أخر الاخبار

حكاية روح الكاتبة غادة الفصل 7و 8 و 9

 الفصل السابق

حكاية روح الكاتبة غادة

الفصل السابع 

حسنا ، تريد فرصة ، عليك أن تستحقها سأخبر روح عنك ، و سأقترح عليها أن تعطيك فرصة ، لكن إن رفضت لا أريد رؤية وجهك مجددا 

- موافق، أريد فقط رؤيتها 

- ليس بهذه السرعة يا خالد ، تريد روح في حياتك، يجب أن تعترف بها كإبنة شرعية لك أمام عائلتك و المجتمع 

شحب وجه خالد ، ماذا سيقول لأهله و هم من رفضوا نجود منذ البداية ، كيف سيواجههم بها 

- جبان ، و ستضل جبانا طول حياتك لن تتغير يا خالد ، تريد كل شيء و لا تضحي بأي شيء ، هذا هو شرطي، نفذه لكي تاخد فرصتك مع إبنتنا ، هي مسافرة ستصل اليوم ، لن تراها إلا أن تنفذ ما طلبته منك ، هذا اقل شيء تقدمه لها بعد حرمان لسنوات 

و نهضت و تركته في حيرته 

.......... 

- هل تعتقدين أنه سيخبر العائلة عن نجود ؟

- سيفعل ، قمت بإستفزازه ، سيذهب مثل الثور الهائج لبيت البحيري و يفجر قنبلة الاعتراف الأبوي الجميل 

ضحكت نجود بسخرية و تابعت بمرارة 

- للحظة تمنيت هو كانت إبنتي فعلا هي من ستقابله كانت ستكون أسعد إنسانة في الدنيا .

- لا داعي لتذكر هذا يا نجود، فهو يسبب لك الألم

قالها عمر برسمية مبالغ فيها 

- منذ أن قابلت خالد و انت تتصرف برسمية شديدة ، ماذا هناك يا عمر ؟ هل إكتفيت و تريد التوقف؟ 

- كيف تقولين هذا ، أدفع عمرا فوق عمري لأساعدك لكن الوضع مختلف الأن... انتي لازلت زوجته يا نجود ، أنا الأن جالس مع إمرأة متزوجة بغض النظر عن اي شيء لكن إسمك لازال نجود البحيري 

- أتفهم شعورك يا عمر ، طلاقي من خالد أكيد، لكن بعد أن اخد حق إبنتي ، أخر شيء أريده هو أن أظل زوجة ذلك الجبان .

تنهد عمر في راحة 

- طائرة مريم أقصد روح ستحط اليوم على الساعة السابعة ، تدريبها مكتمل ، لم يبقى سوى أن تخبريها بما يجب عليها فعله عندما تقابل خالد 

هزت نجود رأسها في إمتنان كبير لكل شيء يفعله من أجلها 

- تكلمت معها البارحة هي جاهزة تماما، و الأوراق جاهزة ، حظي الاعظم هو أنها إقتنعت تماما ، و في فترة التديب وضعت في أخصائي عمد إلى عمل ما يشبه غسيل مخ لها، لكي تنفد بدون أن تناقش ، صحيح أن المدة لم تكن كبيرة ، لكن لن أضيع وقتا أكبر في الانتظار، عمر انت فعلت الكثير من اجلي ، شكرا على كل شيء 

- نجود ، أرجوكي أنا لم أفعل شيئا، نجاحنا سيبدأ عندما يوافق خالد على شرطك ، سأمر عليك لنذهب لملاقاة روح 

ودع عمر نجود و خرج 

فيما غرقت نجود في بحر من التفكير 

كانت كاذبة و ممثلة عظيمة، لكنها لازالت تحب ذلك الغبي ، تركها و تخلى عنها لكنها لا تنكر أنها كادت أن تعانقه عندما رأته ، أن تبكي في حضنه من قسوة الأيام عليها ، لكنها تماسكت من أجل كرامتها ، و حق روح .

تذكرت ملامح خالد ، لقد ظهرت بعض ملامح الكبر عليه ، لكن في نظرها لازال ذلك الشاب الغبي ،

من خلال مراقبتها له إتضح لها أن قد حصل شرخ في علاقته مع والديه ، لم يعد الطفل المدلل بل كبر و نضج كفاية ليستقل بشركاته الخاصة ، إضافة إلى شركات والده التي يشاركه فيها أولاد أخيه، هذا ما شجعها أنه من الممكن جدا أن يقف في وجه والديه و يخبرهما عن الحقيقة، الأن عليها إراحة نفسها قليلا ، فالأيام القادمة تحمل الكثير من الأحداث 

...........

في شركة البحيري 

- ماذا هناك يا عمي ، تبدو شاحبا 

قالها هشام و هو يتفقد ملامح عمك ، الذي دخل إلى مكتبه ، و جلس بدون أي كلام ، كما أن ملامح وجهه شاحبة 

- هشام ، انا واقع في ورطة ، لا أعلم حتى كيف أبدا الكلام 

إستشعر هشام القلق و الخوف التي يتملك عمه 

- عمي، أنا في ظهرك و سندك دائما و ايا كانت المشكلة فأنا سوف ادعمك دائما 

- أتتذكر عندما تزوجت الجزائرية و تركت المنزل 

- ليس كثيرا ، كنت صغيرا وقتها ، لكن نعم أتذكر أنك تزوجت جزائرية ثم لم تتفقوا و تطلقتم 

- هذا ليس ما حدث تماما، كنت في سنك تقريبا ، لكني كنت طائشا و غبيا جدا ، كانت فاتنة بأتم معنى الكلمة ، و محترمة جدا ، عرضت على جدك الموضوع رفض بشدة لم يكن قد مر سنة على وفاة والدك خافوا أن تأخدني نجود معها إلى الجزائر و يحصل لي كما حصل لوالدك ، حاولت معهم لكن لم أستطع إقناعهم ، تزوجتها غصبا عن اي احد ، حتى هي لم توافق عائلتها لكنها تمردت مثلي تماما

لوى شفتيه في سخرية 

- كنا نظن أن هذا الحب سيظل إلى الأبد، كنا أغبياء ، سحب مني جدك كل شيء ، لو وجد طريقة لكي يسحب مني ملابسي التي أرتديها لفعلها ، حاولت كثيرا إيجاد عمل، لم تفتح لي أي شركة بابها فلا أحد سيجرأ على إغضاب عباس البحيري 

تنهد بقوة و تابع 

في احد الايام كنت جالسا على في إحدى المقاهي الشعبية ، إصطفت سيارة جدك أمامها و نزل منها و جلس معي 

- تبدوا في حالة مزرية 

- أتيت لتشمت لا بأس يا أبي ، أنا بخير و الحمد لله 

- كيف تختارها هي ضد عائلتك 

- على الأقل هي لم تتركني ، هي لا تحبني من أجل المال او اي شيء 

- غبي و ستظل غبيا ، كيف تترك والدتك المسكينة من أجل فتاة عرفتها منذ شهور 

- هذه الفتاة برهنت لي أنها مستعدة أن تعيش معي في اي ظروف 

- هذا اذا عاشت أصلا 

- ماذا تقصد ؟!! ستقتلها من أجل أن اعود 

- إسمع ، أنا لا أعرف تجميل الكلام ، لكن إذا كنت تحبها دعها تذهب و إلا لن يعجبك تصرفي ، تهديدي أنفذه دائما و انت تعرفني ، أنها ليست لك ، دعها تعود إلا بلدها حية بدل أن تعود إليه بطريقة أخرى، لن أخسر شيئا بالنسبة لي ،

فكر جيدا و أخبرني .

