ابقى معى ج1
ابقى معى بقلم غادة
مفتتح
عيناه اصبحت اكثر قتامة ، ولونهم يشبه الغيوم الملبده بالسماء
.. رفع يده وحاوط رقبتها بشيئا من العنف ، وهو يقول بنبرة قاسية : اعرف صغيرتي انكي
بالتأكيد قد مللتي واردتي بعض الصحبه المسليه .. لذا اخبريني مع من كنتي ؟؟
لم ترد عليها بسبب صدمتها التي شلت لسانها
.. ما اللعنة التي يلمح لها الان ؟؟!!! .. لم تبقي مصدومه كثيرا ، فبلحظة نزلت صفعة
قوية قاسية علي وجنتها جعلتها تترنح ، ولكن بسرعة استعادت اتزانها ، وهي تنظر له وقد
تجمدت الدموع بعينها .. الغضب اصبح خارج السيطرة .. علي احدهم الاختباء الان والتقاط
انفاسه بهدوء !!
لم يمضي الكثير علي وقفتهم هذه وهو ينظر لها باعين من زجاج
قاسية متحدية وهو يصرخ بها : تحدثي !! .. اين كنتي قبل ان افقد اعصابي؟؟
صفعه اخري اقل حده ولكن لاذعة ، صدرت من كف
صغير يبدو فالظاهر انه هش ، ورقيق ، لا يقوي علي اصدار تلك الصفعات ..ولكن هذا ما حدث
.. لقد صفعته فريدة هذه المرة !!!
عينه كانت تتوهج وتشتعل بالجحيم ، وهو يبتسم ابتسامة وحشيه
عابثة تنذر بالشر .. بالرغم من هذا لم تتراجع ، وقالت بغضب مواجهه لغضبه : غير .. مسموح
.. لاي احد .. المساس بشرفي !! .. او حتي التلويح لذلك من بعيد !! .. ولو كان هذا الشخص
انت ادهم !! .. انظر جيدا واعرف من مَنّْ قد تزوجت .. انا الدكتور فريدة المهدي !!
.. لست احد عاهراتك عديمي الشرف ، لكي تقارني بهم .. ليس معني انك قد صادفت بحياتك
قذارة ، بأنني قد اشبهها .. افق ادهم ، انا غير !! .. وليس معني انني قد سلمتك نفسي
وسمحت لك بفعل ما تريد ورضيت به ، انني قد اسمح لك بالشك بشرفي واخلاقي .. احذر ادهم
من التلويح لذلك مرة اخري .. لقد انهيت ما اردت قوله ، وفعلت ما كنت ارغب به ، جاء
دورك الان .. تستطيع فعل ما تريد ، هذا حقك .. لقد اعطيتك الكثير من الاخطاء لعقابي
، واطمئن لن اقاوم او اعترض هذه المرة !!
اغمض عينه ليستدعي هدوء لن يأتي بهذه اللحظات
ابدا .. يتذكر انه بعمره لم يصفعه احد ، سوي شخصا واحدا فقط .. وهي التي تجرأت علي
فعل ذلك من بعده .. عندما فتحهما من جديد كانا اكثر اشتعالا وينذرا بالشؤم .. لا يريد
ان يؤذيها .. لا يريد ان يقتلها الان .. ومع ذلك قبض علي يدها يسحبها بهمجية ، وهي
مستسلمه تماما .. تحاول الثبات امام غضبه ، ولكن بداخلها تتبلل عرقا من الخوف والرعب.
خرج من الجناح وهو يتجه يسارا الي نهاية الغرف
.. اتجاه تلك الغرفة الوحيده التي سبق وان سألته عنها .. اخرج مفتاحها من جيبه ، وهو
مازال يعتصر معصمها بين كفه حتي فتحها وانارها.
بمجرد ان اشعل ضوئها حتي قابلها سواد .. سواد
بكل شئ .. من الطلاء الاسود المزخرف حتي الارض .. لم يكن ترتيبها مثل بقية الغرف ،
فقط صاله صغيرة بالمدخل ولكنها فارغة الا من طاولة طعام صغيرة ، ومفرش ارضية .
