أخر الاخبار

رواية آذيتها الكاتبة بشري الفصل ٧

 الفصل السابق اضغط هنا


آذيتها بقلم بشري 


آذيتها الكاتبة بشري


الفصل السابع

صعد درج الطائرة ببطئ وهو يلتفت ورائه كل ثانية ثلاث مرات يرجو ويدعو بداخله أن يحدث شيء ما يمنعه من السفر فيعود لحبيبته ودفن رأسه في صدرها ..

يتمنى لو تلغى الرحلة أو حتى يموت الطيار .. يرغب بالشدة في حدوث أي شيء يمنعه من السفر .. أي حجة يعود بها لرنا .. 

أي إشارة من القدر على أن سفره أمر خاطئ كما يشعر .. 

وصل ببطئ شديد لباب الطائرة ووقف ينظر للمدخل القادمين منه ..

يتمنى أن يلمح أحدا من أسرته او من أسرة حبيبته أو هي بنفسها ستكون أهظم هبة من الله ومعجزة لو وجدها تأتي لتمنعه من السفر .. شعر بيد على كتفه فألتفت وجد مديره يطمأن عليه ويسأله عن سبب وقوفه ابتلع غصة مريرة في حلقه ثم اومأ له ودخل الطائرة .. 


جلس على مقعده وأخرج هاتفه يشاهد صورا قليلة أخذها لها عندما كانت نائمة في حضنه وضع الهاتف على قلبه وتنهد بألم ثم أغمض عيناه والدموع تحرقه وتعتصر رأسه حتى تأوه بصوت مسموع التقطته أذن المضيفة التي كانت تمر بجانبه وقفت عند مقعده قائلة 


سيدي هل أنت بخير 


فتح عينيه ينظر من يسأله ثم أجابها بنبرة متعبة : 


نعم أنا مرهق قليلا 


أومأت له بتفهم واردفت قائلة باحترام : 


سيدي هل أعطيك مسكن يساعدك على النوم والارتياح فالرحلة طويلة 


نعم أرجوكي 


أومات له ثم غادرت لتعود بعد دقائق تحمل حبة دواء وكوبا من البلاستيك به الماء .. أخذ منها المسكن شاكرا لها وأعاد مقعده للخلف قليلا ليطون اكثر راحة ثم قبل صورة رنا ثم أغلق الهاتف واستسلم للنوم ..


.

.

.


هناك في البيت كانت العائلة سعيدة بعودة رنا بلسم المنزل الطيبة الحنون التي تشارك كل أحد على حدى همومه ومشاكله وتكون له الصدر الدافئ الذي يعانق ليرتاح .. في السفرة كان خالد والد رنا يجلس على رأسها وبجانبه آدم ثم آدهم ينظرون للسفرة المليئة بأشهى الأطعمة على نحو لا يتكرر إلا في الأعياد واليوم فعلا عيد يوم عودة الحبيبة رنا .. أتت خديجة تحمل آخر طبقين لتكتمل الوليمة على المائدة نادت على بناتها في غرفتهن ليخرجن فقال لها زوجها : 


خديجة اذهبي واطمأني على رنا 


اجابته ضاحكة : 

لا أستطيع سيسحرونني وأجلس ثالثتهم ثم إن ريماس ستساعد رنا على إرتداء ملابسها 


_ حسنا سانادي أنا .. رنااا ريماااس حبيباتي هيااا


في الغرفة أصرت ريماس على مساعدة رنا بكل شيء أجلستها على السرير وهي تفك حجابها بهدوء قائلة : 


اشنقت لك كثيرا أختي الغرفة باردة جدا بدونك 


ضحكت رنا : حقا لطالما تمنيت أن أتزوج لأتركها لكي 


_ لا أختي لقد ندمت على ذلك بشدة .. أختي هل تستطعين تسريح شعرك أم أفعل أنا 


ثم حركته قليلا للأعلى لتشهق بخف قائلة : أختي ماهذا 


ماذا ريماس


تملست ريماس عنقها وازاحت عنق الفستان قليلا حتى تتبع الآثار حتى كتفها ثم ابتعد عن طاولة التسريحة واخذت المرآة ثم مدتها لرنا وهي تقول بخوف : 


انظري اختي ماهذا هل هذا بسبب الحادث 


ابتلعت رنا ريقها بإحراج وهي تتفحص الآثار وتتذكر ما كان يفعله بها حتى أفاقت على هز خفيف من يد اختها لذراعها قاىلة 


