اسكريبت كارا
🚀🌹🚀🌹🚀
لم يُختر لأنه الأقوى، بل لأنه الوحيد الذي آمن بوجودهم.
هو السؤال، وهو الجواب.
في عيونهم، بشر.
وفي عيونها، خلاص.
حين يُهدد عالمها، لا ينقذه السلاح، بل من يجرؤ أن يؤمن دون دليل، وأن يصدق المستحيل.
كارا بقلمي✍️_________لبنى دراز
فوق سطح القمر
عند الرواد
بعد ما اختفى نائل مع كارا وشعبها وبعد مشادة الشباب مع بعض، رفض عمار طلب حسن تماما وما رضيش يفتح لاب نائل ولا حتى يبعت أى إشارة من أى جهاز تاني، وابتدى يتحرك بعيد عن حسن وشاهر، عشان يدور ع نائل لوحده، قلبه مش مطمن وخايف عليه لتكون الكائنات أذته أو حصل له حاجة.
أما حسن رجع المكوك هو وشاهر وحاول يفتح بالفعل اللاب بتاع نائل لكنه ما عرفش بص لـ شاهر بغيظ وبنبرة مليانة غضب: تعرف الباسوورد بتاع الجهاز ده؟
شاهر هز راسه بالنفى: أكيد لأ، هعرفه ازاى يعنى؟
حسن وشه احمر من الغيظ وابتدى يجرب أرقام ورموز عشوائية: طب فكر معايا، ممكن يكون ايه؟
شاهر بص لـ حسن بهدوء: ريح نفسك وبلاش تحاول لحسن الجهاز يتقفل خالص، نائل أكيد مش هيعمل باسوورد عادى.
حسن: يعني ايه الكلام ده؟ وانت عرفت ازاى اصلا؟
شاهر: يا عم حسن، نائل مبرمج اصلا وانت عارف ان هو اللي مصمم برامج الجهاز بتاعه بنفسه فأكيد كلمة السر نفسها هتبقى عبارة عن برنامج معين ماحدش يعرفه غيره.
حسن بص له بغضب وصوت عالي: يعنى إيييييه؟ مش هنعرف نوصل للكائنات الفضائية دي؟ وهنرجع زى ما جينا؟ لاااااا انا مش هسكت.
فتح جهازه بسرعة وابتدى يفتكر الإشارات اللي نائل كان بيبعتها قدامهم، وبدأ يبعتها ويبعت معاها إشارات استكشافية تانية، لكن كل مرة كانت تظهر ع الشاشة رسالة، "إشارة خاطئة حاول مرة أخرى"
اتنرفز وقفل الجهاز بعنف، وخرج هو وشاهر من المكوك كل واحد فيهم راح يدور لوحده على نائل وكارا، بس بعد وقت طويل جدًا من البحث رجعوا تعبانين ومحبطين وحاسين بالعجز.
فـ نفس الوقت رجع عمار مرهق هو كمان وشكله مهموم أوي، بص لهم وبنبرة باين فيها القلق والخوف: انا خايف ع نائل يا شباب، دورت عليه كتير ومالوش أى أثر ولا فى أى دليل يثبت حتى وجود الكائنات دي حوالينا.
شاهر: واحنا دورنا فـ كل مكان برضو مالهمش اى أثر، شكلهم كدا خطفوه واختفوا.
عمار بقلق: لازم أرجع المكوك ابلغ الوكالة باللى حصل، عشان أعرف منهم نتصرف ازاى.
حسن انفجر فـ عمار بعصبية: يعني ايه نتصرف أزاى؟! أكيد هيقولولنا نرجع من غيره، هو ده التصرف الوحيد ومافيش غير كدا.
عمار بص له مش مصدق اللي سمعه: يعني إيه نرجع من غير نائل؟ إنت سامع نفسك؟!
حسن: أيوة سامع، وواعي كويس للى بقوله، إحنا مش هنفضل هنا للأبد، ولا تكون فاكر ان الأكسجين اللي معانا هيكفّينا؟ نائل اختفى خلاص، ولازم نرجع قبل ما نضيع احنا كمان.
