أخر الاخبار

ترويض ادم للكاتبة بتول طه الفصل الثامن

 رواية قد تعجبكم https://firdausnovels.blogspot.com/2021/06/Kingdomwerewolves_6.html

ترويض ادم للكاتبة بتول طه

الفصل الثامن 

جميع حقوق الملكية والنشر تعود لي ولا احلل فكرة السرق او نشر الرواية دون الحصول على موافقتي.


===================================


الجزء الثامن


نظر لها متشبثة بقميصه بقوة كالطفلة الخائفة من أن تُفقد في زحام الآلم بالرغم من نومها، نظر لملامحها الهادئة، شعر بأنفاسها الرقيقة المنتظمة تُلفح رقبته، شعرها الأسود الفحمي مبعثر حول وجهها البريء، تلتف في رداءه الأسود .. تذكر تفاصيل اليوم الماضي بكل ما فيه، كيف استطاعت هي أن تفتح جرحهِ القديم، كيف لها أن تخرجه من هدوءه المعتاد وصلابة أعصابه، لا أحد يستطيع فعلها، حتى أنه لا يدري كيف بقيَّ معها إلى الآن جالساً بجانبها حتى بعد أن نامت، كيف له أن يتفوه بما قاله لها ليلة أمس، هل هي شفقة أم ماذا؟


Flashback


"خانني.." صرخت بهستيرية أيضاً ليتوقف هو ثم أكملت "كريم خانني.. اربع سنين كان بيخوني.. خانني يا آدم.. كسر قلبي ببساطة.. خانني بمنتهى الدناءة ولا فرقت معاه وكنت بالنسباله مجرد سلم مش أكتر.. سبع سنين حب كان بيضحك وبيكدب عليا.. سبع سنين بيعتبرني عيلة صغيرة وهبلة.. بعد كل حبي ليه شوفته وسمعته وهو بيخونني بعيني.. عرفت ليه اضايقت لما جبت سيرته؟" بكت بهيسترية بينما احتضنها هو


"بطلي عياط"همس بهدوء وقد تحول تماماً من الوحش الهائج الذي يُهشم ويُهدم إلي كائن آخر لم يدري من هو!


"هو ليه عمل فيا كده؟ ليه بس أنا عملتله ايه؟ ليه مقليش إنه مكنش بيحبني؟ كنا.. كنا ممكن نبقا أصحاب ومكنتش هاسيبه ولا هابعد عنه وكنت هافضل واقفة جنبه، ليه كده؟ ليه لازم كل حد بحبه يبعد عني؟ بكت مجدداً لتتعالى شهقاتها وجسدها أصبح يرتجف برعب لتهوى على الأرض متكورة على نفسها وقميصها الأبيض قد ابتل بدماء يديه من أثر لكماته للحائط.


"وأنت كمان بتعمل فيا كده ليه؟ مش كفاية اللي عمله هو فيا؟ ليه الحرب دي كلها عشان أشتغل معاك؟ ليه مش عايزني أشتغل في هدوء؟ أنا تعبت بقا حرام عليكم!! ادوني هُدنة.. ده كل اللي عايزاه، مش عايزة مشاكل ولا حرب ما بيني وبين حد، دي الحاجة الوحيدة اللي بقيت بتمناها كل يوم إن يومي يعدي من غير مشاكل.. كفاية بقا أنتو ليه بتعملوا فيا كده؟ يعني أهلي ماتوا وسابوني لوحدي وأنا أستحملت.. هو أستغلني وأنا استحملت.. عرفت إستغلاله ليا وعملت نفسي مش واخدة بالي وقولت وماله سيبيه يتحكم في كل حاجة وكمان زي الغبية وقفت جنبه وساعدته على ده.. وبعد كل اللي حصل مالقيتش غيرك أشتغل معاه ولا رفضت وبردو استحملتك.. عاملتني بمنتهى قلة الذوق والسفالة والعصبية وبردو استحملت.. أنتو ليه كلكوا بتعملوا فيا كده؟ ليه مش عايزين تسيبوني في حالي؟ كتير أوي عليكم تشوفوني مرتاحة يوم واحد بس؟ أنا مش طالبة غير إني أعيش في سلام من غير مشاكل مع حد.. أعمل ايه تاني طيب؟ أموت نفسي يعني عشـ.."


"إياكي تقوليها قدامي تاني!! سامعة؟!" قاطعها صارخاً وسط تعالي بكائها وشهقاتها ليتفقد تلك العسليتان المتألمتان الغائبتان وسط دموعها التي لا تتوقف ثم أقترب منها دون مقدمات ليحملها للغرفة ثم اجلسها على الأريكة ولكنها لم تتوقف عن البكاء الهيستيري..


