أخر الاخبار

جزيرة الاناكوندا بقلم اسماء ندا الفصل الخامس

الفصل الخامس

حاول كلارك القفز من خلال النار والمرور الى الجهة الاخرى لكن امسك به مارك وانطوان وقالت اليزابيث 

" اعقل يا كلارك ، انا لا اسمع سوى صوت الرياح، ليس أكثر"

قال مارك " وانا ايضا سمعت صوت الفتاة "

قالت اليس " يوجد شيئا ، أشعر بالقلق، فانا لم استمع الى اى شي"

قال أنطوان " اعتقد ان جميعنا سمعنا صوت ما لكن لا احد يستطيع تمييزه او كلا منا ميزه بشكل مختلف، هذا يعنى انه صوت مخادع ليس حقيقى، أو شعور الخوف بداخلنا هو ما نحكم بما نسمع " 

قبل ان يتحدث أي منهم مره اخرى ، صدر صوت قوي يشبه احتكاك جسم ما لاوراق واغصان الاشجار، أمسكت اليزابيث فى ذراع ريمون الأقرب لها وهمست

" هل سمعت ذلك ، كيف صوت احتكاك أغصان الشجر بشئ ما يصل إلينا من تلك المسافة "

مارى " انتقل عبر مكبر صوت أو من الممكن أن تكون الرياح التي تمر بين الأغصان المحترقة من حولنا"

مارك " هيا يا بشر، لا تضخموا شعور الخوف داخلكم، هيا نفكر فى شئ نفعله حتى يمر الليل او نحاول على الاقل ان ننام "

جلس كلارك و قال" ربما انتم على حق، وكان فقط صوت الرياح او احتراق اغصان الشجر تلك" 

قالت تينا " هل تعلمون يوجد جهاز تسجيل فى حقيبتي يعمل بالاسطوانات، و ايضا بعض الاسطوانات الغنائية ، اتمنى ان يكون الشحن كامل ، ما رايكم نستمع لشي ما"

اخرجت تينا جهاز التسجيل ، ثم وضعت موسيقى صاخبة، والتف الجميع على شكل دائري ، كما أخرج انطوان من حقيبته اوراق اللعب ، وقام بتوزيعها بينهم ، مر الوقت وبسبب ارتفاع صوت الموسيقى، لم يستمعوا الى اى حركه خارج إطار النيران، وبعد فترة تسللوا جميعا كى يناموا ما عدا كلارك و مارك ظلوا يقظين لبعض الوقت وعندما بدأت النار تقل، نهضوا وقذفوا ببعض الأغصان الخضراء، وبعد مرور ثلاث ساعات أيقظ مارك انطوان و ريمون كى ينام هو و كلارك قليلا .


مع بداية النهار وانتشار الضوء كانت النيران قد خفت وانطفأة ولم يعد معهم اى أغصان شجر ليست محترقة، نهض الجميع من النوم فقد كان غلب النوم أعين الجميع ، نظر كلارك من حولهم فلم يجد التماثيل او حتى تلك الثعالب، وقال انطوان 

" لقد عادوا الى شكل قطط صغيرة ثم رحلوا ، لقد رأيتهم منذ قليل"

مارك " اعتقدت أنك كنت نائم الآن" 

انطوان " لا، كنت اغمض عينى قليلا فقط لكن مستيقظ "

كلارك " حسنا، الان يجب ان ننقسم ، انا و ريمون سوف نذهب كى نستعيد الخرائط وفى طريقنا سوف نجمع بعض الاخشاب، لاننا نحتاج الى كميه كبيرة " 

قال مارك وانا وتينا وماري سوف نجمع بعض الاخشاب ايضا ونحن نبحث عن ذلك المعمل بالتأكيد هناك معدات واشياء يمكن الاستفادة منها "

انطوان " اذا يتبقى لى اليزابيث و اليس ، نذهب لنجمع طعام خضار وفاكهة وان استطعنا اصطياد ارنب سوف يكون شئ جيد"

كلارك " وتجمعون ايضا اخشاب ، لقد صنعت ليلا وانا مستيقظ للحراسة ثلاث فرشات من الملابس التى كانت تجف ،عذرا، لكن نحتاج الى الكثير من الاقمشه كى نجمع فوقها الأخشاب حتى نستطيع جمع اكبر كمية ممكنه"

حرك الجميع رؤوسهم بتفهم ثم صاح انطوان بمزاح محاولا تخفيف التوتر والخوف المرتسم على وجههم جميعا 

" ونتذكر جميعا خاصة الفتيات ، القطط الصغيرة تتحول الى ثعالب ضخمه وتاكلنا، لا تجعلوهم يسحروا اعينكم بجمالهم"

