أخر الاخبار

فى بيت العنكبوت ل عهد على

 

بيت العنكبوت  الكاتبة عهد


1)

**خرج مراد من باب شقته فسمع صوت خطوات متعجلة علي السلم ،رفع عيناه بتلقائية فإذا بأخيه((هاني)) ينزل متعجلا وما إن تلاقت عيناهما حتي تجهم ((هاني)) فهو يعرف ما سيسمعه من أخيه

**مراد _ بهدوء به مسحة حزن:: والله ما تفعله حرام....كل يوم أو يومين هكذا؟؟؟...ارحمها يا أخي و ارحم نفسك


**زفر هاني في ضيق قائلا:: والله ما فعله أبوك _رحمه الله _بي هو الحرام بعينه...من بين كل شقق العمارة اختار لي الشقة التي تعلو شقتك مباشرة...أنت بالذات من بين كل إخوتنا


**مراد _يضع كفه برفق علي كتف أخيه:: يا هاني أنا لا أقول هذا لأتطفل عليك ولا 

لأضايقك ولكني أخوك ويهمني مصلحتك


**هاني_يدفع يد مراد بقوة :: اسمعني جيدا ..أنت بالذات لا شأن لك بي....لا تنصحني...لا تتحدث معي في أي شئ سوي العمل والعمل فقط...أم أنك ظننت نفسك((مصلحا اجتماعيا))؟...أنا أدير حياتي ولا أحتاج إلي مواعظك يا ((شيخ مراد))


**مراد _يزفر في غضب:: أنا لا أعلم لماذا تكرهني؟؟؟...أنت هكذا منذ طفولتنا...بماذا أخطأت معك لتعاملني هكذا دونا عن بقية إخوتك؟؟


**هاني_في غضب:: مراد ابتعد عن طريقي فهذا أفضل لك....واهتم بأمورك الخاصة....دعك من مشاكلي مع زوجتي و اهتم بمشاكلك مع زوجتك


**مراد_في غضب:: هاني.....


**وفجأة سمع الاثنان صوتا محببا لكليهما يأتي من أسفل السلم صاعدا نحوهما يقول في مرح::: ما هذا ما هذا؟؟؟ أصواتكما وصلت لآخر الشارع


**التفت مراد بابتسامة واسعة هاتفا بسعادة:: عابد

**ظهر عابد بزيه العسكري المميز لرجال الصاعقة المصرية وأسرع يحتضن مراد قائلا:: 

كيف حالك يا ((مُرد))... اشتقت إليك جدا والله

**ثم احتضن هاني قائلا بمرح:: كيف حالك يا صانع المشاكل؟؟؟

**هاني_مبتسما علي مضض:: حمدا لله علي

 سلامتك يا عابد

**عابد_مبتسما في مرح:: ذاهبان للشركة أليس كذلك؟؟

**مراد_مبتسما:: طبعا


**عابد_مازحا بابتسامة ماكرة:: معا ؟؟؟


**هاني_يقطب جبينه:: تمزح طبعا

**قهقه عابد حتي دمعت عيناه فيما نظر مراد لهاني نظرة معاتبة ثم قال عابد::سأرتاح قليلا وأطمئن علي أمي و زوجتي و حبيباي عصام و سنا ثم آتي إليكم

**مراد::ارتح أنت اليوم و نراك ليلا


**عابد:: لا لا..فعطلتي قصيرة هذه المرة وأحب أن أمر علي الشركة


**مراد_مبتسما:: إذن أهلا بك


**هاني_في حنق:: ترحب به في شركة أبيه؟؟


**مراد_يزفر في حنق:: اللهم طولك يا روح... لم أقصد هذا...أوليس أبوه هو أبي أيضا؟؟


**عابد_ضاحكا:: حسنا حسنا... اذهبا لحال سبيلكما قبل أن توقظا العائلة كلها وأنا سآتي حوالي الرابعة عصرا

**نزل هاني مسرعا كعادته فقال عابد مسرعا:: مراد


**التفت مراد إليه بعينين متسائلتين

**عابد_بصوت حنون:: كيف حال(( فرح))؟؟


** مراد يهرب بنظراته ثم يصطنع الابتسامة متمتما:: الحمد لله بخير


**عابد_بنفس نبرة الحنان:: و البنات؟؟


**مراد_يتهلل وجهه:: بخير الحال الحمد لله...تتعلمان أشياءا كثيرة بسرعة كبيرة ماشاء الله...ستراهما اليوم إن شاء الله


**عابد_في حنان أخوي كبير:: بارك الله لك فيهما و في زوجتك و رزقك طفلا من صلبك


**هرب مراد بنظراته مرة أخري ثم تكلف 

الابتسام قائلا بنبرة منخفضة:: آمين...لقد تأخرت علي الشركة...أراك لاحقا...السلام عليكم

