أخر الاخبار

قصة هدوء الليل بقلم ابو بكر محمد احمد الفصلين ٢و٣

 هدوء الليل 

قصة هدوء الليل بقلم ابو بكر محمد احمد الفصلين ٢و٣


قصة هدوء الليل بقلم ابو بكر محمد احمد

 الفصلين ٢و٣

الفصل الثانية

 حسن رغم قوته البدنية إلا أنه كان طيب القلب شفوقا ورحيما، كانت سريع الدمعه ، معظما للنعمة ، محبوبا عن جميع الناس ، يخدم المحتاج ويساعد المكروب ويواسى الحزين ، كان رجل خير ، كان يتفقد الأسر المحتاجة ويقدم لها يد العون ، ويعطى صغار الشباب الطوحين اليسير من المال ليقوموا بمشروع عمل ينتفعون به ، كان أهل الحي يقدرونه ويحترمونه ويجلونه وكان يأمر الناس بالتعلق بالله وينهى عن كل مايخالف المعتقد السليم ، يذكر من حوله بهدي المصطفي وباخلاقة صلى الله عليه وسلم

[ ليلي تتحدث مع حسن ولطيفه تجلس بالقرب منهما]

ليلى: انا مشتاقة لبيت ربنا 

حسن يتقدم نحوها ثم يقول : طب ايه رأيك تحجي مرة واحدة ، أشهر الحج قربت يا أمي

ليلي : ياسيدي خلاص على قولك ، أفضل كده 

لطيفة تقترب من والدتها ليلى ومن أخيها حسن ثم وضعت يدها اليمني على كتف حسن الأيسر ويدها اليسرى على كتف والدتها الأيمن ثم قالت : ربنا مايحرمنيش منكم ابدا يارب 

الجميع : امين ومايحرمناش منك

 في شقة الأستاذ رفعت نصر الدين رفعت نائم وزوجته علياء تنقلب في الفراش ، علياء كانت تمتاز بالجمال وكانت قصيرة في حجمها ، وكانت ترتدي ثياب متبرجة ، ودوما كان حسن ولطيفة يناصحونها دون جدوة ، وفي ذات يوم زجرتها ليلي ووبحتها ومن ذلك اليوم وهي تبغض ليلى بغضا شديدا ، كانت بيضاء اللون ولها شعر اسود طويل وجذاب ، قامت في إحدى الليالى مذعورة ، فجلست على الفراش ثم صاحت : رفعت يا رفعت

 تسحب منه الغطاء دون جدوة ، فنظرت إليه حين 

رفض القيام فقامت من الفراش واتجهت وجذبت الغطاء بقوة وجلست على حافة الفراش رفعت يمسح بيده اليمنى على وجهه وهو بتثائب فأخذ ينظر أمامه بعيون متعبه ومرهقه ممتلئة بالنعاس ثم قال : في ايه ياحبيبتي 

فأخذت تنظر إليه ثم تنظر إلى الأرض ، فجلس ثم وضع يده اليمنى على كتفها الأيمن وقال : في ايه ياروحي ، قوليلي مالك 

فابعدت يده عنها بقوة ، فأخذ ينظر إليها بغضب وحيرة في نفس الوقت ثم قال بصوت مرتفع : الله ، هو في ايه ، قوليلي في ايه!؟ أنا عملتلك ايه عشان تعملي كده ياستى هانم

 فقامت من الفراش وسارت خطوات نحو الأمام ثم قالت بصوت خجل: طلقني يا رفعت ، انا خلاص تعبت ، بصراحة مش قادرة اواصل معاك ، ذي 

مادخلنا بالمعروف نطلع بالمعروف 

رفعت ينظر إليها من فوقها إلى اسفلها ويتمالك نفسه ويكظم غيظه ثم يقول: حاضر سيبيني انام ويكره أن شاء الله أحقق لك طلباتك كلها تمام

 ازداد غضبها ويكأن قلبها انهار من داخلها ، هي لاتريد الطلاق ، ولكن تسعي لنشر الفتن والتفريق بينه وبين أسرته

