أخر الاخبار

رواية العفاريت بقلم ايه صبرى مُـــقـــدمـــة.. والفصل الاول

 العفاريت 

رواية العفاريت بقلم ايه صبرى مُـــقـــدمـــة..  والفصل الاول

رواية العفاريت بقلم ايه صبرى

 مُـــقـــدمـــة..  والفصل الاول 


يُحكى أن... 

وبزمنٍ قديمٍ ولىّ.. 

كان يوجد صياد بارع بعملِه.. شابٍ وسيمٍ بطولًا فارع.. لشباكهِ مفعول السحر على فتيات قريته.. وكأن لشباكِه سلطانٍ على قلوبهن وما هواه إلا بسلطان.. هواه الذي ألقاه ببحرًا ثائر.. أمواجه عالية.. هائجة.. لا تقبل تفاوض ولا تجاهل.. 

هواه ألقاه ببحر عينيها.. كالضائع الذي يبحث عن مرساه.. فأضحى غريقٍ لم يُكتب لهُ نجاه.. غرق وكم استلذ بالغرق ببحر عشقها الآخاذ.. إنسية هي أم جنية لا يعلم.. 

كانت لهُ بحر عِشقٍ لا نجاة منه.. وكان لها غريقٍ مسكينٍ لا يعلم كيف يسبح.. 

مهما آلقت بهِ أمواجها بعيدًا يعود إليها من جديد.. فاتحٍ ذراعيه مرحبًا بالموت إن كان سيأتي لهُ بين ظلمات أعماقها.. 

كانت لهُ الموت وكان لها حياة.. 

كانت لهُ حورية بحر وكان هو الصياد الذي حاصرها بشباكه حتى وقعت بفخه.. 

لم يكُن يعلم الصياد أن الحورية الجميلة تخفي حقيقة لعينة.. 

وبين حقيقة وأخرى سطرتُ سطوري.. وأنزلتُ ستار النهاية.. وكُتبت الخاتمة.. 


----------------------------


                                     الفصل الاول 

                              *ثأر قديم*


خرجت من متجر الحيوانات وهي تزفر بضيق، لقد بحثت بجميع المتاجر الموجودة بمحافظتها وكان ذاك المتجر الأمل الأخير لها لكنها لم تجد بهِ غايتها، ما الصعب في الحصول على بعض الرمال من أجل السلاحف والصندوق الخاص بها، لقد أخبرها الجميع أن أغراض السلاحف تُباع على صفحات الأنترنت الخاصة بهُم وليس بالمتاجر العامة لكنها لا تثق بالبيع والشراء على الأنترنت، نظرت إلى السماء التي تميل إلى الأحمرار دليل على غروب الشمس بينما الليل الحالك يفرض نفسه بقوة وها هي النجوم تتلألأ في السماء وكأنها قطع ماسية صغيرة تتناثر برقةٍ على ثوبٍ مُظلم شديد الجمال، زفرت بنعومة قائلة بتبرُم طفولي:- ياربي ساعدني ألاقي حاجة " چوچا "، مش هقدر أسيبها قاعدة في طبق الغسيل البلاستيك كدة كتير. 


تنهدت بأسى ثُم بدأت سيرها نحو حبيبها الأول.. البحر.. البحر هو المكان الوحيد التي تستطيع أمامه أن تبوح بأسرارها وهمومها.. سارت بمحازاته وهي تتأمل المياه الصافية رُغم سوادها الحالك، تستمع إلى صوت هدير الأمواج المُتلاطمة بالأحجار الضخمة المتراصة بجانب بعضها البعض.. أغمضت عينيها وهي تفكر كم هي مُمتنة لأنها ابنة تلك المحافظة الساحلية التي ولدت وترعرعت بها.. تعشق كل ذرة من رمالها وبالطبع شاطئها.. شردت بتفكيرها في السنوات الأخيرة من حياتها لم تفعل شيءٍ سوى أن تُعيد ترميم جراح قلبها بعد ما أصابها قبل عدة سنوات.. يا إللهي كم كانت مُحبة للحياة.. ضاحكة الوجه دائمًا.. مُقبلة على الحياة بروحها المرحة الشغوفة حتى.. فتحت عينيها سريعًا وهي تشهق بقوةً وكأنها كانت تغرق بأعماق ذاك البحر الذي كانت تتأملهُ منذُ دقائق دون أن تجد طريقٍ للنجاة.. لا تريد أن تتذكر شيءٍ مما مضى.. لا تريد أن تتذكر كيف كانت غبية.. مُغفلة.. ترى كل شيءٍ باللون الوردي وكم كانت تعشق الوردي.. لكنها الأن كل ما أصبحت عليه هو... لا شيء.. مجرد شبحٍ لفتاةً كانت تعيش يومٍ ما واليوم هي من الأموات.. 


