أخر الاخبار

رواية هل للقدر رأى اخر ؟ بقلم الهام عبد الرحمن الفصل ١٤

 هل للقدر رأى اخر ؟

رواية هل للقدر رأى اخر ؟ بقلم الهام عبد الرحمن الفصل ١٤

رواية هل للقدر رأى اخر ؟ بقلم الهام عبد الرحمن
 الفصل ١٤

في الجامعة: 

تجلس ساره وشيماء يتحدثان سويًا أمام المدرج 

شيماء: " أنتى مش هتدخلي المحاضرة يا ساره ؟ " 

ساره: " لا، كمان شويه يا شيمو لسه الدكتور مجاش. " 

بعد قليل دخل الدكتور المحاضرة ثم دخلت شيماء وساره ورائه. 

الدكتور: " انا كريم الشرقاوي، أنا هكمل معاكم مكان الدكتور إبراهيم لحد ما يرجع من السفر بالسلامة وياريت نبقى متفقين كدا من الأول أن مفيش حد يدخل المدرج بعدي " قالها وهو 

ينظر إلى ساره وشيماء 

ساره بتهكم لشيماء: " أبتدينا بقى. " 

وبعد قليل كانت شيماء تتحدث إلى ساره. 

شيماء: " تعرفى ان الدكتور ده مز أوي، يا ترى هو مرتبط ولا لا؟ " 

ساره: " وأنا مالي أنا إذا كان مرتبط ولا لا، ميفرقش معايا. " 

شيماء: " أه يختي، ما هو جاسر لحس عقلك، ما تطلعيه بقى من دماغك يا ساره هو أصلا لو كان عايزك كان أتجوزك أنتي بدل البنت البيئه دي. " 

ساره "بغل": " بقى انا ساره الكيلاني واحدة زي دي تيجي وتخطفه مني كدا !، بس أنا مش هسكت. " 

شيماء: " طيب أنتي هترجعي العزبة تاني ولا هتروحي القصر؟" 

ساره: " لا هرجع على القصر، بابي وأنطي هما اللي هيفضلوا في العزبة شوية، وبعدين فرصة أشعلل الدنيا بين جاسر والست حور يمكن ربنا يخلصني منها. " 

كريم: " الأنسات اللي بيتكلموا مع بعض، أتفضلوا بره المدرج" 

نظرت ساره وشيماء لبعض ثم توجهوا إلى الخارج       

  في المستشفى عند حور: 

تتسطح حور على السرير شاردة حزينة تبكي حسرة على ما حدث لها، دخلت إليها إلهام. 

إلهام: " رورو حبيبتي، عامله أيه دلوقتي ؟، طمنيني عليكي يا قلبي. " 

حور "بإنكسار": " الحمدلله "، بعد قليل أتى يوسف 

يوسف: " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. " 

الهام: " وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. " 

يوسف: " ازيك يا حور، عامله أيه؟ " 

حور: " تفتكر هكون عامله أيه بعد اللي عمله فيا إبن عمك؟ " 

شعر يوسف بالإحراج والأسى عليها 

يوسف: " أنا عارف ومقدر اللي أنتي فيه بس صدقيني والله هو مكنش في وعيه. " 

حور "بغضب": " مكنش فى وعيه؟، دا أتهمني في شرفي ودي مش أول مرة، لا ومكفهوش كدا بس "، ثم صمتت وبكت بحرقة، " لا دا كمان ضيعني وعاملني زي الحيوانة اللي ملهاش قيمة،

ياريتني ما أتجوزته ولا قابلته ولا عرفته. " 

يوسف: " حور، أنا عارف أن اللي جاسر عمله شيء صعب أوي، بس والله هو بيحبك، أنتي مش متخيله حالته عامله أيه دلوقتي، دا هيتجنن عليكي، والله هو ندمان جدًا، أرجوكي يا حور أديله 

فرصة وأسمعيه، هو عمل ذنب كبير بس عشان خاطري أسمعيه. " 

قطع كلامه دخول الطبيب ومعه أحد الضباط لأخذ أقوال حور. 

