أخر الاخبار

اسكريبت لن اعود بقلم ميمي الفصل الرابع و الخامس

بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، اللهم عافِني في بدني، اللهمّ عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري ، اللهم عفوك و رضاك .

لن اعود 

اسكريبت لن اعود بقلم ميمي  الفصل الرابع و الخامس



الجزء الرابع

حودة : حاضر يا زوبة ماتشيليش هم ، هعدى عليها اسيبلها الاكل و امشى ، ادعيلى انتى بس ماتخبطنيش بحاجة تفتحلى نفوخى تجيب اجلى

و فى المساء .. اتجه حودة الى مسكن فرنسا و قام بالدق على الباب الخارجى بعد ان فشل فى فتح الباب .. ليسمع صوتها من الاعلى و هى تسال عن الطارق فاجابها قائلا ببعض التردد خشية من توبيخها اياه : ده انى يا امة .. حودة

لتطل عليه و هى تنقل عينيها ما بين وجهه و ما يحمله بيده : عاوز ايه و ايه اللى جابك الساعة دى

حودة و هو يتلفت حوله بتوجس خشية ان يشعر به احد الجيران : افتحى يا امة انى جايبلك عشا حلو هيعجبك

فرنسا بامتعاض : ياما جاب الغراب لامه ، مانيش مستنية عشاك ، ارجع مكان ماجيت خلى السنيورة بتاعتك تنفعك

حودة : يا امة مايصحش كده ، افتحيلى بس نتكلموا جوة 

فرنسا بحدة : مافيش مابيننا كلام ، ارجع مطرح ماجيت ، و ماتعتبش المطرح هنا نوبة تانية طول ما انت و هى عاصيين كلامى 

حودة : يا امة مايصحش كده الناس هتتفرج علينا

فرنسا : خليهم يتفرجوا عشان يعرفوا الوكسة اللى انى فيها ، مش عاوزة نشوفو سحنتك هنا نوبة تانية طول مانت عصيان عليا .. انت فاهم

ليعود حودة من حيث اتى منكس الراس محنى الكتفين و ما ان راى احد المساكين بطريقه الا و ناوله الطعام الذى كان يحمله لفرنسا و عاد الى مركبه مرة اخرى 

ليعيد حودة مافعله باليوم التالى و يذهب بصيده الى زينب لتنتقى ماتريد ، ثم يتركها و يذهب لبيع ماتبقى لديه و يعود اليها مرة اخرى يساعدها كما اليوم السابق لتلاحظ زينب انه لا يحاول الحديث معها كثيرا كالامس ، فكان معظم يومه يعمل فى صمت و لا يبادلها الحديث الا للضرورة ، و عندما سنحت الفرصة لزينب سالته قائلة : لا هو انت مالك كده النهاردة 

حودة : مالى ، ما انى زى ما انى اهو

زينب : و لا هو انى هنتوهو عنك ، انت فيك حاجة مكدراك ، و اللا فى حاجة شغلاك

حودة : هو فيه حكيوة كده شاغلة بالى من امبارح ، بس مش عارف ان كنتى هتوافقينى عليها و اللا ايه

زينب : حكيوة ايه دى بقى يا ترى 

حودة : انى بفكر اخد مطرح كده يعنى يبقى ليا

زينب بتوجس : و هتسيبو امى لحالها

حودة بامتعاض : امى فرنسا اللى فى دماغها فى دماغها و مش عاوزة ترجع عنه ، و انى بصراحة كده مش هنعرفو نطاوعوها النوبة دى على اللى هى عاوزاه ده

زينب بفضول : و هو ايه ده بقى اللى انت مش هتقدروا تطاوعوها عليه

حودة : مانتى عارفة يا زوبة هى عاوزة ايه ، بس انى لا يمكن ابدا نغصبك نوبة تانية على حاجة انتى مش رايداها ، انى وعدتك و وعدت الشيخ ابراهيم 

زينب : يعنى انت عاوز تاخد مطرح برة لجل الحدوتة دى 

حودة : ايوة

زينب : هو انت اما روحتلها امبارح حصل منها حاجة تاني

حودة بامتعاض : ايوووووه ، دى فرجت عليا الخلق

زينب بدهشة : طب ليه و انت رايح توديلها الاكل

حودة : هى رضيت تفتحلى اصلا ، ده انى لما خبطت على الباب و طلت عليا من فوق اديتنى من المنقى خيار

زينب بسخرية مرحة : جالك يوم و دوقت قلبة امى و خيارها المنقى ، عشان تعرف بس انى طول عمرى كنت متحملة منها ايه ، لا و كنت عاوزنى نرجعولها من تانى ، هو انى بعدت من شوية

حودة : يعنى اتوكل على الله و نشوفو مطرح جديد

زينب : بشوقك 

حودة : انى قابلت عم نبيل فى الحلقة و قاللى ان فى شقة مطرحين و مطبخ و عفشة ماية فى الحارة اللى ورا بيت اخواتك و سعرها على اد ايدى و ماهياش محتاجة توضيب ياما .. ايه قولك لو تيجى معايا نطل عليها و تقولى ان كانت تعجبوكى و اللا نشوفو غيرها

زينب : طب و هو انى اللى هاخدها عشان اقول رايى فيها

حودة : انى عند قولى و وعدى ليكى و لعم الشيخ ابراهيم انى هسيبك عند اخواتك لحد ما تولدى يا زوبة ، بس اكيد مش هنفضلوا العمر كلاته انتى و ابنى فى ناحية و انى فى ناحية 

انى اللى خلانى فكرت فى حكاية المطرح الجديد ده انى فهمت انك مش رايدة تعيشى مع امى فرنسا فى مكان واحد من تانى 

زينب : ايوة يا حودة ، بس انى لسه مش عارفة اما اولد هنبقو عاملين ازاى و لا هنعوزو نعملو ايه بالظبط

حودة : يا زوبة ماهو برضك بالعقل كده ، انتى اما هتولدى بالسلامة هتبقى محتاجانى معاكى و جارك و انى لو فضلت جارك فى بيت اخواتك اول ماتولدى مش هينفع افضل جارك على طول هناك ، انى مهما كان راجل و دمى حر 

زينب : ايوة بس هو انت يعنى هتفضلو زعلان ويا امى العمر كله ، ما مسيركم تتصافوا

حودة : بس لا يمكن ابدا ارجع اعيش هناك تانى بعد اللى حصل ليلة امبارح ، انى امى طردتنى نوبتين يا زوبة ، النوبة الاولانية رغم انها وجعتنى برضك بس قلت معلش .. مهما ان كان دى امى فرنسا اللى طول عمرها مربيانى زى ابنها 

لكن امبارح بعد ما فرجت عليا الخلق .. لا يا زوبة 

زينب بتنهيدة مثقلة : داين تدان يا ابن عمى و الدنيا دوارة

حودة باستنكار : انتى شمتانة فيا يا زوبة

زينب : اللهم لا شماتة ، بس ماتنساش برضك انها امى و ان رغم كل اللى عملته فيا الا انى زعلانة على قعدتها بطولها بالشكل ده ، و مهما ان كان امى مابقيتش صغيرة

