أخر الاخبار

رواية ايفلين بقلم اسماء ندا الفصل السابع عشر

ايفلين 

رواية ايفلين بقلم اسماء ندا الفصل السابع عشر

رواية ايفلين بقلم اسماء ندا  
الفصل السابع عشر 

"يا كورماك؟" إيد ساويرس اتحطت بالراحة على كتفي، شدتني من النومة الخفيفة اللي كنت نايمها جنب سرير إيفلين، رفعت راسي بالعافية عشان أكتم التتاوب، وعيني جريت على طول على وش إيفلين اللي لسه ما صحيتش، بقالها يومين ما فتحتش عينيها من ساعة العملية اللي عملوها عشان تنقذ حياتها، والانتظار ده طال أوي وبيوجع القلب، ناس كتير فاكرة إني المفروض أكون في أي حتة تانية غير إني قاعد صاحي جنب سرير واحدة يا دوب أعرفها، بس مفيش حاجة هتعرف تشدني من هنا. 

عندي ناس كفاية أديهم أوامر من هنا من غير ما أقلق، بعد ما اتأكدت إن إيفلين لسه نايمة، ومفيش أي حاجة في الأجهزة اللي حواليها تقلق، بصيت لساويرس، ابتسمتلي ابتسامة واسعة، وبعدين مالت براسها بتشاورلي إننا محتاجين نتكلم، وده مش المكان المناسب، قمت من الكرسي البلاستيك الناشف، ومشيت ورا ساويرس لبره الأوضة، بس خليت الباب موارب برجلي عشان أبقى شايف إيفلين.

"فيه إيه؟"

"خسرنا مطعم ماكولين."

"المطعم؟"

"أيوة. اتحرق كله"

"روسيين؟"

ساويرس هزت راسها. "غالباً انتقامًا للملهى اللي هاجمناه الليلة اللي فاتت."

عديت لساني على سناني اللي فوق، وهزيت راسي بالراحة. "حد مننا اتأذى؟"

"لأ. هيكل فاضي."

"كويس." الطعنة اللي اتطعنتها إيفلين ولعت الدنيا دم في الشوارع، مع إني بنكر رسمي إن الموضوع ليه أي علاقة بيها. بس إنها تتهاجم وإحنا في اجتماعنا مع الراجل بتاع القروض ده التأكيد اللي محتاجه إنهم كانوا معلمين عليها عشان يوصلوا للفندق، سواء كانت هي الهدف الأول ولا هدف احتياطي، مش فارقة كتير،فيه دم روسي كتير متورط في الفندق ده، عشان كده موت بريندن مينفعش يتعتبر مش مرتبط، وكان لازم أرد بقوة، الحرب شكلها جاي، وهحرق المدينة كلها عشان بريندن لو اضطريت وعشان إيفلين كمان ،بس الحتة دي مينفعش أقولها بصوت عالي.

"يا كورماك"، ساويرس حذرتني بالراحة. "أنت عارف الطريق ده هيودينا لفين."

"همم؟"

"أنت بتبدأ حرب قبل ما حتى نتكلم مع العرابة"

عيني ضاقت. "مستنية مني إيه؟ أقعد على... بتاعتي دي والروس يفلتوا بجريمتهم بعد اللي عملوه؟ مش هسمح بكده، ولا حتى ثانية واحدة، هي عارفة مكاني لو عايزة تتكلم في الموضوع"

"عارفة"، سيرشا قالت. "صدقني، أنا معاك في ده، حتى من ساعة بريندن-" صوتها اتوتر وبصت الناحية التانية. "أنا بس عايزة أتأكد، آخر حاجة محتاجينها حرب مع الناس الغلط."

"طيب، ورييني أنتِ شايفة الموضوع إزاي."

سيرشا نفخت خدودها، وبعدين حطت إيديها على وسطها الرفيع.

"بص، أنا شايفة إن الست اللي قلبك متعلق بيها اتطعنت في عز سلطتك، ودلوقتي أنت بتقطع في الروس زي ما سيان بياكل بيض الويسكي الاسكتلندي في عيد الميلاد."

"الموضوع مش متعلق بيها."

