أخر الاخبار

ترويض ادم الفصل الثالث ل بتول طه

 

ترويض ادم للكاتبة بتول طه


الفصل الثالث

جميع حقوق الملكية والنشر تعود لي ولا احلل فكرة السرق او نشر الرواية دون الحصول على موافقتي.


الجزء الثالث


"شيري أرجوكي اهدي كده شوية واسمعيني" همس يوسف بجدية وهو يحاول أن يناقشها


"متقوليش اهدى ولا اسمع!! عايزني ازاي اهدا بعد اللي أنا سمعته! أنت عايزني أشتغل مع واحد زي ده.. ده براحة كده يبقا قواد.. إنسان تافه ومفيش غير البنات التافهة الصغيرة هي اللي بتشجعه وبتشوف أفلامه، كل جمهوره بيبقوا مستنين يشوفوه بيبوس واحدة سافلة ولا يتحرش بيها في فيلم من أفلامه.. ده كفاية اللي سمعناه عنه.. طب بذمتك عايزني أشتغل مع واحد حقير أغتصب خطيبته؟ طب شوفت كام ممثلة تانية قالوا إنه بيتحرش بيهم؟ أنت مصدق يا يوسف الكلام ده؟ عايزني اهدى ازاي؟" صاحت به وعسليتاها تكاد تنفجر من الغضب


"خلصتي؟" صاح سائلاً اياها وهو يتفقد تلك العسليتان بينما سكتت شيرين ونظرت ليوسف بغضب وتعجب بآن واحد، أمّا حبيبة لم تتجرأ على الحديث أو النطق بحرف.


"أنتي عارفة كويس إنك بالنسبالي أختي وصاحبتي ومش هارضى حد يقول عليكي كلمة وسمعتك بالنسبالي مهمة وعمري ما هاقبل أسمع عليكي حرف" نظر لها بحنان أخوى وخوف عليها "أول حاجة لازم تعرفيها إن التصريحات دي بتاعت الإغتصاب والتحرش كلها غلط وهتتكذب قريب.. وتاني حاجة هو مكنش ليه مدير أعمال قبل كده غير مراد رأفت.. عارفاه؟!" تفقدها وهو يحاول أن يستشعر انتباهها وتقبلها لمجرد المناقشة بالأمر


"آه عارفاه.. سمعت عنه كده مرة ولا مرتين" أجابته على مضض


"طيب.. آدم رأفت بعد كل اللي بيتقال عليه ده هو إنسان غامض، لا بيصرح بحاجة ولا بيعمل مقابلات حتى ولا حتى مهتم بالـ Social Media، أظنك أنتي عارفة ده كويس، وبالرغم بقا من كل الحاجات ديه أفلامه لسه لغاية دلوقتي إيرادتها كبيرة، أياً كان محتواها إيه بس لسه بتنافس والناس مبتبطلش تتفرج عليها، يعني هو كممثل لسه مشهور وشاطر وناجح" أخبرها ليحاول إقناعها


"اللي هي أفلام قذرة وحقيرة ومفيهاش غير رومانسية تافهة بتشد البنات مش كده؟!!" ردت بسخرية


"شيري يا حبيبتي متقلقيش، محدش هيقدر يتعرضلك ولا يأذيكي ولا يهوب ناحيتك، أنا جنبك وكمان حبيبة جنبك وعمرنا ما هنسيبك لو حاجة حصلت" حاول أن يطمئنها


"لو حاجة حصلت؟! وأنا لسه هستنى حاجة تحصل؟! لا أنا مش هستنى لما حاجة تحصل ولا يلزمني أصلاً أشتغل مع واحد زيه" صاحت بإصرار قاطع


"حاول بردو يا شيري تعرفي إننا بنتكلم عن شغل مش عن Relationship بين اتنين بيحبوا بعض" أردف يوسف لتتعجب شيرين مما يقول


"تقصد ايه؟" عقدت حاجباها بإستغراب


"بصي" أخذ نفسا عميقاً وأمسك يدها في ود أخوي "أنا من أكتر الناس اللي يعرفوا أنتي حبيتي كريم ازاي ووقفتي جنبه وتعبتي علشان تشوفيه حد كويس، وعارف بردو كان نفسك تشوفيه ازاي والناس يشوفوه ازاي، وعارف إنك عافرتي عشان الناس تعتبره حد موهوب ويبصوله بإحترام ويعتبروه ممثل ناجح وشاطر بالرغم من أن سنه صغير.. بس آدم حاجة تانية، آدم رأفت جمهوره أكتر من جمهور كريم لطفي بكتير والكل في المجال وحتى الجمهور يعرفوا كده، وأنتي مش هتتعبي مع آدم كده، وكل اللي عليكي بس إنك تركزي في شغلك طول مدة العقد ما بينكم وبعد ما العقد يخلص نبقا نشوف هيحصل ايه!" حاول إقناعها بأسباب رآها منطقية من وجهة نظره وستستطيع هي تفهمها نظراً لخبرتها بالمجال


"يوسف .. أنا مش.."


