رواية لا أرتوي إلا بعشقك
رواية لا أرتوي إلا بعشقك بقلم نداء علي
الفصل التاسع عشر
#لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
بالاسكندرية
تستعد أمل لزيارة عهود بصحبة فريد وطفلهما الصغير يزيد ظلت تتحدث الي فريد لكنه كان شارداََ يتذكر تلك الأيام التي ابتعدت عنه أمل، كم كانت أياماً صعبة.
فلاش بالك
بعد الشجار الذي حدث بين أمل وفريد وانتهت بتركها له ولطفلهما واكتفائها بالبكاء علي فقدان ابنتها فريد بعد ان استمع الي جرس الباب تحدث قائلا ايوة حاضر، دقيقه وهفتح.
فريد بتعجب : أمل، خير في حاجة.
أمل بتردد : هنتكلم عالباب.
فريد بجدية : لأ، اتفضلي.
بعد ان جلست أمل تحدثت بحرج : انا أسفة يا فريد، بس حط نفسك مكاني.
فريد : بقالي سنين بحط نفسي مكانك وبلتمس مليون عذر، ورضيت بالقليل منك وقولت كفاية اني بحبك مش شرط تحبيني.
أمل : لو سمحت اسمعني.
فريد : اسمعيني انتِ، انا خلاص مبقتش قادر اعيش علي الهامش مجرد شكل اجتماعي قدام الناس، انا استاهل اكتر من كده.
أمل بخوف : يعني مش عاوزني يا فريد.
فريد بحدة وغضب : انتِ جاية ليه، عاوزة مني ايه تاني؟!
مش انا السبب في ضياع بنتك، مش انا اجبرتك تتخلي عنها، ايه اللي اتغير.
أمل بضعف لأول مرة يراه فريد : بالعكس انا السبب في كل حاجة حصلت لعهود وليك ولابني الصغير اللي ملوش ذنب غير اني امه.
بكاء حاد جعلها تتوقف عن الكلام لتكمل، انا ظلمت نفسي وبنتي وظلمت ابني، لكن انت انا اخترت احملك مسؤولية افعالي، قررت ارمي عليك انانيتي وتهوري، انت ملكش ذنب ابدا بالعكس ذنبك الوحيد هو انك حبتني واتمسكت بيا انا يا فريد غلطت نفس غلطت عهود، ربطت نفسي وحياتي وتصرفاتي بعبدالرحمن الله يرحمه اتعودت انه يصلح اخطائي ويحميني ويحققلي احلامي.
اعتبرته عوض ليا عن امي وابويا واهلي
طول عمري كنت لوحدي وهو بقي كل دنيتي .
لحد ما مات، حسيت اني انتهيت، انا عارفة اني ظلمتك.
بس انا تهت، كان لازم حد يحتويني حد يحبني، انا استغليت حبك ليا ومقدرتش ابادلك مشاعرك ،او حتي احسسك بوجودك
انا اسفه، وانت عندك حق انت تستاهل واحدة احسن مني.
سامحني ....
توجهت أمل لتغادر، لكنه امسكها بقوة جاذبها الي احضانه يهمس بيأس :
انتِ حبك دمرني وضيع من عمري سنين ومقدرتش انساكي، ليه يا أمل، ليه تأذيني بالشكل ده .
أمل بهمس يغمره الندم والترجي : لأني غبية مبقدرش احتفظ بحد بيحبني، لأني مستاهلش حد زيك يا فريد.
لم يتحمل دموعها التي تذيبه شوقاََ اليها، فهو عاشق لا يملك سوى ان يغفر ويسامح عله يحظى يوماََ بالوصال.
فريد : متبعديش عني تاني، ارجوكي كفاية كده عليا.
أمل بصدق : والله عمري ما هعملها تاني وعمري ما هزعلك، بس سامحني وخليك جنبي.
فريد وقد انتهت قوته امام ضعفها : مسامح ياقلبي ومهما عملتي معاكي وعمري ما هسيبك.
افاق فريد من تذكره لهذا اليوم علي ابتسامة أمل تتحدث بشك : سرحان في مين يا ابو يزيد بقالك ساعه.
فريد مبتسما : بفكر في أملي وحياتي.