"مش كده برضه؟" ساويرس مالت براسها. "أنت بجد فاكر إن فيه مرابي روسي ورا موت بريندن؟"

"لأ."

عينيها وسعت شوية. "إيه؟"

"مش فاكر إن ليه علاقة مباشرة بالموضوع، بس إحنا عارفين الروسيين دول ماشيين إزاي، عارفين إن بريندن كان بيروح الفندق ده في السر لسبب ما،وعارفين إن إيفلين كانت شغالة هناك، وعارفين إن الأوغاد دول دايماً بيستعملوا شوية أوغاد مساكين يا إما عشان يعملوا شغلهم الوسخ يا إما عشان يوصلوهم للمكان اللي عايزينه، اللعنة ، ده اللي إحنا هنعمله لو احتاجنا عيون في مكان مينفعش نظهر فيه بنفسنا."

ساويرس هزت راسها بالراحة "يعني فاكر إنهم طعنوها عشان يسكتوها؟"

"وليه؟" بصيت على إيفلين. "يا إما شافِت حاجة يا إما تعرف حاجة مش عايزينها تقولها لحد."

"بس إيه؟ أنا كنت فاكرة إنها قالتلك على كل حاجة."

 رديت: "قالتلي، وأنا مصدقها،ده معناه إنها مش عارفة إنها عارفة مهما كان. أو إنها قالتلي وأنا لسه مش عارف أهمية الكلام ده، في كل الأحوال، لو الروسيين عايزين يقتلوها، ده يكفيني." 

ساويرس اتنهدت بعمق، وبعدين رفعت إيدها ومسحت عينيها السمرا بالراحة "طيب، فهمت، أنا مش بشكك فيك، أنا بس بتأكد إنك فاهم "

"عارف."

"حاسة إننا مش عارفين ناخد نفسنا حتى دقيقة واحدة، مش كده؟" 

لما نزلت إيدها، عينيها كشفت عن حزن عميق جواها، وما قدرتش أقاوم نفسي إني أمد إيدي وأضمها.

"أول ما قاتل بريندن يتدفن، هناخد الدقيقة دي."

الحضن كان قصير. لو طولت المدة، كنت هخاطر إني أفقد السيطرة على نفسي، وكنت هخلي حزني مدفون وآمن في حتت عقلي الضلمة، مش هعرف أسوق لو مش عارف أركز،ودعت ساويرس ومشيت، رجعت أوضة إيفلين، وقفلت الباب بالراحة، وفجأة صوت ناشف وصل ودني.

" كورماك؟"

قلبي اتقبض، كنت جنب سريرها في لحظة، واستجمعت كل قوتي عشان أمسك إيديها. " إيفلين."

عينيها رفرفت بالراحة وهي بتصحى، وبعدين بصتلي وضمّت شفايفها. "إيه... إيه اللي حصل؟ أنا فين؟"

"أنتِ في مستشفى كوينز التذكاري"

 كنت باصص عليها من فوق، ونفسي ألمسها، شوفة عينيها مفتوحة وصاحية فرحتني أكتر من أي حاجة تانية بقالي أسابيع ما حسيتهاش، كل يوم كانت بتبقى ميتة بالنسبة للعالم، كنت بخاف من موت تاني على كتفي، وإن أي معلومات كانت شايلها هتضيع، لحسن الحظ، القدر كان ليه خطط تانية.

"المستشفى؟" إيفلين كررت بصوت مبحوح، وبعدين فجأة كحت كحة ناشفة.

باستخدام إبريق المية اللي جنب سريرها، صبيت لها كوباية وبعدين قربت شفاطة صغيرة من شفايفها الناشفة. شربت بشراهة، وبعدين رجعت على المخدة وهي بتنهج. "إيه اللي حصل؟"

"اتطعنتي." شكله الكلام المباشر هو الحل الأحسن. "اللي خبطك في الشارع الضيق طعنك بشفرة رفيعة ومعوجة تحت ضلوعك بالظبط، النوع ده من الشفرات متصمم عشان يقتل، كانت مشرشرة. قطعتك وقطعت رئتك، وده السبب اللي خلاكي تقعي بالسرعة دي، عملوا لك عملية عشان يصلحوا القطع ده."

