نبوءة الغفران
نبوءة الغفران بقلم فهد محمود
الفصل الخامس
رقعة النار
بعد التضحية المؤلمة التي قدمها "عمار"، شعرت المجموعة بأنها على حافة الانهيار. لكن الغموض الذي يحيط بـ"الظل" والقرص المشفر جعل كل فرد في الفريق يدرك أن ما يواجهونه ليس مجرد معركة، بل اختبار لإرادتهم وولائهم.
---
"نورا":
جلست في غرفة صغيرة داخل منزل مهجور، تحمل خريطة وتخطط للهروب من الملاحقات المتكررة. رغم صلابتها الظاهرة، كانت عيناها تفضحان الألم الداخلي. التفتت إلى "راكان"، الذي كان يقف في زاوية الغرفة، وقالت:
"إحنا مش مجرد أفراد بنواجه عدو. إحنا جزء من لعبة أكبر."
"راكان":
"لكن الظل مش بيتحرك لوحده. اللي شفناه على القرص بيأكد إن في قوى أكبر بتحركه."
---
"سندس":
فتاة غامضة من عشيرة "الصقور"، تعود فجأة بعد اختفاء لسنوات، وتحمل معلومات خطيرة عن الظل. تدخل عليهم في منتصف التخطيط، وتضع مسدسها على الطاولة قائلة:
"أنا عارفة مين الظل. بس اللي عارفاه أخطر من مجرد اسم."
"يوسف":
شاب من عشيرة "الرباح"، كان يعمل مع "عمار" سراً. يطلب الانضمام للفريق بعد تضحية "عمار"، ويعرض عليهم ملفاً يحمل أسماء متورطين آخرين في المؤامرة.
---
مع إضافة "سندس" و"يوسف" للفريق، تبدأ التوترات الداخلية بالتصاعد:
"راكان" بغضب:
"مين قال إننا نثق في حد جاي من عشيرة الصقور؟"
"نورا":
"كفاية يا راكان! إحنا محتاجين أي حد يساعدنا، وإلا هنضيع كلنا."
"سندس":
"لو كنت عايزة أضركم، ما كنتش جيت أصلاً. أنا جايبة لكم معلومة حقيقية، لكن القرار ليكم."
تقرر المجموعة التوحد بشكل مؤقت لمعرفة المزيد، لكن الشكوك تظل قائمة.
---
ينقسم الفريق إلى مجموعتين:
"نورا" و"يوسف": يذهبان إلى أحد مخابئ الظل للحصول على جهاز قد يساعد في فك التشفير.
"راكان" و"سندس": يتوجهان إلى اجتماع سري بين زعماء العشيرتين لمحاولة منع تصعيد جديد.
---
في مخبأ مهجور وسط الصحراء، تسللت "نورا" و"يوسف" بصعوبة وسط حراسة مشددة. كان المكان مليئاً بأجهزة إلكترونية متطورة.
"نورا":
"الجهاز اللي بندور عليه أكيد هنا. بس مش هيكون سهل ناخده."
بينما يبحثان، يفاجآن بهجوم من حراس الظل. يظهر "يوسف" شجاعة كبيرة ويضحي بنفسه لتأمين هروب "نورا" مع الجهاز.
"يوسف" وهو يصرخ:
"خدي الجهاز واهربي! متخليش تضحيتي تروح على الفاضي."
---
في قاعة سرية تحت الأرض، يحضر "راكان" و"سندس" اجتماعاً متوتراً بين زعماء العشيرتين. تحاول "سندس" إقناعهم بالتوقف عن الحرب والتركيز على العدو الحقيقي، لكن أحد الزعماء يكشف مفاجأة:
"الظل مش غريب عننا. الظل واحد منا!"
تثير هذه الكلمات صدمة كبيرة، ويبدأ الشك في أن أحد الحاضرين يعمل لصالح الظل.
---
بعد العودة من المهمتين، تجتمع المجموعة لتحليل ما حصل. تكشف "نورا" عن معلومات جديدة حصلت عليها من الجهاز:
"الظل بيخطط لهجوم شامل يستهدف العشيرتين في نفس الوقت. لو ما اتحركناش بسرعة، كله هيضيع."
"راكان":
"يعني لازم نحسم المعركة قبل ما هو يبدأها."
---
ينتهي الجزء بمشهد مشوق، حيث يظهر الظل في أحد معاقله، يراقب التحركات الأخيرة للفريق. يقول بصوت منخفض:
"بيفتكروا إنهم قربوا من الحقيقة... بس الحقيقة دايماً أبعد مما يشوفوا."
