هل للقدر رأى اخر ؟
هل للقدر رأى اخر ؟ بقلم الهام عبد الرحمن
الفصل ١٥
بعد عدة أيام، كانت حور تتهرب خلالها من مواجهة جاسر فكانت تصحى بعد أن يذهب إلى الشركة وتنام قبل أن يعود إلى القصر، ولكن ذات ليله عاد جاسر من الشركة مبكرًا. دخل جاسر الجناح وكانت حور في غرفة تغيير الملابس تغير ملابسها، وقف جاسر أمامها وظل يتأملها وحينما ألتفتت حور لتخرج وجدته شاردًا بها فتنفضت من مكانها ووجهت نظرها إلى أسفل وهي تكاد تموت خجلًا، حاولت المرور من جانبه لتخرج ولكنه أعترض طريقها.
حور: " لو سمحت عديني عايزه أخرج. "
جاسر بهدوء وإبتسامه جانبيه: " بتهربي مني ليه يا حور ؟ "
حور وقد أحست أن جسدها يشتعل من الخجل : " مش بهرب ولا حاجه، ههرب ليه يعني ؟ "
تركها جاسر تخرج فذهبت بخطوات سريعة إتجاه الفراش وأستلقت عليه سريعًا وغطت وجهها، ضحك عليها جاسر ضحكه خفيفه، فهو في الأونه الأخيره يعشق مناغشتها حتى يرى أحمرار وجهها من الخجل، كم يعشق حبات الفراولة التي تظهر على خدودها، كم يتمنى أن ترضى عنه كي يعوضها عما فعله بها ويذيقها من أنهار حبه وعشقه، ذهب جاسر إليها وسحب الغطاء من على وجهها فأعتدلت في جلستها ونظرت له بتساؤل
حور: " خير في أيه ؟ "
جاسر "بتردد": " حور، أنا كنت عاوز منك خدمة، ممكن؟، دا لو مش هيدايقك يعني. "
حور: " خير؟، خدمة أيه؟ "
جاسر: " في وفد أجنبي جاي بكرا وكل واحد جايب مراته معاه وإحنا عاملين ليهم حفله وعايزك تحضريها معايا لأنه ميصحش أبقى صاحب الشركه ومراتي مش جنبي في يوم مهم زي ده، أرجو أن أنتي مترفضيش، " قالها برجاء كبير" .
حور "بتفكير": " وأنا أيه اللي يخليني أوافق على طلبك ؟ "
جاسر "برجاء" : " أرجوكي يا حور أنا مش عايز حد من العيلة يحس باللي حصل بينا ومتنسيش أن باباكي ممكن يعرف وهو دلوقتي في فترة نقاهه وأظن أنتي متحبيش تضريه ولا تأذي مشاعر حد من عيلتي، أنا عارف أن قلبك طيب ولو مش عشان خاطري يبقى عشان خاطر أهالينا. "
حور "بنفاذ صبر" : " طيب يا جاسر. "
جاسر في نفسه: " أه لو تعرفي بتعملي أيه فيا لما بتقولي اسمي بالطريقة دي "، ثم نام على الفراش بجوارها وانتظر حتى نامت وجذبها وأخذها بين أحضانه وتمنى لو
يظلوا هكذا إلى أخر العمر حتى نام هو الأخر.
حل الصباح واستيقظ جاسر مبكرًا لكي يبدأ في الاستعداد لتجهيز المفاجأة التي يحضرها لمحبوبته، فاليوم عيد ميلادها وأراد أن يكون مولد حبهما أيضا، قام سريعًا ودخل إلى الحمام وأخذ شاور ثم أرتدى ملابسه وذهب إلى الشركة لكي ينهي عمله سريعًا . بعد قليل أستيقظت حور فلم تجد جاسر فحمدت الله على ذلك، دخلت الحمام وأخذت شاور وتوضأت ثم خرجت وأدت فرضها وذهبت إلى حديقة القصر لتجلس وسط الخضرة والجمال الطبيعي وكان معها روايتها المفضلة التي لا تمل من قراءتها فوجدت سماح عمة جاسر تجلس هي الأخرى في الحديقة.
