أخر الاخبار

رواية ايفلين بقلم اسماء ندا الفصل الثاني والثالث

 ايفلين

رواية ايفلين بقلم اسماء ندا الفصل الثاني والثالث

رواية ايفلين بقلم اسماء ندا الفصل
 الثاني والثالث  
الفصل الثاني 

أنا عمري ما شفت چثة قبل كده في الأفلام بيصوروهم كإنهم نايمين والمۏت كان حاجة متوقعة ووجعه زي ۏجع شيل اللزقة من على الچرح والدم كإنه شرب فراولة بيتحط على القهوة الصبح بس الحقيقة حاجة تانية خالص حاجة بشعة بتوجع القلب مش قادرة أنسى وش الراجل ده عينيه كانت مفتوحة وباصة عليا بس مش شايفة حاجة بقه كان مفتوح ومتعوج كإنه پيصرخ من غير صوت والصوت ده لسه بيرن في ودني ريحة الډم لسه حاسة بيها وأنا قاعدة في مكتب المدير وماسكة كوباية ورق فيها قهوة باردة وريحتها وحشة.
الراجل ده يا عيني عليه إزاي يكون مېت إزاي واحد ېتقتل هنا ومحدش يسمع حاجة
إنتي عارفة بتقولي إيه صح جيرالد كان رايح جاي قدامي وهدوءه كان مخيف متقوليش حاجة سامعاني ولا كلمة.
أنا مكنتش بتكلم مكنتش قادرة كنت متجمدة وببص على السجادة المتوسخة كإن الچثة لسه هناك وبتبص عليا.
سامعاني يا إيفلين جيرالد زعق. متقوليش أي حاجة.
بالراحة رفعت راسي وبصيت عليه صورته كانت مهزوزة من الدموع اللي كانت في عيني زعق ثانى وقال 
إنتي سامعة كويس البوليس اللي فوق مش هيعملك حاجة فاهمة مش هيعملوا أي حاجة فمتفتحيش بؤك عن اللي بيحصل هنا مفهوم
اللي بيحصل هنا كإني أنا ليا مصلحة أو مسؤولية في إدارة المكان ده كإن الچثة اللي في البانيو غلطتي زي ما هي غلطته
إنتي سامعة كويس جيرالد قرب مني ومسك كتفي بإيديه الكبيرة وقرب وشه مني لدرجة إني شميت ريحة نفسه الۏحشة بس كل اللي شميت ريحته كان الډم.
الرشاوى اللي بتتدفع تحت الترابيزة والستات اللي بيجوا هنا ولا صوت سامعاني إنتي متعرفيش حاجةإنتي مجرد عاملة نظافة
جيرالد سكت بعد ما سمع خبط على الباب وبعد ثانية الباب الأبيض اتفتح ودخلت ست شعرها الأصفر نازل على راسها ونضارتها المربعة متزنة على مناخيرها بدلتها الرمادي حضنت جسمها ولما عنينا اتقابلت مقدرتش غير إني أسأل نفسي إذا كان القماش ناعم زي ما بيبان ولا لأ هو أنا لازم أفكر في ده دلوقتي مش عارفة.
قالت بابتسامة باهتةمساء الخير أنا المحققة سارة جوجز أنت صاحب المكان صح 
بصت بعينيها الحادة على جيرالد وهو هز راسه بسرعه ومد إيده يسلم عليها وقال جيرالد أيوه.
فجأة عينيها رجعت عليا وأنا اتجمدت في مكاني وقالتوأنتي أنتي اللي لقيتي الچثة
هزيت راسي بالراحة مش قادرة أشيل عيني من عليها قالت ل جيرالد من غير
---
ما تغير عنيها عنى 
جيرالد زميلي بره عايز يتكلم معاك ممكن
وبعدين وسعت الطريق برأسها كإنها بتقول لجيرالد يمشي هو اتردد بس مشي بعد لحظة بس قبل ما يمشي بصلي بصه تحذير أول ما الباب اتقفل سارة قعدت على طرف مكتب جيرالد اللي كان مكركب وخدت نفس عميق من بين سنانها وقالت
إسمك إيه
أخيرا بعد حبة محاولات صوتي طلع وقلت إيفلين رددت ثانى بصوت مبحوح إيفلين موريس.
إنتي كويسة يا إيفلين
هو ماټ فعلا سألت بهدوء مع إن الإجابة كانت واضحة في دماغي.
ردت عليه وهى بتهز رأسها أيوه.
قفلت عيني ودموعي نزلت مش قادرة أبطل تفكير في الموضوع مش عارفة أخرج صورته من دماغي
نبرة سارة بقت أهدى وبقى فيها تعاطف وقالت للأسف الواحد مابينساش منظر الچثة يا إيفلين أنا آسفة إني هعمل كده بس محتاجة أسمع اللي حصل وإنتي لسة فاكراه ممكن تحكيلي إيه اللي حصل
هزيت راسي وفتحت عيني وبصيت عليه مع إن كان فيه تجاعيد واضحة على جبينها ووشها كان مكشر بس عينيها كان فيها دفء غريب أنا اتمسكت بالدفء ده وأنا بتكلم وقلت 
كنت بنضف عادي بسمع مزيكا بس مسمعتش حاجة ولا شفت حاجة بس... نضفت الأوضة وبعدين دخلت الحمام أنضف وشفت... ال... 
حلقي اتقفل وحرارة طلعت لرقبتي واستقرت ورا عيني دموعي نزلت بغزارة وسرعة وده خلاني أوطي راسي من الكسوف سبت القهوة بتاعتي وبقيت أحاول أمسح دموعي.
إنتي عرفتي الضحېة شفتيه قبل كده
هزيت راسي وأنا بحاول أتخيل وشه كل اللي كنت شايفاه هو الچرح المفتوح في رقبته وفي دماغي كان الچرح ده بينتشر في جسمه لحد ما يموته سارة طلعت صوت خفيف وبعدين حطت إيدها بالراحة على كتفي وقالت 
أنا عارفة إن ده صعب عليكي يا إيفلين هطلب من واحد من الظباط ياخدك لمركز الشرطة عشان نتكلم براحتنا تمام
رفعت راسي فجأة وقلبي بيدق جامد وقلت إيه إنتي فاكرة... إنتي فاكرة إني أنا اللي عملت كده بقيت أعيط بقوة اكثر وقلبى بيدق والخۏف امتلكني
ده الإجراء المتبع سارة ردت وهي بتتهرب من السؤال ببراعة
هيكون أريح ليكي تتكلمي بعيد عن مسرح الچريمة
مسرح الچريمة!