"اعتبريها بداية جديدة وتحدي جديد" قاطعها وربت على كتفها بأخوة "وأنا هساعدك متقلقيش، أنا عندي أفكار أفلام جديدة مختلفة عن اللي هو بيعمله وأنتي شاطرة وهتقدري تقنعيه إنه يمثلها.. بس خلينا نسيب ده لقدام شوية لسه مش عارفين هيحصل ايه"


"طيب" تنهدت بيأس وبعد محادثتها مع يوسف يبدو أنها لا تملك حلاً آخر سوى العمل مع آدم! لربما يكون ملجئها الأخير لتستطيع إثبات نفسها!


"فيه حاجة كمان لازم أقولك عليها!" حمحم وظهر عليه الاضطراب


"فيه ايه يا يوسف؟" نظرت له في تعجب من ملامح الإرتباك التي ظهرت عليه


"يعني.. بعد التصريحات بتاعت كريم اللي ملت المواقع والجرايد والدوشة بتاعت الصحافة والإعلام عليكي هيخلي الموضوع صعب شوية بس.."


"نعم!! موضوع ايه اللي هيكون صعب؟" بادرت وسألته بإستغراب مرة ثانية وعقدت حاجبيها في استفسار خاصةً عندما شعرت بأنه يحاول أن يوصل لها خبر ليس بجيد على الإطلاق


"أقصد شروط العقد ومرتبك وحتة الـ control بتاعت حساباته في البنك والتفاصيل دي.. بس أوعدك إني هاعمل كل اللي هاقدر عليه علشان خاطر أضمنلك حقك" تريث وهو يتفقدها في توتر لير أثر كلماته عليها


"يا ربي!! الكلب الزفت ده حطني في موقف صعب اوي!! منه لله" غطت وجهها بيديها الرقيقتان في حُزن بالغ وهي على مشارف البكاء


"شيري يا حبيبتي متقلقيش من الحاجات دي، هاتيلي بس نسخة من العقد عشان اقراها وإن شاء الله خير" هنا تدخلت حبيبة محاولة طمأنتها على قدر ما تستطيع


"يوسف أنا مفيش قدامي حل تاني مش كده؟!" زفرت بضيق ويأس وهي تحاول للمرة الأخيرة أن تبحث عن حل آخر " أقصد يعني إنك ملقتش أي حد تاني وافق إني أشتغل معاه بعد اللي حصل؟! " لم تحصل على إجابة غير نظرة مطولة من يوسف بإتجاه الأرضية وملامحه لا تبشر بالخير وفهمت عندها شيرين أنه هو الفرصة الوحيدة أمامها.


"ماشي يا يوسف أنا فهمت خلاص.." تنهدت مجدداً "امتى معاد المقابلة؟!"


"هاعرف لما أكلم مراد وأقوله إنك موافقة" نظر لها بقليل من الأمل "متقلقيش يا شيري وكل حاجة هتبقا تمام يا حبيبتي" ابتسم لها ثم توجه يوسف للتحدث مع مراد بعد أن أرسل له السيرة الذاتية الخاصة بشيرين وهو يأمل بداخله أن يتم الأمر دون منازعات أخرى أو عناد من كلا الطرفين.


"الو.." تحدث بهاتفه بنبرته العذبة فطالما كان يوسف شخصاً مرحاً يُحب المزاح وحتى ملامحه لطالما أتصفت بالبشاشة كما كان وسيماً للغاية أيضاً


"يوسفايه عامل ايه؟" اجابه مراد سائلاً


"أنا تمام اهو.. أنت عامل ايه؟"


"آدماتصدم طبعاً لما عرف إن أنا هاسيبه ورد فعله مطمنيش.. غير كده كل حاجة ماشية تمام"


"ومين سمعك.. شيرين بردو الموضوع بالنسبالها كان صعب" تريث لبرهة ثم تابع "أنت عارف يعني عشان حوارات الإغتصاب والتحرش والكلام ده و..."


"أنا عارف كويس إن الموضوع مش سهل" قاطعه "احنا اتحطينا في موقف زبالة بصراحة.. بس يالا.. اهي بكرة كل الأيام دي هتعدي وهنفتكرها ونضحك عليها كمان"


"هو أنت لسه زي ما أنت كده يا مراد مبتتغيرش؟!" ضحك بخفوت "بتطلع من أي مصيبة حاجة تضحك عليها وخلاص"


"يا عم أنا لسه زي ما أنا ومتغيرتش.. إنما أنت اللي مبتسألش غير لما بتحتاج حاجة بس"


"ليه يا مراد؟! متقولش كده يا عم عيب عليك، وعموماً بكرة أشوفك وابهدلك على تصريحاتك دي، ده أنا همرمطك في المحاكم" مازحه وهو يقصد أنه يوجه له اتهامات مثلما وُجهت لآدم


"تصريحات ايه يا ابني؟! اتحرشت بيك ولا أغتصبتك" ضحك مراد وسمع يوسف يضحك على الطرف الآخر


"مش أنا قولت!! بتطلع من اي مصيبة حاجة نضحك عليها؟ أنا مش عارف صراحة ازاي بتقدر تعمل كده!"