أمل : طيب يلا بقي علشان عهود بتتصل من الصبح ومستنيه علشان نروحلها
فريد بسعادة : حاضر انا اصلا بستني اليوم اللي بنقضيه معاها بفارغ الصبر، انا ماصدقت عهود وام عهود رضيوا عني.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
بشقة عهود تجلس تشاهد التلفاز بعد ان اعدت ما يلزم لاستقبال والدتها وزوجها وطفلها الصغير استمعت لصوت كاميليا تطلب منها الدخول.
عهود مبتسمة : يامجنونة ليه بتخبطي عالباب مش معاكي مفتاح.
كاميليا : لأ ياستي، ممكن تزعلي اني دخلت من غير اذن.
عهود : ايه الكلام الفاضي ده، احنا اخوات.
كاميليا : لأ انتِ بتعملي فرق والا مكنتيش تصممي تاخدي شقة لوحدك وتسيبيني.
عهود : اسيبك فين واحنا ليل نهار مع بعض، بس مكنش ينفع يا كوكي، الوضع اختلف، وانا ماما وجوزها بيجوا عندي، ونورا واهلها، مينفعش اضايقكم كل شوية.
وكمان ياسين كان مقيم في شقة عمو مصطفي وسايبلي المكان، كده افضل لينا كلنا، وانا معاكم في نفس العمار اهو .
كاميليا : ماشي ياستي، المهم دودي هيوصل امتي وحشني خالص .
عهود مبتسمة : ووحشني انا كمان، طول عمري كنت بنمتي يبقي عندي أخ صغير، تنهدت بحنين هامسة
ياما طلبت من بابا وماما يخلفوا، بابا كان معودني يقولي حاضر على أي طلب، ماعدا موضوع الأخوات ده، كان دايماً يقولي كفاية انتِ علينا ياعهود، حبيبي كان قلبه حاسس انه مش هيشوف غيري.
تنهدت بألم ودمعت عيناها بحزن خيم على ملامح وجهها فاقتربت منها كاميليا قائلة
عهود، بلاش نكد بقى، مامتك قربت توصل فرفشي كده.
رسمت عهود بسمت هادئة فوق وجهها وتحدثت برقة
عندك حق، عموماً بقى عندي الأخ اللي طلبته، هو اتأخر اوي علي ما جه بس المهم انه موجود.
كاميليا : بتحبيه يا عهود، يعني خلاص قدرتي تتقبلي جوز مامتك ويزيد؟!
عهود : انا قدرت اتقبل حاجات كتير اوي في حياتي يا كاميليا، صدقيني جوز ماما طلع شخصية حلوة اوي ووقف جنبي كتير في بداية ازمتي، كلامه ليا ووصفه عن مشاعره لأمي وانه كان بيحبها قبل ما تتجوز بابا خلاني اشوفه بطريقة مختلفة.
هو كمان كان ضحية لشئ خارج عن ارادته،
اما يزيد فأنا بحبه كطفل.
بحس انه تعويض ليا عن ابني التمعت عيونها بالدموع فسألتها كاميليا مغيرة الحوار :
ماشي ياقطة، كفاية ان عمو فريد بيذاكرلك بعد ما حولتي ورقك لكلية صيدلة وماشية معاك حلاوة ياعم، ياريتني احول انا كمان.
عهود : بس يابت بلاش عبط، انتِ ماشاء الله شاطرة وبتحبي تخصصك، لكن انا كنت مجبورة، وكرهتها اكتر بعد اللي حصل، تقدري تقولي تمرد.
كاميليا : طيب انا هقوم اعمل حاجة نشربها، تشربي ايه؟
عهود ببتسامة وجع : شاي بحليب.
استكملت محدثة نفسها، لما بشربه بحس بدفا كأنك موجود معايا.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
بالاسكندرية يقف حائراََ َ امام البحر وامواجه الغاضبة، تلك الأمواج تشبه حياته كثيراََ يتأمل متألماََ كل موجة تأتي بقوتها لتنكسر بعد قليل امام الشاطئ .
تحدث بتعب هامساََ : كان نفسي تبقي معايا وماسكة ايدي دلوقتي، وحشتيني لدرجة عقلي مش قادر يستوعبها.
هلاقيكي يا عهود، هرجعك لحضني وهتسامحيني، بس انا مش هسامحك هعاقبك علي كل لحظة.
