هل للقدر رأى اخر؟
رواية هل للقدر رأى اخر ؟ بقلم الهام عبد الرحمن
الفصول ٩و ١٠
الفصل التاسع
في حجرة حور:
تجلس حور على السرير وتبكي بشدة بعد أن أغلقت الباب بالمفتاح.
عبدالله من أمام الباب : " يا حور يا بنتي أرجوكي أفتحى الباب وكلميني. "
حور ببكاء: " لا أنا مش هكلمك طول عمري أبدًا. "
عبدالله بحزن مصطنع : " كدا يا حور أهون عليكي ؟" ثم تصنع التعب وتأوه قليلًا.
حور: " بابا مالك يا حبيبي فيك أيه ؟ "، لا يوجد به شيء، فتحدثت بغضب " كدا يا بابا بتضحك عليا عشان أفتح الباب. "
جذبها عبدالله من ذراعها ودخل بها إلى حجرتها وأجلسها
عبدالله : " أنا عايز أعرف أنتي أيه اللي مزعلك دلوقتي ؟ "
حور "بحزن" : " يعني أنت شايف أنك تخبي عليا حكاية العملية دا شيء عادي؟، والمفروض أني مزعلش! "
عبدالله : " يا حبيبتي أنا كنت خايف عليكي وبعدين أنا كنت ناوي أحكيلك النهاردة بس زيارة جاسر هي اللي خلتني مقولتلكيش لحد دلوقتي. "
حور: " بس يا بابا أنت كان لازم تقولي من يوم ما عرفت. "
عبدالله "بحب وحنان" : " أنا كنت حابب أعرفك وأنا معاكي، مش لوحدك ، عشان هتنهاري ، أنا أكتر واحد أدرى بيكي وعارف قد أيه أنتي حساسة ومش هتتحملي خبر زي دا لوحدك، فطلبت من الدكتور ميقولكيش حاجة، ويسيبني أنا اللي أبلغك. "
حور وهى تمسح دموعها : " خلاص يا بابا أنا مش زعلانة منك المهم أطمن عليك، هي العملية دي هتتعمل أمتا ؟ "
عبدالله : " أنا مش هعمل العملية دي إلا لما أطمن عليكي وأشوفك في بيت جوزك عشان لو جرالي حاجة أبقى سايبك مع راجل ياخد باله منك. "
حور " بحزن" : " بعد الشر عنك يا بابا، ربنا يديك الصحة وطول العمر ويخليك ليا وميحرمنيش منك أبدًا. "
عبدالله : " الموت مش شر يا بنتي، وأنا عايز أطمن عليكي، ياريت تفكري في موضوع جاسر كويس عشان خاطري. "
حور "بغيظ" : " بابا أنا مش بطيقه، ازاي بس هتجوزه ؟ .
عبدالله : " يا حور يا بنتي، جاسر شاب ميتعيبش، دا إنسان محترم مبيشربش حتى السيجارة، وكمان عمره ما كان ليه أي علاقات مع البنات، دا غير أن حالته المادية كويسه وأنا متاكد أنه هياخد باله منك وهيحافظ عليكي. "
حور: " أوعدك يا بابا أني هفكر في الموضوع دا. "
___________________________________________
في قصر الكيلاني
جلس جاسر في جناحه يفكر فيما حدث وكيف سيقنع حور بالعدول عن رأيها والموافقة على الزواج فَبِدُونِهَا لن يستطيع معرفة الحقيقة، وفجأة لمعت برأسه فكرة حتى يستطيع جعلها توافق على الزواج به ولكن توقف فجأة وأخذ يتحدث في حيرة : " معقولة تكون مرتبطة بجد عشان كدا هي رفضت!. "
جاسر في نفسه: " وحتى لو كدا، أنا لازم أتجوزها حتى لو غصب عنها. "
_____________________________________________
في جناح يوسف:
يجلس يوسف في الشرفة يتناول كوبًا من العصير ويمسك هاتفه وينظر في الصورة التي ألتقطها لإلهام دون علمها حينما كان ينتظرها أمام الجامعة، ثم تحدث في نفسه
يوسف: " عملتي فيا أيه ؟ عيونك دول كأن فيهم سحر بيشدني ليكي " ثم قرر أخذ خطوة جريئة وهي أن يتصل عليها ويتحدث معها فأمسك الهاتف وقام بالاتصال عليها.
إلهام: " ألو، السلام عليكم. "
يوسف : " ازيك يا لولو، وحشتيني. "
إلهام "بتهكم" : " نعم!، أيه الثقة اللي أنت بتتكلم بيها دي، هو إحنا نعرف بعض عشان تقولي وحشتيني. "
يوسف: " خلاص ياستي نتعرف على بعض. "
إلهام : " بالسهولة دي. "
يوسف: " وأيه بس اللي يصعبها؟ "
إلهام: " أولًا انا معرفش عنك حاجة ولا أنت كمان تعرف عني حاجة .
