أخر الاخبار

ترويض ادم للكاتبة بتول طه الفصل ١٤

الفصل السابق

ترويض ادم للكاتبة بتول طه


الفصل الرابع عشر 

الجزء الرابع عشر


=================================

"أنا عارفة البصة دي كويس!! في ايه في دماغك انطقي" ضيقت عيناها وهي تنظر لحبيبة


"بصي يا ستي" حمحمت ثم عدلت حبيبة من جلستها "حاولي متسألينيش على اللي هاقولهولك ده بس أحب أقولك إن المُز اللي بره ده واقع واقعة سودا وبيموت فيكي"


"أنتي أكيد يا إما بتهزري يا إما بتضحكي عليا؟" ابتسمت في سخرية ثم تابعت "إذا كنت بنفسي قايلالك إنه كان مع واحدة شمال وخرجت قدامي تقريباً عريانة بالعينات اللي كانت لابساها دي، جاية تقوليلي بيموت فيا"


"عارفة عارفة وفاهمه كويس إنه سافل وبتاع ستات وكل الهري ده، بس مش قولتيلي إنه اتغير معاكي من ساعة ما رجع"


"اه اتغيرله يوم كده.. وبعدين؟"


"أكيد واحد بشخصية زي شخصيته كان بيحاول يثبت لنفسه إنك ولا حاجة بالنسباله وإنه منخش ولا وقع وكل اللي حصله معاكي مكنش قابله وكان حاسس إن كل ده كتير عليه.. أنا عارفة كويس إنك بتكرهي الشخصيات اللي زيه والخاينين وكمان عارفة إنك بتموتي من الغيرة و.."


"أنا مبغيرش على حد وبطلي كلامك الاهبل ده" قاطعتها نافية


"ما تسكتي بقا يا بت انتي واتهدي كده، هو أنا لسه عارفاكي امبارح ولا ايه؟ وبعدين متقلقيش لو كان خاين وكمل في الحاجات اللي أنتي بتفكري فيها هيبان.. واحد زي آدم مبيفرقش معاه حاجة خالص، ولا فضايح ولا صور ولا كل الهبل ده.. فأكيد لو لعب بديله كده ولا كده هيبان بسهولة!"


"لا والنبي ايه؟! أنتي عايزاني بقا اتصدم في واحد تاني مش كده واعيده بقا بس المرادي مع آدم رأفت مش كريم لطفي؟"


"مش هايحصل، وإلا وربنا أموته بإيديا دي قبل منك، بس أنتي كده هبلة ومفهمتنيش.. أنا مبقولكيش قومي اجري عليه وقوليله يا حبيبي"


"لا أكيد طبعاً عايزاني أجري عليه وأحضنه وأبوسه وأقوله وحشتني يا روحي؟" سألتها ساخرة


"بصي هو من الواضح إنك هتموتي عليه وعايزة تحضنيه وتبوسيه وأفكارك مش محترمة .." اجابتها ضاحكة لتنظر لها شيرين في حنق ولكنها أكملت قبل أن تُغضبها


"بس عموماً ده مش موضوعنا.. أنا هاقولك بقا.. آدم ده يا ستي عنده كده كبرياء، إنسان مغرور، مش هو اللي يجري ورا ست ويحايلها أبداً، ده واثق أوي من نفسه وعارف إن ستات الدنيا كلها بتجري وراه، لا عمرنا شوفنا ولا سمعنا إن آدم فضل مع واحدة لفترة كبيرة.. هي بس البت خطيبته دي وكانوا كام شهر يتعدوا على صوابع الإيد، ولا هو الراجل اللي بيسمع لحد والستات بالنسباله وقت حلو وبس وأنتي اللي حكتيلي بنفسك أظن كل ده، غير بقا إن عصبيته دي مرعبة.. تعرفي؟! أنا ساعات لما بيبوصلي وأنا أهو ماليش علاقة بيه بس بترعب وبخاف منه"


"وأنتي هتقوليلي!! ده بيبقا يوم اسود مطلعتلوش شمس يوم ما بيتعصب!"


