أخر الاخبار

ترويض ادم للكاتبة بتول طه الفصل الثاني

 الفصل السابق

ترويض ادم للكاتبة بتول  طه

الفصل الثاني


"مين؟" ارتعشت نبرتها وشعرت شيرين بفزع ودقاب قلبها تكاد أن يسمعها العالم أجمع


"اتفضلي افتحي الباب"آتى من خلف الباب صوت انثوي تعرفه شيرين جيداً ليُطمئنها ولكن جاء مليء بالغضب لتتنفس هي في توتر من مواجهتها ثم فتحت الباب


"لو مدتنيش سبب ونطقتي وقولتيلي حإجة معقولة كده اصدقها هاقطع علاقتي بيكي حالاً ولا أنا صاحبتك ولا أعرفك" عقدت ذراعيها ونبرتها متحفزة لعراك ولكنها لانت قليلاً بعد أن امعنت النظر إلي شيرين وهي متأكدة أن صديقتها ليست بخير "ايه يا شيرين يا حبيبتي مالك فيكي ايه؟!" احتضنت حبيبة شيرين وهي تحاول معرفة ما حدث خاصة وأن عيناها المنتفختان من آثار البكاء أخافتها.


"كريم خاني يا حبيبة.. خانني" أجهشت بالبكاء في حضن صديقتها وهي لا تعلم ماذا تفعل.


"أقف كده وبصلي وقولي إنها كدابة!! بصلي وفوق من اللي أنت فيه ده وقولي بصراحة ايه اللي حصل؟! قولي إن اللي سمعته ده محصلش!" صاح في صديقه وابن عمه مصدوماً مشدوهاً محاولاً تكذيب ما سمعه من الأنباء منذ قليل

"أقف كده وبصلي وقولي إنها كدابة!! بصلي وفوق من اللي أنت فيه ده وقولي بصراحة ايه اللي حصل؟! قولي إن اللي سمعته ده محصلش!" صاح في صديقه وابن عمه مصدوماً مشدوهاً محاولاً تكذيب ما سمعه من الأنباء منذ قليل


"آف عليك يا مراد! أنت تعرفني أكتر من نفسي يا أخي، بقا بعد كل السنين دي هتصدق واحدة وسخة زيها؟!" رد صوت رخيم أجش مجيباً اياه ببروداً كالثلج كأن ما سمعه ليس له تأثير عليه.


"أنت أغتصبتها بجد يا آدم؟" صاح سائلاً بلهفة واقفاً أمامه وحدق في عيناه الرمادية الباردة وتريث مراد لبرهة حتى يعطيه الفرصة ليجيب


"لأ!!" جاءت إجابته بمنتهى البرود وكأن الأمر بسيط ولا يؤثر به نهائياً


"يا أخي حرام عليك، أنت ازاي بارد كده زي جبل التلج!! مأثرش فيك اللي سمعته ده كله؟ مش شايف إن مستقبلك ممكن يتدمر بأخبار زي دي؟ يا أخي أنا زهقت من برودك وأسلوبك ده" صاح به مراد غاضباً


تبسم آدم ابتسامة لا يعرفها إلا مراد، مليئة بعدم الاكتراث والشر، التف بعيداً وأعطاه ظهره ثم غادره ليتبعه مراد مهرولاً خلفه إلي الخارج لينظر ماذا سيفعل فهو كالعادة غير متوقع ولا يعرف بماذا قد يفكر وماذا ستكون رد فعله.


تبعه للحديقة الفارهة محاولاً اللحاق بخطوات هذا البارد المجرد من المشاعر تماماً ليكمل آدم طريقه في حديقة منزله المنمقة بعناية، عشب مجذوذ يخطو عليه، شجر مشذب فارع يحاوط الحديقة كأنه سور اضافي يمنع انظار الجميع ولا يسمح باختلاس النظر إلي قصره البهو، أكمل إلي ممر يسع لشخصين بالمرور ثم بعدها خلع رداء استحمام اسود كالفحم وقفز في المياه.


