أخر الاخبار

رواية شط بحر الهوى بقلم سوما العربى الثامن والعشرون

شط بحر الهوى 


رواية شط بحر الهوى بقلم سوما العربى
 الثامن والعشرون 


جلس يدقق النظر بصدمه لما يعرض أمامه من ملفات ، يستمع بذهول لكل ما يلقى على مسامعه من حديث مديرة أعماله و مديرى الاقسام .


لقد أستغل ماجد إنشغاله مع غنوة و استحوذ تقريباً على كل الصفقات ، ليت الأمر ينتهى على الاستحواذ برقى، بل لم يصنع ذلك إلا بعدما خفض أسعاره لأخرى تنافسيه اقل من الأسعار التى تقدمت بها شركات الصواف.


لا يصدق حقا ، فقد بدى ماجد أمامه كأنه حوت كبير يرغب فى إلتهام الكل بشراهه حتى صديق عمره، استغل إنشغاله و قرر اللعب بقذراه.


انتبه على صوت مديرة اعماله تردد بمهنيه و إستياء شديد: للأسف مستر هارون ، مستر ماجد كمان لعب من تحت التربيزه و عدى صفقه مهمه جدا علينا دى الى فعلاً كان فيها الخساره الأكبر.


صمتت تزم شفتيها باستياء ثم رددت بأستنكار: الغريب بقا ان الصفقة دى المفروض أن مختار بيه الله يرحمه كان مشاركنا فيها زى معظم شغلنا ، لكن فى حد من عنده بلغنا فى اخر لحظه إن الباشا قرر سحب نسبته ولأن هو مافيش اى ورقه بإسمه فى الصفقه دى فماكنش فى شرط جزائي عليه كلها عقود بالباطن لضمان الحقوق مش أكتر ، الفكره ان مستر ماجد رسى العطا على حد تالت لا إنت و لا هو.


هز رأسه و هو يشعر بالتيه ، كم كبير  من الأحداث و الارقام المتداخله ، مصدوم فى صديق عمره ، فهز رأسه بتيه مرددا باستنكار: و لو مش هياخدها له ،هيعمل كل ده ليه؟!


زمت مديرة أعماله شفتيها تهز يديها و هى تفتحم كعلامة على نتيجة واحدة محسومه له ان يستنتجها وحده لكنها امتنعت عن قولها ، ليأتى الرد من أحد مدراء الاقسام حين قال برزانه: للأسف يا فندم كل دى تصرفات حد عايز يهد الى قدامه ، و بيوقعه.


اخذ هارون يرفرف بأهدابه لا يستطيع الاستيعاب حقاً .. هل خدع فى ماجد؟ أيعقل؟!و طوال كل هذه السنوات؟! ...لا مستحيل .


ظل على وضعه لأكثر من دقيقه هو حقا فى حاجه للوقت كى يستوعب صدمة عمره الكبيرة تلك.


انتبه على انه مازال يجلس والكل مجتمع حوله ، من الضروري ألا يراه أحد بحالته هذه.


لذا تنهد بتعب و تفكير مرهق و بإشاره من يده انهى الإجتماع فانصرف الجميع.


ليجلس على كرسيه و يعود به للخلف قليلا يفكر ، كل شيء بداخله يرفض مستنكراً كل ما قيل حتى لو أثبت كله بالأوراق و المستندات.


تناول هاتفه و تفكيره يرشده لاول شخص يود الحديث معه.. ومن غيرها .. إنها آخر من تبقى له.


دق مره وانتهى الاتصال ولم تجيب... اخرج من صدره تنهيده متعبه و هو يكرر اتصلاته و يردد: ردى بقا يا غنوة.


لكنها لم تجيب.. وضع الهاتف على طوالة الاجتماعات الزجاجيه أمامه يفرد ظهره قليلا.


انتفض مع إرتفاع رنين هاتفه يفتح الهاتف سريعاً دون حتى النظر له كأنه ظمئان و سيرتوى يردد بلهفه واضحه: الو غنوة.....


صمت و هو يجد الرد من صوت آخر غير مألوف .. أبعد الهاتف عن أذنه ينظر فيه ليجد انه من شدة لهفته و لوعته سارع بفتح المكالمه دون الاهتمام بالتدقيق على إسم المتصل ليبصر على شاشة الهاتف رقم غير مسجل لديه و صوت أنثوى يردد بضيق شديد: لأ انا ندى يا هارون .