عبر تلك الصاله الي غرفة اخري متفرعه منها
ويبدو انها للنوم ، ولكنها اصغر من كل الغرف .. نفس السواد وجدته بتلك الغرفه ، حتي
السرير والمفارش .. اتجه بها الي شيئا يشبه رأس سلم خشبي بجانب الغرفة ، وهو يستعد
لنزوله.
لم تتبين الكثير لانه كان يسير بها سريعا ،
وكأنه يعرف جيدا ما سيفعله .. بدأ يهبط بها درجات السلم الطويل والملتف علي عجاله ،
وهي تحاول التمسك بيده التي تعتصر معصمها ، خشية السقوط علي الدرج بهذا الظلام .. لحظات
وبدد هذا الظلام ضوء خافت يأتي من اماكن متفرقه .. رفعت رأسها لتتأمله فذهلت بما تري
.. الضوء نابعا من نيران!!!
الحقيقة انها ليس نيرانها ، انها مشاعل .. مشاعل وحاملات
نيران ، معلقه بعدة اماكن متفرقة ، وهي كل ما يضئ المكان .. معلقه علي جدران حجرية
رماديه قاتمه وتبدو بارده .. وكأنها اتت من احد القصور بالعصور الوسطي ..
اللعنة!!!!
وجدت نفسها تقف علي ارضية من الخشب المثقل ، ربما هو سبب
تلك الرائحة الغريبة التي غزت انفها بمجرد عبورها للمكان .. تأملت المكان الواسع ،
وجسدها ينتفض برعشات بعيده كل البعد عن رعشات البرد .. لأول مرة بحياتها ترتعش خوفا
!!
كان المكان يحتوي علي باحه في المنتصف واسعة
.. اكثر ما لفت انتباهها ، تلك الرافعه المعلقة بالسقف العالي ، والمتدلي منها سلسله
طويلة وغليظة .. استدارت حولها بعد ان تركها ، ووقف يستمتع بمشاهدة حالتها المذعورة
.. تشعر بأن عقلها قد توقف عن العمل ، ولا تستطع التوقف عن ترديد كلمة واحده بفزع ورعب
"يا اللهي!!"
لمحت العديد من الغرف الواسعه والملتفة بإستداره
غريبة .. ولم يكن يغلق تلك الغرف اي ابواب .. بل قضبان حديديه طويلة ومتفرقة بشكل اشبه
كثيرا بقضبان السجون .. تفرق ثلاث غرف واسعه .. بها اشياء خشبية ضخمه مثبته بالارض
، واخري حديدية لم تستطع تميزها ، وقد سيطر علي جسدها حاله من الفزع والهلع العارم
!!
التفت تنظر له ، بينما كان يقف ويحدجها بنظرة
غريبة لم تعرفها ، ولم تشاهدها من قبل .. نظره ادركت بها انه ليس هو .. ليس نفس الشخص
الذي تعرفه .. نظرة شيطانيه!!
مجرد ان سقطت عيناها علي الجدار من خلفه ،
والذي كان مغطي من اعلي الي اسفل بتلك الاشياء المثبته والمعلقة عليه .. لم تكن سوى
شرائط جلديه طويله ، تشبه السياط ، منها الاسود والبني ، بأحجام واشكال مختلفة .. مرصاه
علي هيئة صفوف .. وهنالك صفوف اخري من العصي علي ما يبدو !!
زاد الفزع اكثر بداخلها عندما رأت حائطا
اخر معلق عليه اشياء كثيرها لم تفهمها ، ولكن ميزت منها بعض القيود الحديديه بأشكال
عده لا حصر لها .. عند هذا الحد لم يحتمل جسدها ، وارتعشت قدميها وهي تتخيل انه من
الممكن ان يستخدم تلك الاشياء المفجعه معها .. فكان عليها ان تفقد الوعي الان ، وبتلك
اللحظة ، قبل ان يتوقف قلبها .. وهذا ما حدث بالفعل !!
