أخر الاخبار

اسكريبت لن اعود بقلم ميمي الفصل الثالث

 لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فـاعف عني ، إلهي إن كان لي ذنب يحول بيني وبين إجابتك لدعائي فـاغفره لي ، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت .


لن اعود

اسكريبت لن اعود بقلم ميمي  الفصل الثالث

اسكريبت لن اعود بقلم ميمي

  الفصل الثالث 

انتهت صلاة العشاء و تبع حودة إخوة زينب الى خارج المسجد لتنضم اليهم زينب التى كان يعلو وجهها التجهم ، ليتجهوا جميعا الى مسكن حسن و حسين ، حتى وصلت زينب الى سكنها فى منزل زوجة ابيها و تدلف الى الداخل تاركة من خلفها الباب دون اغلاق 

لتسمع صوت حسين يقول : هنطلع احنا يا زينب بقى و لو احتاجتى اى حاجة اندهى علينا 

و بعد صعودهما الى الاعلى .. يتقدم حودة الى الداخل و هو يحمحم بصوته و يقول بتردد : انى زى ماوعدتك يا زوبة قدام الشيخ ابراهيم هسيبك هنا براحتك ، و هاجى اطل عليكى و اجيبلك طلباتك كل يوم 

زينب باقتطاب : تشكر .. انى مش محتاجة ايتها حاجة ، و اخواتى بيبعتولى طلباتى كلها مع هيما الصبى بتاعهم

حودة : مايصحش اخواتك يصرفوا عليكى و انتى على ذمتى يا زوبة ، ماتستقليش بيا  و تصغرينى بالاوى كده قدام اخواتك

زينب : ياسيدى بلاش اخواتى يجيبولى ، انى بشتغل و مش محتاجة حاجة من ايتها جيهة

حودة : يا بت الناس انتى بطنك قدامك شبرين ، شغل ايه بس اللى هتشتغليه من اساسه و انتى كده ، و ليه تشتغلى عند حد و انى موجود

زينب بحمية و فخر : انى مابشتغلش عند حد ، بالك انت الدكانة اللى على الإمة .. االى كنت واقفة فيها دى مع اخواتى وقت ماجيتلنا ، بتاعتى .. و هصطاد السمك و اروح الدكانة اشويه فيها و ابيعه

حودة : مبروك عليكى ، فكرة حلوة ، بس هتصطادى ازاى و انتى كده ، الشبك محتاج عافية جامدة 

زينب باصرار : معلش ، على ما بس اقف على رجلى و بعدها ابقى اشترى من الصيادين 

حودة بتفكير : طب ايه رايك .. خليكى انتى فى الدكان و انى هسرح و اصطاد و اللى يطلع اجيبهولك تاخدى منه اللى يلزمك تشويه ، و ابيع الباقى فى الحلقة

زينب و هى تزن الكلام بعقلها : بس انى عاوزة اوفر فى المصاريف .. انت كده هتكلفنى زيادة 

حودة : و هكلفك ليه بس يا بنت الناس .. و لا هو انتى فكرانى هاخد منك تمن السمك

زينب : اومال هاخده منك بلوشى 

حودة : لا يا زينب مش بلوشى ، انى هجيبلك السمك ده عشان مش عاوزك تروحى تصطادى و انتى كده 

زينب : و ما انى بصطاد من يوم ماطلقتنى ، ايه اللى جد يعنى 

حودة بمحايلة : يا زينب .. يرضيكى ابننا و اللا بنتنا لما يكبروا الناس تعايرهم ان ابوهم مش راجل و كان سايب امهم تروح ترمى الشبك و تصطاد بدراعها عشان تعرف تاكل و هى على ذمته برضك 

زينب بسخرية لاذعة : و من امتى اتعلمت الرجولة دى يا حودة

حودة و هو يعض على نواجذه : بكفاياكى نقرزة فيا بقى و استهدى بالله و طاوعينى ، و تعالى نردم على كل اللى حصل زمان و نفتح صفحة جديدة ، جربينى بس المرة دى يا بنت الناس .. مش هتندمى 

