أخر الاخبار

رواية آذيتها الكاتبة بشري الفصل الخامس

 الفصل السابق اضغط هنا


آذيتها للكاتبة بشري

آذيتها الكاتبة بشري


الفصل الخامس

رنين هاتفه لفت انتباهه ليخرجه بسرعة وهو يخشى ان يكون المتصل خديجة وأن تكون رنا بحاجة للمستشفى أو غير ذلك تنهد بارتياح وهو يقرأ اسم المتصل " حسن " صديقه المقرب .. زفر انفاسه ثم استنشق أكبر قدر من الهواء في محاولة من ليهدأ ثم سحب علامة الإجابة من شاشة الهاتف ووضعه على أذنه قائلا : 


_ أهلا حسن ..... لا لست بخير ...... حسنا تعال أنا على الشاطىء في مكاننا 


واغلق الخط معه ثم اتصل بخديجة التي طمأنته على رنا فعتذر منها عن تاخره وأخبرها أنه سيعود بعد المغرب نظرا لقيامه ببعض الأعمال .. ودعها وأغلق الخط ليعيد الهاتف لجيبه ثم اقترب من البحر وأنحنى يجمع بعض الطوب واعتدل واقفا يرميه بعيدا في أعماق البحر عله بذلك يخرج بعض عذابه .. استغرق بعض الوقت وهو يتابع حذف الطوب حتى سمع صوت صديقه يمازحه قائلا : 


_ ماذا فعل لك البحر 


التفت على أثر الصوت واقترب من صاحبه يعانقه للحظات وابتعد ضرب حسن كتف تيم مرتبا ثم قال : 


_ تبدو حزينا ماذا حدث 


_ لقد أضعتها هي تكرهني ولن تسامحني 


أومأ حسن متفهما وسار مبتعدا عن تيم ثم جلس على حجارة كلير وأشار لتيم ان يجلس بجانبه امتثل الأخير لأمر صديقه وجلس بجانبه صمتا يفكران والهواء البارد يلفحهما ويتسلل لأعماقهم .. نظر حسن للبحر مطولا ثم أعاد نظره لتيم قائلا : 


_ قص علي ماذا طرأ


سرد عليه تيم كلما حدث بدءا من غدائه مع أمه ثم ذهابه وراء رنا ثم الحادثة وأخيرا مغادرته للبيت غاضبا ليفرغ فاه حسن مصدوما من كم الأحداث التي حصلت لصديقه بيوم واحد فسأله قائلا : 


_ من صدمها بالسيارة ولما فعل ذلك 


_ صدمتها شابة صغيرة وقد أوصلتنا لمستشفى واعتذرت كثيرا فقبلت إعتذارها وللحقيقة رنا هي المخطئة 


زفر حسن انفاسه ثم اعاد نظره للبحر برهة ثم قال : 


_ ربما عليك أن تبتعد عنها 


صعق تيم ونظر لحسن يفترس ملامحه يبحث عن معنى كلماته إلا أن حاله لا يسمح له بالفهم ولا الإستعاب حرك رأسه نافيا ثم قال : 


_ لا لا أستطيع


_ أعلم لكن عليك منحها مساحة كافية لتفكر وتختار ربما تعطيك فرصة أخرى 


_لكن كيف .. ماذا لو طالبتني ب.ب.ب الطلاق 


رتب حسن على ظهر صديقه داعما وقال : 


_ فلنأمل أن تسامحك وتختارك 


_ لكن ....


_ صدقني سيكون من الأفضل أن تعطيها فرصة 


_ حسنا سأفكر بما قلت لي 


ساد الصمت لدقائق فقط صوت الأمواج والرياح الباردة تيم يفكر باقتراح صديقه ربما يكون معه حق رنا تحتاج وقتا لترتاح ولتستطيع مسامحته والصفح عنه لكن كيف لن يتركها مع أمه ثانية ولا يستطيع إبقائها بمنزله بمفردها .. الحل الأمثل أن يتركها مع عائلتها سيكون مطمئنا عليها معهم لكن بماذا سيتحجج .. وماذا لو لم تسامحه .. ماذا ازدادت كرها له .. لكن لا يجب عليها ذلك فهو سيخلصها من بطش أمه ويبعدها عنها ولن يجبرها على العيش معها حتى تكمل أربع شهور كما قالت لها أمه في إحدى المرات .. ربما يكون هذا خطء لكن لا حل لديه نظرة عينيها الباكية لازالت تخرق أعماق قلبه وتجلده بسوط من نار ..