"تمام.. يبقا احنا عندنا الفك المفترس عشان نتعامل معاه.. الوحش الكاسر بذات نفسه"


"وأنا هاعمل ايه مع واحد زي ده إن شاء الله؟"


"مممم.. بكل بساطة هتعملي زي ما بيعملوا مع الوحوش"


"اللي هو.." أندهشت لترفع حاجباها


"هي الوحوش دي مش بيروضوها.. أعملي زيهم، ربيه من أول وجديد، روضيه كده زي ما بيعملوا في الأسد والحاجات المفترسة دي"


"بصي أنا عندي خبرة كويسة في مجال إدارة الأعمال، إنما شغل الحيوانات بتاع السيرك ده أنا مشتغلتوش قبل كده" قالت لتضحك حبيبة بصوت عالٍ


"بطلي بقا هزار وخلينا نلاقي حل بجد.." أخبرتها لتهدأ قليلاً من الضحك "ممم.. أنا هاقولك.. خليه يغير بس بحدود.. وقعيه كده بس على الهادي.. متستفزيهوش ولا تعصبيه عشان اللي زيه لما بيتعصب بينكد على كل اللي حواليه وأنتي ساعتها مش هتعرفي تتصرفي معاه، فإنسي الموضوع ده خالص.. عامليه حلو وكويس بس بشوية برود ودلع كده.. اللي هو أنا بموت فيك بس تقيلة اوي.. حبة حنية، حبة رقة.. متخليهوش يكمل في قلة أدبه بس في نفس الوقت متصوديهوش بسخافة.. حسسيه بغيرتك عليه بس بلاش Over.. "


"ودي تعويذة ولا طلسم!! وكل بقا الخطط البمبي اللي عماله ترسمي فيها دي هتنفع مع البارد ده! ده مجنون!! مش طبيعي!! يبقا كويس وفجأة يتحول للقارة الجنوبية المتجمدة.."


"طب أراهنك أنه هيتغير معاكي بعد اللي حصلك ده،استني انتي بس كده وهدي اللعب ولمي لسانك وهنشوف اللي هيحصل بعدها"


"لا يا حبيبة أنا خايفة.. أنامش عايزة تاني ادخل في علاقة فاشلة، أنا..."


"صدقيني استحالة يحصل وأنا جنبك" قاطعتها بعد أن رأت الدموع بعيناها "بالرغم من سفالته بس الراجل ده مش كداب، أنا شوفت كل حاجة في عينيه.. ده شكله بيموت من الخوف عليكي أساساً ومش بس بسبب الحادثة وهو قاعد كده شبه البيبي الخايف"


"يا حبيبتي!! وعرفتي منين يا أستاذة موسوعة؟"


"فاكرة لما مراد كلمني وقالي اجيلك واجيبلك هدوم، كان قاعد جنبك زي البيبي الصغير اللي ماسك في مامته.. ولا من شوية لما شوفته بره هنا قدام الأوضة.. ده هيتجنن عليكي!" تنهدت شيرين ثم نظرت شاردة


"ماشي.. أما نشوف.. نجرب شغل السيرك اللي بتقولي عليه ده وأنا هجننه!" همست بعزم وآخذت ترسم بمخيلتها العديد من الخطط التي ستنفذها معه بالأيام القادمة.


===========================================


مرّ ثلاثة أسابيع فقد بدأت بالتعافي لتختفي جروجها ولكن مازالت يدها وقدمها المكسورتان بالجص كما آمر الطبيب ولكن بدأت بتحريك يدها وأستطاعت أن تمشي بدون مساعدة

مرّ ثلاثة أسابيع فقد بدأت بالتعافي لتختفي جروجها ولكن مازالت يدها وقدمها المكسورتان بالجص كما آمر الطبيب ولكن بدأت بتحريك يدها وأستطاعت أن تمشي بدون مساعدة..


علمت بالعملية التي أجرتها برئتها ولكنها بدأت بالشفاء فكانت من أثر الإصطدام بشدة بجسم حاد.. لم يدعها آدم أن تمكث ببيتها وكانت هذه مناقشة حادة بينهما ولكنها أنتهت بتحكمه المفرط كالعادة، أعتنى بها كثيراً تلك الأسابيع ولم يتركها للحظة واحدة، كان يهتم بكل شيء صغيراً كان أم كبيراً، باشر أعماله كلها من المنزل بل وأخذ مشورتها في العديد من الأمور ولكن ببروده المعتاد وغموضه وغضبه، لم يذهب لتصوير أفلامه إلا خمس مرات وكان بعد إلحاح منها..


توصلت لطريقة جديدة لإقناعه ببعض الأشياء، أصبح ليناً معها قليلاً هذا ما لاحظته ولكن لم تكن تدري أنه وقع بعشقها حد الثمالة، أصبح يختنق عندما يبتعد عنها، بالكاد ينام لأنه لا يريدها أن تغيب عن عيناه للحظة، كانت تراه يشرد بها كثيراً بصمت ولم تمنعه هي لم يعاقر الكحوليات كثيراً مثلما كانت تراه يفعل في السابق.


