أخر الاخبار

رواية ڤايلوت بقلم بسنت نشأت الفصل الخامس

 ڤايلوت

رواية ڤايلوت بقلم بسنت نشأت الفصل الخامس

رواية ڤايلوت بقلم بسنت نشأت 
الفصل الخامس


هل سمعتم من قبل عن "تأثير التلاشي"؟!

أجل؛ يمكن للحيوانات أن تختفى، للكائنات الصغيرة والميكروبات أن يتلاشى تأثيرها، أو أن تتحور لشئ اخر كالفيروسات والطفيليات 

أو أن تتحوصل لألاف السنين كما وجد فى المقابر الفرعونية القديمة فى بداية اكتشافها؛ حيث وجدت كائنات دقيقة كانت فى حالة سكون ثم نشطت وسببت اوبئة لمن وصلوا إليها أو حاولوا سرقتها أدت إلى مرضهم أو إصابتهم فى النهاية حتى ماتوا؟!.

يمكن للإشعاعات أيضا أن تسبب تحلل فى تركيب العظام، و العديد من المتغيرات البيئية حولنا يمكن أن تسبب طفرات وتحورات جينية، ولكن ماذا عن الاختفاء ؟، هل يمكن للبشر أن يختفوا فجأة وأن يتحللوا ! 

أخذت أتسال كيف أفسر ظاهرة اختفاء نسخة أمى من أمام عينى، وأخذت ابحث عن أسرار اختفاء البشر وتأثيراتها كي أصل إلى إجابة عن ظاهرة التلاشي

"The Vanishing Effect Of Human"

إنه حين يتلاشى الشخص فى الهواء، ووجدت سر أخر عجيب عن مستعمرة رونوك Roanoke colony  عام 1590م والتى هى الآن بولاية كارولينا الشمالية فى 

الولايات المتحدة الأمريكية، المقالة تقول أنهم لا يعلمون شيئاً عن مصير وسر اختفاء 112-121 من المستعمرين اللذين كانوا فيها !

حتى سميت باسم " مستعمرة الضياع"

"lost colony" نتيجة الاختفاء الغير مبرر لسكانها، كيف يمكن ل121 شخصا أن يختفوا ويتبخروا من على جزيرة هكذا؟!، فى خلال سنتين تحولت من مكان محصن ملئ بالأفراد إلى مكان مثلما تُرك تماما بالتحصينات ولكن فارغ تماماً من البشر!.

آااه ولكننا فى عصر التكنولوجيا والتقدم العلمى 

الآن، يجب أن يتجاوز الأمر كونه مجرد إشاعة أو حدث قديم ...مر يومين وانا فى حيرةٍ من أمري وبحثى لم يثمر لى فى شئ، إذاً أيجب أن أتوقف؟!، أنا لا أعرف كيف اختفت ولكن أيمكن أن أعرف كيف اجعلها تظهر مجدداً؛ ولكنها قالت لا تبحثِ عنى ..

إذاً لا مفر.. ذهبت لأتقصى بعض الحقائق من رجال المنظمة والعاملين بالمكان أخذت استفسر عن أمى 

قال:" أيوجد خطب ما؟ " 

قلت له: "لا؛ لا يوجد" 

"إذا لماذا تسألين عنها، أنت فى العادة لم تتفاعلي كثيراً معاها هنا ولم تهتمى لأمرها"... جاوبنى فبدأ وجهى يرتسم مشاعر القلق حين أكمل "أيمكن أن يكون هناك شيئا ما قد حرك مشاعركِ نحوها، أحدث أمر ما معها ولم تعطى تقرير للمسؤولين هنا رغم أنهم دائمًا ما يأخذون نتيجة تجاوبكم وتفاعلكم على الشاشات وفى التقارير اليومية ومحادثاتكم!"، "لا لا لم يحدث؛ لاحظت عدم وجودها فقط فأردت أن أسال كى لا تقلق أختى عليها" جاوبته أنا وانصرفت عاجزة عن أن أخبرهم بما حدث فقد قالت لا تخبرى أحداً بما حدثتك إياه ..

أيجب أن استسلم وحسب...

ثم حين أقبل الليل وأنا منهزمة لا أعرف إن كانت قد اختفت حقاً فلمَ  لم يبدوا أي ردة فعل!، لن يكونوا بهذا السكون إن اختفت تجربتهم والحشوة التى صنعوها ليحتووا أمى فيها، لم يكونوا ليتخلوا عن نسخة صنعوها بهذه السهولة إن علموا بإختفاءها وبما أخبرتني إياه، هناك أمر عظيم يحدث مازلت لا أعلم السر المخفى وراء كل هذا !.

قضيت الليل في التفكير إلى أن مر منتصفه، فإذا بخيال قادم أمامى فى هيئة أمى!، اللعنة ها قد بدأ اليوم الذى تموت فيه أمى، ربما هذه مجرد تخيلات من كثرة التفكير وقلة النوم .

"ڤايو" لقد نادتنى وأقتربت هى !، "أأنت حقيقية" سألتها أنا فأجابت "نعم" ، "ايمكننى أن أعانقكى؟!"، طلبت منى هذا الطلب فقط وقبل أن أجاوب من صدمتى كانت قد أخذتنى بين ذراعيها، كان قلبها ينبض وأحسست بمشاعرها كما كنت أحس إذا عانقتنى أمى،

لا..لا، لا يمكن أن تكون هى، كذبت صوت أفكارى وأخمدته، ثم حين نظَرتْ لوجهى ورأيتُ عيناها ..تباً لمَ تبدو عيناها صادقةً هكذا، ما الذى يحدث لى؟، ليست هى، أمى قد ماتت لابد وأنها نسختها ثانيةً، ولكنها كانت صادقة معى فى كلامها والآن أفعالها، مالذى أفعله الآن..؟!

قالت: "لا بأس عليكى، أنا أعلم ما الذى تفكرين فيه، لطالما كنتُ الوحيدة التى تمكنت من قراءتك أنسيتِ أننى أمك!.

سيكون هناك تغير لصالحك، أتمنى أن يكون المستقبل أفضل لكِ " قالتها وعيناها توشك أن تفيض بالدموع، لمَ تبدو متأثرةً هكذا !..ثم قالت لى " الوداع" قاطعتها 

" كلا.. كلا، لا تذهبى مجدداً، لا أريد أن أعيش ذلك مرة ثانيةً" قلتها بصوت خافت مكلوم كى لا يسمعنا أحد ويأخذوها منى مجدداً، ثم عانقتنى ثانيةً وهى تعتريها مشاعر الوجع والأم التى فقدت ابنتها ورحلت.

لمَ فعلت هذا بى مجدداً ...آهٌ لقلبى الموجوع، إنها ليست أمى فلمَ يحزنني فقدانها مجدداً!؛ ربما لأنه اليوم الذى ودعتني فيه أمي وماتت على حين غرة.

استسلمت للحزن مجدداً حتى غفى عقلى واستراح قلبى من كثرة الألم..

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-