أخر الاخبار

رواية جزيرة الاناكوندا بقلم اسماء ندا الفصل الاول

 رواية جزيرة الاناكوندا

رواية جزيرة الاناكوندا بقلم اسماء ندا  الفصل الاول


رواية جزيرة الاناكوندا بقلم اسماء ندا  

الفصل الأول


قطع من الأخشاب المرتبط بعضها البعض بواسطة حبل قوي ومتين ومغرق مسامها مادة لاصقة من صنع الطبيعة، سوداء اللون يدعوها البعض ب القطران الأسود، ولكنها تختلف غن ذلك الذي يصنعه البشر فهي وجدت داخل بحيرة صغيرة بقلب جزيرة مهجورة غير مأهوله بالسكان، تلك الاخشاب ثبت عليه اعمدة بشكل مثلث كبير تحمل مجموعة من الملابس التى اختلط ببعض جيدا حتى تصبح شراع كبير كي يدفعه الخواء بعيدا عن شاطئ جزيرة الجحيم كما اسمها ذلك الشاب مجهول الهوية الذي وجد نائم فوق الاخشاب، يظهر عليه علامات الارهاق و الجوع ، فقد كان نحيف الجسد الى درجة بروز عظامه أسفل جلد جسده، وطول شعر الذقن المبعثر مثل شعر رأسه المشعث، أن يدل مظهره على شئ فلا يدل إلا أنه كان يطفو على تلك الأخشاب لشهور وليس أيام. 


بيوم هادئ وسماء صافية فوق سطح سفينة سياحية تتنقل بين القارة وتجوب بين البحار والمحيطات انطلق صوت انذار قوى، اطلقه قائد السفينة ، عندما لمح ذلك الشراع المثبت بتلك الاخشاب الطافية على سطح مياه المحيط ، ثم قام قائد السفينة بتوقيف السفينة على بعد مناسب من تلك الأخشاب حتى لا تدفعها الأمواج الصادرة من ارتطام مياة المحيط بجسم السفينة بعيدا، ثم انزل من احدى جوانب السفينة قارب صغير عليه بعض من البحارة ، توجه ذلك القارب الى تلك الاخشاب الطافيه ثم قاموا بربط الاخشاب بجانب من القارب وتم سحبها الى قرب السفينة. 


حاول احد البحارة ايقاظ الشاب النائم فوق الاخشاب ، لكن دون جدوى فقد كان فاقد الوعى ، تسلق فرد اخر من البحارة الى فوق تلك الألواح الخشبية بحذر ثم حمل جسد ذلك الشاب و وضعه داخل المركب الصغير الخاص بالسفينة، دقائق وتم رفع المركب الى داخل السفينة كما كان، وتم نقل ذلك الشخص الى غرفة طبيب السفينة، والذي على الفور بدأ بمعاينة الشاب وتشخيص وضعه، ثم حقنه ببعض المغذيات الطبية وبعض الادوية العلاجية.


مر اربع ايام وكان ذلك الشاب مازال فاقد الوعى، بدأ فى آخر اليوم الرابع بتململ داخل الفراش بحركات مشتتة وسريعة مصاحبة ارتفاع انفاسه التي اظهرت على ملامحه لمن ينظر اليه، انه يحاول الهروب من شئ ما يفزعه، اقترب الطبيب منه وحاول جذب انتباه الشخص بالمناداة عليه 


"اهدأ، انت على سطح سفينة، نحن بجوارك ، لا تفزع" 


بدون وعى فتح الشاب عينيه على أوسعها ، وقفز بجسده ممسك بالطبيب وهو ينظر من حوله ويحاول النطق ببعض الكلمات غير المفهومة ، لكن بعد ثوانى معدودة اتضحت كلماته وكانت 


"احترس، انه قادم، احترس بجب الدخول وسط دائرة النيران"


