أخر الاخبار

رواية هل للقدر رأى اخر ؟ بقلم الهام عبد الرحمن الفصل ١٣

 هل للقدر رأى اخر ؟

رواية هل للقدر رأى اخر ؟ بقلم الهام عبد الرحمن الفصل ١٣


رواية هل للقدر رأى اخر ؟ بقلم الهام عبد الرحمن

 الفصل ١٣

نظر إليها بصدمة شديدة، وجدها شاحبة كالموتى وأسفلها بركة من الدماء، أتجه إليها وحاول إفاقتها ولكن هيهات فكانت غائبه عن الوعي، ذهب سريعًا إلى غرفة الملابس وأحضر لها قميصًا بيتيًا وألبسها إياه ثم حملها بين يديه وهرول بها خارجا، وصل إلى سيارته ووضعها على الكرسي الأمامي وربط لها حزام الأمان ثم ركب على كرسي السائق وأدار السيارة وقادها بأقصى سرعة، وصل سريعًا إلى المستشفى وحملها بين ذراعيه ودخل سريعًا. 

جاسر "بصراخ": " دكتووووور، حد يلحقني بسرعة، مراتي بتمووووووت. " 

حضر أحد الأطباء سريعًا إليه وطلب من بعض الممرضين إحضار النقالة سريعًا، وضعها جاسر عليها وأدخلوها غرفة الطوارىء ،دخل جاسر خلفهم ولكن أوقفه الطبيب. 

الطبيب: " أرجوك خليك بره عشان نعرف نشوف شغلنا . " 

جاسر "برجاء": " طمني يا دكتور، هي هتبقى كويسة صح ؟ " 

الطبيب: " إن شاء الله خير متقلقش، عن إذنك "، دخل الطبيب للكشف على حور وجاسر في الخارج يكاد يموت خوفًا عليها، يأخذ الممر ذهابًا وإيابًا ويشد على شعره. 

جاسر لنفسه: " ازاي عملت فيها كدا؟؟، أنا مش مصدق ازاي قدرت أقتل براءتها بالشكل الفظيع ده، ازاي محستش بنفسي، أنا هتجنن "، بعد حوالي ساعة من الكشف خرج الطبيب وعلى 

وجهه معالم الغضب. 

جاسر: " ها يادكتور طمني، هي عامله أيه دلوقتي ؟ " 

الطبيب "بغضب" : " البنت دي أتعرضت لحالة إغتصاب شديدة وفقدت عذريتها وأنا لازم أبلغ البوليس، هو حضرتك تبقالها أيه ؟ " جاسر "بصدمة": " أنا جوزها. " 

الطبيب "بذهول": " يعني أنت اللي عملت فيها كدا ؟ "، صمت جاسر ولم يرد 

الطبيب "بغضب": " حضرتك دلوقتي أتسببتلها في نزيف شديد وبعد اللي هى عاشته هتحتاج لعلاج نفسي عشان تقدر تتعامل طبيعي مرة تانية، غير أن ممكن يكون الرحم أتضرر هو كمان ، بس مش هنقدر نعرف ده إلا لما الحالة تستقر "، ثم أكمل كلامه " أنا لازم أخلي مسؤوليتي وأبلغ البوليس "، لم يتأثر جاسر بكلام الطبيب وكل ما أراده هو أن يطمئن على حور 

جاسر: " هي فاقت ولا لسه ؟" 

الطبيب: " هي هتفوق كمان شوية بعد المحلول ما يخلص . "دخل جاسر إلى حجرة حور وهو يشعر بالندم الشديد، وجدها نائمه ويدها موصولة بالمحلول ووجهها شاحب كالموتى 

فظل ينظر لها وقلبه يشعر بالألم لما فعله بها، وجلس بجوارها وأمسك يدها .

جاسر بألم : " أنا أسف، أنا مش عارف أنا عملت كدا ازاي، صدقيني أنا مكنتش في وعيي، مكنتش شايف قدامي غير ضحى وخيانتها ليا لما عرفت أني ظلمت أمجد، مبقتش قادر أبص في وش حد، حسيت قد أيه أنا إنسان ظالم ومفكرتش غير في نفسي وبس ولما جيتلك عند الجامعة لقيتك بتكلمي نفس الشاب اللي كنتي واقفه معاه قبل كدا، صدقيني مشوفتش فيكي غير ضحى، كل الألم اللي عيشته وقتها أتعاد تاني لما رجعت البيت وكنتي قاعدة قدامي، اتخيلتك هي، كنت عايز أنتقم منها هي على السنين اللي ضيعتها من عمري وأنا بعيد عن أخويا ورفيق عمري، صدقيني أنا مكنتش ناوي على أذيتك، أنا كنت بس عايز أعرف الحقيقة رغم أنها أتقالتي من زمان، لكن قلبي كان معمي مقدرتش أصدقها، أرجوكي سامحيني أنا ظلمتك، كنت مفكرك زيها ومصدقتكيش لما قولتيلي أن قصص حبك كانت مع أبطال الروايات لكن دلوقتي صدقتك بعد ما قتلت براءتك بإيدي، وبدأت دموعه تتساقط على وجنته. "رن هاتفه، فنظر إليه و وجده يوسف " . 