 فرقد على فراشه وتغطى بلحافه ، وقامت هي والنيران تشتعل في قلبها فأخذت تجمع في أغراضها 

 سميرة تحضر الفطار للرجال وتقول : بهجت صحي اخوانك 

بهجت : حاضر ياحبيبتي ، الله الله الله ايه الجمال ده والحلاوة دي ، جبتي القميص الحلو ده منين 

سميرة : من صاحبتي لطيفة 

بهجت : ياسلام من اختى ، شكرتيها على ذوقها ، 

تسدقي حلو اوي فيك

سميرة : شكرا ياحبيبي ، يلا صحي الشباب دول اما اروح أفطر مع البنات

بهجت : حاضر اتفضلي يا أستاذتي 

سميرة : ربنا يزيد فضلك يا أستاذي ههههه

بهجت : هههههه 

بهجت يرفع صوته وينادي إخوته : ياحج حسن يا أستاذ رفعت ، ياحاجة أم بهجت 

لطيفة تسير نحو المائدة وهي تقول : وليه ماناديتنيش 

لطيفة : بصراحه لا 

بهجت : لا اذاي وسميرة حتفظر مع مين

لطيفة : روح أفطر معاها ، انا حفطر بدالك هنا 

بهجت : ياسلام عليك تسلمي يا اختي 

لطيفة : آمال فين حسن ورفعت لسا نايمين ولا ايه

بهجت :والله ماعرف مالهم الناس دول اتلحسو ولاايه

 ينزل حسن ومعه رفعت ، ويبدو عليهما التوتر والقلق ، خاصة في وجه رفعت 

حسن : اتصل عليها تاني يا رفعت 

رفعت : مابتردش يا اخويا ، اتصلت عليها كتير 

لطيفة : في ايه 

وبهجت : في ايه يا رفعت

تنزل الحاجة ليلي وتتجه نحوهم وتقول : خير اللهم اجعلو خير ، مالكم يا أولاد

حسن : مافيش حاجة يا أمي ، علياء في خلاف بسيط بينها وبين حسن خدت أغراضها وراحت عند أهلها 

ليلي : زغردي يا لطيفه ، ياخي في ستين دهية هي واللى خلفوها 

لطيفه تضع يديها على فمها وهي تضحك ، بهجت يغضب ثم يخرج من المنزل 

 حسن يتقدم نحو والدته ليلي ثم يقول : ليه كده يا أمي 

مايصحش والله وبعدين ايه ذنب أهلها ، يا أمي عشان خاطري بلاش تجيبي سيرة الناس ، وماتنسيش كلام سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم في الغيبة قال ايه : الغيبة هي ذكرك أخاك بما يكره 

ليلي: والله ياابني لا انا طايقاها ولاهي طايقاني ، دي بنت مش متربية قليلة الحياء

تدخل سميرة بعد أن علمت ماحدث ثم قالت : ياجماعة الفطار برد ، سيبوها حترجع لوحدها ، هي استحالة تطلب الطلاق انا عارفاها كويس ، هي بتضغظ عليه بس ، افطرو يلا بالهناء والشفاء 

لطيفة : ده انتى خبرة في الطبخ وفي البشر كمان 

سميرة : وانا صاحبة مين ، اكيد لازم يبقي عندي خبرة هههه

لطيفة : لا ماتقوليش استفدتيها منى انا ههههه 

 حسن يتذوق الطعام ويقول : تسلم ايدك بامرأة اخويا 

سميرة : اخويا الكبير الله يسلمك ، شهادتك دي شرف لي هههههه

حسن : الله يكرمك ياسميرة

فريدة : يابنتي انتى مابترديش عليا ليه ، ايه اللى حصل بينك وبين جوزك 

علياء : ماقلتلك يا أمي مفيش حاجة حصلت انا عاوزة اقعد معاكم شوية ، لو مضيقاكم ممكن ارجع أو اشوف محل تاني عادي يعني

فريدة : يابنت انتى جرى لعقلك حاجة ، انا قلتلك ايه عشان تقولى كده ، ومحل ايه اللى حتروحي فيه غير بيت جوزك وأبوك الحج عمران جد علياء ، ينظر لفريدة ابنته ثم يقول : سيبيها يابنتي الله يرضى عليك ، خليها تهدى شويه