هاتف فاطمة لتأتي ثم انفجر بشيرين "بصيلي هنا" صاح آمراً اياها بحدة "هتبطلي عياط وهتمسكي نفسك كده ولا أجيبهولك مرمي تحت رجليكي واقتلهولك" آمرها محذراً ببرود وقد أختفت رماديتاه ليحل مكانها سواد قاتم لتنظر هي إليه


"لا.. أرجوك أنا.. أنا هبطل عيــاط.. بس.. بس متقتلوش.. مش عايـ.." صرخت وتعالى بكائها ليتحول لمزيد من الشهقات أعلى وبالكاد تنفست بين كلماتها ليقاطعها بنظرة جافة محذراً اياها حتى تضع يديها على فمها وارتجافة تلقائية سيطرت على جسدها وهي تحاول كتم شهقاتها..


ثوانٍ ونزل جالساً على ركبتيه أمامها ليُخفض يدها من على فمها بهدوء ثم حاوط وجنتيها بيده "هاعملك كل اللي أنتي عايزاه ومش هايبقا فيه مشاكل ولا حاجة.. بس أرجوكي متقوليش تاني إنك هتقتلي نفسك." همس ناظراً لعسليتاها مجففاً دموعها "اتفقنا؟" همس مجدداً بهدوء لتومأ له بدون كلام ليستكمل هو "فاطمة هتاخدك عشان تساعدك تاخدي Shower وتهدي شوية.. تمام؟!!"


بعدها بقليل دخل غرفتها ليجدها جالسة تنظر بشرود ودموعها تهبط في صمت على وجنتيها ثم رداءه، "بطلي!" آمرها بهدوء لتجفف دموعها وتبتلع لعابها في صعوبة لتحاول أن تتنفس بين تلك الشهقات من آثار بكائها التي أصبحت شبه تلقائية ولكن لم تنظر إليه "حاسة إنك أحسن؟" سألها بإقتضاب لتومأ له "تمام" أخبرها ببرود ثم همَّ أن يغادر الغرفة ليوقفه صوتها الذي لا زال يحمل آثار البكاء


"لا متمشيش" صاحت بوهن لتوقفه "خليك.. متمشيش وتسيبني" تلعثمت بصعوبة


End of flashback


"هو أنا عملت كده عشان خايف عليها ولا عشان صعبانة عليا ولا عشان فكرتني بإنتحار أمي وتقى؟ هو أنا فعلاً مش عايز أخسرها زي ما خسرتهم ولا ايه اللي بيحصلي بالظبط؟ أنا عمري ما قعدت قدام ست واتحايلت عليها بالمنظر ده!! هي البنت دي بتعمل فيا ايه بالظبط؟ هي ليه فجأة كده بتقدر تحولني؟ يا تعصبني اوي يا تهدني في ثانية وأحس إني بتقطع من جوايا علشانها؟ آف!! أنا عمر ما حد قدر يعمل فيا كده"


فكر متحدثاً لنفسه عاقداً حاجباه بألم وانزعاج ثم نظر إليها لتلين ملامحه لرؤيتها هكذا فأخرج زفرة لتشعر به وتهمهم هي بنومها "أنت جيتيلي منين عشان تعملي فيا كل ده؟" همس بخفوت ثم شرد بها لا يعلم كم مرَّ عليه من الوقت هكذا ليخرجه من شروده مراد الذي قد دنا من الغرفة ينظر له بإستغراب ودهشة ليحاول آدم بصعوبة فك قبضتها بدون أن يوقظها ثم رفع الغطاء عليها وتركها موصداً باب الغرفة ليتبعه مراد في فضول.


"ايه اللي حصل؟" تعجب مراد


"حاجات كتير" اجابه ببرود


"آدم أبوس ايدك أنت الرسالة اللي بعتهالي قلقتني! وكفاية اللي فاطمة حكيتهولي، معلش تعالى على نفسك المرادي وبطل تكلمني ببرود وأديني كده كام جملة مفيدة منطقية أقدر أفهم بيها اللي حصل"


"منطقية!" ابتسم بسخرية "واجيبها منين دي؟"


"طب حاول كده تتكلم وأنا هاسمعك.. جرب مش هاتخسر حاجة.. ها.. يالا.. حصل ايه؟" مسحَ مراد على وجهه بضيق وهو يشعر وكأنما سيفقد عقله حنماً من أفعال آدم وطريقته


"طيب" همس له بعد دقيقة من الصمت "كلمت حبيبة زي ما قولتلك؟"


"آه آه.. متقلقش نفسك بالموضوع ده.. احكيلي بس اللي حصل؟" اجابه سريعاً


"هاتيجي امتى؟"


"كمان ساعتين.. اتكلم بقا يا جبل التلج أنت وإلا أنـ.."


"أنت جبتهالي منين يا مراد؟" سأله مقاطعاً لينظر له مراد بدهشة


"فيه واحد اسمه يــ..."


"أنا وديتها المدفن" قاطعه هامساً "وخليتها تدخل الأوضة"


"آدم أنت أتجننت؟ أنت عمرك ما سمحت لأي حد في الدنيا إنه يدخل الأوضة دي، لا أنا ولا حتى عمي الله يرحمه لما حب يعرف فيها ايه وبتقعد فيها ليه كل يوم بالساعات لوحدك رفضت إنه يدخلها، وتيجي هي في يوم وليلة وتسيبها تدخلها وكمان تـ.."