يوسف : " ياستي ما إحنا قولنا نتعرف "، صمتت إلهام قليلًا فمشاعرها متخبطه فهي تشعر أنها منجذبة إليه وتريد أن تتحدث معه وفي نفس الوقت تخاف من أن يكون شخص
سيء ويستغل إنجذابها بشكل خاطئ، فأدرك يوسف تخبطها فى مشاعرها وقال:
يوسف: " بصى يا إلهام، أنا عارف أنك متردده تتكلمي معايا لأنك لسه متعرفنيش كويس، لكن كل اللي عايزه منك أنك تديني فرصة نقرب من بعض ونعرف بعض كويس، أنا مش عارف بجد من ساعة ما شوفتك وأنا حاسس أني مشدود ليكي، عينيكي فيها حاجة غريبة بتشدني. "
حاولت إلهام التحدث ولكنه أوقفها وقال: " أرجوكي تصدقيني، أنا مش عايز منك حاليًا أكتر من أننا نتعرف على بعض في حدود الاحترام ولو حسيتي للحظة أنك مش مرتاحه صدقيني أنا
عمري ما هفرض نفسي عليكي ومش هضايقك أبدًا، بس أرجوكي توافقي، وعلى فكرة أنا عندي أخت أكبر منك بسنة يعني عمري ما هأذيكي لأني على يقين أني لو عملت حاجة غلط ربنا هيردّهالي وأنا بخاف من ربنا أوى وعمري ما هعمل حاجة تضايقك مني. "
إلهام بتردد: " بصراحة أنا عمري ما كلمت أي شاب في حياتي وخايفه أعمل كدا دلوقتي تاخد فكرة غلط عني وتفكر أنى واحدة مش كويسه. "
يوسف: " مش معنى أنك بتكلمى شاب تبقى إنسانة مش محترمة ،أسلوبك ومحافظتك على نفسك هي اللي بتفرض على اللي قدامك أنه يعاملك بإحترام وأنا شايف أنك إنسانة محترمة ومؤدبة وإلا مكنتش حاولت أتعرف عليكي، ها بقى أيه رأيك؟، هتديني الفرصة دي ولا لا ؟ ، " صمتت إلهام قليلًا، فقال يوسف: " خلاص يبقى السكوت علامة الرضا، هههههه ، صدقيني يا إلهام أنا عمري ما هخليكي تندمي على أنك أدتيني الفرصة دي . "
إلهام: " تصبح على خير يا يوسف. "
يوسف: " الله ! أحلى يوسف سمعتها فى حياتي، تصبحي على خير يا لؤلؤة. "
إلهام بدهشة: " لؤلؤة ! "
يوسف : " أه فعلًا، لؤلؤة جميلة وغالية ولازم الواحد يتعب عشان يطولها، يلا هسيبك تنامي بقى تصبحي على جنة. "
إلهام : " وأنت من أهلها. "
فى اليوم التالى استيقظ جاسر بعد أن قضى ليله كله بالتفكير فى كيفية جعل حور توافق على الزواج به وقد قرر أن يذهب إلى الجامعة . دخل جاسر الحمام وأخذ شاور دافىء ليزيح إرهاق جسده، ثم ارتدى بدلة سوداء وقميص أبيض وربطة عنقه نبيتي فكان جذابًا بشدة وخرج من القصر وتوجه إلى جامعة حور، ظل جالسًا في سيارته يراقب حضور حور إلى الجامعة .
في منزل حور :
حور: " بابا حبيبي أنا جهزتلك الفطار كل ومتنساش تاخد الدوا بتاعك وأنا يا دوبك أمشي عشان متأخرش على الجامعة. "
عبدالله : " حور، ياريت تبلغيني بقرارك النهاردة بخصوص موضوع جاسر. "
حور "بتنهيدة" : " إن شاء الله يا بابا، عن إذنك، لازم أمشي " . ذهبت حور وإلهام إلى الجامعة وحينما وصلت قطع طريقها حسام ووقف أمامها فكان ظهرها لجاسر لذلك فلم تراه وهو
جالس في السيارة في الجهة المقابلة للجامعة.