ماذا اختي ماهذا 


إنه إنه نعم من الحادث لكن لاتخافي لم يعد يؤلم 


زفرت ىيماس بارتياح قائلة : حسنا أختي هيا نخرج 


_ لا ريماس أخرجي لي قميصا له ياقة تخفي هذه الأثار رجاء 


اتسعت حدقتيها تسائلا : لما 


تلعثمت في الرد محاولة إيجاد جواب مقنع فريماس رغم برائتها وعذرية تفكريها إلا أنها ليست غبية قالت : 


لأنه لأن أبي سيحزن وكذلك أمي أرجوكي لا تخبريهم 


أومأت لها ريماس فلطالما كانت رنا متفانية في حب عائلتها والحرص على مشاعرهم اتجهت لحقيبة الملابس التي لازالت موضوعة على الأرض لم تحن الفرصة بعد لتفريغها في الخزانة وفتحتها ثم أخذت قميصا قطنيا دافئ وله ياقة تخفي رقبتها بشكل تام ومعه بنطول من نفس اللون .. عادت لها تساعدها في خلع ملابسها وارتداء الأخرى وفي خضم ذلك قرأت ملاحظة تيم المكتوبة على يدها ضحكت بشقاوة لتنظر لها رنا بتسائل قائلة : 


_ ماالذي اضحكك حبيبتي 


هذا وأشارت بإصبعها على ذراعها وهي تقول : هيا أباك ينادي 


ملست رنا على جملته " أحبك وسأعود " ثم خرجت تتبع ريماس وأنضمت لعائلتها على السفرة ابتسم لها أباها بإتساع ثم وجه حديثه لآدم قائلا : 


آدم هيا اجلس هناك دع رنا تجلس هنا 


قام آدم بطاعة ووقف بجانب مقعده يسحبه لرنا ثم اتجه لمقعد آخر شاغر .. بدؤوا الأكل ورنا حاولت استخدام الشوكة إلا أنها لم تستطع فتركتها وأخذت ملعقة تحتسي بها الشربة وبعد عدة ملاعق شعرت بيدها اليسرى تتنمل فهي لم تتعود استخدامها كثيرا .. أعادت الكرة تحاول رفع الملعقة مليئة لفمها و في التفاتة لمن حولها وجدت إخوتها يلتهمون الطعام بشراهة حتى أببها وأمها يأكلون بصمت لا أحد منهم ينظر لها لا أحد يطعمها كتيم .. تيم هل حقا تتذكره ولما لا وقد كان يطعمها بيديه حتى تشبع ويجذبها لأحضانه .. لا تعلم كيف أخذتها أفكارها له ولما كان يفعل من أجلها في اليومين الماضين .. 

بسبب إبخارها في أفكارها لم تلاحظ الحديث الصامت الدائر ببن أبويها فهما يعلم من البداية انها لن تستطيع الأكل لكن أمها أرغمت أباها على الإننظار وإعطائها فرصة لتحاول فهي دون إخباره تريدها أن تتذكر تيم وما كان يفعله من أجلها .. رضخ الأب لرغبة خديجة وتظاهر بالتجاهل وهي يصر على خديجة بإخباره كل شيء فهو أيضا يشعر بحدوث شيء ما لا يدري ماهيته حتى الآن .. بعد عدة دقائق لاحظ شرود ابنته فارسل إشارة بعينيه نظرات لأمها مفادها أنه سيتدخل بادلته خديجة نظرات بها الموافقة 


ناداها بصوت هادى منخفض : رنا رنا 


فاقت من ذكريات عشاء الأمس ونظرت لوالدها لتعلم لما نادى ودته يمد لها يده بلقمة مع ابتسامة حنونة دافئة  فتحت فاهها له مبتسمة .. توالت عليها اللقمات بعد ذلك من إخوتها وأمها وكلهم يتفنن في إطعامها ألذ وأشهى الموجود مع الكثير من النكات والمواقف المضحكة  حتى امتلأت بطنها وشق فاها من الضحك وكانت رؤيتها سعيدة تكفيهم فقد غاب الفرح والدفئ منذ خرجت من منزلهم ..