"مش عارف يا مُراد!! مش عارف ايه اللي حصلي! أول مرة أسمح لحد بكل ده، أول مرة ابقا مش عارف مالي"


"أنت حاكيتلها كل حاجة؟" سأل متعجبا


"متكلمناش.. أنا سيبتها في الأوضة ومشيت"


"طب وايه اللي حصل امبارح؟ ليه بيغيروا كل حاجة وكان فيه حاجات متكسرة؟ أنت عمـ.."


"عصبتني امبارح ومكنتش شايف أنا بعمل ايه.. جت في يوم وليلة غيرت فيا كل حاجة!" همس ببرود شارداً بنظره


"آدم أنت بتهزر مش كده؟ أنت عمرك ما عملتها! حتى يوم أمّاعرفت انتــ..."


"أسكت متفتحش الموضوع!!" صاح به غاضباً تركه ليذهب لبار مكتبه


لم يدري مراد ماذا يقول وفكر قليلاً ثم ذهب خلفه يتبعه وهو يحاول أن يجد تفسيراً لما يفعله ابن عمه كما شعر أن تلك المرة هناك شيئاً ليس بهيناً أبداً يحدث معه، فهو حتى يوم معرفته تلك الإدعاءات عليه لم يفعل كل ذلك، بل ويوم وفاة والده لم يفعل كل ذلك أيضاً


"وأنا كمان صبلي واحد" أشار لكأس آدم


"دلوقتي بدري كده؟ ولو ليلي عرفت؟" تبسم له متعجباً


"بلا ليلى بلا بتاع.. أنا عقلي خلاص هيخرج من راسي من كتر التفكير"


"أنت ممكن يعني تكون حبيتـ.." كاد أن يسأله مراد بعد أن احتسيا كأسيهما في صمت تام دام لدقائق ولكن لم يُكمل سؤاله!


"أنا استحالة احب ستات تاني وأنت عارف كده كويس" قاطعه ناهياً


"أنت ديب فريزر أنت ولا ايه؟أنت مش شايف نفسك عمال بتعمل ايه؟ فسر لي طيب كل اللي بتعمله ده معناه ايه؟"


"ذكية" اجابه بعد صمت طويل "هي بنت ذكية عرفت ازاي تتعامل مع كيف آدم رأفت"


"آدم متجبليش جلطة أبوس ايدك، زينة لسه صغيرة وليلي مش هاتقدر تشيل الشركة معاك" سكت هنيهة ثم أكمل "لاش كلامك اللي مش مفهوم ده"


"يمكن يكون كان عندي ملل وعايز حاجة جديدة تشغلني، ممكن تكون كانت صعبانة عليا عشان الوسخ ده خانها.. وممكن أكون كنت محتاج حد شاطر زيها في شغلي، لكن مش هاحب أنا حد!"


"ايه؟ مين خان مين وبتقول ايه أنت؟" تعجب مراد عاقداً حاجباه


ندم آدم أنه تحدث معه بكل تلك التفاصيل وقرر ألا يفعلها مجدداً، فيبدو أنه لا يعرف حقاً عن ماذا تحدث ليتنهد آدم وحاول أن يغير مجرى الحديث "بكرة كله هيبقا تمام.. يالا أنا طالع أنام شوية عشان منمتش من امبارح" أخبره ببرود ثم تركه مغادراً


"يا ساتر عليك يا زفت أنت وعلى عِندك ده.. ايه حبيتها أول ما شوفتها مثلاً؟ مش هيجرى حاجة يعني لو اعترفت بده وبطلت عندك! أنا مش عارف أنا ليه من بين كل الناس على الكرة الأرضية أقع في ابن عم زيه، طب مينفعش أبدله بكلب صغير طيب؟" تمتم هاززاً رأسه بإستنكار ثم ذهب مغادراً لبيته


صعد آدم ليتفقد شيرين فهي مازالت نائمة فتمدد بجانبها متكئاً على جانبه عاقداً ذراعيه ليتفقد ملامحها في شرود تام ولم يشعر بعدها إلا بحركة بالغرفة ففتح رماديتاه الصافية ليرى نفسه محتضنها ليدرك أنه قد غفا بجانبها دون أن يشعر ولاحظ إمرأة طويلة شعرها كستنائي قصير عاقدة حاجبيها لتنظر له بقلق واضح وشعر بيد شيرين متشبثة به مجدداً فنظر لها واضعاً سبابته على شفتيه ثم حاول النهوض بهدوء لتتبعه للخارج


"مالها شيرين وأنت نايم جنبها ليه؟ هو ايه اللي بيحصل هنا بالظبط؟" سألته حبيبة بقلق وقليل من الحدة


"جبتلها هدوم؟" تجاهل أسئلتها ببرود تام


"آه بس أنت مش هاتقـ.."