هذا ما قاله جدك بالحرف الواحد، مازالت كلماته تتردد على مسامعي دائما .

لم يكن هشام مندهشا مما يسمعه ، فجده مستعد للتحول إلى شيطان من أجل الوصول إلى مبتغاه ، 

- أتعلم ، فكرت كثيرا فيها، كنت خائفا ، لم أكن قادرا على حمايتها والحفاظ عليها

قاطعت هذه الكلمات شرود هشام ليسأله 

- ماذا قولت لها ؟

- ذهبت إلى بيتي الصغير ، و وجدتها تستقبلني بإبتسامتها الرائعة .

شعر خالد بغصة في قلبه و هو يتذكر ذلك اليوم المشؤوم 

- عمي هل انت بخير؟ هل أحضر الطبيب ؟

- لا داعي ، أنا بخير 

أراح خالد رأسه إلى الخلف و روى لابن أخيه ماذا حصل في تلك الليلة 

- كان عليا أن أكذب عليها ، لو أخبرتها الحقيقة لبقيت معي ، ظهرت في نظرها النذل الجبان و الخائن لكن كان ذلك من أجل حمايتها لم أرد أن تطالها يد أبي.

ربت هشام على كتف عمه 

- لا تحمل نفسك الذنب، انت فعلت ذلك من أجلها 

- الذنب ذنبي ، كنت قادرا على الهرب بها، لكن انا إخترت أسهل الحلول.

- إنتظر لحظة ، انت قولت أنها غادرت في أول طائرة 

هذا يعني أنكم لم تتطلقوا 

- في الواقع أخبرت جدك اني طلقتها غيابيا، لكن الحقيقة لم أجرء يوما على ذلك ، كيف أطلق من ذاب قلبي فيها عشقا ، أتعلم لماذا انا احكي لك كل هذا ؟

- لماذا ؟

- لقد قابلت نجود اليوم ؟

- ماذا ؟!!!!

قالها هشام متسائلا 

- لم أصدق أنها عادت أيضا ، و المفاجأة أنها عندما غادرت كانت حاملا ، أي أن لي إبنة منها 

إكتست الدهشة ملامح هشام، عمه إكتشف للتو فقط أن له إبنة و هو لا يعلم ما يجب أن يقوله حقا

- إذا كنت انت مصدوم فتخيل صدمتي 

- عفوا يا عمي لكن العديد من الأسئلة تدور في رأسي و لا أعلم من أين أبدأ 

- سمعتها صدفة و هي تتحدث في الهاتف ، كانت تنوي السفر قبل أن إكتشف أمرها ، لكن قدر الله أن اكتشف كل شيء.

إستمع هشام إلي عمه في هدوء تام ، فهو الأن متأثر بمشاعر عديدة ، لن يستمع إلى صوت العقل عليه التصرف بمفرده .

- عمي ، اعصابك متعبة جدا ، و بهذه الطريقة ستمرض ،أعدك أن نجد حلا مناسبا لكل شيء، لكن الأن ستذهب إلى القصر و تريح نفسك ، و أعدك أني سأنهي هذا الاجتماع الأخير و أعود للبيت و سنجلس و نتناقش في هذا الموضوع .

- انت إبني الذي لم أنجبه، تذكرني بوالدك ، كنت أذهب دائما له بمصائبي و هو يحلها دائما 

إبتسم هشام عندما شبهه عمه بوالده، ذلك الرجل الرائع الذي لن يكرره الزمن .

خرج من خالد من مكتب هشام و هو يحس براحة نوعا ما فمنذ رحيل نجود لم يتكلم عنها مع اي أحد ، حتى أنه لم يستطع العيش مع والديه لمدة سنة كاملة بعد تهديده له بأذية نجود إلا أن مرضت ماجدة ، فإستسلم و عاد للعيش معهم ، 

أما هشام فكان يفكر في موضوع نجود ، هشام رجل عملي جدا ، لمحت في رأسه فكرة أنها ربما تريد شيء معينا ، حسب كلام عمه خالد فهي ليست مادية ، ربما تغيرت ، ربما تريد حقوقها و حقوق إبنتها ، قام هشام ببعض الاتصالات عليه التأكد من بعض الأمور هو لن يسمح لشيء أن يؤذي عائلته خاصة عمه الذي هو في مقام والده ، اكمل عمله و إجتماعه و جلس في مكتبه يفكر جيدا في موضوع عمه ، لقد تأذى عمه بما فيه الكفاية يريده أن يحظى بقليل من السعادة لكن عليه فقط التأكد بأن نجود صادقة في أقوالها 

طرق الباب و أمر هشام الطارق بالدخول 

- سيدي لقد قمنا بالتحقق من أمر المدعوة نجود، نعم هي لديها إبنة إسمها روح ، لكنها مسافرة و أنها عادت اليوم فطائرتها ستهبط الساعة 5 ، ولكن حجزت السيدة نجود تذكرتين إلى الجزائر بعد غد ، و هذا الملف بكل المعلومات التي تريدها ، أي شيء آخر 

- قد بالمرور إلى حسابات الشركة ستجد هناك مبلغ من المال من أجلك 

- في خدمتك دائما سيد هشام ، بالإذن

و إنصرف الرجل من أمامه 

-حسنا يا سيدة نجود ، تأكدنا من أنك فعلا لديك إبنة ، لنرى الأن اذا كانت فعلا إبنة عمي أم أنك تلعبين معنا 

كان هشام يخاطب نفسه بتلك الكلمات ثم نهض من مكانه بعد أن إطلع على مكان تواجد نجود و إبنة عمه 

......

الفصل الثامن 

في إحدى المطاعم 

- إشتقت لكي كثيرا 

- و انا أيضا حبيبي ، عملك أخدك مني هذه المرة .