حودة : طب و ايه اللى فى ايدنا نعملوه و ماعملنهوش

زينب : انى لو كنا نعرفو انى لو روحتلها هتقابلنى عدل و ماتغصيبش عليا افضل هناك كنت روحتلها

حودة : لا ماتروحيش ، و اما تبقى تقومى بالسلامة يبقى يعدلها المولى 

المهم دلوقتى .. هتيجى معايا نطل على المطرح اللى قاللى عليه عم نبيل

زينب بقلة حيلة : نيجو معاك 

 لتمر الايام ما بين الصيد و العمل بالدكان و تجهيز المسكن الجديد الذى بدأ حودة فى تجهيزه و فرشه شيئا فشيئا 

حتى كان بالدكان ذات صباح حين فاجئ زينب المخاض ليقوم بنقلها على الفور الى المشفى لتضع مولودا اطلقا عليه اسم موافى تيمنا بجده ، ليظل حودة مرابضا تحت اقدام زينب يقوم على رعايتها بمساعدة امونة و شقيقيها حتى انقضى اسبوعا كاملا اشتد فيه عود زينب و استعادت بعض قوتها و عافيتها 

ليدخل عليها حودة و هو يحمل بعض المشتروات و يضعها امام زينب و يقول : انى جيبتلك كل اللى قولتى عليه 

زينب و هى تحمل صغيرها بيد و تطالع المشتروات باليد الاخرى : تسلم

حودة : انتى عاملة ايه دلوقتى 

زينب : نحمده و نشكر فضله ، بقيت عال ، حتى بنفكروا ننزل الدكان من بكرة 

حوة باعتراض : دكان ايه و انتى لسه نفسة و موافى يادوب مفتح من يومين 

زينب : انى بقيت عال 

حودة : برضك لا يا زينب .. اصبرى على الاقل لحد ماتعدى النفاس بتاعك عشان تبقى فى الامان

زينب : طب و الدكان هيفضل مقفول كل ده

حودة : ان كان على الدكان انى نفتحوه و نشغلوه على مانتى تتعافى و تقدرى تقفى فيه و كمان تكونى فكرتى هتعملى ايه مع موافى 

زينب بقلة حيلة : ماشى 

حودة : بقولك ايه .. انى خلاص فرشت المطرح و جهزتوا من مجاميعه مابقاش ناقصه غيرك انتى و موافى ، تحبى بقى  ننقلوا فيه على امتى 

زينب : مش عارفة

حودة : انتى ممكن تتنك هنا اسبوع كده كمان على ما تشدى حيلك و تتجدعنى كده كمان شوية ، و كمان لجل تبقى خالة امونة برضك نفسها معاكى ، و بعد كده اخدك انتى و موافى و نطلعوا على هناك ، ايه قولك

زينب و بعد ان لمست تغييرا كبيرا فى طباع زوجها الى ما كانت تتمنى : اللى تشوفه

حودة بانشراح ملحوظ : خلاص اتفقنا .. و عاوزك تفكرى كده لو نفسك فى حاجة اقدر اجيبهالك و انى ربنا يقدرنى و نعملولك كل اللى تتمنيه انتى و موافى

زينب : ماشى .. لو لقيت حاجة جت على بالى هنقولولك على طول 

حودة و هو يحك راسه بحيرة : كنا كمان فى حكاية كده عاوزين نشوفو قولك فيها 

زينب : خير

حودة : امى فرنسا

لتنظر زينب الى وليدها بنظرة حزينة لم تخفى على حودة و قالت : انت بتشوفوها

حودة : من بعيد لبعيد ، بس هى مابتلمحنيش

فرنسا : ازاى يعنى 

حودة : يعنى .. ساعات بنلمحها و هى بتطل من شباكها بس انى بنتدارى منيها ، و لمحتها نوبتين فى الحلقة كانت بتتسوق و برضة اتداريت منيها

زينب بدهشة : طب و بتدارى منيها ليه 

حودة باستنكار : لا هو انتى تايهة عن امى لما بتبقى قالبة على حد بتعمل فى ايه يا زوبة ، و كمان امى مابتكبروش لحد ، و لا هيهمها الخلق اللى فى السوق كلاته و مش هتفكر غير فى انها تمسحو بكرامتى المالح و بس

زينب بمرح : لا و المالح مايته كتيره و بيحتاج شغل كتير ، خلونا فى المهم .. مالها امى 

حودة بتردد : يعنى .. مانفسكيش توديها و تطلى عليها بموافى تفرحيها بيه

زينب و هى تضم صغيرها إلى صدرها بتردد : اخاف منها على الولاا

حودة : يابت ده اعز الولد ولد الولد ، يعنى غلاوته اكتر منك انتى ذات نفسك

زينب بسخرية : مش لو كانت بتعزنى من اصله ، كنك تايه عن عمايلها معايا

حودة : و لا هو انتى يعنى لو ماكنتيش غالية عندها كانت تعمل كل اللى عملته ده عشان بس ترجعك لحضنها

زينب بحدة : انهى حضن ده ، ده انى عمرى ما افتكر لها نوبة خدتنى فى حضنها ده

ليقطع بكاء صغيرها حدتها لتهدهده بندم قائلة : حقك عليا يا ضنايا فزعتك بصوتى 

حودة : رضعيه كده و سمى عليه عشان مايفضلش مخضوض

و بعد ان استكان الصغير مرة اخرى و كف عن البكاء قال حودة مرة اخرى : انى مش هنغصبوكى على حاجة انتى مش رايداها ، انى بس بنفكروكى بالكلام اللى سبق و قلتيهولى بذات نفسك من قيمة شهرين

زينب : كلام ايه

حودة :  ان امك مابقيتش صغيرة يا زوبة ، انى رغم كل اللى حصل منيها الا انه مش هاين عليا برضك قعدتها لوحديها بالشكل ده و هى زعلانة منينا

زينب بترصد : يعنى رايدنا نرجع نقعدوا معاها من تانى 

حودة بجزم : لا طبعا 

زينب بحيرة : اوما عاوز ايه يا حودة انى مابقيتش فاهمة حاجة

حودة : مانى قلتلك .. نروحو نزوروها و نفرحها بموافى و نقعدوا معاها شوية و نمشى ، بس بعد مانروحو نسكنوا فى الشقة الجديدة 

زينب : و اشمعنى بقى 

حودة : يمكن لما نعرفوها انك خلاص مابقيتيش قاعدة مع اخواتك و خالة امونة نا. رها تبرد شوية

زينب بتفكير : تفتكر

حودة : نجربو .. مش هنخسروا حاجة 

زينب : و لو بقى قعدت تقول اننا لازما نرجع نقعدوا معاها من تانى .. هنعملوا ايه

حودة : لا ماتحمليش انتى هم الحكاية دى ، انى هنعرفو ازاى نتصرفوا فيها 

زينب ببعض الاذعان : ماشى يا حودة .. انى هنسمعو كلامك النوبة دى .. بس على الله مانندموش عليها بعدين

اما فرنسا .. فكانت كعادتها التى اكتسبتها مؤخرا بعد رحيل حودة عن دارها .. فكانت تجلس بشرفتها و عينيها لا تحيد عن الطريق و هى تبحث بين وجوه المارة عن وجه تعرفه دون جدوى 