مرت تلك الأيام بهدوء واستقرار نوعاً ما وقد تأججت مشاعرها نحوه، ولم تتركها حبيبة لتتأنى أو تتريث، عندما كانت تزورها لم تتوقف عن إخبارها كيف تهيم عيناه بها حتى وإن لم تلاحظ هي فقد غرق بالكامل في عشق تفاصيلها، ولكن دائماً ما فكرت أن مشاعرها كلها بسبب خروجها من علاقة حب فاشلة وأنها رآت به أنه يهتم بها ويدافع عنها دائماً لذلك فقط شعرت بالإحتياج الشديد له ليس إلا، وظلت تفكر كل يوم أن مشاعرها امتزجت ما بين الإعجاب والإحتياج لعلاقة جديدة وإهتمام مفرط ليس إلا!.


كان يحميها من كل شيء إلا من غضبه وتحكمه، ترى أنه لا يسمح لأحد بأن يعاملها مثل معاملته هذا إن سمح لأحد أن يتعامل معها أساساً، لم يعترف لها بشيء ولم تخبره هي، فقط بقيا هكذا مشاعر متأججة ونظرات متبادلة بينهما تصرخ بتلك المشاعر ولكن كبريائهما لا يدع لهما الفرصة للإعتراف بشيء، عنادهما لم يكن سهلاً على أياً منهما.


لطالما فزعت بينها وبين نفسها كلما فكرت بخيانته لها وعلاقاته التي لن تنتهي، مازال شعور أنه قد يفكر بها لوقت ثم يتخلص منها مسيطراً عليها فلم تظهر له خوفها وقررت أنها لن تذعن له ولمشاعره قبل أن تتأكد من كل تصرفات هذا الوحش تجاهها وأن تلك الأفعال التي أعتادها بالسابق قد أختفت تماماً، فهو لا يزال يغضب بجنون، ولا يزال يزهو ويغر بنفسه وجموده يطغى عليه.. أعلنت لنفسها أن ترويضه لن يكون هيناً أبداً.


"آدم" همست شيرين منادياه وكانا بحديقة منزله يباشران بعض الأعمال ليهمهم لها ولكن لم يرفع نظره لتنهض هي وتقف خلف مقعده لتربط وشاحاً على عينيه فتعجب من فعلتها


"بتعملي ايه؟" سألها ببرود مستغرباً


"عارف إنك تليق تكون ملك عظيم أوي!" همست برقة ليتعجب أكثر مما تفوهت به ولكنها أكملت


"أتخيل معايا كده.. ملك زيك بملامحك وشخصيتك، زماان أوي، ملك قوي، مشهور عنه إن قرارته مفيهاش نقاش، محدش مسك سيف قدامه إلا وغلبه، عصبيته على أي حاجة غلط بتزلزل الدنيا كلها والكل بيعمله ألف حساب، كل البلاد بتخاف منه، مملكته قوية ومحدش يقدر يتعرضلها ولا لحد من شعبه، نفوذه واصل إنه يتحكم في الشمال والجنوب والشرق..


كل الستات بتحبه وتتمنى ليلة معاه، ملك وسيم وجذاب اوي، مبيحبش حاجة في الدنيا قد الخيل، مملكته بتكبر يوم بعد يوم في اوروبا وافريقيا، ومحدش يقدر يعارضه والكل بقا بيستسلم يوم ما بيعلن إنه هيضم ممالك وبلاد لحكمه.. جيشه ملوش أول من آخر وبقا أقوى جيش في العالم!


هيتجوز مرات أخوه من غير موافقته عشان أخوه الكبير مات وهو اللي مسك الحكم بعده وده كان الحل الوحيد قدامه عشان شعب مملكته وكمان أخوه وصاه الوصية دي، بس للأسف مبيحبهاش ولا عمره حس بحاجة ناحيتها.