قام الطبيب بحقن الشاب بقليل من المهدئات حتى يستطيع السيطرة على حالة الفزع التى كانت متملكه منه ،بعد لحظات هدأ الشاب وبدا يترك جسد الطبيب ثم بدأ يضحك بشكل هستيرى لكن بحركات هادئه نظرا لتحكم المادة المهدئة بجسده، ثم قال مردد اكثر من مرة 


" لقد نجوت ، انا لم اعد على تلك الجزيرة حتى اننى بعيدا جدا عن الشاطئ ، لا يهم الجوع او العطش فهم افضل من نظرات تلك العيون التى ابتلعت اصدقائى "


قال الطبيب له " اجل، انت نجوت ، انت الان على سفينت مريانا السياحية ، هل تستطيع اخبارى ب اسمك؟"


نظر الرجل للطبيب وقال "اجل، انا اسمى مارك فلدمير ، وانا بعمر " 


صمت قليلا وهو ينظر الى يديه وجسده ثم قال 


" لا اعلم ، فانا لا اعلم كم من الوقت مر وانا على تلك الجزيرة"


قال الطبيب " نحن اليوم فى شهر يونيو سنة ٢٠٢٥"


فتح الشاب فمه باندهاش ثم قال " ماذا؟ فقط ، لقد انطلقنا بتلك الرحلة فى يناير ٢٠٢٤ ، لم يمر سوى عام ونصف ، لقد اعتقدنا انه مر سنوات بتواجدنا فى تلك الجزيرة "


ابتسم الطبيب وقال " حسنا ، يكفى الان التحدث عليك اخذ العلاج ثم تناول بعض الطعام السائل حتى تتحسن ثم تحكى لنا ما حدث. وأين اصدقائك " 


وضع الطبيب بعض أقراص الدواء داخل فم الرجل ثم ساعده على الابتلاع بواسطة بعض الماء، ثم تواصل مع مطعم السفينه حتى يرسلوا بعض من الحساء الدافئ، مر نصف ساعة وغاب الشاب بنوم عميق مرة اخرى ، فى اليوم التالى عندما استيقظ الشاب من نومه وجد الطبيب قد وضع له ملابس نظيفة على احد المقاعد المجاورة للفراش، نهض الشاب وحمل الملابس ثم توجه إلى المرحاض الملحق بالغرفة، بعد عدة دقائق خرج الشاب بعد أن حلق شعر ذقنه و صفف شعر رأسه، مرتديا الملابس التى كانت أكبر منه قليلا نظرا لجسده الضعيف النحيف .


عاد الطبيب الى الغرفة بعد ان كان يمر على بعض المرضى من البحارين فوق سطح السفينة ،عندما نظر الى الشاب ابتسم له وقال 


"نشكر الرب انك الان بصحة جيدة، ما رايك ان نصعد الى سطح السفينه كي نتناول الافطار ونجلس مع قائد السفينه ومساعديه ثم تحكى لنا كل شي عن ما حدث لك " 


اومأ الشاب بالموافقة ، ثم تحرك يتبع الطبيب الذى خرج من الغرفة ومنها صعد السلم الداخلى بين الغرف ثم السلم العام المتجه الى جزء من سطح السفينة مخصص بالبحارة والعاملين بها، نظر الشاب من حوله ورأى المياه تحيط بالسفينة من جميع الجهات فتنفس بعمق وابتسم ثم اقترب من سور السفينة وصاح باعلي صوت 


"اين انت ايها الحقير، اين عيناك التى كانت تقتنص كل ما يتحرك، ها أنا بعيدا عنك لن تتمتع بطعم لحمي "


اقترب له قائد السفينة الربان نقولا وقال


"اجل انت بعيد عن جزيرة الاناكوندا، انها جزيرة تعتبر من الأساطير سمعنا جميعا عنها ولكن لم يراها احد، انت اول من شخص ، اجلس نتناول الإفطار ثم تخبرنا كل شئ "


