نبوءة الغفران
نبوءة الغفران بقلم فهد محمود
الفصل السادس
مع تصاعد الأحداث الغامضة، بدأ الصراع بين عشيرتي "الرباح" و"الصقور" يخرج عن السيطرة. سلسلة من الهجمات المباغتة، والتوتر المتزايد بين أفراد الفريق، جعلت الأمور تزداد تعقيداً، وظهر أن العدو لم يكن الظل فقط، بل أيضاً العداء العميق الذي لم يُمحَ بين العشيرتين.
---
في الصباح الباكر، فوجئت عشيرة "الرباح" بهجوم مسلح على أحد معاقلها الرئيسية، حيث أضرمت النيران في مستودعات الأسلحة، وقُتل العديد من الرجال. ترك المهاجمون خلفهم شارات عشيرة "الصقور"، مما أشعل نار الغضب مجدداً.
"راكان" (وهو يصرخ بغضب وسط الحطام):
"مش ممكن نسكت أكتر من كده! لازم نرد على الهجوم بنفس القوة."
"سندس" (بقلق):
"راكان، الهجوم ده مش طبيعي. حسه مصطنع... كأن حد عايزنا ننجر لحرب أكبر."
لكن صوت العقل غُلب على الفور، خاصة مع تدفق أخبار عن استعداد عشيرة "الصقور" لهجوم مضاد.
---
على الجانب الآخر، كان زعيم عشيرة "الصقور" يتحدث مع مستشاريه، في محاولة لفهم ملابسات الهجوم.
"الزعيم قاسم":
"الهجوم اللي صار علينا مش ممكن يكون صدفة. هل في خائن وسطنا؟"
"نادر"، أحد القادة العسكريين:
"مش خيانة يا زعيم. أنا متأكد إن الرباح بيخططوا لهجوم أكبر."
"جمانة" (شقيقة الزعيم وقائدة بارزة):
"الموضوع أكبر من مجرد ثأر. في حد بيستغل ضعفنا وبيحركنا زي الشطرنج."
لكن نداء الانتقام كان أقوى من أي محاولة للتهدئة، وبدأت العشيرة تعبئ قواتها.
---
وسط هذه الأجواء المشحونة، بدأت الشكوك بين أعضاء الفريق تظهر بشكل واضح. بعد الانفجار الذي تعرض له "يوسف" و"نورا"، اختفى "يوسف" تماماً، ولم يتم العثور عليه رغم البحث المكثف.
"راكان" (بتوتر وهو يتحدث إلى "نورا"):
"اختفاء يوسف مش مريح. إذا كان عايش ليه ما اتواصلش معانا؟"
"نورا" (بصوت هادئ لكن حذر):
"يمكن كان هو اللي نصب الفخ؟ مين غيره يعرف تفاصيل المهمة؟"
---
بينما كان "راكان" يحاول تهدئة العشيرة ومنع هجومهم المرتقب على "الصقور"، تلقى رسالة غامضة من أحد رجاله المقربين تفيد بأن هناك خيانة داخل عشيرته.
الرسالة:
"انتبه يا راكان... الخنجر اللي طعن الرباح خرج من داخلنا."
هذا الكشف الصادم دفع "راكان" للتحقيق داخل عشيرته، خاصة مع ظهور دلائل تربط أحد القادة المقربين بالظل.
---
مع حلول الليل، اشتعلت المعركة مجدداً، وهذه المرة في إحدى المناطق الحدودية بين العشيرتين. كان القتال عنيفاً، وامتزجت صرخات الرجال بأصوات الرصاص والانفجارات.
"سندس" (وهي تصرخ محاوِلة إيقاف راكان):
"راكان! إذا كملت كده مش هنلاقي حد نتصالح معاه بعدين."
"راكان" (وهو يمسك بسلاحه):
"ما فيش تصالح يا سندس. دي حرب على البقاء."
لكن وسط الفوضى، يظهر أحد رجال "الظل" مرتدياً زي عشيرة "الصقور"، ويطلق النار على أحد رجال "الرباح"، مما يزيد من اشتعال الكراهية.
---
في نهاية الجزء، يتم اكتشاف أحد مخابئ "الظل" عن طريق "سليم"، الذي ينقل معلومة خطيرة لفريقه:
"سليم":
"الظل بيستخدم مراكز تصنيع أسلحة في أراضي العشيرتين. كل الجرائم اللي حصلت مجرد خطة لإبعاد الأنظار عنه."