زينب : و لو ندمت 

حودة : يا ستى ساعتها ابقى اعملى كل اللى على كيفك 

زينب : ماشى يا حودة 

حودة بأمل : هتطاوعينى

زينب : قال خليك ورا الكداب لحد باب الدار 

حودة : مقبولة منك لجل خاطر ولى العهد 

زينب بترصد : الا لو انى ماكنتش حبلة يا حودة .. كنت هتعمل كل ده عشان ارجعلك

حودة : و هو انى اما جيتلك الضهرية .. كنت اعرف برضك انك حبلة ، ثم تنكرى انى حاولت اكتر من نوبة اتكلم معاكى و انتى اللى ماكنتيش بتدبنى ريق حلو

زينب : ماشى يا حودة .. اما نشوفو هترسى على ايه

حودة بسعادة : ماشى .. عاوزة السمك امتى عشان اعمل حسابى 

زينب : يعنى .. يومين كده اكون انا و اخواتى ظبطنا الدكان 

حودة : اول ما ارجع الصبح من البحر هوصل الطبالى لصاحب نصيبها و هجيلك على الدكان طوالى اشوفك محتاجة تعملى ايه و ايدى بايدك لحد ما اخليهولك عروسة


زينب بعدم تصديق : انت مش خايف من امى لو عرفت تعمل لك بوليكة

حودة : انتى عارفة انى بحب امك اد ايه ، بس انى دلوقتى بحبك انتى و اللى فى بطنك اكتر منى انى ذات نفسى 

زينب : ماشى يا حودة ، روح انت بقى عشان تلحق تنام و تعرف تقوم لشغلك الصبح

حودة : ماشى .. بس استنى ماتناميش هجيبلك اكلة حلوة كده تتعشى بيها قبل ماتنامى ، نفسك فى ايه نجيبهولك

زينب : لا ماتكلفش حالك ، انا عندى اكل 

حودة : اللى عندك يزيد ، بس سيبينى انى اجيبلك الاكل الليلة دى حلاوة رجوعنا لبعض ، و جهزى بطاقتك عشان هنروح بكرة للمأذون اعقد عليكى من تانى 

زينب : ماشى يا حودة

مر يومان و كان حودة بعد اعادة عقد القران ، كان حودة خلالهما يعود من صيده على دكان زينب ، و انتهى خلال اليومين من طلاء الدكان طلاءا جديدا و قام بعمل بعض الترميمات الضرورية 

و قام بتعليق اللافتة التى صنعها حسن و حسين و كتبوا عليها مشويات زينب البحرية

لتقرر زينب تحديد يوم بداية العمل ، فيقول حودة بحماس : قبل صلاة الضهر بساعة هتلاقينى عندك باللى ربنا يرزقنى بيه هصطاد على وشك و اسمك ، بس انتى ادعيلى

زينب باقتراح : اسرح معاك

حودة برفض : لأ.. اخاف عليكى من البحر 

زينب : و لا هو البحر يعنى جديد عليا 

حودة : لأ يا زوبة مش جديد ، بس برضة عمره ماكان جديد على كل غدر بيهم و خدهم مننا ، احنا بنبقى طالعين عليه كل يوم و ماحدش عارف ان كنا هنرجع كاملين و اللا ناقصين و اللا مش هنرجع خالص

زينب بضيق : لازمتها ايه السيرة دى دلوقتى بس 

حودة : لازمتها انك لازما تخافى على حالك ، الزمى دكانك يابنت الناس و ان شاء الله رزقك بجيكى على ايدى .. ادعيلى انتى بس بقلبك

زينب بصدق : ان شاء الله تروح و ترجع سالم غانم

حودة ببشر : اهو كده ، ياللا بقى عشان اروحك قبل ما اروح انى كمان 

و فى طريق ايصالها يصر على شراء انواع من الفاكهة التى يعلم حبها لها و ما ان دخلت مسكنها حتى وضع لها الفاكهة على المنضدة و قال : اغسلك منها حاجة و اجيبهالك 

