أخر الاخبار

رواية ڤايلوت بقلم بسنت نشأت الفصل الرابع

ڤايلوت 



رواية ڤايلوت بقلم بسنت نشأت
 الفصل الرابع 


أخدت أمشى نحوها خطوات صغيرة على مضض وكأنى أتمنى بذلك عدم الوصول، ألا تأخذنى قدماى إليها.

قالت لى:" اجلسى هنا بجوارى"، فجلست، وأخذت تتحدث إلى وأخذت استمع إليها.

"أعلم أنك لاتعتبرينى أمك فى قرارة نفسك وأنك مازالت تعتبرينها ماتت وأننى بالنسبة لك مجرد كائن مزيف يحمل هيئة أمك ويدعى أنه هى ..." قالت هى 

وإذا بى أحاول أن أجمل الكلام فيما قالت وأصححه كى لا يبدو خطئي واضحاً وكأنها تحاول أن تاخذ معلومات منى..ولكن اتضح عكس هذا تماماً لأول مرة أحسست أنها تتحدث من تلقاء نفسها لا كلام أمى ولا كلامهم تنقله إنما تنقل لى عنها هى!.

فقاطعتني وقالت: "اسمعينى من فضلك أنا لا أبحث عن ثغرات أو مبررات منك فقط أريد أن أحادثكِ " 

"أنت لا تملكين أى فكرة عن كيف الحياة هى، أنا لست مجرد كائن مزيف، فى الحقيقة أنا أخذت كل ما يمكن أن أخذه عن أمك ولكن هناك شئ بقى ناقصاً؛ هى المشاعر الماضية، أنا اعرف ماذا كانت أمك تعتقد عنك وماذا كانت تشعر تجاهك ولكن كل هذه بالنسبة لي ذكريات ماضية أنا أعرف بمدى السعادة والحب الذى كانت تظهره و تخفيه فى قرارة نفسها حين كانت تدعوكى ڤايو

أنا أرى كل هذا واستطيع أن أمثله حقاً مثلما كانت تفعل هى، ولكنى داخلياً لا اشعر بهذا ابداً لأنى اعيش فى الحاضر والمستقبل، أجل؛ لدى ذكريات ماضية ولكنى لم أعشها، لم أكن موجودة لحظتها؛ لحظة إنجابى لكِ فى الذاكرة ومشاهدتكِ تكبرين يوماً بعد يوم، لعبُنا سوياً وخوفى عليكم وحمايتى لكم كل هذا موجود، ولكنى لم أكن موجوده؛ بل كانت أمك الحقيقية، لا شئ يمكنه أن يُرجع ذلك لكِ، حتى أنا مجرد لحظة وهمية فى حياتك كى تشعركِ بأن شئ لم ينتهى ولكن حقا لكل شئ نهاية مهما حاولو تغير ذلك، وإثبات عكسه يبدو أن هذه الحقيقة تلاحقنا بإستمرار، كنت أتمنى لو أظل معكم كأمكم لأن هذا ما أنا عليه حقاً، لا أعرف شئ أخر عما يحدث فى الخارج أو ما يمكن أن أكونه غير شخصيه أمكِ الممنوحة لى فأنا هى منذ لحظة ولادتى هكذا؛ منسوخة فقط، أنا أتذكر كيف كنتى تنظرين إليها، وكم من الحب يظهر عليك والفرح تجاهها، وأعرف أنك لا تحبينى لأنى لا أرى مثل تلك النظرة فى عينيكِ كما كنتِ تنظرين لها، لا بأس فى ذلك حتى أنا لم اعش هذا الحب ولكنى حرصت على إظهار هذا الحب لأنى هكذا عرفته، أنت لديك شكوك وهى تخيفهم، وأنا أيضاً كنت خائفة فى البداية منهم لأنى لا أعرف سواهم ويتم تحريكى بهم، أخاف أن يحصل شئ يخالف ذلك وأن ينتهى وجودى، ولكنى الآن خائفة من نفسى؛ من كونى أمكم ! "