عينه مبتقعش على ست إلا لما تجيله تجري عليه، أي حاجة يفكر فيها يلاقيها قدامه، دايماً بياخد اللي عايزه ومحدش يقدر يقوله لأ أو يرفضله طلب" دنت منه هامسة بأذنه ليشعر بأنفاسها الرقيقة ونسيم الشتاء يلهو بخصلاته السوداء، أزاحت الوشاح ببطء لتجده مغلقاً عيناه ويستمع لها فوضعت يداها على عيناه بلطف لتشعر بإبتسامة على شفتاه لتكمل هي


"هيحب بنت بجنون، هتخطف قلبه وعقله، بعد ما كان كل ليلة مع واحدة شكل مش هيقدر يقرب غير منها وبس، هيعرف يعني ايه حب على ايديها، هتغيره، هتخليه إنسان جديد، هيفضل محافظ عليها لغاية جوازهم ومش هيتعامل معاها زي اي واحدة.. هيسيب مرات أخوه عشان خاطرها ومش هيفكر لا في شعبه ولا مملكته، بس بعد ما يتجوزها هايـ.." توقفت هي ليشعر بأنفاسها الرقيقة بالقرب من أذنه لتجده يُمسك بكفيها الإثنتان ليخفضهما ثم يواجهها


"وبعدين؟" نظر لها برماديتان صافيتان ليجد خصلاتها تطاير بفعل النسيم حولهما وقد أقترب منها ليبتلع ريقه وينظر لشفتاها "كملي.." همس لها ليرفع نظره مجدداً لعيناها


"عايز تعرف بجد؟" سألته بحذر


"ايوة" اجابها لتترك يد واحدة من يداه لترفع خصلاتها خلف أذنها


"يعني عجبك اللي حكيتلك عليه؟"


"أنا ملك عظيم.. عجبني .. كملي" اجابها متشوقاً لسماع المزيد


"توافق تمثل دورزي ده؟" سألته بخوف


"تقصدي ايه؟" سألها عاقداً حاجباه ولكن لم يحصل منها على اجابة فقط زمت شفتاها الممتلئتان في قلق وخوف


"تمام" همست لتتركه لتجلس بمقعدها لتبتلع ريقها والرعب تمكن منها ولكنها علمت ما تفعله جيداً "أوعدني أنك مش هتتعصب" قالت بنبرة متوسلة


"عملتي ايه يا شيرين؟" سألها وقد علم أنها فعلت شيئاً


"فاكر سيناريو المسلسل اللي أنا جبتهولك وأنت رفضته؟" سألته وقد علمت أن صبره بدأ في النفاذ ليهمهم لها لتكمل "هي دي قصة المسلسل، ايه رأيك؟" نظر لها مضيقاً رماديتاه ليميلا للسواد ثم بدأ في التدخين لينفث دخانه ببطء وبدأ يعبث بسبابته أفقياً على شفته السفلى فعلمت أنه غضب وقد خافت منه فاختارت أن تصمت حتى لا تبدأ عراكاً جديداً وبعد مرور ما يقارب عشر دقائق


"أعمل فيكي ايه؟" سألها بنظرة متحيرة


"أنا عرفت أن المخرج وشركة الإنتاج لسه عاوزينك تقبل الدور وكل شوية بيكلموني و.."


"أنتي عنيدة بشكل رهيب" قاطعها بهدوء وقد علمت أنه قد يثور بأي لحظة الآن ولكنه نهض ليدنو منها واضعاً يده حول رقبتها لتتوسع عيناها من الفزع لتظنه سيخنقها ولكنه أقترب من وجهها ثم همس بأذنها "لعبتيها صح عليا.. ذكية فعلاً.. أنا هاقبل الدور بس اياكي تعمليها تاني"


دُهشت شيرين مما سمعته وفرحت للغاية لتمسك يده لتجبره على النظر إليها "بجد اللي سمعته ده؟ أنت وافقت فعلاً؟ أول مسلسل ليك هيكون ناجح اوي أنا متأكدة.. آدم أنا بجد كان نفسي توافق عليه من اول ما اشتغلنا سوا.. أنت بجد بسطني.. أنت هايل" تكلمت بسرعة في عدم تركيز من شدة سعادتها لأنه قد قبل العمل ثم قبلته دون أن تدرك على وجنه من المفاجأة ثم أدركت ما فعلته للتو ليحترق وجهها من الخجل وابتعدت عنه ليبتسم هو بقليل من المكر


"أنا عارف إني هايل.. وهايل اوي كمان" نظر لها بخبث وغرور"هوهو بقا كل ما اوافق على دور يعجبك هتبوسيني كده؟" سألها مازحاً


"أنا مممـ.. مقصدش.. أنا بس.. فاجأتني.. وأنا مش هاعمل كـ .."