الطبيب: " ها عامله أيه دلوقتى؟ "، صمتت حور ولم تجب 

الضابط: " حمدالله على السلامة يا مدام حور، المستشفى بلغتنا أن حصلك حالة إغتصاب شديدة والمسئول عن كدا هو جوزك " جاسر الكيلاني " أيه أقوالك في الكلام ده ؟ " 

صمتت حور قليلًا ثم قالت : " محصلش، جوزى معملش فيا حاجة. " 

نظر إليها الجميع مذهولين

الضابط: " يعني حضرتك مش حابه توجهيله أي إتهام ؟  " 

حور: " لا. " 

استأذن الضابط والطبيب وخرجوا سويًا. 

يوسف وهو ما زال مذهولًا من رد فعل حور: " أنتى ليه متهمتيش جاسر وقولتى اللي حصل ؟ " 

حور: " هستفاد أيه لما أتهمه؟، مش هلاقي غير الفضيحة وبابا ممكن يروح فيها، انا مش عايزه حد يعرف اللي حصل. " 

يوسف: " طيب وجاسر؟، هتديله فرصة تسمعيه ؟ " 

حور "بصرامه": " لا، يستحيل أتكلم معاه، و بمجرد ما بابا يخف ويبقى كويس أنا هتطلق منه ومش هعيش معاه تاني. " 

يوسف: " أرجوكي يا حور خليه يدافع عن نفسه، متديش فرصة للضلمه تعيش جواكي أنتي كمان وتضيعك زي ما ضيعت جاسر سنين. " 

إلهام: " خلاص يا يوسف، سيبها براحتها دلوقتي، بلاش تضغط عليها. " 

يوسف: " تمام أنا هنزل الكافيتريا شويه، أجيبلكم حاجة معايا  تشربوها؟ " 

إلهام: " لا شكرًا. " 

ذهب يوسف إلى الكافيتريا ووجد جاسر ينتظره بفارغ الصبر ليطمئن على حور. 

جاسر "بلهفه": " اتأخرت عليا ليه يا يوسف، طمني حور عامله أيه؟ " 

يوسف بيأس على حال صديقه : " كويسة بس.... .."

جاسر "بقلق": " بس أيه يا يوسف؟، في أيه أنطق طمني، أنت قلقتني. " 

يوسف: " في ظابط طلع عندها وأنا موجود عشان ياخد أقوالها في اللي حصل. " 

نظر إليه جاسر بتساؤل: " وأيه اللي حصل؟ "

يوسف: " أنكرت اللي حصل ورفضت تتهمك بأي حاجه. 

جاسر "بذهول": " مش ممكن. " ثم تحدث بألم ووجع " ليه؟، ليه يا حور عملتي كدا، ليه متهمتنيش وأخذتي حقك مني ؟، أه يا يوسف، حور أختارت تعذبني، أختارت اللي أقوى من السجن، ازاي هبص في عينيها، ازاي هرجع ثقتها فيا وحبها ليا تاني ؟  "


يوسف وهو يحاول تهدأته: " إن شاء الله هتسامحك، حور طيبه وبتسامح بسرعه بس هي محتاجه شوية وقت. " 

جاسر "بأمل": " ياريت يا يوسف حور تقدر تسامحني. " 

يوسف: " أنت مش رايح الشركة النهاردة ؟ " 

جاسر: " لا مش هقدر أسيب حور لوحدها، وبعدين إلهام هتمشي دلوقتي عشان باباها ومامتها ميشكوش في حاجة، ومينفعش كلنا نمشي ونسيبها لوحدها، أفرض تعبت؟ " 

يوسف: " اللي تشوفه يا جاسر، بس حاول متخليهاش تشوفك على الأقل دلوقتي. " 

وبعد قليل، ذهب يوسف و إلهام وظلت حور بمفردها فأستغل جاسر الوضع وذهب إليها، كانت مسطحه على السرير تبكي في صمت، رق قلبه حينما رأها. 