**ثم نزل السلم بسرعة كبيرة فتنهد عابد قائلا في نبرة حزن خفيفة:: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

*********************************************************

**سمعت((هيام)) طرقات متسارعة علي باب شقتها....جري ((إياد)) ليفتح الباب هاتفا بسعادة:: خالي عابد

**أسرعت هيام محتضنة أخاها قائلة بسعادة:: حبيبي عابد...تفضل ادخل


**دخل عابد ثم أعطي((إياد)) علبة بها سيارة لعبة جميلة وكبيرة قائلا ببشاشة:: هذه للبطل إياد لأنني علمت أنه حصل علي درجات عالية في مدرسته

**هيام_مبتسمة:: قل شكرا لخالك


**إياد_يتناولها في لهفة وسعادة:: شكرا يا خالي

**عابد_مبتسما:: هل تحب أن تكون ((حضرة الضابط إياد)) مثل خالك عابد....أم ((الباشمهندس إياد)) مثل بابا حسين وخالك مراد؟؟

**هيام_ضاحكة:: مازال هذا مبكرا جدا يا أخي....إياد مازال في الصف الاول الابتدائي

**إياد_بسرعة وبراءة:: أريد أن أكون طبيبا صيدليا مثل خالتي إيلاف

**ضحك عابد و معه هيام بشدة ثم قال عابد:: حتي أنت يا إياد تحب خالتك إيلاف لهذه الدرجة؟؟

**هيام_مبتسمة في صدق:: ومن الذي لا يحب إيلاف؟؟ 

**عابد_مبتسما:: معك حق...دائما ما تكون

 الأخت الصغري هكذا...محبوبة من الكبير والصغير

**هيام_مبتسمة:: فعلا

**عابد::كيف حال والدتك؟؟

**هيام:: الحمد لله

**عابد:: لقد رأيت مراد وهاني وكانا يتشاجران علي السلم

**هيام_ضاحكة:: كالعادة

**عابد_ضاحكا:: نعم...و مررت علي أمي 

وإيلاف ثم علي زوجتي وابناي و ها أنا ذا عندك ثم سأمر علي الشركة وعندما آتي في المساء سأمر علي شقة والدتك_الخالة صابرة_ فهل تستأذنينها في ذلك؟؟

**هيام_متعجبة:: و هل أنت تحتاج إلي استئذان يا عابد؟؟ أنت أصبحت الأخ الأكبر لنا الآن بعد وفاة أخينا إسماعيل رحمه الله ثم إنك تعرف أن أمي لا تفرق بيننا و بينكم أبدا ولا تعاملكم علي أنكم أبناء ضرتها بل  كأنكم أبناءها

**عابد_مبتسما في حنان:: نعم وأشهد علي ذلك...فالخالة صابرة أبدا لم تعاملني أنا وهاني وإيلاف الا بالخير وتعدل بيننا وبينكم في كل شئ....لا أنسي يوم وفاة أخي وحبيبي إسماعيل رحمه الله...احتضنتني وقالت:: ابني إسماعيل كان كبيركم وفي مقام أبيكم وهاهو يذهب إلي جوار ربه وأنت الآن يا عابد كبير عائلة الحاج((أبوالجود)) ...فأكمِل مسيرة أبيك وأخيك رحمهما الله واجمع كل إخوتك تحت جناحك


**هيام_في تأثر:: رحم الله أبانا وأخانا إسماعيل...هل تعرف يا عابد....الله يشهد أنني سألتها يوما ألست حزينة يا أمي أن قيادة العائلة انتقلت من أبنائك إلي أبناء الخالة((ابتسام))؟؟؟ فقالت والدموع بعينيها:: إسماعيل كان إسمه ((إسماعيل أبوالجود)) و عابد أيضا اسمه((عابد أبوالجود)) لا يهم من منكم ابني و من منكم ابن ابتسام...أنتم جميعا أبناء الحاج أبوالجود....ويجب أن تظلوا هكذا


**ابتسم عابد في حزن وهو يقول في نفسه ليت أمي تفكر مثلك يا خالة صابرة


**أعاده صوت هيام من شروده قاءلة:: لا حرمنا الله منك يا عابد

**ربت علي يدها مبتسما في حنان ثم قال:: وكيف حال زوجك حسين؟؟؟


**هيام:: الحمد لله بخير


**عابد::: متي سينزل عطلة من السعودية هذا 

العام؟؟؟


**ارتبكت قليلا ثم قالت::لم يحددوا بعد


**لم يلاحظ عابد ارتباكها فوقف قائلا:: حسنا أبلغيه سلامي عندما يتصل بك....أنا ذاهب للشركة الآن...سأراكما أنت وإياد علي الغداء اليوم حسنا؟؟؟