الفصل الثالث 

طبعا الراجل ده ماټ وحد قټله ممكن يكون فيه حد تاني عايش هنا أو حاجة أسوأ من كده بكتير أضواء مركز الشرطة الساطعة وريحة المطهرات فيه مختلفة تماما عن الفندق حسيت كإني اتنقلت لعالم تاني خالص سارة قعدتني في مكتب مريح وجابتلي كوباية قهوة نضيفة ريحتها وطعمها قويين كفاية عشان يغطوا ريحة الحديد اللي ملاحقاني زي الشبح قعدت على الكنبة اللي قدامي ومعاها دفتر ملاحظات في إيدها وبتمشي القلم عليه بالراحة وهي بتبص عليا وأنا بشرب حرارة القهوة بتتسرب بالراحة في جسمي وبقيت أتخيلها وهي بترخي عضلاتي المتشنجة بالراحة.
قالت بقالك قد إيه بتشتغلي في فندق صن رايز
سنتين رديت بصوت مبحوح.
وخلال السنتين دول شفتي الراجل ده قبل كده
مش قادرة أفكر وشه ضاع مني غرقان في الچرح ومخالبه كل ما أحاول أتخيل وشه بفشل كل اللي بقدر أعمله هو إني أهز راسي
لأ.
حسب السجلات مكنش فيه أي نزيل مقيم في الأوضة دي ومع ذلك إنتي كنتي هناك النهاردة عشان تنضفيها ده عادي
هزيت راسي ورفعت عيني عليها وقلت جيرالد عايز كل الأوض تتنضف كل يوم.
ليه
مش قادرة أقولها الحقيقة جيرالد عنده ناس كتير مقيمين هناك عايزين يفضلوا مستخبيين أو بيخططوا لحاجة مش قانونية مش عارفة أعمل إيه لو غطيت عليه يبقى بستر على القاټل
أوقات بيتسللوا من السور اللي ورا قلت وبكرر الكدبة اللي جيرالد قالها لي لما بدأت شغل هناك ده الحاجة الوحيدة اللي بفكر فيها دلوقتي
بيتسللوا الأوض عشان كده جيرالد بيطلب مني أنضف كل أوضة كل يوم عشان أتأكد إن مفيش حد هنا مش المفروض يكون موجود
سارة بتكتب في دفتر ملاحظاتها احكيلي عن الأوضة دي النهاردة عملتي إيه
شربت قهوة وقفلت عيني شوية دموعي نشفت من زمان في الطريق لهنا بس لسعتها لسة لازقة في جفوني وحلقي.
فتحت الباب بالمفتاح بتاعي ودخلت المكان كان مكركب. افتكرت إن نزيل كان لسة ماشي عشان كده نضفت المكان.
نضفتي إيه احكيلي بالظبط يا إيفلين.
تمام حاضر هحاول أقول لك اللي حصل ده بالبلدي كده
مش عارفة والله قلت وأنا بهز كتافي دماغي كانت ملخبطة زي الضباب اللي مالي وداني مخلياني مش شايفة حاجة بوضوح
إيه المشكلة أنا كنت بنضف وبعدين لقيت چثة.
المشكلة إنك نضفتي مسرح الچريمة يا إيفلين. سارة مالت عليا وحطت كوعها على رجلها يا إما إنتي القاټلة وبتحاولي تعملي فيها ذكية عشان تخفي آثارك يا إما إنتي متورطة في الموضوع ده بالصدفة
قاټلة قلبي اتقلب في بطني أنا معملتش كده! أقسم بالله ما قټلته عمري ما كنت أقتله! أنا عمري ما أذيت حد!
حسيت إني عايزة أرجع فسكت وقفلت عيني بحاول أسيطر على الغثيان اللي كان هيموتني.
وده بالظبط سارة قالت بهدوء السبب اللي مخليني عايزة أعرف كل تفصيلة عملتيها
حكيت لها كل اللي
---