حسام: " ممكن أتكلم معاكي شوية ؟ "
حور: " أسفة، أنا مليش كلام معاك، عن إذنك. "
حسام : " أرجوكي يا حور أسمعيني خمس دقايق بس، أنا كنت حابب أعتذرلك عن تصرفاتي معاكي الفترة اللي فاتت وأتمنى أن إحنا نبدأ صفحة جديدة مع بعض كأصدقاء. "
إلهام دون تصديق لكلامه : " وأيه اللي خلاك تغير رأيك كدا ؟ "
نظر حسام لحور وقال : " بصي يا حور أنا فعلًا كنت حاسس أني معجب بيكي وكنت بحاول معاكي على أمل أنك كمان تعجبي بيا لكن لقيتك ثابتة على موقفك وبصراحة أنا مش حابب
أخسر إنسانة محترمة زيك مدتنيش حتى فرصة أني أقرب منها فياريت يبقى بينا صداقة على الأقل، وأرجو أنك مترفضيش طلبى ده"، " ومن عادة حور أنها تسامح سريعا فقد قررت أن
تعطيه هذة الفرصة "
حور: " وأنا موافقة يا حسام نكون أصدقاء وياريت متخلنيش أندم على القرار ده. "
حسام: " إن شاء الله مش هتندمي، عن إذنك "، ثم تركها ودخل الجامعة ، فى ذلك الوقت كان جاسر يشاهد الموقف كاملًا من سيارته وكل شياطين العالم توسوس برأسه فنظر إليها والشر يتطاير من عينيه.
جاسر: " زي ما توقعت بالظبط، واحدة مستهترة ورخيصة إذا كانت هي قالت بكل بجاحة أنها حبت كتير كان لازم أتوقع أنها تكون مرتبطة، بس لا أنا هتجوزها يعني هتجوزها برضاها
أو غصب عنها هتجوزها، لحد ما أعرف الحقيقة وبعدين هرميها رمية الكلاب. "
إلهام لحور: " أنتي أتجننتي يا حور؟، ازاي تصدقي كلامه ؟، دا واحد مستهتر وبتاع بنات، ازاي تسامحيه بالسرعة دي ؟، أنتي مش بتفكري أبدا؟، مش يمكن عامل فيكي مقلب ؟ "
حور: " ليه يا إلهام ؟، هو جه وندمان على اللي عمله، أيه المشكلة لما أديله فرصة، مش يمكن أتغير وعرف غلطه، وبعدين ربنا غفور رحيم، يبقى أنا اللي مش هسامح ؟؟ . "
إلهام: " ما هي طيبتك دي اللي هتوديكي في داهية، أنا أصلا مش مرتاحه للواد ده حاسه كدا أنه ناوي على مصيبة ربنا يستر.
حور : " إن شاء الله مفيش حاجة " ، وفجأة سمعت حور صوتًا ينادي عليها فألتفتت فوجدته جاسر .
جاسر: " ازيك يا حور؟، ممكن أتكلم معاكي شوية . "
حور: " آسفة مش عايزه أتكلم معاك "، وألتفتت لكي تدخل الجامعة وتتركه ولكن سرعان ما أمسك ذراعها وقال:
جاسر: " أرجوكي لازم نتكلم ضروري وبعدها ليكي مطلق الحرية يا تقبلي بيا أو ترفضيني، إحنا لازم نتكلم. "
نظرت حور إلى إلهام لتستمد منها القوة فقالت لها إلهام: "روحى يا حور أتكلموا مع بعض وحطوا النقط فوق الحروف وأنا
هدخل أحضر المحاضرة دي وهستناكي في الكافيتريا لما تخلصي . "
نظرت حور إلى جاسر: " تمام أنا هاجي معاك ونقعد نتكلم. "
جاسر: " شكرًا ليكي أنك وافقتي، أتفضلي نروح أي مكان هادى نتكلم فيه "، ثم ذهبوا سويًا إلى مطعم هادي على النيل ليتحدثوا سويًا.
جاسر: " أنا عارف أنك مش طيقاني بسبب الموقف اللي حصل بينا في المستشفى وأنا بصراحة حابب أعتذرلك عن أسلوبي معاكي بس أنتي اللي أستفزتيني لما قولتي أنك حبيتي كتير لأن مفيش بنت محترمة تقول كدا.
حور " بصدمة " : " هو أنت فهمت من كلامي أني دخلت في علاقات كتيرة ؟ "
جاسر: " أنتي اللي قولتي مش أنا. "
حور " بعصبية" : " ما هو أنت اللي مدتنيش فرصة أكمل كلامي يومها أنا كنت بتكلم على الأبطال اللي في الروايات اللي أنا بقرأها، لكن أنا عمري ما دخلت في علاقة حب مع أي شاب، يعني حضرتك أتسرعت في الحكم عليا. "
جاسر في نفسه: " أكيد بتكدب عشان متبينش نفسها إنسانة رخيصة قدامي، أومال لو مكنتش لسة شايفها واقفه مع واحد دلوقتي . "
جاسر: " يظهر فعلًا أنى أتسرعت، أنا بعتذر مرة تانية وأرجو أن أنتي متكونيش زعلانة مني. "
حور: " لا خلاص مش زعلانة، دا كان سوء تفاهم وخلص. "
جاسر: " طيب يعني أفهم من كدا أن دا كان السبب اللي مخليكي رفضاني ؟ .