ليكمل معاذ بتملك وغيرة : انا مش هتكلم يا عهود، انا هعاقبك علي كل لحظة اتمنيت فيها المسك وملقتكيش.
علي كل نفس كان بيخرج مني وانا بتمني انه يكون اخر نفس ليا في الدنيا.
علي يأسي من كل شئ الا من رجوعك.
هعاقبك علي اشتياقي سنين للمسة من شفايفك لنظرة عيونك اللي كانت أمان ليا من كل شئ بيأذيني .
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
يجلس حسن يداعب ابنه الصغير معاذ، تنظر اليه زوجته باشتياق لتهتف :
حسن.
اجابها هو : نعم يا حبيبتي.
هدير : هتفضل مشغول كده كتير، المكتب واخد كل وقتك يا حسن، وحتي وانت معانا بتبقي سرحان.
حسن : يعني اسيب شغلي، وبعدين مفروض تحسي من نفسك وتشوفي الوضع اللي احنا فيه، ولا عاوزاني اقعد احبك فيكي واخويا مكسور بالشكل ده ومراته منعرفش راحت فين وحصلها ايه؟
هدير بحزن ودموع تحاول كبتها : ايه ده ياحسن، انت شايل مني اوي كده، انا مقصدش حاجة وربنا عالم انا حاسة بايه علشان معاذ وعهود، دول اخواتي واتربينا سوا، بس انا حزينة علشانك انت اكتر.
انت اتغيرت، بتتوجع وبتحاول تخبي عن الكل، بتبعد عني كل يوم اكتر من اللي قبله.
وضع رأسه بين يديه يتنفس بقوة ليتحدث
أسف يا هدير ارجوكي اصبري عليا، انا حاسس بالذنب.
حاسس اني السبب في كل اللي حصل.
هدير : يعني ندمان ياحسن انك اتجوزتني.
حسن بلهفة : عمري ياهدير، انتِ اغلي عندي من روحي، مستحيل اندم علي جوازنا بس انا طول عمري بعتبر معاذ سند وحماية، أخ واب كسرته قدامي مش سهلة ابدا.
هدير مقتربه منه : اطمن ياقلبي، ربنا ييسر امره ويرجعله مراته، بس بلاش تبعد عني كده ياحسن علشان خاطري.
حسن : حاضر يا قلب حسن.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
بالمؤتمر الصحفي الذي اقيم لتوجيه الاسئلة والاستفسارات لتلك النخبة من ضباط الشرطة
احد الصحفيين : حضرتك تنسب الفضل لمين في القبض علي التشكيل العصابي الكبير ده.
القائد : الفضل لله أولا، ثم لتوجيهات معالي وزير الداخلية والقيادات.
ولكن في شخصين منقدرش ننكر مجهودهم برغم صغر سنهم.
الصحفي : مين حضرتك الظابط ده
القائد : الملازم اول معاذ عمران وزميله هشام الشرقاوي.
الاتنين تم نقلهم جديد لاسكندرية ومن اول يوم استلموا شغلهم وهما مثال للكفاءة والالتزام.
صحفية اخري : وبرغم كلام حضرتك الا ان في تقصير في اداء ضباط الشرطة والا مكنش معدل الجريمة يزيد بالشكل المرعب ده؟
همهمات واصوات متداخلة عقب كلام تلك الصحفية، ليشير القائد ناحية هشام بالرد عليها.
هشام مبتسماََ : طبعا في تقصير، احنا مش ملايكة، ولا عندنا عصاية سحرية نقضي بيها عالفساد في المجتمع، لو كل فرد التزم بدوره وساعد ولو بجزء بسيط اعتقد الدنيا هتتغير.
ثم تحدث بسخرية، ياريت الاسئلة تكون موضوعية بعيد عن اي امور شخصية.
الصحفية بحدة : امور شخصية ايه، حضرتك تعرفني اصلا؟!
هشام مبتسماََ : معتقدش، انا بتكلم بوجه عام.
انتهي المؤتمر الصحفي وغادرت نورا غاضبة، فهي عند سماعها لأسم معاذ احست بالغضب الشديد وارادت احراجه لولا تدخل هشام بالرد.
هشام وهو يبحث عن نورا الي ان رأها تغادر المكان.