**هيام:: حسنا إن شاء الله


**مضي عابد فاتجهت هيام إلي إياد قائلة:: هيا يا إياد سنذهب إلي ((طنط فرح)) زوجة خالك مراد لنأخذها ونصعد لنساعد زوجة خالك عابد((ميرال)) في إعداد الغذاء فالجميع سيتغدي عندها اليوم

**إياد:: حسنا و سألعب أنا مع عصام و سنا و بيان وبيسان ؟؟

**ابتسمت هيام قائلة: بالطبع يا صغيري

    .     ****************************

**بعد الغداء بوقت طويل و بعد الانتهاء من أعمال المطبخ التي قامت بها النساء و انتهاء المباراة التي تابعها الرجال بحماس كان الجميع يجلسون ويتجاذبون أطراف الحديث

**ابتسام:: ما شاء الله يا ميرال أنت متميزة عن الجميع في الطبخ...كل مرة تثبتين ذلك لي وللجميع

**فهم عابد والجميع أن أمه تنوي أن((تسم بدن)) واحدة من الحاضرات بعد هذا المدح لزوجته ولكنه قال لها في حب:: بالهناء والشفاء يا أمي ولا حرمنا الله من بركتك في حياتنا

**ميرال_في إحراج من بقية الفتيات:: هذا من ذوقك يا أمي وبتوجيهاتك


**ابتسام_ومازالت((تلقح بالكلام)):: حقا يا عابد يا بني أنت محظوظ بزوجتك....جمال و أدب و تميز...ويكفي أن الله رزقك منها بحبايب قلبي((عصام)) و((سنا))وإن شاء الله سيرزقكما بالمزيد...البنت التي يرضي عنها أبويها يراضيها الله بكل خير ويُرضي عنها حماتها ...أبوك وأمك راضيان عنك يا ميرال لذلك بدعائهما أرضاني الله عنك وأرضَي زوجك عنك وأصبحت حياتكما في سعادة كبيرة أدامها الله عليكم آمين


**تململت((نهلة)) زوجة((هاني)) في جلستها فقد شعرت أن حماتها تنوي ((حرق دمها)) هي مادامت بدأت موضوع رضا الوالدين...في حين شعر الجميع بنفس الشئ ولكنهم التزموا الصمت حتي إن هاني نظر إلي زوجته نظرة رجاء فهمت منها أن تتحمل و تصمت فصمتت فهي في النهاية أم زوجها


**ميرال_في حرج وارتباك بالغ:: أدام الله لنا دعائك يا أمي....ثم وقفت بسرعة قائلة:: نهلة....تعالي معي نحضر العصير لو سمحتِ

**وكأنما ألقت لها ميرال طوق النجاة فقامت نهلة مستأذنة نحو المطبخ


**تبعتهما ابتسام بنظراتها ثم وجهت كلامها نحو هيام:: وأنتي ياهيام كيف حال زوجك حسين؟؟ 


**كان عقل هيام يهتف_استر يارب_لكنها قالت بهدوء:: الحمد لله بخير


**ابتسام:: لا أعلم لماذا أصر أن يسافر و يغترب للعمل في السعودية...أنه ليس فقط زوجك بل ابن عمك وقد رباه زوجي الحاج أبوالجود_رحمه الله_كأولاده تماما بعدما مات

 والديه مما يعني أن مكانه في الشركة محفوظ فلماذا الغربة؟؟؟


**هيام_مترددة:: النصيب يا خالةأم عابد


**لم تستطع صابرة أن تسكت أكثر من ذلك فقالت:: حسين زوج بنتي رجل بمعني الكلمة وهو مهندس ناجح و لم يرد أن يعتمد علي مكانته ومكانه في الشركة وفي قلوبنا بل أصر أن يثبت ذاته والوقوف علي قدميه بنفسه وقد نجح في ذلك بحمد الله


**ابتسام_في عدم اقتناع:: طبعا طبعا... وأنت يا فرح 


**كانت فرح تشرب الشاي فارتبكت وسقطت بعض قطرات علي الارض قائلة بارتباك شديد:: نعم يا خالة أم عابد


**ابتسام_في مكر وهي تدور بعينها بين فرح و و مراد:: ألا تنوين أنت و مراد أن تآخوا(( تخاوو)) البنتين؟؟ صدقاني طفل أو طفلة منكما معا سيقرب بينكما جدا