رفع رأسه ينظر للسماء يناجي ربه راجيا إلهامه ومساعدته ثم ابتلع غصة مريرة وقال : 


سأوافق على عرض المهندس سامي 


رتب حسن على كتفه وقال : 


صدقني سيكون كل شيء بخير 


أومأ تيم وهي يتمتم : أتمنى أتمنى 


حسنا تيم سأخبر المهندس صباح الغد بموافقتك على عرضه السفر إلى فرع الشركة وسننجز لك كل شيء لا تقلق 


عانقه تيم بإمتنان : شكرا لك أخي 


_لا عليك هيا لنذهب 


.

.

.


هناك بالبيت كانت خديجة بالمطبخ تعد العشاء بينما رنا متسطحة على السرير تفكر بما قاله تيم لها هل حقا يريدها أن تسامحه كيف ؟ على ماذا ستسامحه على أنه لم يكن رجلا أم على أنه خدع عائلتها وخان ثقتهم ام على تدمير أحلامها بتأسيس عائلة سعيدة وإنجاب أطفال وتربيتهم كيف ستسامحه على الصفعة التي تلقتها من أمه بليلة زفافها 

زفرت أنفاسها بقوة غاضبة بماذا يفكر هذا ال_تيم إلى أي درجة وصل ظلمهم وتجبرهم .. كيف ستقف وتصمد حتى تتخلص منهم وتعود لعائلتها حتى لو كانت ستعود مطلقة وهي لم تتزوج أصلا فماحدث لها يمكن إعتباره عقد عمل فهي منذ جاءت لبيت تيم وهي تعمل خادمة تنام بالمطبخ زواجه منها كان مجرد رخصة شرعية تسمح لها بالمكوث في بيته لا أكثر لكن إذا عادت إلى عائلتها ستعود بلقب مطلقة أكثر الالقاب مقتا لدى المجتمع وسيحرمها هذا اللقب من فرصة زواج جيد فلن يتقدم لها إلا العواجيز أو الرجال المحبون لتعدد الزوجات او المطلقين والأرامل ستفقد فرصة زوج عذري تكون هي اول إمرأة بحياته وهذا شيء صعب صعب جدا .. 


ظلت تفكر وتفكر حتى سمعت صوت أمها تتحدث مع تيم يبدو أنه عاد من الخارج .. شدت اللحاف وغطت نفسها وعي تدعي النوم .. لحظات وشعرت بأحد يفتح باب الغرفة .. 


تقدم تيم منها مستغربا لما تغطي وجهها باللحاف .. أتشعر بالبرد لكن الجو معتدل بل هو دافئ هل تعاني من حمى أيمكن ان تكون حرارتها مرتفعة .. وعند هذه الخاطرة اقترب من السرير بقلق ورفع عنها الغطاء ببطء ثم وضع كفه على جبينها يتأكد من حرارتها حتى زفر براحة وعي يتأكد من أنها بخير رفع يده بهدوء وحركة جفونها أشعرته بخطب ما ظل ينظر لها لثواني حتى حركتهم مرة أخرى ليكتشف أنها مستيقظة .. ابتعد عنها بهدوء متجها لخزانة الملابس فتحها ليجد نلابسها مرتبة على أحد الرفوف بجانب ملابسه .. أخذ قميص بيتي واسع وبنطلون مريح ثم ظخل الحمام ليغير ثيابه .. فتح رنا عينها اليمنى تستكشف المكان ببطء وما إن شعرت بأنه سيخرج حتى أغلقتها مجددا مدعية النوم .. 


خرج هو حاملا ثيابه ووضعها برف أسف الخزانة ثم اغلقها واتجه لمقعد طاولة التسريحة وحمله ووضعه بجانب السرير وجلس عليه للحظات بقى صامت ثم قال : 


_ أعلم أنني مهما فعلت سيبقى هناك شرخ كبير بيننا .. لكني أقسم لك رنا أني لم أرد ذلك لقد كنت غبيا لا بل حقيرا معك كنت أسوء زوج على الإطلاق .. صدقيني لا أعلم ماذا دهاني لكني خفت خفت من أن تغضب علي أمي إن رفضت الزواج بك لم أستطع إغضابها ووافقت وأنا آسف آسف جدا لأني تركتها تفعل بك ما تشاء .. لم أعلم ما علي فعله كنت مكتوف الأيدي لم أستطع الوقوف في وجهها ولم أستطع رؤيتك تتعذبين لذا فضلت أن أذهب لهذا المنزل .. تمنيت لو كنت مثل سامر شجاعا وذكيا .. كنت مطمئنا عليك معه في غيابي أنا أثق به كثيرا فهو تربيتي أنا وربما هذا الفرق بيني وبينه فأنا تربية أمي .. لقد أخبرتها أخبرتها بأن تدعنا وشأننا وتبعد عنا يكفي ماحدث لك يكفي ..