"يا سيدي سيبها بظروفها، مصيبة يعني هنعمل فيها ايه، مش ناقصة اكتئاب وحياتك.." تنهد ثم أردف بجدية "أنا هاكلم آدم وأول ما أظبط الدنيا هكلمك"


"تمام.. وأنا هاستنى مكالمتك"


بعد مرور الوقت واعجاب مراد بما تملكه شيرين من شهادات وخبرة عند قرآته لسيرتها الذاتية بالرغم من صغر سنها ولكن عرف جيداً ما هي المشكلة الوحيدة التي ستواجهه عند إخبار آدم بأن شيرين ستعمل كمديرة لأعماله، خصوصاً أنه رجل أعمال مخضرم وادارته لشركة أبيه ج...

بعد مرور الوقت واعجاب مراد بما تملكه شيرين من شهادات وخبرة عند قرآته لسيرتها الذاتية بالرغم من صغر سنها ولكن عرف جيداً ما هي المشكلة الوحيدة التي ستواجهه عند إخبار آدم بأن شيرين ستعمل كمديرة لأعماله، خصوصاً أنه رجل أعمال مخضرم وادارته لشركة أبيه جعلته خبيراً في كل ما يتعلق بالأموال والحسابات ولن يتقبل بسهولة عند معرفته أنها الوحيدة المتاحة بعد خبر سرقتها أموال كريم لطفي! كما أنها فتاة، وهو لا يتقبل بسهولة أن يعمل مع النساء فهن بالنسبة له للمتعة ليس إلا!!


"يادي النيلة" هز رأسه وهمس لنفسه "خناقة اهى جديدة مع ديب الفريزر ده!!"


في المساء حين انتهى مراد من الإجتماع في الشركة ومتابعة بعض الأعمال توجه لمنزل آدم وأستعد للمناقشة الحادة التي ستحدث بعد قليل وهو يعرف جيداً أن مناقشته بهذا الأمر لن تكون سهلة أبدا!


" فاطمة ازيك عاملة ايه؟ وإبراهيم أخباره ايه؟!" صاح مراد بود متحدثاً


"أستاذ مراد.. أنا بخير الحمد لله، ازي مراتك وبنتك يارب يكونوا بخير؟!" أجابت فاطمة مديرة المنزل في منتصف عقدها الخامس من العمر، وجهها يحمل ملامح طيبة وبشوشة، وهي أيضاً المرأة الوحيدة المسموح لها بدخول منزل آدم فهي بمثابة أم له منذ أن توفيت والدته ولم تنجب وتعيش هي وزوجها إبراهيم بمنزل ملحق بالقصر.


"كلهم كويسين وبخير.. متعرفيش آدم فين؟!"


"ده مسابش اوضته من الصبح وقاعد فيها من امبارح.. أنا خايفة اوي عليه، بس بردو أنت عارف هو عامل ازاي، يوم كده ويوم كده، مزاجه ده محدش يعرفله"


"اه.. أنتي هتقوليلي!" هز رأسه في ضيق وآسى على حاله "يالا أنا طالعله وربنا يستر"


"لا خير إن شاء الله.. مش محتاج حاجة أعملهالك؟"


"لا شكراً.. كمان الوقت أتأخر.. ريحيلك شوية"


"شكراً يا أستاذ مراد.. تصبح على خير"


توجه مراد وهو يعلم جيداً أنها لن تكون مهمة هينة، هو لا يريد أن يترك آدم كمديراً لأعماله ولكن ماذا يفعل بعد بلوغه الخامسة والأربعين من عمره وزوجته لا تكف عن تذمرها من سمعة آدم وعمله معه منذ سنين، وقد وعدها أنه سيترك العمل معه وسيكتفي بعمله في الشركة فهي من كبرى شركات الإلكترونيات في الشرق الأوسط وتتوسع في جميع أنحاء العالم وهو أيضاً ورث جزء من أسهمها من أبيه فهو الآن شريك آدم بها. هو لطالما كان آدم بالنسبة له أكثر من أخ صغير بل وصديق مقرب ولكن كان عليه أن يتخذ تلك الخطوة عاجلاً أم آجلاً وقد آجل آخذه هذه الخطوة للكثير من الوقت!