حور: " ازيك يا سمسم، أيه اللي مقعدك لوحدك ؟ "
سماح: " ازيك يا حبيبة سمسم، تعالي يا حبيبتي أقعدي جنبي هنا "، جلست حور ووضعت الرواية فوق المنضدة فنظرت سماح إلى الرواية وأخذتها وقرأت عنوانها
سماح: " الله، أنتي بتحبي تقرأي روايات يا رورو ؟ "
حور : " أنا حياتي كلها في الروايات يا سمسسم ، هو أنتي ليكي في الروايات ؟ "
سماح: " الروايات دي يا رورو اللي بتهون عليا وحدتي زي ما أنتى شايفه كدا، كامل وجاسر ويوسف مشغولين طول الوقت في الشركة، وسارة دايما خروجات وشوبينج مع أصحابها عشان كدا أنا بحب أقرأ الروايات. "
حور : " من هنا ورايح مش هتحسي بالوحدة أبدًا يا حبيبتي، أنا هقعد معاكي علطول لحد ما تزهقي مني وظلوا يتبادلوا أطراف الحديث ويضحكوا سويًا "
____________________________________________
في شركة الكيلاني:
يجلس جاسر في مكتبه ويتحدث في الهاتف مع سوزي صاحبة أكبر أتيليه للملابس
جاسر: " ها يا مدام سوزي جهزتي اللي قولتلك عليه ؟ "
سوزي : " طبعا يا جاسر بيه كل اللي أمرت بيه جاهز."
جاسر: " طيب تمام أبعتيه بسرعة على القصر. "
سوزي : " هبعته حالًا يا جاسر بيه .
في حديقة القصر:
جاءت الخادمة إلى حور تبلغها بوجود سيدة تريدها لأمر هام، استأذنت حور من سماح وذهبت إلى هذة السيدة.
حور: " السلام عليكم، أنا حور، حضرتك كنتي عوزاني، حضرتك مين ؟ "
السيدة: " أنا جاية لحضرتك من أتيليه مدام سوزي ، جاسر بيه أشترى لحضرتك الفستان ده . "ومدت يدها وأعطتها الفستان" أخذت حور الفستان وشكرتها ثم ذهبت إلى جناحها وأخرجت الفستان من حقيبته فوجدت معه ورقة مكتوب عليها، " حينما رأيته وجدته جميلًا ولكني علمت أنه سيصبح خالبًا حينما ترتديه " ابتسمت حور واحتضنت الفستان وبدأ قلبها في النبض سريعًا وأتى المساء و أرتدت حور الفستان وصففت شعرها ووضعت مكياج رقيق جعلها حقا جذابة . طرقت الخادمة الباب وأبلغتها أن السائق ينتظرها لتوصيلها لأن جاسر لم يستطع القدوم لأخذها، شعرت حور بخيبة أمل شديدة وذهبت إلى السائق ، فأخذها إلى فندق رائع وحينما دخلت لم تجد جاسر في إنتظارها
فإتصلت عليه ولكنه لا يجيب فذهبت إلى الرسيبشن وأستعلمت عن جاسر وأين تجده؟، فأبلغها المسئول أنه ينتظرها في جناح " 1415 " و أرسل معها شخصًا ليوصلها إلى
هناك.
حينما دخلت حور الجناح وجدته مليء بالورود الحمراء والشموع في كل مكان وموسيقى هادئة تملأ المكان وقالب من الكيك مزين بصورتها موضوع إلى المنضدة
وكان جاسر في أبهى صورة، يجلس على ركبته ويقدم لها خاتم ألماس ويقول:
جاسر: " حبيتك ومليتي قلبي بنور حبك، حُوشتي الضلمة اللي كانت مالية قلبي، خلتيني عشقتك بطيبتك وحنيتك، ضحكتك سحرتني وعيونك أسرتني بجمالها، نفسي تسامحيني وتقبليني في حياتك صدقيني أنا مقدرش أعيش من غيرك يوم واحد، حياتي مش هتكمل غير بيكي، سامحيني يا أحلى حاجة حصلت في حياتي خلي يوم ميلادك هو يوم ولادة حبنا "
نظرت له حور وعيناها مليئه بالدموع: " أنا مسمحاك من زمان معرفتش غير أني أحبك "، فهب جاسر واقفًا وحملها بين أحضانه وأخذ يدور بها في سعادة وهو يصرخ :
" بحببببببك "، ثم تركها للحظة وقام بتشغيل أغنية رقيقة على الهاتف وذهب مرة أخرى في إتجاهها وقال: " ممكن مولاتي تشرفني بالرقصة دي "، ابتسمت له حور وأومأت
برأسها فجذبها بين أحضانه وظلوا يرقصوا سويًا على أنغام الموسيقى الهادئة وقلب كل منهما يدق بالحب للأخر
ثم قضوا أجمل ليلة في حياتهم، ليلة مليئة بالحب والفرحة والتسامح.
يا ترى هل ستستمر هذه الفرحة أم للقدر رأي آخر ؟
الفصل ١٦
استيقظت حور وهي تشعر بسعادة عارمة، فلم تتخيل أن يفعل جاسر كل ذلك من أجلها، ظلت تنظر له وتتحسس وجهه بيدها وتتأمل فيه.