- و دراستك أخدتك مني أيضا 

- و تعلمت أن ترد يا استاذ يوسف

- بعض مما عندكم يا آنسة نرمين 

ضحكت نرمين بخفوت ، ثم نظرت له نظرة متوجسة، كأنها تريد شيئا و خائفة من رد الفعل 

- قوليها يا نونو ، أعلم أنك تردين طرح ذلك السؤال 

- لماذا أردت انت و هشام ترك القصر ، لماذا أردت أن تبتعد عني ؟

- مخطئة جدا يا صغيرتي ، بالعكس لا يمكنني الابتعاد عنك فمكانك في قلبي 

أمسك بكف يدها و قبله في حنو 

- كان قرار هشام، يريد أن يريح أعصابه من تحكمات جدي قليلا، تعلمين كيف هو أخي ، و لم أستطع ترك اخي الوحيد يعيش لوحده .

- أتفهم هذا، أنا آسفة ما كان يجب أن أتناقش معك في هذا 

- حبيبتي ، انت شريكة حياتي ، من حقك طرح الأسئلة و الاستفسار عن أي شيء ، جميلتي تأمر 

إحمرت خدود نرمين 

- لازالت تخجلين مني ، لكن أتعلمين متى سيذهب هذا الاحمرار 

لتسأل نرمين في براءة 

-متى يا يوسف ؟

ليبتسم يوسف إبتسامة ماكرة و يجيب 

- عندما نتزوج يا قلب يوسف 

لتحمر خدودها أكثر و أكثر و تلكمه على كتفه 

- انت تفعل هذا ، عمدا ، لا أريد محادثتك 

و تضم شفتيها في غيظ

تأمل يوسف منظرها الطفولي الجميل ، ليخلل أصابعه في خصلات شعرها و يقبل جبهتها 

لتحمم نرمين في خجل 

- يوسف الناس ينظرون إلينا 

- اللعنة عليهم جميعا ، لا يهمني سوى جميلتي 

لتبتسم تلك الصغيرة في رضا ، هي لا تصدق ان حب طفولتها قد تحول إلى حقيقة و أنه يعشقها هذا العشق كله 

-جاهزة للخطوة الأكبر؟

- انا خائفة من رد فعل أمي؟

- انا أعلم أنها لا تحبني انا و أخي لكن أملي كبير بعمي و جدي 

أمسكت بيده بقوة 

- عدني أننا سنحاول لأخر نفس ، لن تتخلى عني أبدا 

إحتضن كفيها في حنو و قبلهما بحنان بالغ 

- أعدك حبيبتي ، لن اتخلى عنك ابدا، ستكون حرب شرسة مع والدتك لكن انا مستعد و معي أميرتي الجميلة و لا أعتقد أننا سنهزم 

إبتسمت نرمين إبتسامة رضا 

- علينا الذهاب الأن ، لقد تأخرنا .

- و لو أنني مستعد أن أبقى هنا جالسا فوق هذا الكرسي متأملا ملامحك طيلة الليل ، لكن سيقلق عمي اذا تأخرتي .

دفع يوسف الحساب و خرج هو و نرمين ذاهبين إلى البيت و هما يتبادلان أطراف الحديث ما بين ضحك و غزل و عشق خالص ، لكن هل يدوم كل هذا؟

........

وصلت مريم إلى القاهرة ، عندما حطت الطائرة و نزلت منها أحست أنها شخص أخر ، أنها فعلا روح و ان مريم هي من ماتت، ربما التدريب الذي خضعت له ، لقد كان تدريبا قاسيا ، لا تصدق ان أوراقها لم تكشف بأنها مزيفة، لقد أكملت كل الإجراءات بسلاسة و وجدت نجود في الانتظار ، ذهبت بسرعة و إحتضنتها بقوة كأنها والدتها في الواقع ، هذا ما تم تدريبها عليها أن تنسى كل شيء و تتعامل على أنها روح منذ أن تحط قدمها القاهرة ، بادلتها نجود الأحضان و القبلات و همست في أذنها 

-سعيدة بعودتك عزيزتي 

- و انا أيضا ماما 

إقترب عمر الذي كان يراقب هذا المشهد من بعيد 

- اعتقد أن هذا أداء مقنع للكاميرات لنذهب .

خرج الثلاثة من المطار 

و ذهبوا إلى الفندق .

- إسمعي يا عزيزتي روح ، و ركزي جيدا فالخطة .

تعمد نجود منادتها بإسم حتى و هم لوحدهم لضمان أن ترسخ الفكرة في عقلها الصغير 

- الأن خالد كما أخبرتك سيأتي لرؤيتك و أريدك أن ترفضي رؤيته فالبداية و عندما يريد الاقتراب منك تبتعدين فورا ، هو يا عزيزتي قام بإجباري على كل هذا ، أليس من حقي أن أريه قليلا من الذل من أجل إبنتي المسكينة 

تصنعه الحزن لتحتضنها روح 

- أعدك أنه سيندم على كل شيء ، لا تحزني ، أخبرني فقط متى سنتقابل

في هذه اللحظة ، وصلت رسالة إلى هاتف نجود، مفادها أن هناك من يريدها في الاستقبال 

- عزيزتي ، أنتي متعبة من السفر ، عمر لنتركها ترتاح قليلا و عندما ترتحين سأخبرك بكل تفاصيل اللقاء مع خالد 

- انا فعلا متعبة ، سأستحم و أخلد للنوم .

خرج عمر و نجود من الغرفة و تركا روح تنعم بقليل من الراحة 

- انت صامت منذ أن أتينا 

- أنا خائف أن تبيعنا هذه الفتاة ، لا أريد أن تتعرضي للخطر .

توقفت نجود عن المشي و نظرت له مطولا 

- أتفهم خوفك عليا ، لكن الفتاة جيدة و مؤمنة جدا بما نقوله لها ، و الخطة تسير جيدا ، الموجود في الاستقبال هو إبن أخ خالد ، لا أعلم لما هو هنا ، لكن عليا التصرف بحكمة لا أريد أن يتدمر كل شيء،

وضعت يدها على كتف عمر 

- أيام معدودة يا عمر، لن ندمر تخطيط شهور لمجرد خوف ، احتاجك جدا هذه الفترة أكثر من ذي قبل 

- انا معك دائما، و لأخر نفس ، سنلعب إلى أن يخسر خالد و عائلته 

إبتسمت نجود إبتسامة رضا .

نزلت نجود إلى قاعة الاستقبال و خرج عمر من الفندق .

جالس بكل فخامة ، كأنه ذلك الفندق ملكه ، مترقب المرأة المقدمة عليه 

- أنتي نجود ؟

- نعم انا هي ، هل تعرفني؟

- اعرفك عز المعرفة ، أقدم لك نفسي هشام البحيري 

- بعثك خالد من أجل أن تتفاوض معي ، كنت أعلم أنه جبان لكن ليس لهذه الدرجة 

جلست نجود و وضعت قدم على قدم في مواجهة هشام 

- عمي لا يعلم بتواجدي هنا ، لقد حكى لي قصتك معه .