"هتعمليها تاني، وبمزاجك كمان" قاطع كلماتها المتلعثمة ممسكاً بيدها ليتفحصها وقد أخبأت عينها اليسرى خلف شعرها الفحمي لتبعد نظرها محاولة منع ابتسامتها.


صمتا هكذا لمدة ثم تركها ليرجع لمقعده ليستكمل عمله ثم حاول كسر هذا الصمت "التصوير هيبتدي امتى ؟"


"لسه مش عارفة، بس بعد موافقتك أكيد هيبقوا عايزين يبدأوا في أقرب وقت ممكن" اجابته وقد ذهب خجلها


"حددي معاد مناسب" أخبرها بهدوء وهو ينظر بملف أمامه لتبتسم هي


"أوعدك إنه هيكون احسن حاجة عملتها"


"قومي يالا نامي عشان عندك دكتور الصبح" أخبرها بحدة ومازال يتطلع الملف أمامه


"بس أنا مش جايلي نوم"


"بلاش نقاش في الموضوع ده.. يالا اسمعي الكلام الساعة بقت اتناشر"


"انت ليه كده؟" سألته بغضب لتزفر بضيق


"أقتليني لو مش عاجبك" اجابها ببرود


"هاعملها حاضر واخلص منك!!" قالت بتحدٍ لينظر لها


"ويا ترى ده قبل ما تفكي الجبس ولا بعدها؟" سألها مستهزءا بضحكة ساخرة


"سخيف" تمتمت بغضب لتنهض ليجذبها من يدها اليسار بعنف لينهض ليواجهها وشعرت بقصر قامتها أمامه


"أنتي بتشتميني؟" نظر لها نظرة بعثت القشعريرة بجسدها "مش حذرتك أكتر من مرة؟"


لم تجيبه شيرين فقط ابتلعت ريقها ونظرت له بخوف وقد أسودتا رماديتاه بينما نظر لعسليتاها البريئتان ثم لثغرها يريد أن يلتهمه ممزقاً هاتان الشفتان اللتان تصيباه بالجنون وبدأ أن يقترب منها وقبض على رسغها ليجد رعشة بجسدها "تصبح.. على... خير" بالكاد همست متلعثمة محاولة أن تفلت من قبضة يده وقد علت أنفاسها


لم يتكلم فقط ثقلت أنفاسه مسيطراً على نفسه ليترك يدها "معاد الدكتور الساعة عشرة الصبح!" صاح ببرود وهدوءه المعتاد ثم وجه ظهره لها ليخلل يداه الاثنتان بشعره فابتسمت شيرين بخجل وحاولت أن تتحدث مثله مقلدة طريقته ونبرته


"وانتي من الأهل الخير يا شيرين!" ثم غادرت مسرعة قبل أن يقول شيئاً وهي متأكدة أن نظراته تحرقها.


===========================================


صعدت شيرين بالغرفة التي تمكث بها وبالكاد خلعت سترتها وبعض ملابسها ولم تزعج نفسها بأن ترتدي شيئاً غير سروالاً من الحرير الرقيق وقميصاً يماثله وردياً اللون "كده كده الأوضة دفا ومش هاحتاج هدوم تضايقني" تمتمت ثم استلقت على سريرها لتفكر بما حدث، سعدت ك...

صعدت شيرين بالغرفة التي تمكث بها وبالكاد خلعت سترتها وبعض ملابسها ولم تزعج نفسها بأن ترتدي شيئاً غير سروالاً من الحرير الرقيق وقميصاً يماثله وردياً اللون "كده كده الأوضة دفا ومش هاحتاج هدوم تضايقني" تمتمت ثم استلقت على سريرها لتفكر بما حدث، سعدت كثيراً عندما أعجبه الدور التي أرادت أن يمثله منذ أن بدأت العمل معه ثم اعتصرت عيناها وزمت شفتاها عندما تذكرت كيف قبلته


"غبية! عمري ما عملتها في حياتي.. اجي النهاردة بمنتهى الغباء أعملها معاه هو" تنهدت عندما تذكرت كلماته وكل ما حدث بينهما الأيام الماضية من أول رفقه ولينه معها حتى غضبه منها ثم تمتمت "بس جامدة خطة حبيبة!! بكرة تبقا زي الخاتم في صباعي يا آدم يا رأفت" ابتسمت بإنتصار وتذكرت كلام حبيبة عندما كانت بالمشفى "طلع معاها حق بنت اللذينَ دي" تمتمت مجدداً كما لمعت عيناها كمن لديه فكرة، "بس استنى لغاية عليا لغاية ما أفك الجبس ده واخلص منه بكرة" ظلت تفكر بخطتها حتى غلبها النوم.


