أخر الاخبار

ترويض ادم للكاتبة بتول طه الفصل الحادي عشر

 

ترويض ادم للكاتبة بتول طه

الفصل الحادى عشر 

جميع حقوق الملكية والنشر تعود لي ولا احلل فكرة السرق او نشر الرواية دون الحصول على موافقتي.


الجزء الحادي عشر


===============================


"ايه Mr آدم دي؟!!" تمتمت بصدمة متعجبة "اللي سمعته ده كان بجد؟ امبارح يجي يبوسني ويحضني والنهاردة جايلي يكلمني عن الألقاب؟؟ أنا بجد محتاجة قل فوق عقلي عشان أفهم المجنون ده عايز ايه!" همست لنفسها وتذكرت أنها عليها أن تتواجد بالشركة فذهبت مسرعة لتخبرها فاطمة في طريقها أن سيارتها بالخارج


"وامتى أصلاً جت؟ ومين جابها؟" سألت متعجبة


"الأمن جابوها يا بنتي" أجابتها فاطمة


"مش ممكن قليل الذوق ده رايح يعمل اللي في دماغه وعلى مزاجه من غير ما يسألني ولا حتى ياخد رأيي!! يالا! ما هو كل ده مش جديد عليه!!" هزت رأسها بإنكار


"خير يا حبيبتي بتقولي حاجة؟" تعجبت فاطمة لإستماعها لما تمتم به شيرين


"لا لا مفيش.. سلام دلوقتي يا فاطمة، أنا يادوب ألحق أمشي" اجابتها لتغادر متوجهة للشركة والأسئلة تعصف برأسها لتشعر بندمها الشديد على معاملتها له بالأمس وصفت سيارتها بالمرأب وتوجهت للمصعد ثم خرجت منه لتطرق الباب عليه ثم دخلت مكتبه والغضب يكسو ملامحها وبداخلها تحترق غيظاَ.


"عايز ملخص للي حصل وأنا مش موجود" آمرها ببرود ولم ينظر لها فقط ينفث دخانه وينظر لبعض الأوراق أمامه


"هتلاقي فيه ملخص سريع لسه باعتاه على الايميل بتاعك، وفيه واحد تاني بالتفصيل كل يوم بيومه.. ولو كنت بتحب الملخصات المكتوبة هتلاقي نسختين في تالت درج في مكتبك على الشمال.. ملخص سريع وملخص بالتفصيل" اجابته بحرفية متحاشية أن تنظر له لتصمت للحظة لتلتقط أنفاسها ثم أكملت


"ده طبعاً بالنسبة للي حصل في الشركة الفترة اللي فاتت.. أما بخصوص التصوير المتأجل والغرامات اللي المفروض تدفعها عشان التعطيل فأنا قابلت المنتجين وسويتها معاهم ومش عايزين حاجة خلاص وأتنازلوا عنها.. فيه تلت عروض لتلت أفلام جديدة ممكن يعجبوك فأنا من وجهة نظري شايفة انهم كويسين.. بالنسبة لمواعيدك الأسبوع الجاي هتلاقيها متجدولة ونسخة في الايميل ونسخة في ورق بعد الملخصات في نفس الدرج.. فيه صفقتين محتاجين امضتك الأخيرة عليهم وهتلاقي أوراقهم في الدرج التاني على اليمين وتحتهم ملف فيه أوراق مهمة محتاجة امضتك عليها.. فيه مقابلات مع كذا جريدة ومجلة وعندهم استعداد يجولك في الوقت اللي يناسبك بس أنا already جهزت emails في الـ drafts عشان لو حابب تلغيهم في آخر لحظة زي ما بتحب كل مرة.." زفرت في ارهاق ثم استنشقت بعض الهواء برئتيها "وده كان ملخص لكل اللي حصل وأنت مش موجود"


سكتت لينظر لها بهدوء مخيف وملامحه لا تعبر عن أي شيء حتى تستطيع أن تعرف منه هل ما فعلته في غيابه كان شيئاً جيداً من وجهة نظره أم لا!