الخُذلان مُر كالعلقم.. مهما حاولت أن تتجاهل مرارته إلا أنهُ يترک أثرًا بين شفتيک يجعلك تتذكره كلما لعقتها حتى لو على سبيل الخطأ.. ومن ثُم تعتاد على تذوقه حتى يصبح جزءًا منک.. يذكرك كل لحظة كم كُنت غبيًا حين صدقت.. وآمنت.. و.. وأحببت.... 


زفرت بضيقٍ من منحى تفكيرها وهمست قائلة بتبرُم:- يلا يا حزينة يا بائسة على بيتك، لملمي جراحك وانسي، لازم تنسي يا " ليال ". 


قررت العودة إلى منزلها والتوقف عن التفكير في الوقت الحالي.. وأثناء ذلك وجدت ما لم يَسرها أطلاقٍ.. بشارع جانبي وعلى بُعد عدة أمتار رأت شابان يقفان وبزاوية ما تقف فتاة تبدوا أنها بأوائل عِقدها الثاني، تقف أمامهما وهي ترتجف وقد أستطاعت " ليال " أن ترى أرتجافها من مكانها هذا بالأضافة إلى ملامحها المذعورة الباكية.. بالنظر إلى هيئة الشابان أدركت حالة الثمالة الي تشملهما وماذا يفعلان بهذه المسكينة.. زفرت بضيق قائلة:- استغفر الله العظيم، مش هنخلص بقا من الوباء دة ولا إيه! 


تقدمت منهم بهدوء ثُم توقفت على بُعد عدة خطوات ليصل إليها صوت الفتاة وهي تهمس قائلة بنبرة باكية خائفة:- والله دة كُل اللي معايا، مش معايا حاجة تاني. 


صاح أحد الشابين بنبرة غليظة قائلًا:- بقولك طلعي اللي معاكي بالذوق بدل ما ندفنك مكانك. 


صدح صوت " ليال " قائلة بسخرية فظة:- ماشاء الله عضلاتك مقوية قلبك. 


أنتفض الجميع على إثر صوتها ونظرت إليها الفتاة بعينين باكيتين لكن تلوح بهما نظرة الأمل.. بادلتها " ليال " النظرة بأخرى مطمئنة ثُم تحولت نظراتها إلى الشابين قائلة بنبرة فظة:- أبعد عنها أنت وهو. 


نظر إليها أحدهما وقد كان يبدوا عليه عدم الإتزان ثُم هتف قائلة بنبرة ثقيلة:- ولو مبعدناش هتعملي إيه يا كتكوتة؟ 


تحركت خطوة واحدة للأمام وهي تبتسم أبتسامة باردة كالثلج ثُم هتفت قائلة بنبرة ناعمة كفحيح الأفاعي:- هتحصل حاجات مش هتعجبك يا.. يا كتكوت. 


صاح الشاب الأخر قائلة بنبرة غليظة تفوح منها رائحة الحقد ونيران من ثأرًا قديمٍ مازال شبحه يطوف بالأُفقِ:- لازم العفاريت تتدخل في كل حاجة، مينفعش حاجة تعدي من تحت إيديهم، دي شوارعنا وأحنا نعمل اللي عايزينه فيها. 


ضيقت عينيها تنظر إليه بتفحص وعلى الرغم من ملامحها الباردة التي لا يظهر عليها أي شيءٍ مما تشعر بهِ إلا أن نيران الثأر أشتعلت بداخلها هي الأخرى ولم تعد تستطيع السيطرة عليها، صاحت قائلة بنبرة غليظة:- شوارعكم دي تعملوا فيها اللي عايزينه لو ناوي تلعب ماتش كورة مع عيال الجيران إنما اللي بيحصل دة العفاريت مش هيعدوا حتى لو هيطير فيها رقاب. 


صمتت لثوانٍ ترى تأثير كلماتها عليهُما وبالفعل أستطاعت أن تلمح أرتجافة سريعة مرت على أجسادهما إلا أن الشاب الحاقد تمالك نفسه سريعًا وهتف قائلًا بنبرة كريهة:- لسة متخلقش اللي يهدد عيال السُليماني وفي شوارعهم، حتى لو كانت واحدة من العفاريت. 


أختفت الأبتسامة الباردة من على وجهها وتحولت ملامحها إلى أخرى صلبة جليدية وكأنها بلا حياة ثُم همست قائلة بنبرة بطيئة باردة:- دايمًا ولاد السُليماني بيجنوا على نفسهم، مش بس عشان معندكوش شرف ولا ضمير لأ، دة عشان كمان أغبية وغروركم سبب غبائكم. 