"ما تصحى بقا يا اخي.. أنت مش عيل صغير على اللي بتعمله ده" صاح به حانقاً


"امشي يا مراد وتعالى بكرة" تذمر ولكن ببرود محاولاً عدم الاستيقاظ


"آدم!! انجز وفوقلي كده عشان فيه موضوع مهم عايز أكلمك فيه"


زمجر بإمتعاض وهو يحاول بصعوبة رفع جفنيه ليكشفا عن رماديتاه الباردتان وفي ثواني جلس على سريره متكئاً على بعض الوسائد في سريره الضخم وبالكاد استطاع الرؤية ليحاول التركيز ونظر لمراد في ضيق


"ارغي" زفر ببرود


"أنا لقيتلك مدير أعمال بقا بدالي بس ايه حاجة مية مية" سكت لبرهة لملاحظة أي تعبير قد يطرأ على وجه آدم وكالعادة لم يستطيع فأكمل "مديرة أعمال بصراحة"


"انسى.. أنا مبشتغلش مع ستات" رد بوجه خال من التعابير وترك سريره مغادراً للخارج


"آدم.. البنت شاطرة جداً وعلى مسئوليتي الكلام ده" تبعه مراد محاولاً إقناعه


"مين هي؟"


"واشمعنى يعني السؤال؟" رفع حاجباً مفاجئاً بإهتمامه


"ما بلاش غباء! لو كانت شاطرة فأكيد سمعت عنها" رد موجهاً ظهره له باحثاً عن أقراص للصداع من تأثير الفودكا


"هي.." حمحم مراد وعقد ذراعيه في ارتباك ولكنه حاول التحلي بالشجاعة "شيرين عصام.. أنت.. أنت تعرفها؟!"


"الحرامية؟!" رد بلامبالاه "مرفوضة.." التف لينظر إليه "ها.. مين غيرها؟!" استطرد بنبرة مليئة بالغرور وحك لحيته


"اف.. أنا زهقت منك يا آدم" زفر بضيق متآففاً


"مش عايز صداع.. مين غيرها؟"


"هي دي الوحيدة.. بعد تصريحات ميار بإغتصابك ليها وتصريحاتالممثلات اللي اشتغلوا معاك بإنك اتحرشت بيهم ووساختك مع البنات اللي متلقحة على المواقع وفي المجلات فرصتنا بقت معدومة إننا نلاقي حد أحسن منها" أخبره غاضباً


"يعني أنت عايز تقولي إن آدم رأفت مش لاقي اللي يشتغل معاه؟" ضحك آدم بسخرية مدوياً بضحكته أرجاء قصره


"يعني أنا مش فاهمك!! أنت عايز تدمر نفسك وسمعتك كممثل عشان اجيبلك اي حد عايزله قرشين وبعدين يجبلك أفلام تافهة وملهاش لازمة.. يبقا كمان على أفلامك السلام!!" صاح به غاضباً "بص بقا واسمعني هي الحل الوحيد وأحسن واحدة لاقيتها عشان تعرف تخرج من المصيبة اللي أنت فيها دي"


"طيب" هزّ آدم رأسه "استنى معايا شوية لغاية ما اللي بتقول عليه مصيبة تخلص مبعدين ابقا سيبني" حاول آدم بسخريته وهدوءه المعهود أن يبحث عن أي أمل لبقاء مراد معه فهو لا يُصدق أنه سيتركه ليحل محله أحداً آخر.


"أنت ايه بقا! ما تبطل عند.. أنت ليه محسسني إن اللي اتقال عليك ده سهل، امتى هتفوق للمصيبة اللي أنت فيها؟" علا صوت مراد بغضب


"متخليش الموضوع البسيط ده يضايقك.. هنلاقي حل سوا متقلقش.. لما نخلص من حوار الإغتصاب ده نبقا ندور على حد تاني غيرها" أخبره آدم ببرود متوجهاً للجلوس بحديقته


"اسمعني يا آدم" جذبه من يده بعنف ليوقفه "أنا مش هاكمل معاك.. ومش هافضل مدير أعمالك.. وأنت هاتقبل ده!! بطل تتصرف زي الأطفال بقا وبطل استهتار! هي شيرين اللي هاتشتغل معاك ومحدش غيرها هايشتغل معاك، ولعلمك هاتيجي بكرة الساعة عشرة الصبح عشان تشوفها وتمضوا العقد.. عموماً هتلاقيه في الإيميل بتاعك عشان تبص عليه.. البنت دي كويسة، هي مش حرامية ولا أي حاجة من اللي سمعته عنها ده.. وبردو عشان نضمن حقنا لو كنت مقلق منها هتلاقي شرط جزائي كبير أوي لو ملتزمتش ببنود العقد، وأنت فاهم أننا يعني مش عيال صغيرين لما تيجي للعقود والإتفاقيات! أنت عارف شغلنا ماشي زاي!" انفجر بوجه آدم غير مكترثاً لأي شيء


"بقا كده؟!" نظر له نظرة تحدي ورائها خطة برماديتاه اللتان تأثرتا وتغير لونهما


"حرام عليك بقا أنا مبقاش فيا حيل لمشاكل جديدة! بلاش تبوظ الموضوع من أوله" ترجاه متوسلاً لتهدأ نبرته ونظر له في خوف أخوي "أنت أخويا الصغير يا آدم.. وعمري ما هاسيبك وهافضل جنبك.. أفتكر دايماً الكلمة دي" ربت على كتفه بحب.