**نظرت فرح إلي مراد بارتباك فأنقذها قائلا بهدوء ثابت يخفي غضبه:: ((بيان)) و((بيسان)) هما ابنتاي أيضا يا خالة ابتسام


**ابتسام_في مكر:: بالتأكيد طبعا فأنت عمهما قبل كل شئ ولكننا نريد ان نفرح بأولادك يا مراد


**وقف مراد مبتسما ليخفي غضبه:: ان شاء الله ستفرحون قريبا....لا تتعجلي يا خالة ام عابد

**نظرت له فرح في دهشة شديدة كأنها تسأله بعينيها:: ماذا تقول؟؟ ولكنه باغتها قائلا:: ألم يحن الوقت لنذهب الي شقتنا يا فرح؟؟ البنتان يجب ان تناما مبكرا


** فهمت انه لا يطيق البقاء اكثر من ذلك مع زوجة ابيه المتطفلة في مكان واحد فوقفت وأومأت برأسها موافقة وهي تنادي علي البنتين

**جاءت ميرال مسرعة:: فرح..مراد...هل تذهبان الآن؟؟؟ مازال الوقت مبكرا، إنها الثامنة فقط


**مراد:: البنتان تنامان مبكرا وانا سأصحو مبكرا ان شاء الله للعمل...كان يوما جميلا بارك الله لكم يا ميرال


**إيلاف_مشيرة نحو الصغيرتين::مراد لقد نامت البنتان فعلا


**عابد:: اتركوهما يبيتان عندنا وسأنزلهما إلي شقتكما غدا


**مراد_بسرعة:: فرح لا تستطيع النوم والبنتين ليستا في الشقة


**نظرت فرح اليه في حزن خفي ثم قالت مسرعة بابتسامة تخفي حزنها:: نعم هذا صحيح

**عابد:: حسنا سأحمل أنا واحدة وانت احمل 

الأخري


**وبالفعل نزلت فرح الي شقتهما  وفتحت الباب وخلفها مراد يحمل( بيان) وخلفه عابد يحمل( بيسان ) فانتهز عابد فرصة أن فرح دخلت الشقة فوضع يده برفق علي كتف مراد فاستدار له ذاك الأخير بعينين متسائلتين


**عابد::مراد أنا آسف لما قالته أمي ولكن أنت تعرف طبعها فأرجوك لا تغضب


**مراد_مبتسما برقة::: لا عليك يا عابد فهي في مقام أمي


**عابد:: بلغ اعتذاري لفرح


**مراد:: حسنا لا عليك

ولكن عقله راح يردد في ألم_لماذا الإعتذار يا عابد؟؟...وضعنا هو الغريب وليس كلام أمك 

.              ********************

بعد أن غادر الجميع و أوي عابد و ميرال إلي فراشهما نام عابد من الإرهاق أما ميرال فظلت مستيقظة تنهشها الأفكار ...تذكرت كلمات حماتها(( أبوك وأمك راضيان عنك يا ميرال لذلك بدعائهما أرضاني الله عنك وأرضَي زوجك عنك وأصبحت حياتكما في سعادة كبيرة)) ..راح عقلها يدوي بعنف دون أن يبوح لسانها::نعم إن الجميع راضون سعداء بهذه 

العلاقة التي تبدو مثالية ولكن لماذا أنا لست راضية؟؟ وهل هذا كاف؟؟ هل تكفي فقط كلمات الشكر من زوجي علي كل ما أفعل؟؟ هل يكفي مدحه لأخلاقي وصفاتي أمام اهله؟؟ أري نساءا كثيرات يحسدنني علي ذلك ولكن قلبي كالشجرة الجافة .....أحن إلي كلمات الحب المشبوبة بدفء العاطفة...أتوق إلي كلمة أحبك فهل أنا متطلبة؟؟؟ أم أن هذا هو حقي الطبيعي.....هل أخطأت لأنني تزوجت من عابد؟؟ لا أنكر أنه طيب القلب شهما مهذبا جميل الملامح والأخلاق ومحبوبا من الجميع ولكن عمله كضابط في الجيش يجعله عمليا فوق المعتاد...ينظر إلى كلمات الهوي علي إنها من أفعال المراهقين....يكره الأفلام والروايات الرومانسية ويستخف بها .....ثم سخرت من نفسها في مرارة قائلة في عقلها:: و. انا التي قضيت عمري أحلم بأنني سأجعل حياة زوجي أجمل من كل قصص الحب و روايات العشاق....نظرت إلي عابد النائم وتحسست يده بهدوء قائلة بصوت خفيض حزين:: حبيبي كيف أجعل حياتك أجمل من كل قصص الحب و أنت تقف بعيدا هكذا و كأننا علي ضفتي نهر متباعدتين لا يلتقيان أبدا؟؟....ساعدني يا عابد ارجوك ....انا احبك...فلا تتركني أغرق في نهر جمودك

يتبع


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-