الفصل الأول
" عُـد بي الي حيث كنت قبل ان ألتقيك
ثم إرحل !! "
-محمود درويش-
•¤•¤•¤•
مركز د. بن ويلسون .. الساعة 07:00Am
مشغولة هي بتفحص ملفات حالات اليوم ، وتجهيز ملف العرض الخاص بالقضية الجديدة
الذي ارسله مكتب التحقيقات الفيدرالية ، للاطلاع عليه قبل تحديد جلسه الفحص للمجرم
.. طلبت قهوتها المره ، وجلست للاطلاع عليه قبل مجيئ البروفسير 'بن ويلسون' .
جمعت شعرها البني والذي يشبه خشب الماهوجني خلق رقبتها .. مررت عيناها
الذهبيتين التي تتوسط اهداب كثيفه وطويله علي الملف ، واول شئ لفت انتباها عندما فتحت
الملف هو اسم المتهم ، شردت قليلا تتذكره فهي تذكر انها رأته قبل سابق والغريب ان صورته
لم تذكرها بشئ فكانت هيئته متغيره لدرجه لم تسمح لها بتذكره ، الذقن الطويلة غير المهذبة
بالإضافة الي الشعر الاشعث فكانت هيئته تعرقل من تذكرها له .
ظلت هكذا ولم تنتبه لذلك الشخص الذي دخل والتف خلف كرسيها .. وفجأة ،
ضرب بكلتا يديه علي المكتب فانتقضت فريده واقفه تنظر اليه بذعر : د. بن لقد افزعتني
بشده لما تحب دايما فعل ذلك معي
ضحك "بن" بشده علي ملامحها وتنفسها الذي اصبح سريعا ، فبالرغم
من انه شارف علي بلوغ العقد السادس، الا انه شخص مرح محب للحياة والمزاح ، دائما
ما يسخر من جديتها في العمل ، وانها لا تعطي لنفسها الوقت الكافي للترفيه والتمتع بالحياة
.
هتفت
فريدة متزمره بإنجليزيه متقنة : كفاك ضحك 'بن' !!
بن وهو
يحاول كتم ضحكاته : لا استطيع .. انتي لم تري ملامح ، سعل اكثر من مره بعدها قال :
ماذا كنتي تفعلين صغيرتي
ردت
عليه : كنت اقرأ ملف الحالة الذي ارسله مكتب ال FBI
بن:
وتوصلتِ الي شيء ؟
فريدة:
ليس بعد، كنت احاول تذكر اسم الحالة ولكن ذاكرتي لا تسعفني قالت باحباط
بن وهو
يبتسم : اصبحتِ عجوز هاه؟؟ .. انظري، الم تعرفيه بعد؟؟ .. انه 'جاستن لوك'!!
فريدة
بتذمر : قلت لك اني قد قرأت الاسم ولم اتذكره .. هيا بن تكلم، من هو؟؟
بن
: 'جاستن لوك' .. هو رجل الاعمال المشهور الذي آتى إلينا منذ سنتان في بداية عملك معي
.. الذي كنتِ تسمعين تسجيلاته، وتساعديني في علاج حالته.
فريدة
: اها .. تذكرته .. اليس هو من كان يعني من الوسواس القهري؟؟
بن
: نعم هو .. وقد شفي تماما منه
فريدة
: اذا لماذا قتل زوجنه بهذه الطريقة الشنعاء .. أتعتقد ان اعراض المرض عادت اليه مره
اخري؟؟
أجابها
وهو يتحرك ليفتح دولاب الملفات : هذا ما سوف نعرفه في مقابله الفحص المبدئي غدا
بعد
برهه تحدث مرتفع قليلا : تبا، 'فريدة' !! .. هل قمتِ بتغيير الشفرة قمتِ مرة أخرى؟!
فريدة
: اووه د. بن .. لقد نسيت ان اخبرك تماما
تنهد
بن بقله حيله : وما هو الرمز هذه المرة ؟
فريدة : 9074
بن
: هذه المرة الثالثة التي تغيري بها الرمز السري خلال الشهر 'فريدة' .. ماذا دهاكِ؟
أجابته
بلا إهتمام : لا شيء، ولكني لا أثق بالسكرتيرة الجديدة
هز رأسه
بقلة حيلة : 'فريدة' انتِ تفعلين ذلك دائما .. ولكن تغيريها بالأكثر مرتين كل شهر؟
فريدة
: هذا للأمان صدقني، لا اريد ان يتكرر ما حدث معنا سابقا
اومأ
لها متذكرا سرقت احد ملفات المرضي، والذي رفع دعوه عليهم انتهت بدفع غرامه خياليه للمريض
.. ثم قال : ماذا لدينا اليوم؟؟
مطت
فريدة شفتيها : حسنا، لا توجد محاضرات اليوم في الجامعة .. كشف الحالات امامك .. سأذهب
الان لمتابعة قرأت ملف 'جاستن'، واستخراج ملفه القديم من الارشيف.
