أخر الاخبار

ترويض ادم الفصل ٣٢

 

ترويض ادم للكاتبة بتول طه



الفصل 32

جلس أمام المسبح لتعميه أفكاره بها، كم تغيرت الآن، أصبحت تُظهر غيرتها عليه، لا تتجادل بخصوص أي شيء، عادت وحدها دون أن يُطالب بهذا، تعمل على إرضاءه بشتى الطرق الممكنة، كم يبدو كل شيء كامل بنظره، فكر بأن عليه أن يأخذ خطوة جديدة، أن يقترب منها أكثر وألا يدعها تبتعد عنه ولو للحظة مجدداً، عملها معه لن يكفيه، يريد أن يراها كل صباح بالقرب منه، يريد أن يكن آخر ما تنظر له عسليتاها كل مساء دون تلك الخلافات والمجادلات التي لا تنتهي، آخذ يُفكر بما عليه أن يفعل ولكن لم يخطر بباله يوماً ما فكر به الآن "ايه ده.. أنا فعلاً بفكر في الجواز؟!" تمتم لنفسه متسائلاً ثم خلل شعره وأطلق زفرة لم يدرك أنه كان يحملها منذ الكثير.لم يشعر بالحاجة للنوم، وأبقاه تفكيره بها وبكل ما تفعله مستيقظاً، كيف سيخبرها بما يريده؟ كيف ستتقبل هذا؟ هل هي آتت الآن لتتواجد دائماً أم ستغادر؟ تفقد الوقت ليرى أنه عليه أن يتواجد بالشركة بعد ثلاث ساعات، ذهب للعدو قليلاً علّ هذا يثنيه قليلاً عن التفكير بها ولكن بلا جدوى."قريبة ولا بعيدة دايماً بفكر فيكي يا شيرين!" تمتم لاهثاً لإلتقاط أنفاسه بعد العدو ما يقرب من ساعة كاملة وصعد لغرفته حتى يستعد لبدء يوماً جديداً.


:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: منذ زمن بعيد...تفقد الساعة ليجدها قاربت على الحادية عشر ليلاً ونظر أسفل قدماه ليجد نفسه قد دخن عدد لا نهائي من السجائر ليزفر في ضيق وهو إلي الآن لا يعرف ماذا عليه أن يفعل!"لازم أروحلها!" تمتم ثم شرع في قيادة سيارته لمنزل تقى ولم يكترث إلي الوقت فهي لابد أن تدعه يبرأ نفسه، هو لم يخونها وهذا ليس طبعه من الأساس!وصل أمام منزلها ثم صف سيارته وتوجه دالفاً إلى تلك الفيلا المتواضعة وتركه الحارس الوحيد فهو كان يعرفه وقد رآه مع تقى أكثر من مرة.طرق الباب في إنتظار أن تأتي هي او أي أحد من أفراد أسرتها، فتالا هي صديقته من قبل أن يتعرف على تقى وبالرغم من أنه لا يشعر بالإرتياح لوالدتها ولكنها في مجمل الأمر مجرد سيدة تشعر بالخوف على ابنتيها وتقى بما أنها هي الفتاة الصغرى لتلك العائلة كانت تكترث كثيراً متى آتت ومتى غادرت ووضعت لها العديد من الحدود فيجب دائماً أن تعود للمنزل قبل العاشرة مساءاً.لقد حاول آدم كثيراً أن يخبرها بأن علاقته بتقى ستأخذ مجرى جاد بعد الجامعة وسيقوم بخطبتها ولكن لطالما ما نظرت له والدة تقى بنظرة لم تحمل الود نهائياً."آدم.." همست تالا التي فتحت الباب"تقى فين؟! ومبتردش ليه؟" تحدث بحنق وإنزعاج باديان على وجهه"تقى مشيت يا آدم.. سافرت!" اجابته بحزن زائف"يعني ايه مشيت؟ سافرت فين؟ ولو سافرت ليه مبتردش عليا لغاية دلوقتي؟" صاح بعدم تصديق لتتنهد تالا في آسى مصطنع"طب ادخل اقعد وأنا احكيلك كل حاجة.." "بصي بلا اقعد بلا زفت.. فين تقى يا تالا أنا على أخري.." أخبرها في غضب "آدم من ساعة ما تقى جت من الكلية شوفتها وهي بتعيط وقالتلي إنها مش عايزة تعرفك تاني.. ولمت هدومها وحجزت على اوي طيارة ومشيت.. وحتى سابت موبايلها""طيارة ايه ومشيت فين؟! ده لسه بعتالي Message من كام ساعة!! انطقي يا تالا تقى راحت فين؟" تزايد غضبه لينظر لها بتلك الرماديتان وهو يتمنى لو أنه أسرع قليلاً ولم يتأخر "مش هاقدر أقولك.. آدم أنت صاحبي وهي أختي.. مش هاقدر أختار ما بينكم، أرجوك أحترم قرارها""يعني ايه مش هتتكلمي وقرار ايه وزفت ايه!! تالا أرجوكـ..""أرجوك أنت يا آدم بلاش تحطني في الموقف ده" قاطعته وهي تتصنع الحزن "تقى مرديتش تقولي ايه اللي حصل بس كانت مصممة إنها متشوفاكش تاني وقالتلي كل حاجة ما بينكو انتهت"تفقدها آدم برماديتاه في حالة صدمة شديدة، لم يكن يتوقع أن تقى قد تتركه بمنتهى السهولة هكذا دون حتى أن تودعه أو تتحدث معه، شعر وكأنما شُل جسده ولم يستطع الحراك، لا يعي أنه هنا أمام بوابة منزلها وقد تركت له فراغاً حتى يتعذب به وحده.."طب آدم أدخل ما تفضلش واقف كده" همست تالا ليومأ لها بالإنكار بينما هآت الإنكسار جلياً بملامحه ثم فجأة وجدته يتصلب بوقفته "هلاقيها يا تالا.. هلاقيها ومش هاسيبها بعيد عني.. ولو كلمتك ابقي فهميها إن كل اللي شافته كان غلط" أخبرها ثم التفت مسرعاً ليغادر للخارج حتى قبل أن تحدثه تالا وتركها وذهب!"بقا كده!! حتى بعد اللي عملته معاك لسه عايزها وبردو مش واخد بالك مني! أنا بقا هكرهك فيها للأبد" ابتسمت بخبث وهي بداخلها تُثني على نفسها فكل ما خططت له يسير وفق تفكيرها تماماً بينما جلست لتستعيد كل ما حدث في ذاكرتها منذ أن عادت تقى من الجامعة صباح اليوم!!