أخذت نفساً واكملت "أعلم أنهم اخبروكى بحادثه أمك وأنها ماتت، ولكن أنت لم ترى أى شئ، لم ترى ما رايته أنا من خلال تاريخها.. حاولوا محو مثل تلك الذكرى والرؤية المستقبلية عن الواقعة منى، ولكنى تذكرتها، ماض أمك مازال يلاحقنى يحاول أن يخبرنى شيئاً، هى حقا مازلت حية بى لأنى أحس الآن وأعرف أشياء كثيرة عنها لا تعرفيها أنت رغم أنها أمك التى عاشت معك طول هذه المدة، هل تعلمين أن مستقبل كل شخص مرسوم بداخله وكأنه فى طريقه يمشى خطوات تجاهه؛ ولكنه لا يعلم ذلك، لا خبر له عما يجرى داخله، وربما يكون هذا ما دفع المنظمة من البداية إلى الاستثمار فى الاستنساخ بسبب رغبتهم فى معرفة ما يجرى من الأمور معنا وكيف يمكننا تغيير ذلك، أردنا أن نثبت لهم أننا نستطيع تغيير كل شئ، أننا نتحكم فى مجريات الأمور ولكن يبدو أن هناك قوة أكبر من منظمة اليد تُغيرنا؛ قوة تستحق أن يطلق عليها اليد المُغَيرة حقاً، لديها القدرة على تغيير مجريات العالم ومجريات الناس حتى إن كنا بمعزل عنها كأنها ترانا ولا نراها، تسمعنا ولا نسمعها، ولكن لدى كل منا إحساس بوجودها، بعضنا يريد أن يُكذبها أو يتجاهلها والبعض الآخر لا يشعر بها كثيراً لأنه انحرف بعيداً إلى مبدأه الخاص وكأنه هو طريقنا، ولكن الطريق مرسوم بالفعل "

"هل تريدين أن تعرفى كيف ماتت أمك!" هى سألت ..

فقلت فى صمت مفاجأ من كلامها معى هكذا  "أجل أريد؛ هل تعرفين! "

فأجابتني"أجل، أعرف"، ثم سألت " هل تتذكرين فى أى يوم ماتت؟"

"كان ذلك فى ال 24 من شباط " قلت أنا فى انتظار ولهفة مقلقة لما ستقوله هى عن الحادثة ووفاة أمى،  ولكنها قامت من مجلسها ثم قالت: "سوف أجعلك ترين ذلك سوف تضطرى أن تعيشى هذا الأمر مجدداً، ولكن هناك ما عليكى أن تضعيه فى الحسبان؛ وهو أن كل القول الذى ظهر والإشاعات فى حق المنظمة قد يكون حقيقياً، وأن نفس الأحداث تستمر فى الحدوث بطريقة تجعلنا نتألم أكثر من أن تشفى جراحنا، ولكن ربما نحن بحاجة إلى هذه الندوب والجروح لكى تبقى كأثر يذكرنا بالماضى ويجعلنا ننظر بعين أخرى لمستقبلنا،ولكننا نتعامل معاها بطريقة خاطئة تؤدى إلى نتائج

 قد تؤذينا ".

"فى خلال 3 ايام من الآن أمك ستموت مجددا !"

كنت مصعوقة من أخر جملة قالتها، ثم فى هذا الهم 

قالت "لا تحاولى أن تبحثى عنى أو تخبرى أحداً بما حدثتك إياه، ولكن اعلمى أن نهاية هذا الأمر قد حلت!" 

قلت فى تعجب وتسائل "وما هذا الأمر ؟؟" 

ثم حرفيا تبخرت و رحلت !!.

قضيت الثلاثة أيام القادمة فى استيعاب وترجمة كل معنى أشارت إليه، مازالت كل جملة من جملها ترن فى أذنى ويحاول حلها عقلى.

كيف ماتت أمى؟!، وإن كان لدى القدرة على جعلها لا تموت أأفعل على الرغم من اعتبارى لها المستمر بكونها نسخة عنها لا هى!.

هل يجب أن أوقف هذا وانقذها حتى وإن لم اعتبرها أو أدعوها أمى أبداً، ماذا فى يدى لأفعل !!.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-