أخر الاخبار

ترويض ادم للكاتبة بتول طه الفصل ١٦

 الفصل السابق

ترويض ادم للكاتبة بتول طه



الجزء السادس عشر


::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::


في الصباح.. أستيقظت شيرين لتجده مازال متشبثاً بها لتفكر بكل شيء حدث الأمس وإعترافاته تلك التي حيرتها وردود أفعاله المتضادة فهي حقاً لا تدري هل تغير معها أم أنه لن يتغير أبداً.. غضبه مازال يرعبها ولكن الإنكسار والخضوع الذي اعتراه جعلها تجن فهي لم تتوقع أن تراه هكذا


"يا ترى بيحبني فعلاً ولا ده مجرد احتياج لحد جنبه من الوحدة مش أكتر؟ عايزني جانبه بجد ومش عايزني أسيبه أبداً ولا بسبب إنه كان سكران؟ بس أكيد وهو سكران أتكلم بجد، الواحد وهو سكران بيقول كل حاجة من غير كدب!! بس مش بعيد يكون بيقول اي حاجة ومش فاهم هو بيعمل ايه! أنا حاسة بكده، لو كان فعلاً بيحبني أو جواه مشاعر ليا مكنش عاملني بقسوة وعصبية كده.. أنا غبية! ليه حبيته ووقعت فيه كده؟ ليه بحس كده من ناحيته؟ بمجرد ما بشوفه بتبسط وبحس إني مبسوطة، بس أنا مش قابله تحكمه فيا ده!! أوووف.. أنا دلوقتي متأكده إني بعشقه وبقيت مجنونة بيه، بس ده عذاب، اللي بيعمله ده شغل جنان أنا مش قده، وكمان لغاية امتى هيفضل كده؟!"


فكرت بغضب وشعرت بالحزن والخوف مما سيحدث.. فهي لا تستطيع أن تبتعد ولا تستطيع أن تبقى هكذا!!


بعد قليل سمعت همهمته وبدأ استيقاظه وشعرت بعدم إنتظام أنفاسه لتدرك أنه قد أستيقظ ومرت برهة حتى وجدته بعد قليل يبتعدعنها لينظر لها في ضوء خافت قد آتى من النافذة لتجد رماديتاه صافيتان لم تراهما هكذا من قبل فعلمت أنه بسبب نومه وتفحصته قليلاً لتنظر لملامحه المسالمة ثم شردت في وسامته مفكره


"ازاي المسالم الهادي اللي في حضني ده بيعمل البلاوي دي كلها اللي بيعملها وبيتعصب وبيتجنن كده كل شوية؟" فاقت من شرودها على صوته


"أنا جيت هنا امتى؟" سألها ليحمحم فصوته أصبح غريباً وما أن نطق وضع يداه على رأسه متألماً


"امبارح بليل" اجابته بهدوء وهناك بعض الحزن بنبرتها "أنت مش فاكر حاجة؟" سألته ليطول صمته في محاولة منه أن يتذكر متى حدث ذلك وماذا حدث بينهما ولكن لم يستطع فعقد حاجباه غاضباً لينهض خارجاً ثم قررت أن تقاطعه


" لا يا آدم مش هتسيبني وتمشي كأن محصلش حاجة كده، معنديش أنا استعداد أتعامل مع برودك ده دلوقتي" صاحت بقليل من الحدة ليتوقف


"يعني أنتي عايزة ايه؟" سألها ببرود


"عايزة ايه!!" اجابته بتهكم لسؤاله لتتفحصه بعسليتان غاضبتان "عايزة نهاية لكل جنانك بتاع امبارح ده"


"روحي بقا كلمي اللي كان معاكي امبارح عشان أنا مش فاكر حاجة"


"لا لأ.. مش هاتبتدي برود معايا، كلمني وفهمني وإلا واللـ.."