زم شفتيه بضيق و سأم ثم ردد: خير يا ندى؟


اغتاظت أكثر من طريقته فى الحديث والتى تناقضت كلياً عن الطريقه التى فتح المكالمه بها فصكت أسنانها بغل معا و سألت: مين غنوة إلى انت بتتكلم معاها بالطريقة دى لدرجة إنك مابقتش شايف قدامك مين بيتصل بيك على تليفونك ؟!


اهتز فكه العلوى من شدة الضيق مع الإستفزاز يكفيه ماهو به حقا لا ينقصه ندى هى الأخرى و لا حديثها المهين عن غنوته و أنها جعلته لا يرى أمامه.


فردد مره أخرى بضيق : قولت خير يا ندى عايزه إيه ؟


حاولت التغاضي عن كل ذلك مؤقتاً و سحبت نفس عالى ثم رددت: انا عندك تحت الشركة و مستنياك.


هز رأسه بأستنكار وردد متسائلاً بضيق و سأم: عندى ليه و مستنيانى ليه أصلاً.


رددت بجديه : موضوع مهم.

هارون: ايوه إحنا من إمتى فى مواضيع بنا مش فاهم؟! لأ و كمان مهمه!


احذت نفس عميق وتحدثت بثقه تردد: خلاص بلاش تنزل ، اطلع لك أنا.


رد عليها بسأم و ضيق لا طاقة له بالفعل : ندى أنا مش فاضى للهبل ده .


ثم وبلا اى مقدمات اغلق المكالمه ، فأخذت تتطلع إلى الهاتف بصدمه تستوعب فقط أنه قد أغلقه فى وجهها.


زمت شفتيها بغل ثم فتحت باب السيارة و ترجلت منها متجهه للداخل هدفها مكتبه تحديدا.


أغلق الإتصال مع تلك اللزجه و هو يزفر بضيق شديد ، يلتقط هاتفه بغضب يعيد الاتصال بغنوته .


حالته يرثى لها ، يريد التحدث معها ، مامن احد يريد الفضفه له غيرها.


يبدو من غيرها كالمدمن الباحث عن جرعته ، يقبض على هاتفه بيده يعاود الاتصال بها مراراً.


ومع نفس النتيجة ، و عدم إجابتها القى الهاتف امامه بغضب شديد وهو يسب و يلعن.


قاطعه صوت السكرتيرة تخبره إن السيدة ندى تريد مقابلته.


اطبق جفناه يسب بأقبح الكلمات ،يعلم تلك العلقه لن تتركه إلا بعدما تفعل ما تريد و تقابله.


فتح عينه و نظر للسكرتيره يشير لها بضيق أن تدخلها كى يخلص نفسه من إلحاحها المستفز.


دلفت للداخل تتهادى فى خطواتها تحاول الثبات على هيئتها ووضعها الاجتماعي ترى أنها جميلة الجميلات اوو... اصبحت هكذا.


تقدمت تحت نظرات هارون وهو يقلب عيناه بملل حتى جلست امامه فردد سريعاً بتأفف واضح: خيير.


زمت شفتيها بدلال لا يليق بها و قالت: إيه يا هارون ، للدرجة دى ، معقول دى مقابله تقابلنى بيها بعد كل الى كان بينا.


رفع شقته العليا بنزق ينظر لها ولتلك الثقه المستفزه التى تتحدث بها وسأل: كان بينا؟ هو ايه اللي كان بينا يا ندى ماعلش ؟! أنا كل الى يربطنى بيكى انك كنتى مرات صاحبى.


ردت سريعاً بلا تفكير تقول: لا يا هارون ،كان بينا كتير ، أنا حتى ياما لمحت لك ، وانت... انت كنت دايما بتعاملنى معامله Spishal.


فاض به الكيل حقا من دلال تلك التى لا يحق لها الدلال مطلقا لا بل و تتعامل على يقين بأنها جميله أيضاً.


فتحدث و قد طفح كيله يقول: طب لو جايه تقولى كده فأنا صاحب الشأن و بقولك إنه لأ ، و لو سمحتى تتفضلى دلوقتي لأنى فعلاً مش فاضى.


تحدثت بغضب ردا على ما قال: أمال فاضى لمين بقا هااا.. للست غنوة بتاعتك؟


احتدت عيناه وردد بغضب ينذرها: ندى ، اتكلمى على أدك و بلاش تجيبى سيرتها خالص انتى فاهمه.