زينب: انى هغسل و اكل ، استنى اجيبلك انت كمان منها 

حودة برفض : لا .. كلى انتى و اتهنى ، ياللا تصبحى على خير ، اشوفك بكرة بقى 

زينب : قول ان شاء الله 

حودة : ان شاء الله 

ليعود حودة الى منزل فرنسا ، و ما ان دخل الى باحته حتى وجدها تجلس متكئة و تستند براسها على يدها بضيق و تنظر اليه بامتعاض قائلة : خلاص .. سلمت دقنك كده للاخر و سايبها تسحبك انت راخر لامونة و عيالها زى الجحش

حودة : مين يسحب مين بس يا امة ، انى بحاول اصلح اللى حصل بناتنا اخر نوبة و عايز الين دماغها و اخليها تنسى اللى عملناه وياها

فرنسا باستنكار : و هو احنا كنا عملنا ايه غير اننا كنا عاوزين نفوقها 

حودة : يا امة احنا جينا عليها برضة بزيادة ، انتى ناسية اننا طردناها 

فرنسا : مش بسبب كلامها و عمايلها 

حودة : يا امة .. يا امة عشان خاطرى .. سيبينى اعرف اصالحها

فرنسا بتهكم : و اديك عامل لها خدك مداس من وقتها و هى سايقة فيها 

حودة : مين ده اللى خده مداس ، احنا كلنا شغالين ايدينا فى ايدين بعض ، و بعدين انتى ماشوفتيش اخواتها عملوا لها ايه 

فرنسا : اخوات الندامة بلا وكسة 

حودة : لا يا امة .. الشهادة لله دول شايلينها من فوق الارض شيل ، انى شفت بعينى 

فرنسا بانزعاج : هو انت اتفقت معاهم عليا يا ولا عشان تنقطونى 

حودة بتطيب خاطر : لا عاش و لا كان اللى بس يفكر يعكر مزاجك و انى عايش يا امة ، انى بس بحكيلك على اللى شفته قدام عينى 

فرنسا بسخرية : و اللى شايلينها من على الارض دولم .. مش هم برضك اللى سايبنها تشتغل و تاكل روحها يا فصيح زمانك 

حودة : لا هو انتى تايهة عن بنتك يا امة و نشوفية دماغها ، طب ده انى دريت انها ماكانتش معرفاهم بطلاقنا اللا بعد ماعدى ييجى تلت شهور و لحد ماكنا حدا الشيخ ابراهيم ماكانتش قايلة لحد فيهم ان احنا طردناها من البيت 

فرنسا بسخرية : و مين بقى اللى اكل عقلك بالكلمتين الحلوين دولم

حودة : يا امة هو انى عيل صغير هينضحك عليا ، ثم الشيخ ابراهيم بذات نفسه هو اللى قاللى الكلام ده 

فرنسا : و لا هو الشيخ بيجيلكم حدا الدكان

حودة : لأ.. بس هو قاللى الكلام ده ليلة ماكنا عنده فى الجامع ، خدنى بعيد عن اخواتها بعد صلاة العشا و حكالى 

فرنسا : الخلاصة عشان دماغى وجعتنى .. هترجعها هنا امتى ، انى مش عاجبنى قعدتها عند امونة

حودة بضيق : يا امة ابوس ايدك بقى .. سيبيها فى حالها 

فرنسا بصدمة : اسيبها فى حالها ، انت يا ولا ايه اللى شقلب حالك كده انى مش فاهمة 

حودة : بصى يا امة .. انى مش ناوى أجبرها على ايتها حاجة هى مش رايداها ، و بعدين انى اديت للشيخ ابراهيم كلمة ، انتى عاوزانى نطلعو عيل صغير قدامه و قدامها و قدام اخواتها الصغيرين كمان