بن
: جيد .. اكملي قرأه الملف واطلعيني علي ملاحظاتك بعد استراحة الغداء .. ولا تنسي ان
ترسلي لي القهوه.
تابع أثرها حتى اختفت من امامه ، ثم تنهد بقوة .. لا يعلم كيف ستكون حياته بدونها
، فهي نوعا ما قد انقذت حياته من ظلاما شارف علي ابتلاعه .. تلك الفتاة ذو الخامسة
والعشرون من عمرها ، وبالرغم من هذا ، كل من يراها يعطيها عمر فتاه مراهقة لم تبلغ
السابعة عشر!! .. ومع ذلك تتمتع بشخصيه قويه، تلفت انتباه الحضور لها ، وتجبر الجميع
علي احترامها .. من يراها للوهلة الاولى ينخدع بجمالها وطالتها الرقيقة ، ولكن حينما
يتعامل معاها يصدم بالحزم والقوه ، وعدم تساهلها في الاخطاء ، وما تمتلكه من ذكاء مميزد
كدهاء ثعلب!!
درست علم النفس بمصر وحصلت علي درجه الامتياز، ولذلك تم ترشيحها للسفر ﻹستكمال
دراستها بالخارج في جامعة (سان فرانسسكو بولاية كاليفورنيا) .. بعد مده الدراسة -التي
استمرت سنتين- حصلت خلالهم علي درجه الدكتوراه وتخصصت في علم النفس الجنائي .
أُعجب بذكائها 'بن ويلسون' ، والذي كان استاذها في هذا القسم .. رأى بها ابنته
التي قتلت علي ايدي احد المجرمين بسبب طبيعه عمله مع مكتب التحقيقات الفيدرالي ، ومساعدتهم
في التعامل مع المجرمين وكشف واستخلاص الحقائق منهم .. لكن عندما دخلت حياته فريدة،
نوعا ما قد تبددت احزانه وعادت له روحه المحبة للحياة من جديد.
ولذلك ، وقبل إنتهاء فتره دراستها ، عرض عليها العمل كمساعده له في حل القضايا
، وايضا في مركز الاستشارات النفسية الخاص به .. فوافقت ، وبغضون سنه اصبحت مشهوره
في مجالها ، ومسؤوله عن عمل المركز .. ساعدت في كشف عدد كبير من المجرمين مدعين المرض
العقلي، للتهرب من المسائله القانونية .. فكل من يعمل معها يشهد بكفاءيتها، وقدرتها
علي كشف الكذب والمراوغة، وكيفيه التعامل مع المجرمين ..
كانت تعلم ان مهنتها خطره، وقد تخلق لها الاعداء ، وذلك ما نبهاها له 'بن' قبل
قبولها للعمل معه ، وانه شخصيا تعرض لمحاولات عديده للاغتيال ومازال يتلقى التهديدات
باستمرار .. ولكنها أصرت .. لان ذلك كان حلمها منذ دخولها لهذا المجال.
الي هنا ، وكل شيء كان طبيعي .. ولم تعرف بعد، ان تلك القضية التي استلمتها
ستفتح عليها ابواب الجحيم !!
●
● ●
جلس
وسط طاول مهولة، يلتف حولها العديد من الاشخاص ذوي الطالة المهيبة .. جلسوا يستمعون
لذلك الرجل الكبير بالسن، ولكن ملامحه قاسيه رغم وسامته .. والذي يترأس الطاولة.. انه
الكابو دي كابي .
تحدث
الكابو "روبرت" بصوتا جامد : من المؤكد ان جميعا يعلم بخبر القبض علي جاستن
لوك.
