أخر الاخبار

رواية جزيرة الاناكوندا بقلم اسماء ندا الفصل الرابع

 جزيرة الاناكوندا 

رواية جزيرة الاناكوندا بقلم اسماء ندا الفصل الرابع


رواية جزيرة الاناكوندا بقلم اسماء ندا

الفصل الرابع 


أثناء تقدم كلارك داخل الغابة خلف آثار الأقدام فوجئ باختفاء الآثار بجوار مجرى نهرى ، ما جعله يتوقف بمكانه لدقائق وانفاسه منقطعة ليس اختفاء الآثار، بل لون مياه النهر الأحمر الدامي وتلك الرؤوس ل صغير حيوان الغزال التى تطفو فوق المياه، ومما لاحظه من شكل الرأس الذى استطاع الإمساك بها انها منزوعة باستخدام أنياب رباعية حادة، و لا يوجد اى حيوان لديه أكثر من نابين، وإن كانوا صحيح على جزيرة الاناكوندا، ذلك الثعبان الضخم كما يحكون فمن المفترض أن يكون نابين فقط، فاى ثعبان مهما كان طوله لا يملك إلا اثنان بقذف الثم من خلالهم، لكن الآثار تؤكد انها أربع أنياب.


افاقه أصوت قادمة من جوار النهر تقترب بشكل سريع، وقد كانت أصوات اصدقائه ، ترك ما بيده ورفع راسه ينظر لهم، حتى توقفوا من حوله وقال مارك وهو يحاول تنظيم انفاسه


" لا يوجد وقت يجب العودة وصناعة دائرة النار قبل الليل"


قال ريمون" تبا ، لماذا تجمع الأخشاب انت، هل حدث شئ لانطوان والفتيات"


قال كلارك " ما قاموا بجمعه لا يكفى  لصنع دائرة "


التفت ماري من حولها " هيا سريعا اقطعوا اغصان الأشجار القريبة ، لا يوجد وقت،  ان ذلك الشيء بدأ يتململ او ربما كان بالفعل يزحف باتجاهنا ، لا ، بل يجرى فله ارجل، ثعبان بارجل، سحقا، لم ادرس شئ عن ذلك فى اى كتاب " 


اسرعوا جميعا يكسرون الاغصان ويلقون بها على ذلك الفرش الذي كان يجره كلارك ، وهم عائدون باتجاه الشاطئ ولكن توقف  انطوان وهو يشير الى شي ما بين الأشجار و حجارة الجبل وقال 


" ما هذه اللغة، ماذا تم حفره، لا تقول ما كان فى مذكرات الجد"


نظر ريمون وقال " تبا ، انها نفس الكلمات، ولكن  الذي شاهدناه ليس بثعبان  أنه نوع من انواع الثعالب الضخمة" 


قالت مارى " مما نقش على جدار الكهف ان هناك  العديد من الحيوانات المفترسة   والنادرة ، بل المذكورة في الأساطير فقط على الجزيرة " 


قال ريمون " لكن جميعهم يرحلون عن الجزيرة مساءا، ومن يظل يستطيع أن يحاكي الطبيعة الجبلية ويوقف انفاسه ويكون مثل التماثيل "


كلارك " لهذا ذلك الكائن الذي يسمى الاناكوندا  يحذر من التحرك ويخبر من يصل للجزيرة ان يصبح مثل التماثيل المتناثرة علىى الجزيرة " 


قال مارك" ليس هذا ما يخيفني فلقد رأينا التماثيل تتحرك وتهاجم بعضهم بعضا منذ قليل ، ما اقلق منه حقا ، من استطاع حفر تلك الكلمات على الجبل بهذا الحجم وفى هذا المكان الذي يستحيل من بشري أن يصل إليه، إلا إذا كانت افعى الأناكوندا  تستطيع الكتابة و القراءة " 


استمعوا جميعا الى صوت تحركات قوية تكسر أجزاء من الشجر آتية من نفس الاتجاه الذي كانوا يهربون  منه ، لم تنتظر مارى مكانها واسرعت بالجري تجاه الشاطئ ، لكن  مارك ورينوا  فأمسكوا بالفرش الذي عليه الأغصان وبدأوا بسحبه، كلارك اسرع بكسر كل غصن يستطيع ان يكسره  وعندما شعر باقتراب تلك الاصوات اكثر ، امسك بطرفى الفراش ثم الجرى  وهو يصيح ب مارك 


" خذ ريمون والحق الفتاة ، اسرع" 