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

تفقدت الوقت لتعلم أنها أستيقظت باكراً للغاية، ثم تطلعت ملابسها لترى أنها مازالت ترتدي ما أرتدته بالأمس ولكن دون حذائها، ارتسمت ابتسامة على شفتاها لمجرد أنها تذكرت أن آدم من وضعها بسريرها ورائحته التي أشتاقت لها تحاوط ملابسها بعد أن حملها الليلة الماضية.

تفقدت الغرفة حولها وانهالت العديد من الذكريات عليها فملئت رئتيها بنفس عميق ثم توجهت لخزانة ملابسها لتجد كل شيء كما هو منذ أن تركت هذا المنزل، ذهبت للإستحمام وهي تشعر بالراحة، فكرت بكل ما حدث منذ أن آتت "على الرغم من وقاحته معها ولكنه عاد معي أنا لمنزله، ولكن ليس مع أحد آخر" شعرت بالإنتصار وتذكرت كيف أخبرها أنه أشتاق لها لتبتسم مجدداً.بعد أن أنتهت وضعت منشفة حول جسدها ثم أحكمتها جيداً حول جسدها ونظرت خارج النافذة لترى أن ضوء النهار لم يظهر بعد، شعرت بالحاجة للقهوة فذهبت لتحضيرها ولم تشعر بأن هناك أي أحد بالمنزل مستيقظ غيرها فلم تكترث كيف تبدو فلن يراها أحد على كل حال.

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

تفقد نفسه بالمرآة بعد أن أنتعش بآخذه حمام بارداً وصفف شعره وحلق ذقنه وعقله مازال منشغلاً بها، قرر ألا ينتظر بعد الآن، عليه أن يُخبرها بأقرب فرصة ولكن بعد التأكد من كل شيء، أطلق ضحكة بعد تذكر ما قالته أمس عن ريم وكيف شعرت بالغيرة من إمرأة أخرى ولكنه سيعبث بعقلها قليلاً ليرى مدى مصداقيتها، هل فقط ستظل بجانبه وستظل تحبه وتكن له الحب أم بمجرد موقف أو أثنان ستعود للهرب مرة أخرى؟!توجه لإرتداء ملابسه وأوشك على أن يتحدث لفاطمة حتى تعد له القهوة ولكن مازال الوقت باكراً فذهب لإعدادها بنفسه، توجه للمطبخ ولكن توقف عندما شعر بأن هناك أحد ما وأكمل بهدوء ليراها تُحضر شيئاً.تطلع كل أنملة بها، كيف تبدو مثيرة حد اللعنة بتلك المنشفة القصيرة، لم يرى ساقيها مثيرة هكذا من قبل، شعرها الفحمي الذي لا زالت تتساقط منه المياه مبعثراً دون أكتراث ليصل لأسفل ظهرها أفقده عقله، تقدم مقترباً منها بهدوء كي لا تلاحظه لم يدري لماذا لم يتوقف، ولكن هذا ليس بجديد، هي تفقده السيطرة على نفسه "طظ بقا بلا سيطرة بلا بطيخ!" صرخ عقله ولم يمنعه أن يتوجه لها ومازال يتطلع بها دون أن يتحركا جفناه كما لو أرادا ألا يحرما رماديتاه من النظر لها ولو حتى لجزء من الثانية.أنتهت من تحضير القهوة ثم أغلقت الآلة أمامها ثم شردت به، فكرت في أن تصنع له كوباً من القهوة وتذهب حتى توقظه ولكنها فكرت أنه مازال نائماً، تذكرت كيف بدا أمس ثم كيف بدا منذ أيام عندما وجدته مريضاً ومرتمياً على الأرض هكذا لتعبس وتزم شفتاها "مش هاسيبك تاني يا آدم والله" فكر عقلها بينما أفرغت ما برئتيها من أنفاس تستحوذ عليها كلما فكرت به، أمسكت الكوب ثم أرتشفت منه ونظرت له فهو نفس الكوب الذي أعد آدم القهوة به من قبل، تذكرت يومها كيف أوقعها بالمسبح بمنتهى الجنون، أطلقت ضحكة هادئة ثم أهزت رأسها بإنكار لتصرفاته، أشتاقت له ولكل شيء أعتاد أن يفعله، وأمتنت لقرارها بالعودة، شعرت بأن عودتها له ما كان عليها فعله منذ شهور ولم يكن عليها أن تتأخر كل هذا.ارتشفت من الكوب مجدداً ثم دفعها عقلها للتفكير مرة أخرى، بالرغم من تأخرها ولكن هذا الوقت الذي كان معها بلندن واسكتلندا أظهر لها الكثير من آدم الذي أكد لها الكثير من الأشياء، يكفيها فقط أنه تغير لأجلها، كما أن شعورها بالأمان معه بمنزل واحد وبعمل واحد أراحها كثيراً.ابتسمت عندما انهالت الذكريات عليها، تلك الليلة الجامحة عندما رآته لأول مرة، لم تمر ساعة فقط إلا وأقترب منها، لم تمنع نفسها هي الأخرى من أن تقترب منه "كل ما بلمسني بطريقته دي ببقا مش عارفة اتلم على نفسي، ولا نفسه لما بيقرب مني بحس إني بدوب قدامه، ولا شفايفه لما بيهمس كده بأسلوبه ده بحس إن أي واحدة في الدنيا ممكن تسلمله!!! أنا أصلاً مش عارفة ازاي بعرف افلت منه كل مرة!" شعرت بتورد وجنتاها ثم ابتسمت بخجل "بالرغم من سفالته دي بس بوسته وحشتني اوي وكمان ريحته الغريبة دي" فكرت وظلت تبتسم حتى شعرت برائحته ورائحة النعناع التي طالما حاوطته وظنت أن هذا من تفكيرها الزائد به ثم حاولت نفض ذلك التفكير من رأسها "بتفكري في اي يا شيرين أتجننتي ولا ايه؟!" صرخ عقلها لينبهها من غفلتها ثم شعرت بمن يحاوط خصرها لتفزع ملتفة لترى رماديتان ثاقبتان تحدق بها."بتعمل ايه؟ خضتني!" صاحت به لتلتقط أنفاسها فلم تتوقع أن يكن أحد مستيقظ غيرها ثم تفقدته لترى أن لا شيء يحجبه عنها سوى منشفة حاوط بها خصره، يبدو جذاباً للغاية بمظهره المنمق بعناية، طالعت جسده الذي أكتسب صلابة، صدره أصبح مشدوداً أكثر ومنكباه العريضان وجذعه الذي ينتهي بخصرٍ رفيع لا يناسب عرض كتفاه أصابها بالتلعثم لا تعلم كيف ومتى ازداد إثارة وجاذبية؟!