شاهر: انا معاك يا حسن.
عمار بص لـ حسن وشاهر بغضب مكتوم وحزن واضح ع ملامحه وجواه مش عارف يعمل ايه؟ يرجع معاهم ولا يصمم ع رأيه ويجبرهم يستنوا
لحد ما يظهر نائل.
______________________
عند كارا ونائل
بعد ما كارا رحبت بـ نائل، اتبدلت ملامح وشها فجأة وظهر الغضب فـ عينيها واتغير لون شعرها، وبصت لـ شعبها ونزل من عينيها سائل لونه غريب شبه الدموع، قربت من نائل وبنبرة كلها وجع: في تهديد جاي من زورال قائد شعب نيربيس، بيهدد بإختفاءنا للأبد، نائل.
نائل لف بعينه ع الكائنات اللى واقفين حواليه متحفزين يسمعوا رده وملامحهم كلها حزن، رجع بص لـ كارا باستغراب: برضو مش فاهم ليه أنا؟
قرب منه كائن من شعبها صوته هادي لكن حاسم: لازم انت اللي تنقذ شعب نوفارا من الهلاك، لانك الوحيد اللي آمن بوجودنا وقدرت توصل لنا.
نائل بص لـ الكائن وبعدين رجع بص لـ كارا، عينيه مليانة أسئلة وتوهان ومش لاقي تفسير لكل اللي بيحصل حواليه.
كارا حست باللي جواه، وبنظرة واحدة من عينيها فهمت، قربت منه أكتر ومسكت إيده بهدوء وهى بتشاور ع اللى واقف جنبها: ميروك، قائد الجيش، أخويا.
نائل سكت لحظة وبعدين بص فـ عيونها بحزن: بس انا مش هقدر أعيش هنا كارا، انا ماعنديش القوة اللى اقدر انقذ بيها شعبكم.
ميروك حط إيده ع كتف نائل وخرج من عينه شعاع لمس جسم نائل خلاه ارتعش ثواني، بعدها شال إيده وبنبرة جادة: نائل، انت دلوقتي تقدر تعيش فـ ارضنا، وبقى عندك قوة خارقة تقدر تنقذ بيها أرض نوفارا.
ابتسم نائل بخفة ورفع الماسك الموصول بأنبوبة الاكسچين وبنبرة اندهاش: يعنى انا كدا اقدر اعيش زيكم؟!.. بس فجأة افتكر زمايله وبص لـ كارا بتساؤل: طيب وأصحابي؟ هيعيشوا هنا ازاى؟
كارا ابتسمت بهدوء: اصحابك ماينفعش يعيشوا هنا، لأنك انت المقصود، ما تقلقش عليهم، هم راجعين أرضكم بأمان ومعاهم دليل ع إنك أكتشفت حياة فوق سطح القمر.
بصت جوة عينيه ومسكت إيده بحب وبابتسامة هادية: وبالنسبة لـ أهلك ما تقلقش، انا عارفة اللى بيدور فـ دماغك، هخليك تطمنهم عليك وتطمن عليهم.
نائل وقف ساكت بس قلبه كان بيخبط جواه كأنه بيعلن عن بداية جديدة أكبر من أي حاجة ممكن يتخيلها، ما كانش مستوعب اللي حصله لكنه حس إن المغامرة الحقيقية لسة هتبتدي.
بعدت كارا عن نائل خطوتين ورا وفـ لحظة شاورت بإيدها فـ الهوا ظهرت شاشة شفافة ابتدت تعرض قدامه كل اللى بيحصل لحظة بلحظة، عينه كانت بتتحرك بسرعة وهو بيتابع كل حاجة.
"جوة الشاشة"
كائن من شعب كارا ظهر قدام الرواد التلاتة فجأة، بص لهم بنظرة جامدة فيها طاقة غريبة سلبت إرادتهم فـ ثواني، من غير ينطق، كأن عقولهم استسلمت بالكامل اتحركوا فورًا لـ المكوك ونفذوا تعليمات كارا.
