أخر الاخبار

جزيرة الاناكوندا بقلم اسماء ندا الفصل السادس عشر


الفصل السادس عشر

كانت تينا واليس بالقرب من الشلال حيث تكثر أشجار الفاكهة ،كانتا يجمعان الثمار ، وكان الصبى يكسر بعض الأغصان الصغيرة ثم يضعها خلف ظهره بين الحبل الذي يلفه على جسده وظهره ، وعندما كانت تقترب اليس من احدى الأغصان كي تقطف ثمرة تفاح ، أسرع وليم ودفعها بعيدا حتى سقطة أرضا، ثم ضرب بسكينته الطويلة التي تشبه السيف ذلك الغصن وقطعه، فصرخت الشجرة وبدأت تحرك أغصانها وتهاجم الصبى .

كان وليم يتحرك بمرونة وسرعة عالية ويقفز بين الأغصان التي تهاجمه ثم هجم على جزع الشجرة وتسلقها وفى لحظه سكنت الشجرة وتوقفت عن الحركه ، نزل وليم و فى يده صندوق صغير يشبه ذلك الصندوق الذي كان مع انطوان ، لكن كان الصندوق مفتوح .

قالت اليس " كيف فتحت ذلك الصندوق ، وأين وجدته"

أشارت تينا بكلمات اليس ففهم وليهم وأجابها بالاشارة 

قالت تينا" انه يقول هذه ليست المرة الاولى التي يأتي فيها الى الجزيرة وانه يستطيع ان يميز بين الأشجار المتحولة و الأشجار الطبيعية ، ولقد رأى والده في الماضي، وهو ينزع تلك الصناديق ويفتحها فتتوقف الشجرة عن الحركة ثم كانوا باقى رجال القبيلة يقطعون الشجرة ثم ينزعوا الجذور حتى لا تنمو مرة أخرى، لأنها اذا نمت بمفردها تصبح أكثر وحشية ولا يوجد داخلها ذلك الصندوق الذي يتحكم بها ، يجب عليكم أن ترحلوا من هنا باى طريقه لان هنا الموت أو التحول لجزء من الجزيرة، لا يوجد اختيارات"

قالت أليس " كيف نرحل من هنا ؟ "

أشار وليم " اصنعوا قارب من الأخشاب ولصقو الأخشاب ببعضها بالغراء الأسود الموجود فى قلب الجزيرة "

قالت تينا وهي تشير بيدها الى وليم "نحن هنا فى قلب الجزيرة اين ذلك الغراء"

ضحك وليم ثم أشار بالنفي وقال " قلب الجزيرة بعيد جدا عن هنا أنه بعد المختبر بمقدار ساعتين سير على الأقدام، وهناك العش الخاص بالاناكوندا او بيته كما يقول هو "

قالت اليس " كيف عرفت كل ذلك وأنت صغير السن هكذا ؟"

ابتسم وليم وقال " أنا أبلغ من العمر مائة وثمانون عاما ، لا تنخدعوا بالمظاهر " 

تركهم وتحرك ليكمل ما يفعل ،نظرت تينا له وقالت " ماذا يعنى ب مائة وثمانون عاما" 

اقتربت اليس منه وقالت " كيف تعيش كل تلك السنوات وأنت بذلك المظهر الصغير؟ "

أشار الى تينا وقال " عندما تجتمعون مساء اعيدى السؤال وسوف اخبرك ، الان يجب ان نعود حيث الشاطئ لأن الثعالب جائعه وسوف تتجمع على رائحة أجسادكم الشهية لهم "

استدارت تينا براسها فوجدت ثلاث ثعالب يقفون بالقرب من جسر الشلال ، ويأتي من خلفهم آخرين ، تقدم وليم ورفع السكين الطويل وأشار لهم بالرحيل ، تسحبت الفتيات بهدوء ولاحظوا ان الثعالب لم تتحرك خلفهم بل بدأت التجمع والترقب وأعينهم تنظر الى وليم .