استدار الشاب ونظر الى الطاولة التي أعدت اجمل الاطباق الشهية من الجبن، والمعجنات والخبز الفرنسي ،والمربى بانواع مختلفة ، أسرع بالجلوس أمام الطاولة وبدأ يأكل من كل شي سريعا فقال له الطبيب 


"رويدك ، اهدا لن ينفذ الطعام لا تخف "


قال الشاب من بين دموعه التي انهمرت ولا يعلم متى 


" حسنا، نسيت. انه بعيد ولن ياتى ليهجم على فى اى وقت" 



بدا يحاول الاكل ببطئ بعد الشي، وبعد دقائق قليلية كان قد شعر بالشبع فأعتدل بالمقعد وهو يبتسم برضا عن لذة الأكل، نظر له الكابتن نقولا وقال 


"اعتقد الان انه حان الوقت كى تحكي لنا عن تلك الجزيرة المختفية بقلب المحيط ولم يصادفها احد الى الان "


تنهد الشاب ثم بدأ يحكي كل شئ 


اوه ، لم يكن احد من أصدقائى يصدق ان احدانا سوف يستطيع الهرب من جزيرة الجحيم تلك ، لقد بدا الامر عندما كنت بالصف الاخير للمرحلة الثانوية قبل الجامعة ، مع عودة جدي فلدمير الذي كان غائبا منذ اكثر من عشرة سنوات ، عندما عاد كانت علامات الفزع تظهر واضحة بملامح وجهه وتصرفاته تمتلأ بالذعر، فقد كان لا ينام الليل ويظل يتابع الشوارع من النافذة وكثير من الاحيان يشعل النيران فى الكثير من الاخشاب بشكل دائرى حول المنزل، حتى انه حفر خندق اسفل القصر وجعل جدرانه من الفولاذ، واصبح ذلك الخندق بمثابة مكتبة ضخمه له ، وضع بها المئات من الكتب التى تتحدث عن الثعابين وانوعها واحجمها،عن كيفية قتلها ايضا ، كما كان هناك الالاف من الخرائط المنثورة بجميع ارجاء الارض، و وضع تماثيل ضخمة باحجام كبيرة فى الاركان ودائما تلك التماثيل تكون عينها من الاحجار الزجاجية باللون الاحمر، ذات يوم تجمعت مع اصدقائى فى غرقتى وحكيت لهم بعض القصص التى كان جدي يخبرني بها، وعن تلك الكنوز من الذهب الخالص و الياقوت و المرجان المنثور بكل مكان على جزيرة الاناكوندا، وهكذا كان وصف ورسم جدي لها، على الاوراق، جزيرة الاناكوندا ،تسبح بين سلاسل من الجزر وتشكل قلب تلك الجزر، ورغم امتلاء أرضها بالخيرات الوفيرة من فاكهة وطعام متنوع ، وذهب ولؤلؤ ومرجان،ألا أنها مهجورة من البشر.


لا احد يستطيع الإقامة هناك او أخذ جوهرة واحدة من تلك الجزيرة، من كان حظه عاثر فقط هو من سيقع اسيرا تلك اللعنة، 

على مدار سنوات جميع سكان الجزر المجاورة ظلوا يقدمون القرابين البشرية، على شواطئ تلك الجزيرة، بنفس اليوم كل عام، تلقى الجزر المجاورة بشاب لا يتعدى عمره العشرون، كل عام فى نفس اليوم يخرج وحش الجزيرة الى الشاطئ كي يصطاد تلك القرابين، يلتهما بالكامل داخل فمه العملاق، تظل بداخله الضحية لايام على قيد الحياة لكنها مخدرة غير قادرة على المقاومة تحت تأثير ذلك السم الذي بثه بها من خلال لدغته القويه والسريعة، يحتفظ بالضحية داخله ليمتص منها كل معالم الحياة، من دماء ثم جلد ثم اللحم عن طريق إذابته بمادة حمضية حارقة حتى يتبقى العظام ، واخير يلفظها خارج فمه فى قلب الجزيرة باعلى قمم الأشجار فتصبح العظام الأثر الوحيد علي ان البشر قد وفدوا الى تلك الجزيرة .