فريدة : حاضر يابا ، أما نشوف اخرتها ايه

حسن يذهب إلى محلة التجاري وهو صاحب أكبر 

سوبر ماركت في المدينة 

وبينما حسن جالس في المحل أذى به تأتيه إحدى الزباين ، وطلبت منه بعض الأشياء فقالت : عليك الله اديني الحاجات دي ، وبوعدك بكره أديك ليها في نفس الوقت ده 

علم انها من السودان من لهجتها فقال : انتى من السودان 

فقالت له : نعم من السودان

حسن : مرحب بيك في بلدك التاني ، مفيش مشكلة ، حاضر ثم رفع رأسه لينظر إلى وجهها فاندهش حينما نظر إلى وجهها وسرعان ما نظر إلى الأرض وانصرفت ، كانت محتشمة وغاية في الجمال ، اخترق حب تلك الفتاة قلب حسن ، حسن ولأول مرة يشعر بهذا الإحساس ، صار شارد الذهن ، ويكأن وجهها طبع على قلبه

 في شقة سميرة 

لطيفة وسميرة يدردشون سويا

سميرة : حسن لازم يتجوز يالطيفة 

لطيفة : انا برضو بقول كده ، بس هو اللى رافض فكرة الزواج حاليا 

سميرة : العمر بيجري يالطيفة حيفضل كده لأمتى 

لطيفة : فعلا معاك حق

سميرة : ايه رأيك في نادية بنتى خالتي 

لطيفة : ماعرفهاش

سميرة : ماتعرفهاش اذاي يابنت ، نادية اللى جاتنا في فرح علياء ، وقالت لك عقبالك ، وطلبت منك تشتغلي معاها في الكوفير 

لطيفة : افتكرت افتكرت ، بس الكلام ده طول اوي عشان كده نسيتو ههههه 

سميرة : فعلا طول 

لطيفة : بس دي صغيرة اوي وحسن مش حيقبل 

سميرة : حسن برضو مش كبير اوي يعني

لطيفة : لا ماقصدتش كده ، قصدي انو هو بحب دايما انو يكون في تقارب في الأعمار ، طبعا د

ه اللى قالهو لي

سميرة : ياستي بعد السنين دي حيكون عمرها مناسب معاه نواصل


الفصل الثالث

حسن يجلس في صالة الضيافة وهو شارد الذهن ، ويضع يده اليمنى تحت ذقنه ، يتذكر تلك الفتاة الجميلة المؤدبه التى اخترقت قلبه ، لأول مرة يشعر حسن بطعم الحب 

 تنظر إليه لطيفة من بعيد فتبتسم ثم تقترب منه ومازال شارد الذهن فجلست بالقرب منه ومازال شارد الذهن حينها نظرت إليه ثم قال: أيها العاشق قل لي من هذه التى ملكت قلبك.

حسن يفيق من شروده ثم ينظر إلى لطيفة ثم يقول: هو انتى هنا من امتى!؟

لطيفة : هههههههه ياحبيبي ياخويا ، قولى بقا مين اللى ملكت قلبك .

حسن : ملكت قلبي ايه ، انتى بتقولى ايه يابت 

لطيفة تتجه نحوه وتقبل عليه بوجهها ثم تقول : عيني في عينك كده

 حسن يبتسم ثم يجلس على الكرسي فيقول: اقعدى لما اقولك ، ماقدرش اخبي عليك حاجة

لطيفة : ده انا عاجناك وخابزاك

حسن : هههههههه ايه ثم يضحك بصوت مرتفع هههههههه وأمتى عجنتيني وخبزتيني بقا 

لطيفة : فضفض ياخويا ، وسرك في بير

حسن : سر ايه يابت انتى ، مفيش لاسر ولاحاجة ، الموضوع كالأتي امبارح في الدكان جاتني زبونه وشالت منى حاجات وماكانش معاها فلوس ، وقالت لي حتديني الفلوس ، قمت اديتها حاجتها اللى عاوزاها 