أشتعلت عينا الشاب بالنيران ولم يعد يملك السيطرة على الوحش الحاقد بداخله، أخرج سلاحه من بين ملابسه والذي كان عِبارة عن مدية صغيرة " مطواة " ثُم فتحها بحركة سريعة ليلمع نصلها الحاد أمام عينيها بنظراتهما الحادة كالصقر ثُم نظرت إلى الشاب بأستخفاف دون أن تنطق بحرفٍ واحد إلا أن نظرتها تلك جعلت الأخر يشعر بالأستفزاز.. لذلك ركض نحوها بأقصى سرعته محاولًا أصابتها لكنها ألتقطت كف يده بخفة وأحتفظت بها بين أصابعها وباليد الأخرى قامت بلكمه بمنتصف وجهه مما جعله يترنح قليلًا ولم تساعده ثمالته على المقاومة أكثر، بينما هي بحركة رشيقة كانت تلتفت حوله حتى أصبحت خلفه تمامًا وهي مازالت تقبض على كف يده ثُم قامت بركله بمنتصف قدمه مما جعله يصرخ بألمٍ كحيوانٍ جريحٍ وهي ينحني أرضٍ ثُم قامت بركله مرة أخرى بوجهه حتى فقد الوعي.. تركته أخيرًا ثُم ألتفتت ببطءً لترى ملامح الهلع تظهر بوضوح على الشاب الأخر الذي نقل نظراته بينها وبين صديقه المُمدد على الأرض كجثة هامدة ولم يفكر مرتين قبل أن يلتفت ويفر هاربًا كأن وحوش الأرض تطارده.. أرتسمت خط أبتسامة ساخرة على شفتيها وهي تدرك تمام الإدراك أن منذُ تلك اللحظة ستكون الحرب بقمة أشتعالها بين السُليمانية والعفاريت.... 



----------------------------


" دار عائلة السُليماني "


في تمام الساعة الثامنة صباحًا تجتمع عائلة السُليماني على مائدة الطعام ويترأس المائدة الحاج " عبدالرحيم السُليماني " أكبر أفراد العائلة سنًا ومقامًا بينما على يساره أبنائه الثلاثة الحاج " رزق السُليماني " و الحاج " سعيد السُليماني " و الحاج " رجب  السُليماني " وعلى يمينه زوجاتهم الثلاثة السيدة " فوزية " والسيدة " بهيجة " والسيدة " فاطمة " ومن حولهم أبنائهُم بينما على رأس المائدة الأخر يجلس الحفيد الأكبر لـ " عبدالرحيم السُليماني " ويدعى " عاصي ".. كان الصمت يعُم المكان بوجود كبير العائلة حتى قطعه أصغر احفاده ويدعى " رامز " وهو يدلف إلى بهو الدار بخطواتٍ ثقيلة وملامح متألمة، حاول أن يدلف دون أن يشعر بهِ أحد لكن سبق السيف العزل ولمحته والدته السيدة " بهيجة " ليصدر منها صرخة فزعة وهي تضرب صدرها بكفها قائلة بهلعٍ:- ابني! 


نظر الجميع إلى ما تنظر إليه لتصدر الشهقات من كل مكانٍ بعد أن رأوا أثار الضرب وكأنه كان يتشاجر مع أحد.. نهض والده السيد " سعيد " يتبعه زوجته قائلًا بدهشة:- إيه اللي عمل فيك كدة يا " رامز "؟ 


أشاح الشاب بوجهه بعيدًا عنه إلا أن والدته حاوطت وجنتيه بأصابعها المُمتلئة قائلة بلهفة:- مين اللي عمل فيك كدة يا حبيب أمك، قولي وأنا هجيبلك حقك من بوق الأسد. 


زفر بضيق قائلًا وهو يزيح كفيها بعيدًا عنه بلا أحترام:- محدش عملي حاجة. 


هتف والده قائلًا بقلقٍ:- يابني طمني مين عمل فيك كدة؟ 


أبتعد عنهما خطوة إلى الوراء ثُم صرخ بلا تهذيب قائلًا:- أووووف، قولت محدش عملي حاجة مبتفهموش. 


امتقع وجه والداه بإحراجٍ بالغٍ إثر صراخه بهما.. بينما باقية العائلة كانت نظراتهم ما بين لامُبالية.. وحاقدة.. وشامتة.. ساد الصمت لدقيقة كاملة لم يجروء أحد على قطعه.. أعتقد " رامز " أن الأمر انتهى عند هذا الحد وكاد أن يتوجه نحو غرفته إلا أنه تجمد بمكانه فور أن زلزل المكان صوت جده الحاج " عبدالرحيم " وهو يهدر قائلًا بصلابة:- أستنى عندك يا عديم التربية. 


توترت الأجواء سريعًا وشعر الوالدين أن ابنهما سينال درسٍ قاسيًا اليوم لذلك هتف الحاج " سعيد " قائلة بنبرة رغم ثباتها ظهر التوتر بوضوح بها:- اهدى يا حاج أنت بس وأنا هعرف شغلي معاه الولد دة وهربيه. 