أتعلمين كدت أموت وأنا أأأرى السيارة تصدمك صدقيني قلبي إلتاع وتمزق تمنيت لو كنت مكانك يااااااليت .. اااااه يا رنا لو تعلمين كم بت أعشقك أنا آااااااااسف بعدد لحظات حزنك بعدد الثواني التي أمضيت في ذلك البيت .. أنا آاااااااسف آسف .. أرجوك امنحيني فرصة أرجوووووووكي لا تنهي زواجنا قبل أن يبدأ .. أعلم أنك لا تصدقينني وبتي تكرهينني وانا أستحق أعلم تماما أني أستحق .. أنا رجل حقيييير غبي لقد آذيتك وأضعتك لكن أرجوك أرجووووووك رنا اغفري أتوسل لن أأذيك ثانية أبدا أعدك 


زفر أنفاسه ومسح دمعة حارة سرت على خده ثم أكمل قائلا : 


أعلم أنك مستيقظة لا داعي لتدعي غير ذلك .. أعلم أن جرحك غائر ومؤلم ولن تستطيعي مسامحتي حتى لو أردت .. لكني أأكد لك أني نادم أشد الندم على ضعفي أمام أمي لطالما كنت مطيعا لها بارا لم أعارضها يوما حتى بلغ بها الأمر أن تستغل طاعتي لها في أن تطلب مني أن أتزوجك .. 


ولأكون صادقا معك أنا لست نادما على زواجي بك أبدا ولم يعد للندم عليه سبيل بعد قبلتي صباحا ..

لكني نادم على ما فعلت أمي لك وكنت أنا قادرا على الوقوف معك ولم أفعل .. أقسم لك رنا أنا نادم ناااااااادم أنا أتعذب صدقيني انت لا تعلمين معنى أن يعشق الرجل زوحته ولا يستطيع النظر في وجهها لانه ببساطة خذلها أنه أمر مؤلم جدا جدا حبيبتي 


أقسم أني أعشقك وسأحاول بكل جهدي إسعادك وتعويضك عما مضى سأنسيكي كلما حدث أقسم 

رنا لقد قررت الإبتعاد عنك قليلا حتى ترتاحي وتفكري وأرجوووووك أرجوووووووكي فكري بي أنا فقط .. إني أغار نعم أغار هذا مااكتشفته عن نفسي في الآونة الأخيرة وقد منعت سامر من زيارتك في غيابي واشترطت عليه وجودي في المنزل وقت زيارته لك فأنا أحسده على صداقته بك فأنت تثقين به وتتحدثين معه عكسي أنا كما أنه كان يطبخ معك ويأكل معك حسنا تذكر ذلك يغضبني لن أتطرق إليه .. 


ما أريد قوله هو أني أنوي السفر لفرع الشركة التي أعمل بها في الخارج فقد عرض علي مدير الشركة أن أسافر وأتابع الفرع الجديد لكني رفضت متعللا بأني حديث الزواج ولا أريد ترك عروسي ولم أكن أكذب فأنا كنت أريد البقاء بقربك ولازالت أعظم امنياتي أن أشاركك السرير لبقية حياتي وسأنفذها يوما فأنت ستبقين على ذمتي مادمت سالما وأرجو أن يطول بقائي لأجلك .. حسنا لقد رفضت عرض مديري آنذاك لكني قررت أن أوافق عليه وأسافر وأرسلك لبيت والدك فترتاحين من أمي ومني فأنا لن أعيدك إليها مهما حدث حتى لو اتعذرت وندمت لن نعود للعيش معها وسأزورها من وقت لآخر .. ولا يمكنني أن أتركك هنا بمفردك لذا فالأنسب أن تعودي لبيت والدك .. ربما تتسائلين لماذا سأسافر وأنا أتمنى أن تتسائلي أن تهتمي بما يخصني بشدة .. فكرت بأن أسافر لأن نظرتك لي صباحا ذبحتني رأيت النفور الإشمئزاز والعجز في عينيك عجزتي عن إبعادي بقدر كرهك لي .. ااااه رنا كم تمنيت أن أموت في تلك اللحظة .. وقتها علمت أني لن أستطيع البقاء بجانبك والسيطرة على نفسي ولن أتحمل نظرة الألم والكره في عينيك إن فعلت لك شيء .. كما أني أرجو أن تلتمسي لي عذرا أو بعض عذر وتعطيني فرصة أخرى 


رنا سأجعلك أسعد امرأة على وجه الأرض أقسم لك ارجوووك حاولي أن تسامحيني وامنحينا فرصة لنعيش كزوجين إن أردت يمكنني تدبر سكن لائق هناك وإرسال أوراق لك يمكننا البدء من جديد هناك .. أو أي مكان ترغبين أنا رهن إشارتك وتحت أمرك .. أنا أعشقك حد النخاع 