"بس بس عشان مش ناقص تفاهاتك دي ولا عندي وقت للهبل ده" همس ببرود مقاطعاً إياها


"تفاهات وهبل؟! بقا أنت شايف إن اللي بتكلم فيه مجرد تفاهات وهبل؟؟" علا صوتها بغضب ليتمتم مخللاً شعرع بفضب ورأسه تكاد أن تنفجر


"اخرسي بقا صدعتيني.." توجه نحوها ليصيح بها.. "ايه يعني اللي حصل!! أنا كنت متزفت سكران ومالكيش حق تحاسبيني على اي حاجة من اللي حصل أياً كان ايه، كلها بالنسبالي هبل وتفاهات ومش فاكرها.. وكمان أصلاً أنتي مين أنتي عشان تيجي تحاسبيني من الأساس!"


اندهشت شيرين لغروره اللاذع وقد تحول تماماً عن الشخص الذي كان عليه الليلة الماضية ولكن لا، لن تخاف من غضبه هذه المرة


"تمام!! أنا مين أنا عشان آجي أحاسبك، هايل اوي" اقتبست من كلماته ثم تابعت بمنتهى الكبرياء "ياريت بقا نحط حدود وننهي التفاهات دي عشان متتكررش تاني" همست لتستفزه ولكنه ظل يتفحصها وعيناه تحولت للسواد فلم تكترث وأكملت..


"أنا أرجع بيتي بمنتهى الهدوء.. وأنت تحترمني وتحافظ على حدودك معايا.. وأنا أعاملك بمنتهى الإحترام وهتفضل بالنسبالي اللي بشتغل معاه لا أكتر ولا أقل!!"


انتهت من حديثها لينظر لها كالمجنون، عيناه بهما غضب، ملامحه احتدت ببرود بشع جديد عليها ولم تعتاده لتجده يجذبها من يدها لتتبعه مندهشة ثم صرخت به


"رايح بيا على فين يا مجنون أنت؟! أوضة جديدة ولا ترب مخبيها؟ ولا تكونش ناويلي على حادثة جديدة.." سكتت عندما أدركت أنهما متجهان إلي المطبخ ثم وكزها بخفة لتجلس على أحدى المقاعد وصمته يخيفها.. تتبعته بنظرها لتراه يعد القهوة ولم ينظر لها كأنها ليست هنا


"يا ترى بقيت أخرس دلوقتي؟ ما تكلمني زي البشر الطبيعين وخلينا نحط النقط فوق الحروف ونخلص بقا من حرق الدم ده كله" صاحت به ولكن لم ينظر لها فقط توجه لأحد الأدراج لتراه يأخذ ثلاثة أقراص من الدواء


"لا تتجاهلني أيها الصخرة أنت! هل سمعتني؟" صرخت به شيرين بغضب عاقدة ذراعيها ولكنه أكمل إعداد القهوة


"تمام اوي.. كمل بقا في سكوتك ده وياريت تبقا تعرفني ردك على كل اللي قولتهولك! أنا ماشيـ.. " ولم تكمل حتى رأته يعطيها احدى أكواب القهوة ثم جذبها من يدها مجدداً ليتوجها إلي مكتبه


"ودي قهوة بالغصب دي كمان ولا ايه؟! مش متزفته شاربة حاجة وأصلاً مش عايزة منك حاجة.." أخبرته بنفاذ صبر وهي تكاد أن تجن من صمته ليأخذ سجائره وقداحته ليجذبها من يدها مجدداً ليذهبا للخارج


" ما تبطل بقا اللي بتعمله ده وكفاية استفزاز فيا بدل ما أموتك" صرخت به بقدر ما استطاعت حتى شعرت أنها تسببت بجرح حلقها ولكنه لم يلتفت إليها حتى.