"لا ده بجد؟ حبكت معاك دلوقتي وهتسيبني كده؟" لحقه مراد صارخاً به


"عايزني يعني أعمل ايه؟" جاوبه مخللاً يديه في شعره الأسود غير مكترثاً لكلام مراد وحدق به ببرود من المسبح


"ياخي حس على دمك، قولي مثلاً ايه اللي حصل، ولا أنت عملت ايه معاها عشان تقول الكلام ده عليك للصحافة.. حسسني إنك مهتم بأي حاجة" أخبره مراد بنفاذ صبر


تبسم آدم ثانية بإستفزاز وعاد ليسبح مجدداً لدقيقتان بطول المسبح كله ثم اتكأ بذراعيه الرجوليتين المنحوتتين كإله روماني على أحد حواف المسبح ثم قفز بالمياة ليقف خارج المسبح مخللاً خصلات شعره المبلله الذي يصل إلي أعلى رقبته العريضة وملامحه يعتريها البرود، توجه ليرتدي رداءه مرة أخرى وجلس ممداً جسده الطويل بجانب مراد الجالس مدهوشاً من تصرفاته وأغمض عيناه ثم تحدث


"كانت عايزانا نتجوز وأنا سبتها" أخبره بهدوء


"ببساطة كده؟ هو ده السبب اللي خلاها تقول للدنيا كلها إنك أغتصبتها؟!"


"يمكن.."


"يا ابني ارحمني أبوس ايدك، بص يا آدم أنا مش فايق ولا مزاجي يسمح لبرودك ده، يا تتكلم معايا كده وأنت فايقلي وتقولي كلام منطقي أقدر أفهم منه حاجة وتشوف حل للمصيبة دي معايا وإلا وحياة بنتي هاسيبك وامشي ومش راجع تاني"


"طيب" زفر آدم قليلاً واعتدل في جلسته ناظراً لمراد "أنت عارف يا مراد إنك صاحبي الوحيد واللي باقيلي من عيلتي وبعتبرك زي أخويا الكبير.. وأنت عارف كويس إني مبغصبش ست على حاجة، وبعدين لو فرضنا إني عايز أغتصب واحدة، ده أنا الستات كلها تقفلي صف عشان أختار منهم بمزاجي" حدثه بزهو وغرور


"يا آدم حرام عليك.. اتكلم بمنطق شوية بقا وبطل أسلوبك ده" صاح بحنق


"أنت عارف كويس إن أنا مش عايزها، والجواز ده كان بترتيب بين أبويا وأبوها وساعتها مكنش في ايدي أختار عشان كانت وصية أبويا الوحيدة!" سكت قليلاً ثم أكمل محدقاً في عينيه "مراد!! صدقني أنا حاولت ومش قادر استحمل معاها أكتر من كده، ولدرجة حتى إنها عرضت نفسها عليا أمتر من مرة وأنا مكنتش بحس بحاجة ناحيتها، كان الحل الوحيد قدامي في الآخر إني قولتلها ننفصل وأننا مش هنقدر نكمل مع بعض"


"متقلقش هنتصرف" تنهد آدم متحدثاً ليرى مراد أمامه يمسح على وجهه بيداه الاثنان وليس لديه علم بما يقول ثم ربت آدم على قدمه "أكيد هنلاقي حل للأخبار دي، وأنت يالا قوم بدل ما ليلي تزعقلك عشان أتأخرت"


"مظنش أنها هتسمحلي أدخل البيت أساساً" قال ساخراً مفكراً بما قد تفعله زوجته


"يالا تصبح على خير" تبسم آدم باقتضاب ثم تركه مغادراً لمنزله بالداخل.


"يالا تصبح على خير" تبسم آدم باقتضاب ثم تركه مغادراً لمنزله بالداخل

"يا حتة كلب يا حيوان!!" صاحت حبيبة بغضب "بس أنا كمان زعلانة منك.. ليه مجتيليش؟ مش أنا المفروض صاحبتك؟ كنتي بتفكري في ايه بغبائك ده؟ هتفضلي مثلاً قاعدة هنا طول عمرك وهتلاقي كل حاجة بتتحل لوحدها؟؟!"