"حد... حد حاول يقتلني؟"

ما فهمتش الموضوع غير لما همست بالكلام ده - محاولات الاغتيال والوحشية دي حاجة عادية في عالمي، بس بصة الرعب والخوف اللي ظهرت على وشها دي ما كانتش عادية بالنسبة لها، وشكل طريقتي الفجة في توصيل الخبر ما كانتش أحسن حاجة.

"أنا... أنا آسف يا إيفلين. ده... أيوه، حد عمل كده، بس أوعدك إنه مش هيفلت بجريمته، وأنا آسف، كان لازم أحميكي أحسن من كده."

إيفلين غمضت عينيها شوية، وضغطت بصوابعها على ملايات السرير، ولما فتحتهم، كانوا بيلمعوا بدموع ما نزلتش، وهزت راسها.

 "مش شغلتك تحميني."

"لأ، شغلتـ...ي"، رديت على طول. "أنتِ مسؤوليتي وتحت رعايتي، أنا ما خططتش لكل التفاصيل، وأنا آسف يا إيفلين، وعدتك إن الموضوع ده هيخلص أول ما أحط إيدي على هاري، بس بدل كده، أنتِ اللي اتأذيتي، أنا آسف، بس أقسم لك إن ده مش هيتكرر تاني."

ما كانش واضح إذا كان ده بسبب كلامي ولا بسبب المسكنات اللي بتاخدها، بس إيفلين ابتسمت ابتسامة فيها سخرية وهزت راسها تاني. 

"مينفعش نلعب لعبة اللوم، هاري كان مشكلتي قبل ما أقابلك، وما كنتش قريبة من هانك برضه"

"متعمليش كده" من غير تفكير، مديت إيدي عشان أمسك إيديها، ده مش خناق، أنتِ اللي هتكسبي، بس أوعدك إني ههتم بيكي، فواتير المستشفى وكل حاجة.

عينيها نزلت على إيدينا، وحسيت بدفا مفاجئ بين كف إيدي وعقل صوابعها، بس ما سحبتش إيدي، مش هسحبها إلا لو هي اللي عملت كده الأول.

"أنت نادتني ب إيفي."

"إيه؟"

"سمعتك ، ناديتني إيفي."

فاكر ده، ما كنتش واخد بالي إن الكلمة دي طلعت مني، هزيت راسي، وبقي اتلوى شوية 

"عملت كده؟ أكيد زلة لسان."

"هممم"، إيفلين همست. "أتطعن وأتسمى باسم دلع."

"آسف."

"لأ، عادي." إيفلين ابتسمت تاني. "عجبني."

إيفي، الدكتور وصل بعد شوية عشان يكشف على إيفلين، ويشيل القسطرة، ويديها جرعة مسكن تانية، اديتها شوية خصوصية خلال ده كله، ورجعت بعد ساعة ومعايا شوية أكل، شكلها كانت مبسوطة إنها هتاكل حاجة، وكانت صاحية أكتر من الأول، وده كويس، سألت عن هاري، فقلت لها بسرعة إنه محبوس دلوقتي في واحد من الأماكن بتاعتي لحد ما ناخد منه إجابات بجد. 

شكلها ما اتضايقتش، وكل اللي كان مهم عندها هو إذا كان لسه هيبقى مصدر قلق بالنسبة لها، بالنظر للإجراءات اللي أنا والروسيين عملناها في الكام يوم اللي فاتوا، ما أفتكرش إن دينها هيبقى مشكلة كبيرة، بس الفلوس موجودة وجاهزة، تحسبًا لأي طارئ، وبعدين قعدنا ساكتين بشكل ودي بنسمع موسيقى تليفونها اللي كانت مغطية على أصوات الأجهزة اللي حوالينا، فجأة، جبينها انكمش جامد، ووشها اتشنج، قمت على رجلي على طول، مستعد أروح للدكتور عند أول علامة وجع

. "فيه إيه؟ مالك؟" عيني جت في عين إيفلين.

 "أنا بجد محتاجة أخش الحمام."

"أوه، خليني أساعدك."

وش إيفلين احمر على طول. "إيه؟"

وقفت قريب منها  "أنا ممكن أشيلك."

"أنا ممكن أمشي."