عمار قعد بسرعة قدام جهاز الأرسال يبعت تقرير سريع للوكالة، إيده بترتعش وهو بيكتبه ودموعه نازلة من خوفه ع صاحبه: نائل أكتشف كائنات فضائية واتواصل معاهم بشكل مباشر، وأول لما نزل من المكوك أخدوه معاهم واختفوا.
شاهر بص لـ عمار وحسن بذهول: انتوا مصدقين اللى حصل ده؟
حسن بسعادة: مش مهم نصدق إحنا، المهم العالم كله يصدق ويتكتب فـ تاريخنا، وأخيرا هنرجع ومعانا كل الدلائل والإثباتات.
عمار بهدوء: الأهم هو توثيق الاكتشاف بـ اسم نائل، والحمدلله شاشة المكوك لسة محتفظة بتسجيل لحظة ظهور كارا واللاب بتاع نائل فيه الإشارات اللي هو بعتهالهم بنفسه.
حسن بغيظ: وان شاء الله بقى هتفتح اللاب ازاى يا فالح عشان تثبت كلامك؟.
عمار: وانت عايز تفتح اللاب ليه يا حسن؟.
شاهر بهدوء: اومال هنثبت ازاى كلامنا يا عمار؟.
عمار: ده مش شغلنا يا شاهر، احنا هنحكي اللى حصل وبس، والوكالة هى اللى تتصرف وتفتحه بس بعد ما اسلمه لأهله الاول، المهم دلوقتي خلينا نتحرك ولما نرجع بالسلامة يعدلها ربنا.
وبالفعل المكوك قفل أبوابه والرواد التلاتة بيستعدوا لـ الرجوع، وكل واحد فيهم جواه حاجة أقوى منه بتحركه، عمار بيحركه خوفه وقلقه ع صاحبه، اما حسن وشاهر بيحركهم حلم المجد والشهرة، ابتدت تتحرك المركبة فعلا عشان ترجع للأرض، وبعد مرور أيام بسيطة وصلوا بسلام، وبمجرد ما نزلوا من المكوك العالم كله كان واقف مستني وصولهم، فلاشات الكاميرات ضربت فـ عيونهم كأنها شهب نازلة من السما، او برق فـ ليلة شتوية شديدة الغيوم والمطر بتخطف صورهم
هتافات الصحفيين والإعلاميين بتزيد حواليهم عشان يعرفوا أي معلومة عن الكائنات الفضائية اللى اكتشفوها: انتوا شوفتوا ايه فوق سطح القمر؟! نائل اختفى ازاى؟ الكائنات دي شكلها ايه؟!
حسن كان بيبص حواليه مش مصدق الزحمة اللى شايفها وبص لـ شاهر بتعجب: يا نهار ابيض!! شايف اللى انا شايفه ده يا شاهر، هو ده اللى انا كنت بحلم بيه من زمان.
شاهر ابتسم بانبهار باللى بيحصل وبمنظرهم وسط الحشد الهايل ده من وسائل الإعلام، وبنبرة كلها سعادة: أخيرا إحنا اتشهرنا يا حسن، واسامينا هتتخلد فـ التاريخ ويشاوروا علينا فـ كل مكان.
عمار كان شايل اللاب بتاع نائل فـ حضنه كأنه كنز خايف يضيع منه، وبص لـ حسن وشاهر بغيظ: ماحدش له فضل فـ كل اللى إحنا فيه ده غير نائل، وهو أحق بالشهرة دي مننا، حتى لو مش موجود.
الزحمة كانت بتزيد والصوت بيعلى، والناس حوالين الشباب التلاتة، والمذيعين بيقربوا أكتر ومحاصرينهم بالأسئلة: كارا دي مين؟! طب هو نائل اتخطف ولا راح معاهم برغبته؟! تفتكروا هو هيقدر يعيش فوق سطح القمر؟! طيب هى الكائنات دى ممكن تنزل تعيش معانا هنا؟!
عمار رفع ايده شاور لهم، وبنبرة صوت عالية: استنوا بس، إحنا هنحكي لكم كل حاجة من الأول للأخر، بس خليكم هاديين واسمعونا.
