أخر الاخبار

رواية جزيرة الاناكوندا بقلم اسماء ندا الفصل السادس


الفصل السادس 

بعد ان مر الكائن شبيه التمساح برأس ثعبان واختفى بين الأشجار، تحرك انطوان وهو يجذب الفراش وهو يهمس

" سوف نعود إلى الشاطئ ونضع ذلك الغزال هناك، انتن تنظفوا وتقطعوا الغزال، وانا سوف اعود واجمع الأخشاب" 

كانت إليزابيث تتحرك خلفه ولكن توقفت فجأه وقالت 

"انطوان، توقف، اين اليس؟"

استدار انطوان ونظر إليها ثم نظر خلفها ، ترك الاحبال ارضا وعاد حيث كانوا يختبئون فلم يجد الفتاة ولكنه وجد آثار جسدها على الأرض، فقال 

"تبا، كيف تم سحبها من جوارنا ولم نشعر بها" 

قالت اليزابيث " لقد كانت تمسك بي حتى نهضت وبدأت اتحرك خلفك" 

قال انطوان " هل تستطيعين سحب الفرش بالغزال الى الشاطئ وانا سوف ابحث عنها "

نظرت اليزابيث الى الغزال ثم قالت " سوف اسحب الغزال بمفرده واترك الفرش هنا وبعد ان اضع الغزال داخل الخيمة الخشبية وأغلق عليه سوف اعود وابحث معك انا ايضا" 

تحرك انطوان خلف الأثار التى سببها سحب جسد اليس، ولقد انتهت الآثار بعد ثلاث امتار عند صخرة ضخمة، نظر حوله ولم يجد أي آثار اخرى، التف حول الصخر، لا يوجد شئ كان الفتاة وصلت إلى هنا واختفت، تبخر جسدها، وقف مكانه ينظر إلى اخر الاثار بذهول ثم وضع يده فوق رأسه وهمس 

"أين اختفت؟ هل صعدت إلى السماء" 

وبحركه عفويه رفع راسه ينظر إلى السماء فوجد جسد أليس يتدلى من فوق غصن شجر وهى فاقدة الوعى، اسرع وتسلق الشجر حتى وصل إلى ذلك الغصن وعندما اقترب من جسدها وجد قدمها مربوط بحبال من فروع صغيرة من أغصان الشجرة نفسها، أخرج السكين وحاول قطع تلك الأغصان، فانطلقت صرخات قويه، بصوت انثوى ،ابعد انطوان يده سريعا ونظر الى وجه 'أليس' وجدها غائبه عن الوعى، فقال بصوت مرتفع 

" اليزابيث، هل انت من صرخت الآن ؟" 

لم ياتيه اي اجابه ، ورغم شعور الخوف الذي انتابه لكنه امسك السكين بقوة وقطع الأغصان عن قدم 'أليس' ولم يلتفت الى تلك الصرخات التى ارتفعت كلما قطع جزء منها، ثم جذب اليس ثم وضعها فوق كتفه وبدأ يحاول النزول من فوق الشجرة، لكنه لاحظ ان الاغصان بدأت تتحرك وتتشكل الى شئ ما، لم ينتظر ليرى ما يحدث أو سبب تلك الصرخات، وبدأ بالجرى فى نفس الاتجاه الذي كان قد أتى منه، بينما كان يجرى كانت اليزابيث آتية إليه فصاح بها 

" اجرى، لا تنظرى إلى ما خلفي "

اليزابيث قالت " من تلك الفتاه التى خلفك؟ "  

امسك انطوان ذراع اليزابيث دون ان ينظر إلى الخلف وبدا يجري وهى تجرى معه حتى وصلوا الى الفرش و العجيب ان الفرش كان ممتلئ بالأغصان وتوجد مجموعة من القطط تقف على مسافة بعيدة نوعا ما لكن فى منتصف الطريق المؤدي إلى الشاطئ