مشت لتتبعه جاذباً يدها حتى وصلا منطقة المسبح وأجلسها أمامه على شيزلونج وجلس أمامها على آخر مماثل له ليشير إليها لتتحدث ولكنها لم تفهم


"أنا مش فاهمه أنت عايز ايه؟ شغل صم وبكم وهنتكلم بالإشارة بقا ولا ايه؟" سألته غاضبة


"عايزة ايه؟" سألها ببرود تام مرتشفاً قهوته وسط دخان سجائره


"اللي عايزاه اننا نحط حدود ونهاية لكل اللي بيحصل ده! أنا مبقتش عايزة احارب وأعاني بقا تاني.. تجيلي تشقلبلي حياتي، عايزني أستحمل عندك وعصبيتك وحتى سكرك الزيادة عن اللزوم ده بس ليه؟ أنت مين أنت أصلاً عشان تدي لنفسك الحق ده وتتحكم في حياتي وفي اللي بعمله؟ أنت مجرد واحد أنا بشتغل معاه ومش أكتر من كده!! بطل بقا تعذب فيا حرام عليك!"


"تمام" همس ببرود مجدداً لتصدم من رد فعله ومازال يرتشف قهوته وهي ساخنة جداً فاستغربت شيرين ولكن ركزت نظرها على عيناه ولكنه أطال صمته لتستشيط غضباً


"يوووه! أنا قولتلك اللي عندي ومش هافضل قاعدة طول عمري حنبـ.."


"هاقولك أنا" قاطعها ليجذبها من يدها بعنف ثم وكزها لتقع بالمسبح لتصرخ هي


"يا مجنون ياللي معندكش دم ازاي تعمل كده فيا، المياة تلج، أنت ايه قليل الذوق كده على طول؟" صرخت به


"ده لإنك مبتبطليش كلام ولا رغي!! وعمالة تتزفتي تتكلمي لغاية ما زودتيلي صداعي" صاح بإنتصار ثم قفز لتجده بجانبها في المسبح ليعيقها حتى لا تغادر


"أنت اتجننت أنت مش كده؟ خلاص عقلك اتلحس؟" صاحت به غاضبة


"اه اتلحس.. من يوم ما شوفتك وأنا أتجننت.. مبسوطة كده؟" اجابها بصرامة لتندهش


"وأنا ذنبي ايه أنا عشان تعاملني بطريقتك دي؟ عصبية وتحكم وقسوة و..."


"قسوة،،،" كرر مقاطعاً اياها ليضحك بإستهزاء "أنتي مجربتيش قسوتي لسه، لو بس شوفتي ذرة منها مش بعيد تبقي ميتة دلوقتي!"


نظر لها بغضب وكادت أن تنفجر دماءه من كثرة غليانها بداخل عروقه ليتوجه نحوها وآخذت هي في الإبتعاد عنه حتى لم تجد مفراً فخلفها حائط وأمامها آدم وقد نزلت خصلاته السوداء المبتلة لتغطي جبهته لتسمعه يتكلم بحدة


"سألتيني من شوية أنا مين عشان اتحكم في حياتك وفي اللي بتعمليه مش كده؟" سألها لتخاف هي منه وشعرت ببرودة الماء لتومأ له بوجل


"تمام.. أنا هاقولك أنا مين!" اقترب منها حتى كاد أن يلتصق بجسدها وجذب يدها ليثبتها على صدره فوق قلبه لتشعر بضرباته تخفق بجنون