خلال اقل من عشر دقائق  كانوا قد وصلوا إلى أصدقائهم علي الشاطئ ،  اسرعت الفتيات ومعهم انطوان برص الاخشاب كى يكملوا الدائرة والباقى من الأخشاب تركوه فى المنتصف، انسحبت آخر خيوط ضوء النهار،  وبدأ المكان يسوده الظلام ، قبل ان يشعل الشباب النيران فى الاخشاب شاهدوا مجموعة من الثعالب الضخمة  التى تفرقت بين الأشجار وتحولت الى شكل حجر،  اسرع كلارك بتشغيل مدفع النيران الذي كان جعل انطوان يمسكه وهو يخرج من  السفينة ، واشعل النيران بالأخشاب التي سرعان ما اشتعلت بشكل عجيب وأصبحوا محاطين بدائرة من النيران المرتفعة . 


جلس الجميع فى المنتصف  داخل تلك الخيمة الخشبية التي كان كلارك صنعها من أخشاب الصندوق ، نظر كلارك الى مارى  وهمس 


" هل تلك الثعالب لها اربع أنياب أمامية من الاعلى  فقط "


هزت مارى راسها بالنفي وقالت " لا ، انها مثل اي حيوان الأسنان والأنياب لكن حجم الجسد وقوة الافتراس أضخم بكثير، غير انها تستطيع محاكاة الطبيعة وتغير مظهرها"


كلارك "أن رأس الغزال الذي مسكته بيدي قطع باربع أنياب من الصف العلوى فقط   ، لا وجود اسنان او اي شي يدل عن وجود صف سفلي فى الفم الذي قطع  الرأس "


قذف مارك رأس الماعز على كلار وقال  " تلك الرأس تقصد "


قال كلارك " وهل احضرتها؟"


اجابه مارك " لا، وجدتها بين الأخشاب " 


امسكت مارى الرأس تنظر له وقالت 


" من آثار التعفن على أجزاء من الرأس مع تحلل بعض أجزاء منها، فهذا يدل على انها قطعت منذ كثير من الوقت  وليس اليوم"


نظروا جميعا الى بعضهم ثم نهض كلارك  ممسك بتلك الراس وقذفها عبر النيران الى خارج الدائرة ثم جلس وقال 


" اذا كلا منكم يقص علينا ماذا راى  كي نفكر ماذا علينا ان نفعل الى حين ظهور اى سفينة تمر من هنا " 



نظرت اليزابيث لهم وقالت " سوف القى تلك  العملة المعدنية ان كانت صورة فسوف يبدا التحدث فريق مارك و ان كانت كتابة سوف يبدأ التحدث فريق انطوان " 


قذفت  اليزابيث العملة الى أعلى ثم تركتها تسقط على الرمال فكانت الكتابة أول ما ظهر، نظر لهم انطوان وقال 


"حسنا ، عندما تجولنا لنجمع الأخشاب وبعض الفاكهة، لم يحدث شي فى البداية، وكانت الفاكهة موجودة بشكل كبير وليس فقط فاكهة فيوجد خضروات ايضا ،  عندما كانت 'تينا' تقطف بعد من الخيار  بعد أن جمعت الطماطم شعرت بحركة بين الزرع ، وتراجعت قليلا بقلق ، اقتربت منها وبدأت احاول النظر عن قرب فاذا بارنب جميل يخرج من الزرع ، حاولت اليس الإمساك به ، لكنه استطاع الفرار ، لذلك حاولنا نحن الثلاثة الجري خلفه، ولم نستطيع الإمساك به. وبينما كانت 'تينا' تقف على حافة منحدر صغير فلتت قدمها وسقطت الى داخل الحفرة، لم يكن هناك أي حبال او عصيان قريبه  حتى اجعلها تمسك طرف واجذبها من الطرف الآخر، لذلك تسلقت شجرة قريبة كى اكسر غصن ،  عندما ارتفعت فوق اول غصن قوى يخرج منه غصن صغير، مددت يدى كى اكسر الغصن الصغير، لكن نظرة الاسفل حيث تقف  'تينا' ، وجدتها تقف داخل آثار ضخمة ل قدم 

حيوان له اربع اصابع ، تخيل انها تقف داخل اثر قدم ولا تستطيع الخروج إلا بواسطة جذبها لاعلى بشئ ما، بعدت نظرى قليلا وكان يوجد آثار لجسد زاحف كبير جدا ، لذلك تسلقت الشجرة الى أعلى اكثر كى استطيع النظر بشكل أكبر.