"معرفش يا حبيبة!! بس ساعتها مكنتش قادرة أواجه حد خالص" سكتت قليلاً ثم صاحت سائلة في دهشة "أنتي أزاي عرفتي إني هنا؟"


"الزفت ده كلمني من يومين ولقيته بيسأني عنك فاستغربت بصراحة و.."


"أوعي تكوني قولتيله أنا قاعدة فين" قاطعتها بفزع موسعة عيناها في خوف


"عيب عليكي.. متقلقيش"ابتسمت في فخر "أنا عارفة كويس إنه يعرف عنك كل حاجة.. رايحة فين وجاية منين، وبتاكلي ايه، وبتشوفي مين، وبتخرجـ.."


"وبعدين ايه اللي حصل؟" قاطعتها مجدداً لأنها لا تريد أن تتذكر ما تعلمه جيداً وتحفظه عن ظهر قلب.


"استنيتك يا زفتة عشان تكلميني.. وفضلت أقول طب هتتكلم، طب مشغولة.. وبعدين صراحة مقدرتش استنى، فضلت أفكر كويس تكوني فين وايه المكان اللي ميعرفهوش الحيوان التاني ده لغاية ما افتكرت شقة اسكندرية.. متنسيش إن مامتي ومامتك جابو الشقق دي واحنا صغيرين عشان نلعب سوا ونفضل مع بعض في الصيف.. ياااه.. كانت أيام.. مامتك وحشتني أوي يا شيري" تنهدت مبتسمة نصف ابتسامة "بس يا ستي وبردو فكرت إنك استحالة تروحي الشاليه عشان عارفة إنه يعرف عنوانه وأكيد سأل عليكي هناك.. عشان كده حسيت إنك هنا وجيتلك جري"


"أنا قولت ليوسف قبل ما آجي هنا يلغي كل حاجة مع شركة الإنتاج" أخذت شيرين نفس عميق ثم نظرت لها قليلاً ثم زفرته في هدوء وتفقدتها بعسليتاها


"بجد؟!" صاحت بدهشة وابتسامة فخورة "ايوة بقا هي دي بنوتي.. اديله فوق نفوخه كمان وأنا في ضهرك ومعاكي.. بس استني.. قوليلي كده كان المفروض تمضوا على العقود امتى؟"


''النهاردة كده على الساعة حداشر" أجابتها بوهن فهي لا تصدق أنها قد أضاعت بلحظه ما عملت عليه لسنوات


"أهو لقيته" صاحت حبيبة بعد أن ضيقت عيناها قليلاً ثم قامت تبحث عن جهاز التحكم عن بعد حتى وجدته ضغطت زراً لمشاهدة الأخبار


"ده كان إدعاء الممثل الصاعد كريم لطفي اللي وجهه لمديرة أعماله السابقة شيرين عصام.. ومعانا دلوقتي مكالمة ومداخلة من الممثلة دينا عبد العظيم اللي بتمثل معاه آخر أفلامه بإعتبارها آخر الناس اللي شافتها من يوم إختفائها.."


- معرفش.. كانت آخر مرة شوفتها كانت من تلت أيام في الاستوديو وكل حاجة كانت طبيعية وفجأة اختفت بعد ما كريم سألنا كلنا عليها وفضل يدور عليها في الاستوديو كله واتصل بينا وسألنا لو شوفناها وأنا قولتله إنها كانت ماشية برا الاستوديو ومكنش معاها حد ولا قالت لحد إنها ماشية


- طيب شايفة إن إدعاء كريم لطفي إنها سرقت منه فلوس وبعدين أختفت ده إدعاء صحيح؟


- معرفش بصراحة، بس من الممكن إ أي حد اليومين دول يتعرض للكدب والسرقة من مديرين الأعمال، احنا كتير أوي بنقع في ناس مش كويسين، وعموماً...."