اجابه
احد الجالسين : نعم ، الخبر يملئ الاعلام .. ولكن جماعه ال FBI
متكتمه علي تفاصيل القضية.
اكمل
"روبرت" مسترسلا : جاستن قتل زوجته لأسباب نجهلها ثم مَثَّلَ بجثتها .. ومن
قبل ذلك استمر في تعذيبها لقرابه شهرا كامل .. ولا احدا يعلم السبب .. ثم ذهب وقدم
نفسه للعداله واعترف بقتلها .. الي هذه النقطه لا توجد مشكله لدينا .. لنقل ان الرجل
قتل زوجته ثم شعر بالذنب فسلم نفسه للشرطه واعترف بجريمته .. ولكن ما يشكل خطرا حقيقيا
علي جماعتنا هو ، بما انه اعترف بجريمة قتل زوجته بمثل تلك الطريقه -والتي كان من الواضح
للجميع حبه الشديد لها ، اضافه الي الحاله التي اصبح عليها الان من شبه جنون- فلا نستطيع
توقع ما قد يفعله بين ايادي الشرطه الان .. الرجل فقد عقله ومن الممكن في الي وقت ان
يهرتل بأي احاديثا عنا .. وخصوصا والشرطه كانت تتعقبه لسنوات وتنتظر سقوطه .. فأمامنا
خياران الان .. الاول اخراجه من هذه الورطه بأسرع وقت لنفصل بأمره لاحقا .. والثاني
تصفيته .. اعلم ان جاستن فردا من العائلة وصديقا جيد للجميع واولهم انا .. ولكن تلك
هي قوانين عائلتنا ، لا رحمه ولا تهاون فيها .. إليكم الخيار الان .
أول
مَنّْ أجابه كان أدهم بنبرة حازمة : انا ضد تصفيته خصوصا في الوقت الراهن .. فكما تقول
الشرطه كانت تتعقبه لسنوات ، مما يعني انهم علي علم بإتصاله ببعضنا .. واغلبنا معرفون
لدي الشرطه ولديهم مشاكل معهم .. فإن قمنا بتصفيته ، سيلفت ذلك انظارهم تجاهنا ، وسنفتح
ابواب نحن بغنى عنها.
اومأ
روبرت بشبه إقتناع ولكن وجب مشاركه البقيه الرأي : من منكم يؤيده ؟
رفع
الجميع يده كإشارة علي تأييدهم ، فأردف روبرت مستكملا : جيد .. الان افتحوا الملفات
التي امامكم .. تحتوي علي كافه تفاصيل القضيه .. اصعب نقطه في القضيه هو الدكتور النفسي
الجنائي الذي سوف يطلع علي القضيه .. ومن خلاله سوف يُـدَان جاستين ام لا.
استفسر
احد الجالسين : يعني هذا انه المفتاح ؟؟
روبرت
: نعم .. ولكن تصحيح هي فتاه وليست رجل .. وهي فتاه في شده الذكاء .. بالاضافه الي
ان مَنّْ يساندها هو استاذها ورئيسها في العمل ، وهو اخطر منها ، واعتقد انكم تعريفنهم
هو "بن ويلسون" .. ماذا تقترحون ان نفعل ؟؟
اجابه
احدهم : بن ويلسون موضوع علي قائمه التصفيات الخاصه بي ، وقريبا سيلحق بالجحيم .. فما
المشكله ان نحقهما معا حتي يؤنسا بعضهم البعض؟؟
احتدت
عيني أدهم بعد ان فتح الملف وسقطت عينيه عليها وتعرف اليها : انا ساتولي امرها ، حذاري
من احد التدخل .. قال ذلك بنبره تشبه فحيح الافعي .
نظر
الجميع بإرتباك وتوجس ﻷدهم نادر ما تظهر علي تلك الوجوه المرعبة كأصحابها .. وبعد لحظه
، تبدلت تلك النظرة بأخرى مستمتعه ؛ فظنوا ان ادهم يريدها لنفسه.
سأله
أحدهم : و بن ماذا نفعل معه ؟؟
اجاب
بلامبالاة : افعلوا ما يحلوا لكم ، لا شأن لي به.