"اطلعي صحيها وبعدين نزليها عشان تفطر" قاطعها بنبرة آمره ثم تركها ولم يسع حبيبة إلا أن تتعجب أكثر ثم توجهت لتوقظ شيرين


"آدم.." همست شيرين ثم فتحت عيناها العسليتان بصعوبة وبطىء


"لا ياختي حبيبة.. أنفع؟ ولا أنزل أندهولك يجي يحضنك تاني.. وحشك مش كده؟"


"حبيبة!! أنتي جيتي امتى؟ وازاي عرفتي إني هنا؟ وايه الكلام اللي بتقوليه ده؟" سألتها شيرين بصوت نعس لتنهض جالسة


"يعني أبداً بعد اللي شوفته شايفة خلاص إن مبقاليش لازمة وممكـ.."


"يووه عليكي! والنبي اسكتي أنا مش ناقصة" قاطعتها بتنهيدة


"كده يا ندلة متكلمنيش حتى مكالمة واحدة تطمنيني عليكي؟"


"تعرفي!! أنا حتى معرفش موبيلي فين"


"شيرين هو ايه اللي حصل بالظبط وايه البتاع العملاق اللي لابساه ده؟ وايه ريحة النعناع الغريبة دي؟ أنتي غيرتي الـperfume بتاعك؟ وليه شكلك تعبان كده؟ أنتي يا بنتي كويسة ولا ايه واتكلمي بدل ما اتجنن!!"


"الظاهر كده ده perfume آدم.." تبسمت قليلاً ثم اقتربت منها لتحاوطها بذراعيها وتستلقى بحضنها


"لا والنبي ايه؟! ومالك ياختي هيمانة اوي وأنتي بتقوليها كده.. أنا قولت من الأول أندهولك وامشي أنا"


"بطلي سخافة بقا وأنا هاحكيلك على كل حاجة"


"احسنلك بردو بدل ما أقطع علاقتي بيكي!!"


تحدثت شيرين لها بل وأخبرتها كل ما حدث منذ أن دلفت مكتبه حتى الآن بين إندهاش ودموع وأشياء غريبة بل ومشاعر جديدة أيضاً آخذتان وقتاً لا بأس به لتصيح حبيبة بالنهاية


"طبعاً.. عادتك ولا هاتشتريها.. تغيبي تغيبي وتجيلي بالمصايب"


"صدقيني أنا زهقت من كتر المصايب ونفسي آخد هدنة من كل حاجة واصفي كده راسي فيها"


"طب هتعملي ايه دلوقتي؟" تفحصتها حبيبة بإستفسار وهي تنظر لملامحها جيداً التي لطالما عكست مشاعرها


"مش عارفة!! أظن إني هاكمل شغل معاه!"


"شغل؟! شغل ايه يا قطة؟ ياختي كان نفسي بس تشوفي كان حاضنك ازاي وأنتي نايمة وكان مرعوب وهو قايم من جنبك لا يصحيكي يا بيبي" تنهدت بينما تخبرها بنبرة مليئة بالحنان المتصنع


"ايه؟" تعجبت رافعة نظرها لها لتنهض من على السرير بسرعة


"لا بلاش البصة دي وبلاش تعملي فيها بريئة! أنتي عارفة إنك نمتي في حضنه امبارح.. مش ناقصة جنان هي"


"ده.. ده أنا بس كنت بعيط و.. و.. وافتكرت اللي حصلي من كريم .. و.. وهددني أنه هيقتله فــ... فكنت عايزة أتأكد بس إنه مش هايعمله حاجة!! أنا مش ناقصة مصايب.." تلعثمت متوترة


"شيرين!! أنا حبيبة يا حلوة!! ما تحاوليش تقنعيني بحاجة عكس اللي شافتها عينيا"


"وعينك شايفة ايه يا أم العُريف؟!"


"بنت عصام وسمية بتحب ابو عيون رمادية" ابتسمت لها مُضيقة عيناها


"بس يا هبلة أنتي بطلي هبل.. مفيش حاجة من اللي أنتي بتقولي عليه ده"


"ممم! ماشي" رفعت يدها بإستسلام "بس هايحصل في يوم أكيد" تبسمت لها بخبث "يالا بقا يا شيري مش هاتحكيلي قد ايه مُز كده وحلو اوي وتقوليلي السر.. نفسي أعرف البنات بتتجنن عليه ليه؟ ده عليه جوز عيون يهبلو.. قوليلي بقا لما خدك في حضنه بعضلاته دي اللـ.."


"ما تبطلي يا سخيفة بقا! محصلش حاجة ما بيننا قولتلك" صرخت بها لترميها بأحدى الوسائد لتنفجر حبيبة بالضحك


"طب يالا ياختي خشي خدي Shower وفوقي كده والبسي وتعالي نفطرلنا حاجة"


"أنا مش معايا هدوم!! كل هدومي في العربية في جراج الشركة من امبارح" زفرت بضيق وهي تنظر لها وكأنها بورطة عندما تذكرت أنها لم تعد تملك أية ملابس


"متقلقيش يا بيبي.. أنا جبتلك هدوم معايا.. أصل واضح إن سي آدم بيهتم أوي بقا ومبيطقش يشوفك زعلانة" غمزت لها مازحة


"وايه اللي بيخليكي تقولي كده؟" ضيقت ما بين حاجبيها وهي تنظر لها بعسليتان مستفسرتان


"وعايزة تعرفي ليه بقا؟ مهتمة مش كده؟!"