رفع رأسه ناظرا إليها فقد كان مطأطئ الرأس وجد الدموع تسيل من عينيها وهي لازالت مغمضة العنين تبكي بصمت .. اقترب منها بلهفة يمسح الدموع عن خديها قائلا : 


_ لا تبكي حبيبتي فداك نفسي ومالي وكل ما لي مات من أبكا عنيكي ولو كنت أنا 


أبعدت رأسها وأشاحت بوجهها عنه .. تنهد هو بضيق ثم قال : 


_ القرار الأخير لك إذا أردت سافرت حتى ترتاحي وتفكري جيدا وإذا أردت بقيت وسامحتني 


ثم وقف مبتعدا عنها ثم تذكر شيء وعاد إليها وقال: 


شيء آخر .. انسي كلما قالته لك أمي فأنا لم أتفق معها أبدا على أن أطلقك بل أخبرتها ذلك اليوم أننا سنعيش هنا .. انسي أي شيء قالته لك فكلامها كان لإغضابك فقط وهو مجرد من الصحة .. 

شيء آخر هذا المنزل لك كما هو لي وكل مابه قد اشتريته لك من أدوات زينة وملابس وغيرها هي لك أنت .. ما تحدثت به أمي عن زواج لم أسمعه أبدا قبلك ذلك اليوم ولم أفكر به مطلقا وجل ما كنت أتمنى حينها أن أرى نظرة غضب غيرة أو أي شيء تمنيت لو تطعنيني بالسكين أو تسكبين علي الشربة الساخنة أو حتى ترمين علي القهوة .. أي تصرف به بعض التملك لي .. كان ليجعلني أطير فوق السحب من شدة السعادة .. اااااه لكني أستحق استحق كلما يحدث لي 


اقترب من الباب وقبل أن يفتحه إلتفت إليها قائلا : 


أخبريني جوابك غدا صباحا 


وقبل أن يخرج سمع ردها : 


_انتظر 


أغلق الباب ثم عاد يقف أمامها لتعتدل هي مستندة على يدها السليمة ويعم الصمت للحظات ثم قالت : 


سافر وعندما تعود سنتحدث 


هز رأسه بموافقة ثم خرج بصمت وجلس على الأريكة بالشرفة ونظر للسماء ثم وضع قدميه على الطاولة الصغيرة أمامه وأسند ظهره إلى الخلف وأغمض عينيه وصوت قوي يتردد داخله قائلا : خسرتها خسرتها خسرتها 

دمعة ساخنة نزلت على خده مسحها بظهر يده ثم فتح عينيه ينظر أمامه بشرود هل حقا أضاعها ولن تسامحه أبدا .. هل ستكرهه أكثر عندما يسافر لأنه تركها معلقة بدل أن تسامحه وتحبه .. ماذا سيفعل إذا عاد من السفر مشتاقا لها وصدته كيف سيتحمل آلامه آنذاك .. ألن يستطيع تعويضها وجعلها تسامح هل سيزيد سفره الموقف سوءا .. هل يمكن أن تخبر أهلها بالحقيقة فيحاولوا تفريقهم هل من الممكن أن يجبروها على الاعتراف .. هل يبقى لكن كيف 

شعر بيد حنونة تربت على كتفه بحب إلتفت ليجدها خديجة ابتسم لها ولازالت ملامحه حزينة واعتدل في جلسته منزلا قدميه عن الطاولة الصغيرة .. اباسمت خديجة ودارت بالأريكة لتجلس بجانبه لعدة لحظات ساد الصمت حتى قالت هي مبتسمة : 


بني يبدو أن رنا أغضبتك ل......


قاطعها : لا خالتي أنا المخطئ أنا من أخطأت في حقها أرجوك لا تعاتبيها أنا من أحزنتها 


نظر للأسفل وصمت وقلبه يعتصر ألما يتمنى لو يخبرها لكنه يخاف يخاف أن تبعدها عنه ومعها كل الحق في ذلك يعلم .. استشعرت خديجة حزنه وضيقه .. وقلقت رغم فرحتها بدفاعه عن إبنتها ولمعة عينيه عند الحديث عنها رغم وميض الحزن الذي يشع منهما .. ربما عليها المساعدة لكن كيف وهي لا تعلم ما يغضبهم من بعضهم 


رفعت رأسه بيمناها وأدراته لها مبتسمة بحنان : بني أنا أعتبر مثل أولادي آدم وأدهم أرجوك اعتبرني كأمك وأخبرني ماذا يحزنك 