وابتدى فعلا يرد ع تساؤلات الأعلاميين والصحفيين وكل سؤال بتكون إجابته نائل هو السبب فـ الاكتشاف ده، وفجأة ظهرت كارا فـ جزء من التسجيل اللي اتبث مباشر ع شاشات الأجهزة اللى معاهم، وشها منور ونظرتها قوية، كل الناس اتجمدوا مكانهم من الصدمة ما توقعوش ظهورها، شكلها الغريب وصوتها وصل للجميع من غير ما تفتح بُقها وهي بتكلمهم بلغة يفهموها: أيها البشر أنتم لا تعيشون بمفردكم في هذا الكون، بل هناك كائنات وعوالم أخرى غيركم يعيشون بسلام بينكم، ولكنكم انتم من تهددون أمنهم وتروعون سكينتهم بما تفعلون، انشغلوا بأنفسكم ولا تبحثون عنهم.
لحظة من الصمت التام، هدوء مرعب، الناس كلها بصت لـ بعض كأن الزمن وقف عند اللحظة دى، العالم كله بقى بيسمع وبيشوف، وكل العيون اتوجهت للرواد التلاتة، مستنيين تفسير للى شافوه وسمعوه، اسئلة كتيرة من الصحفيين والمذيعيين انهالت عليهم زى المطر، وابتدوا الشباب يحكوا كل حاجة حصلت معاهم من اول ما نائل بعت الإشارات اللى صممها بنفسه لحد اللحظة اللى هما واقفين فيها قدام الكاميرات، فجأة اتوجه واحد من الصحفيين لـ كارا وسألها عن نائل: انتي خطفتي نائل؟ هو عايش؟!
ردت بنفس اللغة وبنبرة جادة: نائل هو المختار لإنقاذ شعب نوفارا من الهلاك، لذا فهو بخير، فلا تسألون عن ما لا يخصكم.
اتبدلت الملامح ع وشوش الموجودين بين الذهول والرهبة، وابتدت البرامج التليفزيونية تعمل مع الرواد لقاءات خاصة وتعرض تحليلات علمية للتسجيلات اللى معاهم وبدأ يتردد أسم كارا، ع ألسنة الجميع، كأنها أصبحت رمز لمرحلة جديدة من وعي البشرية.
"عودة من الشاشة"
نائل واقف متابع اللى بيحصل وافتكر أمه، أكيد شايفة البرامج دى وقلبها واجعها عليه، دموعه نزلت واتنهد تنهيدة قلق وبص لـ كارا بحزن من غير ما يتكلم.
كارا فهمت من نظرة عينه الصراع اللى داير جواه، قربت منه حطت إيدها ع كتفه وهمست بابتسامة صافية: بص فـ الشاشة نائل.
نائل لفّ وشه ناحية الشاشة مرة تانية وشاف أمه وابوه وأخوه قاعدين قلقانين عليه.
"جوة الشاشة"
فـ بيت نائل
كان همام وليلى ووائل قاعدين فـ صالة بيتهم والأنوار كانت خافتة والتلفزيون بيعرض مسلسل أجنبي، الإضاءة اللي خارجة من الشاشة بتلمع ع وشوشهم المتابعة فـ هدوء، فجأة وبدون مقدمات انقطع المسلسل بنشرة أخبار عاجلة، وبدأ عرض مباشر لـ عودة الرواد من المهمة الفضائية، بس العجيب إن نائل مش معاهم.
ليلى قامت من مكانها بسرعة وكأن في حاجة كهربتها، وصرخت بصوت مهزوز وهي بتبص لوش جوزها وابنها والدموع مغرقة عينيها: ابنيييي، كان قلبي حاااااسس اني مش هشوفه تاني، نااااااائل!