"طيب، هساعدك تمشي."

"أنا مش محتاجة مساعدتك عشان أعمل حمام"، إيفلين قالت وهي مش قادرة تبص في عيني.

بدل ما أجادل، بعدت عن سريرها وراقبتها وهي بتزق البطاطين بالراحة وبتسحب رجليها من السرير، وزي ما توقعت، لما حاولت تقف، ما كانش عندها القوة والتوازن الكافيين، ووقعت على السرير تاني على طول.

"طيب"، تمتمت. "ممكن تساعدني؟" "كنت فاكر إنك هتبقي عنيدة أوي لدرجة إنك مش هتسأليني."

"لو ما كنتش محتاجة أوي أعمل حمام، يمكن كنت عملت كده"، إيفلين همست.

شلتها بين دراعي بالراحة، واخد بالي من الأنابيب اللي متوصلة بحامل المحلول، وشلتها لحد الحمام اللي جوه الأوضة وحطيتها قريب من التواليت ومسكت إيديها لحد ما مسكت في القعدة. لما اتأكدت إنها مش هتقع، لفيت وشي وكنت هخرج عشان أديها شوية خصوصية، بس في ثانية، صوتها وهي بتعمل حمام ملأ الأوضة.

"آسفة"، إيفلين اتأوهت "أنا في حالة مش قادرة أستوعب أي خجل، بس لو حكيت لحد على ده، هعمل... حاجة تخوف بجد، تمام؟"

لأول مرة من زمان، ضحكت، مش عارف إذا كان ده بسبب تصرفاتها، ولا نبرة صوتها، ولا اللون الوردى المضحك اللي على خدودها، بصراحة، يمكن كل ده بسببها، ضحكة طلعت مني من قلبي، وبعدين لفت إيديها على ضهر قميصي ومسكته.

"دي أول مرة أسمعك بتضحك"، همست، وجه دوري أنا اللي وشي يسخن، مش لاقي كلام أقوله، فسبت الموضوع يعدي دلوقتي.

"مش هقول لحد"، وعدت، وخليت ضهري ليها عشان أحافظ على شوية خصوصية. "كويس، عشان عندك موهبة إنك تعرضني  للخطر وبعدين تنقذيني، فمتفتكريش إني ما اتعلمتش كام حاجة."

عادةً، تعليق زي ده ما بيضايقنيش كتير بسبب الخطر اللي في حياتي وحياة اللي حواليا، بس إيفلين هي آخر واحدة عايزها تتأذي، سواء كان الوغد بتاع الفندق، ولا الشرطة، ولا هاري، مش عايز أرجع الأذى لحد بيتها.

وعشان كده، مطاردة الوغد اللي طعنها دي تاني أهم حاجة عندي.

"أنا آسف"، قلت بهدوء. "لو كنت عرفت أبعد عنك، يمكن كنتي بقيتي في أمان، بس لسبب ما..."

السيفون بتاع التواليت اتسحب، ولفيت عشان أساعد إيفلين تقوم

"عشان شخصيتي جذابة"، إيفلين بتهزر وأنا بوجهها ناحية الحوض. "أنا ساحرة بجظ،  فاهمة ده."

"فاكرة إني بهزر؟"

عينينا جت في عين بعض في المراية وأنا بحط صابون على إيدي، وبعدين ضمت إيديها الساقعة بالراحة وغسلتهم بين إيدي، هزت راسها، واحمرار وشها زاد وبقى أغمق.

"أنا مش بهزر"، قلت بحزم. "بس أتخيل إن ده اللي عايزة تسمعيه، بالنظر لكل اللي حصل."

عين إيفلين اتعلقت بيا. "مينفعش تقولي كلام زي ده وأنا تحت تأثير المخدر"، قالت بهدوء."هتديني فكرة غلط."

"أو الفكرة الصح."

بعد ما غسلت الصابون، شلت إيفلين لحد السرير ورجعتها عليه بالراحة على قد ما قدرت، عدلت نفسها بالراحة تحت البطاطين، واخدة بالها من الضمادات اللي حوالين وسطها، وبعدين استريحت، ما فاتش خمس دقايق قبل ما البطاطين تتشد وتحاول تدفن نفسها تحتها.