قالت اليزابيث بنفس متقطع " ماذا نفعل الآن؟ "

وقبل أن يجيب تحولت القطط الى مجموعة ثعالب، ثم وقفت الثعالب بشكل هجومى وفى لحظه، تحركت الثعالب اتجاههم بسرعة، وفى نفس الاثناء جذب انطوان يد اليزابيث وجرى متجها إلى تلك الطريق الذي كان قد سلكه الكائن شبيه التمساح، قفزت الثعالب بارتفاع عالي من فوق أجساد الشباب وانقضت على تلك المرأة التى تضخم حجمها وأصبحت بشكل امراة من أغصان الشجر لديها العديد من الأذرع التي تضرب بها الثعالب المهاجمة، وهي تصرخ صرخات ترج الأشجار المجاورة . 

فى وقت انشغال الثعالب بالهجوم على المرأة المتحولة، عاد انطوان وجذب حبال الفرش وسحبه سريعا مع اليزابيث اتجاه الشاطئ ، دقائق ربما او ساعات جلس بها انطوان ينظر الى اليزابيث التى تفحص جسد أليس ثم قامت بربط الجروح التى وجدتها على كاحل قدم أليس ، وبعدها كانت تساعد أليس التي استفاقت على شرب اخر زجاجة مياه كانت موجودة داخل حقيبة اليزابيث، ثم جلست إلى جوار انطوان وقالت 

" شكرا انك قطعت أجزاء من الغزال بعد أن سلخت الجلد، اين تعلمت ذلك؟، وإلى ماذا تنظر الأن؟"

قال انطوان " انظرى هناك ، لقد عادت الثعالب الى شكل القطط، وتقف بجوار الأشجار، افكر لماذا لم تهاجمنا؟ ولماذا هاجمت ذلك الشئ الذي تشكل على شكل امرأة؟ ومن جمع كل تلك الأغصان ؟"

قالت اليس " تلك ليست قطط، بل اشبال اسود وعندما تتحول تكون ثعالب، والثعالب لا تهاجم إلا إذا كانت جائعه نفس صفات الاسود" 

قال اليزابيث " لماذا لم تصرخي عندما تم سحبك؟ "

قالت اليس " شعرت بنغزة فى قدمى مثل شك ابره ثم غيبت عن الوعى لا اعلم ماذا حدث بعدها"

قال انطوان " هذا يفسر تلك العلامات فى الكاحل، ربما هى ابر مخدرة تستخدمها تلك المخلوقة "

قالت اليس " الوقت يمر سريعا على الجزيرة، لماذا لم يعودوا؟"

قالت اليزابيث "ربما وجدوا مكان افضل من الشاطئ وسوف ياتى احدهم كي يأخذنا، يا انطوان اخبرنى اين تعلمت الذبح والسلخ وايضا انشاء جهاز شواء من الخشب"

قال انطوان "بالنسبة للذبح والسلخ فان ابى لديه مزرعه بها مكان مخصص لذبح الأغنام والابقار وبيع اللحوم، و بالنسبة لصناعة ذلك لطهى اللحوم فإن اخي الكبير كان ياخذنى فى رحلات تخييم و صيد فى الغابات وكان بعد ان نصطاد الارنب او الظبي نقوم بذبحه وطهيه هكذا "

قالت اليس "ان ابى كان يأخذني إلى البحيرة القريبة من البلدة ويعلمنى اصطياد الاسماك، هذا بالطبع قبل أن يهجرنا ويرحل"

قطع حديثهم وصول مارك و مارى يجريان وهم يحملوا اوعيه فخارية ممتلأه بالماء، صاح انطوان بدهشه وقال 

"اين كلارك و تينا؟"

قال مارك " لقد افترقنا كي نضلل ذلك الشي الذي يتبعنا "

مارى قالت " لقد اخبرت كلارك ان لا يقترب من الشلال لكنه لم يستمع الي "