أغلقت حبيبة التلفاز فوراً بعدما أجهشت شيرين بالبكاء خوفاً من أن تسوء حالتها بالإستماع لتلك الأفعى.. هي حقاً لا زالت لا تستطيع أن تصدق ما فعله هذا الحقير مع صديقتها الوحيدة


"ده دمرني يا حبيبة.. أنتي متخيلة عمل فيا ايه؟!" صاحت بين نحيبها في حُرقة لتهرول حبيبة معانقة اياها


"حتة الحيوان المتخلف ده" رددت حبيبة بعصبية


"هاعمل ايه أنا دلوقتي؟ مش مكفيه إنه خدعني وخانني بعد السنين ديه كلها لأ ده كمان بيشوه سمعتي قدام الناس وإستحالة أشتغل تاني.. وكمان ليه عين وبيقول إني سرقته؟! الزفت ده عنده كل الحسابات في البنك بإسمه، وحتى اللي محوشاه أنا زي العبيطة كنت بحطه في حساباته، ومكنش بيسبلي إلا شوية فكة وبيتحجج إنه عايز يسعدني ويجبلي نجوم السما ويعيشني مرتاحة" تعالى بكائها وهي تشعر بالحزن الشديد خاصةً عندما مرت تلك الذكريات التي جمعتهما سوياً وكيف كان يتصرف معها عندما يتعلق الأمر بالأموال "يارب أنا هاعمل ايه بس دلوقتي بعد المصيبة دي؟" تحدثت سائلة في حزن


"شيرين يا حبيبتي، أنتي شاطرة وذكية وعملتي من الكلب ده حاجة بسبب مجهودك وتعبك.. كل اللي هتعمليه إنك هتشتغلي تاني وتوقفي على رجليكي من أول وجديد وهتنجحي مع أي شخص إن شاء الله.. متخفيش" أخبرتها صديقتها وهي تتمنى أن تنجح في تهدئتها


"يا حبيبية ازاي بس!! أنتي متعرفيش تصريح زي ده ممكن يدمر حياتي ومستقبلي و career كامل ولسنين كمان، متخيلة لما آجي أشتغل مع حد كفاية يعرف إني سرقته.. وبعدين أنا كمان هاعيش ازاي، ده أنا يا دوب معايا اللي يكفيني لكام شهر.. طب وبعدين هاعمل ايه؟!"


"متقلقيش كده واجمدي.. أنا هاكلم يوسف و..."


"لأ بلاش يوسف تاني" قاطعتها مسرعة "كفاية إنه اتحط في موقف زي الزفت بسببي، أنا مش عايزة أسببله مشاكل تاني"


"يا بنتي يوسف ده صاحبنا من زمان، وعارفه كويس إنه بيحبك زي أخته وهايقبل يساعدك بالذات بعد ما يعرف اللي عمله كريم"


"كريم .. كريم.. كريم.. أنا قرفت من الإسم ده وكرهته.. أنا مش عايزة أسمع اسمه تاني أرجوكي" توسلتها بعسليتاها الدامعتان ثم تريثت قليلاً لتُفكر ونظرت لها بجدية وخوف بآن واحد "بس.. بس دلوقتي كلام الزفت ده معناه ايه؟ تعتبر قضية مش كده؟!"


"متقلقيش ولا تخافي من شوية كلام ملهومش لازمة وسيبي الموضوع ده عليا.. متنسيش إني شغالة في أكبر مكاتب المحاماة في البلد وأختك محامية عقر يعني.. اديني أنتي بس توكيل لو حصل حاجة وأنا هخليه يندم إنه فتح بقه ولا قال عليكي كلمة وهخلي عيشته سودا!! سيبك من الموضوع ده وأهم حاجة تركزي في اللي جاي، مستقبلك وحياتك وشغلك أهم من كلب زي ده، متحطيهوش في دماغك ولا تخلي اللي عمله يحبطك"


"مستقبل!!" تحدثت شيرين بسخرية "مستقبل ايه بقا ما خلاص دمرني باللي عمله" همست بحسرة شديدة


"متضعفيش كده واجمدي ووريه إنك تقدري تشتغلي مع اللي أحسن منه، خليه يتحسر عليكي، وأكيد هتلاقي اللي أحسن منه، وأنتي بردو خبرتك كويسة في المجال وكنتي شاطرة جداً في الجامعة وهتقدري تبقي أحسن من ما كنتي كمان" تنهدت شيرين ونظرت لها وليس لديها أي قدرة على الكلام فلا تعلم ماذا تقول! هي حتى قد فقدت الثقة بنفسها بعدما فعله بها!