مارك " وانت لا تسحر بجمال الطبيعة والمياه فلقد رأيت قروش قريبة من الشاطئ امس ونسيت اخبارك "

انطوان " تبا لك، لقد كنت انوى الغوص قليلا "

كلارك ضاحكا " هيا تفضل كن طعاما لذيذ للقروش"

ضرب انطوان الأرض بقدمه مثل الاطفال الغاضبة مما جعل الفتيات يضحكن على ما يفعله، ثم انطلقوا جميعا على وعد ان يعودوا إلى نفس المكان ، قال ريمون قبل أن يتفرقوا

" امسكوا تلك الحبال بالسكين او بالمقص اقطعوا واربطوا بعد كل خمس شجرات حبل ، وان انتهت الاحبال حاولوا حفر الشجر وصنع اى علامة تدل عن طريق العودة"

كان يوجد اربع سكاكين ومقص واحد وصنع كلارك من حديدة الحزام الذي يرتديه جزء حاد وقال 

"كل واحد معه شئ حاد يحفر به ما عدا انت مارك، امسك تلك الحديدة واحفر بها ان ابتعدت عن مجموعتك "

قال مارك " وانت ماذا سوف تفعل " 

أجاب كلارك " سوف اكسر الاغصان المرتفعه واعلم الاشجار من خلالها" 

قالت مارى " تذكروا الاشجار قبل المغيب يتغير موضعها، فمع غروب الشمس ان تأخرت بالعودة ،امشوا عكس العلامات التى تركتوها "

تحركوا جميعا فى اتجاهين حيث انضم مارك الى كلارك كى يأخذ خريطة من الخرائط يظهر عليها المعمل بعد ان نبهه ريمون على انه يتذكر ان من ضمن الخرائط، رسم يحدد مكان معمل طبي.

كانت إليزابيث تمسك فى ذراع اليس ويتحركن بحذر خلف انطوان الذي يجذب خلفه الفرشة المخصصة لجمع الاخشاب، استدار لهم انطوان وقال

" فى النهار لا يوجد خطر، هيا نسرع حتى نستطيع جمع الأخشاب والطعام "

بدأت الفتيات بقطع الأغصان الصغيرة والقريبة من الأرض ثم القاءها فوق الفرش التى قام أنطوان بربطها في خصره، كما خلعت اليس القميص الذي ترتديه وربطة طرفيه فى خصرها، كي تضع بداخله الفاكهة التى تستطيع قطفها ، وبعد تقريبا ساعتين من التوغل توقف انطوان بين طريقين ثم فك الفرش من خصره و و تركه على الأرض، وقال

" انظروا ، هناك يوجد غزالة صغيرة بمفردها، سوف اصطادها، وانتم الاثنين تحركوا بين أشجار الفاكهة بالاتجاه المقابل لكن لا تبتعدوا عن تلك الفرش "

اليس " من المفترض ان لا نفترق "

ضرب انطوان رأسه بكف يده وقال "كيف اصطاد الغزال وأنتم معى ، حسنا انتظروا هنا وانظروا لى، لن ابتعد" 

قالت اليزابيث " هل تستطيع اصطياده ام اذهب انا، انا اجيد استخدام السهم والقوس " 

نظر انطوان بدهشه لها وقال " ومن اين سوف تجدين سهم و قوس؟"

أشارت اليزابيث إلى الأعلى، فوق شجرة ما ، رفع انطوان راسه وكذلك فعلت أليس وهي تقول 

" من وضع ذلك القوس والسهام هناك "

قال انطوان " اتذكر ان جد مارك قال فى مذكراته ان سكان الجزر المجاورة يأتون إلى هنا من الممكن ان يكون خاص بأحدهم"

تقدمت اليزابيث ثم تسلقت الشجرة وامسكت القوس وحقيبة السهام ،ثم نزلت و قالت

" 'أليس' يمكن أن تجلسي مع الفرش هنا ، ونحن سوف نصطاد الغزاله التى ما زالت واقفه بمكانها تاكل الاعشاب وهذا فى حد ذاته يقلقني ولكن لنجرب "

جلست أليس بجوار الفرش وهى تحاول ان تغنى كى تلهى عقلها عن الشعور بالخوف، بينما تحرك انطوان و اليزابيث بخفة حتى يقتربوا من الغزال دون ان تشعر بهم ، لكن لم يكونوا بمفردهم من ينوى اصطياد الغزال، فهناك من يتربص بين الحشائش ينتظر فرصة للانقضاض على فريسته.