"أنتي ازاي تاخدي قرارات بدالي؟" سألها ببرود مجدداً


"والله يا Mr آدم أنت مكنتش موجود وأنا مش هاسيب شغلي يبوظ وافشل فيه، وأستاذ مراد بلغني إني أكون مكانك وهو اللي ساعدني في كل حاجة، أنا مقررتش حاجة من غير موافقته وأي حاجة كنت برجعله فيها قبل ما أعملها" اجابته بحزم وقد لاحظ آدم صرامتها في التعامل معه


"لو الموضوع ده حصل تاني مش هيعدي على خير.. اعتبريه أول وآخر إنذار لكي" أخبرها بجفاء لتغضب هي


"الدنيا يعني والشغل يقفوا ويتعطلوا عشان حضرتك مش موجود؟؟!" رفعت حاجبها لتستطرد قائلة بإستهزاء "أنا والله مش مستهترة في شغلي يا Mr آدم" وكانت تريد أن تقول مثلك ولكنها أبقتها لنفسها فهي لا تريد صراعاً جديداً معه .


سكت آدم لا يدري ماذا يقوله لها وقد أخفى عدم معرفته وراء هدوءه ونظراته الصارمة الجافة فما فعلته قد أعجبه حقاً.. كل شيء مرتباً ومنظماً لدرجة كبيرة، بل هي اتفقت على صفقتان وكانا من أفضل الصفقات بشركته منذ أربع شهور ليُفكر متسائلاً "ازاي قدرت تعمل كل ده؟؟"غادر مكتبه واضعاً يداه بجيباه بغرور والصمت يعم المكان لتستمع لصوت خطواته البطيئة لتشعر هي بالغرابة.


"جرالك ايه يا لوح التلج أنت؟ مش هتكلمني يعني؟ ايه اللي حصلك في كام ساعة؟ جاي بتكلمني بطريقة Formal اوي وعاملي فيها مديري، نسيت كل اللي عملته معايا؟ هترجع بقا تاني تمثل دور راجل التلج ده تاني؟ماشي يا آدم.. أنا هوريك.. وأصلاً مش هيفرق معايا من الأصل" فكرت ليصرخ عقلها بتلك الكلمات وهي تظهر عليها ملامح التوتر من موقفه معها اليوم فهي لم تراه صارماً ويتعامل بحرفية هكذا منذ أن عملت معه.


"هترجعي بيتك الليلادي" أخبرها بجفاء دون النظر لها


"احسن بردو" اجابته بتحدي "أصلاً كنت عايزة كده" قالت لتدافع عن نفسها فهي لا تريد أي معروف منه بينما هو لم يتحدث معها ولم بتجادل ولم يقل لها شيئاً فقط تجول مجدداً لتشعر هي بالملل ثم عاد ليجلس على مكتبه لتتكلم هي مجدداً


"بعد إذنك محتاجة منك Confirmation (تأكيد) على مواعيد التصوير المتأجلة عشان أقدر أكمل شغلي " زفرت بضيق.


"هبعتلك بكرة" رد عليها بدون أن ينظر لها بجفاء تام ثم آمرها لتعطيه جميع التفاصيل وتحدث معها بكل شيء صغيراً كان أم كبيراً. حاولت شيرين سرقة بعض النظرات له بإستفهام لماذا أصبح هكذا؟ لماذا كل هذا الجفاء؟ ماذا فعلت كي يُعاملها بقسوته الغريبة تلك؟ أليس هذا هو نفس الشخص الذي أخبرها بألا تُغادر منزله وحماها من كريم؟ لم تشعر بالوقت يمر لتجد أن الوقت قد تأخر وقد تمنت أن تخبره أنها تريد تذهب ولكن عاندت نفسها ورغبتها وإرهاقها منتظرة أن يشرع هو بقرار الذهاب.


"كفاية كده النهاردة" همس بجفاء تاركاً إياها ليذهب لبار مكتبه ليصب كأساً لنفسه


"تمام" همست هي لتشرع بلم أشيائها بل ورتبت كل شيء مكانه وغادرت مكتبه في صمت تام هي حتى لم تودعه.