"مش ده اللي كان تعبان من كام يوم، ازاي شكله بقا كده تاني! هو مش هايبطل بقا شكله الحلو ده!" فكرت بينما أكملت عيناها ما بدأتاه ولم تدري متى أصبحت جريئة لتنظر له دون خجل ولكنها تذكرت ربما لأن خيالها الجامح كان يفكر به منذ قليل جعلها تراه الآن كأحدى الآلهة الرومانية."وسع لو سمحت" حمحمت ثم أخبرته بعد أن أنتبهت لنظراته الجائعة التي لم تعهدها، حسناً، آدم سيظل آدم ولن يتغير أبداً، نظرته للنساء لن تتغير ولكن ما هذا الذي تراه برماديتاه؟ هو لم ينظر لها من قبل مثلما تجول عيناه على جسدها وكأنما نظراته تنزع تلك المنشفة عنها وتسحق بها بعيداً، شعرت بالقليل من الخوف والكثير من الشوق لأن تتلمسه وليذهب خجلها للجحيم."ممكن حد يشوفك كده" أخبرها مقترباً منها بإماءة لمنشفتها ومازال ممسكاً بخصرها لتتوتر من الخطوة التي جعلتها تلتصق به وهو الذي لم تتوقعه بعد أن أخبرته أن يبتعد عنها."ما.. مكنتش.. فاكرة إن.. إن حد.. " تلعثمت وتاهت الكلمات من عقلها بمجرد شعورها بأنفاسه الساخنة تُلفح وجهها، انعقد لسانها رغماً عنها عندما حاوطها الدفئ الذي أنبعث من جسده، لم تدري منذ متى كان هنا، هل استمع لكل ما فكرت به، هل تمتمت بشيء وسمعه أم ماذا حدث!!انهالا جفنيها على عسليتاها تلقائياً عند شعورها بأنفاسه على جيدها "متوقعة ايه لما تخرجي من اوضتك بالبشكير القصير ده يا شيرين؟!" همس بالقرب من أذنها لتشعر بالرجفة في جسدها لسماعها أسمها من شفتاه بصوته الرخيم الخافت للغاية وقدماها لا تقوى على الوقوف بعد الآن لتجد قبضتاه تشتدا أكثر على خصرها بينما تشبثت يدها بذراعه لتتجنب السقوط بأي لحظة."ردي!" صاح بخفوت آمراً بينما بدأ في تلثيم عنقها وانعقد لسانها أكثر فلم تستطع الحديث، هربت منها القدرة على أن تدفعه بعيداً عنها، وجدت يدها تتشبث بذراعه أكثر ويدها الأخرى دون شعور تحاوط خصره لا تدري كيف سمحت لنفسها بأن تفعلها وتتمسك به بجرأة واستجابت بسهولة لرغبات جسدها وعقلها الذي يصرخ بأن تبتعد عنه لا تعطي له أهتماماً على الإطلاق.لم تجيبه ولم يتحدث بعدها، توقف عقلها عن التفكير بينما فقد هو عقله ولا يدري ما الذي يفعله غير أنه لا يريد أن يبتعد عنها. صعدت يسراه لتزيح شعرها بعيداً ثم أمسك نهاية رأسها بيده واستمرت شفتاه في استكشاف عنقها وبدأ تلثيمه لها يأخذ مجرى عنيفاً لم تعهده ولم يدري متى تحركت شفتاه لتصل لأعلى منشفتها ورغماً عنه أعتصر خصرها أكثر لتتوسع عيناها لا تدري من الآلم أم من إدراك ما يفعلاه فجأة."آآدم.." همست بضعف ورغبة لتفقده عقله بنطق اسمه هكذا، لم تدري أن نطق اسمه بتلك الطريقة دفع أسوء شياطينه لأن يفعل بها ما لم يفعله بحياته مع أي إمرأة من قبل، نظرت له لتجد عيناه سوداء وكأنما لم تكن رمادية اللون في الأصل، حدق بها ليلتقط أنفاسه ولأول مرة منذ أن عرفته شعرت بيده تعتصر مؤخرة رأسها وتألمت لمسكته ثم قبلها بعنف قبل أن تتفوه بشيء آخر.