"يخربيتي وبيتها، البنت دي بتعمل فيا ايه؟!! ده خلتني اقبل اللي حاول معايا مراد إني أقبله من سنين!! ازاي بتقدر تسيطر عليا كده؟ ذكية.. ذكية وبتعرف تلعب بعقلي كويس اوي" فكر آدم ليصب كأساً ليشربه ببطء ثم تذكر لمساتها الرقيقة وهو متأكد أنها تلعب معه لعبة ماكرة "ماشي! يعني عشان بتعرفي تأثري عليا أكتر من اي حد شوفته في حياتي بتلعبي معايا كده؟!، بس لأ! أنسي، مش كل ما هتعوزيني اوافق على حاجة هتعملي حركاتك دي معايا.. فكري زي ما تفكري واعملي اللي انتي عايزاه بس آدم رأفت هيفضل آدم رأفت مهماً عملتي، استحالة اتغير بسهولة" فكر آخذاً رشفة من كأسه ثم نفث دخان سيجارته بهدوء وتفقد الساعة ليجدها أصبحت الثانية والنصف ثم صعد إلي غرفته لينام.


===========================================


فكري زي ما تفكري واعملي اللي انتي عايزاه بس آدم رأفت هيفضل آدم رأفت مهماً عملتي، استحالة اتغير بسهولة" فكر آخذاً رشفة من كأسه ثم نفث دخان سيجارته بهدوء وتفقد الساعة ليجدها أصبحت الثانية والنصف ثم صعد إلي غرفته لينام

صباح هذا اليوم...


"ايه اللي جابك يا ميار، أكيد محتاجة حاجة.. ما هو مش انتي الحنينة اللي هتيجي تشوفني من غير ما تكون ليها مصلحة.. زي ما بيقولوا كده الحداية مبترميش كتاكيت" تحدث هشام بعد أن تعجب من زيارة ميار له بالسجن وهذا كان آخر ما يتوقعه


"طول عمرك فاهمني كويس يا هشام.." ابتسمت له بإقتضاب ثم تابعت "قبل ما تمشي من الشركة.. مين اللي كان آدم بيأمنه على كل حاجة بعد مراد؟!" سألته ليعقد هشام حاجباه ولكنه تريث حتى يستطيع أن يستفيد منها هو الآخر


"ولو قولتلك هاستفيد ايه؟"


"عيب عليك، أنا لازم أطلعك من هنا عشان محدش هيقدر يساعدني غيرك!!" ابتسمت له ثم ضيقت عيناها وحدقت بعيناه "أنا عارفة كويس إننا فاهمين بعض وبنتفق كويس اوي، وكمان عارفة إنك بتحبني من زمان.. وأنا ابقا هبلة بردو لو سيبتك هنا.. أنا هاطلعك"


"يا سلام!! ويا ترى بقا كل الحب ده ليه؟" ابتسم متهكماً


"عشان هتساعدني ومحتجاك معايا الفترة الجاية.. قولي بقا، مين اللي كان جنب آدم الكام يوم اللي فاتوا؟ ولا تحب أكلم حد من الشركة ويجبلي كل حاجة على الجاهز"


"هاقولك.. بس لازم اضمن الأول إنك هتخرجيني من هنا.. وهاقولك كمان على حاجات الجن الأزرق ميعرفهاش عنه.. ولا حتى أنتي يا ميار"


"يبقا كده اتفقنا"


ابتسمت له تلك الإبتسامة الخبيثة وآخذت تخبره عن كل ما تخطط له كما أخبرها هشام عن أشياء عدة لم تكن تعلم هي بها لتتأكد من أن إختيارها لهشام كان الإختيار الصائب.


===========================================


تفقدت شيرين الساعة لتجدها السادسة والنصف صباحاً "مش بدري اوي كده" تمتمت ثم شعرت بالعطش فتوجهت لتحضر بعض الماء ونست أنها لا ترتدي إلا سروالاً قصيراً بالكاد يغطيها وقميصاً يماثله عاري الصدر بدون أكمام، وكالعادة مشت حافية القدمان، توجهت للمطبخ دالفة ...