جاسر وهو مغمض عينيه: " هو أنا حلو أوي كدا ؟ "، خجلت حور بشدة وتلعثمت بالكلام
حور: " أنااا .....أصل.....يعني..... أنا....... "
جاسر: " هههههههه، أيه يا بنتي، الفراولة ظهرت علطول كدا . "ثم أعتدل على السرير وأخذها بين أحضانه وقال : " أنا كلي ملكك تعملي اللي أنتي عايزاه يا حورية قلبي " ثم قبلها
برقة.
_____________________________________________
في منزل إلهام:
يجلس محمود وبناته إلهام وزينب وزوجته عائشة على المائدة لتناول الغداء
محمود: " النهاردة يا عائشة يوسف الكيلاني جاي عشان يتقدم لإلهام، هو كلمني وأنا في الشغل، حاولت أخلي الميعاد بكرة لكن باين عليه مستعجل أوي "، قالها وهو ينظر إلى إلهام بإبتسامة جانبية
عائشة "بفرحة" : " وماله ياخويا يجي وينور. "
محمود: " طيب أنا هنزل بعد الغدا أشتري شوية فاكهة وحلويات وحاجة ساقعة، لو في أي حاجة ناقصة قوليلي عشان أجيبها. "
عائشة: " ربنا يخليك لينا وميحرمناش منك أبدا، خير ربنا موجود مش محتاجين حاجة. "
نظر محمود لإلهام وقال: " كبرتي يا لولو وبقيتي عروسة، ربنا يتمملك على خير يا حبيبتي "ثم نظر إلى زينب: " عقبالك أنتي كمان يا زوزة "، خجلت إلهام بشدة وأحمرت وجنتاها
فضحك عليها الجميع بينما قالت زينب: " لا ياعم الحاج أنا قاعدة على قلبكم أنا لا يمكن أتجوز إلا لما أبني كياني الأول ومبقاش تحت رحمة راجل يتحكم فيا . "
عائشة: " ربنا يسعدكم يا بناتي ويحققلكم كل اللي بتتمنوه. "في المساء أتى يوسف وجاسر وحور والعائلة ليطلب يد إلهام.
كامل لمحمود: " إحنا يشرفنا يا أستاذ محمود أننا نطلب إيد بنت حضرتك لإبني يوسف. "
محمود: " أنا الشرف ليا يا كامل بيه، يوسف زي ابني ومش هلاقى أحسن منه يصون بنتي ويراعي ربنا فيها "بعد الإتفاقات المادية تمت قراءة الفاتحة وحددوا موعد الخطوبة ولكن
تحدث يوسف فجأة
يوسف: " بعد إذن حضرتك يا عمي أنت وبابا، أنا مش عايز خطوبة، أنا عايز فرح علطول، أظن العيلتين عارفين بعض وحضرتك عارفني كويس وإحنا جاهزين يبقى ملوش لازمه التأجيل وبصراحة أنتم لو مجوزتونيش دلوقتي يبقى هخطفها وأتجوزها ويبقى أنتم اللي جنيتوا على نفسكم ها بقى، قولت أيه هتجوزهاني ولا أخطفها ؟ "
ضحك الجميع وخجلت إلهام وشعرت بالحرارة تسري في جسدها ثم تحدث كامل
كامل: " أنا عن نفسي معنديش مانع أن القمر ده يجي ينورنا من دلوقتي، أيه رأيك يا أستاذ محمود ؟ "، نظر محمود إلى إلهام ووجدها تنظر للأسفل ولكن وجهها مليء بالفرحة فقال : " على بركة الله . "
يوسف بسعادة: " يبقى الفرح يوم الخميس الجاي، أظن النهاردة الأحد وأمري إلى الله، هصبر الكام يوم دول . "
ضحك جاسر "بشدة": "لا واقع واقع يا إبن الكيلاني "
قامت حور و احتضنت إلهام: " ألف مليون ميروك يا قلبي، ربنا يتمملك على خير يارب. "
عائشة وهي تحتضنها: " ألف مبروك يا بنتي، ربنا يفرح قلبك ويسعدك يا نور عيني "، ثم نظرت ليوسف وقالت: " مبروك يا حبيبي، أنت واخد أغلى حاجة في حياتي، دي أول فرحتي خلي
بالك منها و راعي ربنا فيها. "
يوسف "بحب": " في عينيا يا طنط، وصيها أنتي بس عليا. "
انتهت الليلة بسلام وفرحة للجميع وبدأت الإستعدادات لفرح يوسف وإلهام . أتى يوم الزفاف سريعًا وكانت إلهام كأميرة بفستان زفافها الخالب و أرتدت حور فستانًا رائعًا من إختيار جاسر.