حور: " يعني، حاجة زي كدا، وكمان بعد ما عرفت بموضوع عملية بابا أنا مش حابه أتجوز وأبعد عنه لأنه هيكون محتاجلي جدًا فمش من الطبيعي أنه يكون في الظروف دي و أروح أتجوز
وأسيبه. "
جاسر: " بس على فكرة دي أمنية باباكي، أنك تتجوزي عشان يبقى مطمن عليكي . "
حور: " بس أنا مش عايزه أتجوز وأسيبه. "
جاسر : " هو في حد في حياتك يا حور؟، لو كدا أنا ممكن أنسحب بهدوء. "
حور مسرعة: " لا طبعا، مفيش الكلام ده. "
جاسر : " طيب يبقى أنتى كدا رفضاني لشخصي أنا . هو أنا مش الشخص اللي بتتمنيه؟ "
حور بخجل: " لا هو حضرتك إنسان محترم ومثقف وفيك صفات كتير جميلة بس فيك حاجات بصراحة بتخليني أخاف منك. "
رفع جاسر حاجبيه مندهشًا : " تخافي مني ! حاجات أيه دي اللي تخليكي تخافي مني ؟ "
حور: " بصراحة عصبيتك وتسرعك في الحكم عليا وأنك متدنيش فرصة أدافع عن نفسي وهجومك عليا في الكلام، كل ده يخليني أخاف أنك تظلمني معاك، المشكلة أني واحدة رومانسية
شوية وهادية بطبعي وبحب الهزار لكن بأسلوبك ده أعتقد أن شخصياتنا مش متوافقة مع بعض. "
فكر جاسر قليلًا : " طيب أيه رأيك نبدأ مع بعض بداية جديدة نحاول بيها نتعرف على بعض أكتر، ما هو مش معقول تحكمي عليا من موقف واحد ولو حسيتي أنك لسه رفضاني أنا فعلًا
هنسحب من حياتك تمامًا. "
حور: " طيب هو أنا ممكن اسألك سؤال؟ "
جاسر: " اتفضلي. "
حور: " ليه أنا بالذات مع أنك تقدر تتجوز أي بنت من العائلات الكبيرة، لكن أنا بنت متوسطة الحال يعني مش مميزة عشان تتمسك بيا كدا. "
جاسر: " مين قالك أنك مش مميزة؟ "، ثم أصبح صوته أكثر رقة وحنانًا ونظر إليها وقال " أنتي فيكي جاذبية بتشدني ليكي ومش عارف أبعد، رقتك ولون عينك اللي تسحر وشعرك
اللى يأسر ،"ثم تنحنح وقال " وبعدين أنا بحب والدك جدًا ودا كفاية بالنسبالي أني أطلبك للجواز. "
قد أحمر وجه حور خجلًا من كلامه ونظراته فَهَمّتْ واقفه : " أنا اتأخرت على الكلية، أنا لازم أمشي حالا . "
هب جاسر واقفًا : " مستعجله ليه؟، ما لسه بدري. "
حور: " لا كفاية كدا عشان ألحق باقي المحاضرات. "
جاسر: " خلاص تمام يلا عشان أوصلك. "
و هم في السيارة:
جاسر: " أظن كدا مفيش مانع أن أجيب أهلي وأجي أطلبك بليل؟" .
حور: " بسرعة كدا ؟؟، مش نصبر شويه. "
جاسر: " بصراحة أنا حابب العلاقة بينا تبقى رسمي عشان نتقابل ونتكلم براحتنا ومنديش فرصه لحد يتكلم علينا وبعدين باباكي كمان لازم يعمل العمليه بسرعة عشان صحته. "
حور " بخجل" : " خلاص يبقى هنستناكم النهاردة بليل. "
جاسر: " تمام هنيجي على الساعه سابعة " ثم تركته ودخلت الجامعة
____________________________________________
في الكافيتريا:
تجلس إلهام بعد إنتهاء المحاضرة الأولى تنتظر حور، دخلت حور وجلست معها.
الهام: " ها يا بنتي عملتي أيه؟ "
حور: " مفيش، أتكلمنا وطلع زي ما أنتي ما قولتي كان فاكر أني دخلت علاقات كتير. "
إلهام: " مش قولتلك، المهم أتفقتوا على أيه ؟ "
حور: " هيجي هو و أهله الساعة السابعة عشان يطلبنى رسمي من بابا. "
إلهام "بفرحة " : " ألف مبروك يا حبيبتي، بصراحه الواد مز ويستاهل وشكلك يا قمر وقعتي فيه. "
حور " بخجل " : " بس بقى يا لولو متكسفنيش.