قالت اليزابيث وهى تشير الى اتجاه بعيد " لقد جاءت تينا بمفردها، اسرع مارك وانت ايضا انطوان. انها تجذب ذلك الفرش بمفردها" 

توجه الاثنين الى تينا واخذوا منها الفرش الذي كان ممتلأ كثيرا بفروع الاشجار والاخشاب وكان قد ربط اطرافه بجزوع كبيرة من جزوع الشجر التى من الواضح انها اقتلعت من الارض، وبعد ان وصلوا الى باقى المجموعة تحرك مارك وانطوان لتوزيع الاخشاب على بقايا الرماد المحروق فى الدائرة وبدأوا بمحاولة اشعالها، بينما جلست تينا قرب النار وجسدها يرتعش بقوه، اقتربت اليزابيث منها وقالت 

"اين كلارك وريمون؟ لقد غربت الشمس وانتشر الظلام"

تينا ببكاء "ذلك المجنون، تركته يصارع حيوان ضخم حتى استطيع انا جذب تلك الاشياء والابتعاد "


وقبل ان يتحدث اى احد منهم كان ريمون يخرج من بين الأشجار يجر خلفه وعاء ضخم ملئ بالماء وهو يصيح باعلى صوت 

" تعالوا ساعدونى، ثم اشعلوا النيران، ان كلارك اتى و ذلك الاناكوندا الذي ابتلع التمساح الضخم خلفه"

كانت الدائرة بالفعل اشتعلت وباقى جزء صغير منها فاندفع مارك وانطوان فى اتجاه ريمون وجذبوا معه الاحبال التى كان يربطها حول الوعاء حتى استطاعوا المرور داخل الدائرة، واثناء ما كانت اليزابيث ومارى يلقيان باقى الاخشاب كي يغلقوا الدائرة ظهر كلارك يجرى نحوهم ثم قفذ الى الداخل و قام ريمون باشعال النار فى باقى الاخشاب حتى اغلقت الدائرة تماما، ثم التفوا جميعا ينظرون الى كلارك الذي كان نائم على الرمال و ينزف دماء من جراح كثيرة متفرقة في جسده .

بعد مرور ساعة 

انتهت مارى من تضميد جراح كلارك، كما انتهى انطوان ومارك من تقطيع لحم الغزالى المطهى وتوزيعه فوق اوراق اشجار كانو صنعوها على شكل صحون، وكانت اليزابيث وتينا قد قطعوا الخضار والفاكهة ثم جلسوا جميعا لدقائق يتناولون الطعام فى صمت، قطع ذلك الصمت ضحكات كلارك الهستيريه ثم تبعه ريمون و تينا ، لكن مارك و مارى كانوا ينظرون لهم بشئ من الغيظ، فانطلق انطوان و اليس و اليزابيث يضحكان ايضا على نظرات مارك ومارى ، ثم قال كلارك بعد أن هدأ

" لا تنظر لى هكذا يا مارك ، اخبرتك ان لا تحاول تخطى ذلك السلك الشائك وأن الوقت يداهمنا ويجب ان نعود " 

قالت تينا " يكفى كلارك ان لم يمر من فوق ذلك السلك لم نكن ننتبه لتلك العيون"

قال ريمون" يا الله ، فقط راسه التى ظهرت ثم من الجهة المقابلة للراس على بعد مئات الامتار صدر ذلك الرنين القوى الذي يشبه صوت رنين ذيل أفعى الجرس ، صوت ارتجت له الأشجار رجا من حولنا،إنه يشبه نفس ذلك الصوت عند انهيار الثلوج فوق السفينه "

كلارك " لكن مظهر مارك وهو يعود الى جوارنا ويصرخ (الرأس من ذلك الاتجاه و الذيل من الاتجاه المعاكس ) ثم يقع و ينهض وانا احاول امساك يده كى لا يسقط مرة اخرى وهو يصر على قوله (كيف الرأس هنا و الذيل هناك ) عزيزى مارك يوجد احتمال أن يكونوا اثنين او ان ذلك الصوت صادر من جهاز ما"