شعرت بالآلم ولكن لا تريده أن يبتعد بعد الآن، لقد أشتاقت له بالرغم من عنفه الشديد الذي ازداد عن أي مرة قبلها بها، أغمضت عيناها وأعتصرت ذراعه لتترك بعض العلامات من آثر قبضتها وأظافرها دون أن تدري ما الذي تفعله ثم سمعته يتألم وهو يلتهم شفتاها، بعثها ما يفعله بها للجنون لا تعلم هل يدها الآن على صدره لتدفعه بعيداً أم هي تستمتع بالقرب منه والشعور بسخونة جسده، بينما مازالت يدها الأخرى تحاوط خصره .سمع أنينها بين قبلاتهما ووجد يداها الآن تدفعاه بعيداً وقد تغير لون وجهها كمن يختنق ويبحث عن الهواء. ابتعد ليتلقطا أنفاسهما ولكنه لا يريد أن يتوقف، يريد أن يقترب منها ثانية، أخفض يده ليمسك بخصرها مرة أخرى ثم نظر لها ليتأكد أنه لا يريد أحد غيرها ولم يشعر هكذا تجاه أي إمرأة أخرى من قبل، أقترب منها مجدداً وأوشك على تقبيلها لتصيح به "لا.. أرجوك ابعـ..""اسكتي" قاطعها وأسرع لتلك الشفتان مرة أخرى لتشعر بيده اليمنى تنخفض من على خصرها ومازالت اليسرى ممسكة بها بشدة، أحست بيده أعلى ساقها لتبدأ بإدراك أن يده الآن تحت منشفتها ولا تعلم متى حدث ذلك لتُمسك بسرعة بيده لتحاول أن تبعدها ولكن دون جدوى"لأ يا آدم أرجوك" صاحت به بعد أن ابتعدت عنه هاربة من شفتاه"ليه لأ؟ ليه عايزاني ابعد؟" سألها بتلك النظرات المتلهفة وتوقف عن تلمسها"ابعد وخلاص" همست بوهن مرة أخرى"ولو مبعدتش؟" لهث سائلاً ولم يجد إجابة منها ليخلل شعره بغضب "أنا مبقتش مستحمل، أنا عايزك يا شيرين، وعايزك دلوقتي حالاً" صاح بها بنفاذ صبر لتجده يحملها رغماً عنها ليجبر ساقاها على محاوطة خصره وحاوطت عنقه بذراعيها واستمر في تقبيلها لتندهش أنها تبادله هي الأخرى ثم نظرت حولها ما إن انسابت رائحة النعناع لأنفها بقوة لتتعجب متى آتت غرفته ومتى صعدا هنا.نظرت له برغبة ورفض في آن واحد لا تعلم كيف تجعله أن يتوقف، اتكئت بيدها على السرير بعد أن ألقاها بلطف وعيناه تحدقان بها وتصرح بمكنونات لن يستطيع أبداً أن يعبر عنها أو أن يصوغها بكلمات، هي تريده أيضاً ولكن لن تسمح أن تتجاوب معه فيما يريد فعله وفي نفس الوقت لا تريد أن تقول شيئاً يغضبه "أرجوك كفاية""مش هاقدر" أخبرها لتجده يدفعها على السرير ويستلقي أعلاها ويداه تتلمس كل جزء من جسدها بينما قبلاته العنيفة لم تتوقف للحظة وأصبحت تشتد شيئاً فشيء حتى شعرت بجرح في شفتها السفلى وحاولت دفعه ولكن قوة جسده تفوق قدرتها وهي بالكاد تحاول ألا تتمادى معه أكثر.استمر في تحسس ساقها حتى شعرت بيده تنساب أسفل منشفتها وبدأت في الإستسلام له ولم تجد القدرة على أن تتوقف، تلمست ظهره وشعرت بتلك التقسيمات في ظهره تتحرك وجسده دافئاً للغاية ولم تكترث بعد الآن للآلم الذي تسببه قبلاته لها ولا قبضته العنيفة أكثر من أي وقت مضى، صدره يعلو ويهبط وتتسارع دقات قلبه التي تشعر بها على صدرها وقد فقدت عقلها هي الأخرى."عايزاني يا شيرين؟" فجأة سألها بين أنفاسه المتثاقلة لتفتح عيناها وتنظر له ثم أومأت بالقبول.