بعد وجبة الغداء تلك جلسوا يشاهدون التلفاز وقد اقترح أدهم مسرحية بمناسبة وجود رنا وكالعادة تشاجرت ريماس مع أدهم ورفضت إقتراحه واقترحت فيلما رومانسيا كومدي وبعد نقاش طويل وشرح لسلبيات الأفلام من طرف أدهم وكلمة مختصرة عن طول المسرحيات وعدد المرات التي شاهدوها قبل ذلك تم إعطاء الكلمة الأخيرة لرنا التي اختارت المسرحية دون تردد فهي تحبها ولها كثيرا .. رضخت ريماس مرغمة وجلست بغيظ متجاهلة حركات أدهم الاستفزازية .. 

بعد عدة دقائق خرج آدم يحمل كؤوس الشاي وجلس معهم يتابعون التلفاز 


.

.

.


في داخل الغرفة اقتربت خديجة من خالد الجلس على الكنبة الكبيرة بغرفتهما فتح لها ذراعيه لتبتسم هي بحب وتجلس بجانبها يحاوطها بذراعيه يضمها لصدره بقوة زافرا أنفاسه بقوة قبل ان يقول : 


اشتقت لك كثيرا البيت باااارد وموحش بدونك حبيبتي أدامك الله لي 


أمسكت خديجة بكف يده التي تحاوطها وقبلتها عدة مرات ثم رفعت رأسها له وأسندت جبينها على جبينه للحظات ثم قالت : 


ألا زالت تشتاق لي كما كنت عندما بداية زواجنا 


قبل جبينها بعمق عدة قبلات وجانب وجهها ثم تتهد بشوق قائلا :  ااااه يا خديجة أو تسألين أنت مسكني وملاذي دفئي جنتي عشقي أنت عشق لا تنقصه السنين ولا القرون أنت روحي يا خديجة مهما مر العمر 


ضحكت وقبلت جانب شفتيه : لازلت تسحرني بكلماتك 


ولازلت تثيرين جنوني بقبلاتك ....


بعد وقت كانت تنام على صدره فوق السرير ويحيطها بذراعيه قال بعد عدة لحظات صمت : 


إذا عليه أن يسافر 


رفعت وجهها تنظر له ثم أسندت مرفقها على الفراش قائلة : 


خالد لقد أخبرني شيء لم أفهمه 


نظر لها بإهتمام يحثها على المواصلة فقالت : 


لقد رجاني أن أتوسط له عندها واطلب منها مسامحته وأخبرني أنه يحبها كثيرا وأنها زوجة رائعة وكان حزينا جدا يكاد يبكي 


نظر لها مليا ثم حدق في الأفق يحاول الوصول لمعنى حديثها 


لقد رأيت كم يعشقها لقد كان يحملها لكل مكان وكان يطعمها بنفسه ويهمس لها بما يحمرها خجلا لقد 


،


_ يكفي خديجة لا تنسي اني والدها ولا يسعدني أن يفعل أحد ذلك لابنتي حتى لو كان زوجها 


ضحكت خديجة تضربه  على صدره  :  أيها الغيور 


ابتسم هو لها يعبث بشعرها : وماذا قالت هي كفي عن ذكر ذلك الرجل ألا يكفيه أن أخذ ابنتي لتتحدثي أنت أيضا عنه طوال الوقت 


أبعدت يديه ضاحكة عن شعرها : يكفي سأقضي وقتا طويلا في تسريحه .. لا هي لم تخبرني شيء وبدت حزينة لكن أظنها حزينة بسبب سفره 


هذا ما ينقصني تقضي معه شهرا واحدا فتحزن عليه وأنت تقضين يوما فتصدعين دماغي به 


أبعدت ذراعه عن خصرها بقوة ثم اعتدلت جالسة وهمت بالابتعاد عنه وهي تردد : 


إذا ابتعد عني وارح دماغك 


جذبها من ذراعها ضاحكا : تعالي هنا حبيبتي كنت أمزح 


لا ابتعد عني 


وعقدت ذراعيها أمام صدرها اقترب هو منها وعانقها مسندا رأسه على كتفها ثم قال : 


لا أستطيع 


تنهدت هي والتفتت تعانقه هي الأخرى وتنام على صدره 


.آذيتها الكاتبة بشري لموقع الفردوس للروايات  كتب عربية  مشهورة، تحميل pdf، روايات رومانسية، روايات كاملة،
 Arabic book،arabic library


.

.