وائل وقف بسرعة، وقرب منها، وملامحه اتبدلت فـ لحظة، وشه بقى مليان قلق وصوته كله توتر: إهدي يا ماما بالله عليكي عشان ضغطك ما يعلاش، وانا هتصل بـ عمار افهم منه أو أروح الوكالة بنفسي اسأل، بس أرجوكي اهدي
ليلى عينيها كانت بتدور فـ الفراغ، وبصت لهمام اللي كان قاعد ساكت راسه بين إيديه، كأنه شايل هم الكوكب كله ع ضهره، قربت منه وهى بتصرخ فيه: عايزة ابني يا همااااام رجع لي نائل، انا عايزة ابنيييي قووووم أتحرك ما تقعدش سااااكت كدا.
وبصت لوائل، وصوتها بدأ يضعف شوية بشوية: رجعولي نائل، ما تسيبهوش يضيع مني، اتصرفوا ان شالله تروحوا الوكالة وتخلوهم يطلعوا تاني يدوروا عليه، بس ابني يرجع!
همام رفع راسه، ووشه مرسوم عليه حزن السنين، ودمعة بطيئة نزلت كأنها بتشق طريقها من قلب جبل وبنبرة صوت مكسورة: هيدوروا عليه ازاي بس يا ليلى؟! هو تايه في بلد تانية؟! ده مش ع الأرض أصلًا! ده تايه في ملكوت تاني تايه فـ الفضا، وانتي سمعتي بنفسك زمايله قلبوا عليه الدنيا وما لقهوش
صرخة ليلى اترددت فـ الصالة هزت جدارن البيت وجعت قلب همام: ما ليش دعوووووة، انا عاااايزة ابنيييي
تطلع سابع سما، تنزل سابع أرض، لازم تتصرف وترجع لي نااااائل!
وفجأة، الشاشة بدأت تومض بلون أزرق زي نبضات قلب جنين جوة شاشة سونار، وكل حاجة سكتت لحظة، قبل ما يظهر نائل ع الشاشة، واقف فـ مكان غريب والنجوم بتلمع حواليه بشكل مش طبيعي، ونور بنفسجي بيغلفه، ظهر صوته واضح وسط دوشة الكائنات الفضائية: اهدي يا حبيبتي، أنا كويس، وهخلّص رحلتي وارجعلك بسرعة، ما تقلقيش.
همام ووائل انتبهوا للصوت الغريب، وقربوا من الشاشة وعينيهم وسعت من الذهول ومخهم مش قادر يستوعب المنظر.
نائل ضحك، ونبرة صوته كانت هادية وبحنان: مالكم يا جماعة في إيه؟
أنا نائل والله، بشحمي ولحمي.
وبص لـ أمه بعيون فيها دفء واشتياق ونده بنبرة حنونة: ماما، يا ليلى، بصي لي يا أمي أنا قدامك أهو أطمني.
ليلى سمعت صوته كأن في صاعقة لمست قلبها، جريت ع التليفزيون وقعدت ع ركبتها، وبدأت تمسح ع الشاشة وكأنها بتحاول تلمسه فعلاًوالدموع مغرقة وشها:
نائل يا نور عيني انت فين يا حبيبي؟ طمّني عليك يا ضنايا، الكائنات دي خطفوك ليه؟!
وفجأة ظهرت كارا جنب نائل، شكلها غريب جلدها بيلمع باللون الفضي وعينها بتلمع زي الزمرد، ونبرت صوتها كانت كأنها صدى نجم بينفجر من كتر الغيرة:
نائل حبيب كارا بس،
كارا مش بتخطف حبيبها.
ليلى وهمام ووائل صرخوا بصوت عالي، الصدمة كانت قوية لدرجة إنهم وقعوا فوق بعض من الخضة.
نائل ضحك، وغمز لهم وهو ماسك إيد كارا وبنبرة هادية: اهدو اهدو، ما تخافوش، دي كارا حبيبتي، جميلة جدا وطيبة خالص، أطمنوا دي مستحيل تأذيني.
ليلى قربت من الشاشة، ووشها كان مزيج بين الذهول والانكار والصدمة:
حا ايييييه؟! قول تاني كدا؟ سمعني.
نائل بابتسامة صافية: بيبتي، حبيبتي يا ماما.
وائل انفجر فـ الضحك مرة واحدة وبنبرة تريقة: ليه يا ابني؟!