- جميل أن تكون المرء شجاع ليعترف أنه نذل

لتتغير ملامح هشام إلى غضب عارم يحاول السيطرة على أعصابه كي لا يقوم بحنق هذه المرأة حتى الموت ، رجل معتاد على سماع عبارات السمع و الطاعة كيف سيتحمل كبرياء و غرور هذه السيدة .

- ما دليلك ؟

نجود بعدم فهم 

- عفوا !!

- ما دليلك أن الفتاة القابعة في الغرفة رقم 16 هي إبنة عمي خالد ، ليس إبنة رجل آخر ؟

- تريد إثبات أليس كذلك؟

- بالتأكيد ، أنا ليس غبيا ، ربما نفذت اموالك وتردين أموال عمي 

- و اذا أثبثت لك أنها إبنته.

- أرى الاثباث أولا ثم نقرر 

- إنتظرني قليلا 

غابت نجود لدقائق 

بينما شغل هو تفكيره بأنها كانت جد واثقة منها ، إنها إبنة عمه بالتأكيد ، لو كانت ليست كذلك ، لتوترت قليلا حين طلب منها الدليل لكنها ظلت متماسكة ، قاطع حبل أفكاره صوت كعب حذائها، الذي أعلن عن إقترابها .

مدت يدها بكيس بلاستيكي شفاف يحتوي على خصلة شعر ، 

-هذه عينة من شعر إبنتي ، قم بعمل تحليل DNA ، و إكتشف بنفسك النتيجة .

- إذا كانت النتيجة غير مرضية ، فلا أنتي و لا إبنتك ستحبان ما سأفعله بكما

قالها بلهجة تهديد واضحة 

- و إن كان كانت النتيجة مرضية يا هشام ، فلا عمك و لا عائلته سيطولان إبنتي 

قالتها بنفس لهجة التهديد ، كأنها تقول له أنها تتحداه ، و أنها خائفة ، نعم يا سادة هذا ما يحدث عندما تخسر إمرأة كل شيء ، و لا يشغل عقلها سوى الانتقام. 

أخد منها تلك اللعينة و هم بالخروج و هو يتمم في نفسك 

-اللعنة كم هي واثقة من نفسها 

ليسمع صوتها الساخر

- لا تنسى أن تقارن هذه العينة مع عينات أفراد عائلتك، لربما قد سرقت خصل شعرهم و هم نيام 

و أنهت كلامها بضحكة ساخرة 

بينما تابع هو طريقه للخارج و هو يتمنى أن تكون هذه نجود كاذبة كي يقتلع لسانها من مكانه لربما يشفي هذا غليله من عجرفتها اللامتناهية ، حديث مدته دقائق معدودة جعله يغلي كل هذا الغليان، قد يبدوا باردا من الخارج و لا يهمه شيء، لكن في الداخل هو يشتعل .

اما نجود فعادت إلى غرفة روح ، و وجدتها قد خلدت إلى النوم ، لتجلس على كرسي مقابل لسرير تلك المسكينة النائمة ، لقد خططت لهذا لشهور عدة و أكيد أنها لم تنسى عنصر مهم كهذا لذلك إحتفظت بخصلات شعر إبنتها التي بقيت في مشطها ، كانت تعلم أن ستحتاج إلى دليل قاطع على نسب إبنتها لخالد و الأن ستجلس و تتفرج على المواجهة العظيمة لخالد مع عائلته 

-لكن هشام هذا يبدو ذكيا و منتبه للتفاصيل ، صحيح أنني راقبته جيدا لكن لم اعتقد انه مقرب جدا لخالد هكذا ، علي أن أكون حذرة جدا معه لا أريد أن يكتشف أمري، الأن عليا اخد قسط من الراحة . و نهضت لتخلد للنوم .


.........

في فيلا البحيري 

يدخل بهدود شديد ، الوقت ليس متأخرا لكن هو فقط لا يتحدث مع اي أحد ، سأل مدبرة المنزل عن الجميع ، فأخبرته أن الجميع في غرفه مع عدى والده بالمكتب ، إطمأن قلبه و هم بالصعود لغرفته ،ليسمع صوت والده 

- أريدك في المكتب حالا 

تبع أدم والده لمكتبه و هو يعلم أنه سيتلقى درسا من دروس والده المعتادة 

- لقد تأخرت 

- كنت أراجع دروسي مع مجموعة مع أصدقائي 

- أليس من المفروض أن تذهب للشركة اليوم، اخبرتني والدتك أن تريد البدأ في تعلم العمل من الأن حتى تسهل الأمور عليك عندما تنتهي من دراستك الثانوية 

- بابا، أنا لا أريد هذا ، امي هي من تضغط عليا من أجل أن العمل، أريد التركيز في دراستك 

- و هل التركيز في دراستك ، يشمل مصاحبة المتشردين و المدمنين ، هل تظنني غبيا يا أدم ؟

لا أعلم ماذا تفعل من وراءنا ، كذبت على والدتك و قولت انك ذاهب للعمل ، كذبت على أختك و قولت أنك ستخرج مع هشام و يوسف و تكذب عليا و تقول انك كنت فالمراجعة ، الأن ماذا أصدق 

انزل أدم رأسه خجلا من فعلا، هو فعلا أخطأ لكن أسلوب والده يجعله يمقت كل دقيقة يقضيها في هذا البيت 

عم السكوت في المكتب للحظات ، تأمل خالد ملامح إبنه ، كم يشبه والدته تلك العنيدة التي لا تفعل إلا ما يحلو لها 

بنبرة تهديد قال :

إفعلها مرة أخرى يا أدم ، إكذب مرة أخرى و سترى ما لا تحمد عقباه 

ليرفع أدم رأسه 

- ماذا ستفعل، ستحرمني من كل شيء ، أم ستضربني؟

للحظة تذكر خالد هذا الموقف الذي مر عليه ، حين حاول إقناع والده بزواجه من نجود و قام بتهديده بسحب كل شيء منه ، يبدوا ان التاريخ يعيد نفسك ، أحس بدوار ، ثم وقع ارضا ، بعد ساعتين 

إستيقظ و هو في غرفته و حوله الجميع 

- ماذا حدث ؟

لتتجيب ماجدة في حنو

-إرتفع ضغطك يا ولدي، هل انت بخير الأن ؟

- انا بخير يا امي ، لا تقلقي 

-إنه بخير، هو فقط يتدلل ، قالها عباس ممازحا 

- أليس من حقي ، قليل من الدلال أم تأخده كله 

ليضحك الجميع ، إحتضنت نرمين والدها 

- انا بخير صغيرتي لا تقلقي 

- خفت عليا بابا، لا تقلقنا عليك هكذا 

-لن أفعل ذلك مجددا يا حبيتي 

-سلامتك يا عمي ، أتمنى لك الشفاء ، قالها يوسف

- شكرا لك يا بني ، لكن لا أرى أخاك 

- إنه في قادم فالطريق ، لقد إتصلت به و أخبرته 

-حتى و هو في هذه الحالة يفكر في ذلك المغرور 

تمتمت سوزان في نفسها ثم تقول: سلامتك يا زوجي العزيز ، الحمد لله إنك بخير.