همس لها بضعف : لا أستطيع


ثم استجمع قوته ليتابع قائلا : 


خالتي للأسف توجب علي أن أسافر للخارج .. سأسافر غدا 

صمت للحظات لا يعلم مايقول ..... ثم تابع : 


خالتي أرجوك اعتني بها حتى أعود وآخذها من عندكم .. أخبريها أني أعشقها أني مهووس بها ولن أنساها لثانية واحدة ولن أكف عن التفكير بها أرجووك خالتي .. أخبريها أن تسامحني وتغفرلي أرجوووك 


قلقت خديجة وهي ترى الدموع تلمع بعينيه فتحدثت قائلة : بني أقلقتني مابكما لما هذا الحزن 


نظر للأمام متهربا منها ثم قال : لا تقلقي كلما في الأمر أنها لم تردني أن أسافر وأنا يجب أن أسافر 


_ حسنا بني سأقنعها بأن سفرك ضروري 


_ شكرا خالتي 


_ العفو بني تعال لنتناول العشاء سأعد السفرة وأنت اجذب رنا لنأكل في الصالة أم ترغب بتناول الغشاء وحدكما 


_ لا خالتي سأحضرها 


قامت خديجة واتجهت للمطبخ وبقي تيم بمكانه للحظات يستعيد رباطة جئشه ويستنشق الهواء بعمق ثم يزفره بقوة وبعد برهة قام واتجه لغرفتها فتح الباب ببطء ليراها شاردة وهي متسطحة على السرير تنظر للأعلى اقترب منها محمحما لتنتبه له .. الشيء الذي جعلها تعتدل قليلا لترفع رأسها وكتفيها على المخدات وتنظر له دون النظر لعينيه .. وقف بجانب السرير يتفحص جسدها بعينيه ليبلع ريقه برغبة واضحة ويزفر الهواء قائلا بصوت أجهش : 


_ طلبت أمك أن أحضرك لنتعشا سويا 


_ حسنا 


ثم همت بإنزال قدميها عن السرير لتمشي لكنها كانت بين ذراعيها يحملها عن الأرض ويكاد يغرسها بصدره قائلا : 


_ لقد طلب الطبيب أن ترتاحي 


_ لكني أصبحت أفضل وأستطيع المشي 


قالت ذلك بغضب مكتوم وهي تحاول السيطرة على غضبها لكي لا تفتعل مشكلة معه فهي لا تعرف كيف سيكون رد فعله فأجابها بإبتسامة وعينيه تشع عندا وتحديا قائلا :


_ وأنا أفضل حملك 


وخطا بها ببطء نحو باب الغرفة وكان يقف بين الخطوة والأخرى ثم يخطو للخلف خطوة مستمتع بقربها ودفئها ويخزن أكبر قدر من رائحة بشرتها في رئتيه ويستشعر جسدها في أحضانه .. لا يريد تركها ءبدا كل أمنياته وتمنياته وأحملامه تتجسد الآن في شيء واحد وهو إعادتها للسرير وجعلها هي سريرا له يطفئ فيه لهيبه الذي توقده أنفاسها بالقرب من صدره .. تضايقت رنا ولم تفهم لما يتباطئ فسألته : 


_لماذا تتبطائ إن كنت لا تستطيع حملي فاتركني هنا واجلب لي عشائي 


ابتسم هو لبرائتها واجاب : 


_ لا حبيبتي أنا استطيع حملك لأعوام لكن لما أنت مستعجلة الطعام لن يطير 


زفرت بغيظ وقالت : أعلم أن الطعام لن يطير لكني لست مرتاحة 


اتسعت إبتسامته ورفع حابه الأيسر قائلا بخبث : حقا ولما 


أشاحت وجهها عنه وهي تقرا العبث البادي على ملامحه ثم قالت : لا شيء فقط أوصلني لطاولة السفرة 


