(خيبة امل ) ايفلين
رواية ايفلين بقلم اسماء ندا
الفصل الخامس عشر
(من وجهة نظر ايفلين)
فى حياتى كلها لم يغضب من اجلى احد، لم يحاول احد حمايتي، لم يتواجد احد يحميني من الأطفال المتنمرين الذين كانوا يسخرون من ملابسي، رغم تميزى فى الدراسة ولا حتى من جارتى التى كان تتلمسنى بى وتقول اشياء غير محترمة حتى انها فعلت ذلك امام ابى ، وهذا المدير جيرالد الذي كان يتعمد اذلالي وكنت اتحمل كى لا يطردنى من العمل زانا احتاجه لسداد ديونى، لم اشعر ليوم انى مثل الآخرين ويوجد من يحمينى حتى ظهر كورماك ، فى اقل من ثانية كان اسقط دايلون الارض و انقض عليه ضربا مبرحا (كان يستحقا حقا) بينما هانك امسك بى بعيدا حتى لا أذي بأى شكل .
اعتقدت إن كورماك يعرف ديلون من مكان ما، من كثرة الضرب الذي وجهه له، لكن ما ان تحدث كورماك و هدّد ديلون إن يبتعد عني، وقلبي كلد ان يقفز من مكانه ويطير الى السماء، الالم من لطم يد دايلون لى اختفى، شعرت بشعور مختلف تماما ل كورماك، هذا القائد للمجموعة المرعبة أصبح حامي لى ويتعارك من اجل كرامتى، لذلك عندما نهض كورماك وهو مغطى بدماء دايلون الحقير، لم استطع منع نفسي من إعطائه مكافأة بسيطة وهي قبلة ، ولان فارق الطول كبير اضطررت أن أقف على أطراف أصابع قدمى.
مما فاجأني انه بادلنى وتمسك بي ، ثم تسارع عقلى بالقاء الأسئلة – ماذا افعل؟ ولماذا يبادلنى؟ – بعد ان ابتعدت كنت احاول ان اجد بعقل الأعذار لما فعلت، لاحظت نظراته التى كانت توحى لى انه يرانى قطعة لحم لذيذة الطعم.
شعرت برعشة في جسدي عندما صاح فجأة قائلا
" هانك، أحتاج إلى سيارة هنا سريعا"
" علم وينفذ "
لا اعلم كيف او متى جاءت السيارة، كل ما تذكره ان كورماك جذبتى نجلس على الأريكة الخلفية للسيارة و اقترب جدا حتى شعرت بانفاسه على وجهي، و همس
" ماذا فعلت بى؟"
لا استطيع تصديق نفسي ، كيف نسيت من هو، واعتقد انه هو ايضا تناسي، بعد ان مر الكثير من الوقت ربما نصف ساعة او ساعة لا أدري، انتبهنا الى بعض النقرات على نافذة السيارة ذات الزجاج الذي يخفى من بداخل السيارة، ضغط كورماك على زر بجوارة وفتحت النافذة المجاورة له، ظهر رأس هانك الذي مد يده بجهاز يشبه الهاتف لكنه أكبر وقال
" يوجد شي ما ، اعتقد انك ترغب برؤيته"
الأجواء التى كانت من لحظات مثيرة اختفت وتبدلت الى أجواء ثقيلة داخل السيارة ، اثناء فتح كورماك للجهاز اسرع هانك الى اتجاه السائق واخرج من درج السيارة لوح شيكولاته و أعطاه لى، وعندما كنت اميل لأخذه نظرت الى الشاشة فى يد كورماك، شعرت بانقباض فى قلبى.