" فمضت الليلة سريعًا وذهب العروسان لإحدى الغرف بفندق خمس نجوم لقضاء ليلتهم.
بعد أن أغلق يوسف الباب نظر إلى إلهام وهي تكاد تموت خجلًا.
يوسف: " أخيرًا يا لؤلؤة بقينا لوحدنا وبقيتي ملكي وبتاعتي لوحدي أنا "، وقضوا ليلة سعيدة من أجمل ليالي العمر.
وبعد عدة أسابيع بدأت دراسة الترم التانى، استيقظت حور من نومها وأتجهت إلى الحمام وأخذت شاور و أرتدت ملابسها وأتجهت إلى جاسر وقبلته من وجنته.
حور: " جاسر يا حبيبي أصحى يلا هتتأخر على الشركة "، تململ جاسر في الفراش ثم جذبها بين أحضانه.
جاسر: " صباح الورد والياسمين على أحلى حورية في الدنيا كلها" وقبلها برقه
حور "بدلع" : " جاسر سيبني بقى هتأخر على الجامعة. "
جاسر: " هو بدلعك ده ينفع أسيبك ؟ "
حور: " خلاص بقى يا جاسر يلا قوم هنتأخر. "
تركها جاسر ونهض من على الفراش وذهب إلى الحمام وأخذ شاور و أرتدى ملابسه.
جاسر: " يلا يا حبيبتي عشان نفطر و أوصلك الجامعة. "
حور: " أنا جاهزة أهو يلا بينا يا حبيبى، تعرف، أنا فرحانة أوي، أخيرًا إلهام هترجع النهاردة، وحشتني أوي، أنا مش مصدقه نفسي أن أنا وهي هنعيش سوا في بيت واحد، يا ترى أتبسطت في شهر العسل؟ " ثم ضربت جبهتها بيدها وقالت " أنا بقول أيه، أكيد طبعًا أتبسطت. "
جذبها جاسر على فجأة وأخذها بين أحضانه وقال:
جاسر: " بكرة بس يرجع يوسف وأنا هخليه هو وأمجد في الشركة ونسافر أنا وأنتي ونعمل أحلى شهر عسل، هخليكي تعيشي أجمل أيام حياتك يا حورية قلبي. "
حور: " أي مكان تكون فيه بالنسبالي هو الجنة، كفاية بس أني أبقى جنبك وفي حضنك، بحس بالأمان والدفا "، و أشتدت في إحتضانه وكأنه سيهرب منها.
جاسر: " مالك يا حوريتي؟، في أيه يا حبيبتي ؟ "
حور "بقلق": " مش عارفه، بس حاسه أني متوتره شوية ويمكن عشان إلهام مش معايا وهروح الجامعة لوحدي النهاردة، أصل عمري ما روحتها من غيرها.
جاسر: " لا كدا أنا هبتدي أغير من إلهام، شكلك بتحبيها أكتر. "
حور "بحب": " حبيبي، حبي لإلهام حاجة وحبي ليك حاجة تانية خالص، "ثم أحتضنته وقبلته قبلة رقيقة وقالت : " يلا بقى كفاية دلع وتعالى وصلني "، قام جاسر بإيصالها إلى الجامعة
وقبل أن تنزل من السيارة جذبها إليه وقبلها من وجنتها وقال: "بحبك " .
حور: " وأنا كمان بموت فيك "، وقبلته من وجنته ثم همست في أذنه : " محضرالك مفاجأة حلوة بالليل. "
عقد جاسر حاجبيه: " مفاجأة! مفاجأة أيه ؟ "
حور: " خليك صبور، بالليل هتعرف "، ثم تركته وذهبت إلى داخل الجامعة.
_________________________________________________
داخل الجامعة:
يجلس حسام وهشام كعادتهم في الكافيتريا
حسام: " أخيرا الترم بدأ، من ساعة حور ما أتجوزت وأنا مش عارف أتلم عليها، نفسى بقى أنتقم منها. "
هشام: " بس هتنفذ اللي أنت عايز تعمله ازاي والبت اللي إسمها إلهام مبتفارقهاش. "
حسام: " لما تيجي، كل اللي عليك تلهي إلهام وأنا هتصرف. "
هشام: " تمام. "
بعد قليل أنهت حور محاضرتها الأولى وتبقى وقت على المحاضره الثانيه فأتجهت إلى الكافيتريا لتجلس بها حتى يأتى موعد المحاضرة.
هشام: " حسام، بص مين قاعد وراك "، ألتفت حسام فوجد حور تجلس بمفردها.