رد مشاكسا : ألم أقل لك أن الطعام لن يطير 


سبت هي بصوت منخفض وصله : اللعنة عليك 


_ حبيبتي لم أعهدك بذيئة اللسان 


نظرت له بتفاجأ ليغمزها مبتسما فتقول هي بنبرة مقاربة للبكاء : لم أكن هكذا 


فيقهقه هو بصوت عالي وهذه أول تراه يضحك من قلبه منذ أشهر .. لتنظر له رنا بتفاجأ وكأنها تراه لأول مرة وليس هو الشخص الجدي الذي تظن فهي لم تره يمزح قبلا حتى لم تره يبتسم والآن هو يضحك ويغمز ويشاكس لابد أنه تحول أو أنه يعاني إنفصاما في الشخصية .. توقف عن الضحك لينظر لعمق عينيها وعيناه تلمعان بعشق كبير يخبرها كم يريدها كم يهواها كم يحبها ويرغبها .. أخفضت نظرها تهربا من عنينه ونظراتها الاي أشعرتها بأنه يغوص داخل أعماقها ومن حيث لا تدري زحفت الحمرة لخديها خجلا من نظراته التي لا تدري كيف أشعرتها أنها لا ترتدي شيء وأنه يجردها بنظراته من ثيابها .. لحظات مرت بينهم هي تنظر للأسفل بخجل وهو ينظر لها بوله بلا ملل ولا كلل .. شعرت به يضمها إليه أكثر ثم خطا بهدوء وببطء بقدمه اليمنى ثم ببطئ أكبر تبعها باليسرى .. ابتسمت هي رغما عنها وورفعت يسراها تخبئ بها وجهها .. توقف ورفعها إليه قليلا .. لترفع يدها وتنظر إليه ثم قال بجدية مصطنعة عاقدا جبينه : 


_إن ضحكت ثانية سأقبلك


كتمت رنا ضحكتها على تحذيره لها وأشاحت بنظرها عنها .. وما كان منه سوى أن التفت وفي ثانية أجلسها على السرير وهو يحاصرها .. لتشهق رنا ثم تبتعد عنه نحو الخلف فيبتسم هو قائلا : 


_ هل تتحدينني رنا أم تريدين قبلة 


لتبتعد عنه اكثر : لا اريد شيئا أرجوك دعنا نذهب 


اقترب منها اكثر بوجهه بهدوء كي لا يخيفها ثم قال : حبيبتي هذا حقك يجب أن تأخذيه 


رجعت للوراء وكادت ترفع قدميها عن الأرض إلا انه جذبها من ذراعها لتصطدم بجبينه بخفة ثم أغمض عينيه يتنفس الهواء من أنفها ويكتفي بذلك في حين كانت تنظر له هي بإستغراب هل حقا يعشقها هل هو صادق بكلامه متى أحبها .. شردت قليلا في التسائلات التي يطرحها قلبها حتى سمعت صوته قائلا : 


_ لا أعلم كيف سأحتمل بعدي عنك .. كيف سأنام كيف سآكل لا بل كيف سأتنفس .. 

ثم استنشق الهواء بقوة حتى أحست به يسحب الهواء من رئتيها ثم أكمل : 


_ أنا حقا لا أعلم كيف ستمر علي الليالي بدونك كيف سأصبر حتى تسامحيني وتقبلين منحي فرصة أخرى لنعيش كحبيبين كعاشقين .. ااااه رنا هل يمكن أن تبادليني هذا الحب يوما هذا الهوس هذا الجنون .. كيف سأسافر كيف حبا بالله أخبريني .. كيف اترك روحي وأذهب كيف .. أنا لا أستطيع التفكير بفراقك يعذبني يؤلمني يمزق قلبي .. ااااه رنا اااااه يا حبيبتي لو تع......


قاطعته خديجة قائلة من خارج الغرفة : هيا قبل أن يبرد الطعام تعالوا 


_ ليس وقتك خالتي كدت أن أقبلها 


زفر بغضب ثم وقف وحملها وهرج من الغرفة ورنا تكبت إبتساماتها الشامتة فيه .. اقترب من السفرة وأجلسها على كرسي بهدوء ثم دخل المطبخ وخرج بعد دقيقة غاسلا يديه وقرب الكرسي الثاني ليجلس ملتصقا بها وبدأ يطعمها بيده اليمنى الشربة واليسرى مستقرة على خصرها تضمه .. نظرت له بتفاجأ تبتلع الطعام وفي عينيها تخذير مبطن بمعنى " كف عن ذلك " ليرد عليها بنظرات متلاعبة مبتسما بمعنى " أريني كيف ستوقفينني " ثم غمزها وأعاد بصره للطبق يعبئ الملعقة ثم يطعمها بها .. 


رفعت مرفق يدها اليسرى السليمة قليلا ليلامس كفها كفه القابع على خصرها وتخاول تحريكه عنها ولم يكن من إلا أن شبك أصبعه بأصابعها بقوة مجبرا إياها على الخضوع والإستسلام لتستقر يده في يدها على خصرها ! 

نظرت في حرج منه لأمها فوجدتها منشغلة بطبقها ولا ترفع بصرها عنه مع إحتفاظها بإبتسامة سعيدة وهذا يدل على معرفتها التامة بما يفعله تيم لها .. 

ملس بسبابته على شفتيها فتنظر إليه مبعدة رأسها بسرعة لتجد نظره مركزا على شفتيها ثم يقرب لقمة من فمها لتفتحه فيدخل إصبعه يلامس لسانها ثم يخفض نظره للطبق مجددا .. 

