ڤايلوت
نوفيلا ڤايلوت بقلم بسنت نشأت
الفصل الثالث
قضيت أغلب المدة هنا أعاملها ببرود رغم أنه كان قد بدأ يساورنى الشك عن حقيقة كونها أمى أم لا !.
فى أحد الأيام حين كنت أتجول فى القصر الكبير وجدت غرفة خفية فى الأسفل فى أحد أركان المكان، كنت على وشك الاقتراب والاستكشاف وإذا بالمرأة التى يفترض أنها أمى وقفت أمامى ونادتنى، لم يعد بامكانى التحرك أى خطوة، وكأننى مراقبة.
فى اليوم التالى أخذت حرصى على ألا أكون فى مدى رؤياهم لكى ألچ إلى نفس المكان مرة أخرى، ولكن حين وصلت لم يكن نفس المكان موجوداً حقا، وكأنه اختفى تماماً وأصبح جزءًا من جدران هذا القصر الذى يخفى من الاسرار الكثير!...
أختى تأقلمت جيداً مع هذه الحياة لدرجة خوفى من عدم التمكن من التعرف عليها بعد الآن، وكأنها أصبحت منهم.
هم لم يحبونى كثيراً، ولكنهم كانوا يتتبعونى على حذر، لم يتخذوا معى إجراءات تدبيرية تجعلنى أشعر بوجود شئ غريب؛ وربما كان السبب أنى لم اكن مستعصية ولكنى كنت هادئة ومتطلعه للتفاصيل الغريبة المحيطة بى بطريقة تثير شكوكهم.
فى يوم ما قررت الخروج من القصر لكى أتجول وربما أذهب إلى منزلنا القديم فى الحى الفقير، ولكن أوقفنى أمن على البوابة ومنعونى من الخروج قائلين أنه حرصاً على سلامتى وأن بإمكانهم إحضار ما أريد إن كان هناك أى نوع من مثل هذا الطلب، فقلت لهم أنى أردت فقط التجول فى الخارج، فوقفوا أمامى بإبتسامة واهية قائلين أن مساحة القصر كبيرة وأن بإمكانى التجول هناك حوله إن أردت، وقال أحدهم أنه واثق أن هناك الكثير من الانحاء فيه التى لم أرها بعد والمناظر الجميلة حوله التى لم تخطر علي للتطلع والسير فيها، وأنه يمكنه أخذى هناك والتجول فيها إن أردت.
فى هذه اللحظة نظرت إليهم وإلى البوابة وأدركت أننى فى سجن وأننى لن أتمكن من الخروج منه بإرادتى هكذا .
فى الأيام القادمة ظهر اضطراب كبير بين أوساط من كانوا فى القصر يبدو أن هناك حدث جديد وخطب جلل قد استرعى انتباهم، لقد كان الوضع خطيراً، اتضح فيما بعد أننا لما نكن الوحيدين المختاريين!، فلقد تم هذا النموذج من قبل على فئات وأشخاص كثر؛ كل منهم فى مكان أخر مثلنا تابع للمنظمة من أحد القصور الأخرى التى لديهم، ولكن كانت هناك تغيرات ونتائج صادمة، فالوعد بالبقاء مع من تحب كان كاذباً؛ لأنه اتضح أن من نحب ذهب، و حين جاء الذى محله (نسخته)كان قد تجدد أمل، ولكن كانت الحقيقة الواضحة والغريبة أن من بين جميع الحالات فإن جميع العائلات التى احتوت على أفراد منسوخة وتكونت قد ماتو بنفس الطريقة التى مات بها الأصل تماما!، وبعد مدة قصيرة كانت النتائج غير متوقعة، وقد فقدت مصدقية المنظمة بعض من صيتها أيضا حين نشر أحدهم بث تشويشى على شاشات المنطقة بحقيقة الكذبة ووقائع من كلام الناس يروون مع حدث لهم مع هذا الجيل الجديد من المستنسخين، بعدها ظهرت المنظمة بتصريح لهم بأن الخلل لم يكن من المستنسخ بل كان من الظروف المحيطة به، بأن نفس الخطر كان موجوداً حولهم، وأن من قد مات منهم منتحراً سابقاً قد ظهر له طابع الإنتحار مجدداً فى المستنسخ؛ بسبب وجود نفس العامل الذى أدى لفعله هذا، وأن من مات مقتولاً فقد لاحقه القاتل مجدداً؛ ليقتص من ما قد بقى منه!، لذلك شددوا الإجراءات الأمنية، لم يعد بامكانى التسلل بين الحين والأخر كما كنت افعل من وراء الحراس وأعود.
بقيت حالة أمى ليطبقوا عليها صحة كلامهم، فأمى تعرضت لحادث وهم كان يبقوننا بأمان فى القصر لا نخرج أبدا،ً أى بمعزل عن هذا العامل المسبب لموت
الأصل، ولكن لم ينتهي الأمر؛ كانوا يتمسكون بحالة النجاح المتبقية لديهم!...بنا، كانت مدة العقد التى امضتها أختى قد انتهت، قد حان وقت الرحيل وأنا كنت قد أظهرت بعض الملفات لذلك من وراء البحث الخفى المستمر فى أرجاء القصر عن طرف شئ يخرجنى من هنا بحرية؛ من قوقعة هذا العالم.
كانت حاله النسخة من أمى هى الورقة الرابحة لهم فى حال فقدوا التمويل كما كان فى السابق وفقدت المنظمة شعبية التأييد بهذا الامر.
كان يجب أن نظهر فى مظهر رائع متحاب؛ لكى نكذب الخبر الشائع عنهم الذى كان سيشوش ويهز جزء من أركان بحثهم، لقد هددونى بقتل أختى إن استمريت فى هذا، وأن لهم علم ببعض تصرفاتى الفضولية ولكن اختاروا تجاهل هذا فقط، وأُجبرنا على تجديد العقد.
قمت أنا وأختى وأمى الجديدة بإجراء إعلان ترويجى جديد؛ لكى يعيد للمنظمة هيبتها بكوننا ممثليين كحالة ناجحة لمشروعهم العلمى والإدارى.
ساعد ذلك فى استمرار الدعم المالى، يوم أخر بعدها رأيت مستنسخ أمى جالسة فى غرفة مظلمة وطلبت منى المجى إليها!.