اتسعت عيناها وهى تراه يحتد عليها لاجل تلك النكره فصرخت بغضب و قد توقف عقلها: لأ مش فاهمه ، ومش هقف و اسيبك تضيع من ايدى تانى ومش هسمح للبتاعه دى تاخدك منى تانى.


انتفض من مقعده بغضب يصرخ أعلى منها بها وردد: لأخر مره بحذرك اوعى تجيبى سيرة غنوة على لسانك ، أنا ساكت بس عشان عامل حساب لابوكى و عيلتك لكن غير كده لأ ، وشويه كمان لو جبتى سيرتها تانى مش هعمل حساب لابوكى و لا الى جاب ابوكى.


أمام صوته العالى رضخت قليلا ولجأت لحيلة حواء التى لا جدال عليها ، فبدأت فى نوبة بكاء مريره.


جعلته يزفر بغضب و يرور حول مقعده  ثم توقف فجأه و هو يسمعها تردد من بين شهقاتها: انا بحبك يا هارون، اوى، ادينى أى فرصه لو سمحت.


التف ينظر لها مرددا: انتى اتجننتى ؟! انتى بتقولى ايه؟! انتى كنتى مرات ماجد صاحبى.. ازاى تبقى بتفكرى كده فى صاحبه؟!


رفعت عيناها تنظر له ثم رددت بثبات كأنها لا تلقى بقنبله نوويه مثلا حين قالت: هو الى رضى على نفسه بكده.


اتسعت عيناه حد الإستداره ، مبهوت مما يسمع و سأل: إيه؟ازاى؟! هو كان شاكك فى حاجه؟!


توقفت عن البكاء تمسح دموعها ثم رددت بسخرية: هههه شاكك؟! لأ طبعا... هو تقريبا كان متأكد .


نظر لها بوجه شاحب و أعين متسعه فقالت: كتير كنت بغلط فى اسمه و اقول أسمك انت وهو حتى ماكنش لا بيتفاجئ ولا بيعترض ، ساعات تانيه كان بيجيبلى سيرتك بحاجات و يبصلى كأنه مستنى رد فعل معين و عايز يشوفه ولما كان بيحصل و يتأكد إن فعلاً في حاجه مش مظبوطه كنت بتوقع أنه يعمل مشكله ويكسر الدنيا بس هو كان بيتعامل ببرود كأنه مش هامه...بس كل حاجه بتأكد إنه عارف.


رمش بأهدابه مصدوم ، يتقدم بخطى متعثرة حتى وصل لكرسى مكتبه و سحبه بتخبط كى يجلس عليه.


جلس بحاله سيئة جدا بجبينه على كفيه لا يعلم ماذا يحدث حقا.


رفع عيناه بتشوش و نظر لندى قائلا بعدما إبتلع رمقه : إحمم... طيب.. روحى دلوقتي انتى يا ندى وأنا هبقى أكلمك.


أراد إنهاء تلك الجلسه و الاختلاء بنفسه فما عرفه فى بضع ساعات لاهو أثقل من حمل سنوات لذا أراد صرفها بأى شكل.


لكنها قالت بإلحاح أكبر: بس يا هارون انت واحشنى وأنا عايزه اقع...

قاطعها بتعب يردد: بعدين بعدين يا ندى.. اخلص بس من المشاكل الى عندى دى.


رددت سريعاً بلهفه تقول: خير ياحبيبى مالك بس.. عرفنى لو فى مشاكل في الشغل أكلم بابى انت عارف انه وزير الصناعة والتجارة.


نظر لها بجانب عينه ثم ردد بتعب يحاول تمالك نفسه : لأ هارون الصواف مش محتاج مساعده من حد ، اتفضلى انتى دلوقتي.


وقفت على مضض تقول: اوكى.. بس هكلمك .


اماء لها على مضض يتابعها حتى خرجت من عنده و صوتها بما قالته يتردد فى أذنها ، لا يصدق حقا كل ما سمع ، هل كانت متزوجة من صديقه و تحبه هو ، بل الطامة الكبرى أن صديقه كان على علم بذلك.


فاض به الكيل واختنقت أنفاسه يمد يده يلتقط هاتفه يتصل بها مرددا بإحتياج مريع: ردى بقا يا غنوى ، ردى بقا.


ارتجفت أنفاسه و اهتز ثباته وهو يستمع لصوتها تقول: ألو.. 