حركت يدها عله يحررها لكن لا فائدة عديم الحياء لا يستجيب فشدتها منه بقوة ولم يكن منه إلا أن يقرصها من خصرها وينظر لها بتحذير .. زفرت أنفاسها بغضب واستسلمت حتى لا تثير إنتباه والدتها الشيء الذي تعلم أنه يستغله كي ينعم بقربها فإن لم تكن أمها موجودة فلن يستطيع الإلتصاق بها لهذه الدرجة .. بعد وقت قصير همست له وهو يقدم لها الطعام : 


_ لقد شبعت 


ليقترب منها ويهمس : حبيبتي كلي القليل بعد من أجل الدواء 


لتومأ وتفتح فمها فيطعمها ويقبل جبينها ثم يبدأ بإعداد لقمة أخرى لها وتفكر رنا لأول مرة أن هذا الرجل يستحق فرصة أخرى .. لأول مرة تستشعر حنانه عليها وإحتوائه لها رغم حركات المراهقة .. أكملت أكلها حتى شبعت فقالت له : 


_ شبعت شكرا لك 


ليرد تيم هامسا : على الرحب والسعى حبيبتي 


_ هلا أوصلتني للسرير 


_ بكل سرور حبيبتي انتظري فقط حتى آكل 


امتعضت ملامحها ونظرت للجهة الأخرى وهي تهمس بصوت منخفض : هذا يعني أني سأنام هنا 

ابتسم هو رغم استغرابه نفسه متى كان سمعه حادا لهذه الدرجة أم أنه يسمعها بقلبه ربما .. اقترب منها أكثر وشد على يدها وخصرها مدعيا جلب طبق من آخر الطاولة .. تنهدت بهدوء وانتظرته حتى جلس ووكزته بيمناها المجبرة على بطنه ليضحك وقد أعجبه تفاعلها معه وراقه إنتقامها منه .. ويقترب من أذنها هامسا : 


حبيبتي ما كان عليك فعل ذلك لا تلوميني الآن 


استمعت له بإنتباه لكنها لم تستطع تفسير كلامه لتنظر إليه علها تفهم شيء ليبتسم بمكر ويخطف قبلة من شفتيها بسرعة جعلها تشهق بقوة وتفتح عينيها على وسعهما يا له من وقح وبشكل لا إرادي نظرت لأمها لتعرف إن كانت رأتهم ام لا لكنها وجدت وجدت كرسيها خاليا يبدو أنها انسحبت بهدوء لتتركهم على راحتهم وهم من إنشغالهم ببعضهم لم يشعروا بها .. سألت ذلك الوقح الذي كان يلتهم طعامه بتلذذ وكأن قبلتها كان ماينقص الطعام ليكزن لذيذا أو ما ينقصه ليكون جائعا .. حمحمت تبحث عن صوتها ثم قالت : 


_ متى متى ذهبت أمي 


لينظر تيم للمقعد الفارغ بسرعة ثم يعيد النظر لها قائلا : لا أعلم لم أنتبه 


ثم ابتسم بعبث مقتربا منها فأعادت رءسها للخلف لكن أين المفر فهو يضمها بذراعه ولصق جسدها بصدره اقترب أكثر حتى ألصق جبينه على جبينها ونظره مرتكز على شفتيها ثم قال : 


مارأيك أن نبحث سويا عن الإجابة .. متى ذهبت 


وماكاد يطبق على شفتيها شفتيه حتى فاجأته بأن وقفت ليقف هو الآخر بسرعة ثم يحملها بلهفة وعينيه تشعان خوفا عليها وقال : 


_ حبيبتي على رسلك لا تأذي نفسك 


ثم مشى بها إلى الغرفة ووضعها على السرير وأخذ الأدوية الموجودة على الطاولة الصغيرة المجاورة للسرير وأخذ كأسا وملأه من الماء الموجود في إناء فوق تلك الطاولة ومد يده بقرص من الدواء لها قائلا : 


_ خذي حبيبتي دوائك شفيت لي 


أخذته منه ثم ابتلعته واعتدلت على السرير فسألها قبل أن يغادر : هل تحتاجين شيء 


فهزت رأسها بمعنى لا وتسطحت على السرير .. خرج تيم وعاد للسفرة واخذ لقيمات بسرعة ثم حمل الاطباق إلى المجبخ ليجد خديجة تتناول الشاي بهدوء ووقفت من إن رأته معاتبة إياه قائلة : 


بني لما أتعبت نقسك 


ابتسم ثم وضع ما بيديه واقترب منها مقبلا جبينها : وأين التعب ياخالتي .. هيا اذهبي للغرفة المجاورة لغرفتنا ونامي فلقد تعتب اليوم 