جاسر: " حور، ممكن أتكلم معاكي شويه؟ " 

حور "بصراخ": " أنت أيه اللي جابك هنا؟، أطلع بره، أنا مش طايقه أبص في وشك، أخرج من هنا أخرج "، وظلت تبكي بهيستيريا. 

أقترب منها جاسر وأمسك يدها ليمنع حالة الهياج التي تحدث لها ويهدأها ولكنها ظلت تصرخ " أبعد عني أبعد عني، أنا بكرهك " وهو ما زال يكبلها من أكتافها. 

جاسر: " ششششش، أهدي، أنا والله مش هأذيكي، أنا بس عايزك تسمعيني، أرجوكي يا حور أديني فرصة " هدأت حور قليلًا وباعدته عنها بحدة ثم تحدثت بغضب .

حور: " طلقني يا جاسر، طلقني أنا مش عيزاك. " 

جاسر "بصدمه": " أطلقك ! " 

حور: " أيوه، أومال أنت فاكر أني لسه هعيش معاك بعد اللي أنت عملته فيا ؟ "، ثم أكملت بألم، " أنا عرفت خلاص أن مفيش حد بيبقى معاك عشانك لكن الكل بيفضل حسب حاجته ليك. " 

جاسر وقد أوجعه قلبه لوجعها: " طيب بس أهدي دلوقتي وحاولي تسميعني وبعد كدا قرري هتعاقبيني ازاي لكن طلاق أنا مش هطلق يا حور .

زفرت حور "بخنق" ثم أعطته ظهرها حتى لا تعطيه فرصه للتحدث معها أكثر من ذلك وأحترم هو شعورها وجلس على الكرسي المقابل للفراش وظلت حالة الصمت هي السائره بينهما. 

بعد مدة أتى الطبيب للكشف عليها وأطمئن جاسر أن حالتها مستقره كما أن الرحم لم يتضرر، فرح جاسر كثيرًا لذلك خرج الطبيب ولجأت حور إلى النوم هربًا من جاسر 

أستغل جاسر نومها وذهب إلى القصر وأحضر لها بعض الثياب النظيفه بدلا من ملابس المستشفى وبعد وصوله بمدة أستيقظت حور فنظر إليها وقال: 

جاسر: " على فكره أنا كلمت الدكتور وقال ممكن تخرجي و تكملي العلاج في البيت "، ثم مد يده لها بالملابس وقال " أنا جبتلك هدوم ممكن لو سمحتي تغيري هدومك ونروح على 

القصر؟ " 

حور: " أنا مش هروح معاك في حتة " وعقدت ساعديها أمام صدرها ونظرت فى الإتجاه الأخر. 

ذهب جاسر بإتجاهها وأجلسها ثم ساعدها بإرتداء ملابسها وهي تقاومه بشدة ثم حملها بين يديه وخرج بها من الغرفة متوجها خارج المستشفى بسيارته. 

حور " بصراخ" : " نزلني نزلني يا حيوان أنا بكرهك، أوعى سيبني، أنت معندكش دم، نزلني. " 

جاسر "بصرامة": " أنا سايبك تزعقي براحتك عشان مقدر اللي أنتي فيه لكن هتطولى لسانك صدقيني رد فعلي مش هيعجبك، فياريت تسكتي خالص لحد ما نوصل القصر وهناك هنتكلم براحتنا. " 

حور: " مش عايزه أروح معاك في حتة سيبني، نزلني بقولك. " 

أدخلها جاسر السيارة وربط لها حزام الأمان وهي ما زالت تقاومه ثم ركب بجوارها وقاد سيارته، حينما وصلوا إلى القصر أنزلها من السيارة وحملها ودخل بها إلى القصر .

وصلوا إلى جناحه ثم أنزلها من بين يديه وأغلق الباب خلفه . نظرت له حور بخوف شديد وتلفتت حولها بفزع شديد، شعر جاسر بنغزه قوية في قلبه، لهذه الدرجة تخافه وتفزع منه؟، يا الله ما لذى فعلته ؟ .