"ما تبطلي بقا سخافة طلعتي عيني" زفرت بغضب


"لا مش هقولك" ابتسمت متحدياها


"حبيبة بطلي سخافة بقا عليا والنبي"


"أوك.." تنهدت بعمق ثم أكملت "مراد اتصل بيا الصبح لأن عشان أجيبلك حاجة تلبسيها معايا و.."


"وهو عرف رقم تليفونك منين؟"


"من يوسف يا غبية" زفرت بضيق


"وليه قولتي إن آدم يعني بيهتم بيا ومش عايز يشوفني زعلانة؟"


"أنتي يا بت أنتي غبية ولا ايه؟ مين اللي كان معاكي هنا؟ آدم ولا مراد؟"


"آدم" اجابت بتردد


"ومين قال لمراد؟"


"آدم" اجابتها مدركة أنها غبية بالفعل


"ممم.. وحاجة كمان!!" أضافت لتحمسها قليلاً


"فيه ايه كمان؟ اتكلمي بقا ومتنشفيش ريقي كده"


وقفت حبيبة محاولة وضع يداها كأنها بجيوبها وقد ملئت رئتيها بالهواء ثم قالت "اطلعي صحيها وبعدين نزليها عشان تفطر" أخبرتها مُقلدة صوت آدم وهيئته لينفجرا بالضحك معاً لتحتضن شيرين "شيري.. حبيبتي أنا عايزة أشوفك مبسوطة دايماً بس متقلقنيش عليكي كده تاني" همست بصدق لتتنهد شيرين "يالا أنا هستناكي تحت، أنا جبتلك Make-up وحياة أغلى حاجة عندك لا تستعمليه" أخبرتها تاركة إياها لتجد آدم بجوار الدرج


"بقت كويسة؟" سألها ببرود


"اه بقت أحسن.. هتيجي كمان شوية" نظرت له لتعقد حاجبيها وتزم شفتاها


"فيه حاجة؟" تعجب لنظرتها تلك


"هو فيه حاجات مش حاجة واحدة بصراحة يعني" قالت لتعقد ذراعاها


"اللي هي؟" سألها ببرود مجدداً


"مممم.. أسأل شيرين" اجابته "أوأقولك.. مش مهم أصلاً"


"أنتي بتقولي ايه أنتي؟"


"أنت شايف ايه؟" رفعت حاجباها وحاولت كتم ضحكتها من ملامحه التي انزعجت


"أنا معنديش وقت أضيعه معاكي.. " نظر لها ببرود لتنظر هي له بإبتسامة استفزته كثيراً لتقاطعهما شيرين


"صباح الخير"


"تقصدي مساء الخير؟" سألتها حبيبة بينما نظر لها آدم بصمت


"ليه هي الساعة كام دلوقتي؟"


"تلاتة ونص.." اجابتها حبيبة


"ايه ده.. أنا نمت كل ده؟!" صاحت شيرين بدهشة لتنظر لهما سوياً


"واضح أن السرير اللي فوق مريح اوي.." قالت بخبث لترتبك شيرين وتشعر بالخجل بينما توجهت لآدم بالحديث "متنساش تقولي اشتريت السرير ده منين عشان ابقا اجيبلها واحد في بيتنا، دي يادوب يا عيني كانت بتنعس اليومين اللي فاتوا! إنما هنا سبحان الله بتنام! بس أنا أظن أن السرير هو اللي مريح مش أكتر!" أخبرته ثم ابتسمت لهما ليحمر وجه شيرين بالكامل ولعنت ذلك اليوم الذي تعرفت فيه على حبيبة بداخلها


"يالا.. أنا هاشوف بقا حاجة أكلها لحسن واقعة من الجوع ومفطرتش بسبب حد كده صحاني على الصبح!! المطبخ فين؟؟" أشار لها آدم بدون كلام لتذهب هي وتتركهما ليتبادلا النظرات في صمت ولم يشعرا بالوقت.


"بقيتي أحسن؟" سألها بغموض


"آه تمام" اجابته مبتسمة


"كويس"


"شكراً" ابتسمت مجدداً لتنظر له بتساؤل عاقدة حاجباها "أنت قولت لحبيبة بس كان ممكن تبعت حد وخلاص يعني مكنش ليه لزوم أنها تيجي وكنت ممكن تبعت حد يجيبلي العربية وخلاص.. وامبارح بردو أنت قولتـ.."


"العفو" قاطعها بسرعة وتجاهل كلماتها حتى لا تبدأ بالسؤال عن شيء لا يستطيع هو إجابته "يالا عشان تفطري" مشى لتتبعه بصمت لغرفة الطعام وبداخلها تصرخ من التعجب.. منذ ساعات كان رجل والآن هو رجل آخر تماماً لا يمت للأول بأي صلة ولا يشابهه حتى!