وما شاهدته  جعل جسدي كاد ان يقع  من الرعب ، فقد كان يوجد خمس هياكل عظمية تخص البشر مغطاة بنوع ما من الصبغ تقريبا ، لا اعلم فقط  قطعت ذراع إحدى تلك الهياكل ونزلت إلى الأرض ، وكانت 'اليس' استطاعت إخراج 'تينا' بواسطة ربط ملابسه ببعض ثم جذبها ، اخبرتهم بما شاهدته  وانا اشير بتلك الذراع لهم ، لذلك  اسرعنا بجمع الاخشاب التى نقدر عليها وعدنا الى هنا " 


قالت مارى " أين تلك الذراع ؟ "


فتح انطوان حقيبة الظهر الخاصة به وأخرج الذراع ،ثم دفع بها الى مارى ، التى بدأت بتفحصها ثم قالت 


" انه ليس صمغ ، أنه لُعاب هاضم لكنه غير نشط لذلك تحول الى شكل الصمغ ، ويعود تلك اللعاب الى احدى انواع الزواحف التى تشبه الحرباية ، لكن يوجد ايضا بعض انواع الثعابين مثل كوبرى الجرس  تملك لُعاب قريب من ذلك" 


قال كلارك " اذا ، لا مفر من الاعتراف، نحن داخل جزيرة الجحيم  لذلك الثعبان ، على الأقل يوجد لدينا خرائط للجزيرة ويمكن  الاعتماد عليها فى جمع الأخشاب لحمايتنا ليلا ، لكن هل يوجد بها شئ لحمايتنا من تلك المفترسات الاخرى نهارا "


نظر ريمون له وقال " لقد وقعت منى الخرائط فى الكهف ونحن نحاول الهرب " 


صاح كلارك وهو ينهض كى يمسك ريمون " ماذا؟ لماذا أخذتها كلها معك؟ لماذا لم تحمل سوى خريطة واحدة "


وقف مارك انطوان  أمام كلارك بينما أجاب ريمون " أخذتهم معي لكى نستكشف الطريق الذي نسلكه وعندما وصلنا الى الكهف  وقرأنا ما بالداخل وعند خروجنا وضعت الخرائط أمامي كي  ابحث عن الخريطة  التالية لان يوجد اثمان من الطرق   أمام الكهف ولم نتذكر اى طريق أتينا منها "


جلس  كلارك بالقرب منه وهو يضع كفيه خلف ظهره ثم قال 


" على اى ، تستطيع ان تأخذني غدا الى تلك الكهف، صحيح"


نظر له ريمون بدهشه وقال" بالطبع ، اذا استطعنا الهرب صباحا من تلك الثعالب التي اصبحت تماثيل"


قال مارك " لا ،اعلم كيف سوف ننجو منها صباحا، اعددها كثيرة " 


قالت تنيا " الوضع هنا صامت ، أشعر بالقلق ،  هيا احكى لنا مارك ماذا حدث معكم"


اعتدل مارك فى جلسته ونظر الى النيران وقال


" بعد ان تركنا كلارك و اليزابيث هنا تحركنا حسب تلك الخريطة التى كانت فى يد ريمون ، كان كل شئ جميل و طبيعى، لا يوجد شئ ، حتى عندما رأينا الجبل الذي نقش عليه تلك العبارات العربية، فقط تأكدنا أننا على الجزيرة التى تحدث عنها الجد فى مذكراته ، و اكملنا طريقنا …" 


((الرجوع بالزمن ))


 قال ريمون ونحن بالطريق " يوجد آثار أقدام الحيوانات ضخمة تعيش هنا، لماذا إذا ذلك الثعبان يهاجم البشر فقط" 


قالت مارى " مما اعرفه ان الثعابين تمتلك ذاكرة قوية، من الممكن ان يكون احد البشر قد قام بإيذائه وهو صغير ، لهذا يهاجم كل البشر، او ان الثعابين لا تميز فريستها المهم ان تاكل "


قال مارك " لا ، لا اعتقد ذلك ، لكن ممكن انه بالخطأ هاجم احد ماء وعجبه الطعم " 


قال ريمون " اعتقد انه يهاجم للانتقام ، لأنه يطرق الهياكل العظمية معلقة فوق الاشجار كما قال  الجد ل مارك بالماضى "


توقف الجميع عند مجرى مائى تطلى مياهه باللون الاحمر وممتلئ برؤوس الغزلان، فقالت مارى 


"أنه لا ياكلهم بل يمثل بهم، انظروا"


قال مارك " اتذكر ان الجد  كان ذكر ان سكان الجزر المجاورة يأتون مرة بالسنه الى هنا ويلقون بشخص مثل القربان على الشاطئ ثم ياتون للنهر ويرمون قرابين اخرى "


قال ريمون"  اذا ، هذا من صنع البشر، اعتقد انى علمت لماذا يهاجم البشر الآن؟ هو يفعل ما دربوه عليه  فهم من يلقون له البشر فى البداية "