"قوليلي لي بيحصلي كده كل ما بشوفك قدامي؟ ليه بتخليني مش عارف اتلم على نفسي ولا اسيطر على نفسي؟ ليه عاملة زي اللي واقفة في طريقي ما بيني وبين كل حاجة؟ أنتي جننتيني، أكلتيلي دماغي، قلبي عمره ما دق كده غير ليكي أنتي!! بقيت بتخنق كل ما بتبعدي عني! فاكرة إن كل اللي بيحصلي ده سهل عليا؟ أنا بقيت بتعذب كل لما أشوفك وبتعذب لما بتبعدي عني!! جاية تقوليلي ابطل أعذبك!! تعرفي أنتي ايه عن عذابي عشان تقوليلي ابطل؟ أنتي ايه مش ملاحظة كل ده؟ أنتي غبية أوي للدرجادي؟ أنا كل اللي بقيت عايزه في حياتي كلها إنك تفضلي جنبي.. مجرد ما بشوفك بحس إني لسه بعرف أتنفس زي الناس الطبيعية، ده بس مجرد فكرة إني هاشوفك كل يوم بقت بتخليني عايز أعيش وبقيت متمسك بالدنيا الهباب دي اللي كنت فاكر إنها مش موجودة من زمان وكنت مستني اليوم اللي هاموت وأخلص فيه من كل حاجة.. ايه مش من حقي تستحمليني شوية؟ مش من حقي أفرض عليكي حاجات واتحكم في اللي اتحكمت فيا وفي قلبي وعقلي؟ مش من حقي إنك تبقي ليا وبتاعتي وأتملكك زي ما عملتي فيا؟!"


أخبرها وقد لانت نبرته قليلاً ولم تقوى على مجاراته بحديثه.. أكتفت بالصدمة التي تلقتها لتوها فهي لا تستطيع التفكير ولم تجد ما تقوله


"أنا .. أنا سقعانة" همست متوسلة محاولة الهروب منه حتى يبتعد عنها فهي حرفياً تتنفس أنفاسه وتحديقه بها بتلك النظرة جعلها تشعر كأنها قد قتلته ألف مرة من قبل..


"طيب" همس لتجده يحملها بالماء فتشبثت به ولم تدرك ما فعلته فجسده كان دافئاً بالرغم من وجوده بالماء معها.


خرج من المسبح ولا زال يحملها فلم تتذمر فقط حاوطت رقبته بذراعيها ونظرت له بهدوء وقد شرد عقلها تماماً في ملامحه، لم تدري إلي أين يذهب ولم تكترث فقط حدقت به وقد تمنت أن تظل هكذا طوال حياتها.. مدت يدها لتخلل شعره لتعيده للخلف ولم تدرك لما فعلت هذا فحدق بها برماديتاه وفجأة وجدت نفسها بغرفته وأنزلها على الأريكة السوداء ثم نزع قميصه واستمرت في النظر له بدون حرف واحد.. انعقد لسانها تماماً كالبكماء.. تأملته بسكوت.. حتى عقلها لم يفكر ولم يتفجر بالأسئلة المعتادة.. لم تفيق إلا بيداه وهي تعقد هذا الرداء الأسود الطويل بإحكام وحتى لم تتذكر متى وقفت ليلبسها اياه.. ألقت نظرة على الرداء فعلمت أنه له فقد كان كبيراً بعض الشيء ونظرت مجدداً لآدم لتجده يرتدي مثله ثم تفحصته لتجده بدون سروال فهي لم تلاحظ متى نزعه وكأن كل شيء بحواسها قد توقف عن العمل.


"هو.. هو ممكن أطلب حاجة.. أنا عايزة أشرب قهوة" همست بصعوبة لتحاول أن تحصل على القليل من الوقت بمفردها، لتجده ينظر لها بإستغراب ثم تركها بغرفته وذهب..


ما إن خرج حتى ألقت بجسدها على الأريكة في صدمة ولم تستطع التحرك فقد شلت تماماً عن الحركة. تذكرت ما قاله منذ قليل..