"بجد يا شيرين أنتي بتهزري! بقا كده سايباني أستناكي كل ده؟" صاحت حبيبة لتنظر لها شيرين بحقد وإحراج من آدم محذرة اياها بعسليتاها وجلست أمامها لا تستطيع التحدث ليوجه لهما آدم ظهره ليغادرهما.


"أنت مش هاتفطر معانا؟" سألت حبيبة ليتوقف هو


"لأ!"


"آدم.. تعالى بس أفطر معانا" نظرت له شيرين ليجلس بغروره وبروده المعتادان ليتابعها بنظرات صامته، وقد أحضرت فاطمة أدوات مائدة أكثر بعد انضمامه لهما


"تسلم ايدك يا فاطمة.. الأكل مش ممكن.. تحفة.. عمري ما دوقت أكل كده" صاحت حبيبة مخبرة فاطمة في إعجاب وإطراء على طعامها


"شكراً يا بنتي بألف هنا" قالت فاطمة بإبتسامة ثم غادرت لتتركهم


"يوسف قلقان عليكي اوي على فكرة.. ده كلمني لغاية دلوقتي يجي خمس مرات عشان يطمن عليكي.. كلميه بقا متنسيش" صاحت حبيبة بعد صمت دام لدقائق لتنظر لآدم سريعاً ثم أكملت ناظرة لشيرين "هتجنني الراجل يا بنتي حرام عليكي.. حني عليه شوية.. أنتي فعلاً مكلمتيهوش بقالك تلت أيام؟"


"حاضر هابقا أكلمه مش هنسى" اجابتها بإقتضاب


"ايه رأيك نخرج احنا التلاتة النهاردة بليل نسهر سوا؟"


"ليه لأ.. أظن أن.."


"أنتي عندك شغل النهاردة" قاطعها آدم بغضب وحِدة عاقداً حاجبيه وبالكاد استطاع أن يُنظم أنفاسه الغاضبة مما سمعه


"بس النهاردة الجمعة ومفيـ.."


"هانكمل شغل امبارح" قاطعها مجدداً ببرود ليسيطر على غضبه ويبدو هادئاً مرة أخرى


"خلاص يا شيري خليه بكرة، أنا فاضية وأظن بردو يوسف فاضي" ألقت نظرة على آدم بطرف عيناها في خبث لتتعالى بسقف هذا التحدي أكثر "أنتي أصلاً شكلك كده عايزة تغيري جو وتتبسطي كده، وأنتي عارفة قد ايه يوسف لذيذ بقا ومبيبطلش ضحك، ده هو الوحيد اللي بعرف يفرفشك ويضحك.. فاكرة الراجل الغبي ده اللي شوفناه آخر مرة واحنا سوا؟"


"ممم.. امتى؟" حاولت التذكر


"الراجل ده اللي حاول يكلمك وأنتي قاعدة لوحدك مستنيانا وكان عايز ياخد رقمك ولما شاورتيلي اول ما جيت قومت قولت ليوسف عشان يتصرف.. فاكرة يومها؟ أنا كل ما افتكر مبقدرش أبطل ضحك كل ما افتكر قاله ايه.." ضحكت بخفوت ثم صاحت محاولة التحدث بنبرة ذكورية "ايه رأيك.. خطيبتي حلوة أوي مش كده؟ خد بقا رقمي عشان لو فكرت بس تكلمها ولا حتى تبوصلها تاني هطلع روحك في ايدي.. والمجنون اداله كارت الشغل بتاعه فعلاً!!" ضحكت شيرين عند تذكرها للموقف


ألقى آدم بشوكة الطعام بهدوء كما ظن ولكن لاحظا مدى انزعاجه ثم نهض فجأة في غضب وغادر لتنظر حبيبة خلفه وبمجرد تأكده أنه قد ابتعد عنهما ولن يستطيع سماعهما صفقت بيديها وابتسمت في سعادة مندهشة قائلة "طلع بيغير.. بيغير بجد.. البارد ده طلع بيحس"


"يخرب عقلك!! عملتي كده ليه بس؟" سألتها بغضب


"بطمن عليكي يا حبيبتي يا خايبة! مخدتيش بالك إنك أول ما قولتيله ياكل قعد في ثواني، ده شكله واقع هو كمان ياختي زيك بالظبط" ثم غمزت لها بضحكة لعوب لتجد شيرين غاضبة ثم نهضت وغادرتها.


توجهت للبحث عن آدم لتجده بمكتبه جالساً ينفث سجائرة بسرعة كمن يلتهمها بشراهة وبيده كأساً فكادت أن تتحدث ولكن لم يعطها الفرصة


"حبيبة دي هتمشي امتى؟" سألها ببرود


"معرفش بـ.."


"احنا عندنا شغل على فكرة!" قاطعها ليقف موجهاً ظهره لها


"طيب ماشي.. هاسلم عليها بس وآجي" أخبرته على مضض لطريقته الفظة التي لا تُحتمل ثم ذهبت لحبيبة مقطبة جبينها ثم تحدثت لها بنبرة متآفة "أهو أتعصب تاني ورجع لقلة الذوق بتاعت!"