 اثناء الحديث كانوا قد قطعوا مسافة كبيرة سيرا على الأقدام، يتحركون بين آثار  أقدام مختلفة  ومتنوعة الأحجام وهم لا يلاحظوا ذلك ، أشار ريمون الى اتجاه الكهف  الموجود على حدود النهر الذي ينتهي عند شلال واقع من اعلى جبل ضخم، مغطى بهياكل بشرية مغرقه بمادة تشبه اللاصق القوى ، اقتربوا الثلاثة من باب المدخل للكهف وكام مظلم لكنهم وجدوا عند الباب شعله من صنع الإنسان غير مضاءة، وضع مارك يده فى جيب السترة التى يرتديها ثم اخرج عيدان صغيرة بها جزء من مادة الكبريت التى تشتعل بالاحتكاك باى شي صخري ، ثم قام بسحبها علي باب الكهف ، فاشتعلت ثم قام بإشعال ذلك المشعل الذي وجدوه 


بدأ الثلاثة التقدم على ضوء ذلك المشعل الى الداخل ، ووجدوا مشاعل أخرى معلقة داخل الكهف ، اضاءها ريمون بالمشعل الذي بيده ، حتى اتضح رسومات محفورة على جدران الكهف، رسومات عجيبة لأشكال  حيوانات لم يروا مثلها من قبل، اقتربت مارى اكثر للرسومات ولاحظت  وجود حفر يشابه المكتوب فوق ذاك الجبل بالخارج، لذلك نادت ريمون كي يقرأ، 

نظر ريمون واتسعت عيناه برعب  وهو يترجم ما دون على الجدار بين الرسوم ، ثم بدا قرأت ما ترجمه فى اوراقه قائلا 


رسالة من آخر من تواجد من مجموعتي المكونة من مائة شخص، انا الوحيد المتبقي على قيد الحياة الى الان ، ان تواجد احد مرة اخرى هنا داخل الكهف، فيجب عليه الخروج والهروب من غابات الجزيرة كلها الى الشاطئ ، هناك فقط المكان الآمن  من جميع تلك الحيوانات والزواحف الخادعة ،  المتواجدة  داخل الغابات، اعلم ان الشاطئ ليس بمكان آمن من الأناكوندا لكنه آمن من باقى اشكال المفترسات، دعنى اوضح لك او لكم  ما اقصد بالحيوانات والزواحف الخادعة بكلمات بسيط، مثلا صغير القط ذلك المخلوق الذي يسحر برقته كل من يراه، أجل هو بالفعل مخلوق جميل لكن خارج تلك الجزيرة ، بينما هو هنا يشبه الطُعم داخل صنارة صيد، فما ان يطمئن انك اعطيته الامان وانخدعت بجمال مظهره حتى يتحول الى حيوان آخر شبيه بالثعلب لكن بحجم دبابة.


 لا يفترسك لكن يبث داخلك سموما يشل حركتك ثم يقتادك الى صغاره بعمق الغابة الذين يمزقون  لحمك بأنيابهما واظافرهم لقطع صغيرة ، ثم يتركوا باقى جسدك والذي تسحبه الام الى مكان اخر وحيوانات كبيرة مثلها ليقوموا بتكسير عظامك من خلال العب بك بينهم، تستطيع سماع صوت تكسير عظامك انت ومن يوجد بالقرب  من المكان ،ملحوظه هذا ما رايته وسمعته لاحد اصدقائى ،لهذا اؤكد لك انك سوف تسمع صوت تكسير عظامك ، وبعدها يتجمعون من حولك بالعشرات ويتناوبون على امتصاص دمائك  عبر انيابهم التى تغرس بجسدك هذا ما كنا معتقده ، ويظل هذا لمدة ساعات ثم يتركوا جسدك ويرحلون،  لكن بعد رحيلهم  اقتربنا من الصديق وحاولنا اخذ جسده كى ندفنه وكانت المفاجأة انه مازال على قيد الحياة وان جسده اصبح هلامي، منتفخ بشكل عجيب، لا اثر لوجود عظام اسفل الجلد ، والدماء تم استبدالها بشيء اخر لا نعلمه، عندما اخذنا الصديق الى داخل الكهف وكشف عليه الطبيب الذى كان معنا وقتها، قال لنا ان تلك الحيوانات منها من كان يمتص  الدماء واخر يفرغ مادة اسفل الجلد توازى نفس الحجم الذي تم امتصاصه.