يوجد بالشاشة رسمتين بالقلم الرصاص ل رجل وامراة ، مثل بريق البرق عادت ذاكرتي وظهرت أمام عينى وجه القتيل ، تذكرته، لقد جاء الى الفندق من قبل ذلك، قال كورماك وهو يكبر الصور
" من هؤلاء ؟ "
أجاب هانك " لا اعلم ، لكنها بداية"
قبت بهدوء " انا اعرف "
نظر لى كورماك وقد قطب حواجبه بتعجب وقال " ماذا؟"
" رأيتهم من قبل فى فندق شروق الشمس "
" اشرحي لى ، ماذا تعنى أنك تعرفيهم ؟"
بينما كان يتحدث سقط من يده فوق قدم كورماك ثم قفز فى الهواء لتلتقطه ايفلين وقالت بشعور به ضيق وهى تهتز فوق المقعد
"اشرحى لى كده بتقولى ايه"
الجهاز اللوحي وقع على الترابيزة وعمل صوت خبطة، وبعدين نط نطة صغيرة، وإيفلين مسكته بإيديها وحطته قدامها، وقالت وهي متضايقة شوية وبتهز نفسها على الكرسي
" مش عارفه كلامى ده هيفيدك ولا لا، لكن انا لا اعلم الأسماء الخاصة بهم ، لقد رأيت المراة كثير مع رجال عدة ، هذا عملها هكذا قيل لى إسعاد الزبائن، كانوا يلقبونها ب بتشي، ربما تحدثت معها مرة واحدة او مرتين من اجل خدمة الغرف، لكنها كانت دائما لطيفة معى "
(من وجهة نظر كورماك)
ظهر هانك بجوار كورماك ومعه حقيبة بلاستيك من الثلج، واعطاها لى ثم قال
" بائعة الهوى ، لقد شاهدوا بريندان معها على مايبدوا، او هكذا تعتقد الشرطة، رجل لخر ادلى بذلك الوصف لأنه شاهد بريندان وتلك الفتاة ب مصعد الفندق ليلة مقتله"
وضعت الثلج على مفاصل يدى المتورمة وانا اكتم الالم
تحسست ايفلين بأصابعها فوق الرسمة وقالت " عيونها اصغر وشعرها مجعد جدا وليس مموج، انا تقريبا متاكده انها بتشي "
قلت بنبرة حادة غير مقصودة " هل يمكنك الاتصال بها؟"
" لا ، انا ليس بينى وبينها تعامل، فقط رأيتها مرة او اثنين، يمكنك التواصل مع مدير الفندق هو من يسمح للزبائن ان يقيموا بدون تسجيل، من اجل المال يفعل اى شئ
سدت الطرق مرة أخرى ، ضغط بغضب فوق الثلج الذي على مفاصلى ولمحت نظرة هانك القلقة ، ايفلين بعدت الرسمه الاولة وبدات ترسم مرة اخرى وقالت على الرجل
" هذا الرجل اعرف عنه معلومات بسيطة، اعتقد انى متاكده انني رايته مع اخيك"
اقتربت منها ونظرت الى وجهها كأننى اراها لاول مرة وسألت
" متى ؟"
قالت "منذ أسبوعين تقريبا ، اعتقد انى نسيت لانى..."
وجهها احمر فجأة وصوتها انخفض واكملت
"لم اكن استطيع اتكر شكل اخيك، لم يكن فى عقلى فقط الجرح العميق فى عنقه،…..، اسفة "
اومأت لها ايجابا،طبيعى الانسان ينسى ملامح البشر عندما يواجه جثة قتلت بذلك الشكل البشع، كما انها ولأول مرة ترى جثة، همست
" اذا هل هو من كان مع بريندان"
حاولت التحكم بأعصابي حتى لا أذيها أجابت
" اجل، اتذكر ذلك جيدا، لأن ديلون ذلك الشاب الغبى الذي ضربته كان يصر فى طلب منى الخروج معه، انه لا يقبل بالرفض "
قلت " لا تقلقى، سوف يقبل أرفض الان"
" خلف دايلون رايت بريندان مع هذا الرجل ط، لقد.كانوا يتعاركون بقوة ، لم اعطي الامر اهميه لان الفندق يحدث به هذا كثيرا "
رايت جسدها يرتعد وسحبت يديها من فوق الجهاز وقالت
" لا اعلم، لم اسمعهم ثم ديلون كان يصرخ بى لكى اخرج معه، و وافقت، الشئ الوحيد الذي اتذكرها ان بريندان امسك قميص هذا الرجل ، اعتقدت انه سوف يضربه لكنه دفعه بقوة وتركه ورحل "
حديث كثير بكن لن يفيد بشئ ، بما انى لا اعلم من هو ماذا افعل؟ دفعت الجهاز ، أخذه هانك وظل يضغط على الشاشة اكثر من مرة وقال
" المحققة سارة لديها بعض التسجيلات من كاميرات المراقبة ، ليست واضحة تماما، تقريبا من الجهة الأخرى من الشارع ، من الواضح ان بريندان بالفعل كان يتعارك معه قبل ليلتين من مقتله"
تمتمت وانا عينى تتنقل رين النافذة و وجه ايفلين وقلت
" هذا الفندق نظير شؤم ، ما سبب قتله بهذا الفندق ؟"
يوجد اسئلة كثيرة لا يوجد لها إجابات ، كل ما اعرف معلومات اكثر كل ما يصبح موت بريندان اغرب، كثير من الناس ينتظرون منى حل اللغز واجد من قتل اخى ، لكن كيف أفعل ذلك بفتات المعلومات هذه؟ وفوق هذا هناك قلق العائلات الصغيرة من قدرتى على قيادتهم وعلى الحفاظ على سلامتهم ورزقهم ، مهما أفعل لن يجدى نفعل إذا ظل قاتل اخى حر طليق.