حتى كان ذاك النهار و قبل صلاة الظهر بقليل .. و هى تدور باعينها وسط المارة لمحت ذلكما الوجهين التى كانت تتوق لرؤيتهما ، لتدقق النظر ليخيل اليها من على بعد ان تلكم الأعين هى الاخرى تحدق بها لتشيح بنظرها سريعا مدعية عدم الاهتمام و لكنها كانت تختلس النظرات بين الفينة و الاخرى الى هذا الشئ الصغير المضموم الى صدر ابنتها لتعلم على الفور ان زينب قد وضعت حملها لتشعر بغصة فى حلقها سرعان ماتسربت مرارتها الى احشائها 

حتى وصل حودة و زينب أمام باب المنزل ، ليرفع حودة رأسه الى الاعلى لتتقابل عيناه بعينا فرنسا التى كان يعتلى الوجوم قسمات وجهها ، فقال بصوت مسموع : هتفتحى يا امة و اللا ناخد بعضينا و نرجعو لمكان ما جينا

لتظل فرنسا بمكانها لثوان بطيئة ثم تشيح بوجهها عنهم و تذهب الى الداخل ، لتقول زينب بامتعاض خفيض : شفت 

حودة : احنا قلنا ايه .. معلش .. نصبرو و نعمل اللى علينا 

ليسمعا الى صوت خطوات فرنسا على الدرج يأتى رتيبا و كأنها تتعمد ابقائهما على الباب اطول فترة ممكنة ليقول حودة بتهكم مرح : فرنسا هتفضلو طول عمرها فرنسا .. كيادة 

زينب و هى تجاريه فى مرحة محاولة التغلب على توترها : لولاشى بس امى كنت قلت عليها صفرا

ليضحك حودة بشدة و من وسط ضحكاته تفتح فرنسا الباب و تطل عليهم من شق صغير لتموت الضحكات على شفاهه حين سمعها تقول و عينيها على الصغير : خير .. ايه اللى جابكم 

حودة بحمحمة تجلى صوته : ايه يا امة .. مش عاوزانا نجيكى نطل عليكى كمان

فرنسا بتهكم : طلة عزيزة .. خير 

زينب : حودة قالى نيجى لجل تطلى على موافى 

فرنسا بانبهار ملاحظ : انتى جيبتى واد

حودة : جيبنا موافى يا امة ، هتدخلينا بقى و اللا هنفضلو واقفين كده على الباب 

فرنسا : مش اما نعرفو الاول ناويين على ايه 

زينب بحدة : ناويين على ايه فى ايه يا امة  ، احنا قلنا نجيكى و نوريكى الواد لجل تعرفى انك بقيتى جدة ، لو غلطانين قوليلنا و احنا مانجوش هنا نوبة تانية

حودة : اصبرى بس يا زوبة و استهدى بالله

فرنسا بغضب : انت بتصبرها هى عليا قليلة الرباية دى ، ده لولا اللى على دراعها كنا جيبناها من شعرها 

حودة و هو يزيح الباب و يفسح الطريق لزينب لتدخل : استهدى بالله كده يا امة و مش كل ما نيجى نلموها تكبى عليها جاز بزيادة

فرنسا : انى بكب عليها جاز برضك يا ابن سلفى 

ليجذبها حودة برفق الى الداخل و يغلق الباب و يقول بعتاب : طول عمرى و انى ابنك يا أمة.. من امتى و انى ابن سلفك عشان تقوليهالى النوبة دى

فرنسا بتهكم : من يوم ما سوقت العوج و انى عرفت ان اللى قالوا يا مربى فى غير ولدك يا بانى فى غير ملكك كانوا بيفهموا ، و ادينى اهو عرفت انى طول عمرى و انى بزرع و بروى فى ارض تانية ، يوم ما طرحت رمت طرحها بعيد 

حودة باستنكار : طرح ايه و زرع ايه ده اللى انتى بتتكلمى عنه ، مانى طول عمرى و انى معاكى و تحت رجليكى و مابعدتش عنك غير لما انتى بذاات نفسك اللى طردتينى بدل النوبة اتنين و اللا تسيتى 

فرنسا : و هو انى طردتك الا من عمايلك 

حودة : و هو انى عملنا ايه انى مش فاهم 

زينب بتهكم : لا يا حودة ان كان على العمايل فانت عملت كتير 

حودة بصدمة : حتى انتى كمان يا زوبة ، طب قوليلى انتى انى عملنا ايه

 زينب و هى تحصى على اصابعها و تنظر الى امها بحزن و عينيها تموج بالعبرات : بطلت تعمل روحك كرباج فى ايدها و تنزل بيه سلخ على حالى كل ساعة و التانية 

بطلت تبكتنى على رجلى و تحسسنى انك متجوزتى قلة حيلة و قلة ايد و انك لو كان قرشك بيجرى فى ايديك ماكنتش بصيتلى و لا عبرتني و كانك متجوزنى جميلة عشان خاطرها هى مش خاطرى انى

بطلت تكسرنى لجل خاطرها اللى كانت كسرتى بتكيفها كيف الافيونة اللى بتخليها تتمزج و دماغها تعلى 

ماعرفتش النوبة دى تجيبنى ليها تحت رجليها غصب زى كل نوبة عشان تتشفى فى موافى و امونة بكسرتى انى اللى المفروض انى بنت بطنها 

لتصمت زينب بغض الثوانى ثم تناول الصغير لابيه و تلتفت الى امها مرة اخرى وتقول : بالك يوم ما ولدت .. سامحتك و نسيتلك كل اللى انتى عملتيه معايا ، و قلت انك لو اتوجعتى و انتى بتولدينى زى وجعى فى ولادة ابنى .. فده يخلينى انسالك اى حاجة تانية 

اما شفت الموت بعينى لجل بس ابنى ييجى للدنيا ، قلت كفاية عليكى ده 

ثم اكملت بنشيج موجع .. بس اما شفت لهفة اخواتى و خالة امونة عليا و دعاهم ليا و انى بين ايدين ربنا رجعت زعلت على روحى و زعلت منك تانى ، اما شفت النسوان فى المستشفى و هم ملهوفين على بناتهم و خايفين و بيعيطوا بالدموع عشان خايفين عليهم ، سالت روحى سؤال مالقيتلوش اجابة 

سالت روحى هى امى بتكرهنى بصحيح عشان اللى حصل لها و هى بتولدنى و اللا بتكرهنى عشان انى بنت موافى اللى حب واحدة تانية وراح اتجوزها و مافضلش يبوس الايادى عشان يردها ، و اللا هى مصدقة روحها بصحيح ان انى السبب فى طلاق ابويا ليها

من صغرى و انتى زارعة جوايا ان رجلى هى السبب فى ان ابويا اتجوز عليكى رغم انك عارفة ان مش هى دى الحقيقة 

فرنسا بحدة : اسكتى

زينب بغضب : لا يا امة مش هسكت ، بكفيانى سكات بقى ، انى تعبت من كتر السكات و تعبت من حواديت الكدب اللى انتى دايرة تحكيها للخلق عشان تصعبى عليهم و تطلعى روحك بريئة و ابويا هو الشيطان ناكر الخير و الجميل

حودة : و بعدهالك يا زوبة ، مش قلنا بالهداوة 

زينب بتمرد : الهداوة دى اللى خلتها كدبت الكدبة و صدقتها رغم انها عارفة كويس ان ابويا حكالى على كل حاجة 