في الليل كانت تتسطح في سريرها تفكر أين كانت وأين أصبحت .. تتذكر كيف خرجت من هذا المنزل سعيدة تحمل الكثير من الأحلام والأماني هدمتهم صفعة مدوية من يد مريم وحولتهم لرماد ساقتها فوقه تلك الليلة لمكانها المناسب حسب رأيها وهو المطبخ .. لولا مساعدة سامر ودعمه لما استطاعت التماسك والتجلد حتى هذا الوقت .. اه خرجت من أعماقها محملة بالآلام .. وبعد كل هذا  يريد أن تصفح عنه وتسامحه بهذه البساطة لكن كيف تتحاهل جرح كرامتها وتمزق قلبها وترتمي في أحضانه .. إذا كان يحبها كما قال يجب أن يمهلها فترة طويلة حتى تنسى  أو تخمد نيران قلبها قليلا فهي  الآن لا ترغب بمجرد التفكير به وتلوم نفسها إذا تذكرت كيف كان يعاملها مؤخرا كيف كان يحملها بلطف ورعاية كأنه يحمل رضيع بل جنين وكيف كان يغرس أنيابه بعنقها وأسنانه بشفتيها كأنه أسد جائع .. تشعر بتذبذب مشاعرها حقا لا تعلم ماذا تريد فهناك جزء داخلها للأسف أعجب بما يفعله وتجاوب معه رغم رفض عقلها وتأنيب كرامتها إلا أنه رغما عنها قد أرضى أنوثتها بأفعاله تلك وأقواله .. 


مرت الأيام واحدا تلو آخر دون اي جديد لم يتصل بها وهي لم تسأل عنها وقد خاب ظنها به لقد كانت تظن أنه سيحدثها يوميا يعتذر لها يشرح لها أو حتى يغازلها ويشاكسها لكنها صدمت بتجاهله وهجره التام لها مرت أسابيع وزارها سامر اخبرها ان تيم دائم السؤال عنها وأنه فتح لها حساب مصرفي وأعطاها بطاقتها الإتمانية وأن أمه ندمت على ما اقترفت في حقها وليس لديها من الشجاعة مايكفي لتقابلها .. مرت أشهر بعد زيارة سامر تلك وزارتها مريم زيارة قصيرة ولم يحدث خلالها شيء يذكر فحسب ظن رنا مريم أتت فقط لحفظ ماء وجهها وإظهار الوجه الراقي المحترم امام الناس ولم تكن رنا لتفسد ذلك فاكتفت بالصمت حتى ذهبت  ثم عادت لغرفتها تفكر لما لم يتصل بي هل كان يكذب أم أن أمه استطاعت إثنائه هل سيطلقني 


وهكذا كانت تتسائل كل يوم حتى انقضى العام على رحيله بدون اتصال .. 


.

.

.


سمعت ريماس طرقا على الباب اتجهت نحوه  تفتح له وكان الطارق سامر يحمل كيسا متوسط الحجم حياها قائلا : 


مرحبا ريماس كيف حالك 


ردت بإبتسامة : أهلا سامر مرحبا بك 


ثم أفسحت له الطريق وتقدمت أمامه تخبر رنا وأمها ليلفوا أحجبتهم لحظات وأتاه أدهم مرحبا كإشارة بالسماح له بالدخول ألقى السلام ثم جلس بجانب خالد بعد أن صافحه وبعد عدة دقائق أتت رنا تحمل قهوته له ثم تبعتها خديجة بصينية عليها  أكواب أخرى تبادلو الحديث لعدة دقائق ثم أشار للصندوق وقال : 


رنا هذا لك أرسله تيم 


أومأت رنا ثم تحدث خالد آمرا أدهم : 


بني إحمله لغرفتها 


أطاعه على الفور .. ثم إستأذن سامر لينصرف متحججا ببعض المشاغل .. التفت خديجة لرنا تقول : 


هيا بنيتي اذهبي وافتحي ما أرسله لك زوجك 


أومأت رنا ثم سارت ببطئ نحو غرفتها ترى هل أرسل لها ورقة طلاقها لكن إن كان طلقها لما لم يرسلها وحدها لما هذا الصندوق لكن ليس ذلك المهم المهم الآن ماذا ستقول لأهلها كيف ستخبرهم أنه طلقها كيف ستخبرهم أنها لم تكن زوجة بمعنى الكلمة من الأساس دخلت الغرفة وأغلقت بابها بالمفتاح فعليها التفكير والترو قبل أن تخبرهم ولا تريد أن تدخل عليها الفضولية ريماس او أن يأتي أحد إهوتها فيكتشف أكثر مما تريده ان يعرف .. تقدمت نحو الصندوق الموضوع على السرير وفتحته ببطئ وهدوء وهي تستنشق أكبر قدر ممكن من الهواء  ثم رفعت غطائه تفاجأت بعدد كبير من الدفاتر وعلى أغلفتها أرقام ١ ٢ ٣وحتى ٣٠ أخرجتهم جميعا ولفت إنتباهها لفافة أنيقة صغيرة فتحتها بترقب وجدت شبه قميص نوم أحمر قاني  ذو أسلاك على شكل حمالات وقصير جدا ثم شفاف رفعت أمام أنظارها وهي لا تصدق حدقت به كثيرا تتفحصه وهي تتمتم : سافل منحط 