رد خالد برسمية و إيجاز 

- شكرا 

إشتعلت نيران الغضب في قلبها، كيف أن يحرجها بهذه الطريقة و أمام الجميع، صحيح أن الكل يعلمون بعلاقتهم المتذبذبة لكن لا داعي لجعلهم يشمتون فيها بسبب طريقة رده .

تبادل الجميع أحاديث جانبية ثم تركوا خالد يرتاح ، و دخل أدم عندما خرجوا جميعا . أمسك يد والده باكيا 

- انا أسف ، بابا، اقسم أني لم أقصد ذلك، لا أعلم ماذا كنت سأفعل لو حصل لك شيء بسببي 

إبتسم خالد و ربت على يده 

- هل تعتقد أني كنت أصرخ بيك من أجل أن أثبث اني والدك ، أنا أريد أن أراك احسن إنسان في هذه الدنيا و هذا لن و انت في هذه الحالة و تصاحب مدمنين و من لهم سوابق ، أريدك رجلا قويا ، مثل هشام و يوسف .

ليرفع أدم رأسه و يشيح بنظره ، هو يمقت هذه المقارنة البغيضة ، لماذا عليه أن يكون مثلهما ، هو يريد أن يكون نفسه فقط 

قاطع حديثهما طرق الباب ، ليأذن خالد للطارق بالدخول، فيدخل هشام 

- ماذا حدث يا عمي ؟ هل انت بخير ؟ لماذا لم يتم نقلك للمستشفى ؟

- إهدئ يا رجل ، هل تظنني على فراش الموت ، مجرد تعب بسيط ، استطيع النهوض و حملكما انتما الإثنان معا ، قالها خالد ممازحا لكي يلطف الأجواء

- لا أشك في ذلك يا عمي ، أنا فقط قلقت عليك 

- أدم ، أتركني قليلا مع هشام ، أريد أن أتناقش معه في موضوع مهم . 

هز أدم رأسه في تفهم 

- تصبح على خير بابا 

- و انت من اهل الخير 

خرج أدم ، و بقي هشام مع خالد .

- أخبرتك أنك ستمرض اذا حملت نفسك أكثر مما ينبغي .

- وجدت حلا لي في موضوعي

- لقد ذهبت لمقابلتها .

- هذا فعلت ؟

- هل تعتقد أنني ساتركها تأتي ببساطة بعد كل هذه السنوات لتخبرك خد هذه إبنتك و نصدقها ببساطة .

- لكن ما دافعها لاكذب ؟

- عمي انا لا أقول أنها كاذبة، أنا فقط أريد التأكد من صحة كلامها ، أريد أن أعرف أذا كانت تلك الفتاة فعلا إبنة عمي، انت تثق بي أليس كذلك؟

- لو لم أكن اثق بك لما قمت بإخبارك بالموضوع من اساسه 

- ممتاز إذن دعني اتصرف ، عمي انت رجل صارم، لك رأي حكيم دائما ، لكن من طريقة حديثك عنها وجدت انك منحاز لها بشكل كبير ، لن تستطيع التعامل مع الموضوع و انت لازلت تكن لها المشاعر ، لنتأكد من نسبها لك ، ثم نقرر ماذا سنفعل؟

- و كيف نتأكد؟

روى هشام لخالد تفاصيل لقائه مع نجود 

ضحك خالد 

- إمرأة صعبة المراس أليس كذلك ؟

- لولا أنها زوجتك، لكان لي تصرف اخر معها، تعلم اني أكره هذا الصنف من النساء 

- انت تكره النساء عامة 

-دعك مني ، عينة الشعر في أحد المخابر الطبية التابعة لإحدى لشركاتنا ، النتيجة غدا .

- إنها بالتأكيد إبنتي يا رجل، لو كانت فعلا تكذب لما خاطرت بنفسها و روح .

-إسمها روح إسم جميل لكن في الواقع ، لدي تفكير اخر ، ربما هي كذبت لتكسب وقت ، النتيجة ستأخد وقتا ، تستغل ذلك الوقت في الهروب و ما يدعم هذه النظرية هي أنها إشترت تذاكر لرحلة بعد غد ، عموما لقد وضعت حراسة مشددة بالفندق الذي تقيم به و سنرى ماذا يخبئ لنا الغد 

- تصبح على خير هشام ، و شكرا على كل شيء

- و انت من اهل الخير يا عمي لا تقل ذلك، انت بمثابة والدي ، انت لا تطلب انت تأمر .

ترك هشام خالد و توجه لغرفته 

بقى سؤال واحد يدور في خلد خالد هل نجود فعلا تكذب أم أن روح فعلا إبنته ، بقي شاردا لدرجة أنه لم يلاحظ سوزان التي دخلت الغرفة و نامت بجانبه بدون أي كلمة ، أما سوزان من جانبها قررت عدم محادثته ، لكنها لا تعلم أنها بهذه الطريقة سوف تخسره لصالح ضرتها نجود .

الفصل التاسع 

في فيلا البحيري 


مرت ليلة لم يعرف النوم طريقا لجفون خالد ، فكر في إحتمال كذب نجود ، فكر في ماذا سيفعل اذا كانت فعلا تكذب ؟ ، لم يستطع التوصل إلى نتيجة، في الصباح الباكر إتصل بالشركة و أخبر سكرتيرته بغيابه عن العمل اليوم، أراد التفرغ من أجل المواجهة ، اذا صدرت النتيجة و ظهر أنها إبنته ، فعليه الاعتراف بها ، يكفي ما عانته نجود لوحدها، يريد التكفير عن ذنبه و لو قليلا و بينما هو شارد هكذا 

- ألن تذهب إلى الشركة اليوم ؟

- الرحمة يا إمرأة، لقد مرضت البارح ، أليس في قلبك شفقة إتجاه حالتي ؟

إمتعضت ملامح سوزان 

- لماذا تفعل هذا؟ دائما ما لا يعجبك تصرفي

- لأن تصرفك دائما خطأ ، الله أنعم علينا بالعقل ، إستخدميه قليلا بدل أن يأكله الصدأ 

- انا المخطئة حين طرحت سؤالي 

- ممتاز أن تعرفي خطئك، إبذلي مجهودا كي لا يتكرر 

إحمر وجه سوزان من شدة الغضب ، و صرخت بأعلى صوت 

- إياك و التعامل معي بهذا الأسلوب يا خالد ، ليس سوزان نصر الدين من تهان و تسكت ، و ان سكت البارحة هذا لا يعني أن تتمدى في وقاحتك 

نهض خالد من سريره و قابلها و قال بكل هدود


- أولا أتعامل كما أريد، لأنني لم أردك أصلا، ثانيا أنتي سكتي البارحة خوفا من ردة فعل والدي ، ثالثا وأخيرا سوزان نصر الدين تردين البقاء في هذا البيت الجميل و المحافظة على المكانة الاجتماعية التي منحتك إياه تبقين فمك مغلقا و إلا سترين وجه لن يعجبك . 