يوسف: " أيه يبني أنت فين؟، مشوفتكش طول اليوم من ساعة أمجد ما كان هنا، حتى حور كمان مش موجودة  " 

جاسر "بحزن": " حور بتضيع مني يا يوسف. " 

يوسف "بصراخ": " أنت عملت فيها أيه يا جاسر، قولي، أوعى تكون أذيتها ؟ " 

جاسر "ببكاء": "أنا دمرتها، حور هتكرهني، عمرها ما هتسامحني أبدًا. " 

يوسف" بغضب شديد": " أنت عملت أيه؟، أنتم فين أنطق ، أتكلم " 

جاسر: " إحنا في المستشفى، وده العنوان "

أغلق يوسف الهاتف وذهب مسرعًا إلى المستشفى ، حينما وصل يوسف إلى المستشفى وجد جاسر يجلس بجوار حور في حالة يرثى لها، عيناه حمراء من كثرة البكاء ،شعره مشعث ،يرتدي ملابس بيتيه، يجلس بجوارها كأن هموم الدنيا فوق رأسه. 

أمسكه يوسف من ملابسه وبعصبية مكتومة : " أحكيلي اللي حصل، عملت فيها أيه ؟، أيه اللي وصلها للحالة دي ؟ " 

جاسر "بإنكسار": " أنا دمرتها، قتلت براءتها، أنا أغتصبتها يا يوسف"، تركه يوسف وهو مصدوم من هول هذا الخبر. 

يوسف "بصدمة": " أنت !، أنت تعمل كدا !، مش ممكن، أكيد بتكدب عليا "، ثم أمسكه مرة أخرى وقال: 

يوسف بصراخ: " قولي أن أنت بتكدب ومعملتش كدا، ليه يا جاسر أنا حذرتك كتير، قولتلك دي مش ضحى، ضيعت إنسانه كانت بتحبك بجد، مصدقتنيش لما قولتلك أن أنت كمان بتحبها،

دلوقتي ندمان ! "، ثم تركه وأعطاه ظهره ثم أكمل: 

يوسف: " أنت ندمت في وقت مينفعش فيه الندم، يا خسارة يا جاسر. "

جاسر "ببكاء": " مكنتش في وعيي يا يوسف، متسبنيش أرجوك، أوعى تتخلى عني، أنا مش هقدر أستحمل نظرتها ليا لما تفوق، خليك جنبي أنا محتاجلك أوي يا صاحبي.

ألتفت إليه يوسف وضمه بشدة : " مقدرش أتخلى عنك، أنا معاك وفي ضهرك "، وأخذ يربت على ظهره ويقول: " إن شاء الله هتبقى كويسه "بدأت حور في إستعادة وعيها 

حور "بتعب" : " أه .....أه "ذهب جاسر مسرعًا في إتجاهها 

جاسر "بقلق": " حور، أنتي كويسة، ردي عليا، حاسه بأيه ؟ "، حينما رأته حور نظرت له برعب وأصابتها حالة من الهيستيريا وظلت تصرخ : " أبعد عني، سيبني، أنا معملتش حاجة، 

متأذنيش، والله أنا مبحبش حد ومليش علاقة بحد، أبعد عني حرام عليك "، وظلت تبكي وتصرخ وتدفعه بيدها، تألم جاسر بشدة لرؤيتها بهذا الوضع والذي هو سببًا فيه وحاول 

تهدأتها ولكن دون جدوى ، أسرع يوسف في طلب الطبيب ليقوم بتهدأتها ،أتى الطبيب مسرعًا وأعطاها مهدأ لتنام سريعًا وتنفصل بعيدًا عن الواقع. 