حودة : و عمى حاكيلك ايه و انى ما نعرفوش 

فرنسا بغضب : خد مراتك و امشو من هنا و كملوا حواديتكم دى بعيد عنى 

زينب بانفعال : مش من حقك تطردينى من ملكى

لتلتفت اليها فرنسا و تقول : ملكك ده ايه

حودة : يا امة استهدى بالله بس ، و انتى يا زوبة كفاياكى نرفزة و استهدى بالله كده عشان بترضعى 

زينب : انى لما سكتت على طردكم ليا النوبة اللى فاتت فده بس كان عشان خاطر عضم التربة ، و ابويا اللى ماكانش دمه لسه نشف فى تربته ، لكن مش كل نوبة  هنفضلو ساكتين

فرنسا بترصد : و هتعملى ايه بقى يا ست زينب .. ايه .. اظن هتروحى تعمليلى محضر  

زينب بتحدى مقرون بالوعيد : لاا يا امة ، انى بس هنقف على الإمة و هنحكى للخلق كلاتها ازاى ابويا كان مطلقك اصلا من قبل حتى مايعرف خالة امونة و يحبها و يتجوزها

و هحكيلهم كمان على أنه كان على طول طفشان من البيت و نايم فى الخلا على البحر فى عز برد الشتا و نواته و صهد شمس الصيف بسبب لسانك اللى كان على طول منقوع فى الزيت و طلباتك اللى مابتخلصش ، ده غير رميانك للهدمتين اللى حيلته على طول دراعك كل يوم و التانى فى الشارع و فرجة الخلق عليكم يوماتى

و هعرفهم ان ابويا ماسابكيش بسبب رجلى و لا حاجة و ان دى الحدوتة اللى انتى الفتيها و صدقتيها عشان تطلعى روحك ضحية قدام الخلق و تطلعى ابويا هو اللى وحش و ظالم و مفترى ، انتى عارفة انى عارفة كل حاجة من قبل ما ابويا يموت و هو اللى حكالى بنفسه على كل حاجة

فرنسا بامتعاض : و لما هو كان عارف زى ما انتى بتقولى كده ، ماجاش عرف الخلق الحقيقة من ساعتها عشان يبرئ نفسه ليه بقى

زينب : سالته ليه ماعملش كده ، بس مش عشان يبرئ نفسه .. لأ.. عشان الناس تبطل تتهمنى انى سبب خراب البيت ، بس تعرفى قاللى ايه يا امة 

لتنظر اليها فرنسا بانتباه لتقول لها زينب بشئ من التشفى : لما ابويا سمعنى و انى بنقول له كده .. خدنى من ايدى عند الشيخ ابراهيم و قال له 

فلاش باك 

موافى : عاوزك تحكى لزينب يا شيخنا على سبب طلاقى لامها

الشيخ ابراهيم : و لزمته ايه بس الكلام ده يا عم موافى دلوقتى ، ماخلاص كل واحد راح احاله

موافى : اصلى لما حكيتلها حسيتها ماصدقتنيش و زعلانة انى ماحكيتش للخلق كلاتها الحقيقة عشان ماحدش يشيلها ذنب طلاقى لامها

الشيخ ابراهيم : حد زى مين يا بنتى ، الحى كله عارف الحكاية من اولها لاخرها 

زينب : عارفين ازاى يعنى .. ابويا حكى لهم

الشيخ ابراهيم : يحكى لمين بس يا بنتى و هم حكاويهم كانت قدام الكل كل يوم و التانى و انى بذات نفسى ياما اتدخلت بينهم عشان اصلحهم على بعض

زينب : اومال امى ليه بتقوللى …

موافى : انى عارف امك بتقول ايه و يعلم ربنا انى ياما وبختها على كلامها و عمايلها دى معاكى  ، بس ما كنتش برضى انى اشد عليها قدامك 

زينب : تقوم تسيبها لحد ماتكسرنى و تس/ مم جتتى كل ساعة و التانية بالشكل ده 

موافى : ماعاش ولا كان اللى يكسرك يابنتى و انى على وش الدنيا ، بس مهما ان كان دى امك يا زوبة و كمان ياما ابوها كان له افضال عليا ، و لولا لسانها اللى متبرى منها ده لا يمكن كنت طلقتها ابدا كرامة لابوها ، انى جيبتك لشيخنا النهاردة بس لجل تتاكدى انك مالكيش ذنب ابدا فى حكاية طلاقى لامك دى 

و كمان انى ماعرفتش خالتك امونة و لا اتجوزتها الا بعد ما طلقت امك بييجى سنتين و زيادة

الشيخ ابراهيم : اسمعى يا زينب يا بنتى ، انتى ما شاء الله عليكى قلبك كبير و ابيض مع الكل ، مابالك بقى بامك اللى ربنا موصيكى عليها 

زينب بحزن : طب و انى يا شيخنا .. مين بس اللى يتوصى بيا 

موافى بعتاب : و هو انتى كنتى عدمتينى يا بنتى 

زينب : حسك بالدنيا يا ابة ، بس امى برضك ..

الشيخ ابراهيم : طول عمرك و انتى بتكبرى دماغك يا بنتى ، بجملة ، اتحمليها و ان شاء الله ربك كبير ، يمكن يكون رايد يهديهالك بين ليلة و ضحاها 

عودة من الفلاش باك

زينب : و رغم انى عرفت الحقيقة ، و رغم انى سمعت ابويا بعدها و هو بيقولك بكفاياكى قسوة على البت اللى حيلتك و حذرك و قال لك انى عرفت الموال من بابه الا انك فضلتى برضك زى ما انتى و ما اتغيرتيش و بدل ما كنتى قاسية عليا .. بقيتى كمان تقسى عليا ابن عمى الوحيد و اللى يوم مابقى جوزى بدل ما تباركيلى و تباركيله و توصيه عليا .. قلتيله قدامى .. كان نفسى اجوزك ست البنات ، بس معلش هنرضى بنصيبنا 😟

الفصل الخامس 


زينب و هى مازالت تحدث امها : بدل ما كنتى قاسية عليا .. بقيتى كمان تقسى عليا ابن عمى الوحيد و اللى يوم مابقى جوزى بدل ما تباركيلى و تباركيله و توصيه عليا .. قلتيله قدامى .. كان نفسى اجوزك ست البنات ، بس معلش هنرضى بنصيبنا 😟

رغم كسرة نفسى اللى على طول كنتى كسرهالى الا ان يومها بالذات ماكسرتينيش و بس لأ.. ده انتى يوميها دب .حتينى

كنت على طول اسأل روحى و اقول هى امى ليه بتعمل معايا كده ، بس ماكنتش بلاقى اجابة  

بالك .. انى من وقت ماخدت موافى فى حضنى و انى بقى هاين عليا مابعدوش من حضنى دقيقة واحدة ، و عرفت يعنى ايه غلاوة الضنا ، و مابتحملش عليه النسمة تجرح خدوده حتى 

اما بيعيط لجل جعان و اللا عاوز نغيروله .. قلبى بينخلع خلع على عياطه ، و بحس كأن حد جه و مد ايده عصرلى قلبى عصر كده 