لطيفه: وتضمن اذاي انها ترجعهم لك 

حسن : وثقت فيها ، دي انسانه جميلة ومهذبه ، وباين عليها بنت ناس 

لطيفه : يعني حبيتها ، هي اسمها ايه

حسن: ماسألتهاش من اسمها ، بس عرفت أنها سكنت قرييب جنب المحل بتاعي 

لطيفة : عجيب وحببتها من أول نظرة 

حسن : اه حبيتها من أول نظرة ، وصورتها محفورة فى قلبي تصدقي يالطيفة انا ماقدرتش انام ، طيفها قدامي في كل مكان ، الحب ده شئ عجيب ، انا كنت بستغرب من قصص مجنون ليلى ومجنون بثينه ، كنت بقول معقول في راجل يكون أسير للحب للدرجة دي، بس لما دقت طعم الحب ، وآلام البعد عن الحبيب عذرتهم ياااه يالطيفة مش عارف اقول ايه ولاايه 

لطيفه تمسح دموعها ثم تبتسم وتقول : قولى بيتها فين عشان اخطبها لك النهار ده 

حسن : لا يالطيفة أنتى عارفاني كويس انا مابحبش حاجة اسمها خطوبة ، إذا وافقوا نعقد على طول

لطيفة : تمام ، كده أفضل ، بس انا قصدي تخطيها عشان تعرف عنها اكتر ، لكن مافيش مشكلة طالما انت عاوز كده

حسن : بس في مشكلة يالطيفه

لطيفة: هي ايه؟

حسن : اختلاف اللهجة والبلد ، انا بالنسبة لي عادي بس هي يمكن ماتتقبلش الحكاية دي 

لطيفة : اذا الكلام ده ، آمال هي منين !؟

حسن : من السودان

لطيفة: من السودان مرة واحدة ههههه ، بس السودان بعيدة ياخويا ، وعاداتهم غير عاداتنا وثقافاتهم غير ثقافاتنا 

حسن : بالعكس هما ونحن واحد، وبنشرب من نيل واحد ، وفي تشابه كتير في عاداتنا وعاداتهم ، وفيهم صفات حميده اشتهروا بيها ذي ما انتى عارفة

لطيفة : صحيح فعلا ، بس ياخويا اللأنا اعرفو انو الزواج من الخارج دايما بيفشل ، أنا خايفة انك تخش في تجربة فاشلة يا اخويا ، ماتستعجلش في الموضوع ، ادرس الموضوع كويس ، عشان تتفادى جميع السلبيات اللى ممكن تتعرض لها

حسن : اطمنى وختى في بطنك بطيخه صيفي ، وبإذن الله حستخير وانتى ممكن تروحيلهم انتى وسميرة وتعرفي عنها اكتر

لطيفة : حاضر ياخويا ، وربنا يقدم اللى فيه الخير

حسن : امين يارب

 تدخل الحاجة ليلي ثم تجلس على الكرسي فتقول: انتو قاعدين بتتونسوا ، واخوكم لحدى دلوقتي مارجعش البيت ايه قلوبكم حجر ولا ايه 

لطيفة : يماما هو مش عيل ، عشان تقولي كده ، هو دايما بيزعل وبياخدلو يوم يومين وبيرجع تاني 

حسن يبتسم ويمسك بيدي والدته ليلي ثم يقول : حاضر ياامي حتصل عليه تاني ولو مارفعش حدور عليه 

ليلي: ربنا يحفظك ياحبيبي يابني ، ومعليش انفعلت عليكم سامحوني يا أولاد ، بس ده قلب الأم

حسن : السلام عليكم ، رفعت فينك يارفعت، الووووووو

رفعت:..............

حسن : الحمد لله ، بس انت فين؟

رفعت:.............

حسن : ربنا يعينك ، بس قعادك مع أصحابك ده مش حل !!

رفعت:............