همت الفتيات بالجري لكن ظهر أمامهم رجل ضخم الجسد وعيناه مثل الزمرد الأحمر ، تيبست اليس بمكانها وهى تمسك بيد تينا ، فقالت تينا 

" من انت؟ ماذا تريد؟"

همست اليس " انه هو الاناكوندا لكن بشكله البشري "

ابتسم بخبث وقال " لا تجرون فقط اذهبن ببطئ ولن اسمح لهم بالاقتراب منك اليس ،هذا اسمك ، لقد سمعتهم ينادون عليك به" 

قالت اليس " لا تؤذينا، سوف نرحل عن جزيرتك "

قال لها " لن ترحلى انت ، لكن هم نترك الأيام تقرر اى مصير سيكون لهم "

جذبت تينا اليس وتحركت مبتعدة عنه ، لم يتبعهم لكنه تحول إلى شكل ثعبان ضخم وبدأ يزداد حجمه حتى أصبح مرتفع عن الشجر، انقسمت الثعالب منهم من بدأ هجومه على وليم ومنهم من هاجم الاناكوندا ومنهم من حاول تتبع الفتيات لكن الاناكوندا لم يسمح لهم ، بعد أن لاحظ ابتعاد الفتيات ففر هاربا تاركا الثعالب تتعارك مع الأناكوندا، وصل وليم الى الشاطئ وكانت اخته هى وماري يعتنيان ب تسوية الطعام ولم تكن اليس وتينا قد وصلوا، فقالت مارى بقلق

" وليم ، اين الفتيات ؟ "

أشارت اوشين له تسأله هي الأخرى، فأشار لها انهم أتين خلفه وان الثعبان يحمي الفتاة التى تسمى أليس ولا يدرى السبب ، لم تفهم ماري تلك الاشارات فامسكت بالسكين الخاص بها وهمت بالتحرك ، لكن وليم وقف امامها ثم اشار لها ان تنتظر ، لحظات وجاءت اليس و تينا يجريان وما ان وصلوا اشارو تينا الى وليم 

" لقد تركناك تقاتل الثعالب ،كيف اتيت قبلنا"

أشار وليم "انه استخدم طريق مختصر وأنهم كانوا يسيرون ببطء ، لكن لم يقلق لان الثعبان يحميها " 

قالت ماري " ماذا يعنى يا تينا بان الثعبان يحمي اليس ؟"

قالت تينا" هذا حقيقى فان الاناكوندا ظهر بالشكل البشري وتحدث ل اليس وقال انه لن يسمح الى شي يؤذيها هى فقط "

قالت اليزابيث والتي كانت نائمة واستيقظت على وصول وليم 

" هى فقط ، وماذا عنا نحن"

قالت اليس " سوف يترك الايام تقرر مصيركم , لماذا أنا ؟ وهل يخطط شئ آخر بالنسبة لي "

أشارت أوشين " انك تشبهين تلك السيدة التى فى الصورة المنحوتة على الجبل فى قلب الجزيرة "

قالت اليس " كم عمرك يا اوشين ؟"

أشارت تينا لها بالسؤال " فقالت أنا بعمر الخامسة والعشرون " 

قالت تينا وهي تشير إلى أوشين " وكيف يكون خو اخيك الاصغر وهو فى عمر المائة والثمانون"

ضحكت اوشين ثم ضربت رأس أخيها و اشارت الى تينا وقالت 

" انه يخدعكم فهو بعمر العشرون لكنه أخي الصغير وهو اخى من الأم فقط فإن والده كان أحد الأطباء الذين كانوا يعملون هنا وقد قتل على يد الاناكوندا ولكن ذلك الثعبان حتى لا اكون كاذبة هو من ساعد امى على العودة إلى الجزيرة وهي حامل به ، وذلك قبل عشرون عام ، وقد كان ياتى مع ابى الى هنا كل عام لتقديم الضحايا واستكشاف الجزيرة منذ عشرة أعوام، ولا نعلم سر قوته وسرعته فى الحركة، او ذكاءه الحاد ولا ايضا سبب حبه للخداع "

أشار الفتى " فقط امزح معهم ، لا اخدعهم " 

 
قالت اليزابيث " لا تحاول مرة اخرى خداع اى احد هنا على الجزيرة ، فهنا الموت فقط "

اقترب وليم من الموقد وقطع جزء من لحم الغزال وأكله ثم أشار لأخته أن اللحم لم ينضج بعد وانه سوف ينزل الى الماء قليلا ، فقالت تينا وهي تشير له