ابتسمت خديجة وربت على ذراعه ثم قالت : حسنا بني تصبحون على خير


_ وانت على خير خالتي 


خرجت خديجة ثم خرج وقام بإعادة كل الأطباق والاطواب وقام بغسلهم وترتيبهم وشرب القليل من الشاي الذي أعدته خديجة وعاد لغرفة رنا بهدوء وجدها نائمة .. اقترب من الخزانة وغير ملابسه بأخرى مريحة للنوم ثم تسطح بجانبها على جنبه الأيسر اقترب منها حتى التصق بها .. رفع رأسه قليلا ثم قبل خدها الأيمن ببطء وانتظر أن يرى ردة فعلها .. لكنها لم ترد يبدو أنها مستغرقة في النوم .. اقترب من جبينها وطبع شفتيه عليه للحظات يستشعر حرارتها بشفتيه ثم قبله .. حرارتها طبيعية ! .. أخفض رأسه ليدفنه برقبتها ويقبلها كثيرا وكثيرا ويستنشق الهواء عليها مختلطا برائحة جسدها .. ثم يغرس شفتيه فيها عله يشبع .. تململت منزعجة من الشيء الذي يجثو على رقبتها وبات يخنقها .. وضعت يدها على الرأسه المدفون بعنقها لتستكشف ماهية ذلك الشيء وشيء فشيء فتحت عينيها لتدرك بعد لحظات أن تيم يلتهم عنقها إلتهاما .. حاولت التحرك لكنه عانقها أكثر واعتلى جسدها .. يبدو أنه غارق في أحلامه .. تململت مجددا ثم قالت بصوت ناعس : 


_ تيم أرجوك ابتعد


لكنه تشبث بها أكثر ورفع رأسه عن عنقها ليحط جبينه على جبينها لاهثا بقوة من إنفعاله ثم قال : 

أرجوك حبيبتي اسمحي لي بأن أودعك أرجوك لا تعترضي 


_ أرجوك تيم لقد اتفقنا على أن تنتظر حتى تعود


_ نعم أعلم لكني لا أستطيع كيف سأصبر على اللحظات ..


وقبل خدها .. وعلى الثواني .. ثم قبلها مجددا .. وعلى الدقائق وعلى الساعات والأيام والأسابيع والاشهر 


وكان يقبلها بين كل كلمة وأخرى على سائر وجهها وصمت عن الكلام لكنه استمر بالتقبيل .. واستسلمت رنا مجددا للنوم .. وبعد عدة دقائق لاحظ تيم تنظم أنفاسها ليفتح عيناه وينظر لها فوجدها نائمة فقال : 


_ يالك من باردة عديمة المشاعر ألا تشعرين بما أشعر به ولو بالقليل من الرغبة كون رجلا يعتلي جسدك ويقبلك بحرارة .. يا إلهي أتزوجت بجبل جليد 


ابتعد عنها متسطحا بجانبها وهو يتوعدها :


عندما أعود سأعلمك كيف تنامين وتتركينني أحترق سأعاقبك على نومك هذه الليلة وتركي بدون وداع سترين رنا سترين 


ثم جذبها بقوة لتنام بحضنه وتضع رأسها مجبرة على صدره وهو يضم جسدها له بتملك فيسمعها تقول : ألم تنتهي 


فيبتسم رغم غيظه وغضبه منها ويضمها له اكثر هامسا : أبدا لن أنتهي ولن أكتفي منك 


طوال الليل يعانقها يقبل رأسها ويدها وإذا ما نامت على جنبها الآخر يلتفت معها لتكون بحضنه ثم يفتح ببطئ أزرار قميصها حتى يكشف عن كتفها فيغرس به أسنانه قليلا ثم يقبله ويغرس أسنانه بعنقها حتى تقلبت على الجنب الآخر أيضا معانقا إياها بقوة ثم يقتطف عدة قبلات بين الفينة والأخرى من كلما تطوله شفاهه منها حتى الصباح 


...........


والله مش عارفة أقولكم ايه ولا اودي وشي منكم فين القصة دي تاعباني جدا ومش عارفة أكملها .. الحلقة دي بقالي أكتر من اسبوع بكتب فيها ودلوقتي بدأت ف الل بعدها ومش عارفة هخلصها امتى .. آآآآآسفة جدا بس بجد النوفيلا دي غير الرواية خالص ومن كتر تعبها والإحباط الل حاسه بيه قررت أوقف كتابة فصحى وأكتب رواية عامي هتبهركم بإذن الله 


.......

الفصل التالى إضغط هنا

تعليق وفوت لو عجبتكم الحلقة

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-