"قوليلي لي بيحصلي كده كل ما بشوفك قدامي؟ ليه بتخليني مش عارف اتلم على نفسي ولا اسيطر على نفسي؟ ليه عاملة زي اللي واقفة في طريقي ما بيني وبين كل حاجة؟ أنتي جننتيني، أكلتيلي دماغي، قلبي عمره ما دق كده غير ليكي أنتي!! بقيت بتخنق كل ما بتبعدي عني! فاكرة إن كل اللي بيحصلي ده سهل عليا؟ أنا بقيت بتعذب كل لما أشوفك وبتعذب لما بتبعدي عني!! جاية تقوليلي ابطل أعذبك!! تعرفي أنتي ايه عن عذابي عشان تقوليلي ابطل؟ أنتي ايه مش ملاحظة كل ده؟ أنتي غبية أوي للدرجادي؟ أنا كل اللي بقيت عايزه في حياتي كلها إنك تفضلي جنبي.. مجرد ما بشوفك بحس إني لسه بعرف أتنفس زي الناس الطبيعية، ده بس مجرد فكرة إني هاشوفك كل يوم بقت بتخليني عايز أعيش وبقيت متمسك بالدنيا الهباب دي اللي كنت فاكر إنها مش موجودة من زمان وكنت مستني اليوم اللي هاموت وأخلص فيه من كل حاجة.. ايه مش من حقي تستحمليني شوية؟ مش من حقي أفرض عليكي حاجات واتحكم في اللي اتحكمت فيا وفي قلبي وعقلي؟ مش من حقي إنك تبقي ليا وبتاعتي وأتملكك زي ما عملتي فيا؟!"


تصلبت ملامحها وتجمدت بمكانها ولم تعلم ماذا عليها أن تفعل بعد كل الذي سمعته منه وأحست وكأنما شل جسدها وعقلها حتى لم يستطع مواكبة كل ما يحدث حولها!


"يادي النيلة هاعمل أنا ايه معاه دلوقتي؟ يعني.. يعني ده أعتراف منه إنه بيحبني؟ بس هو مقاليش إنه بيحبني، ده قال حاجة تانية!! وحتى لو بيحبني، ايه اللي هيحصل ما بيننا بعد كده؟ هيفضل بنفس طريقته وأسلوبه طول عمره ومش هيتغير! هيتعصب زي التور الهايج كده وبعدين يهدا! يوم اتنين وبعدين يرجع لأسلوبه الزبالة ده!! يفضل يخوفني بنظراته ديه ويخوفني وبعدها يقلب حنين ويفضل يقولي شوية حاجات تجنني وتخليني تايهة ودماغي تطلع مني من كتر التفكير! أنا مش هاكدب على نفسي، أنا اتعلقت بيه، وعارفة إنه مش سهل عليا إني ابعد، لأ ده أنا كمان بحبه وبموت فيه، بس وبعدين؟!


هيخوني ولا هيبعد عني؟ هيفضل مغرور ويفضل يحاول يتحكم فيا ويفرض سيطرته عليا؟ هيتجنن عليا بعصبيته ويعمل حاجة تدمرني حادثة أو يمد ايده عليا؟ لا أنا مش هاستحمل ده، ومش هاستنى لما ده يحصل!!


أنا خسرت أهلي من زمان، وخسرت اللي حبيته لسنين! معنديش أستعداد أتوجع تاني يوم ما يبعد عني.. أنا لازم أبعد عنه وأبعد عن كل اللي بيحصل ده عشان أنا مش هاقدر أستحمل أشوفه وهو بيبعد عني.. وأنا كمان متأكدة إني لو بعدت عنه هو هيتضايق!! يبقا لا أوجع نفسي ولا أوجعه..


إذا كنت أنا بتعبه أوي لما بيشوفني قدامه زي ما قاللي لإانا هاخلصه من كل ده ويروح بقا بعيد عني يعمل اللي هو عايزه، أعيش أنا في هدوء لا أتعبه ولا يتعبني.. ومعلش لو اتضايق شوية وزعل من بعدي عنه بكرة الوقت يغير كل حاجة وهيتعود وهيرجع كويس..


وجوده جنبي بيخليني أنا كمان مش عارفة أتلم على نفسي وساعات ببقا هتجنن ومش بعيد وجوده يموتني أساساً زي ما كان هيحصل قبل كده!