وكان الليل قد اقترب علينا، وقبل ان نهم بالخروج من الكهف رأينا  الديدان تشق الأرض وتخرج منها، لا تهاجم اى أحد منا بل تهاجم الصديق الذي كان قلبه ينبض وبدأ بالصراخ ، ثم هجم البعوض من خارج الكهف، حاولنا أن يبعدهم عنه ولكن دون جدوى، فقد بدأت الديدان بانتزاع الجلد وبدأت تلك المادة التى سالت من اسفل الجلد  بالانتشار فى الأرض ،وانقض عليها البعوض يمتصها ويتضاعف حجمه بشكل رهيب، وهذا اخر ما رأيته قبل فرارنا جميعا   من هنا، وكانت تلك الثعالب الضخمة تتبعنا وتحاول مهاجمتنا، لكن  فقط محاولات وكأنها تدفعنا للخروج الى  الشاطئ ، وعندها تتمركز تلك الثعالب على مسافات متباعدة وتتحول الى شكل صغرى مع غياب آخر ضوء للشمس، والان اخر كلماتى لك قبل المغيب ، لا تنتظر داخل الكهف، فكل شئ ليلا كان متحجر نهارا يدب به الحياة ويصبح جند من جنود  الاناكوندا، وكل متحرك نهارا يتحول الى صخر، اخيرا احذروا الاقتراب او التواجد داخل المبنى العلمي للأطباء  المتواجد  بقلب الجزيرة، فمن يدخله لن يكون زائر فضولى فقط على الجزيرة او قربان مقدم للحماية باقى الجزر ، بل سوف تصبح عدو يجب تعذيبه لحد الموت ثم يترك معلق  على الاشجار لساعات وربما شهور حتى يموت ولا احد يستطيع مساعدتك حينها، شئ اخير حاول الوصول للكهف الخامس على الخرائط، هناك نقش محاولاتنا للهروب من الجزيرة وبالغالب الفاشلة، ربما تجد محاولة لم تكتمل وهذا سوف يعنى ان صاحب المحاولة قد نجح بالفرار 


قال ريمون " هذا ما استطعت ترجمته ، والباقى عبارة كما تشاهدون دماء ،اعتقد انه لم يستطع الهروب " 


قالت مارى " لا يوجد شي اخر هنا سوى هيكل رأس شخص ما، أجل هيكل رأس فقط ، لقد علمنا أشكال بعض الحيوانات المرسومة على الجدران ونستطيع الحذر من الاقتراب لها"


قال مارك وهو يشير إلى الأرض" أعتقد ان علينا الخروج الان، الارض تنشق  ويخرج بداية شعيرات لا اعلم ما هى " 


اسرعنا بالخروج  من الكهف وكانت الشمس فى طريقها للرحيل والسماء بدأت توحي بانتشار الظلام قريبا، والعجيب أن عند خروجنا شكل ووضع الاشجار قد تغير، كما لو أن اليمن  أصبح فى مكان الشمال وتلك العلامات التى نركنها لنعرف الطريق قد انمحت ولم تعد موجودة، اخرج ريمون الخرائط من حقيبته و بدا البحث عن طريق للعودة إلى الشاطئ ، ولكن فوجئنا بظهور العديد من القطط الصغيرة ، والتى سرعان مع عدم اهتمامنا بها تحولت الى ثعالب عملاقة ،وبدات تصدر اصوات  هجوميه نوعا ما، صاح مارك 


" لا يوجد وقت ريمون، اجري"


وانطلق هو ومارى يجريان من الطريق الوحيد الذي لا يقف به تلك الثعالب ، حاول ريمون جمع الخرائط لكن أحد الثعالب قام بمهاجمته وانقض على ذلك الثعلب ثعلب آخر وغرز أنيابه بع ثم بدأت باقى الثعالب بمهاجمة الثعلب الجريح وتمزيقه، نهض ريمون ثم بدأ الجري تاركا خلفه الخرائط 


((عودة بالزمن))



قال ريمون " اقسم برب ، الثعلب قال لى اتركهم واهرب ، اعلم انكم لا تصدقوني ولكنى فهمت صوته "  


مارى " لا تفقد عقلك ريمون ، لقد كان يعوى، انا توقفت ونظرت لك وهو يهجم عليك قبل ان يهجم عليه الثعلب الآخر، لقد كان يعوي مثل اى حيوان "


صمت الجميع عندما قطع هدوء المكان اصوات صرخات من خارج دائرة النار تطلب المساعدة وتناشد شئ ما أن يبتعد عنها ، نهض كلارك وهو يقول 


"هل تسمعون ؟ انه صوت فتاة تستغيث ، لن اتركها "


حاول كلارك القفز من خلال النيران و المرور الى الجهة الاخرى ولكن …

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-