رد سريعاً بلهفه : ألو ،غنوة انتى فين ، بكلمك كتير مش بتردى ليه ؟


جاوبت سريعاً: ماعلش ياحبيبى التليفون كان بعيد عن ايدى.


لانت و هدأت ملامحه عند سماعه كلمة "حبيبى"منها يأخذ نفس عميق ساخن ثم ردد: أنا محتاجك اوى يا غنوة.


ردت عليه بصوت متحشرج من تداخل المشاعر : أنا موجوده عشانك دايما يا حبيبي.


على أثر كلماتها تلك اسبل جفناه يتأووه بصوت مسموع و قد أثلجت قلبه و اذابت جبل همومه ، كلمات بسيطة منها اراحته و جعلته يتكئ خلفه يرتاح على مقعده ثم ردد: ياريتك معايا دلوقتي يا غنوة ، عايز اترمى فى حضنك أوى.


تنهد بعمق ثم قال: بس مش هينفع اجيلك إلا لما أشوف البلاوى الى حصلت فى غيابى دى ، أنا الفتره الى فاتت انشغلت معاكى ، اتفاجئت إن فى بلاوى حصلت.


ظهر القلق على صوتها وسألت: إيه الى حصل..طمنى.


سحب نفس عميق ثم أخذ يسرد على مسامعها كل ما حدث .


___________سوما العربى________


ارتجفت بين يداه و هى تشعر به يسحبها للداخل و هو يقبلها بغزاره و يده تسرح على جسدها بطريقه أكثر حرارة  تشعر بأنفاسه الساخنه تضرب جلد بشرتها .


حاولت الخروج من بين ذراعيه وهو يطبقهما عليها بعدما صرف طاقم العمل باشاره من يده.


لكنه كان يزيد من الضغط عليها كأن عقله قد ذهب فى أجازة مؤقته ،  يهمس لها من بين قبلاته : بحبك يا فيروز .. انا بحبك.


بدأت تشعر بالخطر الذى ضرب عقلها كى يفيق جسدها الذى خانها و تخدر على أثر لمساته فحاولت انتزاع جسدها من بين إطباق أضلعه عليها تقول: بس يا ماجد فوق.


زاد من ضمه لها تشعر بإرتفاع حرارة جسده يتحدث لها بأعين تشع جنون و توهج : مش قادر يا فيروز.. مش قادر.. أنا عايزك.


دب الرعب فى أوصالها من الطريقه المزريه التى تحدث بها فحاولت إفاقته أكثر تصرخ به: بس يا ماجد .. فوق بقولك.


هز رأسه يرفض و كأنه بلا حيله ، كمن فقد السيطرة على نفسه يردد: مش عارف يا فيروزتى.. سبينى اقرب لك أنا مش عارف امنع نفسى عنك.


ارتعبت وهى ترى الظلام فى عيناه يميل عليها يقبل كل ما تطاله شفتيه فصرخت به : ماجد ، بلاش تعمل كده ماتخوفنيش منك.


كانت كلمتها بمثابة الصاعقه ، دبت فى جسده لينتفض على إثرها كأنه إستفاق أخيراً.


نظر لها بخوف يردد بسرعه: أنا آسف.. أسف ياحبيبتي.


اقترب منها وهى تبتعد عنه بحذر نسبى آلمه كثيرا و تحدث هو يقلب النظر فيها: حبيبتى حقك عليا.. ماتخافيش منى.


قربها لعنده يحتضنها قسراً ، ضمها له يسحب نفس عميق ثم ردد بيقين تام: إحنا لازم نتجوز بسرعه... كده مش نافع.


خرجت من بين أحضانه تنظر له بتخبط فقال: ماتبصليش كده ، هتحبينى و أنا عارف هخليكى تحبينى ازاى.


هزت رأسها باستنكار متخبط ثم أجلت التفكير و الحديث فى كل شىء تردد: أنا حاسه بلغبطه كبيره يا ماجد بلاش ناخد أى قرار دلوقتي.


أبتسم لها بحزن ثم نظر حوله و قال: طب عجبتك هديتك؟


تجنبت النظر للمكان ثم قالت: أنا أسفه يا ماجد بس انا مش هقدر اقبل الهديه دى .


تخشب جسده وجف حلقه يردد: ليه يا فيروز ؟انتى مش عارفه أنا عملت ايه عشان اقدر أشتريه ، ده معناه إنك رافضه تحبينى.