تفقدت شيرين الساعة لتجدها السادسة والنصف صباحاً "مش بدري اوي كده" تمتمت ثم شعرت بالعطش فتوجهت لتحضر بعض الماء ونست أنها لا ترتدي إلا سروالاً قصيراً بالكاد يغطيها وقميصاً يماثله عاري الصدر بدون أكمام، وكالعادة مشت حافية القدمان، توجهت للمطبخ دالفة اياه ثم اقتربت لتأخذ كوباً ثم شربت حتى ارتوت وبعدها التفتت خلفها حتى تغادر ولكنها شهقت فازعة من وجود آدم خلفها الذي لم يكن متواجداً منذ ثوانٍ لتسقط الكوب متهشمة على الأرضية ثم نظرت لتتفقده لتجده عارِ الصدر والعرق يتصبب منه ليجففه بأحدى المناشف ثم خلع تلك السماعات من أذناه ولم يرتدي سوى سروالاً قطنياً رمادي اللون وحذاءاً رياضياً، فابتلعت ريقها بصعوبه وتفحصت كتلة الجاذبية تلك أمامها


"هو ليه حلو اوي كده!!" صرخ عقلها وحاولت المغادرة واشاحت بعسليتاها بعيداً عنه ليوقفها صوته


"ايه اللي انتي لابساه ده؟" سألها بأنفاس ثقيلة سريعة متفحصاً كل أنملة بها


"أنا كنت نايمة ومكنتش اعرف أن..." سكتت بعد أن آتت نبرتها خجولة لتتعجب لتحكمه الزائد ثم أكملت "وهو يعني فيه حد عاقل يروح يجري الصبح في عز التلج ده ببنطلون بس؟" سألته متعجبة


"مالكيش دعوة.. وأول وآخر مرة أشوفك ماشية في البيت بالمنظر ده" صاح بها بغضب ثم دنا منها "ممكن أي حد يشوفك وأنتي عريانة كده؟" صرخ بها بغيرة شديدة ليتضاعف غضب وجذبها من ذراعها اليسار في عنف


"أنا مكنتش أعرف إن فيه حد ممكن يكون صاحي دلوقتي" اجابته بضعف وقد آلمها ذراعها " سيب ايدي لو سمحت.. مش هاعملها تاني" همست ولكن لم يستمع لها فقط نظر لقدماها وفخذاها، خصرها وقوامها، رفع نظره لثدييها ولكنه شعر بغصة في حلقة وابتلع ريقه بصعوبة ما إن رأى مكان جرحها ليعقد حاجباه ثم تحسس مكانه بيده وحاولت شيرين الابتعاد لكنه جذبها لاففاً يده حول خصرها وكادت أن تصفعه ولكنه قال شيئاً


"أنا السبب! أنا آسف" همس بندم وقبلها على جبهتها وأطال قبلته وشعرت بأنفاسه الثقيلة ممسكاً بخلف رأسها مخللاً يداه بين خصلات شعرها ثم نظر لها "تعرفي إنك حلوة اوي كده" أخبرها مبتسماً بمكر


"أنا... ممم.. شكراً.." تلعثمت ليحمر وجهها من الخجل


"تعرفي كمان لو مكنتيش متجبسة كده أنا كنت.."


"آدم!!" صاحت به وقد وسعت عيناها


"ايه؟" سألها بخبث


"متقولش الحاجات دي"


"وتفتكري هاسمع كلامك ليه؟"


"هو كده" اجابته محاولة الرجوع للخلف


"كده ازاي؟" سألها مجدداً ليتقدم نحوها ورماديتاه تخترق عسليتاها لتستمر هي بالرجوع للخلف ولم تدري ماذا تقول وقد شعرت بالمزيد من الخجل كما أنها لا تدري كيف تتهرب منه لتجده فجأة يحملها


"آدم يا مجنون بتعمل ايه؟" صرخت به متفآجأة


"مش قولتلك كذا مرة تلبسي حاجة في رجلك، كنتي هتعوري رجلك اهو" توجه بها للخارج ثم صعد بها الدرج


"لاديني بعدت عن الإزاز.. نزلني بقا"


"لا" هز رأسه نافياً


"يا ساتر عليك" تمتمت في خفوت ثم زفرت بضيق مما يفعله معها


"بتقولي حاجة؟" سألها محذراً وتذكرت أنه يكره أن يُسب


"اه باقول.. أنا بكرهك!!" صاحت بغضب فأنزلها أمام غرفتها


"وأنا كمان" همس رافعا احدى حاجباه ليبتسم وتكاد أن تجن هي "يالا البسي واجهزي عشان هنفطر بره وبعدين هنروح للدكتور" أخبرها بلهجة آمرة