"أكيد يا بنتي.. ما أنا لسه مجنناه بكلامي من شوية.. حبيبك بيغير عليكي يا قُطة"


"لا حبيبي ولا زفت!! بطلي هبل بقا" صاحت لها بإنزعاج


"وليه لأ يا بيبي.. ده مز بشكل يا لهوي!! عقبالي كده ياختي!"


"وأنتي شايفاني بجري ورا كل واحد عشان شكله حلو ولا ايه؟"


"لأ يا حبيبتي، ده شكله حلو، ومز، وفظيع، وبيغير عليكي، وشكله بيخاف عليكي كمان، ومعاه فلوس لو فضل يصرف فيها خمسين سنة كمان مش هاتخلص و.."


"بطلي سخافة يا حبيبة! واطمني! أنا بعد اللي حصل مع كريم ده أنا استحالة احب حد تاني بالسرعة دي، ولازم آخد وقتي كويس اوي وأفكر في كل حاجة براحة لأني مش عايزة اتخدع في حد تاني، وعموماً أنا معنديش استعداد خالص لأي حاجة دلوقتي ولا حب ولا إعجاب حتى وعايزة اركز في شغلي ومستقبلي" قاطعتها عاقدة حاجبيها في حزن


"شيري يا روحي.. ده لا حب ولا إعجاب.. ده آدم رأفت، يعني مينفعش يتقارن بأي حاجة تانية!"


"يا سلام!! ايه لحقتي تتكلمي زيه؟" نظرت لها في حنق "أنا آدم رأفت.. بلا بلا بلا.." صاحت وهي تحاول أن تُقلد نبرته


"شوفتي.. المز سره باتع بقا، وبعدين لو ده متغرش مين بس اللي يعمل كده؟" غمزت لها مازحة


"امشي يا بت انتي من هنا أنا مش ناقصة"


"يالا ياختي.. شكل المز أبو عيون رمادي وحشك" ضحكت بخفوت وكادت شيرين أن تجري لاحقة بها ولكنها سبقتها مهرولة للخارج، وما أن دلفت سيارتها ودعتها ملوحة لها ثم ذهبت لآدم.


"خلاص حبيبة روحت"


"احسن" رد ببرود


"على فكرة دي صاحبتي اللي أنت بتتكلم عليها كده قدامي!" صاحت به غاضبة لينظر لها متهكماً وتفحصها برماديتاه وكالعادة تجاهل ما تحدثت هي به


"يالا" أخبرها بصوته الرخيم وتلك الرماديتان لم تفارقا عسليتاها


"يالا ايه؟"


"مش عايزة تجيبي حاجتك من الشركة؟"


"آه طبعاً.. أكيد.. أنا نسيت أصلاً"


ذهبا للشركة بأحدى سياراته في صمت تام فقط شيرين تحاول سرقة بعض النظرات له بينما لاحظها هو بطرف عيناه ليتزايد ذلك الشعور بالإنزعاج بداخله، فهو لا يدري ماذا يحدث له كلما نظرت له تلك الفتاة!!


دخلا الشركة بعد أن وصلا ثم لاحظت أن ليس بها غير الحراس فقط! بالطبع فاليوم عُطلة على كل حال. دلفا للمصعد حتى سيطرت رائحته وعطره على المكان بأكمله وحاولت بصعوبة أن تتجنب النظر إليه وشعرت براحة هائلة بعد أن توقف المصعد ليخرج هو لتتبعه هي وبالكاد استطاعت أن تُهدأ من تلك الخفقات التي تعالت بصدرها.


جلس على مكتبه يتفقد بعض الأوراق ثم تركها ليشعل سيجارة ويتابعها بنظره في صمت وهي تتفقد الجهاز اللوحي وهاتفها "يادي النيلة!! أنتي بتعملي فيا ايه؟!" فكر ناظراً لها يملؤه حقداً ممزوجاً بشغف تجاهها، فهو لا يعجبه ما تفعل به وكذلك تأثيرها عليهز لم تلاحظه هي لإنشغالها وقد هبطت احدى خصلات شعرها لترفعها هي برقة متناهية وبدون أن تدري ذلك الذي بدأ يهيم عشقاً بها ولتفاصيلها بأكملها يكاد أن يُجن بما تفعله.


"آدم" نادته بهدوء دون أن تعلم أنه ينظر لها ويتابعها منذ مدةليبتلع وهو يرى تلك الشفتان تنطق اسمه بتلك الطريقة التي أصابته في مقتل فهمهم لها زافراً ما برئتيه وهو يحاول أن يبحث بداخله عن طريقة ليوقف نفسه عن النظر لها ولكنه لم يستطع ثم استمع لها وهي تكمل كلامها "واضح إن تكذيب التصريحات الناس كلها صدقته وبيتكلموا عن الموضوع ده اوي، فيه ناس كتيرة باعتين عشان عايزين مواعيد معاك عـ.."