هشام بعد ان لحق بها : استني يا انسه نورا، محتاج اتكلم معاكي ضروري.
نورا : أسفه مش فاضية وحتي لو فاضية انت اخر واحد ممكن اتكلم معاه.
هشام : وماله تعالي علي نفسك شوية واتنازلي واسمعيني.
نورا : ابعد عن وشي احسنلك، انا عارفه ايه اللي جابكم اسكندرية ما كنت تفضل في الشرقية انت وصاحبك الحقير.
هشام بحدة : كلمة تانية عن معاذ، وهقطعلك لسانك انتِ فاهمة.. معاذ مش حقير وعمره ما
كان حقير، انتِ شفتي حالته كانت ازاي بعد ما مراته هربت.
نورا : هربت من ظلمه وقسوته وبروده، والانهيار اللي حصله ده بسبب عذاب ضمير واحساسه بالذنب بعد ما اتسبب في موت ابنه.
هشام محاولاََ الهدوء : ياريت متظلميش غيرك، وتسمعيني الأول وبعدين تحكمي.
نورا : وانا اسمعك ليه، الحمد لله هي بعدت عنه وارتاحت.
هشام بترقب : ارتاحت! وانتِ ايه عرفك إذا كانت مرتاحة ولا لأ، بتشوفيها؟!
نورا بتهته : لأ، هشوفها فين، وبعدين ريح نفسك حتي لو عارفه مكانها، مش هقولك، سلام يا حظابط.
ابتعدت نورا وابتسم هشام محدثاََ نفسه : قطة شرسة.
بس سكر بنت الأيه، وهي اللي هتوصلني لعهود .
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
بعد أن عاد إلى الشرقية لرؤية اهله صدم أسامة من الأحوال التي تبدلت والنفوس التي تغيرت.
لا يستوعب اختفاء عهود، ابنة عمه وصديقته كان يعتبرها اخت ثانيه مثلها مثل ريم. كيف تختفي هكذا.
عابد متحدثاََ بهدوء : هتسافر تاني يابني ولا هتقعد؟!
أسامة : خلاص يا بابا انا عملت دبلومة في ادارة الاعمال وخدت كورسات كتير والحمد لله معايا شهادات تأهلني اشتغل في اي مكان.
استكمل مازحاََ : اخاف اسافر وارجع الاقي الحرب العالمية التالته قامت.
عابد : كويس يا بني خليك جنبي انا وحسن، كفاية معاذ سابنا وطلب نقله اسكندرية.
أسامة : معلش يا بابا سيبه معاذ محتاج يبعد ويبدأ من جديد، اللي هو فيه مش قليل كفاية غياب عهود وبعدها عنه.
وافقه وانسحب بهدوء فما حدث كان بسببه هو فقط، دخل عابد الي غرفته والقى بجسده فوق فراشه يشعر بالحزن يحتل قلبه.
نظرت اليه شادية بحزن لتتحدث بهدوء قائلة وحد الله يا بو معاذ، وفوض امرك لربنا.
عابد : لا اله الا الله، حاسس بالذنب ناحية معاذ وعهود ياشادية، امي بتكلمني بالعافية وغضبانه عليا.
شادية : ربنا يصرف عننا الهم وعهود ترجع من تاني.
عابد بتهكم : ترجع بعد سنتين وزيادة يا شادية.
شادية : هترجع يا عابد بس انت قول يارب.
عابد بيأس : بقول يا شادية ليل نهار بقول يارب ترجع وانا ابوس ايدها واقولها تسامحني، بدعي ربنا يحنن قليها علي معاذ علشان يسامحني، بدعي ربنا ترجع واعوضها عن قسوتي علشان لما اموت واقابل عبدالرحمن ميعرفش اني خنت الامانة وضيعت بنته بغبائي.
شادية ببعض اللوم : خلاص يا عابد اللي حصل حصل ودلوقتي لازم ترجع ابنك لحضنك كفاية عذاب لحد كده.
عابد : تقصدي ايه
شادية : اعمل زي ما الدكتور قالك، واجه معاذ، كلمه واحكيله يا عابد قوله كل حاجة مش عيب انك تدافع عن نفسك قدام ولادك.