********

عند باب الكهف وقف ريمون وباقى الشباب ينظرون الى الخرائط التى وضع فوقها قالب من الحجارة كي تثبت بمكانها، وحفر فوق جدار الكهف من الخارج بمخالب حادة تحذير بالانجليزية 

"Escape if you can. You are not welcome in my kingdom. Do not search for secrets because some of them are the cause of your death"

قالت مارى " ماذا يعنى ذلك؟"

قال مارك " اهربوا ان استطعتم، ليس مرحب بكم فى مملكتى، لا تبحثوا عن الأسرار لأنها سوف تكون سبب موتكم"

نظرت له مارى بمزيج من السخرية والرعب وقالت " لم اقصد معنى الكلمات فهى بالانجليزيه، لكن اقصد من قام بكتابتها ان كانت الجزيرة ملك لثعبان ضخم "


قال كلارك " اثار ما حفر به في الأحجار ليست آثار سكين "

اقتربت تينا ثم مررت اصبعها على الحروف المحفورة وقالت 

" انها حافر حيوان وليس لسكين "

ريمون " من الممكن ان يكون احد من سكان الجزر المجاورة ويريد تحذيرنا لكنه خائف من شئ ما "

وضعت مارى اصبع تينا داخل فمها وقالت " ممكن ، يوجد آثار دماء بشرية داخل الحروف "

قال مارك " كيف علمت أنها بشرية؟"

ضحكت مارى " لان طعمها يشبه طعم دمى، وانا احيانا بالمعمل افرق بين انواع الحيوانات من خلال طعم الدم ، اعلم ، انه شي مقزز، لكن هذه طريقتى لمعرفة الفارق "

اشمئز وجه مارك ،بينما نظر كلارك باعجاب لها، و ابتعد ريمون بنظرات عينيه إلى البعيد، ثم قال كلارك 

" اذا هيا يا ريمون افحص الخرائط واعطى الى مارك الخريطة التى يظهر بها ذلك المعمل "

تحرك ريمون ثم رفع الحجر وبدأ يفر داخل الخرائط ،ثم سحب ورقة خريطة من بينهم واعطاها الى مارك و قال 

" لماذا لا تستمع إلى التحذير؟ لا تذهب للبحث هناك، يكفى أن نجمع الاخشاب و الطعام حتى تمر سفينة بالقرب من الجزيرة ونرحل"

قال مارك وهو ينظر. إلى الخريطة " لن تمر أي سفينة او حتى تقترب من تلك الجزيرة، هل نسيت انها تعتبر جزيرة لم تكتشف بعد وليست متواجدة على اى خريطة معترف بها "

قال ريمون برعب "هذا صحيح ، اذا ، كيف سوف نخرج من هنا "

قالت مارى " لا تقلق، بالتاكيد والد مارك سوف يرسل للبحث عننا "

قال كلارك " وكيف له ان يعلم مكان جزيرة غير متواجده على خرائط العالم"

قال مارك بصوت مرتعش "هو معه باقى مذكرات الجد، من المحتمل ان يكون هناك خريطة وخرائط مرسومة باليد، داخل المذكرات "

قال ريمون " صحيح ، بل ، من المؤكد انه رسمها فى مذكراته قبل ان يرسم تلك الخرائط الكبيرة "


ساد الصمت للحظات ثم قال مارك " على اى حال، اثناء انتظارنا نحاول استكشاف المكان فلن نأخذ فرصة اخرى هنا " 

قال ريمون "لا ، انا سوف اعود الى الشاطئ ، من منكم سوف ياتى معى " 

ضحك كلارك وقال " أمسك ذلك الفرش وعند عودتك قطع الأغصان الصغيرة بطريقك وانا سوف اذهب مع مارى و مارك اعتقد انهم يحتاجون الى حماية"

ريمون بشئ من الخوف قال " تبا لك، لن أعود بمفردى، سوف اذهب معكم " 

قال مارك " اذا عليك ألا تضيع الخرائط مرة اخرى، كلارك انت تقدمنا وتقطع الاشجار الصغيرة ، ونحن نجمع الأغصان ايضا ، وريمون يقرأ الخريطة ويقوم بتوجيهنا " 

تينا أشارت الى ريمون بعد ان أعاد مارك الخريطة له وقالت بمزاح 

" تقدم أيها المرشد السياحى "

نظر ريمون لهم وصاح بياس " تبا لكم جميعا" 

ارتفع صوت ضحكات الرباعى سويا على رد فعل ريمون ، فضحك ريمون هو الآخر تباعا، ثم تحركوا جميعا فى الاتجاه المعاكس للشاطئ متوغلين الى داخل الجزيرة أكثر، لا يفكرون بكم المخاطر التى يدفعون أنفسهم بها. 