"محتاجة حاجة؟" سألت وأنا بقاوم موجة القلق اللي عمالة تروح وتيجي كل ما تتحرك، مش عايزها تقطع الغرز، بس قلقها ده مقلق بوضوح.

"بردانة"، إيفلين قالت وهي بتقعد فجأة. "ممكن تحضنيني؟"

الطلب ده خلى قلبي يدق بسرعة مش طبيعية، مساعدتها تروح الحمام ده شيء، دي ضرورة بس أسمعها بتطلب مني أبقى جنبها ده شيء تاني خالص، خاصةً وأنا متوقع تمامًا إنها مش هتبقى عايزة أي علاقة بيا أول ما مفعول المسكنات يروح.

"أنتِ متأكدة؟"

إيفلين هزت راسها وعضت شفتها اللي تحت بالراحة وقالت  "مش عارفة ألف عشان أدور على الدفا بسبب ده." ضغطت بإيديها على صدرها. "طيب، ممكن تساعديني؟"

مش محتاج تطلب  مني مرتين قمت من الكرسي، واتمددت على السرير، وأخدت معظم المساحة عشان أنا ضخم، بس إيفلين ما اهتمتش، مسكت فيا على طول، ولما حطيت دراعي حوالين كتفها، حضنتني بأرق وأكتر صوت رضا سمعته في حياتي.

وجودها لازق في ضهري بيسرّع أفكاري، خليط من الغضب والذنب ناحية نفسي إني سبتها تتأذي وما حميتهاش أحسن، وأنا اللي عرضتها للخطر أصلاً، وبعدين بيجيني إحساس غريب بالقلق، ووعي زيادة بجسمي، وبمكان ما لمستني، حاسس بجسمها كله لامس جسمي، وكل رعشة خفيفة بتسري فيها بتولع فيا نار،مش عارف حتى أحاول أفسر مشاعري دلوقتي، ومش مهم لو هي مش بتبادلني نفس الإحساس، أنا بحبها أوي ومحدش هيأذيها تاني.

"إيه ده؟" أطراف صوابع إيفلين الساقعة لمست رقبتي فجأة، فوق وشم أسود.

"ده وشم."

صوابعها بتتحول لمخالب، وبتنقر كتفي "يا أهبل إيه  معناه؟"

الوشم عبارة عن تلات مثلثات متشابكة متوصلة ببعضها بحيث تعمل مثلث واحد وكل طرف خارجي ليه حافة، لمستها خفيفة، بس التركيز على الوشم ده بيشد قلبي لأعماقي.

"ده... كل مثلث واحد من إخواتي،  فيه واحد لسيرش، وواحد لسيان، وواحد لـ... بريندن. ومع بعض، بيكونوا عيلتي."

"أوه." صوتها ناعم. "أنا آسفة."

"متقلقيش، ده معناه ليا دلوقتي أكتر ما كان معناه لما رسمته، كل حاجة مترابطة عشان إحنا، كوحدة واحدة، مبنتزعزعش. أو كنا كده." باخد نفس عميق، وباصص على البلاط الأبيض اللي فوق.

"ده جميل. زي الورد اللي على دراعك بالظبط."

"آه، دول بقى عشان بلدي، أيرلندا ووطني الحقيقي."

"شقتك؟"

"لأ، وطني الحقيقي." بوطي راسي عشان أشوف جفون إيفلين نازلة.

"هبقى أوريكي في وقت تاني، بعد ما تنامي."

"أنا مش تعبانة"، إيفلين ردت بعناد، في خلال دقيقتين، كانت نامت نوم عميق بين دراعي، والأجهزة اللي حواليا بتصفر على إيقاع راحتها الهادية، برجع بصري للسقف وبسيب عقلي يسرح، يمكن أخذ إيفلين البيت فكرة كويسة.

مش واضح هنفضل كده قد إيه، بس مع الضلمة اللي بره الشباك، الباب بيتفتح بسرعة وساويرس بتدخل، ما رمشتش عينها لما شافت إيفلين وأنا حاضنين بعض، قربت من السرير، وسلمتني جواب.

دعوة، العرابة الروسية طالبة مقابلة على أرض محايدة

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-