"طيب" رد بإقتضاب وأشاح بنظره بعيداً


"أنا على فكرة بعتلك الـ CV بتاعتها، البنت دي فعلاً شكلها شاطرة وذكية اوي"


"أما نشوف!" أخبره بتلاعب وشبح ابتسامه مليئة بالزهو والغرور


"تصبح على خير ومتنساش بكرة المعاد الساعة عشرة الصبح في مكتبك.. حاول تبطل شرب وتعالى في معادك"


"اشمعنى الشركة؟ هي مش هتيجي البيت؟"


"بطل حوارات بقا ومتتأخرش بكرة"


لم ينم آدم كعادته عند مواجهته أمر جديد، فهو في حالة إنكار تامة لما يحدث، عقله رافض أن مراد سيتركه وسيضطر للعمل مع أحد آخر، فمراد هو الوحيد المتبقي له من عائلته وبمثابة أخيه الكبير وشريكه أيضاً بالشركة، لم يتخيل في يوم ما أنه قد يُصبح دون مراد هكذا فجأة. فكر قليلاً وصمم أن يجعل تلك الفتاة المسماه بشيرين تندم على تفكيرها لتصبح مديرة لأعماله وسيتبع معها كل الطرق حتى يجعلها تستسلم من أول وهلة وتهرول تاركة إياه وبالطبع سيعود مراد ليتولى أعماله حينها.


فكر قليلاً وصمم أن يجعل تلك الفتاة المسماه بشيرين تندم على تفكيرها لتصبح مديرة لأعماله وسيتبع معها كل الطرق حتى يجعلها تستسلم من أول وهلة وتهرول تاركة إياه وبالطبع سيعود مراد ليتولى أعماله حينها

في الصباح استيقظت شيرين ممتعضة من مقابلة آدم فهي لا تريد الذهاب ولكن لا يوجد لديها اختيار ثانٍ. توجهت للإستحمام وبعدها ارتدت فستاناً بكم أبيض اللون يصل لركبتها يحتضن انحنائتها جيداً ووضعت حزاماً ذهبي يزين خصرها الصغير والذي يبدو أنحف عن باقي جسدها الممشوق، عقدت شعرها الأسود الفاحم للوراء بفوضوية منمقة قليلاً وصففته من الأمام بفرق مائل على اليسار لتغطي خصلة القليل من جبهتها وعينها، وضعت القليل من الماسكرا وحمرة خدود بسيطة لتغطية الشحوب على وجهها والبسيط من مرطب الشفاه الوردي واختارت حذاء فاتح اللون يقارب درجة لون بشرتها. وأخيراً وضعت القليل من العطر خلف أذنيها وعلى يديها.


"اديلوا!! ايه المزة الجامدة دي بس.. ويا ترى بقا رايحة شغل ولا Date (موعد غرامي) يا حبيبتي بشياكتك دي كلها؟!" صاحت حبيبة من خلفها محاولة المزاح معها.


"حبيبة بلاش كلامك ده دلوقتي أنا مش فاضياله خالص" ردت بتوتر


"أنا باقول اللي شايفاه عنيا.. فعلاً شكلك زي القمر" هزت كتفيها ونظرت لها بإعجاب وأكملت "اللي يشوفك دلوقتي يقول رايحة عشان تجبي آدم مش عشان تشتغلي معاه"


"أف عليكي يا حبيبة!!" زفرت بضيق متآففة "تحبي أغير يعني كل اللي لابساه؟"


" لا لا لا!!! أبداً" أجابتها مسرعة "بس أنتي جيبتي امتى الهدوم دي؟!"


"ده اللي كنت محضراه يوم ما نمضي العقود أنا وكريم" تنهدت بحزن ونظرت شاردة بعسليتاها لتتذكره مرة أخرى.


"الحيوان!! والله يا بنتي ما يستحق ضافرك ولا واحدة محترمة زيك.. سيبك منه وبكرة هيندم عليكي.. انسيه!! واحد زي ده أصلاً ميستاهلش تزعلي عليه.. بكرة لما ترجعي أحسن من الأول هيعرف هو خسر مين!! ويالا بقا عشان منتأخرش يا حبيبتي"


"نتأخر!!" استغربت شيرين وتفقدت الوقت "هو أنتي يا بنتي مش عندك شغل الساعة تسعة؟!"