وضعته جانبا وأخذت اللفافة الثانية وفتحتا ببطئ وهي تظن أنه سيكون قميص نوم آخر بلون مختلف او ما هو أسوء لكنها وجدت كيس هاتف من أغلى الهواتف فتحته ووجدت هاتفا من آخر طراز معه كل مستلزماته حتى الشريحة  .. 


وضعته هو الآخر وتأكدت من خلو الصندوق من شيء آخر .. ثم أخذت الدفتر رقم واحد وفتحته وبدأت تقرأ ما كتبه لها 


حبيبتي 


أكرر للمرة الألف أحبك 


كيف تريدين أن أفسر ما لا يفسر 


وكيف تريدين أن أقيس مساحة حزني 


و حزني كالطفل يزداد في كل يوم جمالا ويكبر 


دعيني أقول باللغات التي تعرفين والتي لا تعرفين 


أحبك أنت 


حبيبتي أعلم أن لديك الكثير من الأسئلة لكن أرجوك اقرئي ما كتبته وسأجيب على  كل شيء اقلبي الصفحة رجاءا 


اليوم هو يوم الأحد يوم إجازتي الإسبوعية نعم حبيبتي نحن هنا لا نعمل يوم الأحد .. أريد أن أخبرك بالكثير الكثير ولا أعلم من أين أبدأ 

ربما علي البدء من وصولي من المطار 

حسنا ذلك أفضل 

عندما وصلنا أنا ومديري وجدنا سيارة تنتظرنا امام المطار أخذتنا للفندق الذي حجزنا فيه مسبقا او حجز به المدير أنا عن نفسي لم أفعل شيء سوا أني أخبرت صديقي حسن بموافقتي على السفر .. بتنا هناك فقد وصلت الطيارة ليلا وأنا لم أستطع النوم إلا عندما عانقت فستانك الأخضر الذي كنت ترتدين نعم حبيبتي لقد نسيته بالبيت وليس هو وحده هناك القليل من الملابس ولقد أخذتها كلها معي وأنا الآن لا أنام إلا إذا عانقتها وقبلتها كثيرا . .


في صباح اليوم النوالي استيقظت على رنيني هاتفي وقد كان بحضني أيضا فبه بعض الصور لك كنت أقبلها قبل أن أخلد للنوم .. كان المتصل مديىي وأخبرني أنه ينتظرني لنفطر سويا اغلقت الهاتف وقمت أعيد فستانك بين ملابسي واجهز نفسي لانزل إليه 

فطرنا وذهبنا لمقر الشركة وجدنا الكثير من الأعمال ينتظرنا غرقت بين الملفات أقرأ هذا وأصحح هذا وأكتب هذا واقارن هذا بذاك واااه حبيبتي كم كان يوما متعب عدنا بالمساء لأن العمل كان كثيرا ومتراكما وكان علينا إنهائه بأسرع وقت دخلت غرفةأجر أقدامي تعبا وإرهاقا وتوجهت مباشرة نحو الحمام خلعت ملابسي وملأت الجوض من الماء الدافئ جلست فيه ساعة أو أكثر ثم ارتديت ثوب الحمام وخرجت اتجهت للخزانة أخرجت منها فستانك وأدخلته برقبتي لأشم رائحته بشكل دائم طول الليل وانكببت على السرير نائما حتى الصباح وفي اليوم الموالي فعلت ذلك أيضا حتى مرت خمسة أيام وفي اليوم السادس طلب مني المدير الإنتقال إلى شقتي التي استأجرها لي وجهزت نفسي وأخذت حقيبة ملابسي مع إلى الشركة وعند المساء ذهبت لشقتي 


هي شقة باردة كئيبة ذكرتني بشقتنا عندما عدت إليها ذلك اليوم بعد أن اوصلتك لأهلك كانت تماثلها ظلاما وبؤسا رغم انها انيقة وراقية نوعما إلا أنها حزينة ميتة لا حياة بها ولا روح لا دفئ لا راحة لا سكينة لا سلام بإختصار لا أنت اااه 