تعالت الصدمة وجه سوزان منذ ماذا و هو يحدثني بهذه الطريقة دائما يلزم الصمت حين نتشاجر ، و الأن يهددني بحرماني من كل شيء ، تركها في صدمتها و خرج متجها لغرفة أدم ، طرق الباب و دخل 

- صباح الخير بني 

- صباح النور ، هل نفرش الأرض وردا لإستقبال سيادتكم في غرفتي الحقيرة 

قالها أدم ممازحا والده 

- إنها فعلا ، زريبة للحيوانات ، كيف تعيش هنا يا ولد 

ضحك أدم 

- إسمع ، أعلم أني دائم الانشغال لكني موجود دائما من أجلك 

- أعلم ذلك بابا، و انا أسف مجددا من أجل البارحة 

قبل أدم يد والده، ثم خرج خالد ليطمئن على أميرته النائمة 

- صباح الخير ، يا نونو 

- صباح النور يا قلب نونو ، لماذا نهضت من فراشك بابا ؟ ، لازلت مريضا

- عندما رأيتك شفيت تماما يا صغيرتي، كيف حال الدراسة 

- بخير و الحمد لله ، نحاول التركيز قد الإمكان من أجل الحصول على معدل يرفع رأسك 

ضم خالد نرمين بقوة 

- أريد أن أطلب منك شيئا صغيرتي ، حاولي حث أخيك على الدراسة ، و الحديث معه ، اعتقد انه يخبئ شيئا ما.

- أنا أيضا احس أنه يخبئ شيئا ما لكن سأحاول قد الإمكان مساندته ، هو اخي و توأمي لا داعي للتوصية 

قبل خالد رأس نرمين و قال في فخر 

- لا أعلم كيف ستكون الحياة من دونك يا قلب والدك 

لترد نرمين بغرور مزيف 

- ستكون بلا طعم او نكهة 

ليضحك خالد 

- معك حق، إجهزي لننزل و نتناول الفطور 

و نزلوا جميعا لتناول الفطور، كل عائلة البحيري كانت مجتمعة على الإفطار ، لكن هل ستبقى مجتمعة دائما ؟

.............

في إحدى الفنادق 

جلست روح تتناول فطورها في نهم ، لقد كانت البارح بدون عشاء ، أما نجود فكانت تتناول قهوتها المرة 

- عزيزتي ، سنذهب اليوم انا لنتسوق قليلا 

- سنحتاج ثياب تليق بروح البحيري 

- كنت أريد أن أسألك عن شيء ، في الأوراق الرسمية لروح لقب العائلة ليس البحيري بل لقب أخر 

- نعم ، ذلك لقبي ، لم أكن أريد أن يكون هناك أي شيء يذكرني به ، لذلك اخدت إبنتي لقبي و فعلت ذلك معك أيضا ، انت الأن روح ، تذكري دائما هذا ، لقائك بخالد محتمل أن يكون غدا لذلك علينا الاستعداد جيدا 

- حسنا يا امي 

قالتها مريم بغمزة 

لتبسم نجود في رضا تام ٠

ثم خرجا للذهاب في رحلة التسوق خاصتهما 

.........

في فيلا البحيري 

جلس هشام و عمه في المكتب 

- لن تذهب اليوم إلى عملك ؟

- بلى سأذهب، النتيجة ستظهر في المساء ، أقترح عليك أن تذهب لتفقد موقع المشروع الجديد ، هكذا على الأقل ستنشغل قليلا 

- لم انم يا هشام، رأسي سنفجر 

- و لن تتحسن حالتك بالبقاء هنا.

- معك حق ، إبعث الموقع و سأذهب لتفقده، و إتصل بالمخبر و أعلمهم أن يخبروني عندما تجهز النتيجة .

- بأمرك يا عمي حاول أن تهدئ قليلا، سيكون كل شيء بخير 

- أتمنى ذلك يا إبن أخي 

خرج هشام من المكتب و وجد أخاه ينتظر عند السلالم، إقترب منه بهدود و قال بسخرية 

- تنتظر القمر أم النجوم ؟

- بل أنتظر زوجة أخيك المستقبلية 

- أليس عيبا تتزوج قبل أخيك الكبير 

- و الله اخي العزيز مضرب على النساء ، لماذا عليا حرمان نفسي 

- اتسأل أحيانا عن مصدر حقارتك 

- دعك من هذا هل تحدث مع عمي عن موضوعي انا و نرمين 

- في الواقع ، عمي لديه مشاكل أكبر من هذا حاليا 

- خيرا ماذا حدث ؟

- مجرد مشكل بسيط نحله و أعدك أنه قبل عيد الميلاد سيكون الموضوع منتهيا ، سيطر على نفسك قليلا يا رجل ، و تذكر يا يوسف انت اخي لكنها أيضا أختي ،تتجاوز الحدود و سيكون لي تصرف اخر 

- أعلم حدودي ، و مستحيل أن اتجاوزها ثم انا تربيتك 

- لأنك تربيتي وافقت على علاقتكم ، أتمنى لكم السعادة ، و قريبا سنفرح بيكم 

حضن يوسف أخاه فهو يعتبره كل شيء في حياته ، في هذه الأثناء نزلت نرمين و إبتسمت حين رأت هذا الحضن الأخوي الجميل 

- احم احم هل اقاطع شيئا مهما 

- خدي هذا الشيء اللزج يا نرمين ، لا أعلم كيف تتحملينه 

- هشام لا تقل هذا عن يوسف ، لا يوجد الطف منه 

قام يوسف بنفض ملابسه في غرور 

- شكرا عزيزتي، أخبريه فهو لا يقدر نعمة أن أكون أخاه 

ليقوم هشام بلف دراعه حول عنق أخيه 

- تنفخ نفسك ايها الديك ، ساجعلك مثل الكتكوت أمامها 

ليحاول يوسف التخلص من قبضته و يتركه هشام بعد محاولات نرمين 

- كنت امزح يا رجل ، يدك تصبح أثقل كل مرة 

- لا تمزح مجددا يا كتكوت 

- لنذهب يا عزيزتي ، أريد أن أعيش من أجل اولادنا المستقبليين 

ليذهب كل من يوسف و نرمين ، فهو يقوم بتوصيل نرمين إلى ثانويتها ثم يذهب إلى الشركة .