إلهام: " أيوه يا عم الله يسهله، عقبالي أنا كمان. "
______________________________________________
في قصر الكيلاني:
جلس جاسر مع عمه وعمته ويوسف وساره في حديقه القصر ثم قال:
جاسر: " أنا بصراحه نويت أتجوز وعايزكم إن شاء الله تيجوا معايا النهاردة نطلب إيد العروسة من باباها. "
سماح: " أخيرا يا حبيبي هتفرح قلبي وأشوفك عريس. "
كامل: " ومين بقى سعيدة الحظ دي يا جاسر؟ "
جاسر: " بنت اسمها حور، باباها بيشتغل عندنا في الشركة رئيس قسم الحسابات. "
كامل: " قصدك عبدالله السيوفي ؟ "
جاسر: " أيوه هو. "
كامل: " دا راجل محترم جدا وشايل الشركة فوق دماغه من أيام والدك الله يرحمه، خير ما أختارت يبني. "
ساره " بحقد وغل " : " ازاي يا جاسر تتجوز بنت واحد بيشتغل عندك؟، شكلك هيبقى أيه وأنت واخد واحدة فقيرة زي دي؟، يعني بنات العائلات اللي حوالينا مش عاجبينك ورايح تجيب واحده بيئة؟. "
سماح " بحدة " : " ساره، ألزمي حدودك، عيب كدا. "
جاسر " بإستفزاز لها " : " أظن دي حاجه متخصكيش، أنا اللي هتجوز وكفاية أنها مش سطحيه زيك كدا، بتفكري في الظاهر و بس . "
ساره " بغضب " : " أنا سطحيه يا جاسر ؟، تصدق أني غلطانه عشان خايفه على شكلك في وسط الناس، أنت حر أعمل اللي يريحك " ثم تركتهم وذهبت إلى حجرتها
سماح ليوسف: " عقبالك أنت كمان يا يوسف. "
يوسف: " قريب إن شاء الله يا سمسم. "
سماح: " يظهر كدا أن أحفاد الكيلاني الحب عرف طريق لقلوبهم.
كامل: " بس يا جاسر أنت مستعجل ليه؟، مش كنت تصبر شويه لما جدك يرجع من السفر دا كلها أسبوع ويرجع. "
جاسر: " بصراحة يا عمى الأستاذ عبدالله تعبان جدًا ولازم يعمل عملية ضروري في القلب وأنا حابب أني أعجل بإرتباطي ببنته عشان أبقى جمبها في موقف زي دا رسمي. "
كامل: " خلاص يا حبيبي اللي تشوفه. "
جاسر: " وبعدين متقلقش أنا هكلم جدى دلوقتى و هفهمه الوضع كله وهو مش هيزعل. "
كامل: " على بركة الله، ألف مبروك يا حبيبي. "
فىي المساء:
ذهب الجمبع إلى منزل حور وطلب جاسر حور رسميًا من والدها وتم الأتفاق على كل شيء ولكن أشترط عبدالله أن يتم الزواج قبل العملية ولكن حور رفضت هذا الكلام .
ولكن مع إصرار والدها وجاسر تمت موافقتها على أن يكون الفرح بعد ثلاث أسابيع .
الفصل العاشر
في أحد الملاهى الليليه، جلس حسام وهشام مع بعض الفتيات التى يرتدين ملابس فاضحه.
حسام: " بس يا سيدي ومثلتلك عليها دور الندمان اللي حس بغلطته وحابب يفتح معاها صفحة جديدة وهي زي الهبله صدقتني علطول بس البت إلهام اللي معاها دي سوسه أوي، كنت خايف لتكشفني قدامها، بس يلا عدت على خير، خليني بقى أنفذ اللي في دماغى. "
هشام: " دا أنت طلعت داهيه، بقى كل ده يطلع منك. "
حسام: " أومال أنت فاكر أنى ممكن أسيب حقى؟، دا أنا نفسي تقع بين إيدي وأنا هربيهالك. "
هشام بضحك: " ربنا ما يحكمك على ولايا يا شيخ، هههههههه "
________________________________________________
في اليوم التالي كان يوم جمعة.
استيقظت حور في حوالي العاشرة وظلت جالسه على السرير وأخذت روايتها المفضله لتكمل قراءتها ولكن بعد قليل رن هاتفها .