جاسر بنظرة حزن عليها وفي نفسه: " واضح أنى هحارب كتير والحرب مش هتكون سهله. " 

تركها ودخل غرفة تغيير الملابس وأحضرلها بعض الملابس ودخل الحمام ووضعها لها ثم خرج وقال: 

جاسر: " خدي شاور وأنا هنزل أشوف الغدا "، نظرت له بإستغراب من تصرفاته وظلت تتابعه حتى خرج من الجناح ثم ذهبت لتأخذ شاور فهي بالفعل تريد أن تنعم بشاور 

دافئ يبعد عنها أثار ما عانته.

نزل جاسر و أعد لها طعام الغداء وحمله وصعد به إلى الجناح ثم دخل فوجدها تصفف شعرها أمام المرايه فوضع الطعام على الطاوله الصغيرة الموجودة في الجناح. 

جاسر "بهدوء": " يلا تعالي عشان تاكلي، أنتي مكلتيش بقالك يومين. " 

حور من بين أسنانها: " مش عايزه أكل حاجة، سيبني في حالي " ثم وقفت لتذهب إلى السرير فكانت تسير ببطئ وتتألم، هب جاسر مسرعًا إليه ليساعدها ولكنها نفضت يده بعيدا عنها وقالت: 

حور "بحدة": " أوعى تقرب منى، أنت فاهم ؟. " 

نظر لها جاسر بتمعن ثم على حين غرة حملها ووضعها فوق الأريكه التي أمامها طاولة الطعام، حاولت حور الوقوف والبعد عنه ولكنه أجلسها مرة أخرى. 

جاسر "بصرامة": " حور، أنا قولت هتاكلي يعني هتاكلي كلامي مش هكرره مرتين وإلا هيبقى في عقاب بعد كدا "، وبدأ بأطعامها على مضض منها وبعد أن إنتهى أعطاها أدويتها

وحملها ووضعها على الفراش وذهب لتغيير ملابسه إلى ملابس بيتية مريحه، ونام بجوارها على الفراش، هبت حور فزعة من مكانها 

حور: " أنت بتعمل أيه ؟ " 

جاسر "بهدوء": " هنام. " 

حور "بغضب": " هتنام فين إن شاء الله؟، أتفضل شوفلك مكان تاني تنام فيه، أنا وأنت مش هنّام في مكان واحد "، نظر لها جاسر بلا مبالاة ثم أعتدل في نومته فضربت الأرض بقدمها 

كالأطفال ولكنها تألمت ثم سحبت وسادة وغطاء وتحاملت على نفسها وذهبت إلى الكنبة لتنام عليها. 

جاسر: " رايحه فين؟ " 

حور "بغيظ": " ملكش دعوة " وأعتدلت على الكنبة ثم ذهبت في ثبات عميق بسبب إجهاد جسدها وتعبها النفسي، وبعد قليل قام جاسر وأتجه ناحيتها وجلس أمامها على ركبتيه وظل ينظر لها بحب. 

جاسر: " ازاي مكنتش حاسس بالحب دا كله، أنتي ملكتي قلبي وإحساسي، ياريتك ظهرتي في حياتي من زمان، ياريتني عرفتك أنتي الأول، يمكن كان حياتنا بقى ليها شكل تاني، أنا عارف أني 

أذيتك أوي بس هحاول أصلح كل حاجة، أنا أسف، أسف لكل وجع سببتهولك، أسف لكل لحظة محسستكيش بحبي ليكي " ثم إنحنى على وجنتها وقبلها بهدوء وحملها بين يديه ووضعها 

على الفراش ودثرها جيدًا وأخذها بين أحضانه ودفن وجهه في حنايا رقبتها يشم عبيرها الذي أسكره ثم ذهب هو الأخر في ثبات عميق. 