انت غلطت بس انت كمان اتظلمت كتير، انا نفسي ظلمتك لما كنت بقف لك عالصغيرة قبل الكبيرة.. غلطت في حقك
لما نسيت انك مش بس جوزي وانك حبيبي ولازم اتحملك.
سمعت للي حواليا لما فهموني انك قوي ومحتاج واحدة قوية تقفلك ومتسمعش كلامك.
وفي النهاية خسرتك وانت خسرتني.
روحله ياعابد خليه يرتاح ويتكلم ويشيل الهم من جواه.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
بمركز الشرطة يوزع القائد ويحدد المهام المطلوبة من المجموعة المسؤول عنها، ليتحدث واحد من الضباط معترضاََ :
حضرتك المأمورية اللي فاتت معاذ عمران اتصرف من نفس ورفض تنفيذ الأوامر.
القائد : ملازم معاذ، انا هكتفي بلفت نظر المرة دي انا شايف انك ظابط شاطر بلاش تعمل مشاكل .
خرج معاذ بعد ان قطع وعداََ لقائده بتنفيذ التعليمات لينظر اليه هشام متسائلاََ َ : انت كويس يامعاذ.
معاذ : الحمد لله كويس، روح انت يا هشام واما هتمشي شوية.
هشام : لأ، انا وانت هنروح، ثائر جايلنا النهاردة ياعم، وجايب اكل من البلد، هيقعد معانا يومين ويرجع مطروح.
معاذ : هو الواد ده هيفضل في مطروح علطول.
هشام : لما يجي نكلمه، يمكن يعقل وينقل اسكندرية ونبقي مع بعض احنا التلاته من تاني.
استمع معاذ وهشام الي همس بعض الضباط قائلين : ياعم القائد بيمجد فيه عالفاضي، ده عيل شايف نفسه وبيتكلم بطرف مناخيره.
أنا سألت عنه وعرفت ان مراته طفشانه منه، تلاقيها متحملتش خلقته.
لحظات وكان معاذ يكيل له الضربات حاول الكثيرين الفض بينهما وابعاده عن زميله دون فائدة لم يبتعد الا عندما ضعفت قوته.
ابعده هشام عنه بحدة ليهتف به : ابعد يا معاذ، هتضيع نفسك علشان واحد حقود زي ده .
أتى القائد مسرعاََ ليتحدث بجدية : ورايا عالمكتب كلكم.
اصطفوا جميعا أمامه، معاذ كعادته واجم الوجه لكن صوت أنفاسه ينم عن غضب شرس، وزميله يرمقه ببغض واضح.
القائد : ايه اللي حصل ده فاكرين نفسكم عيال بتتخانق في الشارع، ده انا احولكم مجلس تأديب حالا واسجنك انت وهو، انطقوا ايه اللي حصل؟!
هشام : حضرتك احنا كنا ماشيين وسمعنا بلال بيتكلم عن معاذ وبيغلط فيه.
القائد : ولو، ممكن تيجي حضرتك تقدم شكوي وانا اتصرف مش بلطجة هي.
معاذ : انا اسف يا فندم انا فعلا غلطان واعصابي تعبانه.
بعتذر من حضرتك ومن بلال، أنا محتاج اجازة اسبوع بعد اذن سيادتك.
بلال وقد تحول وجهه الي كتلة من الدماء، لكنه أراد أن ينال رضا قائده :
أنا بعتذر يافندم مش هتتكرر تاني.
القائد : انصراف انت وهو، وحسابي معاكم اذا الغلط اتكرر هيكون حسابي عسير.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
تجلس عهود امام احدي اللوحات تطالعلها بسعادة ورضا.
ليتحدث ياسين باعجاب : كل لوحة اجمل من اللي قبلها عهود : متشكرة، انت دايما بتشجعني.
ياسين : انا عمري ما بعرف اجامل حد خصوصا في مجال الفن.
عهود بابتسامة : الفضل كله بعد ربنا بيرجعلك انت بجد شجعتني وخليت عندي ثقة في نفسي
ياسين : طيب هتعملي ايه في موضوع البرنامج.
عهود : مش حابة اغامر وأفشل.
ياسين : انا معاكي متقلقيش، عمري ما هسيبك.
تفيرت ملامحها كليا وادمعت رغماََ عنها لتتحدث بضعف :
هفكر وارد عليك، اسفه هقوم ارتاح شوية.