في زاوية مظلمة وسط جبال وعرة، وقف رجل ذو ملامح قاسية وصوت هادئ يخطط للخطوة التالية. إنه قائد الظل الحقيقي، شخص لم يره أحد من قبل، يُعرف فقط بلقب "المرشد".
"المرشد" (ببرود):
"العشيرتان تنهشان بعضهما، وهذا بالضبط ما أردته. لكن راكان وسندس يشكلان عقبة يجب التخلص منها."
أحد المساعدين:
"راكان ذكي جداً. إذا استمر في التحقيقات، قد يصل إلينا."
"المرشد":
"سنسمح له بالوصول، لكن سنجعل الثمن باهظاً."
---
عاد "راكان" من ساحة المعركة إلى مجلس العشيرة، لكنه كان يدرك أن هناك شيئاً خاطئاً. جلس الزعيم "عواد" مع القادة يناقشون الهجوم الأخير، وكانت كلماتهم مليئة بالغضب والرغبة في الانتقام.
"عواد":
"ما في شيء اسمه تهدئة! الدم يطلب الدم."
"راكان" (بصوت حازم):
"إذا استمرينا بهذا الطريق، سنسقط جميعاً في الفخ. هناك خيانة بيننا."
الجميع صمتوا للحظة، ثم انطلقت أصوات الاعتراض:
"فارس"، أحد القادة:
"اتهامك خطير يا راكان! هل لديك دليل؟"
"راكان":
"الخنجر الذي وُجد بجانب جثة ابننا الأخير، كيف وصل إلى المكان؟ ومن الذي أبلغ عن موقع الجثة؟"
العيون بدأت تتحرك بتوتر، لكن "فارس" قاطع النقاش بحدة، مما زاد من الشكوك حوله.
---
في الجانب الآخر، كانت "جمانة" تجمع الأدلة على أن الهجوم الأخير على "الرباح" لم يكن من تخطيط عشيرتها. وجدت خريطة قديمة تظهر ممرات سرية يستخدمها "الظل" للانتقال بين أراضي العشيرتين.
"جمانة" (لنفسها):
"إذا كانت هذه الممرات حقيقية، فكل شيء كان لعبة... لعبة قذرة لإشعال الفتنة."
---
عاد "سليم"، أحد رجال راكان المخلصين، ومعه معلومة خطيرة:
"سليم":
"راكان، الخيانة واضحة الآن. فارس يعمل لصالح الظل!"
"راكان" (بصدمة):
"فارس؟ لكنه من أقرب الناس إلى الزعيم!"
"سليم":
"هذا ما يجعل خيانته أكثر خطورة. رأيته يتسلل إلى موقع الجريمة قبل يوم واحد من الهجوم."
---
قرر "راكان" مواجهة "فارس" علناً أمام مجلس العشيرة.
"راكان":
"فارس، لديك تفسيرات تُقدمها! كيف كنت تعرف تفاصيل الهجوم الأخير؟"
"فارس" (بغضب):
"هل تتهمني بالخيانة؟ أنا أفنيت حياتي من أجل العشيرة!"
"راكان":
"والآن تبيعها للظل؟ لدينا أدلة تثبت تورطك."
لكن قبل أن يجيب "فارس"، قُطع الحوار بصوت انفجار قوي هز أرجاء المجلس، مما أدى إلى فوضى عارمة.
---
كان الانفجار جزءاً من خطة الظل لإضعاف العشيرتين وإزالة أي تهديد له. وبينما الجميع منشغل بالدمار، تسلل "المرشد" نفسه إلى المنطقة لمراقبة الوضع.
"المرشد" (لنفسه):
"راكان أقرب إليّ مما يتصور... لكن نهايته قريبة."
---
في نهاية الجزء، يلتقي "راكان" و"جمانة" سراً بعد أن تلقت الأخيرة رسالة مجهولة تدعوها للتعاون معه.
"جمانة":
"لدي ما يثبت أن عشيرتينا ليستا العدو الحقيقي."
"راكان":
"إذا كنتِ على حق، فهذا يعني أن معركتنا ليست ضد بعضنا البعض... بل ضد الظل."
---
يتبع...
#بقلم _فهد_محمود