حور: " ألو، السلام عليكم، مين معايا ؟ "
جاسر: " معقوله مش عارفه مين معاكي ؟ "
حور " بحده " : " أنت هتقول ولا أقفل السكة ؟ "
جاسر: " خلاص خلاص أنا زوجك المستقبلي يا ستي، هههههههه. "
حور " بخجل " : " جاسر. "
شعر جاسر بشئ فور نطقها اسمه بهذة الطريقة الخجوله ولكن سرعان ما نفض عنه هذا الإحساس وأكمل قائلًا:
جاسر: " عايزك تجهزي نفسك النهارده هعدي عليكي الساعه 3 عشان نخرج نجيب الفستان والشبكة وأعملي حسابك هنتغدى بره مع بعض. "
حور: " خلاص تمام. "
ثم أغلقت الهاتف وظلت تنظر له وهي تشعر بشعور غريب لأول مرة تجربه ولكنه شعور رائع، فقامت من فوق السرير وذهبت لوالدها تخبره عن قدوم جاسر.
حور: " بابا يا حبيبي، صباح الفل على أحلى بودي في الدنيا كلها. "
عبدالله : " صباح النور على أجمل حورية في الكون كله، أيه اللي مصحي القمر بتاعي بدري كدا، دا النهاردة حتى إجازة. "
حور: " مفيش، قلقت وفضلت اقرأ شويه في الرواية بتاعتي وبعدين جاسر أتصل عليا وأتفق معايا أنه هيعدي عليا الساعه 3 عشان نروح نجيب الفستان والشبكة وقالي كمان أن إحنا هنتغدى مع بعض. "
عبدالله : " وماله يا حبيبتي، أخرجي وأفرحي وعيشي حياتك. "
حور: " طيب يلا يا سي بابا عشان نفطر ولا هتسيبني جعانه كدا؟ "
عبدالله : " لا يا حبيبتي يلا نقوم وناكل أنا كمان جعان أوي " ثم ذهبوا لتناول الفطار حتى تبدأ في الإستعداد لحين وصول جاسر.
عندما حلت الساعه الثالثه أتى جاسر إلى منزل حور وطرق على باب المنزل، ففتح عبدالله الباب وقال " أهلًا بيك يبني، أتفضل يا حبيبي جوه، حور ثواني وهتكون جاهزة. "
خلال دقائق قليلة دخلت حور وهي ترتدى فستان أقل ما يقال عليه أنه يجعلها خالبه ببساطته، فقد كان فستانًا أسود مليء بالورود الجميلة فجعلها كأنها حوريه جميله نزلت من الجنه .
نظر لها جاسر بذهول وحدث نفسه قائلًا
جاسر: " أيه الجمال ده؟، فيها حاجه مختلفة، حاسس أنها زي المغناطيس بتشدني ليها كدا ليه؟ "
لاحظت حور نظراته إليها فخجلت كثيرًا ونظرت إلى أسفل و أحمرت وجنتاها فأصبحت كحبات الفراولة مما زادها جمال على جمالها.
جاسر فب نفسه: " يا الله، شكلك هتتعبيني معاكي لحد ما أنفذ اللي في دماغي " ثم نفض سريعًا هذة الأفكار التي ستهلكه و أستعاد صرامته وقال : " يلا بينا عشان منتأخرش. "
استأذنت حور من والدها وذهبت بالخارج.
______________________________________________
ـ في السيارة
جاسر: " تحبي نروح فين الأول؟، نجيب الشبكة ولا الفستان؟ "
حور: " اللي أنت شايفه، أي حاجة. "
جاسر: " خلاص إحنا نجيب الشبكة الأول وبعدين الفستان لأنه بياخد وقت. "
حور: " خلاص ماشي، زي ما تحب. "
ثم توجهوا إلى محل المجوهرات الخاص بالعائلة.
صاحب المحل: " أهلًا وسهلًا جاسر بيه، حضرتك نورتنا أتفضل، حضرتك تؤمر بأيه ؟. "
جاسر: " أنا عايز أحسن وأغلى خواتم عندك. "
صاحب المحل: " و يا ترى أيه المناسبة ؟ "
جاسر: " خطوبة. "
صاحب المحل: " ألف ألف مبروك، ربنا يتمم بخير .
ثم جلب بعض الخواتم الثمينة لينتقوا منها ما يريدوا، وضعها أمام حور وقال لها " ها أنهي واحد عاجبك من دول ؟ "
حور " بحيرة " : " مش عارفه بصراحة كلهم حلوين. "
جاسر: " خلاص أجيبهوملك كلهم. "
حور: " لا مش للدرجادى " ثم نظرت مرة أخرى إلى الخواتم ولكن جاسر سارع بإختيار خاتم في غاية الرقة مليئ بالفصوص الرقيقه الصغيره ويتوسطه ماسة كبيرة باللون البنفسجي مما أعطاه رونقًا رائعًا.