حسام: " أيه ده؟، هي قاعده لوحدها ليه؟، أومال فين المحامي بتاعها ؟ "
هشام: " يظهر أن الحظ معاك يا حس، شكل إلهام مجتش النهاردة. "
حسام "بخبث" : " يبقى لازم أنفذ النهاردة، دي فرصتي و جت لحد عندي "، ذهب حسام بإتجاه حور وجلس أمامها على أحد الكراسي
حسام: " ازيك يا حور، عامله أيه ؟ "
حور: " الحمدلله كويسه. "
حسام: " قاعده لوحدك ليه؟، أومال فين إلهام ؟ "
حور: "مجتش النهاردة، أصلها لسه مرجعتش من شهر العسل "
حسام "بإستغراب":" أيه دا هي أتجوزت؟، و يا ترى بقى أتجوزت مين ؟ "
حور: " أتجوزت يوسف الكيلاني إبن عم جوزي "جاسر الكيلاني. "
حسام: " أه جاسر بيه غني عن التعريف طبعا ويوسف بيه كمان شخص معروف، " فجأة رن هاتف حسام فأخذه ليرد عليه .
حسام "بخضه": "وأنتى فين دلوقتى؟، طيب أنا خارجلك حالا. "
حور "بقلق": " خير يا حسام، فيه أيه ؟ "
حسام: " نهلة أختى موجوده برة في العربية بس دايخه شويه ممكن تيجي معايا تساعديني، أنا مش عارف أعمل أيه وأتصرف ازاي " وعندما وجدها متردده قال " أرجوكي يا حور، دقيقة
بس أطمن عليها وأمشي علطول. "
حور: " طيب يا حسام يلا بينا عشان متسيبهاش لوحدها بره. "
خرج حسام وحور وشاهدهما كريم الشرقاوي الذي كان يذهب بإتجاه حور ليسألها عن جاسر ولكنه وجدها تذهب مع حسام ناحية إحدى السيارات وفجأه وجد حسام يضع شيئا على فم حور حتى غابت سريعًا عن الوعي بين يديه ووضعها في السيارة وركب مسرعًا، حاول كريم عبور الطريق ولكنه لم يلحق بها فدون سريعًا رقم السياره وأتصل على جاسر.
جاسر: " كيمو، أزيك ياض عامل أيه ؟ "
كريم: " ألحق يا جاسر، حور أتخطفت. "
هب جاسر واقفًا وبصراخ: " أنت بتقول أيه يا كريم!، حور مراتي؟ ،أتخطفت ازاي ؟ "
قص كريم عليه ما حدث وأعلمه أنه أخذ رقم السيارة.
جاسر: " أديني بسرعة رقم العربية. "
أعطاه كريم الرقم وأغلق معه الهاتف، أتصل جاسر على أحد أصدقائه يعمل ضابط شرطه.
طارق: " جاسر باشا بذات نفسه بيتصل بيا، عاش من سمع صوتك يا راجل. "
جاسر: " طارق باشا أرجوك عايز منك خدمة ضروري. "
طارق: " خير يا جاسر فيه أيه قلقتني "، قص جاسر ما حدث على طارق
طارق "بغضب": " أديني بسرعة نمرة العربية وأنا هتصرف " قام طارق بوضع عدة كمائن على الطرق لمحاولة إيجاد السيارة.
وصل حسام ومعه نهلة صديقته التي أنتحلت شخصية أخته لمساعدته في خطف حور إلى شقتها وحمل حسام حور وصعد بها إلى الشقه وأدخلها حجرة النوم ووضعها على الفراش ثم نظر لها بجرأة.
حسام: " أخيرًا وقعتي تحت إيدي. "
نهله "بقلق": " أنت ناوي على أيه يا حسام، أنا مش عايزه مشاكل، متنساش هي مرات مين. "
حسام: " متقلقيش، أنا بس هعلمها الأدب شويه عشان تبقى تعرف هي مدت إيدها على مين. "
في الجامعه:
وصل جاسر وذهب سريعًا إلى كريم.
جاسر: " كريم أنت تعرف الشاب اللي خطف حور ؟ "
كريم: " أه الولد ده كان بيتخانق مع إلهام قبل كدا، أسمه حسام أبوه صاحب شركة العدل جروب. "
جاسر "بصدمه": " مش ممكن. "
كريم: " في هنا واحد صاحبه أكيد عارف هو ممكن يكون أخد حور فين .