اقترب هانك بالتابلت مرة اخرى وهو ينظر الى قبضت يدى وقال " سيدى يجب ان نعتنى بهذا الجرح"
نظرت إلى قبضة يدى والدماء تسيل منها فقد فتحت الجرح اكثر، لم يكن شئ لم أمر به سابقا ، القيت ل هانك الثلج واخرجت هاتفي، طلبت سيان وما أن فتح الخط
" سبان سوف ارسل لك صور ابحث انت وسيرشا عنهم، اريد افضل الرجال للبحث عن هؤلاء الاوغاد "
جاء رد سيان فورى" حسنا، الم يكن هناك اى شئ فى مسرح الجريمة متأكد؟
"لا شئ، لكن كمية الدماء تحوى بانه كانت هناك معركة كبيرة "
ضغط فوق الشاشة التى في يد هانك ثم ارسلت الصور ل سيان ثم قلت
" هانك ، ايحث فى سجلات و كاميرات الفندق ، اريد اعلم كل شئ له علاقة بقتل بريندان "
قال هانك " بالتأكيد "
رحل وتركنى مع ايفلين وضعت يدى السليمة فى جيب الجاكت ابحث عن الولاعة، لكل واحد منا لديه واحدة محفور عليها شعار العائلة ، عندما اعطاها لنا والدنا، كانت هدية بسيطة في عيد الميلاد المجيد، لكن اصبحت مهمة لكل واحد مننا كذكرى من والدنا، تبا ، فكرة ان بريندان داخل حقيبة الموتى البلاستيكية تألمني، غمضت عينى وسندت ظهري الى ظهر المقعد، أصدر صرير ففتحت عينى ونظرت إلى ايفلين التى كانت تنظر ل. نظرة حزن وقالت بهدوء
" اعتذر اننى لم اجد اى شئ داخل الفندق"
حركت رأسي وقلت " ليس خطأك ، بريندان لم يترك شئ، ليست مسؤوليتك"
من مظهر وجهها الذي انعكس على زجاج النافذة المجاور لها علمت ان كلامى كان قاسي ولم اقصد هذا قلت
" انظرى لى ، لقد مر يومين يجب ان تهتمى بنفسك ، سوف اطلب من هانك صناعة شئ يصلح للاكل، ثم يجب ان ترتاحى قليلا"
قالت بهمس " اريد ان اعود الى منزلى"
تذهب ؟!، بالطبع هذا كان الأتفاق، ان تفعل شئ لى واتركها حره، بالطبع هى ليست أسيرة لدى، اكملت حديثها كانها تحشي ان تعاقب لأنها طلبت هذا
" لقد فعلت ما طلبته، وساعدتك بقدر استطاعتى ، لم يعد لدى ما اقدمه لك، وانت وعدتني "
بعا بعد ما شاهدته لن استطيع عتابها
" اريد العودة إلى بيتى ، من فضلك"
نظرت لى بعيونها شبيهة القطط، شعرت بألم من نوع اخر ، الم ضم قلبى وخنفه، ماذا كنت اتوقع، انا خطفتها، حتى وان كانت بيننا لحظات حميمة منذ قليل لكنها كانت علاقة عابرة ليس اكثر، لن الوم عليها لرغبتها فى الرحيل،بعد صمت دام لدقيقة قلت
" حسنا ، اذا كانت هذه رغبتك"
لمحت للحظة ارتباك فى عينيها لكني تجاهلت ذلك وقلت
" سوف اتصل ب هانك حتى يأخذك الى بيتك"
ابتسمت وهذه اول مرة ارها تبتسم، زوايا عينيها كرمشت وهى تمد يدها وتمسك يدى وتهمس
" شكرا"
وبالرغمزمن رقة لمستها لم تمنع ذلك الشعور من التسلل الى قلبى ، شعور خيبة الأمل