نزل أدم و وجد هشام جالسا مع جده و جدته ، فقام هشام بمنادته 

- هل انت متفرغ قليلا اليوم ؟

- نعم لدي حصتان فقط ، لماذا ؟

- أردت أن نجلس مع منظم الحفلات ، لكي نبدأ التجهيز من أجل عيد ميلادك انت و نرمين ، و نرمين لديها الكثير من الحصص اليوم 

- لا بأس ، سأكون متفرغا الساعة الواحدة ظهرا 

- ممتاز مر للشركة و نذهب معا 

تدخل عباس في الحديث 

- ميزانية الحفلة مفتوحة ، أريدك أن تنظمها كما تريد يا أدم 

إبتسم أدم بإمتنان

لتكمل ماجدة 

- صغيري، انت تعلم ذوق اختك ايضا، لا تنسى أن تضع تفاصيل تناسبها 

- حاضر نانا ، سأفعل بالتأكيد 

خرج هشام و أدم 

و بعدها خرج خالد متجها للموقع عله ينسى قليلا موضوع نجود 

........

مر اليوم في هدوء شديد 

إحترقت أعصاب خالد و هو ينتظر تلك المكالمة إلى أن عاد إلى القصر و جلس في مكتبه ، و هشام أتم تنظيم الحفلة مع المنظم بمساعدة يوسف و أدم و عادوا جميعا إلى القصر فإنضم هشام إلى عمه ليتنظروا تلك المكالمة المهمة ، أما يوسف و أدم ففضلوا القيام ببعض التمارين الرياضية في الجيم التابع للقصر .

اما سوزان فقد قضت يومها تفكر في حيلة لجذب خالد إليها بعد ما حادثت أمها و أخبرتها أنه من الممكن أنه يفكر في أخرى و ممكن أن يتركها من أجلها ، و صغيرتنا نرمين على الجانب على الأخر من القصر تجالس جدها و جدتها، و تتبادل أطراف الحديث معهم ، حتى الآن تبدوا الأمور هادئة في بيت البحيري لكن هل ستضل هكذا ؟

........

اما في الجهة الأخرى من المدينة فكانت نجود و مريم قد عادتا من رحلة التسوق خاصتهما حيث ذهلت مريم بكمية الملابس التي إشترتها نجود لها ، و كلها من ماركات عالمية ، فرحت كثيرا و شكرت نفسها على قبول عرض نجود ، فهذا المستوى المعيشي لم تكن بتحلم به أبدا ، كانت شاردة في هذه الأفكار ، لتقاطع نجود حبل أفكارها 

-إختاري فستانا لائقا فغدا هو يوم اللقاء ، و كما تدربنا، العفوية ثم العفوية ثم العفوية ، إبن أخيه رجل ذكي ، من الأحسن ألا تختلطي به ، و تلتزمي الصمت حين يحاول طرح أسئلة كثيرة ، و سأحاول البقاء معك قد الإمكان . 

-مفهوم ، و شكرا على كل هذه الثياب ، لم أشتري بهذا القدر في حياتي 

إبتسمت نجود و أحاطت بكفيها وجه مريم 

-أنتي إبنتي ، أشتري لك العالم كله ، الأن يجب أن تتصلي بوالدك و تخبريه بما إتفقنا عليه 

أومات مريم في إيجاب 

و إتصلت بوالدها و اخبرته أنها ذاهبة في رحلة تابعة للجامعة و لن يكون هناك أي شبكة في تلك المنطقة ، لذلك لا داعي للقلق عليها ، رغما ثقة والدها الكبيرة فيها إلا أنه احس بشيء غير مريح في نبرة صوتها و سألها عن ماهية الأمر إلا أنها أنكرت و أصرت أنه مجرد إرهاق و هكذا أتمت نجود اخر ركن في هذه المرحلة، سلمت مريم هاتفها لنجود و اعطتها هاتف جديد 

............

نعود مجددا إلى قصر البحيري 

لقد شارف خالد على الجنون من كثرة الانتظار ، أما هشام فكان يراقب عمه في صمت ، و عينه على هاتفه ، في حال حاولت نجود الهرب ، فقد تم تبلغيه بخروجها مع روح اليوم ، لكن مجرد رحلة تسوق عادية ، لا شيء مريب 

إرتفع صوت الهاتف معلنا إتصال واردا من المخبر ليرد خالد في لهفة 

-الو ، نعم إنه انا ما النتيجة 

- ماذا ؟؟حقا !!!، هي إبنتي فعلا !!!، هل يمكنك إرسال الورق أرجوك إلى القصر 

علت علامات الصدمة و الفرح ملامح خالد ، أما هشام فلم يكن مصدوما جدا ، لكنه بدأ التفكير مباشرة في كيفية مواجهة العائلة .

أقفل خالد الخط 

- أخبرتك أنها إبنتي ، نعم هي كذلك ، لا أصدق هذا ، انا لدي إبنة من المرأة التي احببتها ، كأن القدر يمنحني فرصة تانية 

- أتعتقد أن السيد عباس سيسمح لهذه الفرصة التانية 

- لا يهمني يا هشام ، سأواجههم بالحقيقة ، إنها إبنتي ، و ليس من حق أي أحد حرماني منها ، ثم إنها هذا شرط نجود .

- ماذا لو قمنا بذلك بطريقة مختلفة ؟

- ماذا تقصد ؟

حمحم هشام في ضيق 

- نخطف إبنتك ، نرحل نجود، تستطيع رؤية روح او أيا إسمها متى شئت و نجود لن تسبب اي جلبة

- هل جننت يا ولد ، هل تراني ضعيفا لهذه الدرجة ؟

-انا خائف على نانا ، و على وضعها الصحي، الصدمة ستكون شديد بالنسبة لهما.

- هذه الصدمة هي اقل عقاب لما فعلاه معي انا و نجود ، لقد اخدت قراري ، أخرج و أخبر الخدم أن يجمعوا العائلة في غرفة الاستقبال. 

- هذا قرارك يا عمي ، و انا احترم أنك رجل تريد تحمل مسؤولية أفعالك. 

- اقدر هذا فعلا يا هشام .

- سأخبرهم فورا .

- سألحق بك على الفور .

خرج هشام و ترك خالد يلتقط أنفاسه من أجل القادم ، فهو على وشك مواجهة عائلته بحقيقة أنه قد أنجب طفلة من نجود ، المرأة التي مقتوها قبل حتى أن يروها. 