بنات الأرض قصروا معاك فـ إيه؟!
بقى ما فيش ولا بنت فـ الكوكب كله عجبتك، رايح تحب كائن فضائي فوق سطح القمر هههههههه
نائل بص له برفعة حاجب وبنبرة غيظ مصطنعة: مالكش دعوة يا بارد، سِبت لك الكوكب ببناته حب فيهم براحتك أما أنا اخترت حبيبتي خلاص!
كارا كانت بتراقب وائل، وعينيها بتنور بلون أخضر، بصت لـ نائل وبنبرة هادية كلها استغراب: نائل اتنين؟!
نائل ضحك وهز راسه بنفى:
تؤتؤ، ده وائل أخويا، نائل واحد بس واقف جنبك وبيحبك.
كارا غمضت عينيها، وظهر توهج أحمر حوالين جسمها، بسبب شعرها اللى اتغيّر لونه من فرط سعادتها: كارا سعيدة،
كارا بتحب نائل
همام كان واقف مكانه، ملامحه مش مفهومة، مشاعره مختلطة، مش قادر يبعد عينه عن الشاشة وقبل ما يستوعب اللى شايفه، حصل وميض شديد، واختفى نائل وكارا فجأة، وكل حاجة رجعت لطبيعتها كأن مافيش حاجة حصلت.
"عودة من الشاشة"
نائل كان واقف ساكت عينه ثابتة ع الشاشة اللي قدّامه، كل لحظة بتعدي قدام عينيه كأنها حلم جميل، كل حاجة كانت حقيقية أكتر من أي حاجة شافها فـ حياته، رمش بعينه ببطء اول مرة يتنفس بعمق من ساعة ما ساب الأرض،
بص لـ كارا ووشه فيه ملامح ارتياح عمره ما حسه قبل كدا
خطّى خطوة ناحيتها، ونبرته خرجت هادية لكن مليانة اندهاش: أنا مش مصدق اللى انا شوفته، معقول اللى بيحصل ده؟
كارا ابتسمت وقربت منه وهمست جنب ودنه بنبرة كلها إحساس: معقول حبيبي، كارا مستعدة تعمل المستحيل عشان نائل.
نائل مد إيده ليها وهو بيبتسم، ابتسامة صغيرة بس صادقة، مليانة حماس: دلوقتي أقدر أخوض معاكي حرب الوجود وانا مطمّن.
كارا بصّت له وعيونها بتلمع بـ لون الزمرد ومدت إيدها مسكت إيده وفـ اللحظة دي، كل حاجة حواليهم اختفت، وبقى مافيش غيرهم هما الاتنين وبس ودقات قلوبهم المسموعة وبنبرة دافية اقرب للهمس: ظننت أنني ولدتُ في عالمٍ لا يعرف الحب
حتى التقيتك.
كنتَ غريبًا عن أرضي
لكنك الوطن لروحي.
معك، كلّ النجوم باتت أقرب وكلّ الحروب أهون.
فكيف أخشى الهلاك، وأنا في حضرة من أحياني؟
نائل قرب منها أكتر ومسك إيدها يبوسها وباصص فـ عيونها بحب وبنبرة عاشق: كنتُ أظنّ أنّني عابرُ دربٍ في هذا الكون الواسع حتى التقت عيناكِ بعيناى، فتوقّف الزمن وتهاوى حولي كلُّ المنطق.
لم تعودي امرأةً فقط، بل صرتِ مجرّتي وصوتَ النبض في وريدي وطمأنينة الفوضى التي في داخلي.
ما حاجتي للأرض إن كنتِ انتِ سمائي؟
وما حاجتي للهواء إن لم تمتلئ أنفاسي من عبيركِ؟
أقسمُ، لو خيروني بين النجاة وبينكِ، لاخترتُ الغرق فيكِ طائعًا، عاشقًا، ومؤمنًا بكِ حتى آخر لحظات حياتي.
كارا بقلمي✍️________لبنى دراز
كارا صرخت من بعيد بخوف: نااااااائل......
يتبــــــــــع