كان في هذا الوقت ترى حور حلمها الذي يراودها ولكنه إنقطع منذ زواجها بجاسر ولكن هذة المرة بإختلاف كبير وملحوظ فبعد أن جذبها الشخص الذي يلاحقها من ذراعها ونظر لها في عينيها وكانت هي تنظر إلى الأسفل رفعت رأسها قليلًا لتكن الصدمة لقد كان هذا الشخص هو جاسر، ظلت تنظر له غير مصدقه نفسها أيعقل أن من كان يطاردها في أحلامها طوال هذة السنوات لم يكن سوى جاسر، ولكن لحظة، لماذا لا تشعر بالخوف منه؟، لماذا شعور الأمان هو المسيطر عليها ؟ .

ظلت طوال هذا الحلم تنظر له فقط ولم تتحدث بأى شيء. 

في صباح اليوم التالي تململت حور فوق الفراش فأحست بثقل عليها وحينما فتحت عينيها وجدت جاسر يحتضنها بشدة وكأنها ستهرب منه حاولت إبعاده عنها ولكنه ظل مقيدًا إياها، زفرت حور بقوة . 

حور "بغضب": " ازاي يتجرأ ويجيبني هنا، لا وبكل بجاحة واخدني في حضنه ونايم ولا على باله. " 

جاسر وهو مغمض العينين: " ومن هنا ورايح مفيش نوم غير هنا جنبي وفي حضني  "  .

نظرت له حور "بصدمة": " أنت صاحى من أمتا ؟ " 

جاسر: " من أول مابدأتي تتحركي في حضني " .

حور "بحدة" : " طيب أوعى سيبني، خليني أقوم . " 

جاسر بإستفزاز لها : " لا أنا مرتاح كدا "، وظل يجذبها بين أحضانه بشدة وهي تحاول الابتعاد عنه. 

حور "بصراخ": " أوعى يا جاسر سيبني، سيبني بقى "، تركها جاسر وهو يضحك، فهو لم يرد أن يضغط عليها أكثر من ذلك ثم ذهب إلى الحمام، وبعد قليل خرج جاسر من الحمام عاريًا الصدر يرتدي بنطلون قطنيًا فقط، حينما رأته حور أغمضت عينيها وصرخت .

حور: " أيه يابني آدم أنت، مش واخد بالك أن معاك واحدة في الأوضة. " 

نظر لها جاسر بإبتسامة جانبية : " أظن الواحدة دي تبقى مراتي، يعني لو شافتني كدا عادي، مفيهاش حاجة . " 

حور "بإستفزاز له" : " لا وأنت الصادق الواحدة دي هتطلق منك ومش هتفضل على ذمتك بعد كدا. " 

جاسر "بغضب" : " حوووور !، أنا قولت مفيش طلاق، الموضوع ده تطلعيه من دماغك وتنسيه خالص، أنتى ملكي، فاهمة ؟، وعمري ما هتخلى عنك أبدًا ، "ثم أقترب منها بشدة وهي ترجع 

للخلف كلما أقترب، إلي أن أصطدمت بالحائط فوقف أمامها وهمس بجوار أذنها : " أنا بحبك يا حور، ولو عشت عمرى كله أعتذرلك عمري مش هيكفي. " 

حور وهي تحاول إبعاده عنها : " جروح القلب لا يمكن تشفيها كل كلمات الإعتذار، خلاص معدش ينفع يا جاسر، أنت أفعالك خليتني اتأكد أني مكنتش ليك من البداية. " 

جاسر "بعصبية" : " أنتي ملكي وبتاعتي " ثم همس : " و بحبك ومش هسيبك تبعدي عني أبدًا . "ثم قبلها قبلة رقيقة فدفعته حور بعيدًا عنها و جرت بإتجاه الحمام وأغلقت الباب خلفها سريعًا ، نظر جاسر في أثرها وظل يضحك على خجلها، ثم دخل إلى غرفة تغيير الملابس و أرتدى ثيابه وأقترب من باب الحمام . 

جاسر: " عشر دقايق وألاقيكي تحت عشان نفطر سوا وإلا هعاقبك تاني وبصراحة أنا بتلكك وحبيت العقاب ده، سلام يا حورية قلبي. " 

______________________________ _____________

في حجرة السفرة: 

كانت تجلس سارة مع يوسف يتناولان طعام الإفطار، حينها دخل جاسر وعلى وجهه إبتسامة جذابة. 