جاسر: " أيه رأيك في ده؟، أعتقد أنه هيبقى حلو جدا في إيدك"
حور: " ذوقك حلو أوي هو فعلًا جميل جدًا " وظلت تنظر له بإنبهار.
مال جاسر عليها هامسًا بالقرب من أذنيها: " أنا فعلًا ذوقي حلو والدليل على كدا أنى أختارت أجمل حورية عشان تشاركني حياتي. "
قد تملك الخجل من حور فلم تستطع الرد عليه وظل قلبها يدق بعنف فهي لأول مرة تختبر هذة المشاعر فهي بدأت تشعر بإنجذاب شديد له، تشعر وكأنه شخص أخر
غير الذي ألتقت به من قبل.
نظر جاسر لها وأحس أن خطته تؤتي بثمارها فهو قد قرر أن يمثل عليها الحب حتى يستطيع إستغلالها في تنفيذ خطته.
ثم توجه بالنظر إلى صاحب المحل وقال:
جاسر: " أنا عايز طقم الماس كامل. "
صاحب المحل: " أنا عندي تشكيلة لسه واصله إمبارح هتعجب حضرتك أوي. "
جاسر: " وريني كدا "، أحضر صاحب المحل الطقم ووضعه أمام جاسر وحور فإنتقى منهم طقمًا أقل ما يقال عنه رائع.
جاسر: " خلاص إحنا هناخد الطقم دا، جهزلي الحاجة دي يلا. "
أحضر صاحب المحل الشبكة لجاسر ثم نظر جاسر لحور وقال لها " يلا بينا ؟ " أومأت برأسها وخرجوا سويًا من المحل وتوجهوا سويًا إلى إحدى المولات لشراء فستان الخطوبة، فدخلوا معًا إلى إحدى المحلات الباهظة الأسعار وحينما رأت صاحبة المحل جاسر ذهبت إليه مسرعة ) هي إمرأه في الأربعين من عمرها
صاحبة المحل: " جاسر بيه بنفسه عندنا يا أهلًا وسهلًا، نورت الاتيليه بتاعنا. "
جاسر: "أهلا بيكي مدام سوزي، أعرفك، حور خطيبتي. "
سوزى بنظرة إعجاب لحور: " أهلًأ بالقمر ما شاء الله يا جاسر بيه عرفت تنقي، وأخبار سماح هانم أيه؟، والأنسة ساره؟، أتمنى يكونوا بخير. "
جاسر: " الحمدلله كلهم كويسين، لو سمحتي يا مدام سوزي أنا عايز فستان يليق بالقمر اللي واقف قدامك ده "، قالها وهو يشير إلى حور، فخجلت حور من تغزله بها بهذة الطريقة.
سوزى: " أتفضلي معايا يا حبيبتي أنا لسه جايلي تشكيلة حلوة أوي من باريس، أظن أنها هتعجبك أوي " فدخلت حور وسوزى لإنتقاء إحدى الفساتين، فقامت سوزى بإنتقاء فستان
قصير بعض الشيء لونه بينك مطرز بالورود من على الصدر، حينما ارتدته حور كان يجعلها وكأنها أميرة جاءت من الخيال، ظل ينظر لها جاسر وهو مدهوشًا ومأخوذًا بجمالها، فلم يشعر بنفسه إلا وهو واقفًا أمامها يمسك يدها ويجعلها تلتف حول نفسها أمامه ثم قال " لا الفستان ده لا " نظرت له بإستغراب
حور: " ليه لا؟، هو وحش ؟ "
جاسر: " بالعكس، لكن هنشوف حاجة غيره. "
وقبل أن تسأل حور أي سؤال أخر، قام بالنداء على سوزى لأخذها لإنتقاء فستان أخر وبعد وقت ليس بقليل وافق جاسر أخيرًا على إحدى الفساتين حيث كان فستان طويل ومليء بالتل ومرصع بحبات اللؤلؤ عاري الكتفين ولونه أحمر.
إنتهى جاسر وحور من شراء ما يلزمهم لحفل الخطوبة ثم توجهوا إلى إحدى المطاعم لتناول الغداء، فجلس جاسر وحور على إحدى الطاولات ثم بدأت حور بالكلام.
حور " برقة " : " جاسر، ممكن اسألك سؤال. "
جاسر: " طبعا، أتفضلي اسألي عن اللي أنتي عوزاه. "
حور: " هو أنت ليه رفضت الفستان الأولاني مع أني حسيت أنه عاجبك أوي. "
صمت جاسر وشرد قليلًا حينما رأها بهذا الفستان والذي جعله يشعر بشعور غريب وهو كيف لغيره أن يراها وهي بهذا الجمال فلم يشعر بنفسه إلا وهو يرفض هذا الفستان القصير ويصر على ذلك ولا يقبل من عيناها أى رجاء لأخذه.
