أخر الاخبار

قصة وحيدة بقلم ابتسام رشاد

 قصة وحيدة 


قصة وحيدة بقلم ابتسام رشاد


قصة وحيدة بقلم ابتسام رشاد

القصة 

وحيدة تنفرد بأحزانها، ترتقي أعلى الدرج بعد يوم شاق. 

لتصل للسطح حتى تبلغ السماء، تطلق العنان لمُخيلتها، بالخيال تجد الأمل.. الدافع الذي يبقيها تنتظر وإن طال الزمن، بلغت من العمر عمراً تكتفى به.. 

تسكن ببيت ليس من البشر بعيد، ولا حضن تمتلك ولا دفء ونيس.. تتململ وحيدة نهاراً، دقات عقارب الساعة تعلو ليلاً.. ليست بموسيقى لتستمتع بها إنه صوت الملل. 

تركها من إحتواها، تركها من كان ضجيجه يصنع لها الحياة. 


تركها الأحباب والأهل بمنزل سادهُ الظلام ليله كنهاره.. خلف باب مغلق تحيا على ذكريات مضت، لم تنسى الحب! وكيف تنسى سعادة عاشتها سنوات؟ 

تنتظر اليل حتى تصعد عالياً، بعد أن تشبعت بضوء نهار مر مرور الكرام، ولا طعام يشبع جوع وحدتها.. فما فائدة الطعام إلا أن يحيي الجسد والروح مات، تتسائل أيعود ونيسي أم تركني؟ 

أيعود الأهل والأحباب أم أحكموا غلق الباب؟ 

تتأمل شعاع ضوء القمر كل ليلة تحيا على ذكريات.. إذ بها تسمع صوت المذياع لدى الجيران قائلاً:  


أصبحت كهلاً يا قلبي تسكن جسداً في ريعان الشباب

أُغلقت أمامه كل الأبواب ما بقي أمامه باب

جلس يعاني ضيق وحدته باكياً في السراب

كان يحلم بالنعيم لكن واقعه الخراب 

وحيداً بالماضي يتألم بلا رفاق ولا أحباب. 


تذرف عيناها الدمع.. تتأوه آلماً، وكأن شريط العمر أمام عيناها يمر، ماضي كانت به سعيدة أدركت قيمته بعد الذهاب وحاضر أليم بطيء اللحظات ومستقبل مجهول بالعتمة مُقفل. 

 

يمكن ان تعجبك 

مجموعة فصول رواية الخطيفة



تمضي بالعمر قدماً وحيدة بين الجدران يتسلل لها ضوء النهار من ثقوب صنعها الزمن في نوافذ مغلقة، يصنع لها فرقاً بين ليلٍ ونهار. 

عاشت نصيبها من الحزن بأدق تفاصيله، ونصيبها من السعد مر بلمح البصر، لم تكاد ترتشف منه بضع قطرات، حتى حل عليها الحزن لتتذوق مرارته قطرة تلو الأخرى ليشبع عطشها. 


ويطبع بذاكرتها طعم القساوة والهوان حتى لم تجد ما يهون عليها وحدتها سوى بعض الذكريات. 

فقط كانت عندما تتجول نهاراً بشوارع القرية يطرب آذانها طيب حديث أسرة جمعتهم مائدة، صوت ضحكاتهم تعبر النافذة... تعود مسرعة إلي بيتها لتأنس بونيسها. 


وفي ليلة من الليالي كعادتها مع حلول الليل، صعدت لتلجس أعلى سطح المنزل.. إذ بها تسمع صوت ضجيج مألوف يليه صوت باب المنزل ييفتح، مرت دقائق ثم شعرت بصوت أقدام تعلو الدرج، لم تتحرك ظنت أنها تتخيل، ولكن شعرت بأنفاسه خلفها استدارت ليحتضنها "كريم" فجأة ويحملها بين يديه فرحاً لينزل الدرج... 

 قائلاً: لقد وجدت قطتي يا أمي، قطتي مازالت هنا!! 

الأم: كيف! بحثنا عنها يوم رحيلنا ولم نجدها؟! 

كريم: كانت أعلى السطح تجلس على الأرجوحة، تشاهد القمر كما كنا نلعب من قبل. 


عادت السعادة والفرحة لقلبها من جديد باتت الليلة وكأنها إمتلكت من الدنيا متسع، عادت لحضن الأهل وونس الأحباب، في ليلة واحدة عاد لها الأمان لتنسى مرارة سنوات وحدتها، حلت الليلة التالية لتتدفء بونس رفيقها على الأرجوحة يسمتعان بضوء القمر.. عيناهما تلمعان.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-