شرعت بقيادة سيارتها لتفكر فيما حدث فهي مازالت مندهشة "كان مثلاً بيستغلني و بيكدب عليا عشان يوصل لحاجة معينة؟ ولما حس إني بصده قرر فجأة يبعد عني؟ بلا نيلة أنا أصلاً مصدتهوش.. احنا كنا كويسين!! أنا معملتلوش حاجة أصلاً لكل ده.. وبعدين منين يبقا قدامي خايف ومرعوب وفجأة يبقا قاسي كده؟ هو فيه ايه بالظبط؟ طب باسني ليه؟ ده بيهزر ده لا ايه لوح التلج الحيوان!!" صرخت وهي تقود لتشعر أنها قد أعطته فرصة لتلوم نفسها


"بس أنا اللي غلطانة! مكنش مفروض أسمع كلام مراد عنه وأتأثر بيه، وبردو مكنش ينفع أبوسه امبارح ولا أحضنه، ومكنش المفروض أصدقه خالص وحتى لما سابني في الأوضة الغريبة دي، بعد كده هديله بالجزمة فوق دماغه وملوش عندي غير شغل وبس، ودور الحنية بتاعته دي وشغل الأفلام الهابطة ميجيش يمثلهم عليا!!"


تمتمت لتصل قصره لتصف سيارتها وصعدت للغرفة لتأخذ أشيائها لتعود لمنزلها وما إن نزلت حتى وجدته ببروده المعتاد ورماديتاه أصبحتا مبهمتان لا تقول شيئاً حتى الغضب لا تراه بهما، نظر لها ليراها تحمل حقائبها بصعوبة لثقلها فهو كان قد قرر أنها ستمكث معه لفترة طويلة ولكن قد غير رأيه، غضبت هي من محاولتها لتحمل ثقل الحقائب لتنظر له بغضب


"اسمعني كويس واعتبره أول وآخر إنذار ليك، حاجتي دي تخصني، تاني مرة متعملش حاجة من غير موافقتي، وحاجتي كلها متخصكش في حاجة واياك تعملها تاني"


"براحتي.. أنا أعمل اللي عايزه" تبسم نصف ابتسامة واضعاً يديه بجيوبه في غرور وزهو


"تعرف! المرة الجاية لو شوفتني حتى بموت متبقاش تدافع عني، وأرجوك كفاية بقا مشاكل لغاية كده" صاحت هي بغضب لترفع شعرها الفحمي للخلف عاقدة إياه ببعضه


"واضح أنك كنتي عايزاه يفضل معاكي في البيت مش كده؟" سألها ليستفزها والبسمة لم تغادر شفاه


سكتت هي قليلاً ولكن أرادت أن تستفزه هي الأخرى "تصدق أنت صح.." ضيقت ما بين حاجبيها وكأنها وجدت ضالتها لتُكمل "يفضل بقا معايا، أقعد معاه، أحبه، يحبني، أحضنه حتى أياً كان اللي أنا عايزاه وبعمله مالكش دعوة بيه" تنفست لتشعر بإنتصارها عليه لينظر لها من أعلى رأسها لأخمص قدماها لتتوسع ابتسامته مستنكراً


"ده ناقص تقوليلي ننام مع بعض.. إلا صحيح أنتي تعرفي يا شاطرة تنامي مع راجل ولا متعرفيش دي كمان؟" قهقه قليلاً ثم خلع سترته لتستكمل شيرين طريقها وهي بأشد غضبها للخارج لينظر إليها وهي تنزل الدرج وبدأ بفك ربطة عنقه "لو عايزة مساعدة أنا ممكن اعلمك وأوريكي ازاي؟" نظر لها بمكر ممزوجا بإنتقام


"أنت حيوان وقليل الذوق!!" أخبرته مستنفرة لتخرج خارج منزله


"بكرة الساعة سبعة الصبح تكوني هنا!" صاح ليأمرها بصرامة


"سابعة! ايه Mr آدم هيسيب التمثيل والـ Business وهيبيع لبن؟" سألته بسخرية ليهز رأسه ويتركها صاعداً لغرفته.


"القذر قليل الأدب!! منك لله يا يوسف على اللي عملته فيا ده! يا ريتك تشوف اللي بيحصلي مع لوح التلج ده" تمتمت لنفسها لتتوجه لمنزلها وما إن فتحت الباب ذهبت لسريرها دون أدنى اهتمام أن كريم لديه نسخة من مفاتيحها، ولم تقم كذلك بتغيير ملابسها لتسقط في نوم عميق.