هو عايز ايه؟ عايز يتملكني ويتحكم فيا.. بس أنا مش كده.. أنا مش حتة عربية ولا كرسي ولا ساعة عشان يعمل اللي بيعمله ده، عايز يقول بس وهس وأنا أقوله حاضر!! من أمتى أنا كنت كده؟


طظ بقا في كل حاجة، وكل اللي اتفقت عليه أنا وحبيبة ده طلع مالوش لازمة! قال أروضه قال وشغل السيرك ده.. كده مفيش قدامي حل غير إني ابعد وكفاية اوي عليا وعليه اللي حصل لغاية كده! أنا مش هاستحمل حد بالمنظر ده، وحتى لو كنت بحبه معنديش استعداد أجازف وأخاطر عشانه ولا عشان غيره!


أنا خلاص قررت واستحالة أغير رأيي.. ربنا بس يستر ومضعفش قدامه وأنا بقوله، يارب مفتكرش كلامه ليا امبارح!! أنا عارفة إن اللي هاعمله ده هيضرني قبل ما يضره هو بس لازم أبعد عشان آخر علاقة زي دي هتكون كارثة ومحدش قينا هيطلع منها سليم! كفاية بقا لغاية كده!"


فكرت ثم تنهدت وقد تمالكت أعصابها حتى تجده يدخل عليها ينظر لها ليتفحصها ويقدم لها كوباً من القهوة لتبدأ بإرتشافه في صمت تام


"أنت اللي عملته؟" سألته بهدوء محاولة كسر صمت دام لمدة.. هز رأسه بالموافقة ولكن لم يتحدث لها "طعمه حلو.. شكراً" همست بلطف ليهز رأسه ببروده المعتاد وهو لا يكترث بأي شيء غير ما أخبرها به منذ قليل وكادت رأسه أن تنفجر من التفكير


"متخلف وغبي.. ليه اعترفتلها بكل ده؟ دلوقتي ضعفي بان قدامها وأنا عمري ما هاضعف عشان واحدة ست.. أنا مش هاخلي ست تتحكم فيا، لا ست ولا راجل حتى.. تولع كل حاجة بقا!!"


آخذ يُفكر بغضب شديد لما فعله وبإعترافه لها بتلك الطريقة ولكنه أكمل حديثه لنفسه عندما لاحظها وتفقدها برماديتاه


"بس أنا عايزها.. أنا بحبها.. دي زي ما تكون الهوا اللي بتنفسه.. يخربيت عنادها ودماغها الناشفة دي!! عايزة ايه تاني عشان تحس باللي جوايا؟ دي غبية دي ولا عايزة ايه اكتر من كده؟


فكر جالساً بجانبها ليتفحصها وقد شرد بها تماماً حتى أفاقه من شروده صوتها الهادئ وتلك النبرة التي لا تبشر بالخير


"آدم.." نادته وقد أنتهت من القهوة لتضع الكوب جانباً ليتابعها بنظراته ولكن لم يتحدث


"تمام!!.. متردش لو مش حابب.. أنا بس ببلغك إني مش هاقدر أكمل شغل معاك، أنا هامشي ومش هارجع في قراري، لو سمحت بمنتهى الهدوء حاول تقبله وبلاش خناق وعصبية، أحترمني وأحترم اللي عايزاه وياريت يبقا فيه ما بيننا شوية تحضر وأسلوب كويس ونحافظ على معرفتنا ببعض لغاية كده عشان محدش يتضايق ولا يتعصب، لا اعذبك ولا تعذبني! أظن كفاية اوي كده اللي حصل لغاية دلوقتي!" أبتلعت ريقها بصعوبة بعد تلك الكلمات ثم كتمت أنفاسها وأشاحت بنظرها بعيداً حتى لا يؤثر عليها بنظراته ثم توجهت لخارج غرفته بهدوء ثم التفتت لتجده هادئاً ولم تكترث لتفسير ما إن كان غاضباً أم لا


"سلام.." همست له ثم توجهت لغرفتها همست له ثم توجهت لغرفتها حتى تستعد لمغادرته للأبد...

الفصل التالي

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-