حور: " جاسر، أنت ساكت ليه ؟ "
جاسر: " ها ؟، أبدًا مفيش بس اللي أنتي جبتيه أحلى منه بكتير وبعدين التاني كان قصير أوي. "
حور: " بس......"
فقاطعها جاسر: " ولا بس ولا حاجه خلاص، إحنا جبنا كل حاجة وخلصنا، ها بقى تحبي تتغدي أيه؟، أو أقولك، أنا هطلبلك على ذوقى. "، ثم نادى على الجرسون وطلب منه أن يحضر
المشاوي والسلطات وعصير فريش.
حور: " باين عليك بتحب الأكل الصحي. "
جاسر: " أكيد، أنا رياضي، وعشان أحافظ على جسمى لازم أكل أكل صحي دايما. "
إنتهى الوقت سريعا وقام جاسر بتوصيل حور إلى المنزل ثم تركها وذهب إلى قصره.
حور: " بابا حبيبي، تعالى أتفرج على الشبكه بتاعتي والفستان"
عبدالله : " ما شاء الله يا حبيبتي، تتهني بيهم يا حبيبتي، ربنا يتمملك على خير. "
بعد مرور عدة أيام، أتى موعد الخطوبة وصممت حور أن تكون الخطوبة في المنزل وسط الأهل فقط فلم يحضر غير جاسر وجده وعمته وعمه ويوسف وساره وعائلة الأستاذ محمود صابر، تمت الخطوبة في جو أسري مليئ بالألفة والمحبة فقد أعجب أهل جاسر بحور وبهدوئها وطيبتها وأيضا جمالها ولكن كان هناك من يحقد عليها حيث كانت ساره تموت غيظًا لأنها كانت تريد أن تكون هي من نصيب جاسر.
إنتهى اليوم سريعًا على جميع أبطالنا وذهب الكل إلى منزله.
في قصر الكيلاني :
جلس يوسف في جناحه يفكر باللؤلؤة النفيسة التي سلبت له عقله ولم يشعر بنفسه إلا وهو يمسك هاتفه ليتصل بها ويتحدث معها حيث أنه لم يستطع التحدث إليها في الخطوبة لوجود أهلها.
يوسف: " ازيك يا لؤلؤة، وحشتينى. "
إلهام : "هو أنت لحقت؟، إحنا كنا لسه مع بعض من كام ساعة"
يوسف: " بصراحة أنتى بقيتي بتوحشيني حتى وأنتي معايا. "
شعرت إلهام بالخجل وبالأخص حينما أخبرها عن مدى جمالها فى الخطوبة حيث قال :
يوسف: " تعرفي أنك كنتي قمر أوي النهاردة في الحفلة. "
إلهام بخجل : " ميرسي، أنت كمان كنت شيك جدًا. "
يوسف: " أيه ده أيه ده، هو أنتي بتعاكسيني ولا أيه ؟، هههههههههه. "
إلهام: " تعرف يا يوسف، أختك مش زيك خالص بصراحة، أنا مرتحتلهاش، حاسه كدا أنها مغروره شوية، أنا أسفه طبعا أني بتكلم كدا لكن أنا حبيت أهلك كلهم لكن هي مقدرتش تدخل قلبي. "
يوسف: " هي طيبه والله لكن بابا مدلعها زيادة عن اللزوم، عشان كدا تحسي أنها بتتعامل مع الناس كلها بالأسلوب ده. "
إلهام: " يوسف، أوعى تكون زعلت مني عشان بتكلم معاك بصراحة، أنا مش قصدي أتكلم عليها كدا لكن أنا حسيت أنها محبتناش. "
يوسف: " الله، لما بتقولي اسمي بحس أن طيور الدنيا كلها بتزقزق حواليا. "
إلهام: " تصبح على خير يا يوسف. "
يوسف: " وأنتي من أهله يا لؤلؤة. "
في جناح ساره:
تتحدث مع صديقتها شيماء على الهاتف
ساره " بعصبية " : " شوفتي يا شيمو، بقى جاسر يفضل البنت البيئة دي عليا أنا ؟ .
شيماء: " أهدي بس يا ساره دي مجرد خطوبة وإحنا ممكن نفركشها. "
ساره: " نفركش أيه يا شيمو، دا الفرح بعد أسبوعين. "
شيماء: " برضه لسه قدامنا وقت، ومش حتة البنت البيئة دي اللى تنتصر عليكي. "
ساره: " عندك حق أنا لازم أتصرف الجوازة دي مش لازم تتم، جاسر دا ملكي أنا وبس ومش هسمح لحد ياخده مني أبدًا