"هاوصلك واستناكي يا شيري.. شغلي دماغك بقا شوية، أكيد مش هاسيبك يعني.. يالا يالا وكفاية توتر واجمدي كده وارجعي شيري اللي اعرفها بضحكتها الحلوة"


توجها سوياً بسيارة حبيبة وعند وصولهما للشركة وبعد ما اندهشت كل منهما بضخامتها صفت حبيبة السيارة في المكان المخصص لإنتظار السيارات ثم توجهت لشيرين بالحديث


"يالا يا حبيبتي ربنا يوفقك إن شاء الله ومتتوتريش كده.. وعى فكرة وشك باين عليه اوي إنك متوترة، مش حلو في أول مقابلة تكوني كده.. وبعدين مش أنا اللي هاعرفك يعني الحاجات دي"


"أنا مش عارفة مالي يا حبيبة!!" همست لها في ارتباك ملحوظ "أول مرة أكون كده.. منه لله هز ثقتي بنفسي وكسرني وخلاني مش عارفة أ.."


"متخليش اللي حصل يا شيري يأثر عليكي.." قاطعتها في إصرار حتى لا تترك لها مجالاً لتشعر بالضعف وتبكي مرة أخرى و أيضاً هي تحاول أن تشجعها وتُنسيها ما حدث بل وتحاول أيضاً جعله حافزاً لصديقتها حتى تعود تلك الواثقة التي عرفتها يوماً "الكلب ده خسرك.. وهو اللي هيتهز وبكرة يموت من الندم لما يشوفك قوية وناجحة وقادرة تعيشي من غيره، أنا عارفة إنك قوية وهترجعي تقفي على رجليكي تاني.. وبكرة تديله على دماغه كمان لما تثبتي لنفسك ولكل الدنيا وليه إن كريم لطفي ده كان ولا حاجة وتقدري عادي تشتغلي من غيره وكمان تطلعي نتايج احسن مع غيره.. كفاياني رغي بقا كده.. يالا عشان متتأخريش وإن شاء الله كله هيبقا تمام وفوكيها بقا ووريني ضحكتك الحلوة!"


ابتسمت شيرين لحبيبة مودعة إياها وذهبت لمكتب استقبال ضخم فهو بالطبع يجب أن يكون ضخماً ليناسب ضخامة الشركة العملاقة وتوجهت لأحدى موظفي الإستقبال لتخبرها أن لديها موعد مع مراد رأفت كما أخبرها يوسف، بعد تأكد الموظفة من الموعد ارشدتها للمصعد وأخبرتها أن مكتبه بالطابق الخامس عشر، أدلفت إلي المصعد وضغطت رقم 15، وعند وصولها كان ينتظرها مراد


"شيرين ازيك عاملة ايه؟" رحب بها بود واحترام ثم أشار لها لتجلس على احدى الكراسي المقابلة لمكتبه


"الحمد لله تمام" أجابته بإبتسامة "ازي حضرتك عامل ايه؟" سألته بإحترافيه لتقابل سؤاله عن حالها


"أنا تمام زي الفل اهو.." تريث لبرهة "بس ايه ده.. بدري قبل معادك بعشر دقايق بحالهم، أنتي كده بقا دايماً ولا عشان أول يوم النهاردة؟؟"


"أنا بحب ادي نفسي وقت زيادة دايماً عشان لو لا قدر اله اي حاجة حصلت" ابتسمت قليلاً بحدود وقد هدأت نوعاً ما وشعرت براحة تجاه مراد.


"تعرفي.. اهي دي أول مرة أقابل واحدة تيجي قبل معادها" أخبرها بنبرة ودودة وضحك ثم أردف "عندي مراتي ليلى دايماً تأخرني، بتاخد وقت كبير جداً عشان نروح أي مكان، عمري ما روحت معاها مشوار ووصلت في معادي أبداً أخبرها مازحاً فضحكت وهزت رأسها ثم أكمل هو "عايز أقولك كده كام حاجة عن آدم الأول عشان تعرفي شخصيته.." سكت لحظة ثم تذكر "آه حقك عليا أنا نسيت.. تحبي تشربي ايه؟!"


"شكراً ملوش لزوم.." تبسمت باحترام وقاطعهما صوت رنين هاتف مراد


"عرفت منين؟!" صاح بدهشة متحدثاً للطرف الآخر بالهاتف وعقد حاجباه


"طيب طيب جاينلك" تمتم بإرتباك "يا ساتر عليك يا اخي!"