"فرفشي كده وفكي وأنا هاقوم أكلم يوسف وهو هيلاقيلك شغل إن شاء الله وهاقولك قاللي ايه" أخبرتها حبيبة بإبتسامة مقتضبة حتى تشجعها وتحاول أن تطمئنها لتهز هي رأسها في موافقة وكأنها تستطيع الاختيار فهي ليس لديها أي حلول أخرى خاصةً أن كريم بما وجهه لها علناً أغلب معارفه سيقفون بصفه.


بعد تحدث حبيبة إلي يوسف أخبرت شيرين أنه يحتاج بعض الوقت ليجد لها فرصة أخرى، كما صممت أن تمكث معها في بيتها حيث أنها لا تستطيع تركها هنا وحدها دون أي أحد بجانبها. وبالطبع لم تدع لها فرصة للإ ختيار وحزمت حقائبها وغادرتا للرجوع لمنزل حبيبة.


"صباح الخير" نادى مراد ولكن لم يجد إجابة وأكتفى آدم بأن أومأ له دون النظر مباشرةً لعينيه ثم لم يُصدق مراد أنه يُمسك بيده زجاجة فودكا نصفها ممتلئ

"صباح الخير" نادى مراد ولكن لم يجد إجابة وأكتفى آدم بأن أومأ له دون النظر مباشرةً لعينيه ثم لم يُصدق مراد أنه يُمسك بيده زجاجة فودكا نصفها ممتلئ


"ايه الزفت اللي أنت بتعمله ده؟! مش بدري شوية!" صاح به بسئم مما يفعله


"يا تسيبني يا تسكت.. مش عايز وجع دماغ" رد ببرود كعادته وصوته بالكاد يُسمع وكانت نبرته خالية تماماً من أية مشاعر تذكر


"آدم!! أنا مش هاقدر أقعد معاك النهاردة ومعنديش وقت، لازم الحق اجتماع مهم في الشركة بما إن طبعاً حضرتك رفضت حضوره وخلتني أنا أشيل مكانك.."


"ها وبعدين.." سأله بدون النظر إليه وبدت نبرته جامدة


"ايه اللي وبعدين.. قوم يا أخي فوق ولا أعملك حاجة مش هاتفضل تسكر ومرزوع في البيت، التمثيل قررت كده فجأة تاخد أجازة منه ملهاش أي أسباب، وشركة عمي مروحتهاش بقالك شهر.. هتعمل ايه بقا دلوقتي؟ خطتك المهمة جداً اللي بتحضرلها ايه؟!


"ولا حاجة"


"يارب.. يارب اديني الصبر من عندك عشان استحمل الديب فريزر ده" تمتم مستنجداً ثم أكمل بخوف "بصراحة يا آدم أنا كنت عايز أكلمك في موضوع كده"


"اتكلم" زفر بملل ورفع الزجاجة ليتجرع منها مرة أخرى


"النهاردة بليل هاجيلك ونقعد سوا نتكلم" رد بتردد


"يا دلوقتي يا بلاش!" أخبره آمراً بعد أن نظر له وقد فهم أن هناك مصيبة تقع وراء تردد مراد هذا.


