أخر الاخبار

رواية لا تنتقد خجلي للكاتبة مي محسن الفصل الثالث و الرابع

 الفصل السابق اضغط هنا

لا تنتقد خجلي للكاتبة مي محسن

رواية لا تنتقد خجلى 

بقلم مى محسن
الفصل٣

 عندما دخلت غرفتها ، وأغلقت بابها أطلقت العنان لدموعها حتى هدأت تماما، أخرجت النوت من الدرج حملت الورده التى أهداها اياه منذ سنوات برفق حتى لا تتكسر فتحت النوت بوك وقرأت قصيدته 

 ‏وحشتينى 

 ‏وفى غيابك 

 ‏يغيب الضى عن عينى

 ‏يا ضي عمرى وسنينى

 ‏كانت تقرأ ، وتتذكر أيامهما القديمة على انغأم فضل شاكر

 ‏(اول مابشوفك حبيبي بيصعب عليا مش قادر اخدك فى حضنى واضمك شويه علشان مش دارى بشوقي ولهفه عنيا) أسدل الليل ستائره بينما كان بهى فى بيته يلعب مع ابنه شعر بضيق شديد فى صدره ، اغلق عينه رأى وجهها مغطى بالدموع، فقبض قلبه ، امسك هاتفه واتصل بها ، ولكنها لم تجيب فزاد شعوره بالضيق ، انتظر قليلا ، وعاد الاتصال

رغد: خير ابنك كويس؟

مستر بهى :ابنى الحمد لله ... انا اللى مش كويس فجأة قلبي وجعنى 

انقبض قلبها ،خوفاً عليه ، خرج الكلام بلهفة دون إرادة 

رغد : ابعت لى عنوانك وانا ابعت لك سيارة الإسعاف .

شعر بلهفتها وخوفها ، اخذ نفس عميق واستجمع شجاعته وقال لها 

مستر بهى :بس انا مش عايز دكتور ،أنا تعبان ومحتاجك، أنا عايز اتكلم معاكِ أنتِ... ..أنا عايزك انتِ انتِ وبس .

شعرت بإحساسه الذي كانت تعشقه قديماً صمتت قليلا 

فتذكرت سنوات عذابها 

رغد: أسفه يا مستر مش هقدر 

وخزة قلبه قليلا 

مستر بهى : طب أنت كويسه أنا حسيت أنكِ تعبانة

رغد : شويه ، بس أكيد هبقي كويسة ، خد بالك من إبنك هو محتاجك اكتر من أى حد .

مستر بهى : طب وأنا مش مهم ؟

رغد: اكيد مهم عشان ابنك وعيلتك، ممكن تاخده وتروح عند باباك كام يوم اكيد هترجعوا احسن 

فتحت امها باب الغرفة ونادتها

والدتها : يلا يا رغد العريس مستنيكِ بقاله ساعة ، مش اصول كده 

رغد :حاضر يا ماما ثوانى هالبس الطرحة

سمعهما مستر بهى بعد أن أنهت الكلام مع أمها 

رغد : أنا اسفه مضطره اقفل

قال لها وهو مصدوم

مستر بهى: انتِ اتخطبتِ؟

رغد :لا لسه

شعر بسعادة 

مستر بهى :أنا عايز اشوفك حالا واتكلم معاكِ

شعرت بلهفته لرؤياها نبض قلبها بسرعه ، عادت ابتسامتها 

مستر بهى : أنا ماصدقت لقيتك استحالة اسيبك تضيعى منى تانى أنا هالبس واجي لك حالا واللى يحصل يحصل .

غمرت السعاده قلبها ولكنها سيطرت عليه

رغد: احنا عندنا ضيوف بلاش تهور أنا مضمنش ردت فعل ماما وبابا لو شافوك دا غير انى أنا بتعب لما باشوفك بعد اذنك يا مستر 

كلماتها سهماً أصاب روحه ، انفعل وقال بحده وصوت عال

مستر بهى: ماتقوليليش يامستر أنا بهى بس 

رغد : أنا مضطرة اقفل مع السلامة

عاد لهدوئه may mohssen

مستر بهى: طب اوعدينى انك ماتتخطبيش غير بعد ما نتقابل ونتكلم

عادت امها ثانياً

والدتها :مش كدا يارغد يللا حالا

رغد: مع السلامه

أغلقت رغد الهاتف وخرجت لتجلس مع الضيوف تراهم جميعا بهى كلما صمتوا تسمع بهى يهمس لها 

( أنا محتاجك انتِ وبس ) 

تلتفت يميناً ويساراً لا تجده بالغرفة ، فهو موجود بعقلها وقلبها 

عندما اغلقت رغد الهاتف شعر بهى أن الكون أظلم من حوله ظل ، يسمعها تقول ( لما بشوفك باتعب)

 مراراً وتكراراً ، شعر بألم شديد فى قلبه كانت الجمله سكين يقطع قلبه

 ‏ شل عقله عن التفكير ظل يجول فى شقته كالمجنون لا يعرف ماذا يفعل ؟ يريد الاتصال بها، بل يريد الذهاب الى بيتها ، ولكن لا يريد أن يسبب لها احراج مع ضيوفها 

مرت ساعات الليل متثاقله ، مع ظهور اول شعاع للشمس كان قد انهارت أعصابه ، غلبه النوم فغفي ولكن لبضع دقائق ثم استيقظ بفكره واحده.