نظر الأب إلى ابنه للحظاتٍ بلا تعبير واضح على ملامحه ثُم أبتسم بسخرية يشوبها خيبة الأمل قائلًا:- تربيه! لا والله! لو كنت عايز تربيه كنت عملت كدة من زمان يا " سعيد " بس أنت ومراتك اللي دلعتوا وأهو على أخر الزمن حتت عيل مطلعش من البيضة بيتطاول عليك يابني وقدام العيلة. 


اخفض الحاج " سعيد " رأسه أرضٍ بخزيٍ بالغٍ ولم يعرف بما يجيب.. لقد صدق والده بكل حرفٍ تفوه بهِ.. لقد زرع بذرة فاسدة وها هو يجني ثمارها.. بينما السيدة " بهيجة " احمر وجهها ولكن ليس احراجٍ أو ندمٍ وإنما حقدًا على هذا العجوز الذي لا ينفك ينتقض تربية ابنها ووحيدها المُدلل لكنها كظمت غيظها ولم تتفوه بشيءٍ.. تجاهل الجد صمتهما وحول نظراته إلى حفيده قائلًا بنبرة قوية ترتعش لها الأبدان:- مين اللي عمل فيك كدة يا واد؟ ومن غير لف ودوران. 


خطف " رامز " نظرة سريعة نحو هذا الصامت المُتباعد عن الجميع بعقله وروحه حاضرًا بجسده فقط ثُم نظر إلى جده بخوفٍ قائلًا بنبرة خافتة لم تختفي منها رائحة الحقد:- " ليال العفريت ". 



صدحت الشهقات بالمكان.. توسعت الأعين بفزعٍ.. ساد الصمت بعد ذلك لدقائق أو ربما ساعات لكن ذاك الواجم الصامت تجمد بمكانه وأنتفضت كل خلية بجسده بغضبٍ لم يستطيع أن يخفيه.. توجهت جميع النظرات نحو " عاصي " الذي كان ينظر إلى الفراغ بملامح وكأنها نُحتت من وجه الشيطان بذاته.. وقبل أن يتفوه أحد بحرفٍ واحد كان ينهض من مكانه بهدوء عكس ما يعتمل بداخله من نيرانٍ ثائرة ثُم حمل سترته ورحل من المنزل دون أن يلقي حتى السلام.. نظر جده " عبدالرحيم " في أثره بعينان تلمعان بالحزن على الحال الذي وصل إليه أكبر أحفاده وكبير العائلة من بعده ثُم تنهد بصبرٍ قائلًا بهمس خافت لم يسمعه سواه:- لله الأمر من قبل ومن بعد، هونها عليه يارب..... 



-------------------------------


" دار عائلة العفاريت "


يقف أمام مرآته يرتدي ملابسه ويصفف شعره.. وضع عطره ذو الرائحة النفاذة وما أن انتهى تأمل نفسه قليلًا بغرورٍ يشبه غرور الطاووس.. لمعت عيناه بالإعجاب وهو يدرك تمام الأدراك أنه مطمع لأيّ فتاةً بالبلد.. ولمَ لا يكُن وهو " زين توفيق العفريت " أكبر أحفاد عائلة العفريت ورئيس مجلس أدارة مجموعة العائلة ومن أغنى شباب البلد.. يتميز بالطول الفارع والجسد الرياضي.. شعر أسود غزير.. ملامح قاسية خشنة.. عينان بلون الرماد العاصف.. في أخر عِقده الثاني.. خرج من غرفته وسار بطول الردهة التي تحتوي على عدة غرف تضم أحفاد عائلة العفريت ثُم وصل إلى الدرج وترجله.. عدة خطوات وكان يقف أمام باب غرفة الطعام التي تجتمع بها العائلة الأن.. تنحنح قائلًا بنبرة رخيمة:- صباح الخير، بعتذر على التأخير.


تحرك نحو رأس المائدة حيث يجلس كبير عائلة العفريت " مختار العفريت ".. وقف بجانبه ثُم انحنى قليلًا ليلتقط كفه المجعد ويقبله بأحترام ليربت الجد على رأسه بهدوء ورضا.. تحرك ليجلس على المقعد الرابع يسارًا بجانب"  ليال " أبنة خالته وشقيقته بالرضاعة، يُكبرها بأربعة أيام فقط.. يُعتبر " زين وليال " ذراعيّ " مختار العفريت " وبئر أسراره  لذلك مكانتهما بالعائلة والبلدة كبيرة ولا يوجد من يجروء على الوقوف أمامهما.. مال " زين " عليها قليلًا قائلًا بخفوت:- فين باقي العصابة..؟! 


كانت تنظر بطبقها تُقلب محتوياته بهدوء عندما سمعت سؤاله.. لم تنظر إليه وهي تُجيب بخفوت مُماثل:- " نوران و شهد " في المينا من الصبح بدري بيستلمو البضاعة الجديدة،  " بتول ورجوى " في الجامعة، والبيه " كريم " بيصيع برة من أمبارح .

أبتسم " زين " بسخرية قائلًا:- ما أهو جايب إمتياز ابن اللعيبة حقه يصيع شوية. 