"قوليهالي" همس ثم حدق بعيناها كمن يبحث بهما على شيء."عايزاك يا آدم ومش عايزة اي حاجة ولا اي حد في الدنيا غيرك" اجابته بوهن لتراه يغلق عيناه لبرهة برضاء تام ثم نظر لها مجدداً"وهاعمل ايه لو مشيتي وسيبتيني تاني؟" سألها لاهثاً ولم تتوقف يداه أبداً عن تلمس جسدها"مش هامشي، أوعدك عمري ما هاعملها تاني" أجابته مسرعة"والله اموتك ساعتها" صاح بها بغضب ثم ألتهم شفتاها ولكن تلك المرة مختلفة، قبلته بها خوف واحتياج لها كمن يريد أن يوصل لها رسالة ما لم تشعر به يُقبلها بتلك الطريقة سابقاً، فجأة وجدت يده تجرداها من تلك المنشفة وكادت يده أن تتلمس ما أسفلها ولم يكف عن تقبيلها بشراهة حتى سمعا طرقاً على الباب"آدم يا ابني، صحيت؟" صاحت فاطمة ليتوقف هو وابتلعت ريقها بارتباك وحاول التقاط أنفاسه ثم حمحم وحاول الهدوء بالرغم من غضبه"ايوة صحيت" اجابها وحاول أن يخبأ حنقه"ممكن أدخل؟" صاحت سائلة لترتبك شيرين واستغلت ارتخاء جسده فوقها ثم تسللت من أسفله وأحكمت المنشفة جيداً عليها ثم توجهت مسرعة للحمام."أنا.. لسه.. هالبس هدومي وهانزل على طول" اجابها ثم صاح بخفوت "حظ هباب!"وصدت الباب جيداً حتى تتأكد أنه لا يستطيع أن يتبعها وتريثت حتى هدأت أنفاسها وحاولت أن تبحث عن شيء حتى ترتديه فوجدت رداء استحمامه مُعلقاً فأحكمت رباطه على خصرها وعدلت من شعرها المبعثر ففرشته ثم تطلعت مظهرها بالمرآة، شفتها السفلى بها بعض الجروح وهناك علامات على رقبتها لتغضب مما فعله وكل جسدها الآن يغمره رائحة النعناع تلك وحلت الرباط لتجد آثار قبضتاه على خصرها مما أزعجها للغاية فأحكمت الرباط مرة أخرى ثم خرجت لتجده يرتدي بنطالاً قطنياً ولا شيء غيره.حاولت ألا تنظرإلا لعيناه نظرة خاطفة وتجاهلت صدره العاري وعضلاته المنحوته تلك التي تبعثر عقلها ثم اتجهت لتخرج وما إن أمسكت بمقبض الباب فجذبها بيده "على فين؟" سألها وحدق بعيناها"رايحة البس عشان اروح الشركة" اجابته بإقتضاب وحاولت أن تتحاشى نظراته الثاقبة حتى لا يعيدا ما فعلاه منذ قليل وحاولت السيطرة على غضبها."وايه اللي معصبك اوي كده؟" سألها ثم تفحص وجهها يبحث عن إجابة ثم آثارت حنقه بتحاشي نظراته فوجه وجهها من أسفل ذقنها بلطف "مالك؟!""مفيش.. مستعجلة بس" اجابته ليبدأ صبره بالنفاذ بينما عسليتاها تملؤهما الغضب"مبتعرفيش تكدبي.. انجزي واتكلمي وقوليلي فيه ايه؟""أنت يا سافل يا همجي يا حيوان أنت.. بص عملت ايه؟" أشارت لشفتاها ثم أزاحت رداءه قليلاً عن عنقها "بص كمان!" صاحت بغضب بينما سمعته يضحك وتغيرت تقاسيم وجهه لتغضب أكثر فصرخت به "إلهي تولع!" ثم توجهت لتخرج فأمسك بها"خلاص خلاص طيب" حاول التوقف عن الضحك "دي مجرد علامات حبي ليكي، ليه مضايقة؟" سألها لتنزعج منه أكثر"علامات حب ايه وزفت ايه؟! هاروح أنا الشغل ازاي دلوقتي؟ وازاي هبص في وش فاطمة اللي أكيد عرفت إني كنت معاك في الأوضة وأنا مكنتش في أوضتي؟" سألته ثم تنفست بحنق وأكملت "وكمان خد هنا، ايه اللي كنت بتهببه مع ريم ده امبارح، ازاي تقرب منها وتبصلها كده؟" سألته بسخرية مليئة بالغيرة لتجد الغرور يعود لملامحه"وفيها ايه لما أقرب منها وأبصلها؟" سألها ليعبث معها قليلاً ولكنها كادت أن تصفعه لتجده يعتصر يدها ثم دفعها لتلتصق بالباب "حاولي تعمليها تاني وأنا اخليكي تندمي!" أخبرها بجفاء لترتبك وظلا يتبادلا النظرات"ابعد" صاحت به فترك يدها"قدامك 10 دقائق عشان تلبسي هدومك وتفطري وهنمشي" أخبرها بغروره ثم استدار فهرعت مسرعة وعقلها يسبه بكل الكلمات القبيحة التي عرفتها يوماً ما"يبوسني ويعمل سفالته دي ويقلعني، وبعدين يجي يسألني بمنتهى السفالة ويقولي فيها ايه لما أبصلها!! أنا هوريك يا آدم!!" فكرت ثم أرتدت ملابسها وتناولا الإفطار في صمت وكذلك عندما ذهبا لشركته وتبعته لمكتبه لتجد ريم ترتدي ملابس فاضحة وآدم ينظر لها نظرات وقحة "ماشي.. أما نشوف.. أنا هتعود على أسلوبك الزبالة ده لغاية ما الاقيله حل" فكرت منزعجة وما إن دخلا مكتبه وجلس هو على كرسيه آتت ريم بعد أن طرقت الباب دون السماح لها بالدخول"أنا عملتلك القهوة" أخبرته بنبرة لعوب بينما وضعتها على مكتبه بالقرب منه محاولة أن تتلمس ذراعه"شكراً يا ريم، ده محدش عملهالي من الصبح.. كنت " نظر لها بوقاحة ثم نظر لشيرين متباهياً كمن يريد أن يقول لها هي أهتمت بي وأنتي لا فأسرعت لتداري نظرات الإنزعاج وصبت غضبها بالعمل بينما خرجت ريم وظل يرتشف قهوته بغرور تام ثم بدأ أن يباشر عمله في صمت.