رواية لا تنتقد خجلى

بقلم مى محسن

الفصل٤

كانت رغد تحلم

 (أنها تسير فى طريق مظلم وهى ترتجف خوفا وفجأه أتى نور من بعيد بدأت تخطو نحوه وهو يقترب منها حتى وجدته هو بهي )

 ‏ استيقظت من نومها ومشاعرها بين الحزن والفرح نهضت من سريرها ، وتوضأت ، وصلت ، ولم يغادر وجهه عقلها ، بدأ قلبها ينبض بإسمه من جديد ، حاولت اشغال نفسها فى المطبخ حتى لا تفكر فيه ، استيقظت اُمها فأعدت لهما رغد الفطار ، جلستا تتناولانه .

والام : اظن العريس ده مافيهوش عيب ،ادعى دعاء الإستخارة ديما وربنا يقدم اللى فيه الخير 

رغد : حاضر أن شاء الله

رن هاتف رغد كان مستر بهى

مستر بهى : تعالي لى بسرعه أنا فى المستشفي 

كان يتكلم بسرعه 

رغد : فى ايه؟

مستر بهى : مش عارف محمد ماله؟

رغد :طب ادخل الإستقبال، الدكتور محمد موجود ،وأنا هالبس واجى 

مستر بهى : بسرعة لو سمحتِ

أنهى الاتصال ارتدت رغد ملابسها بسرعة ، وفى عقلها الف سؤال "ماذا حدث ؟ هل كتبت لة دواء أضر به؟ "

توجهت إلى المستشفي فى لهفة وحيرة ،

 عندما وصلت وجدته واقفا عند الباب 

رغد :ازاى تسيب ابنك وتخرج ؟! الدكتور قالك ايه؟.

أمسكها من ذراعها قبل أن تدخل المستشفي وقف أمامها .

مستر بهى : أنا آسف يا رغد كان لازم اشوفك واتكلم معاكِ ، ودى الطريقة الوحيدة اللى تنزلك من البيت.

شعرت بغضب شديد.

رغد : أنا كنت هاموت من الخوف ، دا مش اسلوب أبداً.

التفت للخلف وخطت، ولكنه التف ووقف أمامها وامسكها من ذراعها وقال بأسلوب حاد ونبرة صوت غاضبة

مستر بهى : قلت لك عايز أتكلم معاكِ يبقي تقفي تسمعينى احنا فى الشارع تعالى نروح اى كافيه نتكلم.

بدأت الناس تحدق بهما

رغد: أنا اسفه ماقدرش أنا قلبي بيوجعنى لما باشوفك أو اسمع صوتك .may mohssen

هدأ من حدة صوته وقال بصوت يفيض بالألم.

مستر بهى : أبوس إيدك ماتكرريش الجمله دى تانى والله بتقطع قلبي وده وصف بسيط جدا لاحساسي

سالت دموعها دون أرادة ،وهنا قال بهى بصوت يفيض لهفة

مستر بهى : والله العظيم لو ماكنتش فى الشارع كنت ضميتك لقلبي ، طب بلاش نروح حته تعالى نقعد هنا على الرصيف ، أهدى عشان ضغطك مايعلاش ، والله دموعك نار بتكوى روحى.

صار بداخلها عاصفة من المشاعر ، أمتلك يدها ، وخطى بها بعيداً عن الناس كانت تسير معه وهى تبكى ولا تمانع السير ، ارتعشت يدها فى يده كما ارتعشت عندما اتكأت عليه قديماً ، تدفقت لعقلها ذكرياتهم السعيدة بينما كان قلبه يشتعل بنار الحب والاشتياق لها ، والندم على جرحها اجلسها على الرصيف وجلس بجوارها 

مستر بهى : أنا اسف 

لم تكف عن البكاء ، اكمل فى عاطفة صادقة

مستر بهى : أنا خايف ضغطك يعلى 

مد يده وأخذ من وجهها النظارة وهمس لها

مستر بهى : عيونك وحشتنى

حاولت الكف عن البكاء ولكن هذه دموع سنوات العذاب لم تنتهى بعد .

 ظلا صامتين حتى كفت عن البكاء، سألها بمزيج من الرقه والألم 

مستر بهى :كل ده عذاب ؟

لم تستطع الكلام الأ بعد وقت وجهد والم ، همست بصوت لا يكاد يخرج من بين شفتيها 

رغد : مهما وصفت لك الأيام كانت بتمر على قلبي أزاى مش هعرف ..كنت بانام بدموعي، وروحى تايهة ، كل اللى كنت باحبه كرهته بسببك، دى غير مضاعفات الحزن على جسمى ونفسيتى ...نسيت يعنى إيه سعادة وضحك ، حتى الابتسام نسيته انتَ موتنى فعلا.... وانتَ ما شاء الله اتجوزت وخلفت ، وفرحت وضحكت ، ولا افتكرت القلب اللى دست عليه مافكرتش تسأل عليا ، كنت هاموت بس ماما لحقتنى ...صعب توهب واحد كل نبضه فى قلبك وفجأة يختفي من حياتك ، لو فضلت احكي لك من هنا لبكره على إحساسي واللى مريت بيه مش هيكفي ماغيرتش رقمى على امل فى يوم تسأل عليّ ، طبعا ماخدتش بالك لما كتبته لك.

كانت كلماتها تحمل الم شديد، ولكنها واصلت حديثها

رغد : من زمان وأنا مش فارقه معاك ، كنت لعبة مش اكثر 

مستر بهى : أنا ما عرفتش بعدك افرح ولا احب غير لما جه محمد للدنيا ، ولما رجعت شفتك هنا فى المستشفي ماكنتش عارف افرح ولا استخبي عشان ماتشوفنيش بس قدر ربنا أننا نتجمع تانى ممكن تسامحينى وتنسي ال فات ونبدأ من اول وجديد؟

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-