حسن: بأيدك تعمل كتير ياولا ، انتي ماغلطش فيها ، هي اللى مش عاجبها وضعك ، ورافعه نخرتها فوق ، ربنا يهديها ، تعال البيت نتناقش في الموضوع بهداوة ، وبعدين ماتشيلش هم جات كان بها ماجاتش واصرت على الطلاق ، بكرة تتجوز غيرها وتكاليف جوازك علي هههههه ، بس الظاهر انها مش عايزة تطلق 

( بهجت مع زوجتة سميرة في شقتهم )

سميرة : تعرف يابهجت اخوك حسن عايز يجوز

بهجت : معقولة لا لا ، حسن ذي والدي طول عمري بعتبرو ذي والدي ، إذاي تجي واحدة وتاخدو مننا

سميرة : ياراجل هي حتأخدو تروح بيه فين في أوربا ، ماهو قاعد معانا في العمارة هن

بهجت : صحيح فعلا ، مجرد مزاح

سميرة : الله يسعدو ويهنيه ، اخوك ده جبل ، انسان عظيم ، الله يحفظو ويطول عمرو في طاعتو

بهجت : هههههه ده انتى عندك تقدير كبير لاخويا

سميرة : هو اخويا انا كمان ، ونعم الأخ ، بيتفقدنا واحد واحد ، حنين قلبو ابيض ، تصدق انا كان نفسي يكون عندي أخ ذيو

فعلا كان حسن رجل ممتاز وخلوق وكان مستقيما ، يحب والدته وإخوته حبا جما ، ضحى من أجلهم ، وقام بتربيتهم مع والدته ، لم يتركهم حتى بعد أن توظفوا وقف معهم بماله وبنفسه ، لله دره هذه هي الأخوة ، كم من إخوان في هذا الزمان حاربوا اخوتهم وقاطعوهم من أجل المال والدنيا ، ياليت شعري كيف يصبر على مر الزمان وتقلباته من هجر نصيره ومعينه بعد الله ، وقد قال تعالى : (سنشد عضدك بأخيك) انه المعين عند المحن بعد الله ، هو الذي يقف بجانبك يتصدى لمن يتصدى لك ، ينصرك ظالما أو مظلوما ، ظالما بأن يردك إلى صوابك ، مظلوما بأن يأخذ حقك ممن ظلمك

بهجت : هو انتى مش عندك اخ أسمو فتحي

سميرة تغضب وتقول : أرجوك ماتجيب ليش سيرتو

بهجت: ليه بقى ؟ هو عمل ايه

 سميرة : أرجوك سيبني من سيرتو

بهجت: حاضر

سميرة : بصراحه مابحبش سيرتو الندل الواطي ثم تنهض من كرسي الجلوس وتقول :هو اللى كان السبب في موت امي الله يرحمها 

بهجت: معقول الكلام ده ، عمل ايه المتعوس ده 

سميرة : قتلها بسلوكوياتو المنحرفة ، جاتها صدمة وراحت فيها 

بهجت : يعني هو فعلا كان منحرف في سلوكه انا افتكرت الموضوع مجرد اتهامات باطلة

سميرة:فعلا منحرف ولازال بيسرق وينهب وبيشرب كل أنواع المخدرات،الشرطة ماقدرتشعليه 

بهجت : ده خطر اوي ، ليك حق تقولى فيه اللى قلتيه بس ادعيلو بالهداية 

سميرة : يااخي ربنا ياخدو 

بهجت : لا لا متقوليش كده ، صحيح هو مجرم ومفسد وبلوى مسيحه بس يمكن يتوب ويتغير ، القلوب بين اصبعين من أصابع الرحمن يقلبهما كيف يشاء ، تعرفي ياحبيبتي لينا زمن ماخرجناش بره البيت ايه رأيك نتعشى بره في المطعم

سميرة : بجد يابهجت

بهجت: اه بجد ، عاوزك تنبسطي ياحبيبتي

سميرة : الله يبسطك يابهجت ، انا موافقة ، بس حنتعشى ايه 

بهجت : ياستى لما نروح الأول انتى مستعجلها مالك 

سميرة : حاضر يابهجت 

 كانت سميرة تحب أخيها فتحي حبا جما ، وذاك قبل

 انحرافه ، صدمت سميرة عندما وجدت أخاها يزداد انحرافه يوما بعد يوم ، ناصحته دون فائده ، هجرته أخبرت اقربائهم ليناصحوه ولم ينصلح حاله ولم يرعوي ، في احدي الليالي تسلل لغرفة والدته فسرق مجوهراتها وهرب فصدمت والدته لذلك وحزنت حزنا شديدا ، حتى جاء اليوم الذي وجدوه في بيت دعارة ، قبضت عليه الشرطة فخادعهم وولى هاربا وعندما علمت الأم بالخبر سقطت على الأرض ميته

