكرك لتولى قيادة السفينة ، ولى طلب صغير منك"


قال القبطان " لا شكر على عمل سيدي، بالطبع سوف اقوم بتنفيذ اى طلب اذا كان باستطاعتى"


قال والد مارك " لا تستمع الى حديث الصغار، ولا تخرج عن حدود دولتنا رجاءا" 


قال القبطان" عذرا سيدي ، لكن لقد تحاوزنا هذا الامر منذ ساعات ونحن بالفعل خرجنا عن الحدود، ثم لا اريد منك ان تقلق فهم بايد ماهرة فى.الابحار" 


قال والد مارك بقلق فطرى مثل اى اب محاولا عدم إظهار الغضب او الرغبة بالتحكم فى مجريات الأمور فإن القانون بصف ابنه فقد تخطى السن القانونى للاعتماد على النفس 


" اجل، بالطبع اعلم انهم مع افضل كابتن يجوب البحار والمحيطات منذ سنوات، لكن ان تعلم انهم فى سن المراهقة ولا يستطيعون اتخاذ القرارات السليمة، هل اخبرتنى إلى أي مكان يرغبون بالذهاب إليه"


صمت قليلا القبطان فهو اين اب ويعلم شعور القلق الذي سوف يصيب والد مارك ان علم ما هو رغبة ابنه، ثم قال 


" انه اخبرنى انهم يرغبون بالابحار لعدة اسابيع بعمق المحيط للمرح ليس الا" 



قال والد مارك " حسنا ، ان حدث اى شئ يزعجك منهم اتمنى اخباري عند عودتكما " 


قال القبطان"بالتأكيد، لك هذا" 


اغلق الاتصال ثم عاد لينظر الى تلك الخرائط ثم بطريقة مفاجاة صاح على مساعديه من البحارة 


" انظروا ، لذلك يا رفاق ، نحن الان بهذه المنطقة وإذا سلكنا ذلك الاتجاة المختصر سوف نصل فى غضون يومين من اتجاه خلف الجزر، لقد رسم الطريق هنا بتلك الخريطة" 


نظر مساعد القبطان وقال" إن الطريق على شكل جسد ثعبان، حيث يلتف حول تلك الجبال الثلجية وبينها، هذا خطير كابتن دنيان، انظر عندما نصل إلى تلك النقطة لن نستطيع استخدام المحرك "


قال القبطان " يمكننا الاعتماد على الاشرعة "


مساعدة القبطان "حسنا سوف نجدد الاحداثيات وندير السفينة"


قال القبطان " وانا سوف اذهب و اخبر الشباب "


كان الشباب لازالوا جالسين بنفس المكان ولم يتحركوا، وقد بدأوا باللعب لعبة صراحة و كذبه، اقترب القبطان وهو ينادى على مارك و ريمون ، فانتبه الجميع له ورفع مارك يده وقال 


"لا تخبرنى ، ابى من كان على خط اللاسلكي "


ضحك القبطان وقال " أجل هو، لكن ليس ذلك هو السبب الذى عدت اليكم من أجله، بل لدى اخبار رائعه تخص تلك الخريطة التي اعطيتني اياها " 


اقترب ريمون من القبطان مسرعا وقال " ماذا ؟ هل يوجد خطأ او شيئا لا تستطيع قراءته"


قال القبطان " لا ، بالطبع استطيع قراءتها ، ولقد اكتشفت طريق مختصر سوف يجعلنا نصل الى تلك الجزر في يومين فقط " 


قفز الشباب فرحت والتفوا من حول القبطان يتغنون ويتراقصون وهم يرددوا 


" نحن نبحر مع أعظم قبطان "



قال القبطان "شكرا، شكرا، ولكن عليكم تجهيز كل ما تحتاجونه حتى لا نظل بتلك الجزيرة لفترة طويلة فإن والد مارك قلق للغاية، وايضا عليكم ارتداء ملابس ثقيلة حتى يمكنكم استخدام الاغطية مثل الملابس فنحن سوف نصل الى جبال من الثلج " 


مر اليومين وكل من الشباب و القبطان والبحارة يشعرون بالحماس، كان ريمون أكثرهم حذرا فقد ربط الخرائط الداخلية للجزيرة داخل حقائب من البلاستيك حتى يحافظ عليها من المياة ان حدث اي شي غير متوقع ثم ربط تلك الحقائب بجسده، ومع ظهور جبال الثلج لاحظ الجميع توقف المحرك وارتفاع الشرعات وبدأت السفينة رغم ذلك بالتحرك السريع، كانت الأجواء صافية ، ومظهر جبال الثلوج التى تلمع مع الأضواء المنعكسة من القمر يضفى شعور مخيف داخل قلوبهم جميعا، اقتربت الفتيات من بعضها البعض ، والصبية حاولوا التظاهر بعدم الخوف لكنهم ايضا جلسوا قرب الفتيات، ومن جهة اخرى رغم الحماس الذي يملأ قلب القبطان لكن خوفه الأكبر من اى انهيار ثلجى يحدث لتلك الجبال، لذلك أصدر تعليمات للبحارة وايضا نبهه على الشباب بأن لا يصدروا صوت مرتفع .


كان الليل يفرد ستائره بالإرجاء ولا ينير المكان سوى أضواء السفينة وانعكاس تلك الأضواء على الثلج مثل المرايا، وضوء القمر المكتمل الذي يرسل اشعاع الضوء فوق المياه شبه المثلجه فترتد للسماء بخيوط رفيعة، ساد الصمت والترقب بين الجميع، وتباطأ تحرك السفينة بشكل مفاجئ، اقترب انطوان من السور الداخلي للسفينة وحاول النظر إلى الماء وهو يهمس كى يشغل الفتيات عن مشاعر الخوف 


" انظروا، يوجد شي يتحرك في المياه، اعتقد انها بطاريق او تلك الاسماك التى تسمى أفيال البحر" 


اقتربت ماري من انطوان ونظرت حيث المكان الذي كان يشير إليه ثم دققت النظر جيدا ثم تراجعت بذعر وهي تكتم فمها بيدها، فاجتمع الجميع من حولها وسألها كلارك بصوت هامس 


" ماذا ؟ هل رأيت شبح"


همست مارى "أنها هياكل عظمية بشرية مقيدة ببعضها البعض" 


صمتوا جميعا ثم أسرع ريمون للنظر وهو ممسك كشاف ضوئى ، قام بتسليط الضوء الى المياه، وقال 


" لا يوجد شيء، لا يوجد شئ " 


نظر انطوان ومارك ايضا ثم همس مارك وقال " وجه الضوء الى هناك فوق بداية الجبل " 


جاء صوت القبطان وهو يهمس ايضا " انها انعكاسات صوركم لا أكثر" 


قالت مارى " لا، لقد رأيت هياكل عظام بشرية " 


قال القبطان " من الممكن هذا ، فإن اهل الجزر يلقون امواتهم فى المياه ، لا يوجد اي شي مخيف، اذهبوا الى غرفكم فيجب ان تنالوا جميعا قسطا من الراحة لان بالصباح سون نكون عند بداية جزر الشون" 


نهض الجميع وذهبوا إلى غرفهم و لكن تو

قف مارك ينظر الى القمر الذي اختلف شكله لبضع لحظات واصبح يشبه راس ثعبان ضخم بعينين تشعان ضوء أحمر. 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-