أبتسمت " ليال " بهدوء ولم تجيب ليسود الصمت مرة أخرى حتى قطعه جدها قائلًا بنبرة صوته الخشنة:- إنتِ ضربتي " رامز " ابن " سعيد السُليماني " إمبارح يا " ليال "  وفي شارعهم..؟! 


كانت تعلم.. والله كانت تعلم.. تعلم أن " مختار العفريت " سيعرف بفعلتها وسيستجوبها لذلك وبمنتهى الهدوء والثبات أجابت قائلة:- أيوة. 


صرخة صغيرة خرجت من بين شفتيّ والدتها السيدة " لطيفة العفريت " بينما جميع أنظار العائلة تحاوطها من جميع الأتجاهات.. هتف " زين " من بين أسنانه قائلًا:- وإزاي مقولتليش حاجة زي دي..؟ 


رفعت كتفيها وأنزلتهما ببطءً قائلة بالامُبالاة:-وأقولك ليه.. عيل قليل الأدب وعلمت عليه مفيش حاجة حصلت يعني..! 


صدح صوت " مختار " قائلًا بصلابة:- ضربتيه ليه..! 


قصت عليهم ما حدث البارحة وأنها اضطررت أن تتعامل مع الموقف بتلك الطريقة ثُم صمتت في انتظار حُكم جدها بينما والدتها تنظر نحوها بغضب وهي تتمنى أن تُعاقب أبنتها على تهورها ورعونتها.. أرتسمت شبح لأبتسامة ثقة على شفتيها عندما صدح صوت جدها قائلًا بنبرة قاطعة:- جدعة. 


شهقت السيدة " لطيفة " بصدمة قائلة:- جدعة.. بتقولك ضربت أبن السُليماني وهترجع تفتح علينا أبواب جهنم تاني وتقولها جدعة يا بابا.. !


نظرت إليها " ليال " بملامح غير مقروءة في أنتظار السهم الطائش الذي سترمي بهِ والدتها الأن نحو قلبها يُدميه ويُزيد من جراحه وبالفعل بعد ثانية واحدة نظرت إليها والدتها بغضب قائلة بنبرة جامدة:- مش كفاية الفضيحة اللي أتسببت فيها من سنين، والحرب اللي رجعت تاني بسببها، وراس العيلة اللي أتحطت في الطين بسببها برضه، والراجل الطول بعرض اللي عملته مهزقة البلد كلها..! 


الكلمات لا تقتُل.. منذُ متى وبعض الكلمات الطائشة تؤثر بها.. إذًا لماذا تشعر الأن أن قلبها يُنحر ببطءً مُميت.. ها هي تشعر بذبحة السكين التي شعرت بها قبل سنوات عندما خُذِلت على يد من سلمته قلبها البريء.. كلمات والدتها سهامٍ طائشة تفعل بقلبها المجروح الأفاعيل لكن ملامح وجهها صلبة وثابتة كالصخر.. وكأن الحديث لا يُعنيها..


 صدح صوت الجد " مختار العفريت " قائلًا بنبرة حادة:- " لــطــيــفــة "!


أنتفض الجميع إثر صوته القوي الذي زلزل قاعة الطعام بينما أبنته تنتفض بخوفٍ بعد أن أدركت فداحة ما تفوهت بهِ.. هتف الجد قائلًا بنبرة بطيئة أرسلت الرُعب في قلوبهم:- أنا منبه عليكم قبل كدة سيرة الموضوع دة بالذات متتفتحش تاني ولا لا.. مش هعرف أمشي كلامي على أهل بيتي ولا إيه..! 


تلجلجت"  لطيفة " ولم تستطع أن تُجيب بينما هي نهضت من مكانها قائلة بهدوء وملامح وجه كالصخر:- أنا شبعت.. بعد إذنكم عشان عندي شغل. 


رحلت سريعًا من أمامهم تاركة خلفها أزواج من العيون تتطلع نحوها بغموض كالجد.. وشفقة كـ " زين ".. وندم وحسرة كأمها التي تشعر بنيرانٍ تستعر بقلبها كلما تذكرت ما أصاب أبنتها وما آل إليه حالها.. 


--------------------------------


بقدر العِشق يكون الألم.. بقدر السعادة يكون الحُزن.. وبقدر التسامُح يكون الحقد.. لكن ماذا لو اجتمع العِشق والحقد معًا..! أيُمكن أن يُشفى قلب جريح من ألم الغدر..! 


دلفت إلى مقر عملها الذي تعشقه وبشدة.. ذلك المُنتجع الكبير الذي يضُم عددًا من المطاعم والمقاهي الفخمة بالأضافة إلى مدينة كبيرة للملاهي وأخرى صغيرة للأطفال.. وعددًا أخر من السنيمات وأسطبل للخيول حيثُ أن المُنتجع يطُل على شاطيء البحر مُباشرة وحديقة كبيرة لتدريب الخيول.. على الرُغم من أن جدها " مُختار العفريت " يمتلك أكبر مجموعة شركات للمقاولات بالبلدة  ويُعتبر من أثرياء مصر.. هي تُحب عملها هُنا ولا تفكر في التورط بأمور الشركة كثيرًا.. يكفي متابعة " زين " ويساعده " شهد و ونوران ".. 