"أرفُضيها" قاطعها بحزم ولم يرفع رماديتاه من عليها


"أوك" همست بدون أن ترفع نظرها وظلت تتابع العمل بصمت فقط أصوات أنفاسه وأنفاسها ودخانه، تركها بعد قليل ثم ذهب لبار مكتبه محاولاً تجنبها فهو لا يستطيع التفكير إلا بها ولم يعد يتحمل جلوسها أمامه هكذا ولكنه لعن بداخله عندما وجدها بعد دقائق تقترب منه وهو من كان يحاول أن يخرجها من رأسه!!


"عايزة رقم سكرتيرك"


"ليه؟" سألها ببرود


"هاحتاجه"


"لا، مش هتحتاجيه"


"هو بس عشان أنظم المواعيد وكمـ.."


"أنا طردت هشام ولسه محدش جه مكانه"


"ماشي.. بس امتى هتجيب حد مكانه"


"مالكيش دعوة!" اجابها بصرامة وبرود لتتعجب هي من التغير المفاجئ وعقدت حاجبيها بغضب وتذكرت ما سمعته عندما كان يتحدث لميار فأرادت أن تتحدث ولكن سبقها "هاتيلي كل اللي على المكتب وحطيه هنا" آمرها ببرود مشيراً بيده


"وأنا بقا اشتغلت خدامة من امتى يا قليل الذوق!!!" صرخ عقلها بينما لم تستطع إلا أن تفعل ما آمرها به.


" اقعدي" آمرها متوجهاً ناحيتها ليخلع سترته وربطة عنقه ورفع أكمامه ليجلس أمامها "انتي هتشتغلي مكان هشام" أخبرها بكل برود


"نعم؟" تعجبت لتنتظر منه رد ولم تحصل إلا على نظرة باردة ثم بدأ يتفقد ما أمامه وكادت أن تجن من لذاعته اللانهائية.


حاولت أن تتحكم في غضبها وغيظها الشديد الذي اندلع بداخلها ثم جلست معه يعملا ولم يشعرا بالوقت، نهضت شيرين مغادرة للحمام بعد مدة وتركته ثم عادت لتجده نائماً بمكانه..


تأملته كثيراً لماذا وجهه كمن يتألم هكذا؟ أهذا بسبب ما رأيته بالغرفة؟ لما عليه أن يكون صارماً وبارداً طوال الوقت؟ أين ذهب هذا الرجل الذي لملم شتاتي ليلة أمس؟!


فكرت لتحاول إيجاد أي إجابه ثم توقف عقلها عن التفكير لأنها لم تعد تستطيع تفسير أي شيء يفعله هذا الرجل ثم جلست فقط تتأمله واستمعت لأنفاسه المنتظمة ولا تدري لمّا تراقبه هكذا، ولا حتى تدير من أين لها بتلك القوة لتشيح بعسليتاها بعيداً عنه!.


بعد حوالي ساعة فتح تلك الرماديتان ليجدها تنظر إليه لتشعر هي بالإرتباك والخجل ونظرت بعيداً مسرعة ولا تصدق أن رماديتاه تبدوان رائقتان للغاية هكذا عندما يستيقظ ثم حاولت الكلام


" أنا.. أنا.. أصل. مكنتش.. عايزة أأقلقك.. " تلعثمت وابتلعت لعابها بصعوبة وكادت أن تقف فجذبها من يدها لتنظر لرماديتاه الصافيتان


"أنا عارف إنك كنتي قاعدة بتبوصيلي وأنا نايم!" أخبرها ليحمر وجهها بالكامل واتسعت عسليتاها ثم تركها ليقف موجهاً لها ظهره ليبتسم دون أن تراه "يالا.. كفاية كده النهاردة" قالها ببرود ثم اخذ سترته وربطة عنقه وارتداهما ثم خرجا معاً للمرأب فمشت في اتجاه آخر ولم تأخذ إلا ثلاث خطوات ليصيح بها


"رايحة فين؟" ناداها بصرامة لتتوقف


"بيتي"


" طب تعالي هوصلك"


"ملوش لزوم، أنا كمان عايزة حاجتي اللي في العربية"


"هاجيبهالك.. تعالي بس معايا دلوقتي"


"ليه؟"


"عايز اتكلم معاكي عن فيلم جديد" تنهد وهو يتصنع البرود ولكن بداخله ذلك البركان الثائر الذي يندلع به كلما واجهته بالرفض


"أوك" ركبا السيارة ثم ساد الصمت لتكسره شيرين "مش هتكلمني عن الفيلم؟"


"مش دلوقتي.. بعد العشا"


زفرت شيرين بضيق وعقدت ذراعيها بحنق من تحكمه الذي يبدو أنه لن يتخلى عنه إلا عند مماته وبعد دقائق نزلا من السيارة ليدخلا مطعم ايطالي تعرفه جيداً وما كادا أن يدخلا حتى رآت يوسف فاتجهت نحوه بإبتسامة "قلقت عليكي يا حبيبتي اوي.. مكلمتنيش ليه؟!" أخبرها مبتسماً ثم شرع في أن يعانقها ليُفرق آدم بينهما ليلكمه بعدها صارخا به


"أبعد ايدك عنها!"

يتبع

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-