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: تحاول التركيز على عملها وعلى إرضاءه وألا تفتعل الجدال ولكن لم يتوقف عن وقاحته مع ريم، ولا هي الأخرى تتوقف عن تملقه ومحاولة إغراءه، ما إن تذهب هنا أو هناك ثم تعود فتجدهما شبه متلاصقان بمكتبه، دائماً ما تحاوطه بمكتبه وتأتي قبله ولا تغادر إلا بعد أن يغادر هو، ولكن تصرفاته تزعجها ولا تعلم ماذا يريد منها، هو ليس مثل قبل، توقف عن وقاحته معها ولكنه لا يدعها تذهب للحظة، كل يوم يجد مبرراً لأن تظل بمنزله، يثقلها بأية أعمال حتى يتأخر الوقت فلا تستطيع الذهاب لمنزلها أو لتجد نفسها نائمة رغم عنها وتستيقظ في الصباح في الغرفة التي خصصها لها، منذ ذلك اليوم الذي كادا أن يعبرا حدود كل شيء بالكاد أجتمعا على شيء آخر سوى العمل، شعرت بتجاهله المستمر لها الذي بعث القلق لقلبها، لاحظت جموده معها وأنه لا يشعر تجاهها مثل الأوقات الماضية، بدأت في أن تشك أنه لا يحبها الآن وأن بقائه بجانبها بدا كنوع من الامتنان لها على عودتها له.شهران على ذلك الحال ثم جن عقلها عندما علمت أن آدم ولأول مرة سيحضر حفلاً خيرياً وقد طلب من ريم أن ترافقه.. تمسكت ذلك اليوم الذي سأل ريم أمامها أن تحضر معه بكل ذرة سيطرة على النفس وما إن أختلت بنفسها حتى انهمرت دموعها دون توقف، تذكرت كم مرة تمنت أن يذهبا لتلك الحفلات أو بعض الأحداث والآن يذهب ومع تلك العاهرة!! بالرغم من شوقها الشديد وجرحها بما فعله ولكنها لن تستسلم له."يوسف، وحشتني اوي" هاتفت يوسف فقد علمت أنه من سيساعدها"يبقا محتاجة حاجة.. ها خير المرادي.. قوليلي؟"بعد محاولات من إقناع يوسف بأن كل ما مرت به كان فوق احتمالها وأنه عليه أن يساعدها وكالعادة رضخ لطلبها بالنهاية وهاتف أحدى أصدقائه."ايوة بقا يا جامد أنت!!" صاحت حبيبة من الطرف الآخر"بجد؟ يعني تفتكري اللي بعمله صح ولا هعك الدنيا.!" سألتها بتوتر"ده أنتي هتجننيه!! فاكرة لما جبنا سيرة يوسف قدامه قبل كده؟ فاكرة منظره كان غيران ازاي؟ هنشوف ايه اللي هيحصل بعد ما يشوفك مع وليد عز الدين، وبالذات دلوقتي الدنيا بينه وبين وليد مولعة دلوقتي، ما بتشوفيش الدنيا بتتكلم ازاي عن وليد من ساعة ما آدم اختفى السنة اللي فاتت؟""أكيد شايفة بس أنا خايفة من رد فعله""متخافيش.. مش هو اللي ابتدى وخد الملزقة اللي اسمها ريم دي معاه؟""اه..""تمام.. وريه بقا أنتي كمان تقدري على ايه"بعد أن تحدثت للوحيدة التي تستطيع أن تُصارحها بما تنوي أن تفعله وبعد ما شرحت لها ووضحت لها كل شيء بتفاصيله وبالرغم من أن ما تفعله هو حقها ولكن الخوف يبدد قلبها من ما توشك على فعله.منذ قرارها بالذهاب مع وليد عز الدين الممثل الذي أكتسب شهرة كاسحة السنة الماضية وخاصة بعد أن أختفى آدم من الساحة فقد حطم شباك التذاكر بثلاث أفلام متتالين وأصبح حديث الجميع وحتى آتى يوم الحفل كانت تتحدث كالمنتصر الذي فاز بشيء فتعجب آدم من تصرفها مؤخراً وهو يعمل طوال الفترة الماضية على العكس تماماً."شكلها مش طبيعي خالص اليومين دول، أنا مش عارف مالها، بس أكيد فيه حاجة، وأنا مش هاتسرع أبداً" فكر متحدثاً لنفسه بينما سرق بعض النظرات الخاطفة لها "عارف إني قسيت عليها وزعلتها لما قررت اروح الحفلة مع ريم بدلها، بس أنا بعمل كل ده ومستنيها تتكلم ولا تتعصب ولا تنفجر قدامي بأي حاجة أقدر أفهم منها إذا كانت هتسبني تاني ولا لأ! عايزها تقولي كل حاجة وتصارحني بيها عشان أقدر أنا كمان أقولها كل حاجة وأصارحها بيها!! أنا خلاص زهقت من الحرب اللي أنا بحارب فيها وكتر التمثيل اللي بمثله قدامها عشان أتأكد من كل حاجة بس مهماً كان أنا مش هاقدر ابعد عنها تاني...""