جاسر: " هو فين ده ؟ "
كريم: " أهدى كدا يا جاسر، الواد ده ممكن ينكر أنه يعرف أي حاجة لازم نفكر كويس عشان نعرف نوصل لحور. "
جاسر "بصراخ": " أهدى ازاي وأنا مراتى مخطوفة ومش عارف عنها حاجة ولا بيجرالها أيه ولا الواد ده خاطفها ليه. "
كريم: " طيب أخرج بره عند العربية وأنا هجيبلك الواد ده حالًأ. "خرج جاسر ووقف عند سيارته وبعد قليل شاهد كريم وهو يصطحب هشام فلم يشعر بنفسه إلا وهو ينقض على هشام ويقول : " مراتى فين يا حيواااان؟؟ ، الكلب التانى خد حور فين أنطق "وظل يسدد له اللكمات
هشام بتعب من كثرة الضرب: " أخدها على شقة واحدة إسمها نهلة. "
جاسر "بغضب": " عنوانها أيه أنطق"، فأخبر هشام جاسر العنوان فتركه جاسر وركب سيارته وركب معه كريم وقادها بجنون ، وصل سريعًا إلى العنوان الذي أعطاه إياه هشام وقام بالطرق على الباب بشدة، فتحت نهلة الباب
نهلة "بحدة": " في أيه يابني آدم أنت؟، حد يخبط على الباب كدا "، أزاحها جاسر من أمامه ودخل إلى الشقة هو وكريم، ونهلة تصرخ: " أنت رايح فين ؟ "
"ثم ذهب إلى الغرف وفتحها فلم يجد أحد بها فتوجه إلى غرفة أخرى فوجدها نائمة وحسام ينحني عليها يحاول تقبيلها
جاسر بصراخ: " حور...حور
فوقها وظل يسدد له اللكمات
جاسر: " يا حيوااان، أنا هقتلك، نهايتك على إيدي يا كلب، "بدأت حور في إستعادة وعيها وحينما شاهدت هذا الوضع بدأت في الصراخ، ألتفت إليها جاسر للحظة وأستغل حسام هذة الفرصة وجري سريعًا بإتجاه المطبخ وتناول سكينًا وخرج عائدًا إليهم.
جاسر : " أرمي اللعبة اللي في إيدك دي يا شاطر . "
حسام وكأن أصابه الجنون: "أنا هدفعك تمن اللي عملته غالي أوي . "
كريم: " أهدى يا حسام وأرمي السكينة دي. "
حسام وقد جن تمامًا: " هي غلطت من الأول لما مدت إيدها عليا وأنا لازم آخد حقىي منها وحقي بقى أني أحرق قلبها عليك . "ثم أتجه مسرعًا بالسكين في إتجاه جاسر لقتله ولكنها
وقفت أمامه فأصابها السكين ببطنها فصرخت حور وصدم جاسر وكريم وشهقت نهلة بشدة، وقعت حور بين يدين جاسر وظلت تنزف بشدة .
جاسر: " لا لا لا، حور بصيلي فوقي يا حبيبتي متروحيش مني أرجوكي خليكي معايا. "
حور "بتعب": " كان نفسي أكمل حياتي معاك يا حبيبي بس يظهر أن القدر له رأي تاني "وبدأت في الغياب عن الوعي، أستغل حسام الوضع وهرب من الشقة سريعًا ،ظل جاسر يصرخ بإسم حور
كريم : " قوم يا جاسر بسرعة نوديها المستشفى قبل ما تضيع مننا "، حمل جاسر حور سريعًا ونزل بها إلى السيارة ثم ذهب إلى المستشفى أستقبله العديد من الأطباء ووضعوها
على النقالة وأدخلوها غرفة العمليات بعد مدة ليست بقليلة حضر الجميع إلى المستشفى، ظل جاسر مصدومًا وتذكر كل لحظاتهما معًا ثم بدأ بالبكاء : " يارب أنا مش هقدر
أخسرها، يارب أنا مش هستحمل أنها تبعد عني أشفيهالي يارب" " كان الجميع منهارًا وحزينًا على ما حدث لحور بعد عدة ساعات خرج الطبيب من غرفة العمليات وعلى وجهه
الحزن والأسى، ذهب الجميع بإتجاه الطبيب
جاسر بقلق: " ها يادكتور طمني، حور عاملة أيه ؟ "
الطبيب: " الحقيقة يا جاسر بيه المدام حالتها حرجة جدا لأنها نزفت دم كتير "، ثم سكت قليلًا وقال، " ويؤسفني أبلغك أنها فقدت الجنين. "
جاسر بصدمة: " جنين! "
الطبيب: " أيوة، المدام كانت حامل في شهرين إحنا نقلناها دلوقتي على العناية المركزة أرجو أن الأربعة وعشرين ساعة الجايين يعدوا على خير "بدأ الجميع في البكاء على حال هذة
الفتاة الرقيقة التي لم تؤذي أحد يومًا ما، أما جاسر فكان في عالم آخر، فكان يتذكر كلامها معه صباحًا عن إعدادها مفاجأة له في المساء أهذه هي المفاجأة؟، قُتل إبنه قبل أن
يعرف حتى بوجوده، والأن من الممكن أن يفقد حوريته الغالية في أي لحظة يا الله ما هذا الإبتلاء الصعب، فلست قويا بما يكفي لأحتمل هذا العذاب، دخل جاسر إليها في العناية بعد محاولات كثيرة لمنعه ولكن لم يقدر عليه أحد، وجدها ممدة على الفراش كالموتى لا تشعر بأحد من حولها موصولة بعدة أجهزة لتبقيها على قيد الحياة
أمسك جاسر يدها وجلس بجوارها يتحدث معها.