"القذر قليل الأدب!! منك لله يا يوسف على اللي عملته فيا ده! يا ريتك تشوف اللي بيحصلي مع لوح التلج ده" تمتمت لنفسها لتتوجه لمنزلها وما إن فتحت الباب ذهبت لسريرها دون أدنى اهتمام أن كريم لديه نسخة من مفاتيحها، ولم تقم كذلك بتغيير ملابسها لتسقط في نو...

جلس آدم بغرفته ليحتسي من كأسه مرة بعد مرة ولم يتوقف عن التفكير بها "شاطرة في شغلها بجد، ده مراد نفسه وهو صغير مكنش كده، مكدبش عليا لما قالي إنها شاطرة فعلاً.. بس ورحمة أبويا لو كانت مهملة كنت بهدلتها وطردتها من أول يوم بس ازاي كده؟!

دي لا بتتأخر ولا بتمل من الشغل ولا حتى بتسيب فرصة لحاجة تيجي صدفة.. كل حاجة بتحضرها كويس وقبل ميعادها بكتير كمان، ازاي بتعمل كده؟ الله يحرقك يا مراد أنت جبتهالي منين عشان تقلبلي حياتي كده؟ لو بس كنت أقدر أقرب منك تاني النهاردة، شعرك كده وهو مفكوك كان بيجنني، ولا شفايفك!! أنا مكنتش قادر أركز في حرف منهم، كان نفسي ابوسك تاني واشم نفسك وأنتي متوترة زي ما بوستك قبل كده، ولا لما بتلمسيني بحس إني مش قادر اتحكم في نفسي.. انتي ليه كده؟ أنا بقيت بنسى أنا مين واسمي ايه وأنا قدامها"


سكب كأساً آخر ليخلل شعره بيداه والغضب قد تملك منه لما فكر به لتوه ولم يتوقف عن التفكير بما يحدث له كلما رآها أمامه لينفجر المزيد من الغضب بعروقه مقرراً


"بس لأ مش أنا اللي بنت تعمل فيا كده وتهزني وتخليني ناسي اسمي، آدم رأفت مش هيسمع لصوت شوية مشاعر متلعبكة جواه، أنا هخليها تندم على اليوم اللي شافتني وعرفتني فيه، وهوجعها زي ما هي بتوجعني كده وبتطيرلي عقلي كل لما عيني تيجي في عينيها، بكرة أخليها تتمنى بس إني أعاملها زي زمان! هتكرهيني يا شيرين غصب عنك وهتتوجعي زيي.. غبائي اللي سيبته ده يتحكم فيا أنا هموته جوايا وهاعرف أبطله كويس!!"


لمعت عيناه لفكرته التي خطرت بباله وابتسم بغطرسة وشر وهو يتخيل ردة فعل تلك العسليتان عندما تراه صباح يوم غد ثم نظر للساعة فرآها قاربت على الثالثة والنصف صباحاً ليراسل شيرين


"المعاد اتغير.. تعالي تسعة"


"آدم رأفت"


ابتسم بزهو مجدداً ثم توجه ليرتدي قميصاً أبيضاً رياضياً وسترة جلدية سوداء وبنطالاً أسود ليغادر بأحدى سياراته لفندقاً فخماً لم يعلم الكثير أنه يملكه فهو يُحب أن يجعل القليل من الخصوصية له. توجه للبار الخاص بالفندق لينظر حوله مخللاً شعره الفوضوي مبتسماً تلك الإبتسامة الساحرة المزيفة التي يُريها لوسائل الإعلام


"ايه ده Mr آدم بنفسه مشرفنا، ده احنا حظنا من السما بقا.. تحب تشرب ايه؟؟" سأله العامل بالبار لينظر آدم حوله ليجد إمرأة ترتدي سترة جلدية وقميصاً عار الصدر أبيض اللون وسروالاً ضيقاً قصيراً مُرتفع الخصر وتضع الكثير من مساحيق التجميل، فعرف أنها مناسبة لما يُريد فعله ليجيبه


"اتنين Dirty Martini واحد ليا والتاني للحلوة اللي هناك دي" آمره بغرور ليشير لها


"حالاً"


بعد أن قدم لهما المشروبات تبسم لها آدم ابتسامة مليئة بالمكر وقد تعرفت عليه جيداً فآتت إليه هرولة لتتحدث معه فالمحظوظات فقط هن من يختارهن ليقضي معهن ليلة واحدة!