مارك " لا ، ليسوا اثنين ، وليس صوت صادر من جهاز انا متأكد ان ذلك الصوت تصدره افعى الجرس عندما تحرك ذيلها، ثم ان الراس ارتفعت الى ان وصلت الى السماء وعندما ابتعدت توقف الصوت"

تينا " مجرد صدفة ، لكن هذا ليس المضحك فى الامر، المضحك ان الثعلب الذى كنا نراه ضخما كان يشبه الهرة بجوار الجزء الظاهر فقط من جسد ذلك الثعبان " 

قالت اليس "لماذا تضحكوا ؟ ان ذلك مخيف وليس مضحك " 

قال ريمون " المخيف ان ذلك الأفعى او الثعبان أو الكوبرا او حتى ان كان تنين فهو يتحدث الانجليزية والعربية انه ناطق، وليس ذلك فقط، ايضا يستطيع التحكم فى لون جسده، عندما كان يقف بين الأشجار كانت الراس محاكاة لاوراق الشجر والرقبة محاكاة للجذع الشجر الاساسى "

قالت اليس " كيف علمت انه ناطق ويتحدث لغات "

قال ريمون " لقد قال بالانجليزية ثم العربية (لقد حذرتكم ان لا تبحثوا عن اسرار الجزيرة ) قالها عندما مر مارك من بين الاسلاك "

قالت مارى " هل تتخيلي انه من الممكن اننا ونحن نتحرك صباحا نكون نستند على جسده ونعتقد انها صخرة أو جذع شجرة، سحقا "

قالت تينا " لماذا تخافه كل الحيوانات التى قابلناه حتى الآن ويهاجمه فقط الثعالب، مهاجمة ليست مباشره فقط كي يشتت انتباه عننا"

قال كلارك "لماذا يخافون منه؟!، اجل انت لم تري وهو يبتلع التمساح ذات الراس الثعبانى ، لقد وضع راس التمساح حتى اقدامه الاماميه داخل فمه على مرة واحده ، وهنا اصبح لون الراس قريب من اللون البنى الغامق مثل لون التمساح ، ثم ظل الثعبان الضخم ذلك ساكن بذلك الارتفاع العالى وهو ارتفاع اعلى من الشجر القريب منه، حتى توقف باقي جسد التمساح عن الحركة، ثم بدأ بابتلاعه بالكامل، فعل ذلك وانا اصارع ذلك الكائن الشجرى الضخم ثم وقف يشاهد كيف نتصارع وكأنه يستمتع بجولة مصارعة "

قال أنطوان"يكفينا سماع بعض المشاهد التي حدثت ، هل يمكن أن تحكى يا مارى ماذا حدث بالتفصيل قليلا واعتقد ان تينا تستطيع أن تساعدك " 

قالت مارى " بعد أن افترقنا قررت أنا ومارك ان ننضم الى كلارك وريمون حتى ناخذ خريطة ترشدنا الى طريق المعمل او ما كنا نعتقد انه معمل طبي كما سجل على جدران الكهف، وبعد ان وصلنا الى الكهف ووجدنا الخرائط فى مكانها وفوقها حجر كي لا تطير ، وهذا غريب بالطبع لان وقت هروبنا المرة السابقة لم يضع ريمون حجر فوق الخرائط، وايضا وجدنا تحذير قد تم حفره من خلال حافر حيوان ما ولكن الدماء الموجودة كانت بشرية، على أى حال، قررنا ان نذهب ونبحث عن ذلك المعمل " 

(بالعودة فى الزمن )


قالت تينا " تقدم أيها المرشد السياحى "

نظر ريمون لهم وصاح بياس " تبا لكم جميعا" 