"ممم.. خير في حاجة أقدر أساعد فيها؟" تعجبت شيرين مما سمعته وخاصةً نبرة مراد جعلتها تشعر بالإرتباك


"لا مفيش.. يالا احنا هنروح لآدم" هزت شيرين رأسها بالموافقة في إماءة تتسم بالرسمية والعملية الشديدتان وبداخلها متعجبة لأنها كانت تظن أنها ستجري المقابلة مع مراد أولاً..


ذهبا إلي مصعد آخر بشفرة معينة وضغط مراد على زر يحمل رقم ثلاثون ونظرت شيرين حولها تتفقد المصعد لتدرك أن هذا المصعد مختلف عن المصعد الأول، فهمت حينها أن هذا المصعد خاصاً لا يستخدمه إلا آدم وحده "مين يعني آدم رأفت ده عشان يبقا ليه الهيلمان ده كله" فكرت لبرهة "وليه كده كل حاجة سودا وكأننا في عزا ولا رايحين جنازة" تعجبت ثم تقدمت بجانب مراد لمكتب آدم وفتح لها الباب لتدخل أولاً


"شكراً" تبسم لها وبمجرد نظرها لمكتبه المغطى أيضاً بالسواد ولكنه ضخم بحق، حاولت عدم الإلتفات حولها وإظهار أنها ليست متفآجئة بما تراه ولكنها لم تجد آدم على مكتبه


"امشي!" جاء صوته البارد الرخيم آمراً ولكنها كانت كلمة واحدة فقط فلم تتنتبه من أين جاء اتجاه الصوت.


"بس يا آدم احنا لسه عايزين نـ..."


"امشي وأقفل الباب" قاطعه مجدداً ليبعث صوته التوتر والإرتباك بنفس بشيرين


"شيرين.. أكيد هاشوفك تاني.." هز مراد رأسه بإنكار ولمحت شيرين بملامحه الإنزعاج لما فعله آدم وبالفعل توجه خارجاً وأغلق الباب


أزداد ارتباك شيرين أكثر وإلي الآن لم تستطع التعرف على مصدر الصوت، فزفرت في توتر وظلت واقفة مكانها وخلفها الباب الرئيسي أو هكذا ظنت فأمامها المكتب يوجد به أكثر من باب آخر، تلفتت حولها لما يقارب دقيقتان كاملتان وهي تحاول البحث عنه كي تجده وأخذت خطوتين للأمام محاولة النظر حولها ولكن دون فائدة.. حمحمت قليلاً ولم تقو على استيعاب الوضع "الحيوان ده!! دي أول مرة حد يعمل معايا كده" فكرت والغضب يملؤها "حلو أوي كده.. اللي بيعمله ده اسمه قلة ذوق!! أنا هامشي واللي يحصل يحصل" قررت متجهة لتلتفت وراءها مسرعة نحو الباب الذي دخلت منه كي تفتح الباب وبكل تلقائية قدمت يدها تمدها وهي تلتفت حتى تفتح الباب الذي دخلت منه ولكن بدون قصدها لامست يدها فوق خصره قليلاً، كأنها لمست حائط صلب ووجدته خلفها لتنظر له في مفاجأة تامة فهي للتو قد دلفت من ذلك الباب ولم يكن هو متواجداً حينها!!


"أأ... أنا.. أنا مقصدش.. مكنتش أعرف إنك.. أنت.." تلعثمت بدهشة ووسعت عيناها العسليتان وقلبها أخذ بالخفقان بشكل جنوني. رفعت وجهها لمقابلة عيناه الرماديتان الباردتين، ولم تستطيع شيرين إكمال حديثها أو معرفة ماذا تقوله وهذا جعلها تغضب من نفسها أكثر.


نظر لها نظرة خالية من التعابير ومجردة من المشاعر ولاحظ احمرار وجهها بالكامل، ولكن لم يؤثر به شيء، الكلمة الوحيدة التي قد تصف رد فعله هي "بارد".


نظرت له شيرين تتفحصه فهو فارع الطول، شعره الأسود المرفوع للخلف بفوضوية منظمة لكن لا تدري كيف، ذقنه ليست بالحليقة ولا طويلة أيضاً، يرتدي بزة رمادية اللون وقميصاً أبيض ورابطة عنق سوداء، رائحته رجولية تمتزج بالنعناع المنعش، حدقت به للحظة وهو ينظر إليها نفس النظرة لم تتغير حتى لم تلمحه يرمش، يضع يده في جيوب بنطاله بغرور وزهو مبالغ بهما. شعرت بالغرابة من الموقف الذي لا تعلم لكم من الوقت استمر فهي شعرت كأنها ستقف طوال حياتها أمامه وفجأة تكلم


"أقعدي!" صاح بها بنبرة آمرة


"ففـ.. فين؟" همست بنبرة مهتزة ومبحوحة متلعثمة لا تدري لماذا! فحمحمت وهي تنتظر إجابته ولكنه أدهشها بتركها مكانها وذهب نحو مكتبه الأسود الضخم الذي يلمع سطحه بشدة مزعجة، تعجبت شيرين وذهبت خلفه لتجلس على أحد المقعدين أمام مكتبه محاولة إبعاد نظرها عنه قدر الإمكان والسيطرة على غضبها "قليل الذوق!!! ازاي يعاملني كده؟" فكرت وابتلعت ريقها بصعوبة.