"ده أنا محظوظة اوي بقا عشان تعزمني.." همست له بعهر وقد أقتربت منه وقد كانت ثملة بالفعل ليبتسم لها وقد علم أن أختياره كان مثالياً لما يُريد فعله


"ده أنتي حظك من السما الليلة دي.. شكلي كده هديكي كمان أكتر من عزومة" أخبرها بغرور وأخذ الزيتون ليضعه بفمها لتمضغه ببطئ لينظر لها بخبث لتضحك هي ضحكة عالية تلفت إليهما الأنظار حتى في هذا الصوت الصاخب.


طلب آدم مجدداً الكثير من الكؤوس لها ولكنه لم يشرب الكثير وعندما تأكد من ثمالتها بدأ أن يقترب منها ليحاوط خصرها بيديه ومن ثم دنا من رقبتها ليجعلها تشعر بأنفاسه الساخنة لتتمسك بذراعه تريد أن تُقبله ولكنها بالكاد تحملها قدميها لينظر لها قائلاً "مش هنا ومش دلوقتي.. وبدين أنا ماليش في الاستعجال.. الحاجات دي تحب النفس الطويل بردو.. قدامي يا حلوة" جذبها من يدها مغادراً البار لسيارته وأجلسها بجانبه ليُغادر لقصره.


حاولت أن تتقرب منه بالسيارة وهو فقط ينظر لها بخبث وشر ولكن لم يدع لها فرصة حتى وصلا فقد قاربت على أن تفقد وعيها.


أخذها آدم ليترك أبواب سيارته مفتوحة وتوجه بها للأعلى على الدرج لتلقي بسترته على الأرض ومن ثم سترتها وقميصها ثم قميصه لتقف أمامه بصدريتها لتجذب يده لتضعها على خصرها محاولة مجدداً أن تتقرب منه ولكنه صدها بخبرته وكادت أن تفتح باب الغرفة التي كانت تمكث بها شيرين ليعقد حاجباه ويأخذها بعيداً لغرفة أخرى.


فتح الباب يحملها لتحاوط خصره بقدماها محاولة أن تُقبله ولكن وهنت محاولتها ليلقيها على السرير بعنف ودنا منها ليُصبح فوقها لينظر لها ولم يرى أمامه إلا شيرين. عقد حاجباه وأغلق عيناه ثم فتحها مجدداً فهو ليس بثمل وهو مدرك تماماً أن من أمامه ليست إلا عاهرة فلم يستطع إلا أن يراها بدلاً منها..


تذكر برائتها ونظرات الخوف بعينيها العسليتان عندما حاول التقرب لها كثر من مرة، تذكر كيف كانت عندما قبَّلها، تذكر تلك الملامح الشرسة التي تظهر عليها وهي غاضبة ولكنه بالرغم من ذلك قد عشق تلك الملامح، أراد أن يشعر أنفاسها الرقيقة ليس أنفاس تلك العاهرة الممتزجة بالخمر، تذكر كيف أحتضنته بالأمس وود لو فعلها مجدداً.


نهض فجأة وقد تملكه الغضب تجاه نفسه وتجاه تلك التي قد استحوذت على عقله بل وعلى سائر حواسه "ايه على فين كده ده احنا.. احنا لسه في أول الليلة" همست بعهر وصوت نعس لينظر لها بإمتعاض ليطفئ الأنوار ويغلق الباب خلفه.


"كفاية بقا ارحميني واطلعي من دماغي" صرخ غاضباً متجهاً لغرفته محاولاً أن ينساها ولكن بلا فائدة. تحدث لنفسه "ايه خلاص مبقتش أفكر غير فيكي؟ بتلعبي بيا كمان!! بقا أنتي تعملي فيا أنا كده؟ طب ورحمة أبويا لا أخليكي مجنونة كده زي ما جننتيني.. ده أنا هالعب براسك الكورة يا شيرين" خلل شعره بيداه الاثنتان ثم غطى وجهه بيداه ثم أراح جسده على السرير محاولاً النوم.