الطبيب لجاسر: " جاسر بيه، حضرتك لازم تسيبها ترتاح وتهدى لأن طول ما أنت قدامها كدا عمرها ما هتهدى وحالتها ممكن تسوء. " 

جاسر "بعصبية": " أنا مش همشي من هنا غير لما أطمن عليها. "ذهب يوسف بإتجاهه وحاول تهدأته. 

يوسف: " جاسر، وجودك هنا مش هيفيدها بحاجة، أرجوك تعالى نمشي دلوقتي لأنها كل لما تشوفك هتنهار وكدا أنت هتأذيها، لو بتحبها بصحيح يلا بينا نمشي دلوقتي . " 

خرج جاسر ويوسف من حجرة حور إلى الاستراحة الموجودة بالمستشفى وجلسوا بها. 

يوسف: " جاسر، قعدتنا هنا ملهاش لازمة، الدكتور قال أنها مش هتفوق إلا الصبح، يلا بينا عشان ترتاح شوية وتغير هدومك ونبقى نيجي الصبح "، ذهب جاسر بإستسلام مع يوسف في 

سيارته ووصلوا إلى القصر ،وعندما دخلوا، جلس جاسر في القصر وجلس جواره يوسف. 

جاسر "بحزن": " يا ترى يا حور هتسامحيني ؟، يا ترى هرجع أشوف نظرة الحب اللي كانت في عنيكي ؟، ازاي أنا محستش بيها قبل كدا، ليه كل حاجه ظهرت ليا متأخر، انا ضيعت أجمل حاجه حصلتلي. " 

يوسف: " أهدى يا جاسر، مينفعش أنت بالذات تنهار وتستسلم كدا، هي محتاجالك، محتاجه وجودك جنبها محتجاك تقويها وترجعلها ثقتها فيك مرة تانية، لازم تقوي نفسك عشان أنت داخل على حرب جامدة، حرب يا كسبت فيها وقدرت ترجع حب حور ليك يا خسرت يا صاحبي وهتبقى خسارتك كبيرة أوي. " 

جاسر "بإنكسار" : " ازاي بس يا يوسف، اللي عملته فيها صعب تنساه أو تسامحني عليه، أنا حاسس أني خسرتها خلاص. " 

ثم تركه وذهب إلى جناحه وما أن وصل إلى هناك ورأى شكل الجناح ومظاهر إعتدائه على حور والفراش المليئ بالدم، أصبح كالثور الهائج وأخذ يكسر كل ما يقابله حتى أتى يوسف مسرعًا إليه وأمسكه من ذراعيه محاولًا تهدأته. 

جاسر "بصراخ": " أنا مجرم، مستحقش أعيش، أنا ضيعت يا يوسف وضيعتها معايا " .

يوسف: " أهدى يا جاسر متعملش في نفسك كدا، أنت طول عمرك قوي، خليك قوي زي ما أنت عشان خاطر حور، حور يا جاسر اللي رجعت النور لقلبك من تاني، قلبك اللي عاش في ضلمة لسنين طويلة. " 

جلس جاسر على الأرض وظل صامتًا وفي نفسه " أشتهى النوم لألف سنه !، لست متعب ولكن في قلبي هموم قتلت رغبتي في الحياة. " 

ساعد يوسف جاسر في الذهاب إلى الحمام لأخذ شاور وقام بتنظيف الحجرة حتى لا يرى أثار ما فعله بحور، ثم خرج جاسر    و أستلقى على السرير و غص في النوم سريعًا 

كان يريد أن يشعر أن كل ما مر به مجرد كابوس وسيصحو منه قريبًا. 

في جناح يوسف: 

جلس يوسف على الفراش وكان يتحدث إلى إلهام. 

إلهام : " مالك يا يوسف صوتك مش طبيعي، فيه حاجة مزعلاك؟ " 

صمت يوسف قليلًا، لا يعرف بماذا يجيبها، فهو يعلم مدى إرتباطها بحور، وكيف من الممكن أن تنهار لو علمت بما حدث. 

إلهام "بقلق" : " لا واضح أن الموضوع كبير، في أيه يا يوسف، حور جرالها حاجه ؟، قولي، أنا اصلا قلبي مش مطمن وقلقانة عليها لأنها مكلمتنيش النهارده وكل ما أتصل عليها مبتردش. " 

تردد يوسف قليلًا ثم قال : " الحقيقة حور في المستشفى. " 

هبت إلهام "فزعة": " مستشفى!، ليه ايه اللي حصل؟ "، قص يوسف ما حدث لإلهام 

إلهام "بصراخ": " الحيوان، أنا هقتله، ازاي يعمل فيها كدا، دا مجرم متوحش، أنا هوديه في داهيه. " 