نظرت له تردد: مش حكاية رافضه حبك بس... قاطعها يصحح لها بثبات: لأ انا ماقولتش رافضه حبى ليكى بقولك ليه رافضه تحبينى..

 لأن حبى ليكى مافيهوش قبول او رفض أنا بحبك غصب عنك ، وعنى..


سحبها ليخرج بها من المكان بحسم دون التطرق للحديث بهذا الشأن مجددا .


بللت شفتيها وقالت: طب أنا عايزة اروح لغنوة.. بقالى كتير ماروحتش.


التف و نظر لها يغلغل أصابعه بين اصابع كفها و يبتسم مرددا: أنا كمان رايح هناك .. تعالى معايا يا روحى.


تقدمت معه وهى تقول قبلما يفتح لها باب سيارته: ماجد بلاش دلوقتي تقولى يا روحى و الكلام ده سبنى لحد ما استقر حتى .


جذبها له و قبل جبهتها قائلا: لأ ياروحى أصل أنا قذر و بستغل الظروف بقذاره لصالحى .


اتسعت عيناها بصدمه مما تسمعه يقوله فهز رأسه إيجاباً يكمل: أنا هستغل كل الظروف  و همشى فى كل الطرق المشروعة و الغير مشروعة عشان اوصلك يا عمرى انتى.


انهى جملته و يعود لضمها يغمرها فى أحضانه ..و هى تغمض عيناها بإستمتاع يتسرب لها رويدا رويدا.


____________سوما العربي___________


انتهى هارون من سرد كل شيء على مسامع غنوة وهى صامته تماما فاستغرب كثيرا وظن أن المكالمه قد انقطعت وهو لم يشعر فردد يناديها على سبيل التجربه: غنوة... غنوة انتى معايا.


ردت عليه بهدوء تقول: ايوه معاك.


زم شفتيه ياستغراب يردد: أصلك ساكته خالص شكيت أن الخط فصل.


أجابت عليه بهدوء شديد و ثبات : لأ يا حبيبي بس بسمعك و بركز فى الى بتقولو و بربط الخيوط ببعض.


جعد ما بين حاجبيه وهو من شدة أرهاقه الايام المنصرمه معها قد تمكن منه الإرهاق يسأل بجهل و توجس: خيوط ايه الى بتربطيها ببعض يا روحى؟!


تنهدت بعمق ثم قالت: انت مش ملاحظ حاجه يا هارون؟


رد عليها مستنكراً: حاجة ايه؟!


تحدثت غنوة بصوت ثابت قوى: كل مره كان بيحصلك فيها محاولة قتل كان ماجد بيبقى معاك ، ومافيش ولا مره كان بيحصله حاجه ، مين بيكون عارف كل خطواتك بالملى كده غيره.


أتسعت أعين ماجد بصدمة عمره يتذكر أنه فى كل مره فعلياً يكن ماجد معه... يعود بذاكرته للخلف قليلا بيوم عودته للقاهره من المطار كان هو الوحيد الذي يعلم موعد قدومه يقود به السياره ، يوم خطبته حضر هو الآخر مع عمه ومن السهل عليه جدا دس السم فى علبة العصير و قام بتلفيق التهمه لعمه فهو الوحيد أيضاً الذى يعلم بمدى الخصومه بينهما ، ويوم أطلق عليه الرصاص حين طلب مقابلة غنوة ولم يكن يعلم أين هو ، أتصل به و أصر إصرار مريب كى يعرف مكانه و يقابله وبعدها مباشرة تم إطلاق النيران عليه، كذلك حين أطلق عليه الرصاص فى حفلة كانت من قلب منزله.


كان يسرد كل تلك المواقف القريبه و هو يعدها بصوت مسموع على أذنى غنوة التى تستمع له بصمت تام.


ليصمت قليلا بقلب مكلوم ثم تحدث بحلق جاف متسائلاً: ايوه بس أزاى هيغامر بنفسه و هو كل مره بيبقى معايا.


ردت عليه غنوة بسرعه وثبات: عشان يبقى أخر حد تشك فيه ، وكل تصرفاته الأخيره بتقول إنه عايز يغرقك ، أنت بنفسك قولت ان طليقته جت و قالت لك كلام لوحده مصيبه مافيش اى راجل يستحمله على نفسه سواء بقا كان بيحب مراته أو لأ .