في ذلك الوقت المُبكر من النهار لم يكُن المكان قد امتلىء بالزبائن لذلك قررت أن تتناول قهوتها بمكانها المُفضل .. تلك الصومعة الصغيرة المُطلة على شاطيء البحر مباشرة والتي أعدتها بنفسها قبل سنواتٍ لتكون ملجأها الذي تهرب إليه من ضغوطتها جميعًا.. صومعة صغيرة من الخشب بلونه الأبيض صممتها على شكل بيضاوي بباب متوسط الحجم يُفتح ليطل على البحر.. تحتوي على طاولة دائرية صغيرة ومقعد واحد فقط كأشارة لعدم رغبتها في تواجد أحد بمكانها الخاص.. جلست بمكانها تتطلع نحو البحر الثائر أمواجه بنظراتٍ شاردة.. شاردة بحياتها الماضية.. كيف كانت  مندفعة غير قابلة للسيطرة عليها.. تُحب الحياة وتُعاندها بكل معاركها.. حتى خاضت معها المعركة الحاسمة.. معركة خسر فيها الكثيرون.. وسيخسر فيها مُستقبلًا الكثير.. مـــعـــركـــة الحُـــب.. تلك المعركة القادرة على تدمير أعتى القلوب.. ٍوأكثر القلوب عشقٍ.. قطع شرودها وقوف النادل أمامها ليضع كوب قهوتها الساخنة.. بعد رحيل النادل أخرجت علبة سجائرها الذهبية من جيب سترتها الشتوية الثقيلة ثُم أشعلتها بقداحتها التي لا تقل فخامة عن علبة سجائرها.. أغمضت عينيها بأستمتاع عندما سحب دخان السيجارة نحو صدرها ثُم زفرته للخارج على مهل.. فتحت عينيها بتلك اللحظة لتراقب دخان السيجارة يتسرب أمامها ثُم يتلاشى بالهواء.. كم يُشبهها ذلك الدخان.. تسرب من بين أنفاسها كما تسرب العِشق من بين ثنايا قلبها ثُم تلاشى بالهواء وكأن لا وجود لهُ كاللحظة التي اختفى بها عشقها وحل محله كراهيتها.. 


-------------------------------


بخارج المُنتجع تقف سيارة سوداء تضم أربعة رجال أشداء..مُكلفين بمَهمة واحدة وهي مُراقبة شخصٍ بعينه.. رفع أحدهم الهاتف على أذنه قائلًا بنبرة أجشة:- أيوة يا باشا.. لسة داخلة قدامنا حالًا.

صمت قليلًا ليستمع إلى تعليمات الطرف الأخر ثُم هتف قائلًا بطاعة:- أوامرك يا باشا.


أغلق الهاتف ثُم نظر إلى رفاقه ليُبلغهم بالتعليمات الجديدة لديهم.. 


--------------------------------


بداخل إحدى المكتبات الكُبرى تقف " بتول " تُطالع أحد الكُتب العلمية الخاصة بأخر أبحاثها الهامة.. صمت يعُم المكان الواسع إلا من صوت رواد المكتبة.. كانت عيناها تتابعان أسطر الكتاب بنهمٍ مُعتاد منها حتى قطع صمت المكان رنين هاتفها بنغمة " لاقيناك حابس " أنتفضت " بتول " بفزعٍ ليسقط الكتاب أرضٍ محدثة ضجة أكبر.. توجهت جميع النظرات نحوها بسخطً بينما هي فتحت حقيبتها لتبحث عن الهاتف بين أغراضها الكثيرة.. أصابعها تبحث عن الهاتف بتوتر جم بينما تتنقل نظراتها ما بين الحقيبة وبين رواد المكتبة تبتسم لهُم بتوتر كأعتذار.. أخيرًا وجدته لتضعه على وضع الصامت وتتحرك خارج المكتبة فتصطدم بالساعي الذي كان يحمل صينية عليها بعض المشروبات مما أدى إلى سقوطها أرضٍ لتزيد الفوضى من حولها.. شهقت " بتول " بعدم تصديق لمدى حظها السيء اليوم ..نظرت إلى الرجُل العجوز بنظراتٍ باكية ثُم أخرجت من حقيبتها حفنة من النقود وأعطتهم لهُ قائلة:- أنا أسفة ياعم سعيد.. 