عم الصمت
للحظات داخل القاعة ، قبل ان يعلن الكابو قراره : لك ما شئت ادهم .. انا اثق بك .
●
● ●
انتهي الاجتماع وهو مازال يمسك بصورتها، وكأنه وقع أخيرًا علي كنزه الضال .. عينيه
تبرق ببريقًا غامض مرعب ويتذكر منذ سنتان عندما رآها ...
كانت تدلف من إحدى المقاهي ممسكه بكوبا من القهوة ، تسرع في خطواتها ،
وكأنها تريد اللحاق بموعد هام .. وفجاه اصطدمت به واسقطت كوب القهوه علي قميصه بينما
لايزال ساخنا .
للحظه تيبست في مكانها تكتم انفاسها ، وتضع يديها علي فمها لا تعرف ماذا تفعل .. اما
هو فأنتفض من جراء سخونة القهوة التي لطخت قميصه ولاسعت جلده ، يحاول ابعاد القميص
عن جسده قدر الامكان .. فرفع نظره إليها بغضب ينوي ايذائها ، ولكنها نوعا ما ألجمته
حينما تكلمت وقالت بعفويه بدون قصد : اسفه لم اقصد!
كان لوقع العربية المصرية من بين شفتيها آثرا آسر .. ليس لكونها مصرية ، فهو
لا يكترث بشأن الجنسية منذ ان عدَّ نفسه مواطن امريكي .. ولكن ان تصدر تلك اللهجة عن
جمالًا أخاذًا يشبه الملاك ، فهذا ما يستحق ان يتوقف المرء عنده .
قالت
بعد ان استدركت انها تحدثت بالإنجليزية لتبدلها بأخرى إنجليزية : آسفه بشده سيدي، سامحني!
للمرة الثانية لا يستطيع الرد .. فقط عندما قالت "سيدي" ..
تخيلها لوهله بوضعا آخر، خاضعته وملكه ، خاصته .. لذلك تنحنح وقال بالمصرية ، وبنبرة
عذبه تفاجئ انه يملكها : لا تهتمي، لم يحدث شئ
هتفت
فريدة في بدهشه : أأنت مصري؟!
فأبتسم
لها إبتسامه ساحره : مصري مثلك!!
تنهدت
فريدة براحه وهي تقول بحبور : فرصه سعيده سيدي ، واسفه مره اخري ، هل اساعدك في شئ
؟؟ لقد افسدت عليك يومك .
أجابها
بنبره واثقه : ادهم .. إسمي ادهم الشاذلي ، ولا يوجد داعي للاسف .. واليوم لم يفسد
، بل بالعكس يا ..
توترت
ملامحها ، لذلك قللت بنبرة عملية : جيد ، عن اذنك استاذ ادهم .. انا مضطره للذهاب ،
لقد تاخرت.
ادهم
يلحق بها وهي تهم بالذهاب : انتظري، اولا من العيب ان تذهبي وتتركيني قبل انهاء كلامي
.. ثانيا لقد عرفتك بإسمي ، فمن الذوق ان تعرفي عن نفسك بالمثل .. ثالثا تلك ليست اخلاق
المصريين في الغربه ابدا !!
أُلجمت
عن الحديث ؛ فالنبرة التي كان حدثها بها تتأرجح بين الحده الي المزاح ، فجعلت ذهنها
مشوش .. بعد ان سكتت برهه تنظر إليه، فهي للتو لاحظت وسامته واناقته .. اما هو فكانت
ملامحه مستمتعة بشده مما يراه ، وقد ادرك انها اعجبت به مثلما فعل.
إلى ان انتبهت هي علي نفسها ووبخت نفسها بشده ، فبعمرها لم تعجب برجل وتتأمله
بهذا الشكل ، لذلك استطردت تتحدث بنبره غاضبة من نفسها اكثر منه : انت هكذا تعطلني
وانا هنا لست من اجل التعارف والتساير مع احد .. وليس من حقك ان تعترض طريقي وتوقفني
بهذا الشكل .. وابتعد عني الان بدلا من ان تصير هناك مشكله!!
●
● ●
#يتبع
https://firdausnovels.blogspot.com/2024/12/blog-post_43.html