انما انتى .. من يوم ما وعيت على الدنيا و انتى بترضعينى قسوة و بتك/سر.ينى  ك/سر 

لتقترب زينب من امها قائلة بفضول شديد : ليه .. ليه يا امة .. ليه بتكرهينى الكره ده كله 

فرنسا بغل : لانه حبك و انى لأ .. كان الدلع و الحتية كلها ليكى انتى انما انى لأ 

و لانك من يومك و انتى زيه ، حتة منه و شاربه كل طباعه

زينب بدهشة : تقصدى ابويا 

فرنسا : و مين غيره ، من يومه و هو خايب و مالوش فى حاجة 

زينب بحدة : بس انى ابويا عمره ما كان خايب يا امة

فرنسا بتهكم : لأ كان خايب و خيبته تقيلة كمان 

حودة بضيق : و بعدها لك يا امة .. مايصحش كده

فرتسا بسخرية : جرى ايه .. تكونش خايف على زعل البرنسيسة 

حودة باستنكار : لاهو انتى ناسية ان اللى بتتكلمى عنه ده .. كان عمى اللى مربينى طول عمرى 

فرنسا بغضب : ماحدش رباك غيرى 

حودة : ماشى يا امة .. انتى اللى ربيتينى ، بس هو اللى اوانى فى بيته و فضل يصرفو عليا طول عمرى لحد ما اتجوزت كمان 

فرنسا بتهكم : يصرفو عليك ، لا هو انت بتسمى الملاليم اللى كان بيرمهالنا دى فلوس ، اومال بقى لو كان دخلك مدارس و علمك و عمل منك راجل زى باقى الخلق

زينب : على اد حاله و مقدرته ، و بعدين ماتنسيش ان حتى اخواتى ما دخلوش مدارس ، يعنى ما ميزش حد فينا عن حد يا امة ، انما انى بنتك برضك.. لحمك

فرنسا : لو كنتى طلعتى راجل ماكانش اتجوز عليا 

زينب بغضب : توك نسيتى انى عرفت الفولة و ان الحكاية مش زى ما انتى طول عمرك دايرة تتشكى و تحكى .. ابويا مطلقك من عمايلك و من قبل مايفكرو يتجوز نوبة تانية بسنتين و زيادة ، طلقك لجل فرعنتك عليه من يومك و جرستك ليه كل ساعة و التانية

فرنسا بحدة : انتى عاوزة ايه منى فى يومك ده ، خدى جوزك و امشوا ياللا من هنا انى مش عاوزة اشوف وش حد منكم

لتظل زينب تنظر لامها بجمود للحظات ثم قالت بتحذير : طب لجل بس تبقى عارفة دى كمان رغم انى ماكنتش ناوية ابدا انى اقول لك .. ابويا الله يرحمه اللى انتى بتقولى عليه انه كان خايب ده قبل ما يموت كان كاتبلك ربع البيت ده 

فرنسا بدهشة : كاتبهولى انى

زينب بسخرية : من خيبته .. كتبلك انتى الربع و لحودة الربع و كتبلى النص اللى باقى

حودة بصدمة : كاتبلى انى ربع البيت ، طب ليه ، طب و عياله 

فرنسا : عيال مين ، ما البيت التانى اكبر من ده و اغلى من ده بكتير ، و تلاقيه كتبهولهم فقال يكتبلنا احنا ده عشان ماحدش فينا يتكلم ولا نقولو اشمعنا ، بس انتى ليه خبيتى الحكاية دى و ماقلتيش من وقتها

زينب بسخرية : عشان اللى انتى لسه قايلاه يا امة 

عشان عارفة انك هتسيبى جميلته عليكى و هتبصى للى فى ايد اخواتى

فرنسا بانكار : انى ماحدش له جميلة عليا

حودة : ازاى يا امة بقى ، لا انى و لا انتى من حقنا سهم واحد فى البيت ده ، من جيهة انتى مش على ذمته اصلا لجل تورثى فيه ، و من جيهة تانية انى مش من حقى ابدا اورث منه حاجة فى وجود ولاده الجدعان 

فرنسا بعناد : انت ماشى .. لكن انى لأ ، انى لولا ابويا .. ماكانش عمك ده يبقى له سعر وسط الصيادين 

زينب : و حتى لو كان كلامك ده صح ، اهو ردلك جميل ابوكى بالفعل مش بالكلام ، بس تعرفى .. فى دى ابويا فعلا كان خايب ، لانه كان عارف كويس اوى ردك هيبقى ايه على عملته دى معاكى و رغم كده برضة مافكرش غير فى انه يسيبك مستورة رغم السواد اللى ماليكى من يمته

بس تعرفى بقى انى قلتلك الكلام ده دلوقتى ليه .. لجل تعرفى انى رغم انى املك نص البيت ده و جوزى الربع و ان مش من حقك تطردينى منه .. الا انى همشى و هسيبهولك يا امة ، تعرفى ليه .. لانى مش عاوزة ابنى لما يكبر يسالنى فى يوم من الايام و يقولى هى ستى كانت بتكرهك ليه يا امة 

فرنسا بتهكم : كفاية عليه حنية سته امونة اللى هيطلع فى حضنها

زينب : رغم ان فعلا خالتى امونة و اخواتى نسونى قسوتك عليا .. بس نسينا نقولك اننا خدنا مطرح برة و سكننا فيه لوحدينا بعيد عن بيت اخواتى 

فرنسا بدهشة : لا هو انتو سيبتوا بيت امونة

زينب : اسمه بيت اخواتى يا امة ، و ااه سيبناه ، قال وكنا جايبين لك موافى تشوفيه وانى بنقول نجربو و نسمعو كلام حودة اللى كان مفكرك هتفرحى بيه و تغسلى فلبك من كل السواد اللى معشش جواكى من يمتى ، ماكناش نفتكر انك مش هتطلى فى وشه حتى

فرنسا : انى ماكناش نعرفو انكم سيبتو البيت التانى 

زينب و هى تتلقف الصغير مرة اخرى من حودة و تضمه الى صدرها متجهة الى الباب : ماتفرقش يا امة .. ياللابنا يا حودة لجل نروح نشوف حالنا 

و قبل ان يلحق حودة بزوجته قالت فرنسا : و انتو ليه تاخدوا مطرح غريب و بيتكم مفتوح

حودة : فين بيتنا اللى مفتوح ده

فرنسا : بيتكم ده

حودة : بيتنا ده انتى اللى قفلتى بابه فى وشنا يا امة

فرنسا بتبرير : مانى ماكناش نعرفو انكم خدتوا مطرح تانى 

حودة : يعنى تطردينا و احنا مالناش مطرح تانى و لما يبقى لنا مطرح تانى عاوزانا نرجعو يا امة  

فرنسا : على الاقل تقعدوا فى ملككم

حودة : ماتفرقش يا امة ، و المطرح اللى زينب هتبقى مستريحة فيه انى مش هطلعها منه ابدا

ليلحق حودة بزينب و يتناول منها الصغير و يقول محاولا جذب انتباهها بعيدا عن ما حدث : ماتيجو نروح نصلى فى المرسى ابو العباس