************ 

بالعودة الى انطوان و اليزابيث بعد ان تركوا اليس خلفهم، واقتربوا من ساحة فارغة من الأشجار الكبيرة لكنها ممتلئة بالأعشاب والحشائش التي تأكل منها الغزلان بحرية، لا تعطي بالا لأي خطر يحاوطها ، فكان هناك مجموعة من الغزال فى مناطق متفرقة داخل الساحة و توجد غزالة صغيرة تقف بعيدة عنهم بالقرب من بحيرة صغيرة فى منتصف الساحة، وعلى بعد خطوات قليلة بين الأشجار الكبيرة تمركزت اليزابيث بوضعية تستطيع من خلالها اطلاق السهم مباشرة الى قلب الغزالة ، لكن همس انطوان لها 

"انتظرى ، اليزابيث، يوجد شئ فى الماء يتحرك، لكن انظرى الجهه البعيده عن البحيرة توجد غزالة اخرى اعتقد انها فى مكان آمن أكثر"

قالت اليزابيث " مع حق، نصطاد تلك، فهى اكبر، ونترك الصغيرة لذلك التمساح على ما اعتقد انه تمساح "

بنفس الوقت الذي أطلقت اليزابيث السهم الى قلب الغزال التى تقف بعيدة ، ارتفع كائن بحرى ضخم قليلا برأس يشبه الثعبان لكنه يمتلك أقدام أمامية استطاع تثبيت الغزال الصغير على أرض شاطئ البحيرة ثم قام بغرس أنيابه بجسدها لمدة ثوانى قليلة وبعد أن رفع رأسه بحركة بسيطة استطاع نزع رأس الغزال ثم دفعها بعيدا فى مجرى المياه ، ثم ابتلاع جسم الغزالة بالكامل، بنفس الوقت كانت اليزابيث تقف مذهولة مما ترى، فهى لم تحلم قط برؤية شئ مماثل على الرغم من أنها تتابع قنوات التلفزيون التى تنقل ما يحدث فى الغابات ، انتبهت من تلك الحالة التي أصيبت بها على صوت انطوان 

" تحركى يجب ان نعود قبل ان ينتبه إلينا ذلك الكائن ، لقد احضرت الغزالة "

قالت اليزابيث بصوت خافت " هل رأيت ؟ لديه أربع أنياب بفمه"

قال أنطوان "اذا، لقد علمنا من يقطع رؤوس الغزلان " 

تركها خلفه وتحرك وهو يحمل الغزال الى الاتجاه الذي تركوا به اليس ولكن لم يجدوا احد ووجدوا آثار دماء على الأرض،ثم سمعوا صوت اليس تخرج من بين الأشجار فى الجهة المقابلة لهم، كانت أليس تمسك بيدها ذيل حيوان ما فقط وقالت 

"لقد اقترب الأرنب ذات الذيل الطويل منى، وعندما امسكته وكنت العب معه جرح بالسكين وحاول الفرار لكن استطعت الامساك به، على أي حال، يمكن اكله مع ذلك الغزال"

اليزابيث " هل أنت بخير ؟ أنت تمسكين ذيل ذلك الشئ ، ثم انه لا يوجد ارنب بذيل طويل "

أليس نظرت إلى يدها ثم انهارت من البكاء وقالت 

" انه ارنب وكان شكله جميل وله ذيل طويل وحجمه كبير وعندما جرح وحاول الفرار حاولت الإمساك به،لكن خرج راس يشبه رأس السلحفاة من داخل صخرة ضخمة هناك بالداخل وابتلع الأرنب وترك الذيل بيدى "

انطوان " من الجيد أن تلك السلحفاة استكفت بذلك الارنب ولم تلتهمك انت ، هل جمعت على الأقل بعض الفاكهة و الخضار"

فتحت اليس القميص الذي كانت تربطه حول خصرها وهى تبتسم وقالت "جمعت الكثير" 

قالت اليزابيث " هل الوقت يمر سريعا بشكل مفاجئ وبدأ الظلام يسود المكان "

نظر انطوان له ثم قال " تبا، ذلك الكائن الذي كان في البحيرة، يتحرك بالقرب، لكن لا اعتقد انه يرانا " 

امسك انطوان الحبال التي مربوطة بالفرش ثم بدأ بسحبها ببطء حتى أخفاها بين أشجار الفاكهة ثم جذب يد أليس وإليزابيث حتى يختبئون بين الأشجار القصيرة خلفهم ، حاولوا جميعا كتم انفاسهم ، عندما كان يمر ذلك الكائن العملاق برأس ثعبان وجسد أشبه بجسد تمساح ذات رقبه طويلة، كان يحمل بين فمه راس الغزال .

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-