لم تنتظر رد من الرجل وأخيرًا خرجت من بابة المكتبة وقبل أن تتنفس الصعداء صدح صوت رنين هاتفها من جديد.. اشتعلت عيناها بنيران الغضب وفتحت الخط هادرة بنبرة عالية أفزعت الطيور من على الشجر:-  أقسم بالله يا " رجوى " لأقتلك.. إنتِ مش هتبطلي تلعبي في فوني وتغيري النغمة بتاعته.. ؟


على الجانب الأخر كانت " رجوى " تقود سيارتها المكشوفة بسرعة عالية على أحد الطرق السريعة لتصدح ضحكاتها عاليًا وهي تهتف قائلة:- تعيشي وتاخدي غيرها يا " بيتو". 



زفرت " بتول" بضيق وهي تتوجه نحو سيارتها قائلة:- بجد مش عارفة إنتِ هتكبري أمتى.. اللي يشوف تصرفاتك ميقولش إنك مهندسة كمبيوتر وبرمجة قد الدنيا.


ضحكت " رجوى " بمرح قائلة:- أكبروا أنتوا يا حبيبتي، أنا لسة صغيرة. 


لم يصلها رد من الطرف الأخر لذلك هتفت قائلة بتساؤل:- قوليلي مشوار المكتبة خلص على خير..؟


استقلت سيارتها ووضعت حقيبتها بجانبها قائلة بسخرية مُغتاظة:- خلص على خير أوي أمال.. 


وبعد حديث قصير أغلقت الفتاتين على وعد باللقاء بمنزل العائلة بعد بضعة ساعات قليلة.. 


-------------------------------


مبقاش في بينا ذكرى حُب نخلدُه.. 

موضوع رجوعنا مُستحيل استبعده.. 

ولا أخلي قلبي حد يوم يستعبده.. 

ولا أخلي حد في يوم ينزل دمعتي.. 



كانت تستمع إلى أُغنيتها المفضلة بسيارتها أثناء عودتها إلى منزلها بعد أن انتهى عملها.. يومها كان مُرهق ولم تجد دقيقة واحدة بهِ لترتاح.. كم تتمنى لو ترتاح من حياتها كُليًا.. لقد فكرت من قبل أن تنتحر لكن لم تقوى على التنفيذ.. ليس ضعفٍ منها فهي لم يُعرف عنها الضعف يومٍ.. هي حتى لا تعرف لماذا لم تقوى على الأنتحار حتى الأن.. هل هي خائفة من أن تُقابل ربها وهي مُثقلة بمثل هذا الذنب.. أم تخشى نظرة الناس إليها بعد ذلك وكيف يراها الناس الأن مثالًا للقوة بمدينتها وبعد وفاتها تكون رمزًا للضعف!! لا لم يُخلق بعد من يقول عنها ضعيفة.. هي لطالما كانت الأقوى.. الأكثر شراسة.. والأشد قسوة.. إذا تعلمت من الحياة يومٍ شيءٍ ما فهو المواجهة.. وهي تعرف كيف تواجه مصائبها بوجهٍ صلب وقلبًا ميت.. 


وعلى ذِكر المصائب وأثناء شرودها بأفكارها لم تنتبه إلى تلك السيارة السوداء التي تتبعها منذُ خروجها من العمل حتى قطعت عليها الطريق.. توقفت سيارتها مُصدرة صوتٍ مُزعج على الأرض الصلبة  .. توسعت نظراتها والتمعت عينيها الخضراء بشرارة الغضب وهي تُفكر في من تجرأ على تلك الحركة.. لم تُفكر كثيرًا وهي تسحب سلاحها الناري وتترجل من السيارة بحركة رشيقة سريعة لتُشهر سلاحها بوجه الأربع رجال الأشداء الذين ترجلوا من السيارة الأخرى متوجهين نحوها.. توقف الرجال الأربعة فور رؤيتهم لها تُشهر سلاحها بوجههم.. تطلعت نحوهم بنظرات صلبة.. جامدة لا تعرف الرحمة ولا الخوف وهدرت قائلة بنبرة ناقوسية خطرة:- إنتوا مين وعايزين مني إيه..! 


والصمت كان الأجابة الوحيدة التي حصلت عليها بالأضافة إلى نظراتهم الغامضة لبعضهم البعض.. ولكي تبث الرُعب بقلوبهم رفعت ذراعها عاليًا وأطلقت ثلاثة أعيرة نارية بالهواء.. لم يرف جفن أحدًا من الرجال أو حتى تتغير ملامحهم الجامدة.. 


كان الهواء يُحرك خصلات شعرها السوداء الطويلة حول وجهها وكم بدت بتلك اللحظة قِبلة للنظر.. فتنة لقلبٍ عاشق مُتيم.. كانت تُفكر في حل للخروج من هذا المأزق.. فهي تعرف أنها لن تستطيع التلغب على أربعة رجال بمثل قوتهم الجسدية.. وقبل أن تجد الحل كان يُهاجمها واحدًا منهم مُحاولًا خطف السلاح من بين يدها ونجح بالفعل لينضم لهُ الباقية في محاولة منهم للسيطرة عليها.. حاولت أن تقاومهم مُستخدمة جميع أساليب الدفاع عن النفس التي تعلمتها طوال حياتها لكن بالنهاية الكثرة تُغلب الشجاعة.. 