آدم!!" نادته لتنتشله من أفكاره"عايزة ايه؟" أجابها سائلاً بجفاء"ممكن امشي عشان عايزة اروح أجيب مع حبيبة حاجات""روحي""شكراً"توجهت للخارج وتعجبت كيف بسهولة رضخ لطلبها ولكن هذا سيساعدها فيما تريد فعله فلم تكترث وبسرعة انطلقت هي وحبيبة حتى يشتريا فستاناً لحضور الحفل الليلة وتعمل على أن تبدو بأروع طلة ممكنة حتى تثير غيرته.مر الوقت كالثوانٍ وكلما أقتربت من الوصول نما الخوف بداخلها وأمطرها عقلها بتساؤلات عدة، ماذا سيفعل عندما يراكِ؟ ماذا سيحدث؟ هل سيهتم؟ هل تغيرت مشاعره حقاً؟"أنتي كويسة؟" سألها وليد الذي كان بجانبها في سيارته الخاصة الفارهة لتهز رأسها في صمت وابتسمت له بإحترام ثم نظرت له نظرة خاطفة، كل تصرفاته تليق بالإحترام على عكس آدم، هو وسيم للغاية، عيناه عسليتان وهناك هاتان الغمازاتان بوجنتاه، وشعره البني المصفف بعنياه يبدو رائعاً، جسده متناسق وذقنه الطويلة قليلاً تزيده وسامة وجاذبية ولكن بالرغم من كل هذا لم يشغلها أي شيء غير رد فعل آدم."ايه أخبار الشغل مع آدم رأفت؟" سألها بإبتسامة"تمام.. ماله يعني؟" أجابته سائلة"ممم.. أسمع أنه صعب حد يتعامل معاه" قلب شفتاه في حيرة"شوية بس أنا اتعودت، بيحب بس كل حاجة تتعمل تكون كاملة ومش ناقصها حاجة عشان كده لازم يعمل Plans كتيرة بنفسه""مش أنتي مديرة أعماله؟ ليه هو اللي بيحط الخطط؟""زي ما أنت عارف آدم رجل أعمال كمان ومن الصعب أنه يقبل بحاجات كتير، ليه أسلوبه اللي ماشي بيه دايماً""شكله ذكي" أخبرها ثم رفع حاجباه قليلاً"فعلاً هو ذكي" رددت ثم لاحظت توقف السيارة وما إن غادرا حتى بدأ ضوء المصورين يومض ولم يتوقف أحدهما عن الإبتسام.هرع له الجميع ينهالون بالأسئلة والتقاط الصور فلم يجيبا هما الاثنان ولك تحولت النظرات إليهما فلم يكترث آدم لشيء عدا أنه سمع أحداً يسأل عنه فوجه نظره نحو الضجة ليراها وقد صُدم تماماً مما يراه.أراد أن يلكم وليد حتى يفقده وعيه ويكسر ذراعه التي تحاوط خصر شيرين التي بدت مثيرة كاللعنة. تفقدها بعيناه وثوبها الأحمر القاتم الذي كشف ظهرها بأكملة ورقبتها وأعلى نهداها ولم يفصل نظرات الأعين عن جسدها شيئاً إلا قماشاً شفافاً لا يحجب النظر فقط يزيدها أنوثة وإثارة.هو لا يحب شعرها هكذا، يحبه منسدلاً ولكنه معكوص للأعلى بإحترافية وأحمر شفاهها القاني المماثل لثوبها آثار جنونه وأراد ألا ينظر أحد لتلك الشفتان غيره، أراد أن يخبأها عن الجميع وألا يراها غيره، وبالرغم من تملق ريم له ومحاولة فتح أكثر من حديث وحتى إغراءه بتصرفاتها وحركاتها المبتذلة لم يكترث لها، هو حتى لم يستمع لأي شيء مما قالته منذ أن رآى شيرين.دخلا مسرعان لقاعة الحفل التي اتصفت بالفخامة والعناية الشديدة، السجاد الأزرق بكل مكان والتنظيم الشديد للموائد الدائرية المغطاة بشراشف بيضاء مزينة بشريط ذهبي وكذلك الورود البيضاء الضخمة الموزعة على كل مائدة والكراسي التي امتلئت بالنقوش الذهبية، هذا بجانب الثريات المليئة بالكريستال التي أوهجت المكان.