حصل على قد ما قدرت وصفت لها كل حاجة عملتها لما دخلت الأوضة كل حاجة لمستها ونضفتها حتى المنظفات اللي استعملتها وبعدين لما لقيت الچثة وقعت مني سلة المنظفات من الصدمة وبعدين لمېتها ووقعت مني تاني لما فهمت إني بوظت بركة الډم سارة كانت بتكتب كل حاجة وطلبت مني أعيد الكلام كذا مرة وبعدين طلبوا مني أحكي نفس القصة لمحققين تانيين كانوا بيسألوا أسئلة مختلفة فضلت أعيد وأعيد لحد ما حلقي نشف وبقيت حاسة إن القصة دي مش حقيقية بس الغريب إن ده ساعدني إني أبعد عن صدمة إني لقيت واحد مېت كتر التكرار ده زهقني من كتر ما بقول نفس الكلام بس مش عارفة ده رد فعل طبيعي ولا لأ وخفت أسأل عشان ميفتكرونيش مذنبة لما خلصنا كانت الدنيا ضلمت بره.
ممكن أطلب من ظابط يوصلك البيت سارة قالت وهي بتوصلني للباب.
لأ هزيت راسي. مش مشكلة بجد. أحسن أمشي شوية عشان أستوعب اللي حصل.
متأكدة سارة كانت هديت شوية في الساعات اللي فاتت وابتسامتها كانت دافئة أكتر.
أيوهعايزة أشم هوا وأمشي يعني فاهماني
فاهمة سارة ردت بس مش عارفة كانت بتقولها بجد ولا لأ.
بصفتها محققة أكيد هي شافت چثث كتير يمكن ده يكون يوم خميس عادي بالنسبة لها.
خدي الكارت بتاعي ده سارة قالت وهي بتحط كارت صغير في إيدي. لو احتجتي أي حاجة كلميني وأنا هبقى على اتصال فمتتحركيش من مكانك.
ده بالظبط اللي أقصده.
أوه. قلبت الكارت بتاعها في إيدي وبعدين هزيت راسي بسرعة. تمام. متشكرة.
خلي بالك من نفسك يا إيفلين. لوحت لي عند الباب وبعدين لفت ورجعت القسم.
فضلت واقفة على السلم ببص على الشوارع المزدحمة اللي لسه فيها حياة رغم إن الوقت متأخر غريب إن الناس مكملة حياتها عادي كأن مفيش چريمة قتل حصلت.
بس في نفس الوقت أنا فاهمة مش فاكرة كام مرة شفت مۏت في الأخبار وتجاهلته بس المرة دي الموضوع له علاقة بحياتي وشفت حاجة عمري ما هنساها بدأت أمشي وأنا رايحة البيت بالعافية ودماغي بترجع للچثة رغم كل محاولاتي وشه لسه مش واضح في دماغي والچرح واضح زي ما هو محفور في دماغي كأن أفكاري اټقتلت بصيت في جيوبي وطلعت موبايلي و دورت على الفندق على جوجل.
چريمة القټل بقت خبر خلاص قلبت في المقالات وأنا ماشية بس الحمد لله مفيش أي ذكر لاسمي هل دي علامة كويسة يمكن الشرطة مش شايفاني الجاني طالما اسمي مش في الأخبار يا رب يكون كده تمام بعد كده قعدت أدور على طريقة أتعامل بيها مع منظر الچثة اللي شوفته دورت عشان أشوف لو موضوع إني حاسة بتنميل ومش فاكرة وشه ده رد فعل طبيعي بس ملقتش إجابة.
مشيت خطوتين في الشارع اللي بعده وفجأة واحد
خبط فيا جامد لدرجة إن نفسي اتقطع الصدمة وقعت الموبايل من إيدي وترنحت ورجلي اتلوت وأنا بحاول أرجع توازني ملحقتش اعمل حاجة قبل ما أخد نفسي إيدين مسكوني من دراعاتي ورفعوني لفوق وفي نفس الوقت عربية سودا وقفت فجأة على جنب الطريق الباب اتفتح الړعب مسكني زي الكماشة ومش قادرة أصرخ نفسي اتقطع والإيدين اللي ماسكاني مانعيني أتنفس رفست برجلي فإيد تانية مسكتهم.
لأ! دموعي نزلت بصوت مبحوح ضعيف وأنا بيتسحب لضلمة العربية والباب اتقفل ورايا جامد.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-