ابتعدت مسرعه واغمض هو عينيه بألم هامساََ : لسه بتحبيه ياعهود، اي كلمه بقولها بتقارنيها بكلامه.
لتدخل الي شقتها وتغلق بابها بقوة لتبدأ في البكاء باشتياق لقلب لا يستحق، وذكريات تسبب لها وجعاََ لا ينتهي!
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
عاد الي الشرقية مرغماََ فلم يتبق له منها سوى ذكرياتهما سوياََ بشقتهما، كم اشتاق اليها .
أسامة بسعادة : معاذ حبيبي ايه المفاجأة الجميلة دي وحشتني .
معاذ : وانت كمان وحشتني يا أسامة اخبارك ايه؟
أسامة : كويس الحمد لله كويس انك جيت علشان تحضر خطوبة مريم هانم.
معاذ : ربنا يسعدها بس ماما قالت دي قراية فاتحة وبس.
أسامة : ياعم خليهم يكتبوا كتابها ونخلص.
مريم بغضب : تخلص من ايه يا سي أسامة قاعدة علي راسك انا ولا حاجة.
أسامة : يلا يا مريم روحي استعدي واعملي شوية ماسكات ومكياج نخدع بيهم عريس الغفلة.
مريم : عجباه بس متشغلش بالك انت.
معاذ بتعجب : يابني اعقل شوية، مالك ومالها مبروك يا مريومة.
مريم : الله يبارك فيك يا أبيه، احضرلك الغدا ولا تستني ابيه حسن هيرجع كمان نص ساعه.
معاذ : لأ، هطلع ارتاح شوية علي ما يرجع، ماما فين وعمتي؟!
مريم : بيشتروا شوية حاجات من برة.
معاذ بهدوء : وستي فين نايمة؟
زينب بمحبة : لأ صاحية ياقلب ستك، ايه مش عاوز تسلم عليا.
القي معاذ بنفسه الي احضانها دون رد، واحتضنته هي باحتواء تدعو له ان يريح الله قلبه.
صعد الي شقته يتنفس بارتياح، يبحث عنها رغم يقينه انها لم تعد.
دخل الي غرفة نومه، القي بثقله علي فراشه ليبتسم بحالمية وهو يتخيلها بجانبه، ليغفو بعد قليل وهو يتمني ان يصحو يجدها بجواره.
مر يومان، اجتمع معاذ بأفراد اسرته حاول ان يبدو بخير حال ولكن الجميع يعلم ما يعانيه.
اتاه اتصال من رقم مجهول فاجاب بعد قليل معاذ : ايوة مين معايا.
سماح : أنا يامعاذ، اخبارك ايه
معاذ : الحمد لله كويس، انتِ عاملة ايه؟
سماح : ممكن تقابلني يامعاذ، ارجوك مترفضش بقالي كتير بطلب منك وانت بترفض، ارجوك .
معاذ : خلاص تمام، بكرة الساعه ٥ هقابلك في اي مكان تحدديه.
سماح بسعادة : حاضر، مع السلامة
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
بينما تقف هي امام المرآة تطالع نفسها بثقة
وضعت العدسات اللاصقة، مع احمر شفاة داكن، نظرت الي شعرها الذي غيرت لونه لتنظر لنفسها بتعجب وكأنها تشاهد شخصاََ اخر غيرها.
نظرت الي هاتفها وجدت ياسين يطالبها بالاسراع لحضور سهرة فنية كبيرة.
عهود متحدثة الي ياسين بعد ان وصلت الي سيارته :
خلاص جيت ايه كل الاتصالات دي.
ياسين : اتأخرتي اووي ليه كل ده.
عهود : مش عاوزني استعد يعني.
ياسين : ماشي، عموما، عندك حق برده، انا مفروض استني.
عهود بتردد : طيب يلا علشان منتأخرش ياسين : مش قبل ما تردي عليا، بتهربي مني ليه؟!
عهود : ياسين قلتلك مينفعش الكلام ده.
ياسين : انا بحبك ياعهود، هتحسي بيا امتي.
عهود : ارجوك، انا لسه علي ذمة راجل تاني ومش هسمح لنفسي اني اتمادى بأي شكل .
ياسين : وانا طلبت منك ترفعي قضية وتطلقي، ولا انتِ لسه بتحبيه؟!