====================================


"يا لهوي بقت سبعة إلا ربع" صرخت شيرين بفزع لتمسك هاتفها لتتحدث لآدم لتبلغه أنها ستتأخر "الله يحرقك يا بعيد.. كنت بتفكر في ايه بسبعة بتاعتك دي.. خلتني أموت من الرعب، ده أنا عمري ما أتأخرت في حياتي" تمتمت لتنظر إلي هاتفها لتجد رسالة منه


"المعاد اتغير.. تعالي تسعة"


"آدم رأفت"


تنهدت بإرتياح بعد قرآتها للرسالة "يهد قواك يا بعيد!!" تمتمت "بس اديني اهو قدامي وقت كويس" همست لنفسها وتوجهت لتستحم وتسترخى قليلا تحت المياه الساخنة وأغلقت عيناها لتتذكر كيف قبلها بشراهة وعنف.. كيف شعرت بين يديه الذي احتوى بهما وجهها.. كيف كانت أنفاسه الساخنة تلك تسيطر عليها تماماً وجعلتها تشعر وكأنها تُحلق فوق السحاب.. تعجبت ماذا كان يريد أن يقول ولم يستطع وظل يتلعثم بعدها..


هزت رأسها محاولة أن تطرد المنظر من رأسها وتلك اللحظة التي تتذكرها كل نصف ساعة من يومها ثم التفت بمنشفتها البيضاء وتوجهت لتجفف شعرها وحين تأكدت من جفافه تماماً أعدت بعض القهوة وتناولت بعض الطعام.


فكرت أنها تريد أن تغير مفاتيح المنزل حتى لا يأتي كريم مجدداً ولكنها أجلت هذا للمساء ثم تفقدت ما سترتديه لليوم وتوجهت لخزانة ملابسها وأرتدت بنطالاً أبيض اللون وقميصاً بدون أكمام بفتحة تظهر أعلى ملتقى ثدياها وعظمة الترقوة..


تذكرت كيف كان كريم يكرهه لذا ابتسمت ثم موجت شعرها لتتركه ينسدل على ظهرها ثم أرتدت سترة حمراء اللون وسلسلتان ذهبيتان رقيقتان متماثلتان واحدة قصيرة والأخرى تستقر بعد نهداها قليلاً ووضعت القليل من الماسكرا ولكنها صبغت شفاها بلون أحمر يماثل سترتها ثم سحبت حذاء أحمر اللون بكعب مرتفع واخذت حقيبتها ونظرت للساعة لتراها الثامنة.


توجهت لسيارتها لتبدأ بالقيادة وفي طريقها رأت مقهى وتذكرت كم تحب قهوته كثيراً فصفت سيارتها وتمتمت "الله يحرق الرجالة على سنينهم!! بيخلونا ننسى كل حاجة بنحبها" تمتمت في استنكار لتدخل وتأخذ واحدة من أكواب القهوة الكبيرة التي تحبها فهي ممزوجة باللبن والشيكولاتة، بالرغم من أنها تكره اللبن ولكن قهوة هذا المقهى تطغى عل طعم اللبن.. استنشقت راحتها اللذيذة لترحل وتكمل طريقها لقصر آدم وما إن توقفت نظرت لسيارته مفتوحة الأبواب فتعجبت "وده من امتى بيسيب عربيته هنا" لم تهتم كثيراً ودخلت حتى رآته يمشي ملتفاً بمنشفه قصيره تخبأ ما تحت خصره بقليل لتهز رأسها وهي تنظر لأسفل ظهره المثير وتتمتم بصوت منخفض "سافل!"


نظرت لترى ملابس منثورة على الدرج لتعقد حاجباها ثم رآت إمرأة لا تلبس إلا صدريتها وسروالاً قصيراً لتدنو من الأرض لتأخذ ملابسها وترتديها لتنظر لها شيرين بتقزز وصدمة فهي لم تتوقع هذا. آتى آدم ليذهب ليساعدها بملابسها ليثير غيرة شيرين قليلاً


"صباح الخير يا حلو.. ايه.. معملتـ" صاحت بعهر ولم يجيبها آدم فقط قبّلها قبلة طويلة لتشعر شيرين أنها تحترق من الغضب مما يفعله، وفجأة نظر لشيرين ليراها تشاهده وهي غاضبة ولا تتحرك من مكانها ليبتسم هو بغرور ومكر بالرغم من أنها أسكت تلك العاهرة حتى لا تتحدث وتسأله لماذا لم يفعلا شيئاً ليلة البارحة..