جاسر : " صباح الخير، ازيك يا سارة حمدالله على السلامه ، أنتي جيتي من العزبة أمتا ؟ " 

سارة : " إمبارح، بس محدش فيكم كان هنا. " 

يوسف "بإرتباك" : " أه أصل كان عندنا إجتماع مهم. " 

سارة "بخبث": " أومال حور فين؟، هي مش عايزه تفطر معانا ولا أيه؟ " 

جاسر : " لا هي زمانها نازلة دلوقتي "، نظر يوسف بصدمة إلى جاسر وتحدث بصوت خافت

يوسف: " هي مش حور في المستشفى ؟ " 

جاسر بإبتسامة جانبية: " لا هى هنا معايا من إمبارح "

يوسف بذهول: " نعم!، أنت بتتكلم جد؟، هو أنتم أتصالحتم ؟ " 

جاسر: " لا بس هنتصالح "، بعد قليل نزلت حور ودخلت إلى حجرة السفرة . 

حور: " صباح الخير. " 

الجميع: " صباح النور "، جلست حور تتناول معهم طعام الافطار وتحدثت سارة إلى حور: 

سارة: " أيه يا حور هو أنتي هتفضلي لازقة لجاسر، مفيش وراكي جامعة ولا القاعدة عجبتك ؟ " .

جاسر "بصرامة": " سارة ألزمي حدودك، وبعدين حور مش مستنيه حضرتك تفكريها بجامعتها "، أغتاظت سارة من وقوف جاسر في صف حور، فتركتهم وذهبت إلى الجامعة. 

يوسف: " أنا هسبقك يا جاسر على الشركة "، أومأ له جاسر برأسه ثم تحدث إلى حور 

جاسر : " على فكرة يا حور، أنتي لازم تروحي كليتك لأن الإمتحانات قربت وأنا بصراحة مش هسمحلك تضيعي سنة من عمرك. " 

حور "بحدة": " أنا فعلا لازم أروح الجامعة على الأقل أبعد عن هنا ومبقاش معاك في مكان واحد "، ثم رفعت أصابعها في وجهه وقالت: " و حذاري اللي أنت عملته فوق ده يتكرر تانى . 

"ثم تركته وصعدت إلى الجناح ، خرج جاسر وهو غاضبًا منها إلى متى ستظل تعامله هكذا ؟ . 

_____________________________________________________

في الجامعة: 

كانت سارة تدخل من بوابة الجامعة حينما اصطدمت بشخص ووقع هاتفها أرضا وإنكسرت شاشته .

سارة دون أن تنظر لمن إصطدم بها: " مش تفتح يابني آدم أنت"، ثم رفعت رأسها فوجدته كريم الشرقاوي 

كريم: " أنا آسف يا آنسة، أنا ممكن أصلحهولك لو تسمحي" ومد يده ليأخذه منها. 

سارة "بضيق": " لا متشكرة، عن إذنك، بس أبقى بص قدامك وأنت ماشي "، وتركته وذهبت 

نظر لها كريم وتنهد : " أنتي طلعتيلي منين؟، يخربيت جمالك، بس عليكي شوية غرور إن شاء الله هخلصك منهم. " 

بعد عدة أيام تماثلت حور بالشفاء وبدأت في الإستعداد للإمتحانات كما أنها لم تنقطع عن زيارة أبيها والذي بدوره أيضا بدأت تتحسن حالته ولم تخلو هذه الأيام من محاولات جاسر للتقرب من حور وأيضا مشاكستها والتي كان يستمتع بها كثيرًا ، أما يوسف، فقد كان قاب قوسين أو أدنى من الجنون فهو يريد أن يتزوج إلهام ولكنها دائما تتحجج بالدراسة، وها قد أقربت الإمتحانات من الإنتهاء، وكان آخر يوم بالإمتحانات فعادت حور من الإمتحان وكان الجميع يجلسون بحديقة المنزل فجلست معهم .

سماح: " ها يا رورو، عملتي أيه في إمتحان النهاردة ؟ "  .