زينب : مش مشوار على موافى

حودة ضاحكا : يعنى هنوديه مشى على رجليه

زينب : مش القصد ، بس يعنى ممكن يصحى و يحب يرضع و هيفرج علينا الخلق

حودة : فاتتنى دى ، طب قولك ايه

زينب : خلينا نروحو احسن 

حودة : طب نوصلوكم و ننزل بعد كده نجيب اكل و اللا نجيب مع بعض قبل ما نطلعو

زينب : طب ما البيت فيه اكل ياما

حودة : لا .. احنا كنا ناويين ناكلوا لقمة مع امى ، و بما اننا رجعنا قفانا يقمر عيش يبقى ناكل لقمة حلوة تعوضنا و نغسلو بيها قلبنا ، ها .. نجيبولك سمك و اللا فراخ و اللا ليكى شوق لحاجة تانية 

زينب : اى لقمة مش فارقة 

حودة : هى ايه دى اللى مش فارقة ، دى فارقة و نص و تلت اربع كمان ، بالك لو موافى بيعرف يتكلم كنا سألناه نفسه رايحة لايه ، بس انتى برضك اكيد نفسك رايحة لحاجة كده و اللا كده

زينب ضاحكة : اصلى لو قلنالك نفسى رايحة لايه هتتريقو عليا

حودة : لا مش هنتريقو .. بس قولى و انى نجيبلك اللى نفسك فيه

زينب : ماهو اللى نفسى رايحاله ده مابيتجابش .. بيتعمل

حودة : اللى هو ايه برضك 

زينب : نفسى رايحة للسخينة

حودة ضاحكا : انتى بردانة و اللا ايه 

زينب : يعنى 

حودة : خلاص .. اما نروحو اعمليلنا شوية صغيرين و انى هنجيبو شوية كفتة و طحينة جنبيهم .. ايه رايك

زينب ضاحكة : عظمة .. الله يرحمك يا ابة ، كان يحبهم مع بعض

حودة : الله يرحمه 

و فى الصباح كانت زينب تقدم الشاى لحودة و تقول بفضول : برضيك مصمم انى ما ننزلوش الدكان

حودة : مانى قلتلك لجل موافى مايتمرمطوش ويانا و هو لساه لحمة حمرة

زينب : طب ما انى برضك هزهق من قعدتى كده طول النهار بين الاربع حيطان 

حودة : طب مانى كمان هبقى متضايق انى من غيركم و انكم بعيد عنى ، بس معلش ، على ما موافى بس يشد حيله شوية ، و بعدين يعنى هتبقى ترضعيه ازاى كل شوية و انتى فى الدكان وسط الزباين و الشغل

لتصمت زينب و لكن الضيق كان يعلو وجهها .. فقال حودة : انى مش عاوزك تتضايقى ، و ياستى وقت ماتلاقى نفسك زهقانة ابقى تعالى اقعدى ويايا شوية اخر النهار و نبقو نروحو سوا .. ها .. ايه قولك

زينب : طب و انت هتقدرو على كل ده لوحدك 

حودة ضاحكا : ماتستقليش بيا كده

زينب : مش القصد ، بس هيبقى شقا عليك جامد 

حودة : كله لجل عيونك انتى و موافى ، و عموما ياستى لو لقيت انى مش قادر اسد لوحدى هنبقى نشوفو عيل من الحلقة ييجى يساعدنى 

لتمر الايام تترا و فرنسا على وحدتها و جلستها بشرفتها و هى تراقب الطريق كعادتها على امل ان تعاود زينب محاولة ودها مرة اخرى ، و لكنها بدلا من ذلك كانت تشيع حودة بعينيها بعد ان يدق الباب و يضع حمله المكون من خيرات الله امام بابها و يرحل دون ان ينتظر ان تفتح له 

و كان حودة يداوم على عمله بالصيد و بالدكان تماما كما وعد زينب التى كانت تراقب وفائه بعهده معها و مع الشيخ ابراهيم و هى تضرع الى الله ان لا يكون حلما قصيرا و ينتهى مع الوقت 

حتى اصبح عمر موافى عاما و ستة اشهر ، و كانت زينب تجلس صحبته و هى تداعبه بحب قبل ان تسمع حودة و هو يدخل مهللا باسم موافى كعادته و لكنه قرن اسمه تلك المرة بلقب مهنى و قال : الدكتور موافى عامل ايه 

زينب بابتسامة تمنى : دكتور مرة واحدة 

حودة بحب و هو يتلقف الصغير المتلهف لاحضان ابيه : اقل منيها .. ندر عليا لادخله احلى مدارس فيكى يا اسكندرية و اصرف عليه كل اللى يحتاجه لجل يطلع متعلم و متنور 

زينب بتمنى : يارب يا حودة 

حودة و هو يمد يده اليها بحافظة من القماش : سمى بالله .. ايراد الاسبوع 

زينب : بسم الله ماشاء الله ، برضك جايبهولى كله و ماخدتش منه حاجة

حودة : المرة دى خدت .. عديت على الحاج و دفعت له ايجار الدكان 

زينب : طب و انت 

حودة : مش قلنا نقفلو على الموال ده ، لاهو انتى عاوزانى اخد منك اجرة 

زينب باستنكار : اجرة ايه دى اللى بتتكلمو عليها ، انت شريكى فى كل حاجة ، و ماتنساش انى من يوم ماولدت و انت اللى شايل كل حاجة لحالك

حودة : الفلوس معاكى و معايا واحد يا زوبة ، ثم انى فى حاجة كده فى دماغى نفسى نعملوها 

زينب : حاجة ايه دى يا ترى 

حودة : نفسى نخلى الدكان ملك بدل الايجار

زينب : مايتهيأليش الحاج يوافق 

حودة : انى مابنتكلموش على الدكانة بتاعتك ، انى بتكلم على الدكانة اللى جنبيها 

زينب : تقصد مطعم الكشرى 

حودة : اللى كان ، ده مقفول بقاله بتاع اربع شهور اهو من وقت الطباخ ماسابهم و مش عارفين يجيبوا غيره ، ايه رايك

زينب : رايى فى ايه ، احنا هنروحو نقولو للناس بيعولنا دكانتكم

حودة : هم اللى عاوزين يبيعوا 

زينب : بس تلاقيهم عاوزين فيها ياما ، مهما ان كان الدكان كبير 

حودة : الفلوس اللى معاكى على الفلوس اللى معايا تعمل لها مبلغ حلو ، نديهاله و نسدد له الباقى بعدين ، و مايتهياليش هنعوق عليه احنا برضك يعتبر الحمدلله مكسبنا صافى يادوب بندفع الايجار بس ، حتى مصاريفنا من باقى السمك اللى بنبيعوه فى الحلقة 

زينب : طب ما احنا لو اخدنا الدكانة هتحتاج برضة لفلوس ياما عشان تتوضب و …..