" لا ، يوجد وحوش فى الماء "

أشار وليم " لا يظهرون إلا إذا تعمقت داخل الماء سوف اكون قرب الشاطئ فقط وان شعرت بحركة غريبة سوف أخرج من الماء "

قالت إليزابيث " اتركيه من الواضح أنه يعلم جيدا ما يفعل"

 
 
أشارت تينا الى أوشين وهى تقول بفمها كى تفهم أليس وإليزابيث ومارى 

"كم مرة اتي انت الى هنا "

باستخدام لغة الإشارة اجابة أوشين " انا لم اتي الى هنا من قبل، لكن اخى هو من كان ياتى مع ابى وعند عودته الينا يقص ما راى "

قالت ماري " لماذا أمك لم تعترض على التضحية بك؟"

اشارة اوشين بلغة الإشارة " امى توفت وهى تلد اخى وابى توفى من سنة واحدة ولم يعد لي اي احد من الاهل ، لذلك قرر حاكم القبيلة ان يضحي بي، و على حد قوله أن لا أحد سوف يحزن لفقدانى ، وكان اخى فى رحلة صيد عندما أخذوني وخدروني"

قالت اليس " انت قلتى انهم يختارون الضحية عن طريق الاسماء فى الأوراق مثل لعبة اليانصيب "

بالطبع كان تينا تترجم بالإشارة ما تقوله اليس وتترجم إجابة أوشين 

" أجل هم يفعلون ذلك ،لكن هذه السنة اختار حاكم الجزيرة التضحية بى نظرا لانى ليس لى اهل وإن اخى غير متواجد ولن يعلم، اخشي ان يعود وينتقم ان حدث لى شئ هنا"

قالت مارى " هذا حقه، لكن انت حتى لن تستطيعين العودة إلى هناك " 

قالت تينا " انها تقول إذا ظلت على قيد الحياة الى السنة القادمة فى نفس الشهر سوف يسمحوا بعودتها، لكن اخي يقول انه سوف يصل الى عش الاناكوندا ويحصل على الغراء الأسود ويصنع قارب ونذهب الى اى مكان بعيد و لن نعود إلى وجزيرتنا " 

داخل الغابة 

مع اقتراب غروب الشمس كانوا قد انتهوا من قطع العديد من الأشجار واستعدوا للتحرك والعودة لكنهم استمعوا لصوت صراخ مرتفع أتى من اتجاه الشلالات فقال انطوان 

"هل هذا صوت الفتيات أو الشجرة المتحولة ؟ "

قال كلارك "اعتقد انها الشجرة ، أن الفتيات عند الشاطئ "

قال مارك " ماذا لو كانوا الفتيات ذهبن لاحضار الماء أو الفاكهة؟ "

قال أنطوان " هل تستطيع يا مارك جذب الاخشاب الى الشاطئ ومعك ريمون؟ " 

قال ريمون " ماذا عن تلك الحشرات الن تهجم علينا إذا تحركنا"

قال كلارك " سوف نجري انا وانطوان باتجاه الشلالات وتلك الحشرات سوف تأتى خلفنا ثم تتحركوا انتم " 

قال انطوان " اذهب معهم يا كلارك ، انت اقوى منهم وتستطيع جذب عربة الأخشاب معهم بشكل أسرع وبعد أن تصلوا للشاطئ ان لم اتى انا بعدكم، تعلم أين تجدني " 

أومأ كلارك بالموافق ، ثم انطلق انطوان يجري باتجاه الشلالات وبالفعل طارت الحشرات تتبعه ، وبعد ابتعاد الحشرات اسرع كلارك بجذب عربة الأشجار وكان مارك و ريمون يدفعون العربة من الخلف، حتى وصلوا إلى الشاطئ وتوقف كلارك لان المسافة بين الشجر اصبحت ضيقه ولن تمر العربة فنادى على الفتيات .

أقبلت الفتيات و وليم الى مكان كلارك فقال لهم 

احملوا الأشجار المقطوعة الى هناك وانا سوف اذهب حتى اطمئن على انطوان فقد ذهب إلى الشلالات معتقدا ان احدكم هناك" 

قالت تينا " كنا هناك بالفعل ، اذهب اليه وعند عودتك سوف نحكى لكم "


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-