يوسف: " أهدي يا إلهام الموضوع ده ميتحلش كدا، أولًا جاسر مكنش في وعيه، وبعدين هو بيحبها بس يا خساره معرفش ولا أتأكد من حبه إلا متأخر أوي. " 

إلهام "بعدم تصديق": " بيحبها!، بيحبها ويعمل فيها كدا؟، أومال لو بيكرهها كان عمل فيها أيه ؟ " 

يوسف: " إلهام أرجوكي، أنتي مش متخيله حالة جاسر عامله ازاي دلوقتي، الندم هيقتله، إحنا لازم نقف جنبهم ونساعدهم عشان يقدروا يعيشوا حياتهم مرة تانية. " 

إلهام "ببكاء": " وحور عاملة أيه دلوقتي ؟ " 

يوسف: " الدكتور أداها مهدأ ونايمة، مش هتصحى غير بكرة الصبح .

إلهام: " أنا من الصبح بدري هروحلها. " 

يوسف: " إلهام، ياريت محدش يعرف باللي حصل لأن الخبر لو وصل لباباها ممكن حالته تدهور ويروح فيها، بصى، أكيد طبعا باباكي ومامتك هياخدوا بالهم من عدم وجود حور جنب باباها، فأنا هخلي جاسر يكلم باباكي ويفهمه أن حور أعصابها تعبانه من اللي حصل لباباها وأنه هياخدها على العزبة عشان ترتاح هناك شويه وأنه مطمن بوجود باباكي جنبه، وبكدا محدش هياخد باله من حاجة لحد ما حالة حور تستقر شويه. " 

إلهام "ببكاء": " حور ضاعت يا يوسف، كانت إنسانه رقيقه، كان كل أمالها أنها تعيش قصة حب زي الروايات بس يا خسارة وقعت في إيد وحش مش بني أدم، أنا عمري ما هسامحه على اللي عمله فيها. " 

في صباح اليوم التالي: 

أستيقظ يوسف من النوم و أرتدى ملابسه و أستعد للذهاب إلى المستشفى، أتجه إلى جناح جاسر وطرق الباب ولكن لم يجب أحد، فدخل ولكنه وجد الجناح خاليًا فأمسك هاتفه وأتصل على جاسر. 

يوسف: " أنت فين يا جاسر؟ " 

جاسر: " أنا مع حور. " 

يوسف: " أنت أتجننت، أنت كدا ممكن تجيبلها إنهيار عصبي، الدكتور مأكد أنها مش لازم تشوفك دلوقتي. " 

جاسر "بحزن": " متقلقش أنا بطمن عليها من بعيد. " 

يوسف: " طيب أنا هعدي على إلهام وهجيلك علطول مش هتأخر. " 

ثم أغلق الهاتف وذهب لإحضار إلهام ليذهبوا سويًا إلى المستشفى وحينما وصلت إلهام ورأت حالة حور ظلت تبكي بشدة. 

يوسف: " أيه يا إلهام، لما أنتي هتعملي كدا أومال حور هتعمل أيه، خليكي قوية عشان تقدري تقفي جنبها ونقدر نخرجها من المحنه اللي هي فيها دي. " 

إلهام: " حاضر يا يوسف "، ثم أتجهت ناحية حور وجلست بجوارها وجلس يوسف وجاسر في الاستراحة خارجا. 

وبعد قليل، أستعادت حور وعيها فأقتربت منها إلهام . 

إلهام : " حور حبيبتي، أنتي كويسه ؟ "

حور "ببكاء": " إلهاااام، جاسر دمرني وقتلني خلاص. " 

إلهام بحزن على حالة صديقتها: " أهدي يا حبيبتي أهدي، أنتي كويسه مفيش حاجة "، وظلت تربت عليها وتأخذها بين أحضانها وتحاول تهدأتها. 

دخل يوسف إلى حجرة حور ولم يدخل جاسر معه .

يوسف: " ازيك يا حور، حمدالله على السلامة، عامله أيه دلوقتى؟ " 


لم تجب حور ولكن ظلت تبكي بين أحضان إلهام وكان جاسر يشاهدها من خلف الزجاج وقلبه يتمزق ألمًا عليها، كان يود لو يدخل لها ويأخذها بين أحضانه ويطمأنها، ولكن لا، ليس الأن ليصبر قليلًأ، نعم سوف يحارب لكسب حبها من جديد. 

يا ترى هل سينجح جاسر في إستعادة حب حور أم للقدر رأي آخر؟ .

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-