حودة : ماحنا شوية بشوية و مش لازم من اولها ، و بعدين احنا مش مستعجلين ، بس اهى تبقى حاجة للزمن .. ها .. ايه قولك

زينب بابتسامة : اتوكل على الله

لينجح حودة فى شراء الدكان و يفاجئ زينب بأن عقد الدكان عقد شراكه بينه و بينها فقالت : بس انى ماطلبتش منك تعملو كده 

حودة : من غير ماتطلبى ده حقك 

زينب : هنقولو لك من تانى ان كله من تعبك انت

حودة : انى بصطاد من و انى عمرى عشر سنين ، عمرى مافكرت نعينو قرش للزمن و لا انى نبص لبكرة ، عمرى مافكرت نعملو دكان ، و لا عمرى فكرت انى اشوى و اللا اقلى حتى ، انتى اللى فكرتى فى كل ده لوحدك ، و انتى اللى ابتديتى كل حاجة 

و لولا انى دافع زيك من حر مالى اللى انتى علمتينى اعمل له قيمة .. ماكناش ابدا نحطو اسمى معاكى فى العقد ، بس انى عاوزك تعرفى انى لو طلت اجيبلك نجمة من السما كنت جيبتهالك يا زوبة ، انتى اصلك ماتعرفيش انتى بقيتى عندى ايه 

انى يمكن جاهل و ما اتعلمتش زى ما امى فرنسا ما قالت ، و مابنعرفوش نقولو كلام مذوق زى ولاد المدارس ، بس انى لو عليا نشيلك جوة قلبى او نعملوكى تاج و نحطك على راسى من فوق 

زينب : و افرض بقى انى صدقت الكلام الحلو ده .. نعملو ايه بقى .. هنتغر بعد كده و ماحدش هيعرفو يتكلمو ويايا و اللا ايه

حودة بصدق : صدقى يا زوبة ، و اتغرى على كيفك و خديها منى .. انتى اجدعها ست شافتها عينى و احلاهم كمان

زينب : جد يا حودة .. طب و رجلى 

حودة : طب هاتيلى كده واحدة رجليها سليمة عملت نص اللى انتى عملتيه ، و بعدين مالها رجلك .. ماهى شايلاكى و شايلة موافى و شايلانى انى كمان اهو ، يبقى ايه بقى 

زينب بتردد : اصلى كل ما بفتكر يعنى كلام امى

حودة : قلبك ابيض ، انسى بقى ، و بعدين امك ابتدت تلين

زينب بفضول : انت شفتها

حودة : مانى بنشوفوها كل يوم و انى بحطلها الحاجة قدام الباب

زينب : انى نقصدوا يعنى اتكلمت وياها 

حودة : لأ .. بس اهى داخلة على شهرين اهى بتفتح و بتاخد الحاجة بعد ما بنمشو ، بعد ما كانت بتخرج ترميهم على طول دراعها فى وسط الحارة

زينب : طب مايمكن بترميهم بعد ما بتمشى 

حودة مازحا : هو انى المخبرين بتوعى بيلعبوا و اللا ايه ، هى بترمى العضم و الشوك بعد ما بتاكل بالهنا 

زينب : الله يهديها

حودة : و يهديكى

زينب : انت عاوزنا نرجع نقعدو وياها من تانى 

حودة بحزم : لأ .. حتى لو سيبنا هنا هيبقى عشان لقينا مطرح احسن ، لكن قعاد وياها من تانى لا يا زوبة

زينب : اومال عاوز ايه 

حودة : غيابك عنها طال يا زوبة ، و مهما ان كان دى امك 

زينب : يعنى عاوزنى نعملو ايه 

حودة : روحى طلى عليها

زينب : و لما تس/ مم بدنى بكلامها زى عادتها

حودة : هو احنا لينا ودنين ليه ، اسمعى بودن و عدى من الودن التانية

زينب : و افرض طردتنى من تانى

حودة بمرح : ياستى يا بخت من بات مطرود و لا باتش طارد

زينب بابتسامة : انى ساعات بحس انك بتحبوها اكتر منى 

حودة بحنين : مش امى اللى ربتنى و ماعرفتليش ام غيرها

زينب بابتسامة مكسورة : كان نفسى تعاملنى زى ما كانت بتعملو وياك كده 

حودة بسخرية : اهو قرك ده اللى خرب الدنيا

زينب بتنهيدة : مش هننكرو انى كنا بنحسدوك ، اهو رغم يتمك الا انك عمرك ماحسيت انك يتيم ، و انى اللى المفروض عايشة وياها طول عمرى .. كنت دايما حاسة باليتم

بالك .. انى ساعات كنت بقول انى لا يمكن اكون بنتها و انى اكيد بنت ضرتها

بس لما كبرت و عرفت الحكاية كلها .. فهمت ان مش كل اليتم بيبقى بموت الاهل ، و ان ساعات موت الاهل بيبقى رحمة 

حودة : روقى بالك ، ان شاء الله انى حاسس انك لما تروحيلها النوبة دى هتلاقيها هديت عن الاول

زينب : طب لو روحتلها هتيجى ويايا و اللا هتسيبونى ننطرد لوحدى

حودة : لا ماتخافيش .. هبقى وياكى ، اومال مين هيشيل موافى 

زينب ضاحكة : انت اللى علمته الشقاوة و المناكفة 

حودة : ياستى يعيش و يناكف ، ثم انى عاوزه يطلع راجل و جدع كده زى خلانه

زينب بابتسامة : و زيك

حودة : زيى انى ! طب ده انى لو اطول ارجع بعمرى كله لورا من تانى كنت رجعت

زينب : و كنت هترجعو تعملو ايه بقى 

حودة : قولى ما نعملش ايه ، بس انى خلاص عاهدت ربنا انى ماعودتش ازعلك منى تانى ابدا يا زوبة ، و لا عمرى اجى عليكى و لو يوم شفتينى اتعوجت فوقينى اوامك و اوعاكى تسيبينى لغلطى من غير ماتردينى

و بعد بضعة ايام .. زارت زينب امها و وقفت امام الباب و هى ترفع راسها و تنظر بعينا امها التى تطل عليهم من شرفتها كالعادة ، فقالت زينب بصوت هادئ و لكنه مسموع : هتفتحيلنا و اللا ناخدوا بعضنا و نرجعو لمكان ما جينا

لتختفى فرنسا عن اعينهم و ما هى الا لحظات و فتحت لهم الباب و عادت للخلف لتجلس بعيدا ، لتقول زينب : ازيك يا امة 

فرنسا : لا هو انتى لسه توك فاكرة ان ليكى ام لساها على وش الدنيا 

زينب بتحذير : لو هنبتديها كده انى هاخد بعضى و هرجع على بيتى 

فرنسا بغيظ : هو ده كلام عاقلين .. يبقى عندك نص بيت ملك يرمح فيه الخيال و قاعدة برة بالايجار 

زينب : بشترى راحتى و دماغى بالفلوس 

فرنسا : و تسيبى امك مرمية لوحدها و لو السر الالهى طلع ماحدش هيحس بيها 

زينب بسخرية : لا و الشهادة لله طول عمرك واخدانى فى حضنك و مغرقانى حنية لدرجة انى لما بنبعدو عنك بنقولو يا غربتي ، و انتى كمان .. مابتقدريش تقعدى من غير ما تسمعينى كلام حنية موزون زى الدهب كل ساعة و التانية

فرنسا : يعنى مانتيش ناوية تفضيها سيرة بقى

حودة بحمحمة : ازيك يا امة 

فرنسا بغيظ : لا هو انت يا ولاا خلاص للدرجة اتبدلت ، مابقالكش راى فى اى حاجة و سايبها ساحباك كده على الاخر