---
جلس الجميع حول طاولة خشبية قديمة في مخبأهم المؤقت، الأجواء مشحونة بالتوتر بعد المعلومات التي كشفتها "نورا". رغم التعاون المؤقت بينهم، كانت الشكوك تتصاعد، وكان الجميع يدرك أن الظل ليس مجرد عدو خارجي بل ربما أحدهم يملك صلة مباشرة به.
---
"راكان" (بصوت مليء بالغضب):
"إحنا بنواجه عدو مش طبيعي. بس اللي مش فاهمه ليه دايماً بيبقى سبقنا بخطوة؟"
"سندس":
"يمكن لأن حد مننا بيسرب المعلومات."
"نورا" (وهي تضرب الطاولة):
"لو حد متورط مع الظل، لازم نكشفه قبل ما يقتلنا كلنا!"
الجملة كانت كافية لإشعال صراع لفظي بين الجميع. "سندس" تتهم "يوسف" بأنه دخل الفريق بظروف غامضة، بينما "راكان" يشك في "سندس" بسبب ارتباطها السابق بعشيرة "الصقور".
---
بينما كان النقاش يحتدم، بدأ "راكان" يحلل المعلومات التي استخلصتها "نورا" من الجهاز. فجأة قال:
"الظل ما بيستهدفش العشيرتين بس. خطته أكبر من كده!"
ظهر على الشاشة خريطة مفصلة توضح مواقع استراتيجية تحت سيطرة العشيرتين، وكلها تحمل موارد طبيعية هائلة. كان الظل يخطط للاستيلاء على هذه المواقع لضمان الهيمنة على المنطقة بأكملها.
"سندس" (بصدمة):
"ده معناه إننا مش بس بنحارب عشائرنا... إحنا بنحارب قوة عايزة تسيطر على الكل."
---
في منتصف الاجتماع، تلقى الفريق رسالة صوتية غامضة عبر جهاز مشفر كان مع "نورا". كانت الرسالة بصوت مشوش يقول:
"الحقيقة قريبة، لكن ثقتكم هي اللي هتدمر كل شيء."
تبادلت المجموعة النظرات. من يكون صاحب الرسالة؟ وكيف عرف عنهم؟
---
قرر الفريق الانقسام من جديد للتحقيق في ثلاث وجهات مختلفة:
1. "نورا" و"يوسف": للتحقيق في موقع مشبوه تم تحديده على الخريطة.
2. "راكان" و"سندس": لحضور اجتماع سري آخر بين شخصيات مؤثرة في عشيرتي "الصقور" و"الرباح".
3. "سليم": أحد أفراد الفريق الذي لم يُمنح دوراً بارزاً من قبل، يتولى مراقبة المخابئ الخلفية للظل.
---
في طريقهما إلى الموقع المشبوه، بدأت "نورا" تشك أكثر في "يوسف"، خاصة بعدما اكتشفت أنه يحمل جهاز اتصال غريب.
"نورا" (بحدة):
"الجهاز ده إيه؟ وليه ما قلتش عنه من الأول؟"
"يوسف" (بتوتر):
"ده للتواصل مع فريقنا في حالة الطوارئ."
لكن قبل أن تكمل حديثها، انفجرت الأرض من تحت أقدامهما بفعل لغم كان مزروعاً على الطريق.
---
وصل "راكان" و"سندس" إلى الاجتماع السري، حيث بدأت الحقائق المقلقة تتكشف. أحد الزعماء اعترف بأن هناك شخصية كبيرة من عشيرة "الصقور" تمول الظل وتدعمه لضمان استمرار النزاع بين العشيرتين.
"راكان" (بغضب):
"مين الشخص ده؟ لازم نعرف دلوقتي!"
"الزعيم":
"اسم الشخص هو... "
وقبل أن يكمل كلماته، أطلق قناص مجهول النار عليه، مما أثار حالة من الفوضى.
---
في موقعه البعيد، يكتشف "سليم" شيئاً صادماً: غرفة مليئة بالملفات والخرائط، وكلها تحتوي على تفاصيل دقيقة عن أفراد الفريق وتحركاتهم.
"سليم" (بصوت مرتجف):
"ده معناه إن الظل عارف كل خطوة بنعملها."
لكن قبل أن يغادر، يسمع صوت خطوات تقترب.
---
"راكان" و"سندس" يهربان من مكان الاجتماع بعد مقتل الزعيم، بينما تظهر رسالة غامضة جديدة على هاتف "نورا"، مكتوب فيها:
"الظل أقرب مما تتخيلون... ربما يجلس بجانبكم الآن."
---
يتبع..
#بقلم_فهد _محمود