"لو تعرف أنا بكره ردك اللي على القد ده ازاي" أخبره بإنفعال ثم عقد حاجبيه وحاول أن يآخذ العديد من الأنفاس وازداد ارتباكه "أنا.. أنا هاسيب موضوع مدير أعمالك ده" آتت نبرته خائفة أكثر منها متوترة لينظر له آدم نظرة ثاقبة مليئة بالغضب وعقد حاجبيه في استفسار


"بص بس.. أنا مكنتش ناوي على الموضوع ده دلوقتي وأوعى تفتكر إن ده عشان تصريحات الإغتصاب.. أنت.. أنت عارف ليلى عاملة ازاي وموقفها من شغلي معاك من زمان.. وأكيد مش هاسيبك ودايماً معاك في الشركة وهاكون جنبك وهاجبلك بديل ممتاز و.."


"كفاية.." قاطعه ببرود وكأن شيئاً لم يكن وعاد لزجاجة الفودكا مرة أخرى ليتجرع منها


"أرجوك يا آدم متحسسنيش بالذنب.." همهم بحزن


"اعمل اللي أنت عايزه" أخبره بإقتضاب لاذع


"متقلقش.. أنا بعد بكرة فيه حد هيبعتلي كذا CV عشان نختار مدير أعمال شاطر، متخفش، أنا مش هاسيب مكاني إلا لما تكون كل حاجة تمام وزي ما أنا ما كنت موجود الظبط"


أومأ آدم ببرود وتركه صاعداً غرفته وبيده زجاجة الفودكا ولم يعلم مراد ماذا يفعل؟! هو بالطبع لا يريد أن يتركه ولكن بعد تقدم سنه ومشاجراته التي لا تنتهي مع زوجته لم تترك له حلاً آخر، كما يعلم جيداً أنه إذا ذهب وراء آدم لن يحل حديثه معه شيئاً، فتوجه لحضور الاجتماع وهو يتمنى أن تمر هذه الأيام على خير..


أومأ آدم ببرود وتركه صاعداً غرفته وبيده زجاجة الفودكا ولم يعلم مراد ماذا يفعل؟! هو بالطبع لا يريد أن يتركه ولكن بعد تقدم سنه ومشاجراته التي لا تنتهي مع زوجته لم تترك له حلاً آخر، كما يعلم جيداً أنه إذا ذهب وراء آدم لن يحل حديثه معه شيئاً، فتوجه لح...

بعد رجوع كل من شيرين وحبيبة إلى منزلها وإستقبال والدة حبيبة لها والأسئلة التي لا تنتهي مثل (أنتي كويسة يا بنتي؟ طب مالك فيكي ايه؟ طب محتاجة حاجة ومكسوفة تقوليلي؟) ولكن حبيبة تداركت الموقف وأخبرتها أنهما تريدان الراحة قليلاً من السفر.


في صباح اليوم التالي أيقظت حبيبة شيرين، فهي بالكاد غفت لساعتين فالنوم بالنسبة لها أصبح من المستحيلات هذه الأيام، أخبرتها حبيبة أن يوسف منتظر بالخارج حتى يتناولوا الإفطار معاً ويتحدثوا عن عمل لشيرين


"هقوم كده بس أفوق وآخد shower وهاجيلكوا" قالت بصوت مبحوح وتركت سريرها.


"أوك.. متتأخريش علينا"


بعد قليل توجهت إلي حديقة الفيلا الخاصة بوالدي حبيبة حتى تندهش وتغضب مما سمعته من حديث يدور بين كلاً من حبيبة ويوسف وصاحت بهما بمنتهى الغضب "مين؟! آدم رآفت؟ استحالة أشتغل معاه.. أنتو مسمعتوش الناس بتقول عليه ايه وسمعته عاملة ازاي؟ لو مكناش في بلد شرقي كان زمانه ممثل إباحي.. طب مسمعتوش إدعاءات الإغتصاب والتحرش اللي نازلة ترف عليه؟ لا لأ.. ما تقولوليش إني لازم أشتغل معاه.. يعني أنا بعد ما أتعرض عليا أشتغل مع ممثلين كتير مشهورين وناجحين ترسى في الآخر على آدم رأفت ده، أنا مش هانزل للمستوى ده أبداً، مش هاشتغل معاه حتى لو ده الحل الوحيد قدامي!!" أخبرتهما بحزم وتصميم غاضبة وهي رافضة تماماً ما سمعته.

يتبع



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-