زينب و هى تنظر لحودة بامتعاض : ازى الحال 

حودة و هو يقترب من فرنسا و يجلس الى جوارها و موافى باحضانه : على فكرة انتى لحد دلوقتى ماطلتيش على الدكتور موافى 

فرنسا بسخرية : و هيطلع دكتور لمين بقى ان شاء الله ، ليك و اللا لامه ، و اللا يمكن لولاد ضرتى 

لتلتفت زينب تجاه الباب و تقول بغضب : انى غلطانة انى جيتلك اصلا .. ياللا يا حودة

حودة بلهفة : اصطبرى بس يا زوبة .. حقك عليا ، بس سيبينى بس اتكلم وياها خمس دقايق بس ، و بعدها هنعملو لك كل اللى تقولى عليه

فرنسا بتهكم : يا خسارة الرجالة

زينب : عاجبك 

حودة ضاحكا : شغلى انتى بس الودن التانية و اصطبرى

زينب بقلة حيلة : ادينى صابرة لما نشوفو اخرتها

حودة : اقعدى بس و خدى عنى موافى 

ليعود الى جانب فرنسا مرة اخرى و يقول : اسمعى يا امة ، انى لا يمكن ابدا ننسى جميلتك عليا و تربيتك ليا  ، و عشان كده انتى هتفضلى طول عمرك امى مهما حصل 

فرنسا بسخرية : و اخرة خدمة الغز كانت علقة يا ابن سلفى و مشيت ورا السنيورة و سيبتنى لوحدى

حودة : يا امة بلاش تنسى ان انتى اللى طردتينى ، و بصراحة بقى طول ما انتى معايا انى و زوبة عمرنا ماهنعمرو مع بعض 

فرنسا : تقصد انى خرابة بيوت ياولاا

حودة : نفوس يا امة مش بيوت ، خربتى نفس زينب من يمتى و نفسى من يمتها ، كرهتيها فيا و فيكى ، و لولا ربنا اراد انه يهدينى و رزقنى بموافى اللى كان السبب انه خلى دماغها تلين و توافق ان شملى يتلم عليها من تانى يعلم ربنا كان حالى هيبقى ايه دلوقتى

فرنسا بصدمة : بقى انى يا ولاا اللى خربت بيناتكم

حودة : ايوة يا امة انتى ، و اسالى اى حد بيخاف ربنا هيقولك ان انتى 

انتى اللى طوالى كنتى تملينى من يمتها ، انتى اللى كنتى مقويانى عليها ، انتى اللى كنتى دايما تقوليلى اوعاك تعرف انك بتحبها لا تطمعها فيك و تمرعها عليك 

بقيت انى و انتى عليها يا امة ، ده غير كلامك اياه معاها و اللى انتى اكيد عارفاه وفاكراه كويس

بالك .. انى عمرى ماشفناها بتضحك الا اما مشيت من هنا ، عمرى ماشفناها بتاكل بنفس الا برضك اما مشيت من هنا

فرنسا : و انى بقى اللى كنت سدة نفسها إظن ، و ايه كمان ياسى حودة اشجينى

حودة بصبر : الخلاصة يا امة .. انى و زينب مش هنرجعو نقعدوا وياكى من تانى .. تعرفى ليه يا امة ، لجل نفضلو على الحلوة و المرة سوا 

بالك انتى السنتين اللى عدوا علينا دولم اتعلمت فيها حاجات ياما ، و كلها من زوبة ، ده كفاية انى بسببها بقى عندنا دكان ملك و دكان لساته ايجار بس انى مش هيهدالى بال الا اما اخليهولها هو راخر ملك

فرنسا باعين لامعة : دكان ملك نوبة واحدة 

حودة : ايوة يا امة ، ما انتى عارفة انى يوم ما عرفت ان زوبة حبلة و روحت أردها ، لقيتها رغم كل اللى حصل لها ده .. الا انها خدت دكانة و عملت حسابها على كل كبيرة و صغيرة و لا اجدعها راجل 

و بنقولهالك قدامها اهو و مش هننكسفو منيها .. كانت اول نوبة نحس فيها انى قليل 

يمكن الكلمتين اللى قالهوملى الشيخ ابراهيم يكونوا فوقونى ، لكن دكانة زوبة و وقفتها و لا اجدعها راجل .. كانت القلم اللى فوقنى عن حق

طول عمرك مرعانى و مخليانى اكل فى أتة محلولة بفلوس عمى و شقاه و حتى فلوسى و مكسبى كنتى على طول مشجعانى انى اصرفهم يمين و شمال  من غير ما اعرف قيمة القرش و لا اعمل حساب لبكرة 

لكن وقت ما رجعت لزوبة .. كانت اول نوبة اشيل قرش و عرفت و قتها انى ضيعت ياما 

و لما مشيت ورا عقلها و دماغها كسبت ياما ، و لما اتقيت ربنا فيها كسبت اكتر و اكتر و لما شفت و فهمت .. عاهدت ربنا انى عمرى ماهنعاود من تانى ابدا لاى حاجة تزعلها 

انى عاوز ابنى يتربى على اللى عمى الله يرحمه ربانا عليه يا امة

فرنسا بسخرية : و اللى هو ايه بقى

حودة : الحب و الطيبة يا امة ، عمى الله يرحمه كان بيحب الخلق كلاتها ، و عشان كده برضك الخلق كلاتها كانت تحبه 

قلبه كان ابيض و لسانه حلو ، و عشان كده سيرته كانت دايما حلوة فى حياته و بعد مماته ، عمى سابلنا سيرته بين الناس يا امة ، و مش عاوزة اقول لك احنا استفدنا أد ايه من سيرته دى 

و لجل كده انى كمان عاوز اسيب سيرة حلوة لعيالى بعد اما اموت ، عاوز الناس تقول لهم الله يرحم ابوكم بدل ما حد يقول الله يلعنه

لينهض حودة من جوار فرنسا و ينحنى عليها مقبلا راسها و يعتدل قائلا : احنا هنفضلو عيالك العمر كله بمزاجنا و غصب عنا ، نفسنا بس ترضى عنا ، و ان شاء الله اما نجولك النوبة الجاية تكونى روقتى شوية من يمتنا عن كده ، و لو حصل و عوقنا عليكى و اشتاقتى لنا .. ابقى تعاليلنا زورينا و طلى علينا و باركيلنا على الدكان .. ياللا بينا يا زوبة

لتمر الايام تليها الاشهر و فرنسا تلين مرة و تعصو مرات حتى اعتادت زينب على دوامات امها التى تعلمت اجتيازها دون الغرق بداخلها .. فقد عاهدت نفسها الا تعود الى ضعفها و خذلانها مرة اخرى 

كما عاهد حودة نفسه و عاهدها الا يعود هو الاخر الى ظل خنوعه لسطوة فرنسا و جبروتها 

💥💥💥💥💥💥💥

قد يتمرد البعض فجأة على منغصات حياته و يخلص النية على خلع رداء الخنوع ، و قد تتعثر خطواته و لا يستطيع اجتياز اختباراته ، و لكنه عندما يصر على الا يعود إلى ضعفه و استكانته و خنوعه مرة اخرى .. يجد جبرا يليق بمثابرته و اخلاص نيته

#لن_اعود 

#ميمى_عوالى

بحبكم فى الله 💖 💖 💖 💖 💖 💖 💖 💖 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-