كان اصدقائى وانا معهم نضحك على تلك القصص ونعتبرها خيال محض، ولا وجود لذلك الكائن الاسطورى الذي يظل الجد يردد اسمه او حتى يقوم برسم اشكال له على الاوراق، لا انكر ان صديقتى اليس قامت ببحث عل شبكات الانتر نت عن ذلك المخلوق ووجدت بالفعل بعض الصور لنوع من الثعابين الضخمةو التى يصل طولها لعدت امتار ، لكنها ليست تمثل ذلك الرعب الذي يظهر بعين جدى عندما يذكر اسمه فقط، على اي حال، مر ثلاث اعوام ، اشتد المرض بالجد لكنه رفض الخروج من ذلك الخندق واضطر ابى لاحضار الاطباء الي القصر وتصميم غرقة طبية كاملة فى احدى غرف ذلك الخندق .


كنت كثيرا من الوقت انزل اجلس مع الجد واقوم برسم الخرائط التى يطلبها مني مع ارشاداته ، لم تكن الخرائط للمحيط او حتى الشكل الخارجى لتلك الجزيرة، بل كانت الخرائط للجزيرة نفسها من الداخل ،بالطبع لم اكن افهم حينئذ،لكن كنت احب جدى جدا واريده ان يطمأن انني اذا حدث و وقعت اسير تلك الجزيرة سوف استخدم الخرائط كى لا اقضي يوم واحد عليها واخرج، لم افهم وقتها انه كان يقصد ان استخدم تلك الخرائط كي استطيع ان اظل على قيد الحياة لاكبر فترة ممكنه وان ابحث عن مكونات صنع مركب خشبي من داخل تلك الخرائط ، واول ما استطيع صنع المركب اللوذ بالفرار. 


فى نهاية العام الرابع كنت قد انهيت انا واصدقائى سنوات الجامعة وكان الجد قد توفى فلم يشا ابى الاحتفال بنجاحى ولم يمر على موت الجد سوى اسابيع لذلك قام بشراء مركب ضخم هدية لى بشرط اننى عند استخدامه لا اخرج من الحدود المائية الخاصة بدولتنا، كنت سعيدا جدا بذلك المركب وكثير من الاوقات كنا نجتمع انا واصدقايى ونبحر به قليلا ولكن لا نبتعد او نتعمق كثير فى المحيط و فى باقى اوقاتى كنت اقضيها داخل الخندق وسط تلك الكتب والخرائط والمذكرات التى كان قد كتبها جدى، لم تكن المذكرات بالنسبة لى الا قصص من الاساطير. 


فمثلا فى بداية المذكرات كتب الجد 



(بين طيات الظلام الدامس، وسكون الليل، احذر الهمس، اثبت لا تتحرك، كن كالتماثيل المتناثرة في أرجاء الجزيرة، امتنع عن التنفس إن استطعت، فإن لم تستطع فاعلم انك مجرد مقبلات داخل صحن طعام كبير، صنع خصيصا له، انك فى جزيرته، مملكته ، استمتع نهارا كما شئت، بين سحرها الخلاب، لكن نصحا لا تتعمق داخلها حتى لا يتم التهامك)


لك ان تتخيل ذا كتب فى منتصف اول ورقة بالمذكرات، كيف لاى احد يستطيع مقاومة ما كتب داخل المذكرات من وصف دقيق لمجريات اليوم و محاولات الهروب من شي لا تتستطيع حتى رؤيته بالكامل كل ما تستطيع رؤيته هو راسه وجزء من رقبته بجسده وهو مرتفع بها ويستعد للهجوم على فريسته او ترى اثار جسده الزاحف على الارض والتى يستطيع انسان طوله مترين ان ينام داخل تلك الاثار بعرض الحفرة المخلفة من اثر الزحف، او وصف لتلج الهياكل العظمية المعلقة على بعض الاشجار ومغطاه بلعاب ذلك الكائن و كانها زينة الكريسماس الخاصة به. 