جلست على الأريكة الكبيرة أمام التلفاز لم أكن أريد مشاهدة شيء فقط لم أرغب بدخول غرفة النوم لا اريد غرفة لا تشاركيني إياها ولا سرير لن تنامي معي عليه

لا أريد حماما لا تدخلينه وفيه بعض ثيابك 

لا أريد خزانة لا تعج بملابسك 

لا أريد لحافا صدرك أدفئء من ألف لحاف 

لا اريد مخدة فبطنك أنعم وامتع مخدة 

لا أريد شيء فقط ضميني انت جنتي ومأواي 

فقط ضميني واغفري لي كل خطاياي 

فقط ضميني فأنا متعب وأريد ان انام 

فقط ضميني إليك وسامحيني إن هشمت أضلعك فأنا مشتاق 

فقط ضميني ولا تلوميني إن مزقت شفتيك حلوة المذاق 

فقط ضميني ولاتندمي فلن ليكون هناك فراق 


اااااه يا حبيبتي جلست على تلك الاريكة وحيدا غريبا حزينا جريحا شريدا 

ندمت يومها كثيرا وسالت دموعي تحرقني وتجلدني ليتني لم أسافر لماذا ابتعدت عنك لم أفارقك ولم أقبل أن تغيبي عني ماذا افعل انا هنا بأشواقي بآلامي بندمي وخسراني 


بت ليلتي تلك على تلك الاريكة لم أربحها حتى الصباح عندما استيقظت على صوت المنبه قمت بتكاسل وقد تجمدت عظامي فعلي نومي الغير مريح وذهبت للحمام أتوضأ ثم صليت وعدت لحقيبة الملابس الموجودة جنب الأريكة وغيرت ملابسي ثم خرجت لعملي كان يوما طويلا ومتعبا جدا فالمدير قد عاد وترك علي المسؤولية كاملة 

ولأكون صادقا معك كان ذلك جيدا حتى أنشغل  قليلا عنك وكنت اتعمد اخذ بعض الملفات والعمل عليها ليلا  كما تعلمين طويل جدا وبارد جدا وأنت بعيدة جدا واااه منك أنت 

تعرفت على بعض المطاعم يوصلون الطعام للبيت وأصبحت صالة الشقة هي ممان نومي أكلي وعملي واستغنيت بها عن بقية الشقة 

امضيت عشرة أيام على هذا النحو لا جديد حتى سمعت صدفة أحد العملاء يتحدث في الهاتف عن رسالة لزوجته فقلت لما يا ايم لا ترسل أنت أيضا لحبيبتك وزجتك قرة عينك 

ها لما لا وعدت للمنزل متحمسا على غير العادة فأنا أتوق للإنفراد بنفسي حتى أكتب لك ما يعتمر بصدري 

أخذت دفتر ملاحظاتي كتسويد لي ثم جلست احاول ترتيب أفكاري وانا متوتر جدا  كأنك أمامي كنت أرتعش كطفل صغير يستعد ليحفظ أمام زملائه أو كطالب يقدم بحثا بمدرج مليئ بالطلاب 


بدأت أكتب لك " حبيبتي رنا كيف حالك " ثم مزقتها يالك من غبي تبدو أحمقا 

أخذت ورقة أخرى وكتبت " حبيبتي أنا آسف آسف جدا أرجوك سامحيني " 

تبدو ساذجة جدا لا سأمزقها ومزقتها ثم أعدت رأسي للخلف أغمض عيني حتى أفكر بما علي قوله من أين أبدأ هل علي ذكر كلما مررت به والذي لا زال يخنقني كل ليلة كل ليلة أدرك كم كنت وضيعا ونذلا كيف كنت أسكت على وأتجاهل ما عنيت منه ماذا حدث لعقلي ماذا دهاني 

أتعلمين أنا أستحق أستحق كرهك إحتقارك وحتى إشمئزازك مني 

ولأكون صادقا أنا لا أستحق غفرانك ولا حتى منحي فرصة أخرى ااااه حبيبتي كم أتألم لقول هذا 

ولكن اعلمي شيئا واحدا أنا لن أتخلى عنك أبدا لن أعطيك حريتي أبدا حتى إذا مت أنا أفكر ماليا كيف أبقيك على عصمتي بعد موتي هل أعين لك حارسا يقتل كل من يطلب يدك 