جاسر: " حور، حبيبتي قومي بلاش تعملي فيا كدا، أنتي عارفه أني مش بحب المقالب اللي بتعمليها فيا دي، قومي عشان خاطرى "، وبدأ في البكاء "، أنتي بتعملي كده عشان تعرفي غلاوتك عندي .
والله بحبك وبموت فيكي، مش أنتي كنتي عملالي مفاجأة أنا خلاص عرفتها، قومي بقى يا حور "، وظل يتحدث إليها ويخبرها عن مشاعره إتجاهها إلى أن نام بجوارها.
في صباح اليوم التالي دخل الطبيب ليقوم بالكشف على حور ولكن كانت الصاعقه فقد دخلت حور في غيبوبة لا يعلم أحد متى ستفيق منها، حينما سمع جاسر ذلك شعر كألم الطبيب
وصرخ بإسمها صرخة مدوية ثم أرتمى فوقها يبكي كطفل فقد أمه.
يا ترى هل ستفيق حور من غيبوبتها أم للقدر رأي أخر؟
الفصل ١٧
كانت تسير وسط حديقة مليئة بالزهور والأشجار، تغرد بها الطيور، ترتدي فستانًا أبيض فتبدو كالحورية، تنظر إلى سيدة تسير بإتجاهها .
حور: " ماما وحشتيني أوي يا حبيبتي. "
والدة حور: " وأنتى كمان يا حبيبتي وحشتيني. "
حور: " أيه المكان الجميل ده يا ماما ؟ "
والدة حور: " دي الجنة اللي أنا قاعدة فيها. "
حور: " أنا كمان عايزة أفضل معاكي هنا، المكان هنا حلو أوي "
والدة حور: " مينفعش يا حبيبتي، لسة الأوان مجاش عشان تقعدي معايا. "
حور "بزعل": " ليه ياماما أنا حابة أقعد معاكي. "
والدة حور: " بس في ناس عايزاكي ومحتاجة ليكي"
حور "بإستغراب" : " مين اللي محتاجلي ؟ "
والدة حور: " بصى هناك كدا، في واحد بيعيط وقلبه محروق على فراقك وبينادي عليكي "، ألتفتت حور فسمعت شخصًا ينادي عليها بإسمها وهو يبكي بهيستيريا فنظرت حور إلى
والدتها ولكنها لم تجدها فبدأت تسير بإتجاه الصوت وكلما أقتربت ظهرت ملامح هذا الشخص إلى أن رأته تمامًا ثم تمتمت بصوت خافت : " جاسر "
ظلت حور في هذة الغيبوبة عدة أشهر ولم يتركها جاسر للحظة كان دائمًا بجوارها يتحدث معها وكأنها تسمعه ، كان يوسف وأمجد يديران الشركة وتم القبض على حسام وإيداعه في السجن، كان جاسر يجلس بجوار حور يبكي بهيستيريا بعد أن فقد الأمل في رجوعها، ولكن حدث ما لم يكن يتوقعه، فلقد أمسكت يدها بيده ونطقت بإسمه بصوت خافت جدًا، فظن أنه يتخيل ولكن سمع صوتها الذي خيب ظنه، سمعها تنادي عليه بضعف فقام و أرتمى عليها وأمسك وجهها بين كفيه
جاسر "بلهفة": " حور، أنتي سمعاني؟، أنتي رجعتيلي يا حبيبتي مش كدا؟، ردي عليا يا حوريتي. "
حور "بضعف" : " جا.....س......ر
جاسر "بفرحة": " حور ....يا حورية قلبي وحشتيني، "ثم ذهب في إتجاه الباب وصرخ بأعلى صوته : " دكتور دكتور، حد يجيب دكتور بسرعة. "أسرع الطبيب إليه، فقال جاسر:
جاسر: " حور فاقت يا دكتور.