فرنسا بحدة : يعنى هتسيبها تولد هناك 

حودة : مطرح ماهى عاوزة تولد بقى تكون .. المهم انها تبقى مبسوطة 

فرنسا : ده انت عاصر على روحك ليمونة عشان تتجوزها ، اومال لو كنت عاشقها كنت عملت ايه انى مش فاهمة 

حودة بذهول : يا امة .. يا امة دى بنتك 

فرنسا باصرار : انى بنتى ماتعصانيش و تكيدنى 

حودة بارهاق : طب انتى عاوزة ايه دلوقتى يا امة 

فرنسا : عاوزاك تجيبيهالى هنا

حودة : لما يجيها كيفها هتيجى 

فرنسا بغضب : ماهو اسمع بقى ، انت لو فضلت على حالك ده و فضلت مطاوعها و سايبها عند امونة و كمان لازقلها هناك .. يبقى انت راخر تشوفلك حتة تانية تقعد فيها

حودة بصدمة : انتى بتطردينى يا امة

فرنسا : افهما زى ماتفهمها ، طالما انتو سايبنى اشرب من المالح و ماشيين تعملوا اللى على كيفكم ، يبقى انى مش عاوزة اشوف وش حد فيكم تانى 

حودة بحزن : كتر خيرك 

ليتركها و يتجه الى الاعلى لدقائق قليلة ، ثم يعود مرة اخرى و هو يحمل احدى الشراشف المكومة على كتفه و التى قد صر بها بعض ملابسه و ذهب فى اتجاه الباب و قال قبل انصرافه : انى برضك عمرى ما هنسالك ابدا ان انتى اللى ربتينى و كبرتينى ، و اى وقت تعوزينى فيه .. هتلاقينى تحت رجليكى

ليقضى حودة ليلته بمركب صيده الصغير دون ان تغمض له عين ، و ما ان بدأت تباشير الفجر الا و اتجه بقاربه الى عرض البحر و قام برمي شباكه على اسم زينب 

و قبل العاشرة صباحا .. كانت زينب بدكانها ، فتحت الابواب و قامت بتشغيل المذياع و تركت صوت  القرآن الكريم يصدح بالمكان ليهل عليها حودة و هو يقود امامه عربة خشبية عتيقة و يقول بصوت جهورى : يا صباح الرزق الحلال 

لتبتسم زينب عند سماعها جملة ابيها المفضلة و تقول : يا صباح الفضل و البركة 

ثم تنظر الى العربة و تقول بانبهار : الله اكبر ، بسم الله ماشاءالله ، الطبالى دى بتاعة مين يا حودة 

حودة بفخر : بتاعتك يا ست البنات ، خدى منها كل اللى يعجبك حتى لو عاوزاها كلها مش هعزهم عليكى 

لتتقدم من العربة و تقول : يعنى ده رزقك انت بس النهاردة و اللا معاك رزق حد تانى 

حودة : انى رميت الشبك على اسمك زى ما اتفقنا امبارح و ربنا رزقنى باللى انتى شايفاه ده

زينب : يا صلاة النبى 

حودة : عليه الصلاة و السلام ، ها .. عجبك

زينب : الا عجبنى ، لا و كمان قسمت و صنفت 

حودة : ده انى راجع من البحر قبل تمانية و لولا انى خفت ما الاقيكيش فتحتى كنا جينالك بدرى كمان عن كده ، قوليلى بقى ارص ايه و فين 

لتبدأ زينب فى تقسيم الصيد و توزيعه مابين المبرد و الطاولات و الثلج ، حتى اكتفت و قالت : كده كفاية اوى النهاردة 

حودة : ماتاخدى كمان لسه الفريزر فيه مكان اهو

زينب : لأ كفاية كده ، على الله ربنا يبعتلهم زبونهم 

ليمد حودة لها يده بطاولة ممتلئة من الجمبرى و الكابوريا و يقول : طب خدى دول كمانى 

زينب : كفاية اللى اخدته

حودة : دولم عشانك انتى و اخواتك ، اعملى اكلة حلوة كده و اتغدى كويس و ابعتى لاخواتك و امهم منها 