أتعلمين لا تبدو فكرة سيئة سأوفر المال لذلك وافتح حسابا خاص لصالح قاتل مأجور 

حسنا حبيبتي لا تخافي فأنا لن أؤذيك ولن أسمح لأحد بذلك 

تلك الليلة أمضت وقتا أفكر ماذا أكتب لك بأي وجه أكتب ماذا أقول هل ستقرئين هل ستصدقين هل ستغفرين 

لم أجد جوابا فما فعلته لا يغتفر أعلم 

امضيت يومان أفكر واخيرا توصلت إلى فكرت تجعلني أشعر أنك بجانبي دوما وهي أن أكتب لك لكن ليس رسالة او اثنتين ولا حتى عشرة بل أن أكتب مذكراتي ويومياتي كالمراهقات 

أعجبتني الفكرة وها أنا اطبقها 

واليوم يوم الأحد أجازتي قررت ان أكتب لك كلما حدث معي منذ أن جئت هنا حتى هذه اللحظة 

وأنا الآن جالس على الأريكة وبيدي الدفتر وأمامي التلفاز وصوت فناني المفضل القيصر كاظم الساهر يطرب آذاني 

أتعلمين كنت أحب كاظم وأصبحت مجنونا به فهو الوحيد من يصف ما يحدث لي هو من يخرج الحزن من أعماقي لينهمر مع دموعي وأنا أستمع إليه في أغلب اوقات فراغي 

الوقت الآن هو التاسعة صباحا لم أتناول سوا قهوتي فلا شهية لي ولا رغبة سأتصل بالمطعم القريب ويرسل لي وجبة للغداء 

لا جديد حبيبتي سوا احتراقي شوقا وبكائي ندما لا جديد سوا دموعي ووجعي 

لا جديد لا جديد 

هل اكتب لك بعض ما يقول القيصر ٱنه يغني أشهد 

لكن لا سأكتب لك شعر آخر لنزار 

' لو لم تكوني أنت في حياتي 

كنت اخترعت امرأة مثلك يا حبيبتي

قامتها طويلة كالسيف 

وعينها صافية مثل سماء صيف 

كنت رسمت وجهها على الورق 

كنت حفرت صوتها على الورق 

كنت جعلت حبها 

حمامة شامية 

وشرفة بحرية

تلامس الماء ولا تخشى الغرق 

كنت جعلت شعرها مزرعة من الحبق 

وخصرها قصيدة وثغرها كأس عرق 

كنت أشتغلت ليلة بطولها 

أصور ارتعاشة العقد وموسيقى الخلق 

لو لم تكوني في لوح القدر 

لكنت كونتك يا حبيبتي 

بصورة من الصور 

كنت استعرت قطعة من القمر 

وحفنة من صدف البحر وأضواء السحر 

كنت استعرت البحر والمسافرين والسفر 

كنت اخترعن الغيم يا حبيبتي

ومن أجل عينيك انزلت المطر  ' 


ااااه الوقت لا يمر وقلبي لا يكف عن تأنيبي يصفعني إذا ما حاولت النوم يقول لي تذكر أين كانت تنام رنا يصفعني إذا شربت إذا إكلت إذا استحممت .. يعتصر ألما عليك طوال الوقت طوال الوقت ااااه يا حبيبتي ليتك تغفرين اااه 

هل تعلمين لم استطع الإتصال بعائلتك لأتحدث معك لا أعلم ماذا سوف يحدث لي إذا سمعت صوتك لا أستطيع لا أستطيع 

اتثلت بسامر البارحة وطمأنني عليك قال أنك ستفكين الجبس بعد إسبوع ااااه حبيبتي كم أتمنى ان اكون معك وأدلك لك يدك بعد فكه كم أتمنى ان أعانقها بين كفي واسحبك بها لأحضاني اااه 

أخبرك شيء لقد كنت جميلة بل مذهلة خاطفة للأنفاس يوم زفافنا لم أستطع حينها أن أبعد عيني عنك فكرت كثيرا ذلك اليوم أن آخذك ونهرب لكني كنت جبانا جدا 

شيء آخر تذكرت عندما أوصلت لبيتك عانقك آدم أرجوك حبيبتي لا تدعي رجلا يعانقك سواي ارجوك كدت أحطم وجهه ذلك اليوم عندما عانقك وكنت تبادلينه العناق وتضحكين تذكر ذلك يغضبني يجعلني أجن فكرت في إبراحكما ضربا الأثنان معا لكي تتعانقا وتضحكا ثانية لكني استغفرت كثيرا وطلبت من الله العون والتصبير 