ذات يوم وانا اتفحص احدي الخرائط محاول فهم ما قد رسمه الجد وما هو مكتوب عليها ، افزعنى دخول اصدقائى الى الخندق، فقفزت من مكاني وانا اغلق الخريطة بيدي وأحاول ان اخفيها ،عندها صاح صديقه انطوان بجوار أذني وتعالت ضحكات اصدقائي من حولي، تنهدت ومسحت على وجهي وانا أحاول تمالك أعصابي، فقال انطوان بطريقة مداعبه و هو يحاول جذب ما بيدي 


"ما بك؟ هل كنت تقرأ باحدى المجلات النسائية ؟"


قال مارك ساخرا "تلك المجلات تخصك انت فقط يا انطوان"


استطاعت اليس سحب الورق الذي بيدي ثم ابتعدت قليلا تتفحصها واجتمع باقى الاصدقاء الثمانية حولها، فقالت بحماس


" واو، حقا ذلك مخيف"


حاولت اليزابيث ترديد بعض الكلمات المكتوبة في اعلى الخريطة بشكل تمثيلى وكانها فوق خشبت المسرح


"اثبت… كن تمثال ….. لا تتعمق ….. انك مقبلات طعام "


قاطعتها تينا ضاحكة "ما ذلك؟ هل هي خريطة جزيرة مصاصى الدماء؟"


قال مارك " لا اعلم ما تلك الخريطة، ولكني وجدتها بين مقتنيات جدي ، انت تعلم انطوان قصة جدي آرثر فلاديمير"


أجاب انطوان " اجل، الرجل الذى اختفى لعدة سنوات بقلب المحيط، وتم إيجاده ذات يوم على مركب خشبي يطفوا على سطح الماء ، لا يستطيع التحدث وعلامات الرُعب بادية على وجهه، وهذا الشئ فى يديه "


قال ريمون " انها خريطة داخليه تصف طرقات داخل جزيرة ما "


قال مارك " لقد وجدت ذلك ايضا فى مكتبة جدى داخل كتاب يتحدث عن أنواع الثعابين واشكالها وايضا انا كنت أساعد جدي في آخر أيامه برسم بعض الخرائط التي لا افهمها"


أخرج مارك من أحد أدراج مكتبه خريطة اخرى لكنها كانت خريطة مرسومة بماء الذهب فنظر لها ريمون وصاح بشكل متحمس 

" يا رجل إنها خريطة أثرية يجب ان تكون داخل المتحف، هل تعلم ان يوجد منها نسختان فقط، واحدة بالمتحف المصري بالفعل والثانيه هنا معك "


قال أنطوان " حسنا ايها المؤرخ العظيم، هل أخبرتنا ما الفارق بين تلك الخريطة بيدك والأخرى التي بيد اليس، غير أن هذه مرسومة بماء الذهب"


فرد ريمون الخريطة فوق الطاولة ووضع بعض التماثيل الصغيرة على الاطراف و بدا يشير داخل الخريطة ويشرح 


" انظر هنا القارة الآسيوية التى نحن بها ، وهنا القارة الأفريقية، وتلك مجموعة جزر على شكل شبه دائري حول الجزيرة المرسوم عليها رأس ثعبان مذهب، هل فهمت أن هذه الخريطة تشير إلى مكان الجزيرة والفارق بينها وبين التي فى المتحف المصري ان هذه يوجد بها رأس الثعبان المذهب أما التي في المتحف المصري مجرد شكل علم للجزر، بينما الخريطة التي ب

يد اليس فهي خريطة يدوية تشير الى بعض الطرق داخل الجزيرة نفسها "

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-