جلست شيرين بجانب وليد لترى آدم يجلس أمامهما بالمائدة المقابلة وتسمرت نظراته الثاقبة عليها فحاولت أن تبدو وكأنها بخير وتستمتع كما يفعل هو فتحدثت لوليد "القاعة شكلها حلو زيادة عن اللزوم مش كده؟" سألته بإبتسامة"آه حلوة فعلاً.. وزيادة عن اللزوم" اجابها وبادلها نفس الإبتسامة"بس حساها Over شوية، لو كانت دي حفلة تانية أو حفلة توزيع جوايز مثلاً كانت هتكون مقبولة من وجهة نظري ، بس فعلاً بستعجب ليه بيضيعوا كل الفلوس دي عشان يجمعوا تبرعات""معاكي حق، بس ازاي هيجمعوا تبرعات من كل الناس دي غير لما يجبروهم يكونوا تحت سقف واحد ويبتدوا بقا يتباهوا اتبرعوا بكام.. بيغصبونا في الأغلب" أنهى جملته بضحكة ساخرة لتضحك شيرين هي الأخرى"ممكن مجرد تواجد كويس على الـ Social Media أو حساب في البنك يبقا احسن اوي لجمع التبرعات من حفلة زي دي، لو فعلاً حد من اللي قاعدين دول عايز يساعد المحتاجين زي ما بيقولوا مش هيفرق معاه حفلة زي دي من الأساس""فكرتك كويسة، بس أنتي شكلك ذكية وعارفة الدنيا في الوسط ده ماشية ازاي.. بصي كده حواليكي" أقترب منها قليلاً ولم تبتعد هي "تفتكري مثلاً الترابيزة اللي هناك دي اللي عليها كام رجل أعمال ليه اسمه ووزنه في البلد مبيتكلموش في صفقات أو حتى بيفتحوا سكة ما بينهم وبين بعض عشان يتفقوا في المستقبل على مشاريع؟!" سكت قليلاً لتتبع بنظرها ما يقوله وبالفعل لمحت طاولات رجال الأعمال منخرطين بالحديث فأستطرد وليد الحديث "وبصي كده للترابيوة اللي قاعد عليها واحد من أكبر المخرجين اليومين دول وملوش فيلم بيخيب، ممثلة أهى واكلة ودانه من ساعة ما جه، تفتكري مبتكلمهوش على فيلم ولا مسلسل؟! فنظرت وتتبعت إمائته لأحدى الطاولات ففعلاً لا يبدو أي منهما مكترث إلا لحديثهما "وهتلاقي واحد صاحب شركة إنتاج كبيرة وحد عمال ينفخ فيه عشان ينتجله فيلمه ولا يختاره لفيلمه الجاي.. آه صحيح الكل هيتبرع بس عارفين إن اللي هيدفعوه النهاردة هيرجعلهم أكتر بكتير.. كل ده طبعاً كوم والنميمة بقا كوم تاني.. وأظن شكل النمامين باين اوي" أكمل وليد حديثه لها"معاك حق" هزت رأسها ثم شردت قليلاً وما زالت مقتربة منه ونظرت تجاه آدم وتكاد تقسم أنها تسمع صوت غليان دماءه من مقعدها بجانب وليد فابتسمت وظن أنها تبتسم له ولكن لم تعطه الفرصة ثم التفت لوليد "شكراً إنك وافقت نيجي سوا هنا النهاردة""العفو.. ملوش لزوم الشكر.. أنا فعلاً اتبسطت جداً معاكي النهاردة وكمن تفكيرك عاجبني ولو كنتي عايزة تشتغلي مع حد غير آدم فأنا موجود" بادلها الإبتسامة وشعرت أن آدم يكاد أن ينفجر فشعرت بلذة الإنتصار بداخلها وظلت توزع الإبتسامات حتى لمحت من بعيد كريم لطفي فأطمئنت أنه لم يلاحظها ولكن أنزعجت ملامحها وقد لاحظ كل من آدم ووليد إنزعاجها"أنتي كويسة؟" سألها وليد بإهتمام"آه تمام" أومأت بشبح إبتسامة باهتة وعقلها بدأ في تذكر بعض الذكريات المزعجة "بعد إذنك بس محتاجة اروح الـ Toilet""أكيد.. اتفضلي"مشت مسرعة لتتوجه للحمام وحاولت أن تعطي لنفسها برهة من الهدوء وتنفست بعمق ثم طالعت مظهرها بالمرآة وحاولت التماسك أمام آدم وكريم وأمام الجميع، أرادت أن تبدو قوية وألا تدع شيئاً يُعكر خططها.. ما إن خرجت وبدأت أن تمشي في الرواق حتى شعرت بمن يجذبها بعنف ممسكاً بذراعها داخل أحدى الأبواب ووصد الباب خلفها وقد علمت جيداً من هو..رائحة النعناع المنعش تلك الممزوجة برائحة الدخان لا تخص إلا شخصاً واحداً فقط."أنتي فاكرة نفسك بتعملي ايه؟!" سألها بغضب جم لم تماثله من قبل، تذكرت ذلك السواد القاتم بعيناه عند غضبه ما إن أضاء نور خافت بجانبه ولم تستطع أن تتفوه بحرف. ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

الفصل التالى إضغط هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-