"بصيلي" أخبرها مجدداً بلهجة آمرة لترفع نظرها إليه حتى تقابلت أعينهما وأرادت أن تصرخ به وتذهب ولا تعود مرة أخرى لكنها لم تستطع، أرادت حتى أن تبدأ بالحديث ولكن لسانها خذلها ولم يكن حليفها.


فجأة تحولت نظرته لها من نظرة باردة إلي نظرة ثاقبة كأنه يعري جسدها بالكامل ولكن دون أن يلمسها، غروره وهدوءه المريب يطوقون المكان، جلسته المختالة الواثقة تدب الرعب في نفس أياً كان أمامه ولكنها تمالكت شيرين أعصابها قدر المستطاع بعد عدة دقائق ولملمت كل ما تملك من ثقة بنفسها وأخيراً تكلمت


"أظن أستاذ مراد بلغك إني هنا النهاردة عشان أشتغل مديرة أعمالك" بعد هدوئها للحظة أكملت "يا ريت إذا كنت عايز تسأل أي أسئلة تتفضل لو سمحت" أنهت جملتها ثم أنتظرت لكي تسمع بم سيجيبها.


نظر إليها مجدداً بنفس النظرة الثاقبة وجعلها تفقد تركيزها وبكل برود ودون أن ينظر في اتجاه آخر مد يده في صندوق على مكتبه وبكل ثقة أشعل سيجارة وشرع في تدخينها وتنفس دخانها في اتجاه شيرين. تأففت فهي تكره الدخان كثيراً ولا تستطيع تحمله ولا تدري متى سيتحرك هذا البارد ويقل أي شيء، لاحظت أن مر من الوقت ربع ساعة أو ما يزيد قليلاً وهو لم يقل غير كلمتين فقط!! "اقعدي وبصيلي".


أنهى سيجارته وبنفس الثقة القاها في منفضة سجائره دون أن يرفع نظره من على شيرين وتحركت سبابته إلي شفته السفلى ليحكها عدة مرات أفقياً وفجأة قام متوجهاً نحوها.


"أأيه؟.. ممفيش حاجة عايز تسألني عنها أو حاجة تكلمني فيها؟" سألت متلعثمة لتحاول كسر هذا الصمت ولكن دون فائدة فتابعته بنظرها لتجده يتوجه نحوها من خلف مكتبه إليها، ورسم على شفتيه ابتسامة ماكرة دون أن تلمس عيناه ثم وقف أمامها لم يفصل بينها وبينه سوى منضدة صغيرة لتشعر أن نظرته الثاقبه قد سرقت أنفاسها.


ظلت تنظر إليه بعسليتاها لتجده يخلع سترته وألقاها على مكتبه وهو لا يزال مثبتاً نظره عليها، أستغربت من فعلته وأخذت في النظر إليه محاولة فهم ما يحاول أن يفعله ولكنها لم تدرك شيئاً من تصرفه الغريب.


شرع في فك رباطة عنقه والقاها بنفس عدم الاكتراث كما فعل في سترته ثم جلس على المنضدة التي أمامها وقد تقارب مستوى وجهيهما ونفس الإبتسامة لا تغادر شفتاه لتتعالى خفقات قلب شيرين حتى شعرت أنها قد يصيبها نوبة قلبية.


أقترب مها حتى وجدت ركبتاه تلامس ركبتاها فابتعدت عنه شيرين قليلاً بمقعدها للخلف ولا تدري ماذا تقول أو كيف تمنعه عما يفعله، لتتابعه بتلك العسليتان في تعجب وأنفاسا تعالت في عدم راحة لتراه قد بدأ في فك أول زرين من قميصه الأبيض المشدود بعناية على صدره العريض كأنه سينفجر بيد واحدة وبالأخرى قد مد يده بين ركبتي شيرين ولكن دون أن يمسهما وجذب مقعدها له مجدداً بعد أن ابتعدت به. ويده الأخرى لا زالت أمام صدره لا تعلم ماذا سيفعل وما الذي ينتويه بتصرفاته تلك الغير مبررة.


لم تستطع شيرين الإنتظار أكثر ولن تتحمل تصرفاته تلك الغير مفهومة ولم يعجبها ما يفعله وإقترابه الزائد عن الحد معها فمهما كان وأياً كان شأنه لا يحق له الإقتراب منها والجلوس أمامها بتلك الطريقة فقررت أن تتحلى بالشجاعة ثم رفعت يدها لصفعه...

يتبع



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-