ارتفع صوت ضحكات الرباعى سويا على رد فعل ريمون ، فضحك ريمون هو الآخر تباعا، ثم تحركوا جميعا فى الاتجاه المعاكس للشاطئ متوغلين الى داخل الجزيرة أكثر، لا يفكرون بكم المخاطر التى يدفعون أنفسهم بها، وبعد ساعة من التجوال وسط الاشجار وصلوا الى مجرى نهري يسقط فى بدايته شلال عظيم، وكان يتواجد جسر من صنع البشر قرب نزول مياه الشلال، كما يوجد بضع أنابيب أسفل المياه الساقطة من الارتفاع الشاهق الذي لا يستطيعون تحديده ، كانت الأنابيب من الاعلى على شكل مجسم مثلث مقلوب بدايته داخل فوهة الأنبوب وقاعدته لأعلى، مما يؤدي إلى مرور بعض المياه الساقطة داخل الأنابيب ويوجد بجوار كل أنبوب وعاء من الفخار كبير الحكم له يدين مربوط بهم احبال، كما مثبت اسفل الفخار أنواع من العجل الخشبي كى يسهل تنقل الوعاء بين ارض الغابة، لكن العجيب فى الأمر ان مظهر تلك الأوعية يدل على ان لا احد استخدمها منذ اعوام بل قرون من الزمن .

قال كلارك " كنت قلق كيف سوف نحصل على ماء الشرب عند انتهاء الزجاجات التي في حقائبنا "

قال مارك" هل تعتقد ان تلك المياه صالحة للشرب ؟"

قال ريمون " اعتقد كذلك والا لماذا صنعوا تلك الأنابيب لجمع المياه "

قالت مارى " العجيب ان هذا يدل على وجود البشر فى تلك الجزيرة، لكن لماذا لم تسجل على اى خريطة عالمية معترف بها" 

قالت تينا "اعتقد ان تم هجر تلك الجزيرة لأسباب مهمة جدا "

قال كلارك " على اى حال نحن هنا الآن، ساعدنى يا مارك وانت ايضا ريمون كي نملأ احدى تلك الأوعية حتى نأخذها ونحن عائدون " 

قال مارك " اجل، ونترك الفرش هنا ايضا وحتى يمتلئ الوعاء يمكن ان نجمع الاخشاب كما ان من الجيد انك ربط تلك الجذوع الضخمة بالفرش "

قال ريمون " اجل، انها فكرة تينا حتى يصبح لدينا ما يكفي من الأخشاب لأكثر من ليلة "

ظل الشباب بعدوان جذبوا الوعاء إلى أسفل احدى الأنابيب، يتجولون لجمع الاخشاب أثناء امتلاء الوعاء الكبير ذات العجل، والفتيات يحاولوا اكتشاف المكان وجمع بعض ثمار الفاكهة دون الابتعاد عن عن مجرى النهر ،ومع مرور اكثر من ساعتين عادة الفتيات يجرون وهم يصيحان 

" اختبئوا خلف الأوعية سريعا "

ترك الشباب الأخشاب فوق الفرش ثم وقف كل من مارك و تينا خلف وعاء و ريمون. مع مارى خلف وعاء آخر، وكان كلارك لم يعد بعد من وسط الاشجار ، لم يمر سوى لحظات و ظهر ذلك التمساح الضخم ذات الرأس الثعبانية، متجه الى الشلال ثم وقف رافع راسه اسفل المياه الساقطة يشرب منها، عاد كلارك اثناء ذلك الوقت، ومع اقترابه راى الكائن فوضع الاخشاب بحذر فوق الارض، ثم تحرك ببطء شديد واستند على شجرة وحاول أن يثبت دون حراك، بالفعل لم ينتبه له التمساح وبعد دقائق هم التمساح بالعودة من نفس الطريق الذى أتى منه.