"دلوقتي!! ده لسه مجتش سابعة حتى" صاحت بدهشة


"انجزي وبطلي نقاش" آمرها ببرود ثم تركها متوجهاً لغرفته


"يا ساتر!! مجنون!!!" تمتمت متوجهه لغرفتها


بعد أكثر من نصف ساعة بقليل تطلعت نفسها بالمرآة ووضعت القليل من العطر، قد أغتسلت وارتدت ملابسها وقد أصبحت مستعدة لتجد من يطرق الباب "مبحبش استنى حد على فكرة" صاح من خلف الباب بملل لتفتحه


"أهو خلاص.. وبعدين أنا متأخرتش على فكرة" همست بضيق لتجده ينظر لها بتفحص واقفاً عاقداً ذراعاه وجسده الطويل يستريح على الحائط واحدى قدماه ملتوية عكس الأخرى


"هو انتي لازم تكوني مزعجة اوي كده؟"


"تقصد ايه؟" سألته بإستغراب


"تعرفي.. أكيد أنا أجلي على ايدك في يوم؟"


"آدم أنا مش فاهـ.."


"مش مهم" قاطعها ليتفقدها مجدداً لثوانٍ وهو لا يستطيع أن يبعد تلك الرماديتان عن جمالها الآخاذ ثم عقد حاجباه وزفر في حنق ليذهب متوجها لمرأب سيارته وهي تستند عليه وساعدها بالدخول للسيارة وما إن دلف بجانها تحدثت له


"أنا مبحبش العربية دي"


"ليه؟" سألها عاقداً حاجباه


"بتفكرني باليو اللي..."


"طيب" تمتم ليتوجه خارجا وفتح بابها ليساعدها على الخروج "اختاري انتي!" ثم أشار لمرأبه لتبتسم هي


"أنا مقصدش.. أنا.." تلعثمت لا تدري ماذا تقول وقد شعرت بالخجل


"انجزي ومتضيعيش وقت"


"دي" أشارت شيرين لسيارة دفع رباعي غريبة الشكل التي لفتت نظرها منذ أن جاءت هنا لأول مرة


"لا برافو عليكي" أخبرها بفخر لتبتسم ثم اتجها للسيارة وقاد آدم وكان الطريق طويلاً قليلاً.. سرقا النظرات لبعضهما البعض بصمت وقد شعرت شيرين بالسعادة فبمجرد إخباره أنها تنزعج من شيء حاول أن يغيره.. بعد حوالي ساعة وصلا ليصف سيارته ثم أدركت أنه مرسى لليخوت ثم أمسك بيدها لتدخل اليخت وهي متفآجئة تماماً بما تراه ثم صعدا للدور الأخير به وقد وجدت طاولة معد عليها كل الطعام بشكل يجعلها تضور جوعاً، إذا رآتها بفيلم ستظن أنها لأحد الرؤساء، نظرت حولها لمنظر المياة الخلابة وأشعة الشمس الخفيفة، كل شيء بالمكان يتسم بالفخامة.


"ده فعلاً فكرتك إنك تفطر بره؟" سألته بدهشة عندما سحب لها مقعدها وأجلسها عليه ليهز لها رأسه ببسمة صغيرة


"أنا غني زياده عن اللزوم مش كده؟" سألها لتكتفي بهز رأسها.


فجأة تحرك اليخت ثم بدءا في تناول الطعام بصمت ولكن لم يأكل هو شيئاً فقط نظر لها ليشاهد كل شيء تفعله ليفكر "أنا بقيت بعشها ومبقتش قادر أصبر أكتر من كده"، ثم نهض ليضع سترته عليها وأرادت أن ترفض "ولا كلمة!" آمرها بهدوء لتبتلع ما بفمها من طعام


"أنت هتفضل باصصلي كده؟" سألته بإستغراب مع ملاحظة أنه لم يأكل شيئاً لتسند ذقنها على يدها متعجبة


"شيرين أنا.. أنا عايزة أقولك إن.." حمحم في صعوبة وحاول أن يُكمل "أوف!! أنا هاعترفلك بحاجة!" صاح متلعثماً عاقداً حاجباه بملامح جادة للغاية وهو يحاول بشتى الطرق أن يتغلب بداخله على ذلك الشيء الذي يصارعه حتى يصارحها!

الفصل التالي

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-