حور "بثقة": " متقلقيش يا سمسم كله تحت السيطرة إن شاء الله تقدير. " 

جاسر "بفخر": " أكيد طبعا، مرات جاسر الكيلاني لازم تجيب تقدير "، ثم غمز لها بطرف عينيه وفجأة دخل يوسف كالإعصار وبطريقة مسرحية 

يوسف : " مليش دعوووووة، أنا عايز أتجوز، يااااابشر أرحموني بقى . "وألقى نفسه على أحد الكراسى ثم توجه بالحديث إلى حور 

يوسف لحور: " والنبي يا حور خلي صاحبتك تحن عليا بقى أنا كدا هعنس "، ضحك الجميع عليه بشدة . 

جاسر: " ما تسترجل ياض في أيه ؟ " 

يوسف وقد وضع يده فوق قلبه : " بحبها يا جاسر ياخويا، هموت وأتجوزها بس البت منشفة ريقي ، بس أتلم عليها في بيت واحد والله لهطلع عليها القديم والجديد "، ثم أكمل كلامه: " ما هو بصوا بقى والله لو مجوزتونيش البت دي هروح أخطفها وأتجوزها غصب عنها هي نفسها وقد أعذر من أنذر "، ظل الجميع يضحكون في جو مليء بالبهجة والسعادة، استأذنت 

حور للصعود إلى جناحها لترتاح قليلًا، رن هاتف جاسر فكان المتصل أمجد 

جاسر "بإشتياق": " ميجو حبيبي عامل أيه يا وحش، محدش شافك من زمان ؟ " 

أمجد: " أنا موجود يا باشا بس الظاهر إن إحنا اللى مبقناش على بالك صحيح، ما حور هانم كلت عقلك "، ثم ضحك وقال:   " الله يسهله يا معلم. " 

جاسر "بضحك" : " والله أنت ظالمني يا ميجو، دا أنا بقالي فترة براضي فيها وهي أبدًا، قلبها حتى محنش ليا ومعذباني معاها. "

أمجد: " طيب يا سيدى، أنا بتصل عليك عشان أعزمك على عيد جوازي أنا وهدى بكرة، أنا كلمت العيلة كلها وعزمتهم أبقى هات حور وتعالى يمكن يبقى وشي حلو عليك وتتصالحوا بقى. " 

جاسر: " خلاص تمام " ثم أغلق الهاتف و استأذن من الجميع وذهب إلى الجناح، وجد حور تجلس في الشرفة وتقرأ روايتها وتحتسي كوبًا من العصير، لم تشعر حور بدخول جاسر بسبب إندماجها في أحداث الرواية، أقترب جاسر وهمس بجوار أذنها 

جاسر بهمس: " أنتي بتعملي أيه ؟ " .

انتفضت حور من مكانها وقالت: 

حور: " خضتني في أيه، مش تخبط قبل ما تدخل ! " . 

رفع جاسر إحدى حاجبيه ونظر لها: " أنتي اللي قلبك خفيف و كنتي في دنيا تانية، يظهر الرواية مأثرة فيكي أوي لدرجة أنك متحسيش بيا وأنا داخل الجناح ولما قربت منك كمان. 

"صمتت حور ولم ترد أن تتحدث معه أكثر من ذلك "


جاسر: " على فكرة عندنا حفلة بكرة والعيلة كلها هتحضرها. " 

حور "بتساؤل" : " حفلة أيه؟ " 

جاسر: " عيد جواز أمجد وهدى، ياريت تعملي حسابك بعد الشغل هعدي عليكي وأخدك نروح سوا "، أتى اليوم التالي و حان موعد الحفلة و أستعد الجميع للذهاب إلى مكان الاحتفال 

كامل: " ها يا حور، جاسر هيعدي ياخدك للحفلة ؟ " 

حور: " لا يا عمو أنا هاجي معاكم، أصله هيتأخر . " 

سماح: " طيب يا حبيبتي يلا عشان منتأخرش "، ذهب الجميع إلى الاحتفال وعندما حضر جاسر إلى القصر وجد الجميع قد ذهبوا إلى هناك وصعد إلى الجناح يبحث عن حور ولكنه 

لم يجدها أيضًا وعرف أنها لم تنتظره وذهبت مع العائلة وأغتاظ منها كثيرا وقال: 

جاسر "بغيظ" : " ماشي يا حور، أما وريتك، بس أما أشوفك "  ثم أرتدى ملابسه وذهب إلى الاحتفال ووجدها تجلس مع العائلة وضحكتها تملأ وجهها ،توجه إليهم ثم جلس بجوارها. 