ذهب خالد إلى غرفة الاستقبال و وجدهم كلهم مجتمعين ، لتسأل ماجدة في قلق 

- خيرا يا ابني هل حدث شيء ما؟

- نعم حدث شيء مهم جدا و أريد إعلامكم به الأن .

اخد خالد نفسا عميقا 

- لدي إبنة إسمها روح 

- مااااااااذاااااا ؟!!! ،صرخت بها سوزان 

- ماذا المزاح يا خالد ، قالها عباس بعصبية 

- هذا ليس مزاح يا والدي بل هي حقيقة ، هذه إبنتي من الجزائرية 

- بني ربما انت مخطأ، مستحيل أن تكون لك إبنة منها . قالتها ماجدة برجاء عل و عسى ان مسمعته خاطئ 

اما سوزان و نرمين و يوسف و ادم فكانوا في صدمة شديدة.

- للأسف يا والدتي العزيزة ، انا متأكد أنها إبنتي 

نهض عباس من مكانه و توجه نحو خالد 

- لازلت غبيا ، تلك الساحرة تملئ راسك بالكذب ، لا أعلم إبنة من تلك ، و الأن تريد إقناعك بأنها إبنتك 

- لقد قمنا بتحليل DNA إنها إبنته ، قالها هشام بهدوء 

- ماذا؟! لكن كيف ذلك ؟! قالتها ماجدة بصدمة 

شرح خالد للعائلة أن نجود كانت حامل عندما رحلت من مصر ، و أنها أخفت حملها عنه كل هذه المدة 

شرد عباس في الفراغ ثم نظر بحدة لخالد 

- لن تعترف بهذه البنت إبنة لك 

- أولا إسمها روح ، تانيا يا والدي إذا إعتقدت أنني لازلت ذلك الشاب الطائش فأنت مخطئ تماما، الأن استطيع ان احمي زوجتي و إبنتي جيدا 

عندما سمعت سوزان كلمة زوجتي أحست كمن تم صعقها لتقول 

- زوجتك؟!

- نعم زوجتي و لم أطلقها 

ليغضب عباس 

- يعني أنت كذبت علينا 

- واحدة بواحدة يا والدي 

كل هذا كان يحدث و نرمين تحس بضيق في التنفس لم ينتبه اي أحد لها فالكل مشغول بالمواجهة التي تحدث. 

- كيف تجرء على إخفاء أمر زواجك عليا ، كيف تفعل هذا ، كيف 

قالتها سوزان بصراخ هستيري 

ليمسك خالد بذراعها 

- هي زوجتي قبل أن تكوني انت أصلا ، و إن لم يعجبك فالباب هناك . 

حاولت نرمين قول شيء لكن لم تستطع نوبة ضيق التنفس كانت أقوى من كل شيء 

إنتبه يوسف لحالتها 

- نرمين هل انت بخير ؟

لم تجب نرمين ، بل كانت في عالم أخر ، تتسارع أنفاسها بشدة و اخر ما تتذكره هو صراخ يوسف بالعائلة و إلتفافهم حولها، لتستيقظ في المستشفى ، 

و بجانبها والدها . 

- بابا ، ماذا حدث ؟

- لا شيء صغيرتي ، مجرد تعب بسيط 

- هل صحيح ما قلته ، هل لديك إبنة غيري 

إبتسم خالد بمرارة لحالة إبنته التي وصلت إليها بسبب الضغط النفسي الذي حدث لها من أعلانه لوجود إبنته و شجار العائلة معه 

- نعم ، و اكبر منك ، أعلم أني أخفيت الأمر اني كنت متزوج من قبل من سيدة غير امك ، لكن حقيقة انا لم أعرف سوى البارحة ، هي أكبر منك ، ثم أنك دائما أردت اختا ، لقد نفد طلبك الأن.

- ماما غاضبة جدا أليس كذلك ، انت لن تتركنا و تذهب مع زوجتك و إبنتك 

خلل يده في شعرها 

- مستحيل أن اتخلى عن أميرتي ، كيف استطيع العيش من دون هذه الابتسامة ، سأبقى دائما هنا ، لكن روح ستدخل حياتنا ، موافقة ؟

- الموضوع صعب يا بابا ، و حالتي الأن ليست مناسبة 

- أتفهم ذلك نونو ، خدي وقتك ، و إن أردت أن لا تريها فذلك حقك ، لكن هي ليس لها أي ذنب ، و تذكري أنني سأظل أحبك بنفس القدر .

طبع قبلة حنونة على رأسها و خرج من غرفتها، و أخبر أدم أنها نهضت ليدخل الجميع ، و يبقى هشام في الخارج مع عمه 

- هل هي بخير ؟

- بخير ، أعصابها لم تتحمل ، تعلم كم هي رقيقة 

- كنت اتوقع ان يمرض جدي و جدتي ، و ليس هي ، عموما لقد وصلت الأوراق التي تثبث نسب روح لك و هي بالقصر .

- أعلن عن نسب روح لي ، أريد من الجميع أن يعرفوا

- يقوم بعمل حبكة مناسبة ليصدق الناس ، لكن جدي لن يكون سعيدا بذلك .

- لقد إتخدت قراري يا هشام لا عودة في ذلك ،و بالمناسبة أخبر أخاك أن يتحكم بمشاعره قليلا 

- زوجهم ببعض ، كان سيموت حرفيا عليها 

- لازال يعتقد اني لا أعلم شيئا أليس كذلك ؟

- نعم 

- ممتاز ، إلا أن يصبح قادرا أن يأتي بنفسه و يخبرني بما يريد ، سيضل هكذا و اذا أخبرته بشيء سأعلم، هذا سيعلمه أن يكون شجاعا من أجل من يحب و لا ينهب به الأمر مثل عمه 

- كما يأمر السيد خالد .

ذهب هشام للقيام بما أمره خالد 

جلس خالد على كرسي في المستشفى و إتصل بها ، و من سواها سبب كل ما حدث لحد الأن

- مساء الخير، كيف حالك 

- بخير، كيف حالك انت ؟

- انا في حالة جيدة، و سأكون احسن حين أرى إبنتي 

- أخبرتك بشرطي 

- لقد نفذته ، اخبرت عائلتي، و بعد نص ساعة مصر كلها ستعلم بأن روح تكون إبنة خالد البحيري 

- إنضم إلينا لتناول الغداء 

- الساعة الواحدة ظهرا مناسب لكما 

- نعم ، مناسب 

- تصبحين على خير ، أراك غدا 

- و انت من اهل الخير ، إلى اللقاء 

أقفلوا الخط.

في أنتظار ماذا سيخبئ لهم الغد 

..........

الفصل التالى

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-