قام الطبيب بالكشف على حور، ثم ألتفت بسعادة إلى جاسر
الطبيب: " ألف مبروك يا جاسر بيه المدام فاقت فعلًا وكل مؤشراتها الحيوية تمام، حمدلله على سلامتها، إحنا هنخليها تحت الملاحظة وبعدين ننقلها لأوضة خاصة بيها "، سجد جاسر على
الأرض وحمدالله ثم وقف وذهب إليها وأحتضنها بشدة.
جاسر "بإشتياق": " وحشتيني يا حورية قلبي، رجعتي ونورتي الضلمة اللي ملت قلبي في غيابك. "
حور "بإبتسامة ضعيفة": " أنت كمان وحشتني يا قلب حور. "
علم جميع الأهل بإستعادة حور لوعيها وفرحوا كثيرا وظلت حور في المستشفى إلى أن تماثلت للشفاء ثم عادت إلى القصر وبدأت حياة جديدة مع من عشقه قلبها وعاشوا في سعادة أبدية يملؤها الحب والعشق فنعم كان للقدر رأي آخر، حينما رأف الله بحال هذا المسكين وأعاد له حوريته لينعم بدفء حبها ورزقهم الله بثمار هذا الحب فأصبح لديهم قمر ينير حياتهم وليث يحمي هذا القمر .
__________________________________________
بعد مرور خمس سنوات
تمسك حور طبق طعام وتنادي صغيرها : " يلا يا ليث يا حبيبي، تعالى خلص أكلك عشان تلحق تلعب مع نور وتالا. "
ليث: " يا مامي أنا شبعت خلاص، سيبيني بقى أروح ألعب مع نور قبل ما سيف الرزل يجي يلعب معاها قبلي. "
حور: " عيب يا ليث، مينفعش تقول على سيف كدا، طنط سارة هتزعل منك، وبعدين ليث حبيبي مؤدب مينفعش يغلط في حد مش كدا يا حبيب قلب مامي ؟ "
ليث: " بس أنا مش بحب نور تلعب معاه لأنى بحبها وهتجوزها ومش بحبها تكلم حد غيري. "
حور "بدهشة": " تتجوزها !، تتجوز مين يا حبيبي دا أنت لسه خمس سنين يعني لسه صغنن يا قلب مامي. "
ليث "بحدة": " لا أنا مش صغير أنا كبير وهتجوز نور يعني هتجوزها "، ثم تركها وجري بإتجاه الحديقة، وقفت حور مصدومة من رد فعل صغيرها ، أتى من خلفها جاسر وحاوط خصرها بيده وأقترب من أذنها وهمس
جاسر: " مال القمر واقف كدا ليه ؟ "
ألتفتت له حور وقالت : " إبنك عايز يتجوز نور وبيغير عليها من سيف إبن سارة ههههههههه.
جاسر "بضحك" : " هذا الشبل من ذاك الأسد، هههههههه "، ثم أكمل كلامه: " أومال قمر فين ؟ "
حور : " نايمة بتاكل رز مع الملايكة. "
جاسر : " طيب يلا بينا نخرج نقعد مع العيلة بره قبل ما ليث باشا يعمل مصيبة . "
خرج جاسر إلى حديقة القصر وهو ماسكًا بيد حور، فكان يجلس في الحديقة يوسف وإلهام وإبنتيهما "نور وتالا" وكذلك سارة وزوجها كريم الشرقاوى وولدهما "سيف"، وأمجد وزوجته هدى وإبنتهما "رؤى"، وسماح وكامل وعبدالله والد حور
سيف لنور : " تعالي يا نور ألعبي معايا "، وقف ليث أمامه وقال: " ملكش دعوة بنور هي مش هتلعب معاك هي هتلعب معايا أنا "
يوسف: " ليه كدا يا ليث يا حبيبي ألعبوا كلكم مع بعض "
ليث "بحدة": " لا يا أنكل يوسف، نور مينفعش تلعب مع أولاد غيري، هي بتاعتي أنا وبس "
أمسك يوسف ليث من ملابسه : " هي مين دي اللي بتاعتك ياض، دي بنتي أنا . "
ليث بإصرار: " لا أنا هتجوزها وهتبقى بتاعتي أنا ولو موافقتش هخطفها و أتجوزها غصب عنك . "
يوسف لجاسر: ماتلم ابنك ياجاسر بدل ما والله اقتلهولك.
جاسر: والله ابنى حر يعمل اللى هو عاوزه.
انفجر الجميع ضاحكا على هذا الليث الذى انار العشق قلبه مبكرا.
ترى هل ستكون معشوقته الصغيرة من نصيبه ام هل للقدر رأى آخر؟
انتهت قصتنا. واتمنى اراكم فى القصة الجديدة