وبعد اختفاءه من انظارهم ،قال كلارك موجها حديثه الى مارى 

"عالمة الاحياء التى معنا، ما هذا الشئ ؟ ثعبان او تمساح "

قالت مارى وهى تضحك " انه هجين ناتج عن تزاوج تمساح مع ثعبان لكن لم يخبرنى احد كى احضر حفل الزواج" 

قالت تينا " انتم تمزحون، لقد كان يمسك فى فمه عندما قابلناه قرب تلك البحيره الاخرة راس غزال، ان لديه اربع انياب تماثل ناب اسنان القرش او اسنان المنشار الذي نقطع به الخشب"

قال مارك " اهداي لقد رحل، والان علينا ابعاد ذلك الوعاء فقد امتلأ، ثم نكمل طريقنا للبحث عن ذلك المعمل "

قال ريمون " لماذا لا نعود ونجلس على الشاطئ وننتظر اى سفينه؟ بالتاكيد سوف تمر سفينه بالقرب "

قال كلارك " لا تشعر بالخوف يا ريمون وانا بجوارك سوف اقاتل اي شئ وانقذك "

قال ريمون " هل تعدني بذلك ؟"

وضع كلارك يده فوق صدره وقال " عهد منى سوف اقاتل لاخر نفس فى صدرى "

صاحت تينا بحماس " وانا ايضا كلارك لن تترك تلك الاشباء تأكلنى "

قال ريمون " سوف اكون فى الامام وانتم خلفى، حتى يأكلنى ذلك الهجين "

تحركوا جميعهم خلف ريمون وكان كلارك يتقدم بالخطوات حتى يكون محازى فى الخطوات له، ويليهم يسير الثلاثى متجاورين، بعد ما يقرب من ساعة اخرى تحركوا بها بموازات الجبل ظهر امامهم شئ يشبه جدار مرتفع من النباتات والتى اتضح انها تنموا فوق اسلاك شائكة ، همس مارك وهو ينظر من بين الاسلاك بعد ان نزع بعض النباتات 

" هذا ليس معمل طبي، انه مختبر تابع الى جيش ما، كلارك هل يمكن قطع تلك الاسلاك بهذه السكين "

قال كلارك " لماذا نقطعها؟ يوجد شئ ما قطع ذلك الجزء قبلنا بل قطع الكهرباء عن الاسلاك "

قال ريمون باندهاش " كهرباء !؟ "

اشار كلارك الى اعلى الاسلاك، كان هناك صندوق مثبت به لمبة بيان مغلقه، فقالت تينا 

" هذا صحيح اللمبة مطفأه أى لا يصلها كهرباء "

كلارك " نعود الان الى الشاطئ، الوقت يداهمنا و المغيب قد اقترب، يا مارك توقف لا تمر الان"

لم ينتبه مارك من حديث كلارك وقام بالمرور الى الجهه الاخرى من السلك ثم استدار وفتح ذراعيه وقال 

" لا يوجد شئ، نصف ساعة فقط نرى المكان من الخارج و.."

اهتزت بقوة الشجرة التى كانت تبعد عن المجموعة حوالى متر من جهة الجبل ثم ظهرت اعين تشع احمرار، وبدأت راس الافعى العملاق بتغير لونها الى لون اسود قاتم، ثم صدح صوت من خلف مارك قوى، صوت اجراس تهتز بقوة وغضب، تلك الاجراس المشابة لذلك الصوت الذى صدر وهم بالسفينة وتسبب بانهيار الثلج، بدات الاشجار من جهة الصوت ترتطم ببعضها من الاعلى وكأن اعصار هوائى يمر قربها، تحركة راس الافعى الضخمه حتى ظنوا جميعا انها تناطح السحاب بارتفاعها، ثم تحدثة الافعى وقالت بالانجليزيه 

" I warned you not to search for the secrets of the island, but you, like others, are searching for your own destruction"
ثم باللغة العربية
" لقد حذرتكم ان لا تبحثوا عن اسرار الجزيرة، لكنكم كما غيركم تبحثون عن هلاككم"

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-