ڤايلوت
نوفيلا ڤايلوت بقلم بسنت نشأت
الفصل الاول
المقدمة
أنا شخص لا يؤمن بالصدف أبداً؛ بل يؤمن بالترتيب العلمى الوجودى، بأن هناك خطة أكبر منا تسعنا جميعا ولا نسعها نحن ..خطة كونية ..أو كما يسميها البعض خطة إلهية.
وها أنا أخط فى طيات دفاترى أحد الخطط والترتيبات العلمية من المستقبل، عن حقيقة عايشتُها ولكنها كانت مجرد أكذوبة، ولكن على عكس كل الأكاذيب الصغيرة فلقد أخذت هذه الأكذوبة فى النمو حتى صارت حقيقة باطلة أعايشها أنا وكل من حولى.
-ڤايلوت 2050
الفصل الأول
نحن اليوم ف 25 آيار من العام 2050م، تذكروه جيداً، ففى هذا التاريخ بالتحديد تغير تاريخ كوكب الارض تماما، فى هذا التاريخ استخدم علماؤنا سر
الإستنساخ وتمكنوا من تحقيق هذا على البشر، بدءاً من هذه اللحظة تغير كل شئ فى حياتى.
من أنا..!!
أنا ڤايلوت أكشا؛ سمتنى أمى بهذا الإسم بسبب إعجابها بالأزهار بنفسجيه اللون.
وأنا سوف أخبركم قصتى وماذا حدث على الارض منذ هذه اللحظة.
انتشرت التقنية انتشارا واسعا وأحلت منظمة تدعى "اليد المغَيرة" نظام الحياة فى وطنى.
كنت مازلت فى المدرسة حين سمعت لأول مرة أصدقائى ومن حولى يتحدثون عن إشاعات تغيُر العالم، وعدم التعرف على الأشخاص المعتاديين الذين تتعايش معهم، والخوف من أن تحل نسخ مصنوعه محلنا، ولكن كان قد فات آوان هذا الحديث، فقد بدأت المنظمة بالفعل بإجراء إجبارى بتحاليل لجميع سكان المنطقة، كانوا يجروون لنا مسح على أعلى تقنية ويأخذوا عينات من كل واحد منا، كان قرارً قد صُدر، و ها قد وصل إلى هنا، إلى مدرستى و بالفعل قد تم الأمر.
وسط احتجاجات من بعض الناس فى الشوارع حولى أمر ُ عائدة إلى بيتى؛ يرفعون لافتات بإلغاء هذا
الأمر، ولكن قد تتسائلون لماذا هذه العملية مستمرة، ولمَ انتشرت وسط هذا الكم من المعارضة؛ لأن أصوات الناس هنا ضعيفة، ولا أعنى أنها غير عالية الصوت لا تصل، ولكن أعنى أنى أعيش فى زمن من أحد اساسيات أن يكون صوتك مسموعاً فيه هو أن يموله المال، والمال كان يمَول فى هذا المشروع فقط على ما يبدو؛ أملا ً فى الحياة، يريدون أن يطوروا طريقة لكى تجعلنا نبقى مدة أكبر مع من نحب؛ لكى لا تفتقد أحبتك ولا تنكسر هنا نسخة منها تدعمك لا شئ تغير هذا لصالحك!.
على الاقل هذا ما كانوا يخبروننا به فى الإعلانات، دائماً هناك حديث عن فرص العلاج وإعطاء الحياة والتطور التكنولوجي بهذه التقنية.
وكلام كثير كان يخرج ويأتى، ولكن كان مجرد شئ بعيد عنا، كان مفاجأ كم التغيير الحاصل فى الحى الفقير حيث أعيش، مازلت هناك حالات طعن مستمرة وقتل وفقر ومصارف مياة عائمة، كان الوضع غريبا!.
هكذا كنت أمضى يومى، من المدرسة إلى البيت مروراً بهذا الوضع، وإلا فى بعض حالات التسلل للعب خارج
المنطقة والتحدث.
ربما لم تكونوا تتوقعوا قصتى هذه حين أحدثكم عن مستقبلكم، ربما بعضكم كان ينتظر منى أن أُنبأهُ بغزو فضائى أو كائنات غريبة أو عالم الإنسان الآلى؛ لا لم يكن أياً من هذا، رغم وجود بعض النماذج لإنسان آلى ولكنه كان مطوع للخدمة فقط، ولم يكن رائج فى وطنى؛ تمتلكه بعض الأماكن الفاخرة وبعض علية القوم الأغنياء، أما من مثلنا فلم تكن حياتنا بحاجة له.
بعد عدة أشهر على هذه الأحداث جائنى استدعاء من الفصل فى المدرسة لكى أحضر إلى غرفة المدير،
دخلت وإذا به على المكتب ومع مدرستى والسكرتارية طلبو منى الجلوس ليبلغونى بخبر مهم!، لقد ماتت أمك!.
لقد ظلوا يحدثوننى عن حادثة السيارة والاصطدام، ولكنى لم اكن معهم فى هذا العالم، فقد دار عقلى من الصدمة، توقعوا منى أن أبكى وتفاجئوا بصمتى وسكونى، لم يكونوا يعرفون أن الحياة بالنسبة لى هكذا قد انتهت.
ولكن اتضح بعدها أنى التى لم اكن أعرف أن النهاية حقا لم تكن الآن.
دمعة واحدة نزلت منى لحظة أن دفنوا التابوت فى التراب، كانت لحظة الوداع بالنسبة لى.