حسنا لا إن كنت تتسائلين إن كانت قبلتي رد فعل فجوابي لاء 

قبلتي كانت عفوية لم أشعر بها حتى ضربت  صدري من شدة إختناقك حينها فقط ادركت أني أقبلك ولمعلوماتك هذا ما حدث لي في أولى قبلاتي لك ففي تلك الليلة عندما أتينا لشقتي وكنت نائمة بفعل الأدوية تسطحت بجانبك أنظر إليك ووجدتني أقبل عنقك ابتعدت عنك قليلا لأرى إن كنت استيقظت كنت نائمة يبدو يا حبيبتي ان نومك ثقيل .. هبطت على عنقك مقبلا لم أخذ راحتي فقد كنت أخشى ان تستيقظي لكني استمتعت كثيرا وشعرت ب **********


شهقت قوية خرجت من صدر رنا وهي تقرا ما يكتب ثم أغلقت الدفتر لعدة دقائق وفتحت ثانية وقلبت الصفحة دون أن تقرأ نهايتها وبدأت بالقرائة 


" أعلم أنك تسبينني الآن نعم أعلم ان أخلاقك لا تسمح لك بنطق تلك المسميات ربما تكونين رميتي الدفتر ربما أحرقته ربما تقلبين الصفحة لتقرأي هذه إذا كنت فعلت ذلك فسأخبرك بأني لست نادم على ما قلت وما وصفت فأنت زوجتي اتدركين معنى ذلك وانا لا استحي ولا أخجل منك وجسدي ملكك كما هو ملكي وسأخبرك بكل شيء عنه وخاصة إن حدث له شيء بسبب  كما ذكرت 

هل اعيد لك ما كتبت فانا اقسم أنك لم تقرئيه 

حسنا لا تغضبي سأحاول الا أعيده في هذه الصفحة وأكتفي بالإشارة إلى الصفحة السابقة 

حبيبتي اقرئيها رجاء فانت لم تعودي طفلة قاصر انت زوجتي وعلي إخبارك بكل شيء أريدك أن تتعرفي على كل شيء يخصني حتى نبدأ بداية صحيحة 

هيا حبيبتي اقرئيها 

حسنا حسنا لا تغضبي ما رأيك ان أغير قناة التلفزيون هيا سآهذ جهاز التحكم 

هاهو الآن بيسراي والقلم بيميني

حسنا هناك فيلم رومانسي لا لا اريد فيلما ولست معي لافرغ بك حسنا وعدتك أن لا أتحدث سأصمت 

سأغير المحطة ها هو برنامج وثائقي يتكلم عن الحيوانات الفتاكة حسنا هذا أفضل 

حبيبتي هل لديك لقتراح آخر لي ربما تتسائلين لما أشغل التلفاز إن كنت لن أشاهده وقلبي وكل تركيزي معكي 

في الحقيقة التلفاز  يصدر صوت وهو الوخيد الذي يتكلم فأنا لا أتكلم فمع من سأتكلم لذلك إذا أغلقت التلفاز سيسود الصمت وانا لا أحب الصمت يكفي أني لا أتحدث إلا في العمل قليلا مع العمال 

هل تظنين أني سأخرص نهائيا ربما لايهم

لا شيء يهمني في بعدك 

هل أكتب لك بعض الحوار الدائر في البرنامج بين عالم الفيزياء والمذيع لا انسي لقد كنت غبيا عندما اقترحت ذلك أنا أسحب اقتراحي لن تسمعي سوا صوت ولن تقرئي لشخص غيري 

الوقت بطيء جدا 

سأتحدث مع المطعم ليرسلو وجبة غداء 

ماالذي ترغبين في تناوله حبيبتي 

أي زوج أنا 

أنا حتى لا أعلم ما هي وجبتك المفضلة

هل أنت نباتية وأم آكلة لحوم مثلي 

ربما تتسائلين وأنا للحقيقة أتمنى انك تهتمين وتلاحظين وتتسائلين عن كل ما يتعلق بي 

حسنا ربما سؤالك لماذا لا أطبخ 

لا أريد لا أريد ان ادخل المطبخ 

أنا لا أشعر  أني ببيتي أنا غريب هنا 

هذا ليس مكاني ليس ملاذي  ليس موطني ليس صدرك أنت 

الفصل التالى إضغط هنا

..........

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-