حسن يسرح بعيدا ، مازال طيف الفتاة السودانية يراوده ، وكانت قد اختفت ولم تأتي إلى المتجر ، وهو أصبح في حيرة لايدري ماسبب اختفائها ، هل الم بها شئ ، هل قد رحلو من المنزل ، لايدري كيف يطمئن عليها ، أصبح قلقا جدا ، شارد الذهن بدنه في المتجر وقلبه عند منزل السودانية ، يترقب قدومها ، هو ليس تافها ، لايريدها ليعاكسها أو ليتسكع معها ، لا هو في قمة الأدب والأخلاق ، يبغض مايفعله الشباب من تضييع للأوقات ولعب بالأعراض ، إنه يحبها حبا صادقا ، قد لامس حبه لها شغاف قلبه ، يتمنى أن تكون زوجته المستقبلية ، وبينما هو شارد الذهن إذ بالفتاة جاءته تمشي على استحياء ، فأفاق من شروده ونظر إليها وخفقات قلبه تتزايد وهو يتصبب عرقا ، ثم صرف وجهه عنها

حسن : اتفضلى يا أستاذة 

أخرجت النقود من جيبها ثم قالت: جزاك الله خير ، دي قروشك الكنت طالبها مني ، ماقصرت والله ، ربنا يديك العافية 

حسن يبتسم ثم يقول : على ايه ده كلو ، انا ماعملتش حاجة والله ، ده شئ طبيعي ، بلعكس انا اللى بشكرك على امانتك ، واكراما ليك انا مش عاوز منك حاجة خالص أنسى الموضوع ، نحن أخوة يااخت. 

 قالت له : حسنية اسمي حسنية محمد ، سكنا قريب منكم يعني مسافة بس شكرا ليك ، استلم قروشك لو سمحت ، ونحن فعلا كسودانيين ومصريين إخوان وبلد واحد ، ونيلنا واحد، وفي تشابه في عادات كتيرة بس الشغل شغل يا اخوي ، الله يكرمك في الدارين 

حسن يزداد بها اعجابا ويستلم منها المال ثم يقول : شكرا ليك ، الله يجزيك خير ، بس مكانش في داعي تكسفيني يا أستاذة حسنية 

حسنية تبتسم ثم تقول : لا ابدا والله بس ده حقك ولازم تاخدو، كفاية انك انظرتني لمن سددت الدين ، بالمناسبة ياخي بسأل من بيت اجار رخيص ، يعني قروشو تكون معقولة شوية 

حسن : تمام حسألك من الموضوع ده وبكره حديلك خبر يا أستاذة حسنية 

حسنية : تمام الله يجزيك خير ، جميلك فوق رأسي 

والله يا اخوي 

حسن : الله يسلمك يا أستاذة مافيش جميل ولاحاجة عادي ده واجب انو نحن نخدمكم وانتو ضيوفنا

 في منزل نورة المجرمة 

نورة : اخوكي ده مش ناوي يجبها على بر 

رغد : انت يا أمي دلعتيه زيادة عن اللزوم ، كل مايطلب حاجة تدهالو ، خد يابني ، خد يابني لما خلاص بقى بياخد منك غصب عنك 

نورة : مكنتش عايزاه يحس انو أقل من غيرو ، كنت عايزاه يرفع رأسو فوق وماينذلش لحد ابدا

رغد : يامي الحاجات اللى بيطلبها كلها مجرد كماليات ، وانت عارفاها كويس ، عموما الكلام مش حيغير حاجة 

اللى ح

صل حصل ، دلوقتي نحن في الشلة بتاعتو دي ، شلة وحشة حنقعنو اذاي يسيبهم





تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-