زينب و هى تحاول مداراة فرحتها من حديثه : طب مانى خدت ياما و ممكن ابعتلهم منه

حودة : لا .. خلى اللى خدتيه للشغل ، انما دولم ليكو ، ياللا هتوكل انى على الحلقة و اما اخلص هرد عليكى من تانى 

زينب : ماشى 

و بالفعل لم يمضى وقتا طويلا قبل ان يعود حودة اليها ليجدها قد بدأت العمل بالفعل و وجد بعض الزبائن يقفون امام الدكان ينتظرون دورهم 

ليشمر عن ساعديه و يدلف الى الداخل و يقوم بما تمليه عليه زينب من تلبية طلبات الزبائن 

ليمر اليوم الاول بكثير من العمل و الكثير ايضا من الربح لتقول زينب ببهجة : انى ماكنتس مفكرة ان  الدكانة ممكن تشتغل كده 

حودة : البركة فى اخواتك .. دول عملولك دعاية و لا اعلانات التلفزيون ، ده كان فاضل يعلقوا يفط على الكورنيش

زينب بعتاب مبطن : عشان تصدقوا انهم يستاهلوا

حودة : اوعاكى تنسى انهم ولاد عمى 

زينب : انت اللى كنت ناسى 

حودة : يووه يا زوبة ، و لا هو انتى يعنى تايهة عن كلام امى فرنسا ، و بامانة الله انى برضك عمرى ما اختلطت بيهم حتى وقت ما عمى الله يرحمه كان عايش ، امى فرنسا كانت محرمة عليا اهوب يمتهم 

زينب بسخرية : طب و ماهى كانت محرمة عليا انى راخرة ، حتى كانت محرمة عليا اجى لابويا ، بس كنت بجيله من وراكم و عمره ماقاللى كلمة عفشة عنها و لا عنك ، و لا عمرى شفت من اخواتى حاجة تكدرنى و لا حتى من خالتى امونة .. مراة ابويا اللى شفت منها حنية ماشفتهاش من امى اللى ولدتنى 

حودة : ماتزعليش من امك يا زوبة ، مهما ان كان الغيرة مرة برضك ، طب بالك انتى لما كنت بشوفك قاعدة على البحر يوماتى وقت العصرية .. كان هاين عليا اجيبك من شعرك

زينب باستنكار : وايه الجديد 

حودة : افهمى بس الاول ، اصل الصراحة انى لما لقيتك بتقعدى كل يوم فى نفس الحتة و نفس الوقت كمان فكرتك يعنى بتبقى قاعدة مستنية حد .. عقلى شت منى ، و شت بزيادة اما لقيتك بتقوليلى انت خلاص مابقالكش حاجة عندى و سيبتينى و مشيتى

زينب : انى مش فاهمة حاجة 

حودة بضيق : اللى جه فى بالى وقتها انك ماصدقتى خلصتى منى و وليفتى على حد غيرى 

زينب بحدة : قطع لسانك ، ما عاش و لا كان اللى  يفكر فيا التفكير البطال ده  

حودة بابتسامة : يا بت غيرت عليكى و حسيت انك روحتى من ايدى 

زينب بسخرية : لا و انت الحق ينقال كنت بتموت فى دباديبى و بتغير عليا موت

حودة : انى عارف انه ماحصلش قبل كده ، بس اهو حصل بقى و خلاص

زينب : و لما هو حصل .. ايه اللى خلاك تفضل كل ده من غير ماتحاول حتى تعرف انى عايشة ازاى 

حودة بخجل : مش هنكدبوا عليكى ، امى فرنسا كانت مفهمانى انك مسيرك ترجعى من نفسك ، و ان يعنى مراة ابوكى و اخواتك مس هيتحملوكى كتير و مسيرهم يطردوكى هم راخرين و ساعتها مش هيبقى ليكى ماوى غيرنا 