اهتز فك هارون العلوى وبدأ يتشتنج وهو يستمع لصوتها ، كانت كنفسه ،كمستشاره الخاص ، كأن والده ذو العقل الرشيد و الرأى السديد قد خرج من قبره و هو من يهاتفه الآن يفكر معه .


وقف عن مقعده و قد وصل للنتيحه الصحيحه بعد صولات و جولات لاكتشاف هوية ذلك المتربص له يريد قتله .


خصوصاً بعدما أضافت غنوة: للأسف يا هارون الى وصلنا له صح ، لانه بعد الى عمله فى الصفقات الى كان المفروض ترسى عليك بان طمعه و حب طليقته ليك هو كده المستفيد الوحيد خصوصاً بعد ما عمك و مختار طلعوا براءه منها.


رد عليها بكلمه واحده و الغضب يفتك به: اقفلى دلوقتي يا غنوه.


حاولت التحدث معه بهدوء وهى تناديه لكنه قد سبق و أغلق الهاتف يفتح مكتبه و يخرج منه سلاحه.. و يلتقط هاتفه يتصل بماجد....


_________سوما العربى________


وصلا المشفى يمشى لجواها ينظر لها بأعين لامعه من العشق لكن تبدلت ملامحه و تشنج فكه وهو يستمع لصوت مميز ينادى على حبيبته خاصته من خلفه مرددا: أنسه فيروز.. آنسه فيروز.


التف و هو يغض شفته السفلى بغيظ و غل، لتشغل غيرته و هو يرى ذلك المستفز من فرط الوسامه يقف بوجه وهيئه كأنه قد انتهى من استحمامه للتو ، يزيد الأمر سوءاً بأناقته الغير عاديه إطلاقاً .


و تلك الغبيه لا تفهم و لا تراعى ذلك البركان الثائر بجوارها و هى تنظر له وتردد مستغربه: دكتور أنس.


زم شفتيه بغيره... يا ما شاءالله.. انها لازلت تحفظ إسمه بعد وعن ظهر قلب 


اقترب منها سريعاً يقول: بتعملى ايه هنا؟

ابتسمت تردد: صاحبتى تعبانه و محجوزه هنا.


ردد الآخر بإعجاب يقفز من عينه دون الحاجة لحديث : لأ ألف سلامة بس انا زعلان منك.. قولتى هتتابعى فى الجلسات و ماحصلش مع انى استنيت أى إتصال منك.


هما وطفح الكيل ، و بدأ ماجد ببوهيميته فى الظهور يقبض على تلابيبه مردد: هو فى ايه يا استاذ انت .. مالك بيها وازاى تتكلم معاها بالطريقة دى .. مالك بيها أصلا.


تدخلت فيروز تردد بحرج محاولة إنهاء الموقف: خلاص يا ماجد الدكتور كتر خيره بيطمن عليا.


لكنه صرخ بها بلا أى ذوق أو مراعاه لأى شئ: لأ مش كتر خيره و انا مش قولت ممنوع تتكلمى مع.... قاطعته بغضب و هى تلتف لأنس مردده بحسم: دكتور أنس عنئذنك دلوقتي و انا إلى هتصل بحضرتك عشان أحدد معاك معاد فى أقرب وقت.


نظر أنس لماجد و أبتسم بتحدى قائلا: و أنا هستنى إتصالك من دلوقتي.


ثم تحرك مغادرا و ماجد يهم كى ينقض عليه من الخلف يوقفه كى يبرحه ضربا.


لكن فيروز لاحظت سريعاً وجذبت يده تردد: ماجد..انت ايه الى بتعمله د....قطع هو حديثها و هو يجذبها لأحد الغرف يدخلها فيها دون مراعاة لأى شخص قد يتواجد داخلها ثم يردد: انتى شكلك اتجننتى .. ولا اتهبلتى فى مخك انتى أزاى.....


لكن من قاطعه هذه المره كان شخص ثالث يخرج من المرحاض المرفق لغرفته ينظر على هجومه عليها بإستغراب ويردد بلكنته الإنجليزيه: من أنتما؟ وماذا تفعلان هنا.


ضرب ماجد مقدمة جبهته و هو يرى أمامه چوزيڤ دينيرو (بطل رواية الملكة) يقف امامه ينظر له بغضب.


بينما چوزيف ينظر له يتحقق من ملامحه و قد انتابه غضب جم بعدما ذكره ذلك الماثل أمامه بملامح أكثر شخص يكرهه على وجه البسيطة و هو والده.....

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-