بعد أن نجح الرجال في السيطرة عليها وزجها بالسيارة قاموا بتكبيلها وتغطية رأسها بكيس أسود من القماش متوجهين نحو وجهة غير معلومة بالنسبة لها.. سكنت بمكانها ولم تقاوم أكثر مُحاولة استجماع شتات أفكارها والتفكير في خطة للهروب سريعًا.. 


بعد الكثير من الوقت توقفت السيارة وقام رجلًا ما بسحبها خارجًا ثُم حملها على كتفه ليدخُل بها إلى المكان حيثُ سيتم احتجازها.. وضعها على الأرضية الصلبة ورحل بينما هي جلست ساكنة منتظرة الخطوة التالية من مُختطفها لكن لم يحدث شيءٍ.. وكأن خاطفها يُريد اللعب بأعصابها قليلًا قبل مواجهتها.. فها هي الساعات تمُر وهي بمكانها لم يقترب منها أحد.. 


لم يكُن الأمر مُخيف بالنسبة لها بقدر ما كان مُمل.. فهي لم تعتاد السكون بحياتها.. حياتها صاخبة لدرجة مُرعبة.. وأثناء تفكيرها شعرت بخطوات أحدهم تقترب منها ثُم توقفت.. شدت كتفيها وتحفزت جميع خلايها لقــ-تل من يتجرأ ويقترب منها بسوء.. عندما طال الصمت هدرت قائلة بنبرة بطيئة هادئة:- مين هنا..؟ 


مرت دقائق قليلة من الصمت بعدها صدح صوت أخر شخصٍ تتوقع وجوده هنا.. شعرت بهِ يقطع الخطوتين بينهما وينحني بجسده نحوها ثُم يقترب برأسه من أذنها حتى أصبحت شفتيه مُقابلها هامسٍ بنبرة مُرعبة جعلتها ترغب في حرقه حيًا قائلًا:- أنــا الــلــي هــاخــد روحِــک الــنــهــاردة زي مــا رجــعــتــهــالــک زمــان..... 


-----------------------------------


تقود دراجتها النارية على ذلك الطريق السريع بسرعة تفوق جنونها.. خصلات شعرها السوداء المُجعدة القصيرة تطير خلفها وتحاوط وجهها ببهجة كالتي تشعر بها الأن وهي تطير حقًا فوق الأرض الأسفلتية.. لطالما رغبت في أن تُحلق بعيدًا لكن ليست كُل الأماني قابلة للتحقيق.. ها هي على الأرض لكنها تعرف كيف تَخلق سمائها الخاصة بلا مُساعدة.. لقد وجدت ذاتها في حُب المُغامرة والجنون.. والأن تقود دراجتها النارية بأقصى سرعة حتى تصل إلى قلب مدينتها الساحلية لتستطيع تسليم ذلك التقرير الذي بحوزتها إلى " زين " قبل أن ينتهي دوام العمل.. عينيها بلون الشهد كأسمها مُثبتتان على الطريق بتركيز قطعه تلك السيارة " الچيب " المكشوفة والذي يقودها شاب أرعن بصحبته مجموعة لا تقل رعونة عنهُ.. بدأت المجموعة بإطلاق بعض العبارات الغزلية البذيئة في محاولة منهم لنيل رضاها واصطحابها معهم بينما قائد السيارة كان يُحاول قطع الطريق عليها.. أبتسمت بداخلها بأستخفاف وهي ترى محاولاته الفاشلة في إيقافها بينما هي لخبراتها العالية لم تمنحهُ مراده.. كان الطريق خاليًا تقريبًا إلا منهم بالكاد تمُر سيارة عليه.. تراوغ قائد السيارة حتى لا يتمكن منها وهي تُحاول أن تصل إلى أبواب المدينة لتضيع منهم في زحامها لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.. 


لا تعلم كيف أو من أين أتى كمين الشرطة ذاك والذي ظهر من العدم لكنها وجدت نفسها مُصطدمة بهِ بدراجتها يتبعها في الأصطدام تلك السيارة التي كانت تلاحقها قبل لحظات.. سادت حالة من الهرج والمرج من قِبل رجال الشرطة حتى هدر قائدهم قائلًا بعصبية بالغة:- خُد يابني كُل العيال دي على البوكس. 


صمت لثوانٍ وهو ينظر إلى تلك الصامتة ترمق كل ما يحدُث حولها بفتور وكأنها لم تتسبب بكارثة للتو ثُم صاح قائلًا:- وخُد البت دي معاهم لما نشوفهم حكايتها إيه.


الــلــعــنــة؛ ألن يصل التقرير الذي بحوزتها إلى " زين " اليوم..!! 


------------------ 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-