زينب باستنكار : كان ساعتها .. هيبقى المالح اولابى من انى ارجع لكم بعد اللى عملتوه فيا 

حودة : نردم بقى على القديم يا زوبة و خلونا نفرحوا بالدكان 

زينب : ايوووه .. مانت اللى قلبت علينا المواجع يا جدع 

حودة : حقك عليا ، خلونا فى المهم .. انتى لازما يبقى معاكى هنا صبى يساعدك وقت اما ابقى انى مش موجود

زينب : شوية كده بس على ما اقف على رجلى و نبقو نشوفوا الحكاية دى 

حودة و هو يشير الى النقود التى بيدها : اول حاجة تعمليها انك تركنى ايجار الدكان و الكهربا ، و ان شاء الله اللى يتفضل معاكى شيليه بقى بمعرفتك او افتحى بيهم دفتر فى البوسطة

زينب : و على ايه بوسطة .. انى عاملة حسابى انى هشيل اللى هيتبقى عشان فلوس الولادة 

حودة : و هو انى اكتع .. مش هنعرفوا نشيل مصاريف ولادتك

زينب بترصد : و لا هو انت ناوى تتكفل بولادتى 

حودة باستنكار : و لا هو انى مش راجل و ملزم انى اعمل كده ، هو انتى مش مراتى و اللى فى بطنك ده انى ابوه

زينب : اللى انى اقصده يعنى انك ماكنتش تعرف اصلا بالحكاية دى غير من كام يوم بس و تلاقيك يعنى ماحطيتش فى بالك و مش عامل حسابك ، انما انى من وقت ماعرفت و انى عاملة حسابى لكل حاجة 

حودة : الكلام ده كان قبل ما انى اعرف ، انما طالما عرفت يبقى خلاص انى هنعملوا كل حاجة و هشيل كل المصاريف ، و ليكى عليا انك بس تشاورى على الحتة اللى عاوزة تولدى فيها و انى رقبتى سدادة ، و كمان عاوزك يوم اجازة الدكان تنزلى معايا نشترى كده كام حاجة للنونو و كمان تجيبيلك جلابيتين جداد يكونوا واسعين و برحين كده عليكى عشان ماتزنقيش على بطنك

زينب : ماشى .. اما ين/ك/سر بس معايا قرش حلو كده

حودة بامتعاض : و انتى مالك بس بالقرش ين/ك/سر و اللا يفضل سليم ، لا هو انتى مفكرة انى هخليكى تحطى جنى واحد من حيبك

زينب : مانت هتشيل فلوس الولادة كفاية

حودة : انى بقولك اهو من دلوقتى ، مافيش جنى واحد هتحطيه فى حاجة ، و كل جنى تكسبيه ده بتاعك انتى انى ماليش فيه مليم

زينب : طب ما انت مش راضى تاخد تمن السمك اللى هتجيبهولى ، يعنى المفروض بقى بحق ربنا تبقى شريكى فى المكسب 

حودة : يا بت افهمى .. انى لو عليا مش عاوزك تطلعى برة البيت من اصله ، بس عشان ما ازعلكيش سايبك تنزلى الدكان ، لكن انتى على ذمتى و لازما عليا اشيلك و اشيل طلباتك ، و انى لا يمكن كنا نسيبوكى تنزلى تصطادى بنفسك ابدا ، فالسمك اللى بجيبه ده تمن قعدتك و راحتك لحد ما تقومى بالسلامة 