"هو أنت ليه مـ.."


"هاكلمك.. يالا يا مُزة أنتي ورايا شغل دلوقتي" قاطعها ليضربها مازحاً أسفل ظهرها لتندهش شيرين وتفتح فمها مصدومة وشعرت أن وجنتاها تحترق من الخجل بينما الأخرى صدخت بضحكة رقيعة


"عربيتي لسه في الأوتـ.."


"ودي تيجي بردو.. هبت معاكي حد يوصلك" قاطعها بنبرة باردة ليتركها ويصعد غير آبهاً لملابسه على الدرج لتخرج هي وتنظر لشيرين بعهر وشماتة لتبادلها النظرة بالتقزز والغضب ليأتيها صوت آدم "تعالي" صاح ببرود وبنبرة آمره لتفيق هي من نظرها لتلك العاهرة وتتبعه.


طرقت باب غرفته لتنظر له وهو يغلق زرار بنطاله لتنظر بعيداً عنه بغضب وهو مازال يرتدي ملابسه


"أقعدي" آمرها ببرود لتجلس على مضض


"حتة الحيوان السافل ده! عايز يوصل لإيه باللي بيعمله قدامي ده؟ واحدة شمال! في بيته وقدامي كمان؟ يعني كان بيكدب كل الأيام اللي فاتت دي وبيعمل حركات عليا؟ ربنا يهده يارب! وأنا اللي فاكراها مشاعر!! قال مشاعر قال! هو يعرف ولا يفهم يعني اي مشاعر أصلاً؟ يجي مراد يتفرج؟ يعاملها هي كده ويضحك في وشها وأنا يعاملني بالأسلوب الزبالة ده! ماشي يا حتة حيوان يا سافل أنا هوريك" شردت مفكرة بغضب لتفيق وهو ممسكاً بذراعها بشدة


"أنتي طرشة؟" صرخ بها لينظر لها بغضب عاقداً حاجباه


"ما تسيب ايدي أنت اتجننت ولا ايه؟" صرخت به محاولة أن تفلت من قبضته


"أنتي سمعتي حاجة من اللي قولتها؟ " صرخ بها مجدداً ولا يزال ممسكاً بذراعها


" آه.. ذراعي يا مفتري" تأوهت وهي تنظر له بآلم وضعف


"أنتي اللي بتعملي كده في نفسك.. لو مركزة أنا بقول ايه مكنتش وصلت معاكي لكده؟"


"سيبني وابعد عني يا قليل الذوق أنت" صاحت بوهن وقد قاربت على البكاء


"أنتي بتشتميني؟" نظر لها بشر وبرود تام ثم تعالت أنفاسه قليلاً ليبتلع ريقه وينظر لشفاها الحمراء ليجذبها له لتقترب منه رغماً عنها ثم دنا برماديتاه لفتحة قميصها ثم رفع نظره له وقد أغمقت عيناه لتميل للسواد


"آدم لو سمحت متقربش.. " همست مترجياه "ابعد عني حالاً" شعرت بالخوف من نظرته تلك وتغير لون عيناه فجأة


لم ينتبه هو لما قالته ولم يستطع تمالك نفسه، منذ البارحة ولم يرى بمخيلته سواها. ترك ذراعها ليجذبها من رأسها بلمح البصر ويُقبلها بعنف مغمضاً عيناه. حاولت شيرين أن تبتعد ودفعته لتظن أنه سيبتعد ولكن وجدت خفقات قلبه سريعة بجنون وصدره يعلو ويهبط بشدة.


لانت قبلته لها وهدأت وهو مازال ممسكاً برأسها وشعر أنها تحتاج للتنفس فابتعد عنها لتتنفس هي ونظر بعيداً عنها. شُلت حركتها تماماً محاولة أن تنسى تأثير قبلته عليها ثم بعد دقيقة نظرت له لتجده مازال يتنفس بسرعة ويخلل يده بشعره ويغلق عيناه ثم يقف لتقف هي أيضاً لتواجهه وتنظر له لتصفعه بكل ما لديها من قوة وتغادره.


================================

2019 © by Batoul

التااااالي

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-