جاسر لحور بهمس: " أنتى مشيتي من غيري ليه يا حور ؟ " 

حور "بهمس" : " بس أنا مقولتش أني هاجي معاك، أنت اللي قولت. " 

جاسر "بغيظ" : " حور، بلاش تستفزيني "، صمتت حور وتجاهلته مما جعله يغتاظ بشدة وفجأة وقف مكانه وأمسك يدها بقوة وأجبرها على الوقوف . 

سماح: " في أيه يا جاسر واخد حور ورايح على فين ؟ " .

جاسر: " أنا أسف يا جماعة بس في حاجة مهمة لازم أعملها أنا و حور. " 

أمجد "بغمزة" : " على فكرة أنا اللي عيد جوازي النهاردة. " 

يوسف "بضحك" : " بس يا ميجو متبقاش من قطاعين الأرزاق . " نظر إليهم جاسر بحدة "

جاسر: " أيه؟، هو أنتم هتحفلوا عليا ولا أيه؟؟، عن إذنكم " وسحب حور من يدها وأتجه خارج المكان 

حور "بصراخ مكتوم" : " جاسر سيب إيدي ميصحش اللي أنت بتعمله ده "، صمت جاسر ولم يرد عليها وظل ساحبًا إياها إلى أن وصلوا إلى السيارة فأدخلها وجلس بجوارها وساق السيارة بسرعة جنونية. 

حور "بفزع" : "براحة يا جاسر هدي السرعة شوية "، لم يعيرها جاسر أي إهتمام و زاد سرعته أكثر فأرتعبت حور وصرخت بأعلى صوتها وفجأة توقف جاسر على جانب الطريق وظلوا يتنفسان بسرعة. 

جاسر دون أن ينظر إليها : " لأمتا هتفضلي تعاقبيني يا حور، أنا عارف أني غلطت وغلطة كبيرة أوي لكن أنتي كمان مكنتش عارف أنك قاسية أوي كدا "، ثم نظر لها : " أرجوكي بلاش 

تبقي قاسية عليا بالشكل ده . "ثم أشار إلى قلبها : " أرجوكي أدي فرصة لده يرجع يحبني تاني. " 

كانت حور شاردة تنظر أمامها تستمع إلى كلامه و لا ترد، تشعر بقلبها يدق بين أضلاعها بشدة، نعم هي تحبه ولكنه اخطأ بحقها خطأ لا يغتفر، شعر جاسر بتخبط مشاعرها، وحاول أن يستغل هذا لصالحه فجذبها برقة إليه وقبلها قبلة رقيقة تاهت هي بين يديه ولم تشعر بأى كراهية تجاهه بل العكس ظل قلبها ينبض وتجاوبت معه قليلًا، شعر هو بالسعادة لذلك فهي معشوقته تستجيب لحبه كما أراد وتمنى أن يتوقف بهم الزمن في هذه اللحظة ولكن بعد قليل شعرت حور بإستسلامها له فدفعته بعيدًا عنها و أشتعل وجهها خجلًا وألمت نفسها على ضعفها أمامه.

حور بصوت متحشرج : " أرجوك أنا عايزة أروح "، لم يرد جاسر أن يضغط عليها أكثر من ذلك فيكفيه ما ناله من شعور حتى الأن وأدار محرك السيارة دون أن يتحدث وأتجه إلى القصر. 

يا ترى ماذا سيحدث للعاشقان هل ستسامح حور جاسر أم للقدر رأي آخر ؟ .

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-