زينب و كأنها لا تصدق ما تسمعه : انت بتتكلم جد يا حودة

حودة : ايوووه .. ايوة بتكلم جد و جد الجد كمان 

.. نسيتينى .. انتى بعتتى الجمبرى لاخواتك و اللا نسيتى زيى 

زينب : لا .. قالولى نبقى نتعشى كلنا بالليل سوا 

حودة : طب انى هقوم انضفه و اعمله 

زينب : طب ما انى هعمله

حودة : انى اللى عاوز اعمله .. انتى كفاية عليكى تعب لحد كده النهاردة 

زينب : طب ما انت كمان صاحى من الفجرية و ماقعدتش على حيلك من ساعتها و ادينا داخلين على المغرب اهو

حودة : انى مانمتش من امبارح اصلا 

زينب : طب ريح حبة و انى هعمل الاكل 

حودة : طب اقول لك .. اعمليلنا انتى شوية رز بالجمبرى عشان بيطلع من بين ايديكى حلو ، و انى هعمل الجمبرى و الكابوريا و يارب يطلع هو كمان حلو زى اللى بتعمليه ، بس خلينا نخلصوا قوامك عشان انتى كمان تلحقى تاكلى كويس

لتبتسم زينب و تقول : ماشى 

و عندما رأى ابتسامتها قال بمرح : بس عينك منى و انى شغال لجل نفسك يبقى معايا 

زينب ببعض التردد و هى تحاول تغيير الحديث بعد ان قد ادركت انه يحاول خطب ودها مرة اخرى : ابقى اعمل حساب امى فى لقمة معاك و انت مروح

حودة بامتعاض خفى : لا مانى مش هنروحوا على البيت 

زينب : اومال هتروح على فين

حودة : انى هنروحوا نبات فى المركب 

زينب بدهشة : لا هو انت متعارك مع امى 

حودة بتنهيدة مثقلة و هو لم يتوقف عن ما يفعله : و انى من امتى بنتعاركوا مع امك يا زوبة

زينب : و من امتى بتبات فى المركب

ليترك حودة ما بيده و ينظر لزينب باستحياء و تردد و يقول : انى بنبات فى المركب من امبارح

زينب : ده انت سايب البيت بقى

حودة بعين مكسو. رة : امى فرنسا طردانى من امبارح

زينب بصدمة : طردتك

حودة بخجل : زى ما انى سبق و طردتك ، هى راخرة عملتها فيا امبارح ، ان جيتى للحق على اد زعلى منها على اد زعلى من روحى لانى افتكرت يوم ماعملتها معاكى ، و لقيت انها كانت غلطة كبيرة اوى 

زينب : طب برضك انت ماقلتليش هى عملت كده معاك ليه 

حودة و هو يعود الى العمل مرة أخرى : علشان مارضيتش اوافقها على اللى هى عاوزانى نعملوه

زينب : و اللى يبقى ايه بقى ده

حودة : انى ارجعك هناك غصب عنك و راسها و الف ترباس انك لازما تولدى و انتى عندها 

زينب : عمرك ما عملتها و وقفت قدام امى يا حودة ، لا و كمان اما وقفت قدامها كان عشانى 

حودة : امك بتحبك يا زوبة ، ده انتى ضناها و ماعندهاس اغلى منك ، بس هى ليها حسبة تانية فى دماغها و مش عاوزة تمشى غيرها

زينب : انهى حسبة دى بقى 

حودة : مش عاوزة تنسى ان امونة كانت ضرتها 

زينب بشجن : تعرف لو كنت لقيت منها سوية حنية عليا ، يمكن كنت انى كمان كرهت خالة امونة مهما شفت منها طيب ، لكن امى من يوم ما وعيت على الدنيا و هى محسسانى انى سبب كل حاجة عفشة حصلت لها

حودة : امك غلبانة .. لولاش بس لسانها اللى منقوع فى ماية براطيش ده كانت تبقى زى الفل

زينب : طب يعنى مش هتبقى تطل عليها حتى و توديلها لقمة كده و اللا كده 

حودة : حاضر يا زوبة ماتشيليش هم ، هعدى عليها اسيبلها الاكل و امشى ، ادعيلى انتى بس ماتخبطنيش بحاجة تفتحلى نفوخى تجيب اجلى

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-